آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 59

الموضوع: زوجتي من الجن

  1. #16
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><h1 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: center"><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة السادسة عشر
    <hr>
    </font></span></h1><font face="arabic transparent" size=5>واخذت تنعت البشر بكافة الاوصاف،ولم تترك غادة وصفا الا ووصفت به البشر، واستفزتني بكلماتها وشتائمها التي تنم عن حجم الكره والحقد الذي تحمله بداخلها للبشر.
    شعور سيء راودني تجاه هذه المخلوقة الصغيرة...لماذا تحمل في داخلها كل هذا الحقد لبني جنسي..؟ ولماذا احبتني.. وانا منهم؟؟ وحدقت غادة بي بعينيها والتقت عيوني بعيونها ,واشاحت عيونها عني ونظرت الى الارض بخجل وكأنها شعرت بحجم الاهانات التي الحقتها بي <font color=#0000ff>وقالت : ـ "حسن انا آسفة ...انا آسفة ...لم اكن اقصد الاساءة اليك.</font> وكان علي ان اقدر طبيعتك البشرية، نعم يا حسن، انا لا اتذكر اننا تطبعنا على كره البشر واحتقارهم، ولكن صدقا يا حسن، انا احبك اكثر من أي شيء في هذه الدنيا التي ادركها والتي لا ادركها ". وسألتها وانا احاول ان اتغلب على الجرح الذي تركته في نفسي، والحزن يعتصر قلبي... <font color=#ff0000>ـ لماذا يا غادة تكرهون البشر وتحتقرونهم لهذه الدرجة ...؟ </font>وحاولت غادة ان تتهرب من الاجابة على سؤالي، ولكن اصراري على السؤال جعلها تقول : ـ "اننا لا نكره البشر لاننا نريد ان نكرههم، ولا نكرههم لانهم بشر يختلفون عنا، اننا نكره طباعهم وعاداتهم واعمالهم السيئة لا تلمني على ذلك ارجوك ,ان ما نراه وما نعرفه من اعمال البشر يدفعنا رغما عنا الى كرههم ,<font color=#0000ff>فالبشر يقتلون الحياة، البشر يدمرون كل شيء، وسيدمرون عالمنا وعالمكم, وستتدمر الارض بكاملها بسببهم</font>...لماذا يفعلون هذا؟ لا لشيء...فقط لانهم يعشقون الدمار ".
    <font color=#ff0000>وسالتها باستغراب : ـ وما دخل عالمك بما يفعله البشر ؟</font>
    فأجابت باستياء ... ـ "عالمي على الارض يا حسن، وبقاء عالمي يعتمد على بقاء عالم البشر، واي دمار شامل للارض هو دمار لعالمي، ولا تستغرب ان قلت لك بان عالمي حريص على عالمكم اكثر من حرصكم انتم بني البشر عليه ...اسفة يا حبيبي فهناك امور كثيرة ما زلت لا تعرفها وهي التي تدفعني احيانا للغضب على البشر...اسفة يا حبيبي".. واقتربت مني وقبلتني، ورجتني ان اعتبر ما قالته وكانه لم يكن <font color=#0000ff>وقالت: ـ "حبيبي حسن .. يلا اضحك وتعملهاش قصة ..."</font> وهل لقلبي اسير حبها خيار الا ان يرضخ لهذا الملاك &#33; وامسكت بيدها واخذنا نتمشى بين الاشجار، احضنها واقبلها، واداعبها ,وتمازحني وتلقي علي الثمار وتهرب والاحقها وامسكها ونضحك ونلهو، والوقت يسير بسرعة, الساعة تصبح لحظة، واللحظة لا تحتسب ,ونسير والسعادة تغمرنا ...واثناء سيرنا بين الاشجار، لفت انتباهي قط اسود اللون يرمقني بنظرات اثارت فضولي، واضحكتني في نفس الوقت ,ولكزت غادة بطرف يدي وهي منشغلة بقطف ثمرة من احدى الاشجار
    <font color=#ff0000>وقلت لها: ـ غادة.. انظري الى هذا </font><font color=#0000ff>القط</font><font color=#ff0000> ونظراته المضحكة. والتفتت غادة والابتسامة تعلو شفتيها ,وما ان رات الجنية غادة القط الاسود حتى انقلب حالها وكان كارثة سقطت على راسها، وارتعبت بطريقة غريبة وتسمرت مكانها من الخوف وامسكت بي بقوة وهي ترتجف وكانها تريد ان احميها</font>. لم ارها بهذا الضعف منذ عرفتها، وانا لا افهم لماذا كل هذا الخوف، امعقول ان مجرد <font color=#0000ff>قط اسود</font> يرعبها كل هذا الرعب ,ويقترب القط الاسود منا ببطء ولايبدو عليه ما يخيف، وغادة تلتصق بي اكثر واكثر، خائفة ترتجف كالطفلة الصغيرة التي شاهدت وحشا ضخما، تركض وتسحبني خلفها، وانا اجاريها واركض معها، تركض واركض، ومن التعب جلست على الارض، فسحبتني من جديد <font color=#0000ff>وهي تقول لي: ـ "اسرع ...ارجوك ..."</font> وكنت ارى الدموع في عيونها , نهضت راكضاً خلفها وهي ما زالت تمسك بيدي كطفل صغير تسحبه خلفها، ولكني لم احتمل الركض من غير سبب كالاحمق، وبغضب سحبت يدي من يدها وصرخت فيها: ـ كفى يا غادة ...كفى ...قولي لي ماذا جرى لك ؟.. واقتربت غادة وهي تبكي وامسكت بيدي وقالت : ـ <font color=#0000ff>"هيا اسرع ...اسرع يا حسن "</font>. ولكني رفضت ان اسير قبل ان افهم ...وغادة تبكي وتصر على ان اسرع، وبلفتة مني نحو الخلف رأيت ان القط ما زال يسير خلفنا. انظر حولي <font color=#ff0000>وارى قطاً اسود آخر، وقطاً آخر، وقطاً آخر</font> ...من اين جاءت هذه القطط؟ لا ادري، وكلها تنظر الي، هنا دب الرعب في قلبي انا ايضا، وانساني كل تعبي، واخذت اركض مع غادة وانا خائف و لا ادري لمَ انا خائف، مجرد شعور بان شيئاً غير طبيعي يجري حولي، وكلما قطعنا مسافة اخرى ازداد عدد القطط السوداء حولي، لأرى ما لا يصدقه العقل ..<font color=#ff0000>.الاف بل عشرات الالاف من القطط السوداء تحيط بنا من كل جانب ,كل شيء حولي لونه اسود</font>...الارض الاشجار، لأن القطط السوداء تغطي كل شيء من حولي، وهنا ادركت باني أتجه نحو هلاكي، وسحبتني غادة من يدي باتجاه الماء، ودفعتني تحت الماء بقوة وحثتني على الغوص وانا اكاد اختنق، وتقترب مني وتضع فمها على فمي وتمدني بالاكسجين، فاشعر بالراحة، اغوص معها وكلما غصنا تحت الماء اكثر، تتوقف وتقترب مني وتمدني من جديد بالاكسجين ...واخذت تسحبني، احيانا تهبط عدة امتار لنعبر من نفق ثم نسبح عدة امتاراً الى فوق عبر قناة يمينا وشمالا،ً وفي كل الاتجاهات ,وكانت غادة تعرف طريقها جيدا ،لا ادري كم من الوقت مر علينا ونحن نغوص تحت الماء او كم هي المسافة التي قطعناها، وغادة لم يكن يصعب عليها ان تزيل عني الارهاق وتمدني بالاكسجين تحت الماء. واستمرينا في السباحة حتى صعدنا عبر فجوة ضيقة الى كهف، وما ان صعدت من الماء حتى استلقيت على اليابسة لاستريح، واستلقت غادة بجانبي ووضعت راسها على صدري فاخذت اداعب شعرها بيدي واسألها: ـ غادة زوجتي الحبيبة، ماذا حدث ؟
    <font color=#0000ff>وتتمتم غادة وبنبرة حزينة : ـ "انهم </font><font color=#ff0000>"الكاتو"</font><font color=#0000ff> يا حسن</font> ...لقد اكتشفوا مكاننا، وجاءوا للقبض علينا، والقطط السوداء التي رأيتها مسخرة لهم، وهي تساعدهم في كل شيء، واينما وجدت تدل على وجودهم، وانت تستطيع ان ترى القط الاسود ولكنك لا تستطيع ان ترى فرد <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> (الجن) الذي يصاحبه.ولكل فرد من افراد "الكاتو" "قط اسود" ،ونحن نسميها عيون "الكاتو"، ولو امعنت النظر في عيونها لاستطعت ان ترى صورة <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> الذي يصحبها، وايضا يوجد بعيون كل قط اسود قوة تعادل قوة فرد <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> الذي يرافقه ,ومن اخطر الامور النظر بعيون القط الاسود لفترة طويلة، وهذا ما لا يدركه بنو البشر، ويتواجدالقط الاسود في كل مكان في عالمك وعالمي، ولا يستطيع ان يكشف القط الاسود الا اشخاصاً معدودين من البشر، وهم اصحاب القوى الخارقة، وعلامة واحدة فقط هي التي تميزهم عن البشر، وهذه العلامة توجد عادة باحدى ايديهم، ولو دققت النظر بعيونهم لوجدت التشابه بين نظراتهم ونظرات القط الاسود، وهؤلاء فقط من بني البشر من يملكون القوى المباشرة لهزيمة الكاتو...ولكنهم ليسوا الا نوادر من بني البشر ... <font color=#ff0000>ـ اين نحن يا غادة ...؟ </font>ـ "نحن الان يا حسن تحت سطح الارض بالاف الامتار "... ـ وماذا سنفعل الان يا غادة ...؟ ـ "يجب ان نسير حتى نصل سطح الارض لاتمكن على السطح من اعادتك الى عالمك حيث يوجد البشر، فربما ستكون هناك في امان اكثر، ويكون اصعب على <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> النيل منك ,اما هنا في عالمي فيسهل السيطرة عليك وسجنك في عالمهم ليكون مصيرك مثل مصير الاف البشر الذين وصلوا الى عالمي...والمصير هو حفر القنوات والصخور الى ان تموت". ـ وانت يا غادة، وحينما اعود الى عالمي ماذا ستفعلين ...؟ ـ "انا يا حسن اخترت مصيري بنفسي، وسابقى هاربة منهم حتى يتم القبض علي ,وبعدها ساواجه مصيري، ولا ادري الى متى سأستطيع الهرب منهم يوم ..عام ..عشرة، ربما اكثر وربما أقل". ـ غادة حبيبتي ...لا تهمني الحياة كثيرا، اريد ان ابقى معك لنواجه مصيرنا معا، وليحدث لي ما سيحدث لك ... ـ كلا يا حسن ...هذا مستحيل، فلو بقيت معي فما هي الا ايام وسيتم القبض علينا معا، لأن تحركي معك صعب جدا، فانا استطيع ان انتقل من مكان الى اخر في لحظة واحدة. <font color=#0000ff>ولكن معك لا يمكنني ذلك، فلا تتسرع في مواجهة مصيرك</font>، فانت ايضا في عالمك لن تكون في امان ,وستبقى في خطر دائم الى ان ينال "الكاتو" منك، او ان تجد طريقة للخلاص، وانا ساحضر اليك دائما بعد ان تعود الى عالمك. وضحكت غادة ضحكة حزينة وقالت : ـ" انا لا اريد ان يعتقلوك هنا، لانه لو حدث فستقضي عمرك بحفر الصخور وشق القنوات في باطن الارض. يجب ان تتحرك بسرعة حتى نصل الى سطح الارض ,وامامنا مسافات طويلة لنصل. ومن هناك يا حسن سانقلك الى بيتك بنفس الطريقة التي احضرتك بها الى عالمي ,وليتني كنت استطيع ان انقلك من هنا لوفرت عليك كل هذا التعب ولا داعي لتضييع الوقت لان القطط السوداء ستعود لتجد اثرك ... واخذنا نسير في باطن الارض في كهوف معتمة وفي اماكن يصلها النور، واماكن نمت فيها الاشجار والورود، لا ابالغ اذا قلت بأني مررت في اماكن تتسع لبناء مدن، واماكن اخرى لا فرق بينها وبين سطح الارض، الا انها معتمة، حتى انني مررت بنهر وحوله غابات من الاشجار، وسرنا وسرنا ...وفي طريقنا بدأت اشعر بحرارة عالية جدا لم احتملها، ونظرت الي غادة والعرق يتصبب مني وقالت : ـ "هل تريد ان ترى "المدمر "وسبب كره وعداء عالمي للبشر..حاول ان تحتمل الحرارة وتعال لترى . واقتربنا ومن بعد مسافة تزيد عن ثلاثمائة متر، رأيت فعلا سحراً...رايت ما بهر بصري ...قناة ضخمة يجري فيها سائل اصفر لزج يجري ببطء وينبعث منه نور متوهج ينير ما حوله...وابتسمت غادة باستياء وقالت : ـ لن تحتمل الحرارة والا لكنا اقتربنا اكثر لترى عن قرب". واشارت بيدها نحو القناة وقالت : ـ "هذا هو "ساحر عقول البشر "..كما تسمونه "معدن الذهب <font color=#0000ff>"اما نحن فنسميه "المدمر "،فهذه القناة التي تراها ويجري بها سائل الذهب واحدة من عدة قنوات ضخمة لا نهاية لها ,وهي في حركة مستمرة دائما تشق طريقها في كل الاتجاهات في جوف الارض،</font> وكلما التقت قناة بأخرى تصطدم القناتان ببعضهما ليصبا في نفس المكان، وبسبب هذا التصادم يتكون تجمع ضخم من الذهب، ومن هذا التجمع تتفرع عدة قنوات اخرى، وتبدا بشق طريقها بكل الاتجاهات وتبدوهذه القنوات صغيرة ثم تكبر مع الوقت وتتكرر نفس العملية من جديد، تصادم ...تجمع ضخم...قنوات جديدة ...علماء عالمنا يقولون بانه مع الوقت ستكثر "التجمعات الذهبية "وانه اذا بلغ عددها الثلاثين تجمع فسيدمر كوكب الارض بالكامل، وان عدد التجمعات قد بلغ حتى يومنا هذا ثلاثاً وعشرين تجمعا ولم يبق الا سبع تجمعات حتى تفقد الارض توازنها، وتدمر من داخلها دماراً كاملاً .وان حدث هذا فسيدمر عالمنا وعالمكم ...ولكن الاغرب من هذا ان علماء عالمنا مع كل ما يملكونه من قدرة وقوة تفوق قوة البشر بمئات المرات يقرون بانه لا يستطيع منع هذه الكارثة الا البشر، لانهم الوحيدون الذين يستطيعون تغيير مجرى القنوات حتى لا تصطدم ببعضها، وهذا بحكم قدرتهم المادية المباشرة والتي لا يملكها غيرهم، والاغرب من هذا.. ان احد الاسباب الرئيسة التي تمنع الاتصال بالبشر ـ وكل من يتصل بهم يلاقي العقاب ـ هو وجود هذه القناة، خوفا من ان يساعد أي فرد من سكان عالمنا البشر بالوصول اليها او اكتشافها. علماء عالمنا حريصون كل الحرص منذ الاف السنين على ان لا يكتشف البشر هذه القنوات الذهبية، بالرغم من قناعتهم بان البشر يجب ان يعرفوا بها حتى يعملوا على تغيير مجراها لتفادي الكارثة التي ستقع وتدمر الارض، والسبب الذي يبرره علماؤنا انه لو اكتشف البشر هذه الكمية من الذهب فستكون السبب في دمار عالم البشر، لان الذهب يسحر البشر ولن يتصرفوا بالطريقة الصحيحة، بل ستشتعل الحروب ويحل الدمار بسبب طمع وجشع البشر، وعلماؤنا يعملون كل جهدهم للمحافظة على عالم البشر، بل ان السبب الحقيقي هو ان عالمنا مرتبط ببقاء عالم البشر وكلما تطور وتقدم البشر فهذا ربما ساعد بان ينقذوا الارض من الدمار .ولو لم يكن هذا الترابط والمصير الواحد موجودا لدمر "الكاتو" عالمكم منذ الاف السنين وبسهولة. وعلماء عالمنا يا حسن يعملون بكل جهد من اجل مساعدتكم على ايجاد مادة اثمن من الذهب، حتى يفقد الذهب قيمته، ويصبح مثله مثل بقية المعادن الاخرى، وعندها فقط تستطيعون الوصول للذهب، وفهم الخطورة التي يشكلها في باطن الارض، يدفعكم للعمل من اجل تغيير مجرى "القنوات "وانقاذ الارض من "ساحر عقول البشر" الذهب المدمر" . وانهت غادة حديثها عن "المدمر"، وحثتني على السير، وبصراحة؛ لا اخفي بان للذهب سحره الخاص؛ فانا رغم الظروف التي امر بها الا انني لم استطع ان امنع عقلي من التفكير ولو للحظة باني لو ملكت هذا الذهب لاصبحت اغنى رجل في العالم؛ بل ولملكت العالم .<font color=#ff0000>فعلا هذا هو جشع البشر. فعلا لو ان البشر اكتشفوا هذا الذهب لانقلب العالم راسا على عقب بسببه .</font> وطردت هذه الافكار من راسي وسرت مع غادة وكلما سرت ارى اشياء غريبة جدا ...</font></font>

  2. #17
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة السابعة عشر
    <hr>
    </font></span></font></span></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">غريبة جدا علي مألوفة لها، وسرنا، ولا ادري كم سرنا وكم من الوقت مضى علينا، ولم ادر او افهم أي شيء، فعقلي فقد القدرة على التصور والتعقل ,فانا اتنقل من شيء غريب الى شيء اغرب، حتى انني اصبحت على قناعة بانه ليس من الغريب حتى لو اني رايت حمارا او كلبا او أي حيوان اخر ينادي علي باسمي. <font color=#ff0000>بدات اتخيل بانه ربما بعد قليل سأرى خنزيرا او حمارا يقول لي كيف حالك يا حسن</font> ...واخذت من ثقل التفكير اتخيل اشياء سخيفة ,وغادة كعادتها لم تعجز عن قراءة افكاري، وابتسمت ابتسامة ناعمة لا تخلو من الاحزان على المصائب التي حلت بها بسببي <font color=#0000ff>وقالت: ـ "حبيبي ...الحيوانات لا تتكلم اطمئن فانت لن ترى هنا ايضا حمارا او خنزيرا يناديك باسمك</font> ,ويسالك عن حالك وعن صحتك ولكن قد ترى بعض الحيوانات التي لم ترها من قبل، والتي تعيش في باطن الارض وفي الكهوف وطبعا هي ايضا لن تسألك عن صحتك وانما ستقوم بافتراسك لترى ان كان طعم لحمك لذيذا ام لا، وانا متاكدة بانك ستكون الذ وليمة مرت عليها في باطن الارض". وضحكت غادة ،وابتسمت انا واخذت انظر حولي وانا افكر..فعلا هذا ما ينقصني ان اصبح وليمة لحيوانات لا اعرف شكلها.

