<span style='color:Maroon'>عذرا للتاخير اعزائي .......سامحووووووووووووني</span>

<span style='color:Red'>الفصل الـــــــــرابع والاخير</span>

بخطاها المتردده اتجهت رحمه نحو ( الحوي ) حيثما كانت شقيقتها الصغرى مهره ، اقتربت منها وتطلعت اليها ، كانت مهره شاردة الذهن ..مطرقة ً برأسها نحو الأرض...، كانت مستغرقة في التفكير ، حتى حينما همست رحمه باسمها ..انتفضت من الخوف وهتفت فيها : شفيج &#33;&#33; ، تراجعت رحمه للخلف وهي تضع كفها على صدرها من المفاجـــأه وقالت : بسم الله ...بلاج ؟؟&#33;&#33; ، نهضت مهره من مكانها بعصبيه متجهة نحو المنزل دون ان ترد ّ على شقيقتها الكبرى ...، لكن هذه الاخيره اوقفتها حينما قالت : وين سايره ؟؟ ، التفتت مهره نحوها وهمست : بسير حجرتي ...بيلس ويا نفسي ، اقتربت رحمه اكثر منها وسألتها : شلي مضايقنج ؟؟ صمتت مهره ثم أجابت شقيقتها بصوت خنقته العبره ..: فاضل هزبني ... ، قالتها وعادت لتصمت ودموعها تنساب على وجهها ، احتضنتها رحمه بين ذراعيها وقالت : بس حبيبتي ....زين ليش يهزبج فاضل ؟؟ ، اجابتها بصوتها الباكي المرتجف : يقول ...اني كنت بخنق ابراهيم &#33;&#33; ، القت جوابها ذلك في اوج إحساسها بالظلم ، وواصلت بكاءها بين ذراعي رحمه ....التي صمتت ولم تنطق بحرف .......

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

في غرفة رحمه ، جلست الشقيقتان بجوار بعضهما البعض ....وصاحبة الغرفه تسـأل : يعني انتي ما سويتيبه شي ابراهيم ؟؟ اجابت مهره شقيقتها قائله : لا..، ردت عليها رحمه : عيل ليش كنتي ناويه تذبحي عمرج في المطبخ ؟ ، هتفت مهره بحسره : مادري ...مادري ؟؟ ، وعادت للبكاء مرة اخرى ، مما جعل رحمه تصرخ فيها : بسج من هالصياح .... اكيد انتي سويتي شي في ابراهيم ...وحسيتي عقب بالذنب عشان جيه بغيتي تنتحري يالخبله ....صح ولا لا جاوبيني ؟؟ ، لم تجب مهره الباكيه ، ورحمه تصرخ فيها بقوه : سيري حجرتج ...من حقه فاضل يخاف على ولده منج ...، هنا هدرت مهره وقد سئمت من الظلم الذي تلاقيه من اخوتها : انا مب خبله ..، تلفظت بصرختها تلك وخرجت من حجرة رحمه راكضه نحو حجرتها ....ودموع قهرها تنساب ...

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

أوقف فاضل سيارته بالقرب من منزل والده والتفت لزوجته أسماء وقال لها : بعدج متضايجه ؟؟ ، تطلعت أسما ء الى زوجها ثم الى طفلها ابراهيم الذي غلبه النعاس في المقعد الخلفي و أجابت زوجها : فاضل انا ما تعودت اخش عنك شي ...بصراحه انا خايفه على ولدي من اختك مهره ..، هـــز ًّ فاضل رأسه متفهما ً وعقب على قول زوجته قائلا ً : لا تحاتي ما ظنتي انها بتقرب منه اليوم .. ، ثم أضاف كمن تذكر شيئـــاً : بس ما اوصيج مابا الوالد ...او اخواني ايحسون بشي ...، تنهدت زوجته بعمق وهمست له : انشالله ....، هز رأسه مرة ثانيه والقى بنظره نحو ولده الغافي وراءه على المقعد ....ثم حرك سيارته باتجاه منزل والده .....

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

((هلا بو ابراهيم )) ، رحب أحمد بشقيقه فاضل بعبارته تلك وهو يهم بمغادرة المنزل في سيارته السمارت الصغيره ، ابتسم فاضل لأخيه وساله : على وين انشالله ..؟؟ ، كان احمد في تلك اللحظات يمد يده مداعبا ابن شقيقه الغافي بين يدي والدته واجاب شقيقه : ساير عند ربعي ...والله لو ادري انك ياي عندنا ما كنت بظهر ..، لو ح فاضل بيده لشقيقه وهو يقول : زين برايك ...انا اصلا مابطول وايد ...

