<font color='#000000'><span style='color:Red'>«محمد: تراث نبي» هو اول فيلم وثائقي تعرضه قناة اميركية عن حياة الرسول في محاولة لتصحيح النظرة للمسلمين.</span>

واشنطن - تعرض شبكة التلفزيون العامة الأميركية لأول مرة فيلماً وثائقياً عن حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أعلنت الشبكة أنها ستقوم في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر الجاري، في الساعة التاسعة مساء، بعرض فيلم يتناول حياة النبي الكريم، في خطوة هي الأولى من نوعها.

وتقول الشبكة إنّ "الفيلم الوثائقي المبدع يمزج بين سيرة نبي عاش في القرن السابع وحياة المسلمين الأميركيين في القرن الحادي والعشرين، التي تستلهم مثال الرسول الكريم وتسترشد به"، على حد تعبيرها.

ويتتبع فيلم "محمد: تراث نبي"، الذي استغرق إنتاجه ثلاث سنوات، ويعرض لأول مرة في الثامن عشر من الشهر الجاري في الساعة التاسعة مساء حسب التوقيت الأميركي على شبكة التلفزيون العامة، خطوات النبي الكريم في شبه الجزيرة العربية ومدينة مكة المكرمة حيث تدور معظم أحداث السيرة النبوية.

وقال مخرج الفيلم ومنتجه، مايكل شوارتز: "في الولايات المتحدة ما بين ستة وسبعة ملايين مسلم، والإسلام هو أسرع الديانات نمواً في أميركا، ولكن الكثير من الأميركيين يجهلون تماماً سيرة ذلك الرجل الاستثنائي الذي أسس هذه الديانة قبل أكثر من 1400 سنة"، على حد وصفه.

ويتجاوز هذا الفيلم الوثائقي حدود الماضي، وكما يقول مايكل وولف، الذي شارك في وضع هذا الفيلم وإخراجه: "إن "محمد: تراث نبي" تاريخ يُروى بصيغة الحاضر، فنحن نتمعن فيه بهذه القصة التي وقعت أحداثها في القرن السابع من خلال تجارب الأميركيين في القرن الحادي والعشرين، الذين يشعرون بصلة عميقة تربطهم بما فعله وقاله وآمن به النبي محمد".

وقد أنتجت الفيلم، الذي تقدمه شركة "كيه كيو إي دي" بسان فرانسيسكو، شركتا "كيكيم ميديا" ومؤسسة إنتاج الوحدة الوقفية، وتعاون على وضع وإنتاج الفيلم الوثائقي عن سيرة الرسول مايكل وولف وألكزاندر كرونمر، بينما قام بإنتاجه وإخراجه مايكل شوارتز، أما الراوي فهو الممثل المرموق أندريه براوِر.

ويتناول فيلم "محمد: تراث نبي"، الذي وفر له بعض أعظم علماء الإسلام السياق التاريخي والمنظور النقدي، المكائد والإيمان، والأفكار الثورية والاضطهاد المرير، والحرب الضارية والدبلوماسية الذكية الرائعة في صحراء قاحلة غالباً ما كان الولاء القبلي فيها هو الحماية الوحيدة المتوفرة، وفي حين أن محمداً صلى الله عليه وسلم تيتم منذ طفولته، إلا أنه كان محظوظاً، إذ أنه ولد في قبيلة قريش القوية في مدينة مكة التي كانت محجاً إقليمياً وملتقى طرق تجارية، وهكذا أصبح تاجراً ناجحاً في مركز تصله مختلف الأفكار والأعراق وتزوج السيدة خديجة التي كانت تاجرة ثرية، ولكن ازدهار أعماله الذي رافق ازدهار مدينة مكة، لم يحل دون رؤيته ازدياد الإهمال الذي يلاقيه الفقراء وثقافة الانغماس في الملذات، وفق ما يرد في الفيلم.

وتقول المؤلفة المعروفة كارن آرمسترونغ: "إنّ محمداً، على العكس من المسيح أو بوذا اللذين يبدو أنهما كانا زعيمين روحيين فقط لا غير بدون أي مسؤوليات دنيوية؛ وجد نفسه الآن رئيساً لدولة، فبعد أن نقل العائلات المسلمة من مكة إلى المدينة، أصبح عليه الآن أن يتأكد من بقائها على قيد الحياة هناك"، وقد أثبت النبي محمد أنه قائد عسكري موهوب استراتيجياً، ودبلوماسي خلاق مبدع في الفترة التالية المضطربة"، حسب الفيلم.