    <font color=#0000ff>الا يكفي الجن الذي يطاردني والقط الاسود الذي يراقبني. اتلفت حولي بخوف وانا اتخيل في كل لحظة بانه سيقفز علي حيوان ويفترسني، نظرت الي غادة نظرة سريعة ثم قالت:</font>
    <font color=#0000ff>&nbsp;"لاتخف فانا معك واستطيع ان احميك"</font>. واستمرينا بالسير لساعات طويلة، واثناء سيرنا توقفت غادة فجاة وابتسمت وقالت ساخرة : ـ <font color=#0000ff>"حسن ..اتحب ان ترى احد الحيوانات التي يسعدها ان تاكلك" </font>ـ ولم لا، فانا يسعدني ان اتشرف بمعرفتها . وضحكنا معا . وقالت : ـ" تعال ورائي".. واخذت طريقا جانبية وسرنا بها قليلا ثم وقفت ثانية وقالت : ـ " انظر الى اسفل" .. فنظرت ولكني لم استطع ان ارى شيئا، فقط سمعت اصواتاً رهيبة. دبت القشعريرة في بدني، وقلت لغادة: ـ انني لا ارى شيئا .. فامسكت غادة بيدي وسارت بحذر لأكثر من خمسين متراً، حينها بدأت أرى بوضوح اكثر، فنظرت حولي وكانني قد خرجت من كهف في راس جبل، ونظرت منه الى واد سحيق ,وكل هذا في باطن الارض، أرى حيوانا يشبه (الحرذون ) في شكله،اما الحجم فلا مجال للمقارنة ,فحجمه بلامبالغة يعادل حجم بناية مؤلفة من عشر طوابق ,وانا وعشرون مثلي ربما نكون له مجرد لقمة واحدة لا اكثر. قالت لي غادة بأنه من اضخم الحيوانات الموجودة في باطن الارض, وبانهم يطلقون عليه اسم<font color=#ff0000>(ربدا)</font> لانه من الغباء بحيث يلتهم ابناءه ظنا منه بانها حيوانات اخرى، واحيانا يطعم ابناءه لحيوانات أخرى ظناً منه بأن تلك الحيوانات هي أبناؤه. وهو ايضا من شدة غبائه حينما يتحرك ولضخامة جسمه يرى ذنبه يتحرك فينقض عليه ظاناً بانه حيوان اخر ,فيغرس اسنانه بذنبه وبعدها يبدا بالصراخ من شدة الالم ,وهذا هو (ربدا )الحيوان الاشد غباء في باطن الارض ,والذي يعيش منذ الاف السنين، ولم يتعلم حتى الان ان يعرف ذنبه ,او ان يميز بين ابنائه وبين الحيوانات الاخرى ,ويكبر ابناؤه ليكرروا نفس العملية ويبقى ربدا، وعندنا حينما يكرر احدنا الخطا نفسه للمرة الثانية يهزأ منه الاخرون ويطلقون عليه اسم (ربدا)حتى اصبح هذا الاسم من الامثال الشائعة في عالمنا مثل:"لما تفهم ربدا "،"وعد ربدا "الخ ... وايضا في عالمي فهو احد الاسماء التي تطلق على بني البشر،وانا متاكدة بانهم الان حينما يتحدثون مع بعضهم بموضوعي فهم يطلقون علي اسم (ربدا )... شدني حديث غادة عن (ربدا )وغبائه وعن حياته ,وكلما تذكرت مصائبي اتذكر (ربدا )واخذت اخاطب نفسي باسم (ربدا )واقول لنفسي : ـ ليش يا "ربدا" ما تعلمت من اولها ...؟؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>وسرنا واخيرا بدأت اشعر بالنور حينما وصلنا الى نهاية الكهف،</font> وحينما وصلت الى بوابته رأيت السماء ورأيت الشمس وشعرت بالدفء الحقيقي ,وشعرت بالحنان والراحة ..انا الان على سطح الارض..ولكن اين ..؟وفي اية بقعة من الكرة الارضية؟ انا لا اعرف ..المهم انني في عالمي وعلى سطح الارض . وجلست غادة على الارض حزينة مهمومة كئيبة، واقتربت منها وضممتها الى صدري، ولا ادري هل أواسيها ام أواسي نفسي، فكلانا ينتظر المصير المجهول <font color=#ff0000>ولكن حبيبتي غادة</font> فقدت كل شيء، فقدت الاستقرار والامان وحكمت على نفسها بان تبقى مطاردة، تهرب من مكان الى اخر ,وحيدة، حزينة، واشد ما كان يؤلمني هو ضعفي وعدم قدرتي على مساعدتها، فأنا لا استطيع ان افعل لها شيئاً. وبكلمات هادئة وحزينة <font color=#0000ff>قالت لي : ـ "لا عليك يا حسن، فانا استطيع ان اتدبرامري</font>، واعتاد على هذه الظروف، ولكن ارجوك اهتم انت بنفسك جيدا. وبعد ساعات سينتصف الليل وسأعيدك الى بيتك". وبأجواء مشحونة بالحزن والالم والقلق مما يخبئه لنا القدر انتصف الليل. وقفت غادة وامسكت بيدي ونظرت بعيني، فبدأت افقد توازني وقدرتي على التركيز ,وشعرت باني اطير بدون جسد، وما ان بدات استعيد توازني حتى نظرت حولي لاجد انني بقرب البيت ولا ابعد عنه الا عدة امتار، وغادة ما زالت تشد يدي وكانها لا تريد ان تتركني ,وبقينا للحظات لا نتكلم، كنا ننظر الى بعضنا البعض وحسب... </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%; text-align: center"><font face="arabic transparent" color=#008000 size=5>عودة حسن الى بيته</font> </h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#0000ff><span style="font-weight: 400">وقالت غادة بنبرة حزينة جدا : ـ يجب ان اتركك يا حسن لتعود الى اهلك ,وساعود</span> ا</font><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ليك بعد ذلك</font> . وامسكت بيدها بقوة وانا لا ادري ماذا اقول لها ,وبدات تسحب يدها من يدي وهي تبكي ,لتحرقني بدموعها..فلم اتمالك نفسي وبدأت ايضا بالبكاء ,واختفت غادة وجلست ابكي وقلبي يتمزق من الحزن على هذه المخلوقة التي كتب عليها ان تبقى مطاردة ,اي مصير هذا ...ومشيت ووصلت الى البيت . فتحت اختي لي الباب وما ان راتني حتى تغير لونها وشحب وجهها ولم تتكلم كلمة واحدة ,جلست على الاريكة لارتاح قليلا فرحت أغط في نوم عميق . وحينما افقت جاءت الي اختي وقالت لي : ـ سأحضر لك الطعام، وقد أحضرت لك ملابسك لتستحم،فتوجهت الى الحمام وحينما نظرت الى المراة لم اعرف نفسي ,فهذا <font color=#ff0000>ليس شكل حسن ,ذقني طويلة ,وملامحي طرأ عليها تغير كبير وواضح</font>، والمفاجاة الحقيقية هي ان شعري الذي لم اعتد على ان يكون طويلا قد اصبح طويلا بشكل مميز ,وقد ارتديت ملابسي وبدات ابحث عن امي في انحاء البيت ,فلم اجدها. فسالت اختي عنها فقالت لي بانها قد خرجت وستعود بعد قليل. تناولت الطعام واختي ترمقني بنظرات غريبة ,وما ان انتهيت حتى سألتني بهدوء</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>-:</font></span><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"> ماذا حدث لك يا حسن ؟اين اختفيت كل هذه المدة ؟؟ فسالتها باستغراب : ـ لماذا ؟كم مضى على غيابي ؟؟ فقالت لي : ـ اكثر من اربعين يوما. صمت قليلا وبدات استعيد ما حدث معي منذ لحظة خروجي مع غادة، <font color=#ff0000>ومع هذا لم يكن مفاجئا لي ان اكون قد قضيت اربعين يوما</font> او حتى سنة، فهذا الامر اصبح عاديا لي بالنسبة لما رايت، فعادت وسالتني: ـ هل نظرت الى نفسك في المراة ,ماذا حدث لك وما كل هذا الشيب الذي في راسك ؟؟ ام انك ستقول لي بانك صبغت شعرك باللون الابيض يا حسن ,نظرت اليها واخذت اضحك واضحك...وهي تنظر الي باستغراب وقلت لها وانا اضحك كالمجنون واتذكر غادة ومصيرها المجهول وابكي واضحك : ـ هل انت مصرة على ان تعرفي اين كنت ؟ نظرت الي باستغراب وقالت : ـ نعم يا حسن ...فقلت لها وانا اضحك : ـ<font color=#ff0000> لقد</font></span><font color=#ff0000> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>كنت في عالم الجن ...مع زوجتي الجنية غادة </font>,كنت هناك كل هذه المدة فهل عرفت الان اين كنت ام انك تظنين بانني اصبت بالجنون. ولا ادري لماذا قلت لها، ولكني بحاجة الى ان اتحدث مع انسان، بحاجة لان يعرف شخص بقصتي، ويكفيني الم وحزن ونظرات الريبة والاستغراب ممن حولي، يكفيني الجن ومطاردتهم لي ,فلست بحاجة لان اطارد ممن هم حولي بنظراتهم المريبة ...نعم كنت بحاجة لأن اتحدث ,اريد ان يسمعني أي شخص، لا استطيع الاحتمال فانا انسان ولا استطيع ان احتمل كل هذا ... نظرت الي اختي في هدوء وبدون انفعال، بل انه لم تبد عليها المفاجاة، ربما لانها تصدقني ,او لانها تتعامل معي وفقا للحالة المرضية وتطبق علي ما درسته في الجامعة. لا ادري ولكنها لم تبد أي انفعال لما قلت ,بل على العكس قالت لي بهدوء : ـ حدثني عن زوجتك الجنية يا حسن ... <font color=#ff0000>فقلت لها : ـ اتسخرين مني؟ هل تظنين باني مجنون وتريدين مجاراتي على جنوني.</font> ـ كلا يا حسن، انا اختك واقسم بحياة امي اني اصدقك واصدق كل كلمة قلتها ,اريد ان اسمع منك . ولم اشعر بنفسي الا وانا احدثها عن قصتي منذ البداية وحتى لحظة دخولي الى البيت ,حدثتها عن غادة وعما حدث ,وعما سيحدث لي ولها ,وعن المستقبل المجهول حتى لمست وشعرت بانها قد تاثرت ولم تستطع ان تمنع الدموع من السقوط من عيونها,واخذت تسالني عن "غادة " وانا احدثها بحرارة وتسالني عما سيحدث لها واجبتها. وحين سالتني اين هي الان يا حسن، اغلقت عيوني لأراها تجلس وحيدة حزينة مهمومة، ولم احتمل ما رايت واخذت ابكي، واخذت اختي تبكي معي، وهذه المرة لم اخجل من بكائي بل استمريت بالبكاء لحاجتي لان انفس عما في داخلي من هموم وحزن وضعف ,وفي تلك اللحظات شعرت بحنين إلى أمي ، اريد ان اضمها ..اريد ان تاخذني بحضنها ,اريد ان اشعر بالامان .فسالت اختي: ـ اين امي ولماذا تاخرت حتى هذا الوقت ؟؟ ونظرت الي اختي وقالت بنبرة حزينة والدموع تملا عيونها : ـ حسن.. امي متعبة قليلا، وهي الآن في</span> <span style="font-weight: 400">المستشفى . صرخت بها غاضبا: ـ لماذا لم تقولي لي هذا منذ البداية ؟ ما بها ماذا حدث لها ؟ ـ لا شيء يا حسن . وقفت وقلت: ـ سأذهب لاراها .. وقالت اختي: ـ ارجوك يا حسن اذهب واحلق ذقنك ,وانا سابدل ملابسي لاذهب معك. ,لم يكن لدي الصبرلاحلق ذقني فقط اريد ان ارى امي . وما هي الا دقائق حتى خرجنا من البيت مع احد الاقارب وتوجهنا الى مستشفى في القدس، وقريبي المحترم يمطرني بالاسئلة طوال الطريق ,ولم يكتف بهذا بل <font color=#ff0000>قال لي : ـ "الله يسامحك يا حسن هيك بتعمل بامك ,كل اللي صار لها بسببك يا حسن.."</font> وصلنا الى المستشفى وركضت باتجاه الغرفة التي ترقد فيها امي ,وجلست بجانبها واخذت اقبلها، واخذت تبعدني عنها ... ـ ابعد ...ابعد ...انت جني جني .. ـ امي ,ما بك يا امي فامسكت بي اختي وقالت لي : ـ لا تخف يا حسن فقط اصابتها بعض الهلوسة . وجاء الطبيب وسالناه عن حالتها فقال : ـ امك بخير وكل الفحوصات اثبتت انها سليمة وتستطيع الخروج من المستشفى اليوم . وعلمت من اختي بان امي قد اصيبت بشلل بيديها ورجليها منذ حوالي عشرة ايام، وهي تهذي طوال الوقت بان الجن اخذك، لقد اصيبت بالشلل حتى لا تستطيع احضارك من عندهم . والاطباء اكدوا بان الحالة التي تمر بها امي غير ناتجة عن علة جسدية . انهينا اجراءات المستشفى واحضرت سيارة واخذنا امي الى البيت وهي تهذي وتهلوس ,وتارة تقول لي: <font color=#ff0000>هل عدت يا حبيبي. وتارة اخرى تبدا بالصراخ علي وتقول انت جني ...انت جني </font>. جلسنا انا واختي نتناقش في حالتها، وهل فعل الجن بها هذا ام ماذا حصل ؟وقالت اختي : ـ كل ما يحدث يثبت بان ما حدث مع امنا هو من فعل الجن ,وهو امتداد لما يحدث معك ,ولا ندري ماذا سيحدث ايضا يا حسن ... نعم هذا بسببي انا ,الله يلعن الجن واليوم الذي عرفت فيه الجن ,امي المسكينة ما ذنبها ليفعلوا بها هذا ولم تقف الامور عند هذا الحد فقط بل لا ادري ان البلدة كلها بدات تتحدث عن بيتنا بانه بيت منحوس ,وان الجن يسكنه ,والكثيرون من اهل البلدة يتحاشون الاقتراب من بيتنا، والاشاعات تزداد ..فلان راى "عفاريت على سطح بيتنا","وفلان راى دجاجة سوداء تتكلم امام بيتنا ","والحجة فلانة رات حمارا ينبح","وحتى جارتنا العمياء قد رات عفاريت قرب منزلنا"،"وقريبتنا الطرشاء ايضا اخذت تروي بأنها سمعت اصوات جن". فاهل بلدتنا النشامى بعد ان ملوا الحديث عن بنت فلانة الحامل بشهرها السادس من فلان وطبعا بعد ان قام اخوتها النشامة بقتلها لغسل عارهم ,ولم يهمهم ان يمضوا بقية حياتهم بالسجن ,ولم يقتنعوا براي الطبيب الذي اثبت بانها ليست حاملا وانها عذراء ,وهل الطبيب يعرف اكثر من اهل البلدة؟ ...طبعا من غير الممكن ,لان اهل البلدة قالوا بانها حامل فهي حامل ,وبعد ان قتلها اخوتها الابطال في نظر اهل البلدة، تغير نوع الحديث .مسكينة .. المجرمون قتلوها ...ليش قتلوها وهي اشرف بنت في البلدة ..الله يرحمها والله كانت كافة خيرها وشرها ,والله كانت تخجل من خيالها . طبعا هذه القصة انتهت وجاءت مكانها قصة بيت الجن والعفاريت، واهل البلدة فعلا يستطيعون ان يروا الدجاجة تتكلم والحمار يغني، فليس من الغريب ان يرى اعمى عفاريت في بيت ابو حسن ,او ان يسمع اطرش اصوات الجن فكل شيء جائز في بلدتنا ,ولكن الغريب فعلا في كل هذا هو ما هي الاسباب التي دفعت اهل البلدة للحديث عن الجن وعن بيتنا ,وهل هي مجرد مصادفة ام ماذا ,قد اصدق انا بأن ما حدث لامي هو من تدبير الجن ,ولكن من المحال ان اصدق أي شيء يرويه اهل بلدتنا..وقصتي انا مع الجن لا يعلم بها احد من البشر سوى اختي، مصادفات غريبة وانا لا ادري ماذا افعل. لا اريد ان يصاب اهلي بسوء بسببي،</span> <span style="font-weight: 400">وامي المسكينة ما ذنبها هل انتحر حتى احافظ على اهلي ؟؟لا ادري ماذا افعل ...؟؟ واختي صامتة وحائرة بامري وبما يحدث لي .وقالت : ـ حسن الا تستطيع الجنية غادة ان تساعد امي ؟ فقلت لها : ـ مسكينةغادة، فمصيبتها اكبر من مصائبنا، وحينما اراها سـأسألها. وفي المساء خرجت للحديقة لعلي استطيع الاتصال مع غادة بالطريقة التي علمتني اياها ,وبعد عدة محاولات حضرت غادة واقتربت مني وقالت : ـ حسن ,انا اسفة لما حدث لامك ,تعال معي لارى ماذا يمكن ان افعل. ـ اختي تجلس معها . ـ "مش مهم، فهي لن تستطيع ان تراني ,وساجعلها تنام فورا". دخلنا غرفة امي وكانت اختي قد نامت، كانت امي هي ايضاً تنام، واقتربت غادة من امي , وقالت لي : ـ <font color=#ff0000>"ايقظها يا حسن وتحدث معها</font> ". فايقظت امي واخذت احدثها: ـ كيف انت يا امي ,ما هي اخبارك ... واثناء حديثي مع امي وضعت غادة يدها بلطف على جبين امي ولاادري ان كانت امي قد شعرت بها ام لا، قالت لي غادة : ـ يكفي يا حسن دعها تنام. ورفعت يدها عن جبين امي لتنام امي فورا وسألت غادة : ـ ماذا فعل الجن لامي يا غادة ؟ فقالت : ـ لم يفعل بها احد شيئاً ,وحتى انه لم يقترب منها احد من "الكاتو" او من البشر، وكل ما تقوله امك غير صحيح ,وما هو الا هذيان وهلوسة . فقلت لها : ـ <font color=#ff0000>ولكنها مشلولة يا غادة</font> . ـ حسن، قلت لك بان <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> او غيرهم لا دخل لهم بما حدث لامك . ـ هل تستطيعين مساعدتها يا غادة ؟ ـ "في هذه اللحظة لا استطيع يا حسن ,ومن اجل معالجتها يجب ان اعود الى عالمي لمعرفة بعض الامور التي ستساعدنا في علاج امك مما اصابها". ـ ولكن يا غادة اليس من المخاطرة العودة الى عالمك <font color=#0000ff>و"الكاتو"</font> يتربص بك في كل مكان ... ـ "نعم يا حسن هناك مخاطرة، في كل شيء توجد مخاطرة، لكني سأتدبر امري. لا تخف ساذهب واعود اليك بسرعة..." </span></font></span></h1></font>

  3. #18
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة الثامنة عشر
    <hr>
    </font></span></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">وهمت غادة بالذهاب ولكني ناديت عليها : ـ غادة ... والتفت الي.. ـ "ما بك يا حسن، يجب ان اذهب الان ..."<font color=#ff0000> ـ غادة انا قلق عليك يا غادة </font>.. ـ لا تخف يا حسن وان اردت ان تطمئن علي وتراني فانا قد علمتك الطريقة.. اغمض عينيك، وركز تفكيرك بي وعندها تستطيع ان تراني مهما كنت بعيدة، ولكني احذرك يا حسن، اياك ان تفقد السيطرة وتنسى نفسك بالتركيز. <font color=#0000ff>والان يا حسن ساذهب.. واختفت غادة كلمح البصر سائرة نحو مصيرها المجهول،</font> وانا لا ادري هل ستعود ام لا تعود، وعدت انا الى غرفة امي وايقظت اختي من نومها وقلت لها لاطمئنها ... <font color=#ff0000>ـ غادة حضرت ورات امي وقالت لي بان ما حصل لها لم يكن بسبب الجن او غيرهم ،وان ايا من الجن لم يقترب منها</font> .. ونظرت الي اختي باستغراب، وقالت: ـ اذا لماذا لم تساعدها وتشفيها . فقلت لها : ـ انها لم تستطع، ومن اجلها ستعود الى عالم الجن لتعرف الطريقة التي تتم بها معالجة امي، وقد وعدتني بانها ستعود بسرعة... </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ حسن ماذا تقول؟ كيف لم تستطع ,اليست جنية، وهي تستطيع ان تعمل كل شيء، اليس كذلك يا حسن . فضحكت ...<font color=#ff0000>وقلت لها: ـ انا ايضا في البداية كنت اظن مثلك بان الجن يستطيعون ان يفعلوا أي شيء، ولكن هذا غير صحيح ,فهم ايضا يختلفون من حيث المعرفة مثلنا نحن بني البشر</font>، فهناك من الجن من هو ملم بالطب، وهناك من هو ملم بامور اخرى. فان كانت غادة جنية، فهذا لا يعني بانها ملمة بالطب والعلاج كاطباء الجن او اطباء البشر، وايضا اريد ان اخبرك بان غادة صغيرة، وبالمقارنة بمعدل الاعمار التي يعمرها الجن فهي ما زالت طفلة. ونظرت الى اختي <font color=#ff0000>وقالت : ـ" والله ما انا فاهمة اشي من اللي انت بتقولوا ,المهم انها ترجع وتساعد امي وانا خليت الجن الك </font>وما بدي افكر فيهم مثلك ,لان عقلي مش مستوعب البشر تيستوعب الجن وبلاويهم.." وضحكت اختي وقالت : ـ "حسن شو رايك تسال مرتك الجنية "غادة" اذا الها اخو بلكي اتجوزتوا وصرنا عيله واحدة.." واخذت تضحك وانا اضحك معها وتوجهت الى غرفتي لانام قليلا. وفي اليوم التالي سارت الامور كالمعتاد ،واشتياقي لغادة قد زاد، فقررت ان اراها، وانا اعلم بان هذا ليس بالامر السهل، وانما احتاج الامر الى تصميم واراده وقوة تركيز سترهقني، ولكني صممت واغلقت باب غرفتي حتى لا يزعجني احد، وحتى اوفر الهدوء الذي سيساعدني في عملية التركيز لاستطيع ان اراها، وجلست على الارض، وبدات استرخي وأطرد كل الافكار الاخرى من رأسي ولا افكر الا في غادة، أغمضت عيوني وبدأت ابذل قصارى جهدي بالتفكير فيها، واحاول ان اتخيل اين هي ، أكثر من ساعة وانا احاول ان اكمل عملية الاتصال بها، <font color=#ff0000>وشعرت باني فقدت كل حواسي بما يجري حولي او باي شيء اخر،</font> وبدأت ارى غادة بوضوح، اراها تجلس في زاوية في مكان ما، وحولها كمية ضخمة من الاشكال التي تشبه شكل الكتب، ولكن دون صفحات، والتي يشع منها النور، تمسك بواحد وتمسح بيدها عليه ليشع منه نور، وتعيده وتمسك باخر، وتعيده بلمح البصر، اراها منشغلة، ولا اظن انها تراني مثلما اراها. انظر حولها وارى الالاف بل الملايين، لا ادري كم من الكتب او ما يشبه الكتب المرتبة، ولا ادري على ماذا ترتكز وكانها صفت فوق خيوط من نور،</span> <span style="font-weight: 400">وادركت بان غادة موجودة في مكتبه الجن، او ما يشابه هذا المصطلح، اعود باتجاه غادة واراها ما زالت منهمكة في عملها المكتبي كالمحرك السريع،ارى خيطاً من النور يتحرك بشكل دائري حول غادة، شعور غريب بالخوف ينتابني ولا ادري سببه. ولكن هذا الشعور يدفعني لاصرخ بجنون: غادة..غادة.. وبدأت أشعر باني اسقط من قمة جبل الى وادٍ فسيح، دون ان ادري ما حدث بعد ذلك ولكني افقت على غادة وهي تمسح بيدها على جبيني وانا ما ازال ارتعش واتصبب عرقا ولا استطيع الحراك. الا انه عندما مسحت غادة بيدها على جزء من جسمي، بدات استعيد قوتي ونشاطي من جديد. مالت غاده وقالت : ـ "يا مجنون، انت تظن انها دقائق، ولكنك تقوم بذلك منذ اكثر من عشر ساعات متواصلة .ولو لم تشعر بأنك يجب ان تصرخ فربما استمريت بذلك لايام او اكثر ". ـ غاده انا كنت اراك بوضوح، وكاني كنت معك ولكني اشعر بانك كنت لا ترينني ... ـ" هذا صحيح يا حسن ,انا لم اكن اراك لاني كنت منشغلة بالبحث عن الطريقة التي تتم بها معالجة امك. ولم اشعر بك الا بعد ان صرخت ولكن قل لي يا حسن :لماذا صرخت واخذت تنادي علي؟؟؟". ـ لا ادري يا غادة ولكني شعرت بان هناك خطرا يحيط بك بعد ان رايت شيئا كالشعاع يلتف حولك.. حضنتني غادة واخذت تقبلني بقوة. واخذت تبكي وتبكي.. ـ "حبيبي حسن ..شعورك هذا صحيح، وحاستك هي التي انقذتني، ولولا حاستك لوقعت في ايدي <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> ، ولو ان دائرة الشعاع التي كانت تلتف حولي اكتملت لما استطعت الخروج منها . وانا بالفعل مندهشة كيف استطعت ان ترى <font color=#ff0000>مصيدة الكاتو</font> التي نعجز نحن عن رؤيتها او الاحساس بها ,وهذا يعني بأنك وبحواسك يا حسن استطعت ان تحطم اسطورة مصيدة <font color=#ff0000>"الكاتو"</font>.. واخذت غادة تبتسم وملامح الفرح تبدو على وجهها .. ـ اتعلم يا حسن ماذا يعني هذا ,اتعلم ان هذا يعني بان حواس البشر اذا تم التحكم بها والسيطرة عليها، فأنها تفوق قوة "الكاتو" ,<font color=#0000ff>نعم يا حسن انت تستطيع هزيمة "الكاتو"</font> ..نعم يا حبيبي ما دمت استطعت ان تكتشف مصيدة الكاتو التي لم يستطع احد من عالمي ان يكتشفها، اتعلم ماذا يعني ذلك: اني استطيع ان اعود لمساعدتك لاكتشاف اسرار كثيرة دون ان يستطيعوا الامساك بي". واخذت تقبلني فرحة مسرورة ولم ارها هكذا ابدا،وحقا في ذلك الوقت لم افهم ماذا تقصد، او لمَ هذا الفرح ولكن المهم انها فرحة وسعيدة، فمنذ مدة لم ارها فرحة او تضحك من أعماق قلبها، فقلت لها: ـ يا غادة، انا بصراحة لم افهم ما الذي تقصدين قوله . ـ <font color=#0000ff>"حسن حبيبي، سأعلمك كل شيء فانا الان فقط اشعر بان الصمود بوجه "الكاتو" ليس مستحيلا. ولك ان تفخر بانك تمتلك قوة تفوق قوة "الكاتو" .نعم يا حسن سأعلمك كل شيء وسأساعدك لتفهم كل شيء اكثر </font>. ـ غادة حبيبتي المهم هل وجدت طريقة لمساعدة امي ؟؟؟ ـ "نعم يا حبيبي فقد بحثت في آلاف الالواح، حتى وجدت لوحاً كتب فيه عن مثل هذه الحالة، فما اصاب امك هو مرض لا دخل له بالجسد والمادة، اي ان علاجه لا يتم بالمواد أي الادوية، بمعنى اننا يجب ان نقوم بالاتصال "بدماغها "والسيطرة عليه حتى نستطيع ان نعيدها الى حالتها</span> <span style="font-weight: 400">الطبيعية ,وهذا يتم من خلال مسح مجموعة من الاحداث الموجودة في الذاكرة والتي تسببت بفقدان امك السيطرة على دماغها، والحل الثاني هو ان نتركها على حالها هذا حتى تستطيع العودة الى الواقع ولكن هذا قــد يستمر سنــوات اواشهر أو أيام ،فلا احـد يستطيع ان يحـكم ..". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ غادة ولكن كيف سنفعل هذا ؟؟ ـ" اسمع يا حسن ..