ودع أحمد شقيقه الاكبر ثم خرج من المنزل ليلحق برفاقه ..، في الداخل استقبلت رحمه شقيقها وزوجته بابتسامه كبيره وهي تقول : مرحبا اخويه ...ِشخبارك ؟؟ رد عليها فاضل التحيه وكذلك زوجته التي جلست بعد ذلك برفقة رحمه هي والصغير ابراهيم ، ثم انضم اليهما فاضل ووالده .....واندمجوا في الحديث .....، الى أن نطق ابراهيم ببراءة الاطفال حينما استيقظ: وين عموه مهره ؟؟ ، سال ببراءه .....ليشعر الجميع كالصفعه على وجوههم .....هذا الطفل انتبه الى ما غفلوا عنه .........او تعافلوه بالاصح ......

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

كانت تستمع الى حديثهم وضحكاتهم وهي تشعر بالظلم والقهر ...تود الخروج لـِـلُـــقيا ابن شقيقها الذي تحبه ..لكنها تخشى من مواجهة شقيقها فاضل ....كانت تصغي من حجرتها الى ما يدور في الصاله ...وهي تكظم احساسها بالمراره في صدرها ...حتى تلك اللحظه ....اللحظه التي نطق فيها ابراهيم بسؤاله البري ء عنها ...حينها انزاحت مشاعر الخوف من قلبها...لم تعد تهتم بمواجهة شقيقها وبتهديده....، سؤال برهوم الطفولي ايقظ فيها الحماسه ... لذلك لم تعد تهتم سوى باجابته ....انتزعت نفسها من فراشها انتزاعا على ا لرغم من الارهاق الذي تعانيه ....وفتحت باب غرفتها المطل على الصاله بقوه ....وأجابت ابراهيم هاتفه : عموه هنيه حبيبي ...، اتجه ابراهيم نحوها راكضا بخطواته الصغيره وهو يردد ضاحكا ً: عموه ....، استقبلته بذراعيها وهي تبكي وتحضنه نحو صدرها ، لثمته من جبينه وحملته الى صدرها وهو يتشبث بها ...، كل ذلك والكل صامت ..فاضل وزوجته وشقيقته ووالدهم علي بوفاضل الذي لا يعرف بالضبط حقيقة ما يدور ..، تطلعت مهره نحو هم كانما تثبت لهم براءتها مما يظنوه عنها ، وهي تحضن الصغير ..، ثم اتجهت به نحو غرفتها واغلقت الباب ......

هنا نهضت أسما ء من مجلسها وهرعت كالمجنونه نحو باب غرفة مهره ، واقتحمت الغرفه اقتحاما ً..وهي تهتف : ولدي ...عطيني ولدي ...&#33;&#33; ، حتى ان والد زوجها نهض خائفا مما حصل وهو يردد : بسم الله الرحمن الرحيم ..ابويه فاضل شفيها حرمتك ؟؟...، لم يجب فاضل والده وهو يتجه نحو زوجته وكذلك رحمه ، جميعهم اتجهوا نحو غرفة مهره ...، كانت مهره ماتزال تحتضن ابراهيم ...وأسماء تنظر اليها بغل ّ وهي تردد عبارتها بسرعه جنونيه : قلتلج عطيني ولدي ...، ومهره لا تجيب بل تبكي وتتشبث بابراهيم اكثر ...، وفاضل يهتف في شقيقته : اتركيه اشوفج الحينه ...، لم تفلح هتافاتهم في شيء ، وعلي بوفاضل الذي لحقهم في تلك الاثناء يسال وهو لا يفهم شيئا مما يدور : بلاكم عليها ..؟؟ ، و اسماء تنتزع ابنها بحده من بين يدي عمته وهو يبكي من الشجار الذي يدور حوله ...

