<span style='color:Red'>الفـــــــصـــــ ل الثــــاني</span>

ألجـــــمت الصدمه مهره تماما ً ، كانت تتطلع إلى نسخة منها تدخل الى المطبخ ، كانما تشاهد نفسها منعكسه على سطح مــرآه....، النسخه دخلت المطبخ وهي تتلفظ بتلك العباره التي تفيد بانها عطشى وبحاجة لشرب الماء ، وفجــــــأه توقفت النسخه وواجهت مهره وجها لوجه ، وهذه الاخيره تتطلع اليها بذعر شديد ، ظل الموقف هكذا وفجأه ابتسمت النسخه وهي تطالع مهره ، تخيل هيأتك وانت تبتسم لنفسك في المرآه ....نفس الابتسامه ولكن الموقف في هذه االحاله كان يجمد الدم في العروق .....، وفي يــــأس ٍ شديد انسابت دموع مهره وهي تشاهد نسختها المبتسمه ..تقترب منها في ثقه وابتسامتها لا تفارق شفتيها ، تقترب اكثر منها ومهره تتراجع للخلف ...تحاول الفرار من نفسها لو شئنا الدقه .....والنسخه تدنو منها اكثر واكثر .......وفي أوج خوفها احاطت مهره وجهها بذراعيها لتقيه من تلك المواجهه واطلقت صرخه قويه .......

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = == = = = = =

صرخت بمنتهى القوه ....لتكتشف الظلام المحيط بها والاضواء التي تتخلل الغرفه من خلف زجاج النافذه ....، تطلعت مهره الى ماحولها ....كانت ما تزال في غرفتها وعلى سريرها ، العرق الغزير يغرق رداء نومها ، وأنفاسها لاهثه متسارعه كانما ركضت لتوها مسافة طويله ، تطلعت الى المنبه الذي تضعه بجانب سريرها ...كانت الساعه تشير الى الثانيه بعد منتصف الليل .....، أراحت رأسها على كفيها ، وهمست لنفسها : ياربي كل هذا وهم ...؟؟ ، قالتها بنبرة متساءله حيرى .....رفعت رأسها ونهضت من السرير ....أضاءت مصباح الغرفه ....وعادت لتجلس على طرف فراشها ...تحاول أن تجد تفسيرا ً لكل ما عاشته منذ لحظات ، أقنعت نفسها بــــأن كل مامرت به كانت مجرد كوابيس نتجت عما مرت به من توتر نفسي ....، كانت تدير تلك الافكار في رأسها حينما لمحت بطرف عينها تلك الحركه السريعه بجوار النافذه ، رفعت نظرها لتشاهد ذلك ( الطيطار ) الصغير بحجم الاصبع يقف الىجوار إطــــــــار النافذه العلوي، تطلعت إليه باشمئزاز ....وقالت كانها تحدثه : أنا ناقصه ....تطلعلي انت بعد يالوصخ ..، قالت عبارتها وفجــــأه حدث شي ء ٌ غريب .....، انطلق ( الطيطار ) بحركته السريعه المرنه من أعلى الاطار نحو الاسفل ....ليست هنا المفاجاه بل في شكله .....فحينما وصل الى طرف الاطار السفلي كان حجمه قد تتضاعف ليبلغ حجم الكف بعد ان كان صغير ا كالاصبع منذ لحظات ....، انتفضت مهره من الطفره الغريبه التي شاهدتها وابتلعت ريقها بصعوبه وهي تتخيل الحجم الذي قد يبلغه ( الطيطار ) ان هو واصل طريقه نحو باب الغرفه مثلا ً ، نهضت من مكانها ببطء وفي ذهنها فكرة واحده ، القضاء على هذا الزاحف المقرف قبل أن يتضاعف حجمه مرة ثانيه ....، إنحنت الى أسفل السرير والتقطت حذاءها الجديد الذي لم ترتده سوى مرة واحده منذ ان اشتراه والدها ، تشبثت به جيدا واتجهت نحو النافذه وقلبها يخفق بجزع ، هي في الاوقات الطبيعيه تخشى من هذه الزواحف فما بالكم والزاحف في هذه المره يتضاعف حجمه كلما تحرك ..؟؟&#33;&#33; ، ضمت شفتيها وهي تقترب اكثر من النافذه كانما تركز ّ كل اهتمامها على نقطه واحده .....على ( الطيطار ) ، وفجأه هوت بكل ما فيها من قوه وخوف عليه بالحذاء ...، وسقط الحذاء من يديها من قوة الضربه وكذلك سقط ( الطيطار ) ، تراجعت مهره قليلا ثم انحنت لتتأكد من موت ذلك المزعج ، كان منقلبا على ظهره وذيله قد انفصل عنه لينتفض الى جواره بتلك الحركه المجنونه المعهوده ، تقززت مهره من المنظر وأحست بانها ستستفرغ مافي معدتها من شدة الاحساس بالقرف ، لذلك اتجهت نحو الحمام الملحق بغرفتها وهي تغلق فمها بكفها .......، انحنت نحو المغسله......وأفرغت ماحواه جوفها......