هذا امر صعب ويحتاج منا مجهودا كبيرا لعدة أسباب .. <font color=#0000ff>أولاً: من المحال الاتصال بدماغ امك وهي في حالتها هذه، </font>ولكننا نستطيع ان ننتهز الفرصة حينما تعود امك الى طبيعتها ولو لدقيقة واحدة، وعندها اقوم انا بالاتصال بدماغها واعادتها الى الماضي حتى لحظة اصابتها بهذا المرض، وعندها امسح من ذاكرتها الفترة التي اصيبت فيها بهذا المرض، أي ان هذه المدة الزمنية لن تكون في حياتها لاني سألغيها عندها، ولن تستطيع ان تتذكرها، ولكن المشكلة التي ستواجهك انت، هي انه حينما ستفيق امك قد تتعرض لصدمة لانها لن تستطيع ان تفهم كيف مرت الايام بهذه السرعة، او حينما ستعلم بانها كانت مريضة كل هذه المدة فعقلها لن يستوعب ذلك، وهذا قد يؤدي بان تصاب بالجنون. <font color=#0000ff>وهنا ياتي دورك انت بان تحاول ان تجعلها تستوعب تدريجيا </font>بانها كانت في غيبوبة منذ مدة. واتفقنا انا وغادة ان نقوم بذلك على طريقتها، وذهبنا الى غرفة امي وطلبت من اختي ان لا تسمح لاحد بالدخول، وتفهمت اختي الموقف دون ان اشرح لها . وجلسنا بجانب امي ساعات طويلة حتى استيقظت امي وفتحت عينيها، فامسكت بيدها فورا وبدات اتحدث معها، ولكن لم انجح، فقد عادت واغلقتها ,وانتظرت عدة ساعات اخرى، فاستيقظت امي من جديد وفتحت عيونها، وامسكت بيدها واخذت اقول لها</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>: ـ " ام حسن اريد ان اعرفك بفتاه جميلة، حتى تذهبي لتخطبي لي اياها من اهلها.."</font> اخذت اصف لها غادة لاجعلها تفكر بها حتى تتمكن غادة من الاتصال بها، واشغل عقلها بالتفكير بغادة، ويبدو لي انني نجحت في ذلك، واقتربت غادة بلطف من امي وامسكت بيديها وبدات تتحدث معها بهدوء ونعومة، واستطاعت امي ان ترى غادة وبدا عليها انها بهرت بجمالها، واستمرت غادة بالحديث مع امي حتى كفت عن الكلام . وبقيت تمسك بيديها، وانا اترقب وانظر تارة الى غادة وتارة الى امي. ووضعت غادة يديها على جبين</span> <span style="font-weight: 400">امي ونظرت الي</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;وقالت : ـ "حينما تفيق امك ستعود لتراها كما كانت في اخر مرة رايتها قبل ان تذهب معي الى عالمي، فقد استطعت ان اعود بامك الى ذلك الوقت الذي نامت فيه، فهي الان استفاقت كالمعتاد دون ان تتذكر شيئاً، والاشهر التي مرت ستظن نفسها بانها كانت تحلم، وطبعا فهي لن تستطيع ان تتذكر شيئاً، <font color=#0000ff>وتذكر جيدا يا حسن بان امك حينما تفيق فهي لن تستوعب بسهولة أي تغيير حدث لانها نائمة منذ ساعات قليلة </font>وليس منذ اشهر، وحينما تفيق، ستستغرب وجودك لانك قلت لها بانك ذاهب في رحلة مع اصدقاء لك في ذلك اليوم الذي تزوجنا به ..الان يا حسن ساذهب ليكون لك الوقت لتستعد حينما تفيق امك، وسأعود بسرعة". واختفت غادة ... وذهبت لاختي وشرحت لها ما حدث واتفقنا على خطة لمواجهة الموقف وبدانا بترتيب البيت كما كان قبل شهر. وانتظرنا حتى استيقظت امي.وبالفعل،بمجرد أن رأتني قالت: ـ "شو .. ما رحت مع اصحابك على الرحلة يا حسن" ؟ قلت لها : ـ لقد غيرت رايي ولن اذهب. وتحايلنا عليها لنخرجها من البيت بسرعة ونبعدها عن أي ضيف محتمل، وحتى نستطيع ان نمهد الطريق اخذناها وذهبنا بها الى اريحا، وهناك جلسنا نضحك وهي تمطرنا بالاسئلة، ابتداء من الثلاجة والتي اختفت منها كمية من الدجاج واللحمة وهي حينما نامت تركتها مليئة ،<font color=#ff0000> والى اصغر التفاصيل التي تغيرت في البيت</font>، واخذت امهد لامي لاقول لها انها قد اصيبت بغيبوبة كالتي حدثت معي بالماضي، وانها نائمة منذ اشهر، ومهدنا لها بانها ستسمع قصصاً وحكايات من الجارات والاقارب، وبذلنا كل جهدنا لنجعل الامور عادية ونوفر على امي الصدمة ,سارت الامور بصعوبة شديدة، فامي لم تستوعب الامور بسهولة.. مدة طويلة ونحن نراقبها ونشغلها ونرافقها، حتى اننا كنا يجب ان نتحدث مع كل من ياتي الى بيتنا ونشرح له عن المسموح الحديث به امام امي وما هو الكلام الممنوع. المهم ان امي بخير ، ولم تتعرض لصدمة. وسارت الايام وغادة تزورني بالبيت لنقضي معا اجمل وامتع اللحظات وتدربني وتعلمني التركيز والسيطرة على الذات، وطرق الاتصال بها، واحيانا كانت تذهب الى عالم الجن بعد ان نتفق معا بان نقوم بالتركيز حتى تظل في مجال رؤيتي واحذرها من مصيدة الجن حتى لا تقع فيها، وكانت تذهب وتعود الي لتطلعني على دراسات اعدت عن البشر وتكوينهم، دراسات كلها تدل بان الجن يعرف عنا اكثر مما نعرف عن انفسنا مئات المرات، واستمرت المفاجآت الاخرى... وشاءت الصدف ان اكون جالسا</span> <span style="font-weight: 400">بمفردي قرب البيت شارد الذهن ضائعا في غموض العالم واسراره التي ما زلنا نجهلها واثناء جلوسي مر بقربي عجوز يتجاوز السبعين من العمر بدت على ملامحه آثار البؤس والعياء وهو ايضا يبدو ضائعا وحزينا، اقترب مني وسالني عن اقرب طريق توصله الى احدى القرى المجاورة لنا، فأشرت اليه الى احدى الطرق المختصرة فشكرني وسار في طريقة. احزنني بؤس هذا العجوز فلحقت به وقلت له: ـ <font color=#ff0000>يا "حاج" تعال نطلع على الطريق الثاني وساوقف لك احدى السيارات لتنقلك الى غايتك فنظر الي وقال: ـ شكرا، فقدماي تستطيعان حملي وادار ظهره وهم بالسير</font>، </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقلت له: ـ يا والدي الطريق بعيدة عليك. والتفت الي والدموع تترقرق في عينيه والحزن يخيم عليه وقال بلهجة حزينة: ـ شكرا . وسار، ولحقت به والفضول يقتلني لاعرف سر هذا الحزن والدموع ومع الالحاح عليه جلس وقال لي</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">: ـ كم تظن انني ابلغ من العمر ؟؟؟ <font color=#ff0000>فقلت : ـ السبعين او اكثر...</font> ـ هل تصدقني لو قلت لك باني لم ابلغ الثلاثين من العمر . عرفني على اسمه فقال لي أنه عمر، وعرفته على اسمي، ولم يكن يبدو عليه بانه يكذب، مع انه من المستحيل ان يكون عمره اقل من السبعين، وهنا زاد فضولي لاعرف سر هذا الشاب العجوز. قال لي : ـ لو اني حكيت لك حكايتي فستظن اني مجنون او معتوه . فالححت عليه ان اسمع منه، </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وبدا يروي لي حكايته.. ـ منذ عدة سنوات ظهرت لي في المنام <font color=#ff0000>فتاة جمالها لا يفوقه جمال، شعرها اسود طويل وناعم كالحرير، عيناها سوداء وواسعة، جسدها عجزت عن وصفه الكلمات ولغات كل كتاب وشعراء العالم ، وافقت من منامي، ولو خيروني ان ادفع عمري واعود الى حلمي لما رفضت، واخذت تظهر في منامي</font> حتى كرهت ان افيق من منامي ولو للحظة . اخذت تحدثني واحدثها، وقالت لي ان اسمها غادة، وهي من عالم غير عالم البشر، واحبتني واحببتها بجنون ,وبدات تظهر بصحوتي وتناديني ..يا عمر ..عشقت اسمي لان حبيبتي "غادة" تلفظه من شفتيها. قبلتني وقبلتها لانسى بين احضانها عالم البشر، اشعلت بداخلي كل شهوات البشر، ولم تسمح لي بالاقتراب منها، لتبقي النار كالبركان مشتعلة بداخلي ,اخذت تاتي الي وتختفي، ولا تظهر</span> <span style="font-weight: 400">الا بعد ان تحرق دموع الاشتياق وجنتي ,تفننت في اغرائي واشعال نار شهوات الحب والاشتياق، وكانت خبيرة بعالم البشر ,فقلت لها: "فداك انت ابي وامي وعالمي وروحي يا اجمل حلم وحقيقة مرت علي"، وعلى البشر عرضت عليها الزواج.. وقالت: "انت مقدم على الجنون او الانتحار يا عمر، فاهلي وسلطة عالمي سيلحقون بي وبك الدمار "..علمتني من الحب والحكمة ما فاق تصور البشر "تزوجتها" كما ارادت ونقلتني الى عالمها لاراى الغرابة والعجب . وسارت الايام وفقدت كل من حولي بلمح البصر، فشاب شعري وهرمت، وشاءت الظروف <font color=#ff0000>ان اكتشف بعد فوات الاوان اني "ضحية" وقد وقعت في شرك من تبحث عن "الخلود" بدماغ البشر</font> ، فغادة التي كنت اظن انها تحبني ما كنت لها الا ضحية، انتقتها من بين الاف البشر تنتقل من شخص الى اخر، ولا تتركه، تسيطر على دماغه وتتغذى عليه، ليزيدها قوة بقوة، ولكن حظي التعيس جعلني اكتشف هذه الحقيقة بعد ان فقدت شبابي ،واحلى ايام عمري ,انقذت نفسي لاكتشف بانه لم يبق لي ما يستحق ان ابقى من اجله وها انا اسير من قرية الى اخرى ابحث عن مكان هادىء لم يزره احد من عالمي لاقضي فيه ما تبقى لي من ايام، وانسى همومي واحزاني..افهمت الان سبب احزاني وهمومي، ام انك ستظن بانني مجنون وعجوز خرفان ؟ لا باس ان ظننت هذا فلن الومك، فما انت الا من البشر ولن يقنعك الا المنطق والعلم، <font color=#ff0000>ولكن انت الذي صممت ان تعرف قصتي، فدعني اذهب بسلام.</font></span></font></span></h1></font>

  4. #19
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة التاسعة عشر
    <hr>
    </font></span></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وبدأ العجوز الشاب يسير بخطى واهنة وقد اعياه التعب ... <font color=#ff0000>وتجمدت انا في مكاني ولم اتكلم من هول المفاجاة التي عصفت بي</font>، نعم لقد عصفت بي كما تعصف ريح الخريف بشجرة لوز هرمة.انه يتكلم عن غادة، انه يتكلم عن حبيبتي، انه يتكلم عن روحي وحياتي، اني اصدقه في كل كلمة. و كيف لا اصدقه، وهذا يحدث معي ...هل من الممكن ان تكون الجنية غادة...هكذا ؟؟هل من الممكن ان تكون قد خدعتني كل هذا الوقت...وهل سيحدث معي مثل ما حدث مع عمر ... بدأت استعيد ذكرياتي مع غادة لحظة بلحظة، من لحظة رؤيتي لها في السجن حتى اخر لحظة رايتها فيها...اتذكر واتذكر واتذكر ...لقد كانت حياتي تسير بشكل عادي مثلي مثل البشر...اريد ان اعيش ولي احلامي التي احيا من اجلها ..<font color=#ff0000>.ولكن ظهرت غادة، وقلبت حياتي راساً على عقب، فما عدت اميز الليل من النهار،</font> ولا السعادة من الحزن، ولا الحقيقة من الخيال.نسيت اهلي واصدقائي، وبقيت وحيداً. سجين لقياها، تتحكم بابتسامتي ودموعي، وتفعل بي ما تريد، حتى شعري الاسود قد ظهر الشيب فيه قبل الاوان...نعم لقد صدق عمر فيما قاله الجن لا يعرف الحب ...يالي من غبي تعس .الم تقل لي هي منذ البداية <font color=#ff0000>ان الجن يكرهون البشر؟</font> الم تظهر هي نفسها في لحظات غضبها كرهها واحتقارها للبشر...؟ واتذكر كل اللحظات التعيسة التي عشتها مع غادة ولكن ماذا تريد مني، الا يكفيها ما فعلت بي حتى الان ...؟واتذكر كلمات "عمر "عن انها تزداد قوة في السيطرة وإتلاف دماغ البشر. هذا صحيح فهي تتحكم بدماغي كيفما شاءت وكيفما ارادت...وبمقدار حبي الذي لا يفوقه حب لها ...اشعر بكراهية كبيرة تجاه تلك "السفاحة " التي تتسلى بعقول البشر وما زالت الافكار تراودني وانا اقف مكاني مشدوها لا اقوى على الحراك وقلبي وعقلي اضعف من أن يتحمل هذه الصدمة ,والتفت حولي واتذكر عمر، واسير خلف عمر واركض واركض لعلي استطيع اللحاق به .وارى عمر من بعيد يسير واهن الخطى وكانه يزحف زحفا...واصرخ عليه : ـ عمر ارجوك قف ارجوك ... ويلتفت الي لارى كل باس الدنيا وبأسي في عيونه الحزينة وبصوت حزين هامس يقول لي : ـ ماذا تريد مني؟ ـ ارجوك اريد ان احدثك . ويجلس عمر على الارض ويبدو ان قدميه لم تعودا تقويان على حمله، واجلس بجانبه واقول : ـ عمر ان ما حدث معك يحدث معي، فانا ايضا عرفت الجنية غادة . وما ان قلت هذه الكلمات حتى بدت الدموع في عينيه واشاح وجهه عني ووقف على قدميه واخذ يسير بعيدا عني ولحقت به</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;وقلت له : ـ ارجوك ساعدني.. ولكنه لم يهتم بكلامي وتوسلي وصرخت فيه: ـ ارجوك اسمعني.. والتفت الي والدموع بعينيه</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;وقال لي : ـ ارجوك ان لا تسخر</span> <span style="font-weight: 400">مني فيكفي ما اصابني وابحث عن غيري ان اردت ان تتسلى ... واخذت ابكي واقسم له انها الحقيقة: ـ ارجوك يا عمر اسمعني، انا لا استطيع ان اثبت لك هذا.. ويبدو ان كلماتي الاخيرة استطاعت ان تترك اثارا في نفس عمر فجلس يصغي الي، واخذت اروي حكايتي مع غادة ،ووصفتها له وقصصت عليه اشياء لم يروها هو لي، وبدت على ملامح عمر المفاجاة، وما ان انتهيت من حديثي حتى قال عمر واثار المفاجاة على وجهه الهرم : <font color=#ff0000>ـ ويلي عليك فانت ما زلت في بداية الطريق وما ستراه من غادة يفوق كل ما رايته حتى الان انت ضحية غادة الجديدة، لم اكن اعتقد بان غادة ستختار ضحيتها من هذه البلاد .</font> احرص على نفسك ولا تدعها تدمرك. ـ ولكن كيف، ارجوك ساعدني؟ وقال لي مشفقا على حالي : ـ ليتني استطيع، فغادة دمرت كل قدراتي، ولم تبق لي الا الذكريات. تركتني عاجزا حتى عن مساعدة نفسي، ياليتني استطيع ان افعل لك شيئا. ـ ولكنك ياعمر تقول لي باني ما زلت في اول الطريق .. قل.. ماذا استطيع ان افعل؟ كيف يجب ان اتصرف؟ قل لي شيئاً ارجوك. ونظر عمر مشفقا على حالي وكانه نسي همومه وغرق في همومي..</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقال : ـ في الحقيقة.. لا يوجد لدي ما اقوله لك فانا عاجز عن كل شيء ولو عرفت الطريق التي تمكنني من مساعدتك لساعدت نفسي اولا... وصمت قليلا ثم قال: ـ اسمع يا حسن ربما ان هناك طريقة قد تكون ناجحة ولكنها تعتمد عليك ...ان سيطرة غادة عليك هي بمقدار سيطرتها على دماغك وقدرتها في السيطرة عليه هي بمقدار قدرتها بالاتصال بك...فان استطعت ان لا تجعلها تتصل بك فهي لا تستطيع السيطرة عليك، فحاول أن تبذل كل جهودك في أن لا تجعلها تستطيع الاتصال بك، فان امتلكت الارادة نجحت وان لم تنجح...فما استطيع ان اقوله لك هو اني ساتواجد في ذلك الجبل</span> <span style="font-weight: 400">الذي تراه ...وسيحدث لك ما سيحدث معي وبعدها ستشعر بالحاجة الى الهدوء، <font color=#0000ff>فتعال عندي لاني انا وانت لن نجد من يصدق قصتنا وما حدث معنا .</font>..وسنقضي ما تبقى لنا من الايام في البكاء ما لم تجف الدموع وسنظل نعيش حسرة حظنا التعيس . ووقف عمر وسار واخذ يصعد الى الجبل، وادرت وجهي وعدت ادراجي الى البيت وانا مصمم ان لا يكون مصيري كمصير <font color=#ff0000>"عمر"</font>...وشعور بالقوة ينبع من حقدي على الجنية غادة التي تريد ان تدمرني يهاجمني ، فأقول لن اسمح بذلك، <font color=#ff0000>فلتذهب غادة وكل الجن الى الجحيم،</font> فلن اسمح لنفسي ان اكون دمية لغادة او لغيرها .....فانا على استعداد بان انهي حياتي ...وافسد على الجنية الحقيرة غادة متعتها في القضاء علي. انا الآن املك الحقد والتصميم والقوة على الانتصار... وصلت الى البيت وجلست ...وحضرت اختي الي وجلست بجانبي وهمست في اذني لكي لا تسمع امي ما تقول : ـ <font color=#ff0000>"حسن قوللي شو اخبار مرتك الجنية .؟..</font>". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقلت لها غاضبا : ـ لا اريد الحديث عنها ولتذهب الى الجحيم هي وكل الجن معها دعينا من هذه السيرة التي تشعرني بالاشمئزاز...وفوجئت اختي من كلامي وقالت: ـ حسن ماذا حدث لك؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;فقلت لها: ـ لا شيء يا اختي ولكني اشمئز من هذه السيرة، ولهذا لا اريد ان اتحدث عنها ولا اريد ان اتذكرها فكل شيء انتهى، وكل لحظة تمر هي ماضًًٍ، وانا لا اريد الا ان افكر بالغد، لا في الماضي ... ويبدو ان اختي فوجئت من كلامي ، او من طريقتي في الحديث معها عن الجنية <font color=#0000ff>غادة</font> ، التي كنت بالامس اعشقها واقدسها اكثر من روحي وحياتي... وتوجهت الى غرفتي ... ونمت وانا مصمم وبقوة ان لا افكر فيها حتى مجرد التفكير ...استيقظت في الصباح ...وصممت ان اذهب للبحث عن عمل...وخرجت من البيت وعدت في ساعات الظهيرة ، جلست في البيت وقبل الغروب بقليل جلست لوحدي ....وشرد ذهني قليلا نحو الايام التي مضت...وسمعت صوت غادة، ورايتها، يحن قلبي اليها رغم الحقد الكبير الذي احمله في داخلي...واخذت غادة تقترب مني <font color=#0000ff>وتقول لي: ـ " حسن ,حسن ...".</font> ولكني تذكرت نفسي بسرعة، نظرت اليها..وبدأت اشغل فكري باشياء كثيرة ولا استمع اليها...وتحاول الاقتراب اكثر..ولكن تصميما قويا، رغم الحنين الى ان احضنها، جعلني اقول لها: ـ ابتعدي عني ..ابتعدي عني. واشغل فكري باشياء كثيرة .وتلاشى صوتها وبدات تختفي تدريجيا ...وهذه المرة <font color=#ff0000>الاولى التي لم تختفي فيها كلمح البصر</font>...واشعر بحزن وحنين وضعف وقوة وحقد ...ولا ادري ما الذي اشعر به فقد امتزجت احاسيسي جميعها معا، ولا ادري ماذا يحدث، اشعر بحنين لها وبحزن لفراقها، اشعر بحقد عليها وبقوة بداخلي باني استطعت ان اطردها ....اتذكرها وهي تختفي من امامي تدريجيا واثار الحزن والالم بادية على وجهها فتكاد الدموع تسقط من عيوني ...اتذكر عمر. يتملكني شعور بالقوة . عمر ابحث عنه فلا اجده ابحث عنه في جنون او كشخص اصابه مس من</span> <span style="font-weight: 400">الجنون، اراه يجلس على صخرة كمن يترقب اجله اقترب منه بعزة وشموخ وقوة ...واقول له يا عمر <font color=#ff0000>لن تدمرني غادة كما فعلت بك</font> فانا استطعت اليوم ان اطردها واقول له وكاني اتحدى نفسي وضعفي وينظر الي ويسالني بضعف :كيف حدث هذا يا حسن كيف ؟فاروي له ...وازداد ثقة وقوة وانا ارى علامات الدهشةو والاعجاب بادية على ملامح وجهه ..<font color=#ff0000>ويقول لي : ـ ولكن يا حسن هل ستصمد وتنجح في مواجهتها</font> انا لا اظن ذلك فلست الا انسانا ضعيفا ,مصيرك مثل مصيري وتستفزني كلماته ...</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">واصرخ فيه: ـ انت ضعيف وهذا مصير الضعفاء، اما انا فلا ولن اكون لعبة لاي كان اتركه وكاني اشتاق الى ان اخوض حربا لاثبت لنفسي باني قوي ولست ضعيفا ...واعود الى البيت وشعور بالفخر والثقة يملا نفسي وانا اردد بيني وبين نفسي : ـ ليذهب الجن ولتذهب غادة الى الجحيم فانا لست دمية لاحد. اشغل نفسي باي شيء ، اقضي كل وقتي وحتى وانا نائم وكاني في حرب مع كل شيء ،مع الجن ومع البشر، مع نفسي ومع قلبي الجريح، مع كرامتي وكبريائي، ابكي وابكي ...على نفسي وعلى كل لحظة حب صادقة احببت فيها الجنية غادة، <font color=#ff0000>اتذكر زوجتي غادة،</font> اسخر من نفسي، كيف تكون زوجتي؟ احقد عليها، احقد على نفسي، احقد على الجن، احقد على البشر، فلا اريد شيئا من هذه الدنيا بعد ان فقدت احلامي، فكيف يحيا الانسان بدون احلام؟ كيف اريد ولا ادري ما اريد،اريد ان اضحك.. اريد ان ابكي، اريد ان اموت لانتهي وتنتهي متاعبي، اريد ان انسى كل شيء حتى نفسي، اريد ان اثار لكبريائي...لضعفي، احقد، اكره، ليتني استطيع ان ادمرها...كما ارادت ان تدمرني، الحقيقة انها دمرتني،فمجرد انها ليست في حياتي هو الدمار، فكيف يحيا الجسد بلا روح، وكيف تكون الدنيا بلا شمس او قمر ...؟اسمع صوت غادة ضعيفا، اشتاق اليها، اخاف، اريد ان اقفز لاحضنها</span>، <span style="font-weight: 400">لاقبلها.. حبيبتي غادة اين انت؟ اين انت، </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>وتظهر غادة حزينة وتقول لي.. ـ "حسن ما بك .."</font>. اتذكر عمر، اتذكر ضعفي .اصرخ بها اصرخ بنفسي.. ـ انا لست ضعيفا، انا لست دمية، اذهبي الى الجحيم ... وتتمتم غادة ولا اسمع صوتها ...وتتلاشى ببطء وهي تمد يدها نحوي، ولكن شيئاً كان يسحبها الى الخلف وتسقط الدموع من عينيها...وتختفي...واصرخ واشتمها واشتم نفسي، ولا ادري هل لانها ذهبت قبل ان اقبلها، ام لاني احقد عليها؟ لا ادري، ابكي ولا استطيع ان امنع نفسي من البكاء، اتذكر "عمر "واتذكر ضعفي ويطفو الحقد على الحب. واخاطب نفسي بصوت عال: انا لست دمية لاحد، انا لن اكون ضعيفا . وتستمر الايام وتمر الاشهر، وغادة تحضر، فما ان اراها حتى اطردها من قلبي وفكري وخيالي..واتذكر دموعها وتوسلاتها لي ان لا افعل بها هذا...فيهدني الحزن والاشتياق لها..واكره نفسي لما فعلت ...واعود واتذكر ضعفي واتذكر حبي لها وحقدي عليها، كرهت الدنيا وما فيها، حتى اهلي كرهتهم، فلم اكن اريد ان اكلم احدا ولا ان ارى احدا، حتى الطعام كرهته، حتى نفسي، اذهب لارى عمر فارى ضعفي واحقد على نفسي وعلى غادة وعلى البشر، اشتم واسخر ، واستمتع وانا اشتم ...واشعر بالراحة وكاني اشتم نفسي، وتختفي غادة ولا تظهر ويمر يوم واسبوع وشهر ولا اراها ...اجلس وانتظر ان تاتي لاطردها من جديد، ويبدو لي اني اصبت بالجنون ..<font color=#ff0000>.اريد ان اموت، اريد ان اموت ...تمر الايام وانا لا ارى غادة...واتوجه الى عمر .</font>..اتحدث معه، واشعر بضعفي وبعجزي وأخشى ان اصبح مثله ضعيفاً...واشعر بدافع قوي يدفعني ...لان انهي حياتي حتى ارتاح من هذه الدوامة، وكلما مر يوم اشعر بانني ضعيف وان الحياة يجب ان تنتهي، واستسلمت لآلامي وقد هدني التعب، واخذت اسهر الليل بين الاشجار بعيدا عن البشر ...وقد فقدت كل قواي ولم اعد اشعر بنفسي ولا بجسدي... ولا اتمنى الا ان ارى غادة للحظة واحدة، وبعدها لا يهمني ان احيا او اموت .ويبدو ان امنيتي قد تحققت وبدات ارى من بعيد ذلك الجسد المتناسق والشعر الاسود الطويل الذي يتطاير في كل الاتجاهات،<font color=#ff0000> وثوبها الخمري الذي يزيدها جمالاً على جمال...</font> وتقترب.. واشعر بان هناك شيئا غريبا، اظن نفسي احلم. اغلق عيوني وافتحها من جديد اراها تقترب مني، تتوقف بعيدة عني عدة خطوات، ولكن هناك شيء غريب ...اقول: ـ غادة هل عدتِ ...؟ انظر الى وجهها</span> <span style="font-weight: 400">وارى جمالاً لا يفوقه جمال، انظر اليها لكن هناك شيئاً غريباً لا استطيع ان اميزه، ولكني ارى ولا اشعر بان التي اراها هي غادة، وتقول لي: ـ "انا لست غادة يا حسن." واقف على قدمي ,واقترب منها ارى الحقد والكره في عينيها وتقول لي بغضب: ـ "لا تقترب مني ايها الحثالة &#33;" واسالها: ـ من انت بحق الله ؟ <font color=#0000ff>تقول باشمئزاز: ـ "انا من دمرت روحها وحياتها وحرمتها من اغلى ما لديها، انا التي ساريك نفسك على حقيقتها ,انا التي ساعذبك مثلما عذبتها ,انا التي ساجعلك تتمنى الموت في كل لحظة ..".</font> قلت لها متوسلا</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>: ـ ارجوك قولي لي من تكوني، هل انت جنية ...؟</font> ونظرت الي بحقد لا مثيل له ,وكاني قتلت احد افراد عائلتها.وتقول: ـ "انا من اكون &#33;انا التي ساعذبك في كل لحظة .انا التي ساجعلك ترى وتعيش العذاب الذي سببته لغادة ,انا التي ساجعلك عبرة لكل البشر ,وان استطعت ان تهرب من التي احبتك وضحت بكل شيء من اجلك ,فلن تستطيع ان تهرب مني ...