حملت أسماء ابراهيم الذي كان ينشج ببكائه وهي تهتف في زوجها : فاضل انا بسير .. مابيلس هنيه، لحق فاضل بزوجته لكن والده هتف فيه : اوقفوا ..محد يروح خلوني افهم ..، اجابته اسماء صارخه من خوفها على ابنها : ماباها تقتل ولدي ..، التفت علي بوفاضل نحو ابنه وساله : فاضل شلي تقوله حرمتك ؟ ، حاول فاضل ان يبرر لوالده قول زوجته لكنه لم يجد ما يقوله ، في حين كرر والده السؤال : شفيك ؟؟ شلي تقوله حرمتك ؟؟ ، اجابته أسماء مرة ثانيه : عمي ...بنتك جانت بتخنق ولدي هذيج المره ..، الجمت العباره الكهل ...وردد عباره واحده متسائله : تخنقه ؟؟ ، هنا اضاف فاضل : هيه ابويه مثل ماسمعت ...مهره جانت بتقتل ابراهيم ..ونحن مانباها تقرب منه ، هتف فيه ابوه : انت اتخبلت ؟؟ شلي تقوله انت وحرمتك ..؟، وضعت ابنته رحمه كفها على كتفه وهي تخشى عليه الانفعال الزائد وقالت : ابويه ..ارتاح ..، ابتعد عنها بعصبيه وهتف فيها : خوزي عني ..ماتسمعي الخبال اللي يقولونه ..، اجابته رحمه : ابويه لا ..اللي قالوه صحيح ..هالخبله جانت بتقتل ابراهيم ...وبغت تذبح عمرها بعد ، في تلك اللحظات غادرت اسماء المنزل وهي تحمل طفلها الباكي دون استئذان وفاضل يلحق بها هاتفا ً: اسما ..لحظه ، بقي علي بوفاضل غير مصدق لما سمعه ، التفت نحو ابنته الصغيره الباكيه وسالها : مهره صح هالكلام اللي يقولونه ؟؟ ، اجابته من وراء دموعها : مادري ..مادري ، ورحمه تهتف : ابويه خلها عنك ..هاي اتخبلت خلاص ..، رددت مهره : انا مب خبله مب خبله ...، اخذت تبكي وتردد صارخه عبارتها تلك وهي تنفي الجنون عن نفسها، كانت تبكي بقوه وتصرخ ، اقترب منها والدها اكثر وقال : لا اله الا الله ...شو سويتوبها بنتي ...؟، احتواها بين ذراعيه ، لكنها لم تصمت ظلت باكيه كما هي ، فجاه شهقت بقوه ...وهي تضع يدها على صدرها ، حتى ان رحمه خافت وهي تقترب منها : مهره شفيج ؟؟، لم تعد قاويه على التنفس ..كانت تجاهد لتفعل ذلك لكنها لاتستطيع ، تشنجت اطرافها واخذت ترتجف بشكل مخيف ، ووالدها يبكي ويقول وهو يحضنها : مهره ..مهره ...، اراحها على الارض ، لم يقوى على سندها ، جلس الى جوارها وقد تمددت ويدها على صدرها والاخرى تمسك بتلابيب ملابسه بقوه ، وصوت شهيقها يمزق القلوب ، ودموعها تخرج من عيونها الزائغه ...

في حين اسرعت رحمه نحو هاتف المنزل وطلبت رقم شقيقها فاضل بسرعه لعله مايزال قريبا من المنزل ، ما ان سمعت صوته حتى هتفت فيه باكيه : فاضل تعال بسرعه ...مهره بتموت علينا ..، قالت له ذلك والقت السماعه من يدها وهي ترجع الى والدها الذي انكب على جسد ابنته المسجى على الارض ، يبكي بحرقه ويردد :لا حول ولا قوة الا بالله ....مهره ردي عليه ....، لكنها لم تجبه .........

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

أدخلت مهره الى غرفة الانعاش ، كانت تمر بازمة قلبيه ، ازمة قلبيه تصيب فتاة في الثامنة عشره &#33;&#33; ، كانت هذه النقطه هي التي تربك الجميع حتى الطاقم الطبي على الرغم من حدوث هذه الحالات ، وقف والدها وشقيقها وشقيقتها بالخارج وهم يراقبون مايجري بالداخل ، فجاه لمحوا الانفعا ل الذي اصاب الطاقم الطبي وهم يلتفون حول مهره ، لا بدان شيئا ما قد حدث ، نعم كان قلبها قد توقف &#33;&#33;، لذلك اسرعوا بتعريضها للصدمات الكهربائيه ، هاهو الجسد الغض ينتفض بقوه اثر الصدمه الاولى ، لا جدوى ، يعاودون الكره مرة اخرى ، وينتفض جسد مهره للمره الثانيه ، ولكن جهاز القلب مازال يصدر ذلك الطنين المزعج الذي يشير الى توقف القلب عن الخفقان ، إذا لا سبيل الا المحاوله الثالثه ... وللمره الثالثه ينتفض جسد الفتاه ، والطبيب المشرف يخشى تكرار الصدمات خوفا من تاثيرها السلبي على الدماغ ، ابعد جهاز الصدمات الكهربائيه ، شبك كفيه وضرب بهما صدر مهره باتجاه قلبها لعله ينشط ، فعلها مره ثم اخرى والعرق يغرق وجهه ، ووالد مهره يرتجف من الخوف على ابنته وابنه فاضل يقول له : اذكر الله ابويه ....، يعاود الطبيب باستماته محاولته ولكن دونما فائده ، يحس بعجزه امام مشيئة الله ، هذا القلب الشاب توقف عن الخفقان ....للابد ، رفع رأسه نحو النافذه التي يطل منها اهل مهره ، هز ّ رأسه نافيا ، ودمعة ياس تفر من عينيه ....،