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

( أخيييييييه شو ها )&#33;&#33; نطقت رحمه شقيقة مهره الكبرى تلك الجمله بمنتهى الاحساس بالقذاره وهي تنظر الى بقايا الطيطار الذي احتشد حوله النمل وحو ل ذيله المنفصل....، استيقظت مهره على تذمر ّ شقيقتها وتذكرت أحداث الليله الماضيه وبانها عادت لفراشها بعد تجربتها المريره في الحمام ، قالت لشقيقتها : البارحه طفربي .. قالت ذلك وهي تشير بكفها نحو الطيطار المقتول ، كانت رحمه في تلك الاثناء تلتقط حذاء مهره بطرف أًصابعها وملامح وجهها تحمل الاستياء والاشمئزاز وتقول : عاده مالقيتي تضربيه غير بهالجوتي الحلو ؟؟ أجابتها مهره بسرعه : بالعكس هذا شويه عليه بعد ...، قالت عبارتها تلك ولكن لم ترغب ان تفصح لاختها عن حقيقة ذلك الطيطار غير المالوف خوفا ً من ان تنعتها رحمه بالجنون وبتضخيم الامور ، خرجت رحمه من الغرفه دون ان تعلق على قول مهره بل اكتفت بنظره متقززه اخيره القتها على ذلك الزاحف الذي ألتهم النمل نصفه تقريبا ً في حين ظلت مهره في فراشها تتطلع الى الطيطار وتحاول ان تستوعب مامرت به في الليله الماضيه ...........

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

التف الجميع حول مائدة الافطار ....علي وبناته الاثنتين رحمه ومهره وابنه أحمد...تطلع علي بو فاضل الى مهره وسالها بحنوّ : الحينه اهون بنتي ؟ ، هزت مهره رأسها إيجابا وقالت : الحمد لله أهون عن قبل ...، وتطلع أحمد الى شقيقته الكبرى وسالها : رحمه بلاج ماتاكلين ؟ نظرت له رحمه ثم هتفت بحنق وهي تشير الى مهره : اسال اختك هاي ....اليوم صبحتنا بلوعة جبد ...، قلب أحمد شفتيه وهو لا يفهم شيئا من قول شقيقته وهمس لمهره بتساؤل :اشفيها شو استوى ...؟؟ ، ابتسمت مهره بعصبيه واجابته : و لا شي بس ابله متضايجه لني قتلت طيطار بالجوتي اليديد ، ضحك والدهم لحديثها وقال لرحمه : الحينه كل هالزعل بسبة طيطار &#33;&#33; ، أشاحت رحمه بوجهها كمن لا يجد من يفهمه في حين شارك أحمد والده الضحك ومهره اكتفت بالابتسام وهي تشعر ببعض التعب والارهاق .

