<span style='color:Red'>الفـــــــــصل الثـــــــــالـــــــــث.. ........</span>
كان علي بوفاضل شاحبا ً بعد الذي حدث لحفيده ابراهيم ، ومتوترا لدرجه كبيره حتى ان ابنته رحمه اقتربت منه وقالت : ابويه هدي اعصابك ،، انشالله مافيه الا العافيه ، كانت تحاول ان تهديء من توتر والدها إلا ان نبرة حديثها الباكيه والخائفه أحبطتا مسعاها ، التفت اليها ابوها بعينين حزينتين وهمس بصوت مرتجف : فاضل مااتصل ...اتصليبه ..، هنا هتف أحمد وهو يشير إلى الـــ ( موبايل ) : الحينه هاي ثالث مره اتصل وبعده مغلق ..، هز ّ والدهما الحزين رأسه في أسى وصمت وهو يغالب دموعه ، ثم سألهما فجــــأه : عيل مهره وين ؟؟
أجـــابته رحمه بخفوت : في حجرتها.....، ثم صمتت ولم تضف شيئــــا ً......
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
في غرفتها انزوت مهره ...، جالسة على الأرض بجوار فراشها ...ضامة ً ركبتيها اليها وعاقدة ً ذراعيها حولهما ،، أراحت رأسها المثقل بالهموم عليهما ، مختنقة ً بالعبره .....تحاول أن تستوعب الذي حدث ...كلما ترا ءت لها تلك اللحظات أحست بالذنب يكاد يعصر قلبها عصرا ً ... ، مالذي حدث لها ...أي ّ ُ مس ذاك الذي حولها الى تلك القاسيه ، ومضت تلك اللحظه المشؤومه في ذاكرتها كالبرق وأحست بالالم ، نعم لحظه مشؤومه ، حينما بقيت لوحدها مع ابن شقيقها ابراهيم كانت تلاعبه وتمازحه كعادتها ولكن لا تدري مالذي دفعها الى تلك الفعله التي تقشعر الان لذكراها ، حينما مــــد ّت يدها الى رقبة الصغير ابراهيم وضغطت عليها بقوه ...والصغير يلمحها ببراءه وهو الذي لم يعتد على الخوف من ( عموه مهره ) ، لكن ضغطها تواصل على الرقبة الغضه واحس الصغير بالذعر وهو يحاول التملص ,,, و لم تعر نظراته الوجله أية اهتمام ، بل قابلتها ببرود أعصاب وهي تعصر رقبتة بين كفيها ....حتى فقد الصغير الوعي ؛ حينها أحست كمن سكب عليها دلوا ً من الماء البارد وانتبهت لما فعلته ولم تستوعب ، أخذت تحدق فيه ثم خرجت هارعة تخبر اخوها بان ابنه قد اغشي عليه .....
إستعادت تلك اللحظات المشؤومه حتى لحظة خروج اخيها وزوجته بابنهما ، وانسابت دموعها غزيره على خديها وهي تتطلع الى كفيها ، كانما تستنكر ما اقترفاه.....، وفي أعماقها تيقنت من أنها مذنبه .. والمذنب يستحق العقاب ......، نهضت من مكانها وخرجت من الغرفه.....لتنفذ العقاب .....
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
خرجت من غرفتها وعبرت الصاله ...، كان ابوها قد غادر الصاله الى غرفته – من شدة الارهاق - حينها ، ورحمه بقيت الى جوار الهاتف تنتظر اتصال فاضل الذي طال ، مرت الى جوارها بصمت ، واتجهت نحو المطبخ ،، مدت يدها الى سلة المطبخ وانتشلت سكين اللحم من مكانها ، وفكرة العقاب تسيطر على وجدانها كله ... ودموعها تنحدر وهي تسترجع الحدث الشنيع الذي اقترفته يداها ومن عمق حزنها صرخت بقهر وهي تهوي بنصل السكين على راحة يدها اليسرى .....، (( يالمينونه شو اتسويين !! )) هدرت تلك الصرخه من خلفها وكف ّ ُ صلبه تمسك رسغها وتــُسقــِط السكين من يدها ...انتفضت من الخوف والتفتت لأخيها أحمد الذي تدخل في اللحظه الحاسمه ...ورحمه واقفه الى جوار باب المطبخ وقد اغلقت فمها بكفها ودموع ٌ حبيسه تملأ مقلتيها ...وتكاد ان تقع من هول مارأت ،، في نفس اللحظه القت مهره بنفسها في صدر اخيها باكيه وتصرخ قائله : خلني اقتل عمري ....انا استاهل ...، احتضنها أحمد وهو خائف ولم ينطق حتى بكلمه وتطلع الى شقيقته الكبرى التي مازالت متسمرة في مكانها تكاد لا تصدق مــــارأته بعينيها منذ لحظات ......