<font color=#0000ff>انا التي كرهتك بمقدار حب غادة لك ,انا التي سخرت نفسي لاعذبك مثلما عذبتها، قسما بحياة اختي غادة اينما كنت لاجعلنك تتمنى الموت ولا تناله ."</font> واختفت في لمح البصر وتركتني في حيرتي ,ماذا يحدث ؟ربما اني جننت...وفي دوامة افكاري راودني شعور غريب لاذهب وارى عمر ,فربما اجد لديه تفسيرا لما يحدث ...توجهت الى عمر حيث تعودت ان القاه في الجبل ,وبحثت عنه واخذت انادي عليه : ـ عمر</span> <span style="font-weight: 400">...اين انت يا عمر ؟ وظهر عمر وقال لي : ـ انا هنا يا حسن . اقتربت منه وهو يبتسم ,وقبل ان ابدا حديثي معه بادرني هو</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;<font color=#ff0000>وقال: ـ هل اشتقت الى زوجتك غادة يا حسن؟</font> وفاجأني كلامه الذي لم اتعود عليه بهذه اللهجة من قبل ,وصمت افكر فيما قال ...ولكنه استمر بحديثه وقد بدت في عيونه ملامح قوة ونصر ,تخيف من يراها .. ـ لن تستطيع ان ترى غادة يا حسن .شكرا على المساعدة التي قدمتها لنا ,اتمنى لك اتخاذ القرار المناسب لانهاء عذابك ,فربما الموت افضل لك يا حسن ...&#33; </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>صرخت في عمر: ـ من تكون ؟من تكون ...؟</font> ضحك عمر ضحكة مجنونة ,وخيل لي ان اهل الارض جميعا قد سمعوها ,وقال : ـ نحن من لم يصمد امامنا احد ,نحن <font color=#ff0000>"الكاتو"</font> ...يا ابن البشر واختفى عمركلمح البصر وبدأت انا اضحك واضحك ...ولا ادري لماذا اضحك ...هل جننت حتى اضحك، ام ان شر البلية ما يضحك ,ولماذا لا اضحك و"عمر "من الجن وقد استطاع ان يتحكم بي كما يشاء كيف حدث ذلك انا لا ادري كيف لم استطع ان اكتشف بان هذا الشخص المسمى بعمر هو من الجن، لا ادري كيف خدعني، لا ادري فانا فعلا اما مجنون، او الاصح، انسان تافه ومن اليسير خداعه، اين غادة الان، لا ادري من تكون الجنية الاخرى؟ هل هي غادة ام اخت غادة كما قالت لي، لا ادري، وكم من الوقت مر علي وانا افكر في كل هذا لم استطع التحديد، لم استطع ان احدد ان كنت فعلا مجنونا ام عاقلا، اسال نفسي واجيب: انا عاقل ومدرك لكل ما يحدث حولي، وهذا دليل على اني لست مجنونا، واعود واقول لنفسي ولكن المجانين ايضا يظنون انفسهم عقلاء في داخلهم ولا يدركوا كونهم مجانين ...ومن هول الصدمة التي مرت علي وخاصة ان عمر هذا العجوز المسكين ...<font color=#ff0000>ما كان الا جنيا ٍ جاء</font></span><font color=#ff0000> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ليخدعني ونجح في ذلك ولهول ما مر علي ...بقيت عدة اسابيع وانا عاجز عن فعل أي شيء، </font>عن التفكير، عن الطعام، عن الحديث، ولا اشعر بنفسي الا وانا اضحك دون سبب ...وتيقن اهلي باني فعلا قد "جننت "وبدأت امي بالتحرك باتجاه الفتاحين والمشعوذين لانقاذي من "السحر " ومن الجن لايمانها بانه لا يوجد طريقة اخرى لانقاذي مما انا فيه. وقامت اختي بعرضي على "طبيب نفسي" ليعالجني مما اصابني ليخرج الطبيب بقناعة بعد دراسة حالتي باني مصاب بانهيار عصبي حاد . بعد عدة جلسات علاجية رحت اتحسن شيئا فشيئا، وبدأت اعود لطبيعتي، وادرك ما يدور حولي وما حدث معي، واتذكر الجني المسمى "عمر "هذا المخادع الخبيث، وكيف استطاع خداعي، واعود لنفسي واقول لها : فعلا ما انا الا بشر وما انا الا انسان ضعيف، والحمد لله على كل حال ان انتهت الامور عند هذا الحد، ولكني اعود واتذكر غادة حبيبتي، هذه المخلوقة الرقيقة وما فعلت بها لاشعر بضيق مما فعلته ، ولا ادري ما هو مصيرها او اين هي، واحدث نفسي بعقلانية: ان ما حدث قد حدث ولا يمكن ان يعود الماضي والندم والبكاء لن يغير في الامر شيئا، وربما هذه مشيئة الله ارادها ان تنتهي على هذه الحال، ولا يسعني ان اعترض على شيء، فما حدث قد حدث. احاول ان انسى واتغلب على الامي وجراحي لاحيا الواقع الذي ابتعدت عنه كثيرا، وباراده وتصميم اشق خطواتي الاولى نحو مستقبل واقعي يخلو من الجن، تاركا الماضي خلفي...وعدت لاسرتي ولاصدقائي ولعملي ولحياتي مثلي مثل بقية البشر، وكلما كان ىسرح خيالي بذكريات الماضي مع غادة والجن وما حدث، الهيت نفسي باي شيء حتى لا اسمح</span> <span style="font-weight: 400">للذكريات بان تتسرب لنفسي من جديد، سارت حياتي طبيعية "عمل ...اصدقاء ...اسرة ..." وطبعا كان من المستحيل ان تخلو حياتي من جراح والام الماضي، ومرت عدة اشهر على ما حدث معي ...وامي الحبيبة التي عانت بسببي الكثير والتي استمرت بالالحاح علي بالزواج وكانت ترجوني احيانا بان اتزوج حتى ترى حفيدا قبل ان تموت استطاعت ان تؤثر علي لاوافق على فكرة الزواج، ولم اوافق على الزواج الا لارضاء امي وتحقيق حلمها .ولم يكن يهمني من هي التي ساتزوجها او من تكون، المهم ان اتزوج لانه لا مفر من الزواج عاجلا ام اجلا، وبدأت امي تعرض علي اسماء واوصاف فتيات البلدة وتمدح جمال احداهن وعقل الاخرى، واهل واقارب فتاة اخرى، لتسهل علي عملية الاختيار وعلى رأي امي فهي ديمقراطية ولا تريد التاثير علي .لان هذه حياتي الخاصة، وتريدني انا ان اختار زوجة المستقبل .ولكنها تعود وتعرض علي <font color=#ff0000>عشرات الفتيات المرشحات للزواج،</font> وتضع كل الاوصاف الرائعة في واحدة من قريباتها وفهمت من كلام امي غير المباشر بانها ستكون سعيدة جدا اذ ا اخترت قريبتها، وبصراحة لا فرق عندي بين قريبتها فلانه او أي فتاه اخرى ...ولكن ما دامت امي ستكون سعيدة بهذه الاختيار فقد وافقت على الزواج من قريبتها، وفرحت امي وبدات اتصالاتها السريعة مع ام العروس وخالة العروس .لحسم الموقف والبدء باتخاذ خطوات رسمية من <font color=#ff0000>"طلبة" وخطبة وزواج. وتم تحديد الموعد للذهاب الى بيت العروس لشرب القهوة وقراءة الفاتحة</font> . وفي مساء اليوم الذي يسبق يوم قراءة الفاتحة في بيت العروس بدات افكر بجدية اكثر واشع</span>ر <span style="font-weight: 400">بقلق من الغد، ربما لاني مقدم على شيء جديد وربما ان هذا امر طبيعي يحدث مع الجميع... ولكن فكرة الزواج اعادت لي ذكريات زواجي من <font color=#0000ff>الجنية غادة</font> واعادت الي كل الذكريات التي حاولت ان اطردها من راسي، ولكن عبثا، ذكرتني بغادة وطريقة زواجي منها، والهبت الذكريات في داخلي نار الاشتياق لزوجتي الجنية غادة، وعبثا احاول ان اطرد الماضي من دماغي، وجدت نفسي تواقة لبعض الذكريات مع التي كانت وما زالت اغلى من روحي وحياتي مع التي كانت كل شيء، ولا طعم لشيء دونها، مع<font color=#0000ff> زوجتي الجنية غادة</font> ...واسبح في بحر من الذكريات لارى امامي دخانا ابيض كثيفا لا ادري من اين مصدره ينقشع شيئا فشيئا لتظهر من وسطه ايه جمال بكل معانيها، فتاة ترتدي ثوبا خمريا وشعرها الاسود الطويل منسدل عليه، "غادة" بكل اوصافها الا بتلك النظرات الغريبة، فهي تشبه غادة...في كل شيء، ولكني موقن من انها ليست هي ,ان تلك النظرات التي رمقتني بها لا يمكن ان تكون نفس النظرات التي كانت لحبيبتي غادة... واقتربت الجميلة مني بخطى واثقة وقوية واقتربت منها، ولم يبق بيننا الا عدة اقدام وتوقفت، واخذت ترمقني بنظرات لا افهم ما وراءها ، وابتسمت وقالت لي: ـ انا جئت لاهنئك مسبقا على الزواج من قريبتك وطبعا هذا اقل واجب أستطيع القيام به، وشكرا لأنك سمحت لي بالظهور لاقدم لك تهانيّ الحارة، فلو انك لم تفكر بطرق الاتصال مع عالمي لما استطعت انا الظهور، وخاصة اني اترقب هذه الفرصة منذ فترة طويلة، وها قد تحققت لي بفضلك...". وقلت لها : ـ لكن من تكونين انت؟ ولما هذا الاهتمام بي؟ وهذا التشابه الكبير بينك وبين زوجتي الجنية غادة .هل هذا لان بنات الجن</span> <span style="font-weight: 400">كلهن يشبهن بعضهن بعضاً ؟ <font color=#0000ff>ـ" انا سعيدة بانك يا </font><font color=#ff0000>حسن</font><font color=#0000ff> ما زلت تتذكر ان غادة هي زوجتك، واما بنات عالمي فلكل واحدة منهن شكلها، ان كانت جميلة ام قبيحة، والتشابه الذي تراه بيني وبين زوجتك غادة ليس بالتشابه الكبير الذي تتصوره، فلو امعنت النظر قليلا لوجدت </font><font color=#ff0000>انني اجمل منها بكثي</font><font color=#0000ff>ر</font>، </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">الا تلاحظ هذا يا حسن ...". ـ من تكونين ؟وماذا تريدين مني ؟؟ ـ انا قدرك الذي لا مناص منه، انا التي سلبتها اغلى ما لديها، ا انا اخت زوجتك غادة التي بسببك انت يا حسن فقدت نفسها وفقدتها أنا ,انا <font color=#ff0000>مرح</font>، اتذكر هذا الاسم يا حسن؟ ام اذكرك به، هذا الاسم يا حسن هو الذي اخترته انت قبل زواجك من غادة، ليكون إسماً لاحدى النجمات التي تعطيك القدرة على الاتصال بغادة وتكون رمزا بينكما...وبما انك لم تعرف في ذلك الوقت لماذا يجب اختيار اسم أحدى النجمات فانا ساشرح لك هذا.. من المتعارف عليه في عالمنا انه قبل ان يتم </span><font color=#ff0000>"عهد الارتباط "</font><span style="font-weight: 400">،اي الزواج، فانه يجب على العروس ان تطلب من عريسها ان يختار نجمة من بين النجوم ويسميها باسم اغلى شيء تحبه العروس وان يقوم بالمحاولة سبع مرات في ان يعرف الاسم الغالي والذي تحبه العروس دون ان تخبره هي الاسم، وان فشل العريس باختيار الاسم بعد محاولات سبع فلا يتم الزواج، وان نجح يتم الزواج، اما ما هو سر هذا التقليد الذي تصر عليه العروس قبل زواجها، فمعناه ان العريس حينما يقوم باختيار نجمة من بين النجوم فهو يعلن انه لن يحب غيرها ولن يتزوج غيرها مهما حدث <font color=#ff0000>الا اذا استطاع ان يزيل النجمة من بين النجوم،</font> وطبعا هذا من المستحيل. اما لماذا يجب ان يطلق عليها اسم اغلى شيء لدى العروس دون ان تبلغه العروس بهذا الاسم؛ فمعناه الموافقة المطلقة على انه يكون صاحب الاسم وصيا بالمحافظة على "عهد الارتباط</span> <span style="font-weight: 400">والزواج "ما دام صاحب الاسم موجوداً أي انه لم يمت وانت يا حسن من حسن حظك انك اخترت الاسم الذي ارادته غادة من المحاولة الثانية، فقلت في المحاولة الاولى لنسمي النجمة "غادة "وبعدها "مرح "لتبقى حياتنا مرحا في مرح، <font color=#0000ff>وانا يا حسن اقسمت بحياة اغلى مالدي، اقسمت بحياة اختي غادة ان احافظ على هذا العهد ما دمت حية</font> واذا نظرت الى النجوم يا حسن فستجد النجمة التي اسميتها مرح ما زالت موجودة في مكانها، واذا نظرت الي سترى "مرح "ما زالت موجودة، وعلى فكرة، ساجعل حياتك مثلما قلت كلها "مرح في مرح في مرح يا حسن ". وانهت مرح كلامها بابتسامة وكلي شوق لسماع أي شيء عن زوجتي غادة وسالتها </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>: ـ ما هي اخبار غادة يا مرح؟ اين هي الان؟؟؟</font> وقالت لي بلهجة ساخرة : ـ "هي تحت امرك وبتستنى اشارة منك، تتيجي وتركع تحت رجليك ...؟" ـ ارجوك قولي لي ما هي اخبارها؟ اين هي ؟؟ ورمتني مرح بنظرة مليئة بالحقد والغضب وقالت لي </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">: ـ ماذا تريد منها ومن اخبارها ؟الا يكفيك ما فعلته لها ؟الا يكفيك انك دمرتها ؟هل نسيت انها ترجتك ان لا تدمرها بنفسك، الم ترجوك وانت بغرورك وغبائك تخليت عنها وتركتها وحيدة لتلاقي مصيرها الذي هي فيه الان ؟؟؟وتسالني عنها وعن اخبارها؟". وصرخت فيها.. ـ ارجوك كفى.. واشعر ان قلبي يتمزق وانا اتذكر دموع غادة وهي ترجوني ان لا اتركها وحيدة .وانا بغبائي وغروري وانانيتي وحبي لنفسي خضعت لرغبة هذا <font color=#0000ff>الجني الحقير "عمر "</font>ولبيت له كل ما طلب مني بعد ان طغى على تفكيري واستطاع ان يثير بداخلي الغرور والكبرياء والانانية والخوف، نعم كيف انسى او اسامح نفسي على ما قلت لها وتوسلت لمرح ان تخبرني عن مصير غادة واين هي الان </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقالت لي : ـ "ساخبرك يا حسن، ليس شفقة مني</span> <span style="font-weight: 400">على حالك ، لانك فعلا لا تستحق الشفقة، ولكن لغاية اخرى..غادة التي استطاعت ان تهرب من <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> كل الفترة التي مضت، كنت تستطيع ان تساعدها من خلال قدرتك على اكتشاف "مصيدة الكاتو "الاسطورية تفاجأت "غادة"بذلك اليوم المشؤوم انك تقوم بقطع الاتصال بها بشكل جنوني ...وبقيت غادة تحاول ان تعيد الاتصال معك وانت ترفض هذا باصرار كبير ،حتى وجدت غادة نفسها وحيدة يائسة بعد ان تخلى عنها الذي تخلت من اجله عن عالمها، وعن كل شيء لديها ، ولم تجد ان هناك شيئاً يستحق ان تستمر بالهرب واستسلمت لمصيرها الذي لا مفر منه. وقام <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> بالقبض عليها وسجنها في <font color=#0000ff>"قبة النور "</font>لتبقى هناك الى ان تنتهي ولتكن عبرة لكل من يفكر ان يخطو خطاها من عالمي... وانت يا حسن لو ركزت قليلا فستستطيع رؤيتها ورؤية العذاب الذي هي فيه لتعلم حجم ما اقترفته بحق هذه المخلوقة التي احبتك وضحت بكل شيء من اجلك ...حاول يا حسن وحتما انت قادر على رؤيتها، ولكن هل ستكون قادرا على الاحساس بالعذاب الذي هي فيه ...هل تعلم ما هي <font color=#0000ff>"قبة النور</font> "،وهل لعقلك الصغير ان يكون قادرا على تصور العذاب الذي يلاقيه كل من حكم عليه ان يكون في داخلها...نعم لهو فخر لك ان تكون السبب في ادخالها "قبة النور ". وقاطعتها وقلت لها</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;: ـ ماذا استطيع ان اعمل من اجلها "يا مرح "، كيف لي ان اساعدها....</font> وضحكت مرح بطريقة حتى الجماد يستفز منها ...وقالت: ـ وهل امثالك يقدرون على عمل شيء سوى البكاء والهرب والخوف . ولكن لا باس ربما هناك طريقة واحدة قد استطيع انا ان</span> <span style="font-weight: 400">اساعدها بها باستخدام دماغك القذر ولا داعي ان اتعب نفسي باخبارك بالطريقة لانك لن تكون سوى اداه لاتساوى شيئاً، احركها كيفما اريد والى ان يحين ذلك الوقت فلا مانع لدي ان اتسلى بك قليلا، واعتقد باني ساجد بك مايسليني، وحاذر يا حسن ان املّ منك بسرعة، لاني ان مللت فساعود لافكر بعذاب اختي غادة داخل <font color=#0000ff>"قبة النور"</font>، وبما انها اختي واغلى ما لدي ولا قيمة لشيء عندي بدونها، فساشعر بعذابها. وحينما أتذكر فسأجعل حياتك مرح في مرح في مرح هل فهمت يا ابن البشر ؟&#33;". واستفزني كلام هذه الجنية الحقودة المغرورة </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>وقلت لها: ـ اسمعي يا مرح، لقد مللت حياتي ومللت كل شيء في هذا الوجود بعد ان فقدت "غادة"،</font> فصدقيني انه لم يعد هناك شيء يخيفني او يهمني، فان كانت غايتك مساعدة اختك غادة، فانا لن اتوانى حتى بالتضحية بكل شيء املكه من اجلها، وحياتي فداها، وسافعل أي شيء تطلبينه من اجلها ...وان كانت غايتك الانتقام والتسلية من دافع الحقد فصدقيني ان عذابي يفوق عذابك، ولن تجدي شيئا تفعلينه لي اكثر مما حدث، ومهما بلغت قوتك يا مرح، فلن "تستطيعي ان تقتلي ميتاً <font color=#0000ff>".. واشارت الجنية مرح باصبعها نحوي وقالت: ـ "انت اخر من يعرف التضحية، وانت اخر من يعرف العذاب</font>، ومن هذه</span> <span style="font-weight: 400">اللحظة انت اخر من يتكلم، فانت لن تكون لي سوى دمية، آمرك كيف اشاء، تتكلم حينما اريد انا لك ان تتكلم، وتنام اذا اردت لك النوم وتفيق اذا قررت ان تفيق، وتضحك اذا كان مزاجي يسمح لك بالضحك، وتبكي لان دموعك ستروي ظمأي، وحتى نوع العذاب فلا خيار لك فيه، ومن اجل كونك زوج اختي غادة فساترك لك الخيار بالتفكير بالطرق التي تسليني حتى لا املك بسرعة، وانا الآن بدأت اشعر بالملل.. فحاذر يا حسن .". فجّر كلام مرح بداخلي بركاناً من الغضب، صرخت فيها.. ـ من تظني نفسك؟ انت لست سوى جنية مغرورة، وانت لا تستحقين مني الا كلمة واحدة اقولها لك ..اذهبي الى الجحيم.. وادرت وجهي لأبتعد عنها، وبدات اطردها من تفكيري بعزم حتى انساها، ولا ادع لها مجالا لتؤثر علي. واحاول طردها وقطع الاتصال معها بعزم وبقوة، الا انها بدأت تضحك وتضحك وتضحك بطريقة هستيرية، وصدى ضحكاتها يمزقني، وعبثا احاول ان ابتعد عنها،</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>&nbsp;وتقول لي ساخرة: ـ الى اين تهرب هذه المرة لا اظن انك ستجد مكانا تهرب اليه، ولا تنسى، انا قدرك،</font><font color=#ff0000> وانتم لا تهربون من القدر، فلا مجال لك</font><font color=#0000ff> ان تهرب من "مرح"</font>،وان كنت استطعت ان تهرب من التي احبتك ..فالهروب من الحب سهل ولكنك لن تستطيع ان تهرب من التي كرهتك لان الهروب من الكراهية صعب يا ابن البشر. والى ان يحين الوقت</span> <span style="font-weight: 400">تذكر شيئا واحدا فقط، تذكر مرح..وتذكر <font color=#0000ff>ان مرح تمل بسرعة هل فهمت يا حسن.".</font> نظرت اليها نظرات متواصلة برغم استفزازها لي، الا ان الهدوء عاودني ، حتى نظراتي لها كانت هادئة مسالمة ,وتساءلت في سري ، كيف يمكن لهذا الجسد الجذاب صاحب القد المياس والوجه الملائكي والعيون الساحرة ,كيف يمكن لهذا الجمال الشفاف ان يحمل بداخله كل هذا الحقد ...انظر اليها تداعب شعرها ,وارى البراءة تشع من كل جزء في جسدها ,تلتفت الي وانا اتفحصها لتلتقي عيوني بعيونها لأرى بريقاً اخاذاً يحمل في اشعاعه حقد وكراهية وخبث ودهاء وقسوة شيطانية ,واسال نفسي من جديد كيف يلتقي النقيضان؟ عيون ملائكية يعجز عن وصفها اكبر الشعراء والفنانون يشع من وسطها بريق شيطان... &nbsp;</span></font></span></h1></font>

  5. #20
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة العشرون
    <hr>
    </font></span></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>&nbsp;</font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>اتساءل: ماذا استطيع ان افعل مع هذه الجنية التي تحمل بداخلها كل هذا الحقد،</font> وكيف الومها وانا السبب في ضياع <font color=#0000ff>غادة.</font>..ولكن هل تدري هي ان <font color=#0000ff>غادة</font> بمثابة الروح والجسد والحياة بالنسبة لي؟ لقد هربت من الحب..وها انا وسط جو من الكراهية، واشرت الى الجنية مرح بيدي وقلت لها </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">: ـ "مرح" افعلي ما شئت يا مرح ...اشتميني ,اكرهيني، العنيني، واقسم باني اقولها بصدق ، لا شيء يهمني ، حتى ولو قتلتني . ابتسمت مرح وقالت : ـ ا<font color=#0000ff>سمع يا حسن، الامر الاول الذي اصدره لك هو الغاء فكرة الزواج من راسك الى ان تموت او اموت انا</font> ...ولا تخالف اوامري، وان نسيت تذكر انني مرح ...انا ذاهبة الان يا حسن ولكني ساكون معك في كل لحظة وفي كل خطوة يا ابن البشر...". واختفت "الجنية مرح " كلمح البصر ...واخذت انا اضحك من هذه <font color=#0000ff>الجنية المغرورة</font> . في اليوم التالي ذكرتني امي بانه يجب علينا ان نذهب الى بيت العروسه لقراءة الفاتحة...وتذكرت تحذير الجنية مرح لي من الزواج وضحكت...قررت باصرار وبسعادة داخلية ان اتحدى هذه الجنية المغرورة ...وللحقيقة فأني قبل تحذيرها، لم اكن متحمسا للزواج ... وتوجهنا انا وامي واختي في المساء الى بيت العروس. فاستقبلنا ابوها وامها وشقيقها وعمها وخالها.. <font color=#ff0000>اكثر من ثلاثين شخصا اصطفوا لإستقبالنا ، </font>مع ان الموضوع لا يتعدى قراءة الفاتحة، ولا يحتاج الى هذا الحشد من اهل العروس، ولكن هذا ليس مهما، او ربما يكون نوعا من انواع الاستعراض من اهل العروس...دخلنا البيت وجلسنا وكانت امي على حد قولها <font color=#ff0000>"طابخة الطبخة ومجهزتها ". </font>بدأنا نتحدث في امور سخيفة وغير مهمة "اي كلام "المهم حكي والسلام ...حتى تلك اللحظة انا لم ار العروس ، ولم اعرف كيف تبدو الا من خلال الوصف الذي وصفته لي امي واختي، ولكن قالت لي امي بانها اجمل الفتيات في المنطقة،حتى أنها أجمل من <font color=#ff0000>"صبحة" </font>، وبالمناسبة لم اكن اعرف من تكون "صبحة" حتى اقارن جمال "امينة" عروس المستقبل "بصبحة" ملكة جمال المنطقة على حد قول امي ...المهم انني</span> <span style="font-weight: 400">اجلس وانتظر بشوق حتى تشرف "عروس المستقبل " وهي تحمل "صينية " القهوة ,ولكنها لم تحضر، همست باذن امي</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;وقلت لها: ـ يمكن العروس من الفرحة ماتت .</font> "لكزتني" امي بيدها </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>وقالت بصوت منخفض جدا: ـ قاعدة بتتزوق ,هلا بتيجي</font> . وما هي الا لحظات حتى ظهرت من بين الجمع الذين يحيطون بي من كل الجوانب ,شقت طريقها من بينهم برشاقة وخفة وكانها تسير خطوات بناء على ايقاع موسيقي ,ترتدي ثوبا فلاحيا اسوداً عريضاً خفيفاً وناعماً مطرزاً بلون الفضة والذهب، وكأن مصممي الازياء في العالم كله قد اجتمعوا ليصمموه، وقد ربطت على وسطها حزاماً عريضاً ذي لون أصفر، ليظهر وهو مشدود من فوق الثوب مفاتن جسدها وتناسقه، وشعرها الاسود كسواد الليل، من طوله تعدى حزامها، وكان قريبا من الركبة، اقتربت مني والخجل يبدو على وجهها وعيونها مغمضة، لدرجة ان الجميع كانوا ينظرون اليها باستغراب، وقفت واقتربت قليلا منها بحجة اني اريد ان اخذ "صينية" القهوة من بين يديها ,مددت يدي ولم استطع ان امنع اطراف اصابعي من ملامسة يدها <font color=#ff0000>وانا امسك "بصينية" القهوة</font> ,فتحت عيونها السوداء الواسعة ليظهر من خلالها بريق اخاذ وابتسمت ابتسامة ساحرة اقسمت في تلك اللحظة بانها لو لم تكن من البشر لقلت انها <font color=#0000ff>الجنية مرح</font> ...ادارت وجهها وعادت ادراجها بعد ان ابتسمت وغمرتني بطرفي عينيها .وضعت "صينية" القهوة على الطاولة التي امامي، ونظرت حولي لارى ان الجميع ينظرون الي باستغراب وبعضهم لم يستطع اخفاء ابتسامة ظاهرة على شفتيه ...جلست "ولكزتني" امي بطرف يديها وهمست بصوت غاضب: ـ "شو يا حسن اللي بتسوي فيه , فضحتنا يا حسن " واخذت امي تتكلم وكانها تريد ان تزيل الارباك الذي حدث...همست في اذن امي وقلت لها: ـ جميلة جدا يا امي . نظرت الي امي وقالت باستغراب: ـ من هي ؟ نظرت امامي على الطاولة ولم اجد "صينية" القهوة ,وسالت باستغراب وبدون تفكير .<font color=#ff0000> ـ من اخذ صينية القهوة ؟ والجميع ينظرون الي باستغراب ,وكأن بي شيئاً غريباً، </font>ومن وسط النظرات ظهرت الحسناء الفاتنة واقتربت مني لتشدني اليها من جديد.ولكنها فاجاتني واربكتني بان جلست على ركبتي واخذت تداعب خصلات شعري وتقبلني</span> <span style="font-weight: 400">بخفة <font color=#ff0000>ولا تابه بنظرات الجميع.اخذت احاول ان ابعدها برقة لاتخلص من ذلك الارباك الذي سببته لي،</font> ولكنها طوقت عنقي بذراعها وتمسكت بي بقوة واخذت تضحك وتضحك , ولامست بشفاهها اذني وهمست: ـ <font color=#0000ff>هل تشتهيني مثلما اشتهيك يا حسن ؟</font> واخذت تداعبني بطرق شدتني رغم الارباك ونظرات الجميع.عبثا حاولت ان ابعدها عني ,حتى وقفت هي وقالت : ـ "يكفيك هذا يا مجنون &#33;". واستدارت وذهبت والجميع ما زالوا يرمقونني ,اما انا فاخذت ابتسم مرتبكا واقول معللا تصرفات ابنتهم بانها عادية .. </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ جميل ان يتصرف الانسان على طبيعته .. والجميع ما زالوا ينظرون الي باستغراب وسالني اكثر من واحد مرة واحدة : ـ <font color=#ff0000>"مالك يا حسن ؟شو مالك ؟".</font> وامي تلكزني ووجهها احمر .واختي اخذت تقول: ـ حسن يمزح دائما ،ووين ما بروح بحب يمزح ويفاجىء الجميع بتغيير الجو وتلطيفه.. ونجحت اختي بتلطيف الاجواء، واخذ الجميع يضحكون وانا اضحك معهم، وانا لا أفهم لماذا أضحك. ولماذا هم يضحكون&#33;. اقتربت مني اختي <font color=#ff0000>وقالت : ـ شو انت انجنيت يا حسن ,شو هالفضايح اللي عملتها </font>؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قلت لها : ـ ما ذنبي انا هي التي جاءت وجلست في حضني ؟ نظرت الي اختي بغضب وقالت : ـ "مين هي يا حسن ؟". وهنا اصابني مس من الجنون، وادركت ما حدث <font color=#ff0000>وايقنت ان التي حضرت هي الجنية "مرح" ولم يرها احد غيري, وكل من راني ظن انني مجنون ،لانه رآني لوحدي اقوم بحركات "مجانين"</font> .في تلك اللحظة تمنيت لو ان الارض انشقت وابتلعتني . من الخجل اصبح لون وجهي احمر ...وفي داخلي اشتم والعن <font color=#0000ff>"مرح"</font> التي جعلت مني اضحوكة امام الجميع. وعاد الجو في بيت العروس الى طبيعته .وطلبت امي من ام العروس ان تستعجلها تحت حجة انها تشعر بوعكة صحية ,ولكن يبدو لي ان السبب الحقيقي هو خوف امي من تصرفاتي واعتقادها انني جننت، فربما خطر ببالها انني ساقوم بالرقص او النباح ,او اضرب او اعض احد الموجودين ,وهي لا تنقصها الفضائح . وما هي الا لحظات حتى دخلت ام العروس بصحبة العروس ,لتسلم علينا انا وامي</span> <span style="font-weight: 400">واختي، وجلست بجانب امها بخجل، وحينما رايتها تسمرت في مكاني من الخوف ,ولكني تمالكت اعصابي ,ونظرت حولي لاتاكد بان كل شيء على ما يرام ,وان ما اراه يرونه هم ايضا، وان العروس التي امامي هي من البشر ولا دخل للجنية مرح بما ارى، همست باذن اختي لاتاكد وقلت لها : ـ هل هذه هي العروس التي سلمت علينا ,والان هي تجلس بجانب امها؟ ابتسمت اختي وقالت : ـ نعم وما ان قالت نعم ـ اذ كنت انتظر ان تقول لاـ حتى كاد يغمى علي من هول الصدمة . يا الهي ,ماذا يحدث ؟كيف استطيع ان اتزوجها ,كيف اصفها<font color=#0000ff>.."دراكولا"؟</font> ولكن<font color=#0000ff> "دراكولا"</font> جميل بالمقارنة بها، اقسم انه لا يوجد فرق بينها وبين القردة، الا انها ترتدي فستانا . يا لي من غبي ,كان يجب ان افهم هذا من رؤيتي لأمها التي تشبه سيارة "الفولزفا?ن "بعد حادث تصادم مع شاحنة، وابوها الذي يشبه <font color=#ff0000>برميل الزفتة "المطربق "</font> على بعضه البعض . اذا من الطبيعي ان تكون ابنتهم كالغوريلا ,اختلست نظرة خاطفة نحو العروس وامها وهن يتهامسن معا, وسبحان الله، عندما ارى العروس بجانب امها تكتمل الصورة ,ولو ان "داروين "شاهدهن معا لاستطاع ان يؤكد نظريته ان اصل الانسان قرد ,ويبدو لي انه يجب ان اكون "طرزان". اضحك على مصيبتي ولكني بصراحة كنت سعيدا جدا ,سعيد لان امي لم تزوجني "صبحة "وعلى راي امي: هذه احلى من صبحة بكثير ,فإذا كانت هذه من فصيلة القردة ؟فمن أي فصيلة ستكون "صبحة"؟ انا اعتقد انها ستكون سلحفاة ترتدي بنطلون جينز . </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وهنا صمت وبدأت افكر بهذه المشكلة بجدية، لقد جئنا لقراءة الفاتحة اذ لا مجال امامي للتراجع، تقاليد منطقتنا تحتم علي ان اتزوجها حتى ولو كانت "شمبانزي "..انظر ناحية امي وهي مشغولة بتوزيع نظراتها بيني وبين العروسة (الشمبانزي )بسعادة غامرة وكان علي ان اقرر بشكل سريع . خطر ببالي فكرة مجنونة نوعا ما وهي ان اجعل اهل العروسة هم الذين يرفضون. وهكذا اتخلص</span> <span style="font-weight: 400">من الاحراج وفورا بدأت ارقص واصفق. وكان امامي ابريق ماء، فحملته <font color=#ff0000>وسكبته على راس العروسة وبدأت اضحك واضحك وفعلا كنت اضحك من كل قلبي وهي تصرخ: ـ امسكوه.. هذا مجنون . </font>وذهب اهل العروسة وامسكوا بي ,وكان معظمهم يضحك، حتى اختي لم تتمالك نفسها واخذت تضحك . ارسلوني الى البيت داعين الله ان يشفيني من مرض الجنون الذي اصابني، ورفضت امي ان تكلمني ,ودخلت البيت تبكي على حظها. اختي جلست بجانبي وقالت لي وهي تضحك : ـ <font color=#ff0000>"شو اللي اعملتوا عند الجماعة ؟"</font> فقلت لها : ـ وانا اضحك يقولوا عني مجنون وانا عاقل احسن من ان اتزوج الشامبنزي "ابنتهم "واصاب بجنون حقيقي . ابتسمت اختي بهدوء وذهبت الى المطبخ وعادت بفنجان قهوة وسالتني عن اوصاف العروسة وما حدث معي؟ في المرة الاولى حكيت لاختي القصة ,ذهبت اختي الى غرفتها وعادت وفي يدها صورة وقالت لي: ـ انظر الى هذه الصورة &#33;اليست جميلة؟ القيت نظرة خاطفة على الصورة وقلت لها :<font color=#ff0000> ـ فعلا انها جميلة</font> . </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقالت لي : ـ <font color=#ff0000>انها من تصفها بالشامبنزي</font> . ذهلت قليلا ,وتركتني اختي وذهبت الى امي لتواسيها ,وسمعت ضحكة تأتي من خلفي، ونظرت نحو مصدر الصوت فرايت الجنية مرح وهي سعيدة، واشارت بيدها نحوي </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>وقالت : ـ" اضحك يا مجنون ,لقد وعدتك ان اجعل حياتك مرح في مرح في مرح،</font> وهذا الدرس الاول لك ,وما عرفته عن قدرتنا السابقة هو لاشيء يذكر ؟ هذه المرة جاءت الامور بسيطة ومجرد نوبة من الجنون، ولكن يا حسن في المرة القادمة ان خالفت اوامري ، سيكون الثمن غاليا وكما وعدتك، سأجعلك تتمنى الموت ولن تناله خليك شاطر يا حسن واسمع كلام "مرح" .". قبل ان اذهب اذكرك باني ساكون معك في كل خطوة حتى في احلامك ...الى اللقاء يا مجنون.. تجمد عقلي عن التفكير ,انا لا اريد ان افكر في شيء ...لا اريد&#33;&#33; كيف استطاعت ان تتحكم في الاشكال التي اراها .لا اريد ان اكابر وان استهين بقوتها فهي "جنية "تملك من القوة مالا يملكه البشر . توجهت الى غرفتي للنوم لانسى ما حدث ,استلقيت على الفراش وبدأت اغط في نوم عميق ,واذا بي اشعر بانامل تداعب شعري</span> <span style="font-weight: 400">بخفة ورقة، واستفقت من نومي لارى الجنية مرح تجلس بجانبي وتداعب شعري بيديها بحنان ورقة وخفة ,</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقالت لي : ـ كيف انت يا حسن ؟ هل انت غاضب مما حدث بالامس ؟انا اسفة، انت الذي اجبرتني على التصرف معك هكذا ...هيا يا حسن، حان الوقت لاقول لك الخطوة الاولى ان اردت انت ان تنقذ زوجتك وحبيبتك اختي <font color=#0000ff>غادة</font> &#33;الا تريد ان تحررها من اسرها لتعود وتحيا معك الى الابد .هيا يا حسن .. يجب عليك ان تبدا بالبحث عن شخص ليس من البشر ولكنه يعيش بينهم، ترونه وتكلمونه ولا تميزونه عن البشر، هو فقط الوحيد الذي يستطيع انقاذ زوجتك "غادة "من الاسر لدى <font color=#0000ff>"الكاتو".</font> هذا ما قالته لي الجنية مرح، فنظرت اليها مستغربا وقلت : ـ المخلوق الوحيد الذي يستطيع انقاذ <font color=#0000ff>"غادة"</font> ليس من البشر ويعيش بين البشر ؟ فاسترسلت قائلة : ـ "نعم هو الوحيد الذي يستطيع انقاذ "غادة" وانت الانسان الوحيد الذي يجب ان تجده .". زاد استغرابي من هذا الحديث فتابعته قائلة : ـ "انا سأساعدك على ايجاده يا حسن ,هيا استعد لنبدأ البحث عنه .". لم يرق لي حديثها، نعم فهذه <font color=#0000ff>مرح </font>الحقودة الشريرة التي لا تعرف معنى الحب، والتي كانت تهددني منذ ساعات قليلة، ها هي تمارس الاعيبها علي باسلوب رقيق حنون واملس كافعى، حتى ذاك البريق الشيطاني الذي يميز عيونها اختفى وحل مكانه بريق ملائكي خلاب وساحر .يا للعجب كيف تستطيع هذه الجنية ان تحول مشاعر الكره في داخلها الى مشاعر الحب والحنان بلحظات قليلة ,هل المطلوب مني ان اصدق مشاعرها؟ ثم من هو ذلك المخلوق العجيب ....؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقبل ان يكتمل السؤال في مخيلتي راتني اسالها بأستهجان استنكاري: ـ <font color=#ff0000>كيف يكون يا مرح بشرا وجنيا في نفس الوقت ؟</font>من هو وكيف يستطيع ان ينقذ زوجتي وحبيبتي "غادة"؟ فقاطعتني بلهجة جافة وقالت : ـ "يا حسن ,لا داعي لكل هذه الاسئلة ,المهم ان تجده وبسرعة حتى ينقذ <font color=#0000ff>"غادة"</font> فقد حان الوقت، ولا داعي لإضاعة الوقت على الاسئلة واجاباتها التي لا تفيد بشيء ,هيا يا حسن لا تتباطأ ." نثرت يدها -التي لا زالت تداعب</span> <span style="font-weight: 400">شعري برقة وحنان -وابعدتها عني ورمقتها بعيون جارحة، قلت بنبرة جافة وشديدة : ـ <font color=#ff0000>اسمعي يا مرح ,صحيح انني على استعداد للتضحية باغلى ما املك من اجل "غادة" ولكني لن اتحرك من مكاني قبل ان اعرف وافهم الموضوع واستوعب تفاصيله</font> ,ولا يهمني ما ستفعلين ,فافعلي ما شئت، اسحريني، سيطري على عقلي، ولكن ما دمت في وعيي فلن اطيعك في شيء لا افهم تفاصيله . لم يعجبها حديثي ,ولكنها نظرت الي وهزت برأسها وقالت : ـ لك ما شئت ,ساشرح لك ماتريد فهمه واتمنى ان يستوعب عقلك الصغير ما ساقول". واستطردت </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قائلة : ـ <font color=#0000ff>يحاول علماء عالمنا منذ الاف السنين</font> امتلاك القوة المادية التي يمتلكها البشر ,وضمن اطار تلك المحاولات ارسل هؤلاء العلماء العديد من افراد عالمنا للاتصال مع افراد من البشر بهدف السيطرة على ادمغتهم، ومن ثم الاندماج الكامل بهم بشخصية واحدة في جسد واحد ,ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل الكبير في معظمها، واما الحالات القليلة جدا التي نجحت نوعا ما، تمرد الذين نفذوها من عالمنا على <font color=#0000ff>سلطة"الكاتو "،</font> ورفضوا الانصياع لاوامرهم بعد ان شعروا بانهم امتلكوا قوة مميزة وخارقة نتيجة اندماجهم مع مخلوقات بشرية. هذا التمرد اضطر سلطة عالمنا <font color=#0000ff>"الكاتو "</font>الى القضاء عليهم تماما، وحرّم بعدها الاتصال مع البشر في اية حالة كانت، وتحت أية ظروف، وهددوا بعقوبات شديدة تصل حد الدمار للذين يقومون بمثل تلك المحاولات مع البشر، واقتصر اجراء هذه التجارب على نخبة من العلماء تحت اشراف <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> مباشرة، وممن وصفوا بالولاء التام والانتماء القوي المتين" للكاتو"، وجرت هذه التجارب تحت غطاء من السرية التامة والمطلقة، وبعد مئات من التجارب الفاشلة في هذا المجال والتي ذهب ضحيتها المئات من علماء عالمنا الذين استطاعوا الاندماج التام مع مخلوقات بشرية ورهنوا مصيرهم بمصيرهم كشرط للاندماج التام، الذي يمنح القوة الخارقة، سرعان ما ماتوا بعد اندماجهم التام، وذلك لأن المخلوقات البشرية تصاب بالامراض، وعمر البشر قصير جدا نسبة الى مخلوقات عالمنا ,فما يكاد ابناء عالمنا يندمجون خلال فترة الاندماج التي</span> <span style="font-weight: 400">تاخذ عشرات السنين، حتى يكون المخلوق البشري قد اقتربت حياته من النهاية، او يصاب بداء يفقده القوة المطلوبة . وعندما ادرك <font color=#0000ff>"الكاتو</font> "حجم الخسائر العظيمة التي قدمها بعض علماء عالمنا على هذه التجارب قرر "الكاتو" ايقاف التجارب نهائيا، ولم يعد يسمح بها عمليا تحت أي ظرف، فعكف العلماء على البحث عن طرق اخرى بديلة بدون خسائر او مخاطر، وبداوا بمراقبة سلالات من البشر لفترات طويلة تزيد عن الف عام، حتى اكتشفوا ان هناك بعض السلالات البشرية التي يمكن الاندماج معها بناء على حسابات زمنية دقيقة تتعلق بالعمر ومتوسطه، وتتعلق بالعناصر <font color=#ff0000>الوراثية المختصة بتوارث الامراض الخطيرة،</font> وتتعلق ايضا بمستوى الذكاء والقدرة الذهنية والقدرات الكامنة والمخزونة، وهذا كله يتم بعد مراقبة السلالة مراقبة دقيقة وشاملة لجميع الجوانب سالفة الذكر، ويتم الاندماج مع افراد هذه السلالات منذ اللحظة الاولى للولادة، ولا تكتمل عملية الاندماج التام الا <font color=#ff0000>ببلوغ المخلوق البشري سن الثلاثين،</font> وهو السن الذي يكتمل فيه دماغ البشر، حينها تكون عملية الاندماج تامة وشاملة. ولكن هذا الاكتشاف لم يحظ بموافقة "الكاتو " لسبب وجيه وهو ان الذي سيقوم بعملية الاندماج مع المخلوق البشري سيكون مقيدا واسيرا في جسد ذلك المخلوق البشري خلال الاعوام الثلاثين اللازمة لبلوغ عملية الاندماج التام والشامل، ومع ذلك لا توجد ضمانات لدى العلماء بان ابن عالمنا المنفذ لعملية الاندماج لن يفقد انتماءه لعالمنا، وخاصة انه سجين الحياة البشرية منذ الولادة وحتى بلوغ سن الثلاثين وما يتخللها، وبناء عليه اصدرت سلطة عالمنا <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> قرارا يمنع بموجبه اجراء الاختيار او تطبيقه على أية حالة ولا باي شكل، ووضعت هذه السلطة رقابة شديدة للغاية على العلماء الذي قاموا بهذه الدراسة، ولكن رغم هذه الرقابة الشديدة، استطاع احد الذين تمردوا من العلماء الذين اجروا الدراسة الهرب من رقابة سلطة <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> بهذا الخصوص...</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">هل فهمت الان يا حسن ؟". قالتها بابتسامة ماكرة ...فابتسمت مستغربا مما قالته ,ولكن في وسط هذه الغرابة اصبح كل شيء ممكننا </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقلت : ـ اذا كان كل ما قلته يا مرح - ويكتنفه الغموض الشديد - سريا للغاية، ويعتبر ضمن المعلومات السرية الخاصة بعلماء عالم الجن وسلطتهم فكيف استطعت انت يا مرح الوصول</span> ا<span style="font-weight: 400">لى هذه المعلومات؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ضحكت مرح وقهقهت بصوت عال <font color=#0000ff>وقالت : ـ انا مرح يا حسن لا تخفى عليّ خافية ولا يغيب عني شيئ</font>ا، واذا ارادت مرح ان تعرف شيئا فلن يصعب عليها. وهنا تنفست الصعداء، وقلت لها وصلنا يا مرح، ,اذن ما عليك الا ان تعرفي مكان الشخص المطلوب وينتهي الموضوع فانت مرح التي تصنع المستحيل فادركت انني استهزئ بقدرتها ورمقتني بنظرة خبيثة </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقالت : ـ هذا ما سافعله من خلالك، رضيت ام ابيت يا حسن .". ـ كلا يا مرح ,من قال لك انني ابيت ,بل رضيت كل الرضى ,اين مكان هذا المخلوق ؟ ـ حسب المعلومات المتوفرة لدي فانه موجود في هذا المثلث من العالم. فدخلت في غرابة جديدة، وقبل ان انطق استطردت قائلة : ـ <font color=#0000ff>" هذا العالم يا حسن مقسّم الى ثلاثة عشر مثلثاً حسب خرائط عالمنا ,من حسن حظك يا حسن ان المخلوق الذي نبحث عنه موجود في هذا المثلث الذي تحيا انت فيه </font>,وهذا سهل علينا البحث. هذا المخلوق كان قد اتحد مع جسد بشري "عربي" ويبلغ عمره الان خمسة وثلاثين عاما وفي هذا العمر تبدا قوته بالزيادة يوميا .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;قاطعتها قائلاً : ـ وكيف يستطيع هذا البشري -الجني ان ينقذ غادة من سجن </font><font color=#0000ff>"قبة</font><font color=#ff0000> </font><font color=#0000ff>النور"؟</font> ـ يا حسن ، انت كثير الاسئلة ,قليل الفعل، ان هذا المخلوق يجمع قوة عالمنا وعالمكم معا، ويستطيع بذلك ان يخترق كل الحواجز ويؤثر على كل المخلوقات من العالمين، وفور وصولنا اليه تاكد تماما ان زوجتك <font color=#0000ff>غادة</font> ستكون حرة من الاسر . وقع حديث مرح هذا في قلبي موقع الماء على النار ,يا الهي انا سارى "غادة" حرة، اراها من جديد ,ياه لو يتحقق هذا الحلم ويصبح حقيقة، ولكن كيف اثق بكلام الجنية مرح التي وعدتني وهددتني بالعذاب الشديد، وهنا قاطعتني <font color=#0000ff>قائلة : ـ لا خيار لك يا حسن الا ان تثق بي لانقاذ زوجتك وحبيبتك "غادة".</font> كانت تقول هذه الكلمات بنبرة فيها التهكم والخبث</span> <span style="font-weight: 400">والاستخفاف والطيبة معا . </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">سالتها: ـ لماذا اخترتني انا لهذه المهمة ؟ اجابتني مستهزئة.. ـ "لحظك السيء .". ـ مرح ,اعلمي انني لا اثق بك قيد انملة، ولا اصدق كلامك، ولا ادري الى اي مصيبة انا ذاهب معك، ولكني سأسير معك الى جهنم من اجل انقاذ <font color=#0000ff>"غادة".</font> ضحكت مرح ضحكة مدوية وقالت: ـ " لنبدا الدرس الان .." واخذت تعلمني كيف يمكن لي ان اتعرف على هذا المخلوق بالاعتماد على قوى الاحساس التي املكها كوني مخلوقا بشريا، وتدلني على ان الوصول اليه لا يحتاج الى وصف الشكل وانما سيكون الاحساس بالداخل بجوهر هذا المخلوق ، وبعد دروس طويلة جدا في هذا المجال بدات رحلة البحث الطويلة من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية، وكانت مرح تختفي لفترات وتعود لتصدر اوامرها باتجاهات البحث والسير .وكان علي ان ابدا البحث منذ شروق الشمس حتى لحظة الغروب، حيث أُمنع وقتها من البحث ,وكانت تعود تعلمني حتى منتصف الليل ثم افيق عند طلوع الشمس لابدا الرحلة من جديد حتى تعبت ومللت البحث عن شيء لا اعرف شكله، كل ما علي هو ان اسير بين الناس احدق في عيونهم حتى احس بان احدهم يجذبني اليه ولن يحصل ذلك الا اذا كنت مركزا في عيونهم تماما ولا افكر في شيء اخر، كم هو مرهق وقاتل هذا العمل، من الصباح وحتى المساء.وعدت ذات يوم منهكا لا اقوى على الوقوف، وقد قررت الامتناع عن مواصلة هذا البحث المجنون، وقبل ان افاتح مرح في ذلك <font color=#0000ff>قالت: ـ اعرف انك تعبت ويئست، ولكن قريبا ستكون هناك معلومات دقيقة وجديدة ,لا تياس يا حسن .</font> وخرجت مبكرا منذ طلوع الشمس، وبدأت يوماً كأنه الدهر كله، وبعد ان تراكم علي تعب شهور ثلاثة لم اعرف فيها طعم النوم ولا طعم الراحة، وبعد ان يئست وخارت قواي، دخلت مطعما لاتناول فيه وجبة خفيفة تساعدني على جمع قواي وترد روحي، تناولت كاس ماء وشربته، ولم اكد اتمه بعد حتى وقعت عيناي على شخص يشرب القهوة امامي تماما ,فوقع الكاس من يدي، احسست بجاذبية كبيرة تجاه هذا الشخص الذي لم يحرك ساكنا ,ويجلس في هدوء استفزازي جدا ,احسست كأني اعرفه تماما، او هو يعرفني تماما ,بدات اتساءل: هل هو هذا الشخص المقصود الذي تبحث عنه الجنية "مرح"؟ ولكنه انسان عادي تماما ,بدات اتفحصه جيدا واركز محدقا في عيونه واتابع كل حركة</span> <span style="font-weight: 400">يقوم بها حتى لاحظ ذلك، فركز هو الاخر في عيوني، <font color=#ff0000>فاحسست برعشة كالكهرباء تهز بدني كله، ورايت سؤالاً في عيونه لم تفصح عنه شفتاه (هل تريد شيئا )،وهنا ادرت عنه عيني وقلت في نفسي انني وقعت تحت تاثير نفسي من حديث مرح،</font> وأصبح يتهيأ لي كل شيء في أي شيء، لا ادري ماذا افعل ,هل اساله ؟ولكنني تراجعت ,ما هذا الجنون هل من المنطق ان اسال شخصا ما اذا كان جنيا بشريا في نفس الوقت؟ فهذا مدعاة للضحك والاستهزاء ,ولملمت نفسي وهممت بالرحيل حتى فاجأني بسؤاله عن عنوان يريد معرفته، احسست منه انه سالني عن العنوان فقط بحجة فتح حديث معي، وكان سؤاله فرصة للتعرف عليه اكثر وبدات هنا احاصره باسئلة كثيرة ودقيقة وكان يجيبني ببرودة شديدة دون أي تحفظ حتى احسست بانه ليس الا انسانا عاديا لا علاقة له بما يدور بمخيلتي ,ودعته وعدت ادراجي الى المنزل حيث كانت <font color=#0000ff>"مرح"</font> تنتظرني على احر من الجمر جلست أمامي تماما، وضعت كفيها على وجهي وركزت عيونها بعيوني تماما وانهالت علي بوابل من الاسئلة وانا اجيب، حتى فرغت من حديثي فصرخت بلهجة المنتصر</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>: ـ وجدته يا حسن ,لقد وجدت ذلك المتمرد</font> الذي ظن اننا لن نجده .. فوجئت من حديثها وقلت: ـ اذا لم اعرفه ,فكيف تعرفت عليه انت ؟ وقالت مرح بسخرية : ـ انت لست الا بشر غبي ولا تستطيع التمييز بين ما تراه ان كان حقيقة ام خيالا برغم ان دماغك قادر على تسجيل كل ما تشاهده ,وانا استطيع ان اقرأ ما في عيونك واحلل كل الصور والاحداث التي رايتها وسجلها دماغك، وعليه فقط ظهرت صورته في عيونك وما سجله دماغك يثبت ان هذا هو المخلوق المطلوب الذي نبحث عنه .". ـ اي شخص تقصدين ؟ ـ<font color=#0000ff> "الرجل الذي تحدثت معه في المطعم".</font> ـ اذا ما هي الخطوات التالية حتى ننقذ غادة يا مرح ؟ ـ "يجب ان تساعدني حتى اعيده الى عالمنا يا حسن، وهذا سيكون بان تحضره الى مكان احدده لك، وفي وقت احدده لك ايضا لتستطيع اعادته الى عالمنا ..". ـ لا افهم عليك يا مرح ,ماذا تقصدين ؟ قالت ساخرة : ـ "ليس من الضروري ان تفهم يا</span> <span style="font-weight: 400">حسن المهم ان تنفذ <font color=#ff0000>.". واذا لم نستطع ان نعيده الى عالم الجن فماذا سنفعل ؟</font> قالت والشرر يقدح من عيونها : </span></font></span></h1></font>

  6. #21
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>21
    <hr>
    </font></p><font size=5><font face="arabic transparent"><font color=#0000ff> "انت ستفعل .".