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

عند مساء ذلك اليوم جاء فاضل لزيارة والده وأشقائه برفقة زوجته أسماء وابنه الصغير ابراهيم ، بعد السلام والتحيه انزوت رحمه قليلا ً باخيها فاضل وقالت له : اخويه بغيتك اترمس الوالد في موضوع عرسي ، فرك ًفاضل كفيه ببعضهما وهو يقول : ليش اهو بعده املزّم على فكرة الشيراتون ؟؟ ، همست له رحمه بياس : هيه ، ربت فاضل على كف ّ شقيقته وقال : ولا يهمج انا بحاول وياه انشالله يرضى ...وخالد يستاهل ....، أومأت رحمه برأسها : هيه توه في اول طريجه مابا يكرهني من اولها ، أضاف فاضل : هيه وشو بعد ..؟؟ ردت عليه بابتسامه : بس والله يسلمك ويحفظك لي ...، ابتسم فاضل ورحمه تقول له : بسير اشوف اسما وبرهومي ..، أشار فاضل بيده إشاره مبهمه : سارت ويا مهره قبل شويه ، نهضت رحمه من مجلسها واتجهت نحو غرفة مهره ، وجدت أسماء وابنها ابراهيم هناك ، وهتفت بما ان رأت ابن شقيقها : وينك برهومي شفيك اليوم منخش عني ...؟؟؟ ، كانت مهره تحتضن ابراهيم في تلك اللحظه وأسماء تقول ضاحكه : هيه نساج الظاهر لنه يبا يشوف عموه مهره اول ، اقتربت رحمه من ابن شقيقها وداعبت شعره قائله وهي تعاتبه : صح هالكلام برهومي ماتبا اتسلم على عموتك العوده اول ...بزعل منك ..، تطلع اليها ابراهيم بعينيه الواسعتين واجاب عمته ببراءة الاطفا ل : عموه....، قبلته رحمه من جبهته وقالت : الله يخليك حبيبي ، في حين قالت لها أسما ء ، قومي ابا ارمسج شويه ...، ومهره تسال : ايي وياكم ، تطلعت رحمه اليها وقالت بحده : لا ،، وتلتفت الى اسماء وتضيف :يالله اسما بنسير حجرتي ...، واسما تقول لإبنها : برهومي خلك هادي ويا عموه مهره ، اجابتها مهره : ولا يهمج برهوم حبوب ويسمع الكلام .....، ذهبت الاثنتان وتركتا ابراهيم مع عمته مهره .....، كانت اسماء تخاطب رحمه في غرفتها قائله : صدق ماحليتوا مشكلة العرس ؟؟ ، اجابتها رحمه : توني قلت حق فاضل يتدخل ويرمس ابويه ، ابتسمت أسماء وقالت : هيه بو ابراهيم حلال المشاكل ....وصمتت فجـــأه وهي تتحسس قلبها مما جعل رحمه تسالها : اسما شفيج ؟؟؟ نهضت اسماء من مكانها لتفتح باب الغرفه وتسمع في نفس الوقت صوت زوجها فاضل يهتف بعصبيه : شو استوابه ردي عليه ؟؟ ركضت أسماء بجزع نحو غرفة مهره ولحقت بها رحمه وهي لا تعرف سر التوتر الذي حدث ...ووصلتا الغرفه هناك كانت مهره تبكي بقوه ولا يفهم من كلامها سوىعباره واحده : مادري والله مادري ....، وفاضل يحمل ابنه ابراهيم فاقد الوعي بين ذراعيه ويركض به وهنا انفجرت اسماء بالبكاء وقالت بخوف: ولدي ابراهيم شفيه ...، صرخ فيها فاضل : بس ...تعالي ويايه بوديه المستشفى ......وخرج الاثنان بجزع من المنزل ...، ومهره ارتمت في احضان رحمه وهي تبكي وتقول بجزع : ابراهيم بيموت ....، احتضنتها رحمه بين ذراعيها وقالت وهي لا تعرف مالذي حدث : لالا تقولي هالكلام .....قالت ذلك بنبرة باكيه وهي لا تعرف مالذي حدث بالضبط ..........


<span style='color:Blue'>التتمه في الفصل الثــــــــــالث</span>........

ممكن الحينه اشوف تعقيباتكم على الفصل الثاني ......

ودي اشوفها والله تراها تهمني ....

اخوكم <span style='color:Green'>الحنش</span>