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(( شو ؟؟ ولد اخوج طاح غشيان ...عقب مهره بغت تنتحر ؟؟؟ )) هتف خالد الذي عقد قرانه على رحمه بتلك العباره وهو غير قادر على استوعاب ما تخبره به هذه الاخيره عبر الهاتف وهي تضيف من بين دموعها : والله خالد ..لولا لطف الله جانت ميته ...انا حسيت انها بتسوي شي عشان جيه زقرت احمد ......
ولم تكمل عبارتها وهي تتذكر ما حدث في المطبخ منذ قليل وصمتت وهي تبكي بصوت ٍ مخنوق ، هنا قال لها خالد : زين الحينه شو فايدة الصياح ...؟؟ احمدي الله على انها ما لحقت تسوي بعمرها شي ...، خفت بكاء رحمه وهي تستمع الى مواساة خالد لها ، ثم رفعت رأسها قائله : فاضل وصل ...اشوف سيارته داشه الحوي .. خالد يالله برمسك عقب ، رد ّعليها خالد : زين برايج ...لاتضايجي ...مب زينه الضيجه لج قبل العرس ، حاول ان يضفي شيئا من البهجه اليها بتعلقيه ذاك ..لكنها لم تنتبه له بسبب لهفتها لمعرفة حال ابن شقيقها ابراهيم لذلك ودعته بسرعه واغلقت الهاتف .....
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
دخل فاضل الى المنزل واخته رحمه تهرع نحوه : طمني ابراهيم شفيه ...، نظر اليها بارهاق وقال : الحمدلله بخير ..، نظرت الى ورائه وقالت : عيل وينه ؟؟ ، اشار لها وقال : ويا اسما في السياره انا ياي اطمن الوالد ، خرج احمد في تلك الاثناء وقال : ابويه راقد الحينه تباني اوعيه ؟؟ ، لوّح فاضل بكفه نافيا وأجاب شقيقه : لا خله يرتاح ...، خرجت رحمه لتتطمن على ابن شقيقها وكذلك احمد ...، في حين اتجه فاضل نحو غرفة شقيقته الصغيره مهره ،، قرع الباب ثم فتحه ...وجد مهره جالسه في فراشها ، ما إن رأته حتى هتفت : فاضل...وين ابراهيم ابا اشوفه ...نهضت من فراشها على عجل وهي تسرع لمغادرة الغرفه ، لولا ان منعها فاضل حينما مسك بذراعها وأعادها لتجلس على فراشها قســــرا ً بخشونة ٍ لم تعهدها فيه وقال لها وهو يضغط على حروفه : شوفي مابا ج عقب اليوم ترمسين ولدي ...فاهمه ولا لا ، صمتت ولم تتحدث وهي تتطلع الى ملامح وجه فاضل الذي لم تره من قبل بهذه العصبيه وهو يواصل ويده ما تزال ضاغطه على ذراعها : تتحريني ما عرفت شو استوى ؟؟ الدكتور خبرني انه جان بيختنق ....ليش سويتي جيه ؟؟ ، هتفت ودموعها تتفجر من عينيها : والله ما دري ...، هتف فيها بقسوه : بسج لا تصيحين مابا اسمع منج شي ...
وأفلت يدها بغلظه وهو يبتعد ليغادر الحجره قائلا ً: انتي اختي ....صحيح ...بس انسي ابراهيم ولا تقربي صوبه عقب اليوم ....، تفوه بتلك العباره الاخيره وغادر غرفتها تاركا بابها مواربا ً ، بينما انخرطت مهره في بكاء حار والحسره تغرقها.............
<span style='color:Maroon'>عفوا ً اخوااااااااااااااااني .....بس الظاهر الأحداث متواصله حتى</span> <span style='color:Blue'>الفصـــــــــل الــــــــرابـــــع</span>
منكم السموووووووووووحه ....
اخوكم <span style='color:Green'>الحنش</span>
مواقع النشر (المفضلة)