    </font>&nbsp;ماذا سافعل يا مرح ؟
    <font color=#0000ff>- "ستقتله يا حسن &#33;&#33;&#33;".</font>
    &nbsp;ـ ماذا ؟&#33;&#33;ساقتله &#33;&#33;ساقتله &#33;&#33; كلماتها هزتني من الاعماق، وهل قتل الروح بهذه البرودة؟&#33;&#33; وبكل هذه البساطة ؟صرخت باعلى صوتي : ـ <font color=#ff0000>هل القتل لعبة او تسلية او تقليم اظافر ؟؟</font> ورمقتها بنظرة عبّرت عما يدور بداخلي من مشاعر الاشمئزاز والخوف، <font color=#ff0000>وقلت لها ساخرا : ـ اتريدين يا مرح ان اقتله؟</font> باي حق اقتله؟ باي قانون اقتله ؟آه.. ليس عندكم قوانين على ما يبدو ؟ لأي ذنب اقترفه اقتله&#33; اجيبيني يا مرح &#33; باي طريقة اقتله ؟ قلتها مستهزئا استهزاء واضحا وجريئا، وتابعت حديثي :
    &nbsp;ـ هل اقوم بقطع راسه بسكين ؟ام تحبين ان اخنقه خنقا ؟او اهشم راسه بحجر ؟ وبقيت ترمقني بخبث حاد وعصبية زائدة، ولكن مفاجاتي من قرار القتل كسر حاجز الخوف، ولم يترك في داخلي مجالا للتردد،
    <font color=#ff0000>فاكملت استخفافي بها قائلا : ـ آه ..من الممكن ان يكون هناك طريقة جديدة للقتل من طرق الجان لا اعرفها وترضي بها غرورك يا جنية الرحمة، فهات ما بجعبتك</font> . هنا اخذت الجنية مرح تداعب شعرها باناملها، فيسيل كماء النبع من القمة على كتفيها، وترمقني بنظرات خاطفة وهي منشغلة بشعرها، وكانها تصففه وتهدهده وتناغيه ,وتترك شفتاها ابتسامة صفراء بين الفينة والاخرى، ولا تبالي بما اقول وكأن لا وجود لي، ولا اهتمام بي حتى استشطت غضبا من تجاهلها، فاخذت اصرخ :
    &nbsp;ـ اجيبيني ولا تكوني مستهترة وغير مبالية بي لانك ستندمين.. ولم تكترث لا لصراخي ولا لعصبيتي مما زاد من نقمتي وحقدي عليها وعلى استخفافها بي. بقيت لا تبالي واستدارت نحوي وقالت بهدوء وثقة عالية :
    <font color=#0000ff>&nbsp;ـ " ستقتله يا حسن ".</font>
    هزتني ثقتها من الداخل، حتى احسست نفسي ضعيفا امامها وامام قدرتها، ولكن حاولت ان اتظاهر بالهدوء والقوة ايضا، <font color=#ff0000>وقلت لها: ـ واذا لم اقتله ؟</font>
    <font color=#0000ff>ـ "ممتاز ,ستكون اذا قد نجحت في اعادته الى عالمنا مرة اخرى".</font>
    &nbsp;ـ كيف اكون قد نجحت بذلك ؟ اقتربت مني واخذت تداعب شعري وتقول بهدوء : ـ "اما ان تحضره انت او تقتله، ولا يوجد في قاموسي كلمة <font color=#0000ff>"لا استطيع"</font>، لم اتعلمها بعد يا حبيبي، ولا يوجد لها وجود عندي .. وتابعت :
    &nbsp;ـ "اسمع الكلام وخليني اظل احبك يا "حسون"". ضحكت ضحكة اكثر اصفرارا من ورق الخريف ,اصبحت "حسون " يا عالم، واتجهت بوجهي اليها وقلت: </font></font>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ وهل لمثلك ان يعرف معنى الحب ؟ فاجابتني بجدية عالية : ـ <font color=#0000ff>"نعم وانا لهذا احبك ..". </font>ـ واذا كنت تعرفين الحب فكيف تخططين لقتل انسان بريء ؟ومع هذا، اين يكمن الحب فيك، في القلب ام في خبث الضمير ؟؟ </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ حسن ,من قال لك اني ساقتل احدا ؟ قالتها باستغراب وتابعت: ـ "<font color=#0000ff>انت الذي ستقتله يا حسن ؟"</font> ـ آه.. وهكذا لا يكون لك يد في القتل، ولكنك السبب في القتل، لأنك انت التي تطلبين ذلك. </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ " انا لم اطلب منك قتله ,بل طلبت منك احضاره الى مكان محدد حتى نستطيع نقله الى عالمنا، وانت قلت انك لا تستطيع ذلك، وطلبت ان اعطيك الخيار الثاني، فقلت لك ان الخيار الثاني هو القتل ,وهكذا انا اريد ان احضره، وانت تريد ان تقتله يا حسن، <font color=#0000ff>إذاً فأنت السبب في القتل ولست انا</font>، ولا تجادل مرح يا حسن لان ما تقوله مرح هو الصحيح دائما. فهمت يا حسن؟ ام اعيد الشرح من جديد؟&#33;". وهنا عدت الى عصبيتي واستشطت غضباً وصرخت فيها قائلا : </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>ـ اذن.. اقتليه انت ,انا لن اقتله</font> . </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>اجابت : ـ انا يا حسن ؟...لا استطيع انهاء حياة احد، لاني لا املك القوة المادية لذلك ,وانت يا حسن تملك تلك القوة، فانت الذي ستنفذ ". صرخت باعلى صوتي كالمجنون الذي جاءته نوبة جنونه <font color=#ff0000>: ـ انا لا اريد ان احضره </font>...لا اريد ان اقتله ...لا اريد ان اساعدكم في شيء ,اذهبي الى الجحيم انت والجان و"الكاتو" والبشر كلكم، اذهبوا الى الجحيم... ضحكت وقالت : <font color=#0000ff>ـ" طيب.. سنذهب الى الجحيم وانت عليك ان تذهب الان الى مكان الشخص المقصود .."</font>. واعطتني عنوانا للمكان الذي سأجده به، وامرتني بان ابدا الاتصال معه لاحضاره الى المكان المتفق عليه وتابعت بلهجة فيها بعض الحنان والثقة : ـ لا تضيع الوقت بكلام تافه. . ومع اني اعدت عليها رفضي باصرار شديد، إلا انها قالت: ـ "الى اللقاء يا حسن، وانا واثقة باني سأسمع منك اخبارا جديدة قريبا جدا..". واختفت ...نعم اختفت مرح كلمح البصر، وتركتني اكظم غيظي وانفث انفاسي المتهدجة ,قتلتني بثقتها التي لا حدود لها والتي جعلتني ابدو امامها كطفل يبحث عن صدر امه ليبكي عليه من شدة الحيرة. ولم اتردد في الذهاب الى حضن امي حتى غفوت على صدرها وهي لا تعرف ماذا يدور بداخلي، ولم تتكلم من شدة الاستغراب ,غفوت ونمت نوما عميقا وطويلا وصحوت منه على فكرة جاءت لي بالمنام، ولم احدث نفسي بها بل تحركت فورا بعد ان ارتديت ملابسي .وما هي الا ساعات ثلاث حتى وصلت الى العنوان المطلوب.. <font color=#ff0000>طرقت الباب ففتحته لي طفلة صغيرة وجميلة مثل البدر، فسالتها عن الشخص المطلوب فنادته ـ" بابا... في واحد بده اياك .".</font> جاء الرجل، فطلبت منه ان نجلس على انفراد، فرحب بي ودخلت بالموضوع فورا : ـ طبعا انت لا تعرفني، ولكن الامر الذي جئتك من اجله لا يستدعي التاخير.. وبدأت احدثه عن الجنية مرح وعن الجن وعن "الكاتو" وما حدث لي معهم، وبدأت احذره من انهم اكتشفوا امره ويعرفون مكانه، <font color=#ff0000>وطلبوا مني ان اقتله .... </font></font></span></h1></font>

  7. #22
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>22
    <hr>
    </font></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font color=#ff0000>&nbsp;.</font><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000>استرسلت في حديثي في حين كان هو يرمقني بنظرات تخلو من الاحترام</font>، ولكنه كان هادئا جداً ولا يبالي بحديثي، وبعدما انهيت حديثي معه طلبت منه ان يساعدني لانقاذ غادة من الاسر، <font color=#ff0000>وهنا نطق قائلا : ـ "خلصت حكيك .".
    </font>ـ نعم
    <font color=#ff0000>ـ "شو بدك مني بالضبط" </font>.
    ـ جيت احذرك واطلب منك المساعدة .
    <font color=#ff0000>&nbsp;ـ "تحذرني من ايش يا اخي ".
    </font>&nbsp;ـ من الجن و"الكاتو"
    <font color=#ff0000>ـ "انت بتمزح ولا شو القصة ". </font>
    ـ لو بمزح.. كيف عرفت انك الجني البشري .
    <font color=#ff0000>ـ "جن يجننك ,انت مجنون ولا مجنون ,شو شايفني بطير في الهوا". </font>
    ـ "انا جيت احذرك وما رضيت اقتلك، ليش بتعاملني هيك".
    <font color=#ff0000>&nbsp;ـ "اسمع الله يخليك روح انت وغادة ومرح والكاتو والهبل بتاعك على واحد ناقص مجانين..".</font>
    واخذ يضحك باستغراب . فتح باب المنزل وطلب مني ان اخرج بغضب شديد، وعاد يضحك من جديد ..عدت الى البيت حانقاً شديد الحيرة من عدم ثقة هذا الرجل بي، ومن طريقة ضحكه الغريبة . <font color=#ff0000>وغصت في حيرة من امري، ندمت خلالها لاني لم اسمع كلام الجنية مرح واساعدها في قتله بدلا من انقاذه</font> .
    وفجاة ظهرت سحابة من الدخان، ما لبثت ان تلاشت واطلت منها مرح برداء سماوي اللون.. اقتربت مني، شممت رائحة زكية بعثت في نفسي الراحة ,اقتربت اكثر حتى طوقت عنقي بكلتا يديها ووضعت فمها عند اذني وهمست :</font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp;ـ "الحياة تسير وتسير ولن يستطيع احد ايقافها، وما نغضب عليه اليوم يصبح في الغد ماض، والماضي ينير المستقبل ,وما دامت صفحات الماضي خالية من الالم ,فمن حقنا ان نفكر بصناعة المستقبل.. انس يا حسن، لا شيء يستحق". وبدأت مرح بمداعبتي بوضع اناملها في شعري ومسح جبيني براحتي يديها، ودفعت بجسدها ليلامس جسدي لتثير بداخلي الشهوة لجسدها الفاتن .</font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ولكن سرعان ما كبحت جماحها بعد ان بدا لي طيف حبيبتي غادة، معبودتي حتى الثمالة ، كيف اخونها حتى بافكاري؟ تراجعت الى الوراء عدة خطوات، وجلست بعيدا لا أتصور إلا حبيبتي غادة، وطيفها يلاحقني، وقاطعتني مرح قائلة :</font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp;ـ ما بك يا حسن ؟لماذا ابتعدت ؟ </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ لا شيء يا مرح </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ "حسن الا تشتهيني ؟". </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ مرح لم انس ولن انسى حبيبتي غادة، ولا تنسي انك اختها يا مرح . رمقتني بنظرة مليئة بالخبث والجنس وقالت : </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ هل اختي غادة اجمل مني يا حسن ؟,انت لا تستطيع ان تنكر انني اجمل منها بكثير، وانا اعلم جيدا انك تشتهيني، وانا اشتهيك يا حسن، وكوني اختها فلا مشكلة في ذلك اذا اردنا نحن ... </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ مرح.. انا احب غادة وسابقى احبها ,ولن احب غيرها ولو كنت مرح او اجمل جميلات عالمكم. </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ حسن انا لم اطلب منك ان تحبني ـ وماذا تريدين اذن ؟</font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ـ انا اريدك يا حسن ,انت شيء جديد لي ,لم اعرفه من قبل ,لهذا اريدك .</font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;ـ انا لا اريدك يا مرح . </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ بل انت تريدني ,هذا ما اراه في عيونك فلا تكابر ,الا اذا كانت ذكريات غادة تثيرك اكثر من وجودي ,مع انني لم اكن ادرك ان اختي غادة من الممكن ان تثير احدا اكثر مني . </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>ـ مرح ,كيف تقبلين على نفسك ان تكوني مع زوج اختك وحبيبها؟ </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ اسمع يا حسن ,انا لم انزعك من احضانها لأمتلكك بدلا منها، ولم افضل نفسي يوما على اختي غادة، كل ما هنالك ، انني اردت ان اعبث معك قليلا، وحينما تريد مرح شيئا تحصل عليه فورا ,ولكن قل لي بصراحة يا حسن ماذا تجد بغادة شيئا يثيرك اكثر مني ؟؟؟ </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت من كل قلبي</font></span> <font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وقلت : ـ اسمعي يا مرح، ربما تكونين اجمل منها جسدا ،ولا انكر انك استطعت تحريك كل شهوات البشر بداخلي، ولكن الفرق بينك وبين غادة كبير، <font color=#ff0000>فغادة هي الحب ,غادة هي العطاء ,غادة هي التي علمتني كيف يسمو المخلوق على نفسه، وبرقتها وحنانها وحبها وعطائها تفوق كل جمال الكون بشرا وجاناً </font>. فلتعلمي يا مرح انه لو اجتمع جمال الانس والجان معا، فلن يساوي جمال غادة بداخلي، ولن يحب قلبي غيرها، ولن ينبض الا لاسمها وذكراها، فسحقا لكل البشر والجان من اجل ابتسامة من ثغر غادة ..غادتي. هنا صمتت مرح، نزلت من عينها دمعة صادقة مسحتها بكفها، نظرت الي وقالت : </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ حسن اتحب غادة كل هذا الحب وتضحي بنفسك وبكل البشر من اجل ابتسامة واحدة منها، وانت الذي يرفض ان يضحي بشخص واحد من اجل ان ينقذها من عذابها والامها ...من دموعها وقهرها ,فكيف اصدقك؟ وانت بيدك انقاذها ولا تقدم عليه، مع ان الشخص المطلوب لا يمت لك بصلة ؟
    ان كنت تحبها فتمنى لها ان تموت وتنتهي حتى لا تظل في العذاب والالم، فربما اصدق كلامك حينئذ عن حبها لم تستطع دموعي الانحسار في عيني لمّا رايت دموع مرح تذرف كالسيل وصرخت: ـ فداك انا وكل البشر يا غادتي ,صدقت يا مرح فلا احد يستحق دمعة واحدة من عين غادة، اقتربت مني مرح وامسكت بيدي وقالت: ـ هيا يا حسن علينا ان ننقذ غادة سريعا، سنحضر ذلك الشخص فورا. قلت لها : ـ الان المهمة اصبحت صعبة يا مرح، لانني تسرعت وذهبت اليه واخبرته بكل القصة وهو الان حذر وسيصبح من الصعب علينا ان نحضره . نظرت مرح الي وقالت : ـ "عدني يا حسن ان لا يتكرر هذا الخطأ ,اقسم لي بحياة غادة" وهنا اقسمت لها بحياة غادة ان لا اجعل احداً اهم منها . ـ "انا الان على ثقة فيك يا حسن، وعلى ثقة باننا سننجح وسننقذ غادة، والصفقة التي عقدتها مع "الكاتو" تنص بأن يطلق سراح غادة فورا بمجرد القاء القبض على الشخص من قبل الكاتو، وان فشلنا فلا انا ولا انت ولا غادة سيكون لنا وجود ...هذه فرصتك وفرصتنا يا حسن ,ومن اجل هذا لم يقم الكاتو بايذائك حتى الان، وانت جزء من الصفقة التي لا خيار لنا غيرها .". وتابعت قائلة : </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font color=#0000ff><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ سنذهب الان الى الشخص، وسأرسم لك كيف تعود وتتعرف</span></font> <span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>عليه دون أي يشك بشيء ". </font></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ ولكنه عرفني وعرف كل شيء . ضحكت مرح وضحكت معها وقالت : ـ "انا اعلم انك غبي، لهذا لم اثق بك في البداية، وهل تظنني مجنونة مثلك حتى ابعثك للشخص الحقيقي في البداية؟
    فلو حدث لكنت الان في خبر كان .". ـ ماذا تقولين يا مرح ؟ ـ "نعم، ضحكت عليك واوهمتك بان الشخص الذي قابلته في المطعم هو المقصود، وكل ما عملته بعدها من غباء كان سيورطنا لو كان فعلا هو الشخص المقصود، وما ذلك الشخص الا بشر عادي، لذلك عاملك عندما ذهبت اليه على انك مجنون ومهووس <font color=#0000ff>.انا كنت موجودة هناك عند لقائكما حتى زوجته سمعت الحديث وحدث خلاف بينها وبينه لانها ظنته من عالم اخر .". </font></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ضحكت على المقلب واخذت تحذرني مجددا من الشخص المقصود الذي كنت قابلته فعلا للحظات قراتها من شريط عيوني .</font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp;ـ هذا الشخص خطير يا حسن، ولن يتوانى عن قتلك ان شعر انك تشكل خطرا عليه، وهو قادر على قراءة افكارك بسهولة، وبالنسبة له ما انت الا مخلوق بشري فقط .". </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5>ـ اذن يا مرح سيكتشفني فورا . </font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>ـ "هذا صحيح يا حسن ولكني سأعلمك كيف تخدعه .". </font></span></h1></font>

  8. #23
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><h1 dir=rtl style="line-height: 150%" align=center><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff><strong><span lang=ar-sa><font color=#0000ff>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>23
    <hr>
    </font></strong></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وضحكت انا والجنية مرح على المقلب الذي فعلته بي... ووعدتها ان نبذل معا كل جهد من اجل احضار ذلك الشخص الجني البشري الى المكان الذي تريده ليتسنى لها السيطرة عليه ؛</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">وطلبت من مرح ان تحدثني من جديد عن ذلك الشخص بدون خداع ؛</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقالت مرح : ـ لم اكذب عليك في شيء بخصوص هذا الشخص، انه فعلا من علمائنا ، <font color=#0000ff>تمرد على سلطة "الكاتو"منذ اربعين عاما وفق سنينكم</font> ، وهرب ليندمج مع البشر ،وقد نجح فعلا في هذه التجربة بعد ان اجتاز كل مراحل الخطورة، خاصة وان الجسد البشري سار بنمو طبيعي دون اية مشاكل،وهذا ما ثبت للمطلعين في عالمنا من خلال متابعتهم لهذه القضية بطرقهم الخاصة..وطوال السنوات الماضية كانوا على علم بكل شيء، ولكنهم كانوا يجهلون الجسد الذي اندمج معه، حتى جاءت بالصدفة قصتك <font color=#0000ff>مع اختي غادة</font> ، وزواجك منها وما حدث بينكما من تحد لقوانين الحياة ولقوانين عالمين مختلفين ،هذه الصدفة وما حدث لاختي غادة من القبض عليها وسجنها في سجن <font color=#0000ff>"قبة النور "</font> لتقضي فيه بقية حياتها.</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;وفي كل التطورات السريعة التي حدثت اجد نفسي انا مرح قد فقدت اغلى ما لدي وهي اختي غادة ،<font color=#0000ff>وعليه عقدت صفقة مع "الكاتو " سلطة عالمي على ان اقوم باحضار "المتمرد" والقبض عليه، مقابل الحرية الكاملة لاختي غادة</font>،وقد غامرت بهذا بمكانتي التي بنيتها منذ سنين طويلة، وفي حالة فشلي في ذلك خلال المدة الزمنية المحددة ، فأنك لا تستطيع ان تتصور ماذا يمكن ان يحدث لك ولاختي غادة...والفشل في عالمي لا وجود له ...". </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت لمرح : ـ لن نفشل وسنحضره مهما كان الثمن ،ولكن ماذا يتوجب علي ان افعل الان ؟ </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ اولا يجب ان نتعرف على الشخص بشكل عادي، وبعدها نبدأ في بناء علاقة معه بشكل حذر، ثم نتحرك خطوة خطوة بناء على تقييمنا للوضع، خاصة واننا نتعامل مع شخص فريد من نوعه، قدراته تفوق قدرتنا، اضف الى ذلك الخطورة التي يستطيع ان يلحقها بنا ان اكتشف ما نخطط له ، فدعنا اولا نقوم <font color=#0000ff>بالخطوة الاولى وبعدها استطيع ان اعرف مدى القوة التي وصل اليها،</font> وبناء عليه سنخطط معا كيف نستطيع ايصاله الى "راس المثلث". </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت باستغراب: ـ <font color=#ff0000>وأين يقع رأس المثلث هذا ؟</font></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;ـ انه يا حسن في قمة احد الجبال الموجودة في هذه الرقعة من بلادك، وهو احد المواقع الثلاثة عشر الموجودة في العالم، وقلت لك سابقا ان العالم ينقسم الى ثلاثة عشر مثلثا ، وحيث يكون راس المثلث - في البحر اوالبر- تكون هناك خاصية للموقع، وفي بلادك يقع <font color=#0000ff>راس احد المثلثات</font> في قمة احد الجبال، الذي لا يبعد عنك الا عشرات الكيلو مترات .".</span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;ـ ما هي خاصية ذاك الجبل الذي تتحدثين عنه ؟.</span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;شرحت لي مرح مطولا عن عجائب هذا الجبل . لكني لم استوعب كل ماقالته مرح عن ذلك الجبل الموجود في فلسطين ، شككت بأن مرح تكذب دائماً في كل شيء، ولا يمكن ان تكون صادقة ...فلو قالت لي ان هذا الجبل موجود في عالمنا لكنت اقول صادقة ، ولكن هنا وفي هذه الرقعة الصغيرة من هذا العالم الكبير ؟&#33;&#33;...كيف؟؟. "لكزتني" مرح بيدها وقالت لي وهي تبتسم : </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "مش مصدق يا حسن ؟".</font> </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت لها وانا اضحك : ـ بصراحة "مش داخل مخي".. في مكان مثل هذا في هذه البلاد؟ ولو كان موجوداً لسجلناه في عجائب الدنيا ... </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قالت : ـ" اسمع يا حسن، احنا اتفقنا على هدف واحد، وما بدي تشك في كل كلمة بحكيها إلك،وبعدين انت بالذات مش لازم تشك في هيك كلام، لانك شفت اشياء اعجب من هذا، ولاّ نسيت رحلتك مع غادة والبلاوي اللي انت شفتها ...". كان كلام مرح مقنعا فعلا ، فقد رأيت بأم عيني اشياء تفوق الخيال والتصور في عالم الجن ، فلماذا لا استطيع ان اقتنع بوجود مثل هذا المكان . نظرت الي مرح وابتسمت</span><span lang=ar-sa><span lang=ar-sa> <span style="font-weight: 400">ابتسامة ماكرة وناعمة وقالت : <font color=#0000ff>ـ "طيب يا حسن ، بتحب تروح على الجبل اللي بحكيلك عنه...</font>" </span></span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">قلت بفرح وبفضول كبير : ـ نعم خذيني الى هناك الان ... ضحكت الجنية مرح وقالت : ـ <font color=#0000ff>"برضو مش مصدقني ،حاضر رح اخذك الى هناك ..."</font>. واخذت تضحك وكأني قلت على مسامعها نكتة، واقتربت مني وطوقت بذراعيها عنقي، ووضعت جبينها على جبيني واخذت تضحك بصوت عال فأعلى فأعلى ،وقالت : ـ هل انت مستعد ..؟". </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">قلت لها : ـ نعم انا مستعد. هيا انقليني الى هناك . ـ " طيب يا حسن، راح احكي لك وين العنوان..و قبل منتصف الليل ..." </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">..قاطعتها : ـ ولكن لماذا لا نذهب الان ...؟ ـ صعب الوقت متأخر ،وحتى نصل الى هناك تكون الشمس قد اشرقت .". <font color=#ff0000>ـ ولكن لماذا لا تنقليني انت الى هناك ؟ ـ</font> كيف بدك انقلك &#33; احملك واطير فيك لهناك ؟...