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

أسندت جبينها على كفها المفروده وهي تشعر بالضيق ، اقترب منها شقيقها وهو يسال : شو رقدت ؟، التفتت اليه وقالت : هيه توني امرقدتها ، القى بجسده على اقرب كرسي اليه واغمض عينيه وهو يسترجع ذكرياتٍ مضت وصمت ....وطال صمته حتى سالته : احمد ...بعدك متلوم فيها ؟؟ ، اجابها وهو مغمض العينين : هيه ...لو ماظهرت يومها يمكن لحقنا المستشفى بسرعه ، ردت عليه :عيل انا شقول عن نفسي ...،،، لم تستطع إتمام قولها وهي تسترجع ماضي تلك اللحظات التي تشاجرت فيها مع مهره ، دخل ذلك الشاب الطويل الى المنزل وقال : السلام عليكم ...شخباركم ؟؟ ، التفتت رحمه اليه وقالت : وعليك السلام خالد ،، تطلع نحوها بضيق وهتف : انتي دومج على هالحال ...ارحمي عمرج ...البنيه الله يرحمها ....لا تحملي عمرج الذنب ، نهض احمد من مكانه وهو يقول : انا بسير عند ابوي ...بتم وياه ، اجابه خالد : زين برايك ، قال عبارته تلك وهو يتابع بنظره أحمد الذي دخل الى غرفة والده ، ثم جلس الى جوار زوجته رحمه وهمس لها : رحمه اسمعيني ....انتي غلطتي وحسيتي بذنبج .....يمكن ما فهمتي اختج حزتها ...بس لا تخلي الشي هذا ياثر عليج ، واشار بيده نحو غرفة والدها وهو يضيف : شوفي عمي ماشالله ...ريال عود ...بس تحمل الصدمه ...صح صار مايظهر شرات قبل ....واستوى يغير رايه بسرعه ....لكنه صابر ..، التفتت اليه وقالت : انت مابتعرف ابوي اكثر عني ...انت لو تشوف نظراته لي كلها اتهام ....يحملني المسؤوليه ....اسال فاضل ...اهو بعد يحس باللي انا احسه ..، زفر خالد وقال : فاضل ؟؟؟ انا فاضل هذا ماشفته من يوم ربيتي .... ، مد كفه اليها ووضعها على كفها وقال : قومي رحمه ...سلمي على ابوج بنسير بيتنا وبنييه عقب يومين انشالله واتشوفيه ، نهضت من مكانها وهي تتجه نحو غرفة معيشتها التي تحل بها حينما تزور والدها وشقيقها احمد ، اقنربت من الصوره ذات الاطار الصغير والتي تضعها بجوار فراشها ....، احتضنت الصوره وهي تقاوم رغبتها في البكاء لكن دموعها انسابت وهي تحتضنها، القت بنظرها نحو الفتاه الصغيره النائمه في الفراش ...، تلك ابنتها ....أسمتها على اسم شقيقتها الصغرى المتوفاه ......والتي تحتضن صورتها ......أسمتها مهره ..........

الفتاه التي فارقت الحياه .....دون ان يفهمها احد ......ودون ان يعرف حقيقة ما لحق بها احد ......،،
ترى كم فتاه كمهره في مجتمعنا ؟؟؟ لا تجد من يفهمها ؟؟ ولا من يستوعب نوازع نفسها ؟؟؟
لربما كانت القصه ذات بعد ٍِ خيالي ........
لكنها قد تحمل بصيصا من الواقع ........
ربما.....

= = = = = = = =<span style='color:Blue'>النهـــــــــــ ـــــايــــــــــــه</span>.......

اخوكم <span style='color:Green'>الحنش</span>