وفي حين يروي الفيلم الوثائقي سيرة الرسول التي تناقلتها وحفظتها الأجيال في القرن السابع الميلادي كتاريخ شفوي قبل أن يتم تدوينها، فإنه يعرض أيضاً ما يؤمن الكثير من المسلمين الأميركيين أنه تعاليم الإسلام، ويظهر كيف يؤثر إيمانهم على طريقة حياتهم.

ويأخذ الفيلم الوثائقي المشاهدين إلى منازل ومساجد وأماكن عمل بعض المسلمين الأميركيين لاكتشاف الطرق الكثيرة التي يحتذون فيها مثال حياة النبي الكريم ويفسرون حياته ورسالته اليوم.، ومن خلال هذه الروايات المتشابكة، يربط واضعو الفيلم الماضي بالحاضر، والنبي بالأتباع، ضمن هيكلية سينمائية مبدعة.

ويقول ألكس كرونمر، الذي شارك في وضع الفيلم وإنتاجه: "إن الكثير من المسلمين يعتقدون أنه إن شاء المرء أن يفهم مَن هم، فإن أفضل نقطة يبدأ منها هي سيرة محمد، لأنه أرسى مثالاً للسلوك والقيم يجاهد المسلمون في محاكاته اليوم"، على حد تعبيره.

ومن بين الأميركيين المسلمين الذين يقدمهم الفيلم مهاجرون جدد، ومسلمون عاشت عائلاتهم في الولايات المتحدة طيلة أجيال، ومعتنقون للدين الإسلامي مثل كِفِن جيمز، مدير دائرة الإطفاء في بروكلن (بمدينة نيويورك)، المنحدر من أم يهودية وأب من أصول أميركية أصلية (أي ما كان يعرف بالهنود الحمر) وأميركية أفريقية.

وقال جيمز: "إن أميركا دولة عرقية، فأنت إما أسود أو أبيض أو إيطالي أو يهودي، أنت إما هذا أو ذاك، وبما أنني أنحدر من خلفية تضم مزيجاً، كنت أشعر وكأنني في حالة متوسطة لا أنتمي فيها إلى أي فئة”، وبعد فترة من البحث عن مقر روحي اكتشف جيمز تآلفاً وانتساباً إلى الإسلام، يعود جزئياً إلى كونه يشترك مع الديانتين اليهودية والمسيحية في جذوره الدينية، ويعود جزئياً إلى كونه ينادي بالمساواة العرقية، وقد كان إيمانه بالدين الإسلامي الدافع إلى اتخاذه القرار بالعمل كإطفائي.، وهو يوضح ذلك بالقول: "إن القرآن يعلمك أنك بإنقاذك حياة واحدة تكون وكأنك قد أنقذت الإنسانية جمعاء".

أما نجاح بزي فهي ممرضة للحالات الخطرة ومسلمة أميركية من الجيل الثاني تعيش في ديربورن، بولاية مشغان.، وقد شهدت مدينتها تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين إليها نتيجة لحرب الخليج، وهي تقول إن الرسول الكريم هو مرشدها الدائم أثناء مساعدتها زملائها على فهم مرضاهم المسلمين والعمل معهم بشكل فعال ومساعدة زوجها على التأقلم مع الحياة بوجود ابنة مراهقة. وتوضح ما تعنيه بذلك بالقول: "إننا نعيش حياتنا من خلال مثاله، ولكنه ليس الله، فتبجيلنا وتأليهنا هو لله (وحده). أما سندنا ومرجعنا فهو (الرسول) .. إن الطريقة التي أسير فيها، وأتكلم فيها، وأتصرف فيها، وأعامل زوجي بها، وطريقة معاملتي لأمي وأبي، وكيفية تصرفي كأخت وابنة وممرضة وصديقة وجارة، هذه كلها تأثير الرسول محمد".

ومن المتوقع أن يتبع عرض الفيلم في موعده المقرر معالجات نقدية لمضامينه من قبل الخبراء والمهتمين، كما سيقوم برنامج "فرونتلاين"، على شبكة التلفزيون العامة الأميركية، بإعادة بث الفيلم الوثائقي "المسلمون" الذي يستغرق عرضه ساعتين ويتناول ما يراه "التفسيرات الكثيرة المختلفة للإسلام حول العالم"، يوم الخميس الموافق التاسع عشر من الشهر الجاري، في الساعة التاسعة مساء، حسب التوقيت الأميركي. (قدس.برس)


((ميدل ايست اونلاين))</font>