انت مجنون ولا بتحلم؟". فاستغربت وقلت لها : ـ ولكن الجنية غادة حينما تزوجتني ، نقلتني الى عالمها خلال دقائق، ولم يكن في هذا أية مشقة عليها ... فنظرت الجنية اليّ وملامح الغضب قد بدت على وجهها ،وقالت : ـ <font color=#0000ff>"اسمع يا حسن انا لست غادة ...انا مرح ،فان كانت غادة قد نقلتك معها، فمرح لا تفعل هذا من اجل ارضاء غرورك </font>،وان كان الفضول يشدك لمشاهدة ذلك المكان فهذه مشكلتك انت وليست مشكلتي، واضف الى معلوماتك، ان غادة حينما نقلتك الى عالمنا لم يكن ذلك بسهولة كما تظن،بل ان غادة تكبدت مشقة كبيرة لتقوم بهذا ...مشقة يصعب عليّ وصفها او شرحها ،ولكنها لم تشعرك بهذا حتى لا تجعلك تنزعج فيما لو عرفت حجم المشقة والتعب والثمن من جراء نقلك. كما ان نقل البشر الى عالمنا لا يتم في أي وقت او في أية لحظة، وانما يجب الاستعداد له مسبقا،كل هذا في حالة ان يتم نقل شخص من عالمك الى عالمي، ولكن ولمعلوماتك ... ". قطعت مرح حديثها واخذت تضحك وتضحك بصوت عال واضافت : </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ" لا يمكن يا حسن ان اقوم بنقلك الى ذلك المكان لان هذا مستحيل، وهذا شيء مختلف عن نقلك الى عالمي، لانك الان موجود في عالمك، والمكان الذي يجب ان نذهب اليه موجود في عالمك ايضاً ،اذن لا يستطيع احد ان ينقل جسدا ماديا من عالم مادي الى عالم مادي بالطريقة المضحكة التي تفكر بها، صحيح اني استطيع ان انقلك الى هناك لتشاهد كل شيء، ولكني لا استطيع ان انقل جسدك المادي،وانا اريد جسدك ايضا ان يكون هناك مرة اخرى، حتى تستطيع ان تذهب إلى هناك بمفردك افهمت ...". </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ طيب يا مرح لقد فهمت ان هناك فرقا بين ان تقومي بنقلي الى عالمك، وبين ان تقومي بنقلي من عالمي الى أي جزء من عالمي، ولكني لم افهم السبب، وبصراحة اكثر لا اريد ان افهم السبب ,اعطني العنوان وسالقاك غدا هناك. وقامت الجنية مرح بوصف المكان وكيفية الوصول اليه بدقة، وابتسمت وقالت : </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "الى اللقاء يا حسن..".</font> </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">واختفت كالطيف ,رحلت الجنية مرح وتركتني غارقا في التفكير بها اكثر من ذلك المكان الذي ستأخذني اليه في الغد ,فرغم جمال الجنية مرح الباهر <font color=#ff0000>الا انها تتميز باسلوب جذاب في الابتسامة، في الغضب،</font> في الهدوء، في الثورة، وحتى في ظهورها واختفائها فإنها تترك انطباعا غريباً، القوة، الجمال، كل شيء في هذه المخلوقة غريب غريب ... انتظرت حتى صباح الغد، وكلي شوق بانقضاء هذا اليوم للذهاب الى ذلك المكان الغريب، تحركت من البيت في ساعات الظهر بعد ان اخذت قسطا من النوم، وتوجهت الى ذلك المكان الذي وصفته لي والذي يبعد من حيث كنت اسكن مدة ساعتين على الاكثر ، ولم يكن الجبل يبعد عن الشارع العام كثيراً، لذا لم يتطلب مني الا ان اسير على الاقدام مسافة عشر دقائق او ربع ساعة، انتظرتها حيث طلبت مني ان انتظر. كان الجو شديد البرودة عاصفا بالغبار ,والجبال التي تحيط به كانت قاحلة من أي شيء، <font color=#ff0000>او ربما هذا ما كنت اراه في الظلام ...&nbsp;</font></span></font></h1></font>

  9. #24
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>24
    <hr>
    </font></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">وما هي الا دقائق، حتى ظهر على الجبل المقابل حيث كنت اقف، <font color=#ff0000>شبح ابيض يشير الي بيده </font>,لم اخف منه بل سرت نحوه لعلمي المسبق بانه لن يتواجد في ذلك المكان الا <font color=#0000ff>الجنية مرح</font>، وحينما وصلت الى قمة ذلك المرتفع وجدتها في انتظاري..تدير ظهرها وتنظر الى الاتجاه الاخر. اقتربت منها وقلت: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ مرح.. لم تجبني ,اقتربت اكثر فاكثر، ولم تجبني ،مددت يدي وامسكت بكتفها وسألتها :</font> </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ الى ماذا تنظرين يا مرح ؟ قالت : ـ" آه ..يا حسن ,ها انت الان في المكان الذي طال شوقك لرؤيته."</font>. </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">نظرت حولي، فلم اجد شيئا غريبا او عجيبا ليجعل هذا المكان مميزاً. فقالت لي : <font color=#0000ff>ـ "شو يا حسن مش عاجبك المكان ؟"</font> </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ اني لا ارى فيه شيئا غريبا او عجيبا، فهو مكان مثله مثل بقية الجبال التي تحيط به . </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "ما هو العجيب في نظرك؟ ـ طيب احكي مع هذا الحجر وسيرد عليك.". ـ اكلم الحجر... هل تعتقدين بأني مجنون ؟ ـ "لا امزح ...جرب .". نظرت الى الحجر وقلت له : ـ مرحبا يا حجر &#33; فاخذت مرح تضحك وتقول: ـ " لا اظنك مجنونا&#33;&#33;.. <font color=#0000ff>بل انت مجنون حقا ,في حد بحكي مع حجر؟</font>" قلت : ـ مرح الا تكفين عن المزاح ؟ ـ" <font color=#0000ff>اسمع يا حسن هذا المكان هو احد اطراف المثلثات الثلاث عشرة في العالم </font>، وفي هذا المكان الذي هو واحد من ثلاثة عشر يمكن لاي كان من عالمنا ان يلتقي مع أي كائن من بني البشر، ولهذا المكان ميزات كثيرة جدا، لن يكون هناك متسع من الوقت لذكرها ,<font color=#0000ff>وما نستطيع ان تلمسه الان هو انك لو نظرت الى القمر لرأيته بوضوح تام ولرأيته انه يتغير في كل لحظة</font> ,المناخ الخاص بهذه الرقعة ,انعدام ثقل الجسد وعدم شعورك بالاعباء الجسدية والفكرية و...". بدأت اتفحص المكان. ورحت اشعر بكل ما قالته ,فانا لا اشعر بأني متعب او اني بحاجة لان اتحرك ,حتى تفكيري كله يتركز في هذا المكان. لا يوجد لي شعور بالحاجة الى أي شيء ,لا ادري كيف يتم وصف مثل هذا الشعور ,ولما نظرت الى القمر رايته قريباً ورايته بوضوح تام وكان في تغير مستمر . "لكزتني" مرح بيدها وقالت :لا تمعن النظر كثيرا في القمر من هذا المكان حتى تستطيع العودة الى بيتك ، والا فلربما لن تستطيع ذلك، اسمع يا حسن سر بهذا الاتجاه عدة خطوات . <font color=#ff0000>فسرت حيث اشارت وما هي الا خطوات حتى شعرت بالبرد وبجو يختلف فأحسست كما لو انني انتقلت من عالم الى اخر،</font> ونظرت الى اعلى بفضول فرأيت وكأن القمر ابتعد الاف الكيلو مترات ,اعدت النظر حيث تقف مرح وهي تبتسم فرأيت هالة من نور تحيط بالمكان مع ان المكان الذي وقفت فيه كان يلفه الظلام ,سرت نحوها عدة خطوات فقط وشعرت وكاني تركت جسدي خارجا. يا الله كم هو عجيب هذا المكان . نظرت اليّ الجنية مرح وابتسمت فقلت لها : <font color=#ff0000>ـ مرح اليست هذه خدعة اخرى من خدعك الكثيرة؟ </font>ضحكت مرح وقالت : ـ "كلا يا حسن انت تستطيع ان تميز فانت بكامل وعيك، واذا لم يشعر الانسان بوجود هذا المكان في صحوته ، فإنه سيجده مثل بقية الاماكن ". ثم اردفت : ـ في هذا المكان تستطيع ان تفكر في أي شيء وان تحصل على أي شيء، وان تصل الى أي شيء، وان ترى أي شيء ,هذا المكان يخلو من المستحيل .". فقلت : ـ اذا انا فكرت في الحصول على شيء ما، هل احصل عليه فعلا؟ ضحكت وقالت</span> <span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>: ـ "انتم البشر غريبو الاطوار، تريدون كل شيء بلا مقابل ,نعم يا حسن انت تستطيع في هذا المكان ان تفكر بالحصول على أي شيء وستجد الطريق الى ذلك الشيء بسهولة مهما كان</font> ,ولكن يبقى عليك فور خروجك من هنا ان تقوم بالخطوات للوصول الى الشيء الذي اردته ". قلت : ـ اذن انا لا احصل على أي شيء في هذا المكان سوى الاحلام، وان اردت سأجدها خارج هذا المكان.. قالت مرح : ـ <font color=#0000ff>اسمع يا حسن من اجل الوصول الى أي شيء، تحتاج الطريق للوصول اليه ,وفي حال عرفت الطريق الى الشيءالذي تريده، فأن تحقيقه يصبح سهلا، وهنا نجد الطريق الى أي شيء وفي الخارج نقوم بتحقيقه.."</font>. اثناء حديث مرح، بدأت بالفعل افكر في شيء واحد، اني حقاً قد وجدت الطريقة الى تحقيقه ,ولم احدث الجنية مرح كما فكرت فيه، ولم ادعها تقرا او تشعر باني افكر بشيء . قلت للجنية مرح : ـ هل استطيع العودة الى هنا في أي وقت اريده؟ ـ نعم تستطيع، ولكني لا انصحك بان تفعل ذلك لعدة اسباب لا استطيع ان اشرحها لك ...دعنا من كل هذا وتعال الى الواقع". وخرجنا من ذلك المكان واخذنا نسير معا لأن الجو قد اصبح اكثر دفئا، والقمر قد اطل ومرح تحدثني عن الحياة ,وشعرها الطويل بين الحين والاخر يلامس وجهي، وسرنا حتى توقفت في مكان مقفرٍ فيه بقية من اشجار واعشاب صفراء كانها ماتت منذ سنين ,اضفت على المكان جوا من الوحشة تفوح منه رائحة الموت والخوف من المجهول ,حتى نور القمر الذي اضاء المكان كان يضفي عليه وحشة مجهولة ، وبين حين واخر كانت نسمات الهواء تحرك اوراق الشجر اليابسة محدثة خرخشة وكانها انفاس وحش كاسر . كل ذلك يطغى على المكان، فيقشعر بدن الجالس فيه وكان امامه "اوركسترا " تعزف لحنا جنائزيا تخر امامه اشجع النفوس ,اما الاحجار المبعثرة هنا وهناك، فكانت تبدو بظلالها وكانها قبور اصطفت لتثير القشعريرة في جسدي . جلست مرح بثوبها الابيض الشفاف الناعم الذي بالكاد يخفي مفاتن جسدها، وحينما انسدل شعرها الاسود الطويل امتزج لونه باشعة القمر ولون الحجر الرمادي الذي تجلس عليه وكأنه مصطبة قبر بدون شاهد ,مزيج من الالوان تداخلت لارى الثوب الابيض قد تحول الى اللون الزهري، <font color=#ff0000>فزاد ذلك الجسد انوثة واثارة ,وتحت ضوء القمر، تنحني مرح بخفة وتمد يدها نحو الارض لتلتقط حفنة من الاوراق اليابسة الرمادية الصفراء</font> ,واثناء وعودتها لوضعها الطبيعي وقبل ان تعتدل بجلستها، كان شعرها الاسود يلامس الارض، وحدة البصر كانت تقع مني على صدرها الذي تنبعث منه <font color=#ff0000>رائحة شهوانية شرهة،</font> كانت تصطدم برغباتي البشرية، وسط روائح الموت الذي يفوح من كل جزء في هذا المكان. تفرك الجنية مرح بكفيها الاوراق، وتلقيها على</span> <span style="font-weight: 400">شعرها وجسدها ووجهها وصدرها، حتى الاوراق الجافة الميتة، تلتصق بها وكأنها تشتهيها ,وهاهي مرح تداعب شعرها وطيات ثوبها، ومع كل حركة تقوم بها كانت تفجر في داخلي رغبة شهوانية اعنف من الاخرى، وبحركة خفيفة رشيقة تستلقي على مصطبة القبر الرمادي، واضعة احدى يديها تحت راسها،واليد الاخرى تسير بها على جسدها، ابتداء من العنق وانتهاء باخمص القدم في حركات شهوانية <font color=#ff0000>وكأنها تضاجع اشعة القمر</font> ,تتقلب بجسدها على مصطبة القبر ومع كل حركة تقوم بها يتطاير شعرها، ليظهر <font color=#ff0000>ويكشف جسدها الشيطاني الساحر،</font> رمقتني بنظرة ناعمة تتقد شبقا وشهوة، ونادتني حيث اقتربت منها بخطوات مثقلة . مدت يدها وجذبتني بقوة لاسقط بجانب ذلك الجسد الساحر الفاتن، واخذت تداعب باناملها شعري ووجهي وشفتاي، وتحيط بذراعيها عنقي، وتهمس بصوت ناعم هادىء عبارات تنسل مثل الموسيقى ,لا افهم ولا اعي لها معنىً، واخذت يداي وشفاهي تعبث بجسدها بجنون لتسقط عن مصطبة القبر الرمادي الى الارض ,وعندها امتزج جسدها بالاوراق اليابسة التي كانت تغطي المكان، وجنون الامتزاج يخيم على الموقف . حبات تراب علقت ببعض قطرات العرق التي تصببت من لقاء الاجساد ، <font color=#ff0000>ومن إستعار التقاء الشفاه بالشفاه، قبلات طغت حرارتها على رطوبة الارض ورائحة الموت وجنون الشهوات، تحت اشعة القمر الناعمة،</font> ساعات شهوانية حيوانية شيطانية، دون سيطرة او ادراك او ارادة . ومرح تارة تكون ناعمة هادئة، وتارة اخرى تكون متوحشة مفترسة، تغرس اظافرها في جسدي، وتشعر بالنشوه لايلامي .مرت ساعات كنت ادري خلالها..او لعلني لم اكن ادري...لكني ادري انها استطاعت ان تفجر بداخلي الشهوات الحيوانية المكبوتة . لم افق الا على رائحة الموت المنبعثة في هذا المكان من كل شيء، وكأني في معبد الشيطان , وصحوت على صوت ضحكات مرح الجنونية تملا المكان، تضحك بجنون، وانا منهك القوى، ليعود الي رشدي على صوت مرح <font color=#0000ff>: ـ حسن والان قل لي ، اكنت تريدني ام تريد غادة ....".</font> جعلتني كلمات الجنية مرح اشعر كم يكون الانسان تافها وضعيفا امام لحظة شهوة ...لقد جعلتني كلماتها اعود الى نفسي بعد الساعات الشهوانية الحيوانية التي قضيتها معها، والتي استطاعت خلالها ان تنسيني كل شيء تماماً ,وتسيطر على كل جزء في جسدي وعقلي . فقد جئت الى هذا المكان مع اخت غادة من اجل غادة نفسها، <font color=#ff0000>وفي أحضان الاخت نسيت غادة &#33;&#33;&#33;</font></span> <span style="font-weight: 400">نعم انا خجل من نفسي على ما حدث، واشعر بندم كبير . اذ كيف يختفي ويذوب الحب الكبير الذي احمله بقلبي للجنية غادة، يذوب في لحظات شهوانية في احضان اختها ؟ <font color=#ff0000>ما زال سؤال الجنية مرح " حسن </font><font color=#0000ff>"اتريدني ام تريد غادة ؟</font>" يدور في راسي... ما الذي تقصده ؟؟ وما الذي تسعى للوصول اليه هذه الجنية الملعونة ؟ولماذا ارادت ان اخون اختها غادة...لماذا ؟كيف تقول بانها تحب اختها وان اختها كل شيء في حياتها وتجعلني في نفس الوقت اخونها ؟انها فعلا شيطانه حقيرة جداً ...لا يهمها الا المتعة ,ولا يهمها الا ان تتسلى بأي شيء وبكل شيء... لقد جعلتني اخون حبيبتي، واخون نفسي، واخون كل شيء امام لحظات الشهوة والمتعة ...خلال صمتي وتفكيري بهذه التساؤلات، كانت الجنية مرح تقف تنظر الي بهدوء، تبتسم وكأنها تقرا افكاري.. نظرت اليها وقلت : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ لماذا يا مرح ؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ "لماذا ماذا يا حسن ؟" </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ لماذا جعلتني اخون غادة ؟ ـ "وما دخلي انا بما فعلت انت ؟" ـ انت اردت ان يحدث هذا يا مرح &#33; ـ " هذا صحيح انا اردت وعندما تريد مرح شيئا فانها تحصل عليه، ولكن ما دخلي انا فيما اردته انت وفكرت فيه انت وفعلته انت "؟؟ ـ ولكنك سيطرت علي وعلى افكاري &#33; ـ "كلا يا حسن انا لم اسيطر عليك، ولم اكن بحاجة لان اسيطر عليك، مادمت انت لا تستطيع ان تسيطر على نفسك ". ـ الا تشعرين بانك قد خنت اختك غادة بما قمت به مع زوجها؟ ضحكت مرح وقالت بتعجب : ـ وما دخلي انا فيما حدث ,ولماذا يجب ان اشعر باني قد خنت اختي ؟ان ما حدث بالنسبة لي امر عادي جدا، فإن اردت شيئا احصل عليه، وبدلا من ان تسألني، اسأل نفسك ايها العاشق.. يا زوج اختي العزيز: ما شعورك وماذا تريد ؟". اشحت بعيوني عنها وانا اشعر بالخجل والندم على ما حصل ، <font color=#ff0000>وقلت لها : ـ صحيح انك مخلوقة غريبة الاطوار يا مرح</font> ,فكل شيء له عندك تفسير، حتى الخيانة عندك لها تفسير &#33; </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">فقالت : ـ حسن ,انا لا اجد لهذا الحديث اية قيمة او معنى، لقد حدث ما حدث وانتهى، فاذا اردت انت ان تعطي للذي حدث قيمة اكبر مما يستحق ، فلا داعي لان تلقي باللوم على غيرك، انتم البشر غريبو الاطوار فعلا ,ولسنا نحن الغرباء ، انتم جبناء حتى بتفكيركم ,ونحن ان فعلنا شيئا، أي شيء، فلا نهرب مما نفعل ولا نخاف منه ,اما انتم بنو البشر، <font color=#0000ff>فان فعل احد منكم شيئا وكان جيدا، تسابقتم جميعا ليدعي كل منكم انه هو الذي قام به</font> ,وان حدث شيء وشعرتم بانه خطأ، بدأتم جميعا بالتنصل من المسؤولية عنه ورحتم</span> <span style="font-weight: 400">تلقون اللوم على الاخرين، او على الظروف وكأنه لا دخل لاحد منكم بما حدث...تتحدث عن الخيانة والخيانة هي من طبع البشر منذ وجدوا، الخيانة فيكم منذ الازل، تنمو وتكبر معكم كل يوم ,ففي احلامكم خيانة، وفي افكاركم ويقظتكم وحبكم وكرهكم خيانة... مُثُلكم خيانة ,انتم هكذا، وستبقون كذلك، <font color=#0000ff>وان لم تجدوا شيئا تخونوه فستخونوا انفسكم</font> ,فلا تنس ايها العاشق الولهان الذي تحيا على ذكرى غادة، ولا شيء لديك له قيمة بدون غادة، بانك في احضان واحدة اخرى، نسيتها ، او تناسيتها &#33;&#33;&#33;. واضافت قائلة : ـ تعال يا حسن لنتذكر غادة بدلا من اضاعة الوقت في كلام لا يجدي نفعا. تعال نبدأ بالعمل من اجلها لانقاذها من الاسر ". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">قلت لها : ـ صحيح اني لن استطيع ان اهزمك حتى بكلامي يا مرح ، فأخبريني ما الذي عليّ فعله الآن ؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ الان يا حسن، ساعطيك عنوان ذلك الشخص، وكل المعلومات التي تحتاجها عنه لتبدأ غداً الاتصال به، حتى نستطيع احضاره الى المكان الذي نريد، ويتم القبض عليه، وتحصل غادة على حريتها، وسأشرح لك كيف يجب ان تتصرف مع هذا الشخص .". وتابعت : "اولا :لا تنظر في عيون هذا الشخص كثيرا، ولا تفكر بأي موضوع اخر خارج الموضوع الذي يدور فيه الحديث ، وحذار ان يتشتت ذهنك اثناء الحديث معه، كما اطلب اليك ان لا تبالغ بالتركيز فيما يقول، فالانسان العادي لا بد له ان يشرد بذهنه ولو قليلا، فاعمل على ان تشغل ذهنك بأمور وصور عادية، مثل الاهل والاقارب والبيت ...الخ &#33;اما ان حصل وتحدث معك حول موضوع يثير انتباهك ويشدك فأبدا فورا بالتفكير بموضوع عادي ...واحذر يا حسن &#33; فهو يستطيع ان يقرا الافكار التي تدور في مخيلتك ... حتى الصور التي تراها، يستطيع هو ان يراها بدقة ,واعلم جيدا بأن <font color=#0000ff>الخطوة الاولى</font> التي سيقوم بها هي الاطلاع على الذاكرة الخاصة بك وما تحويه ، ويقوم بذلك من خلال جعلك تفكر بالماضي بطريقة غير مباشرة، فاحرص على ان لا تفكر الا بالامور العادية فقط لا اكثر ". واستمرت الجنية مرح في حديثها وهي تعلمني كيف يمكن للانسان ان يتحكم بالافكار وردات الفعل الطبيعية ,وحتى بالاحاسيس والعواطف، لأقتنع انه لو نفذ الانسان ما تقوله هذه المجنونة، لتحول الى جهاز &gt;يحب "ان صدرت له الاوامر، و&gt;يكره " ان صدرت له الاوامر. وانهت مرح حديثها قائلة : ـ" والان</span> <span style="font-weight: 400">يا حسن، اثق بأنك ستنجح في الوصول الى هذا الشخص، وكل ما يتوجب عليك فعله، هو تكثيف علاقتك معه قدر المستطاع، وبعدها سنقرر ما الذي سنفعله ...والآن يا حسن سأغادر من هنا، وكلي ثقة بأنك ستنجح ,ولا تنس ان نجاحك يساوي حرية غادة، ولقاءك بها تذكر ذلك جيدا يا حسن.. واختفت مرح بسرعة تفوق سرعة الضوء من امامي ...تركتني وحدي مع طيف غادة وذكراها ,وكأنها تعمدت ذلك لتزرع في داخلي التصميم على النجاح في هذه المهمة".. قمت بزيارة ذلك الشخص عدة مرات، حتى اعتاد علي، وتوطدت علاقتي به طيلة عشرة ايام، وانا اقوم بزيارته اتحدث معه، واتناول الغداء <font color=#ff0000>"والعشاء احيانا "</font>معه ...واعود الى البيت لانتظر الجنية مرح، ولكنها لم تظهر حتى شعرت انها اختفت الى الابد من حياتي ,لماذا لم تظهر خلال هذه الفترة ؟وما هو السبب، لا ادري &#33;&#33;لكن الجنية التي ما تكاد تختفي حتى تظهر من جديد، والتي اشعرتني بانه لا شغل لها الا انا، لم تكتف بالظهور في يقظتي، بل غزت حتى احلامي ونومي ...". تواصلت علاقتي بهذا الشخص <font color=#0000ff>"الجني البشري"</font> كما وصفته الجنية مرح، حيث لم اجد فيه خلال هذه المدة شيئا مميزا عن البشر،فهو انسان عادي جدا بشكله وشخصيته، ولا يوجد في تصرفاته أي شيء يميزه عن البشر، وعلى عكس ما قالت الجنية مرح بشان خطورته ..وجدته طيب القلب، حتى احببته من كل قلبي، واعتدت على رؤيته والتحدث اليه . استمرت علاقتي بهذا الانسان، او ما تسميه الجنية مرح <font color=#0000ff>"الجني البشري "</font>، عدة اسابيع، ولم تظهر خلالها مرح ولو للحظة ,مع اني كنت انتظرها كل يوم دون جدوى ,فأين اختفت ولماذا؟وهل ستعود، او ربما انها لن تعود ؟ اسئلة كثيرة كهذه تزاحمت في رأسي. لم اعد افكر في شيء الا ان اراها، فكلما سمعت صوتها او رأيت ضوءاً فقفزت من مكاني ظنا مني بأنها هي، ولكن عبثا، فهي لم تظهر، وبعد ثلاثة اشهر من الانتظار، تيقنت انها لن تعود، او</span> <span style="font-weight: 400">انها اصبحت <font color=#ff0000>جزءا من الماضي، </font>وتحولت علاقتي بذلك الشخص العادي جدا الى علاقة بين صديقين، حتى اني نسيت فعلا ما زرعته الجنية مرح براسي حول كونه "جنياً بشرياً ". وفي احد الايام دعوته الى بيتي لتناول طعام الغداء مع اسرتي ,فحضر وتناولنا طعام الغداء معا،شربنا القهوة وتحدثنا في مواضيع كثيرة استطيع القول بأنها مصيرية منها انه تآمر مع والدتي على ان يزوجاني، واثناء خروجه من البيت توقف قليلا امام مجموعة من التحف البسيطة كانت موضوعة على "فترينة" الصالون قرب باب الخروج، وكان بين هذه المجموعة عدة حجارة عادية امسك باحدها وسالني :من اين جلبت هذه الحجارة؟". فقلت له :لا اعرف وسألت والدتي عنها ,<font color=#ff0000>فقالت :"احضرتها اختك على ما اظن" </font>, سألت اختي وقالت انها احضرتها معها اثناء قيامها بنزهة قبل عام او اكثر .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال : ـ فعلا انها حجارة جميلة ومميزة&#33;&#33; وطلب ان يحتفظ بواحد منها فلم نمانع ,فهي مجرد حجارة، وودعته حيث ركب سيارته وعاد ادراجه . وفي اليوم التالي حضر الينا وشرب القهوة <font color=#0000ff>وقال : ـ "لقد جئت لأسال اختك عن مكان هذه الحجارة ، لأني وجدت انها تصلح لعمل تحف تذكارية...".</font> وجاءت اختي وجلست معنا وحكت له بانها لا تتذكر بالضبط من اين احضرتها . قال لها وهو يضحك : ـ" مش مهم..". ثم فتح كفه ونظر اليها وقال : ـ انظري الى الحجر، اليس جميلا ؟ وما ان نظرت اختي الى الحجر حتى قالت : ـ نعم تذكرت . <font color=#ff0000>وبدات تحكي له بدقة متناهية عن كل ما حدث معها &nbsp;</font></span></font></span></h1></font>

  10. #25
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><h1 dir=rtl style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; font-family: arabic transparent; unicode-bidi: embed; text-align: center"><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>25
    <hr>
    </font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">في ذلك اليوم ولكنها لم تستطع ان تتذكر من اين احضرت الحجارة ,حتى ان الدقة التي بدأت تصف فيها&nbsp; ذلك اليوم أثارت ارتيابي بأن وصفها المفاجىء&nbsp; بعد النسيان لم يكن مجرد&nbsp; صدفة وأن هذا&nbsp; الشخص قد فعل شيئا حتى <font color=#ff0000>اعاد الى اختي الذاكرة بهذه السرعة .</font>
    </span></font></span><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وهنا انتابني احساس بان ما قالته مرح عن هذا الشخص ،&nbsp; انه <font color=#0000ff>"جني بشري "&nbsp;</font> صحيح ,وعلى الفور&nbsp; تصرفت بشكل عادي وطلبت من اختي ان تحضر لي كأس ماء حتى اصرفها من امامه خوفا من ان يبدا بقراءة افكارها ، <font color=#0000ff>خاصة وانها تعرف عن علاقتي بالجنية غادة .</font>..واخذنا نتحدث معا لعدة دقائق،&nbsp; ثم غادر البيت بعد ان ودعته وانا اتساءل عن سر اهتمامه بهذه الحجارة ،&nbsp; اذ لا بد ان في الامر سرا معينا ,وذهبت الى اختي وسالتها عن الحجارة،&nbsp;&nbsp; واخذت تضحك وتقول :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ شو حكايتك انت وصاحبك ؟شو عمركم ما شفتم حجار؟&nbsp; شو القصة ؟شوية حجار اعجبني منظرها واحضرتها معاي...".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فضحكت انا ايضا وقلت يبدو لي اني بالغت في ظنوني فلا شيء يستحق الاهتمام.</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ثم خلدت الى النوم قرابة منتصف الليل حتى افقت بعد ساعة او ساعتين من نومي بشكل طبيعي جدا، ففتحت عيوني لارى الجنيةمرح تجلس على الكرسي الموجود في اخر الغرفة، مرتدية ثوبا ابيض ملائكيا واضعة ساقها اليسرى على اليمنى، ومتكئة بخدها على يدها تنظر الي بهدوء&nbsp; وهي شاردة الذهن تتأمل؟؟؟فركت عيني لأتاكد ان كنت احلم ام انا في يقظة،&nbsp; قفز قلبي من الفرح لرؤيتها ,فقمت من فوري وجلست انظر اليها...خاطبتني بصوت هادىء وملائكي :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ" صحت النومة يا حسن &#33;"</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ مرح.. اين انت يا مرح ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اجابت مبتسمة :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ" انا هنا يا حسن، كنت انتظرك حتى تفيق &#33;"</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ـ لماذا اختفيت وتركتني ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فابتسمت بخبث وسالت :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ اشتقت لي يا حسن ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فارتبكت ولم ادر ما اقول &#33;</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فابتسمت واعادت السؤال :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "بتحبني يا حسن ؟"</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ولاادري لماذا اصابني الارتباك ولم استطع الاجابة .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اضافت بخبث :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "انا اعلم انك تحبني، وانا أيضاً بدأت احبك يا حسن ..."</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>حاولت ان اغير الموضوع وكأني اهرب من شيء لا اعرفه، وبدات احكي لها عن علاقتي مع ذلك الشخص...وسألتها :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ اما حان الوقت لنوصله الى ذلك المكان؟ وما هي الطريقة لذلك...؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ابتسمت وقالت :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "نعم حان الوقت، لهذا حضرت ,غدا ستقوم بذلك ..."</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قلت:</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; كيف ساقنعه وماذا ساقول له ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ضحكت مرح وقالت :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "هو الذي يجب ان يقنعك، سيحضر غدا وسيبذل كل جهده في خلق قصة لاقناعك ان تذهب معه انت واختك لترشداه الى المكان الذي احضرت منه اختك الحجارة .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت لها&nbsp; وانا مندهش:</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; لا افهم ماذا تقصدين ما هو دخل اختي في هذا الموضوع وما حكاية الحجارة؟؟؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قالت :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ" لاتسال اسئلة&nbsp; كثيرة&nbsp; فهذا شيء لن تفهمه .المهم ان الامور سارت على ما يرام، وسينتهي كل شيء غدا او بعد غد .".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>غضب كبير انتابني وحيرة اكبر ساورتني&nbsp; مما قالته لي ,وما دخل اختي؟ وما هي حكاية هذه الحجارة التي احضرتها اختي قبل عام، أي قبل ان&nbsp; اعرف ما الذي تريده مرح ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت ولم اتمالك الاستفزازات والغضب الذي اصابني :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ اسمعي ِ يا مرح، لقد اتفقنا على&nbsp; ان افهم&nbsp; قبل ان اقوم باي شيء...انا لن افعل أي شيء ولن اتحرك خطوة واحدة قبل ان افهم ماذا يحدث ...&nbsp;&nbsp; لقد&nbsp; تركت لك المجال ان تلعبي بحياتي كما تشائين اما&nbsp;&nbsp; أختي و عائلتي واهلي، فلن اسمح لك تحت بأي ثمن ان تعبثي معهم ...لا انت ولا كل الجن الذي معك .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>هزت مرح راسها بهدوء وقالت :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "طيب، لما اطلب منك تسمحلي&nbsp; تسمحليش، ولما انا اسألك&nbsp; شو لازم اعمل، تقوليش ,واذا بطلع في أيدك اشي تعملو علشان تمنعني سويه، ما تخاف ,ومدام لهلأ ما بطلع في يدك إشيء وما بتقدر تعمل إشي&nbsp; <font color=#0000ff>خليك ساكت واسمع الكلام علشان انا اظل احبك</font> ,وكلامك الفاضي بزعلني شوي، وانت بتعرف أنو مرح مش مليح&nbsp;&nbsp;<font color=#0000ff> تزعل، فخليني مبسوطة&nbsp; علشان اظل احبك واحب اهلك معك , فهمت يا حسونة؟".</font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فعلا لقد استطاعت مرح بهدوئها واسلوبها الساخر ان تهزني من الاعماق ,وما اصعب ان يشعر الانسان انه ضعيف&nbsp; لا يستطيع عمل شيء سوى الكلام والصراخ والبكاء التي هي اسلحة الضعفاء،&nbsp; لكن ماذا عساني&nbsp; استطيع ان افعل مع هذه الجنية الخبيثة سوى ان اكظم غيظي وانتظر ...</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قطعت الجنية مرح صمتي وتفكيري قائلة :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><font color=#0000ff>ـ "العواطف شيء جميل يا حسن، ولكن فيما نحن فيه لا قيمة لها،&nbsp; انا لا اقصد بكلامي الاساءة اليك، ولكني اريدك فعلا ان تفكر بدماغك، وان تتصرف بناء على الواقع الذي انت فيه</font> .فلا الغضب ولا الحب ولا الكره سيفيدنا بشيء ,وما دمنا لا نستطيع تغيير الواقع، فلنتصرف بناء على ما يمليه علينا الواقع&nbsp; ,وانا لم افكر حتى هذه اللحظة بالمس باهلك باي سوء، ولن افعل، ولا تنسى أن هدفنا واحد يا حسن وهو انقاذ غادة، ولكن الفرق بيني وبينك هو ان عواطفك تتغلب على عقلك، ونحن يا حسن لا نفكر اليوم بما سيحدث اليوم، وانما نقوم بحسابات دقيقة لما سيحدث بعد عدة سنوات.".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>واضافت بحزم :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ انا&nbsp; خططت منذ مدة طويلة لهذه الفرصة لحظة بلحظة؛ ان يدخل هذا الشخص الى بيتكم؛ ويرى الحجارة بالصدفة، ويبدا بالبحث عن مصدرها ومن احضرها... ليجد&nbsp; ان الحجارة موجودة منذ مدة في بيتكم، وان من احضر الحجارة قد احضرها بالصدفة، وان كل شيء طبيعي وبمحض الصدفة. وذلك لأن هذا الشخص من النظرة الاولى الى الحجارة يستطيع معرفة متى احضرت الى بيتكم بدقة،&nbsp; ومن حديثه معكم ,يستطيع ان يعرف ان كانت الحجارة موجودة في بيتكم بالصدفة، أم ان هناك سراً ما وراء وجودها، ولو أن الحجارة كانت موجودة في بيتكم منذ شهر أو&nbsp; اثنين ،سيشك في الموضوع . وكل ما قمت به انا هو ترتيب الظروف وتهيئتها <font color=#0000ff>لان تقوم اختك برحلة مع صديقتها، وتجد الحجارة بالصدفة وتقوم بنقلها الى بيتكم دون ان تشعر بأي شيء غير طبيعي</font>، وان تسير الامور وكأنها صدفة في صدفة. وانت يا حسن تتعرف على ذلك الشخص وتقوم ببناء علاقة وطيدة&nbsp; معه وحتما كان سيحضر الى بيتكم في يوم ما بالصدفة ودون ترتيب، ويرى الحجارة بالصدفة، ولم يكن معروفا متى سيحضر وكنا على استعداد ان ننتظرهذه اللحظة حتى ولو بعد سنوات على شرط ان تكون بدون ترتيب،&nbsp; ولو&nbsp; انك عرفت&nbsp; الخطة او عرفت&nbsp; بأمر هذه الحجارة لاستطاع هو ان يعرف الحقيقة خلال اقل من لحظة ,وقد سارت الامور على ما يرام وكما خططت لها من قبل، حتى قبل لقائي بك يا حسن&#33; ومتأكدة انك&nbsp; تريد ان تعرف سر هذه الحجارة ...<font color=#0000ff>هذه الحجارة يا حسن ماخوذة من ذلك المكان الذي قمت انت بزيارته</font>، وهو المدخل الى عالمنا، ونقطة الالتقاء بين عالمنا وعالمكم،&nbsp; وهذه الحجارة عادية جدا ولا يميزها أي شيء، الا ان الشخص الخبير في شؤون عالمنا يستطيع ان يعرف ان هذه الحجارة&nbsp; تكون موجودة فقط في ذلك المكان،&nbsp; وصديقك الشخص المقصود&nbsp; عرف ذلك بنظرة واحدة ، وبما انه يبحث عن ذلك المكان ليعيد اليه ذاكرته كاملة، ويعطيه القوة المميزة، فمعرفة مكان هذه الحجارة هو معرفة اين يقع ذلك الموقع ,فإن الحجارة كانت الطعم الذي سيدفعه للتوجه الى الموقع الذي اعددناه للقبض عليه&nbsp; ولن يستطيع الوصول للموقع الا بمساعدة اختك، وخاصة انه&nbsp; عرف من خلال اطلاعه على ذاكرة اختك انها لا يمكن ان تتذكر الموقع بدقة الا اذا كانت هي موجودة بالقرب منه،&nbsp;&nbsp;<font color=#0000ff> وهكذا وبما انه يعرف انه لا يستطيع ان يطلب من اختك ان تذهب معه، فسيطلب منك انت ان تحضرها وتذهب معه الى ذلك المكان طبعا سيخلق لك اسبابا مقنعة لذلك،&nbsp; </font><font color=#ff0000>افهمت يا حسن ؟".</font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فضحكت ولم استطع اخفاء اعجابي من ذكاء مرح الخارق، وقلت لها: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ فعلا الان تاكدت باني لم اكن الا" طرطور" لك ولمخططاتك يا مرح .....</span></font></span></h1></font>

  11. #26
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>26
    <hr>
    </font></p>
    <p class=msoplaintext dir=rtl><span lang=ar-sa>&nbsp;</span><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قالت مرح :</span>&nbsp; </font></span></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "حسن ,فور القبض على هذا الشخص سوف تستعيد غادة حريتها وتستطيع ان تلقاها ,ام انك لا تريد ذلك؟؟؟".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>واختفت الجنية مرح كعادتها بعد ان شرحت لي خطتها الجهنمية في استدراج الجني البشري الى ذلك الجبل الذي تم ترتيب الكمين فيه ليتم القبض عليه هناك .وقد دهشت لذكاء مرح، وتعجبت كيف استطاعت&nbsp;&nbsp; ترتيب الامور بهذه الطريقة&#33;&#33;.</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ولكن، هل ستسير الخطة كما خططت لها ؟وهل سيحضر ذلك الشخص الى بيتنا ليحاول اقناعي بأن نذهب انا واختي معه ليعرف مكان "الحجارة"&nbsp; ومن أي جبل اخذت ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;وبعد مرور يوم واحد، حضر "صديقي <font color=#0000ff>"( الجني البشري)</font>&nbsp; الى بيتنا ,وما ان تناول&nbsp; القهوة، حتى بدأ يختلق القصص لأقناعي بالذهاب معه انا واختي الى المكان الذي احضرت منه الحجارة وقدم لي اسبابا مقنعة&nbsp; ,لم ارفضها بل على العكس، وافقت عليها، وفورا وتوجهت معه انا واختي حتى وصلنا الى ذلك المكان الذي كانت فيه وصديقتها اثناء رحلة قامتا بها مؤخرا .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اخذت اختي تنظر حولها كي تتذكر من اين احضرت الحجارة، وكان الشخص ينظر اليها، وكانت الفرحة والسعادة تقفز من عيونه او انه مقبل على لقاء عشيقته او حبيبته التي طال فراقها، ويسأل اختي حاثا&nbsp; اياها على التذكر :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "من اين احضرتِها ...من اين احضرتِها "؟؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>بينما كانت اختي تنظر حولها وفي عيونها استغراب مما يحدث ,فتصرفات "صديقي" اللاشعورية كانت تدل على ان قدومنا الى هذا المكان، ليس لمجرد معرفة مكان الحجارة او من اجل جمع بعض الحجارة...</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp; وقفت اختي محتارة وقالت :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ" انا لا اذكر شيئا ...انا لا اذكر شيئا &#33;"</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>واقترب الصديق من اختي واخذ يحثها على ان تحاول التذكر دون جدوى، ويبدو انه عجز عن معرفة المكان، كما يئس من المحاولة، حيث بدأنا طريق العودة&nbsp;&nbsp; الى البيت، والحزن يخيم على "صديقي"</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وفجاة ودون سابق انذار، توقفت اختي واستدارت الى الخلف واشارت باصبعها نحو احد الجبال القريبة وقالت:</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; "نعم ,هناك وجدت الحجارة ...من هناك جلبتها &#33;"</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وقفز صديقي من الفرح، واخذ يسير باتجاه ذلك الجبل مسرعا، وكأن الجبل سيهرب اذا لم يصله،&nbsp; كنت انظر اليه ومشاعر الاسى تنتابني وانا اراه يسير باتجاه ذلك الجبل الملعون وما ينتظره فيه،&nbsp; اغمضت عيوني حتى لا اراه يصل الى ذلك المكان وقلبي يتمزق حزنا عليه وضميري يؤنبني بانني السبب لما سيحدث له .فانا الذي استدرجته الى هذا المكان، <font color=#ff0000>وانا هو&nbsp; الذي خدعه &#33;ما ذنبه هو؟ وماذا فعل بي لافعل به هذا؟</font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>لماذا ساعدت الجنية مرح في استدراجه ؟شعور بالاسى والحزن وتأنيب الضمير يكبر في داخلي كلما سار خطوة اخرى نحو ذلك الجبل،&nbsp; وبدون أي شعور صرخت باعلى صوتي عليه <font color=#ff0000>"ارجوك لا تقترب من ذلك الجبل "حتى شعرت ان الوادي كله قد اهتز من صرختي .</font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>توقف في مكانه والتفت الي واخذ يسير نحوي ثم اقترب مني والشرر يتطاير من عينيه وملامح الغضب بادية على وجهه . <font color=#ff0000>ادركت بأني بتحذيره قد ارتكبت خطا، وتذكرت كلام مرح عنه وعن خطورته .</font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>لم ادر كيف اتصرف ...لقد دب الرعب في قلبي وايقنت بانه سيقتلني اذا عرف انني غررت به وجررته الى كمين ,فاستجمعت قواي وحاولت السيطرة على نفسي حتى لا يقرا افكاري ويعرف ما دبرت له.</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اقترب مني اكثر فاكثر ونظر الي وهمس قائلا :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ دعنا نرجع الى البيت .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وطوال الطريق لم يتفوه بكلمة واحدة، ولم يهمس بحرف واحد، بل بقي شارد الذهن ,وكان بين الفينة والاخرى يرمقني بنظرة&nbsp; تدب الرعب في قلبي وانا اتساءل بيني وبين نفسي :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ هل عرف ؟؟هل استطاع ان يقرا افكاري ,لا بد انه عرف والا لم هذا الغضب ؟ولماذا لا يتكلم او حتى يبتسم ؟لا بد انه سيفعل بي شيئا...ربما سيقتلي &#33;&#33;اذا لماذا لم يقتلني فورا ؟ماذا حدث ,لا ادري هل عرف الحقيقة ام لم يعرف ؟لا ادري ..اني لا ادري.</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>وصلنا الى البيت وهو مازال صامتا ,حيث نزلت اختي من السيارة ونزلت انا ودعوته ليتناول معنا فنجانا من القهوة ,فرمقني بنظرة خبيثة، ونزل من السيارة ودخل معي البيت دون ان يتفوه&nbsp; بكلمة .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;طلبت من اختي ان تعمل ابريقا من القهوة ,وطلب مني هو ان نصعد ونجلس فوق السطح .لم امانع ابدا ...صعدنا وجلسنا وهناك قال لي :تفضل يا حسن احكي &#33;</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قلت له :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ شو احكي ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قال غاضبا :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ احكي القصة من اولها الى اخرها &#33;</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ لا افهم عمّ&nbsp; تتحدث &#33;وما هي القصة التي تريد ان تسمعها مني؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ابتسم وقال :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ اسمع يا حسن ...لم اكلمك طيلة الطريق الى هنا واردت ان تكون في بيتك حتى يطمئن قلبك.والان اتمنى ان تكون صادقا معي &#33;</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قلت له متلعثماً : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ انا لا افهم ماذا تقصد ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;رمقني بنظرة حادة وقال :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ اسمع يا حسن، لقد استطعت خداعي منذ البداية، وقد وفقت بذلك حتى اللحظة الاخيرة، وصدقني انا لم اكتشف خداعك لي طيلة هذه الفترة، </font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>وبما انك لم تستطع الاستمرار في خداعك&nbsp; حتى اللحظة الاخيرة، فلا داعي&nbsp; لان تستمر في ذلك</font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>&nbsp; الآن. احكي لي ما هي حكايتك ؟وماذا تعرف عني ؟لماذا اردت ان تستدرجني الى ذلك المكان ؟".</font></span></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فقلت له :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ وان عرفت الحقيقة ماذا ستفعل بي ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;ضحك وقال :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ لقد عرفت الحقيقة منذ اللحظة التي طلبت مني ان ابتعد عن ذلك الجبل، ولم افعل لك شيئا حتى الان.</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ ما دمت قد عرفت ,فلماذا تسألني&nbsp; اذن ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ ما استطعت معرفته هو ما يخصك انت ,وما استطعت ان اقرأ&nbsp; افكارك الا&nbsp;&nbsp; في تلك اللحظة التي لم تتمالك نفسك فيها، وطلبت مني العودة.</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ولا انكر بأنك قد اكتسبت خبرة جيدة في اخفاء الجزء الاكبر من الافكار حتى لا يستطيع احد ان يقرأها.والان اريد ان اسمع منك بصوتك وبلغتك القصة لا من خلال قراءتي لافكارك .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ انا على استعداد ان احكي لك كل ما تريد ان تعرفه .ولكن قل لي انت من تكون ؟هل انت فعلا "جني بشري"، وانك تمردت على" سلطة الجن" وهربت منهم واندمجت مع احد البشر ؟؟؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "اسمع يا بني ...انت تتحدث كالاطفال الصغار، واخجل من نفسي كيف تمكن غبي مثلك ان يخدعني كل هذا الوقت &#33;&#33;انظر الي ايها الغبي ...الا تراني بشرا مثلك ؟كل تلك الفترة الماضية التي كنت فيها معي،&nbsp; هل لمست عكس ذلك ؟".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت له :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ اذن ...لماذا توجهت الى ذلك الجبل؟ وكيف استطعت ان تقرا افكاري في اقل من لحظة واحدة؟ وماذا يريد الجن منك ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فقال لي بلهجة المشفق على حالي :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>فكرت فيما قاله هذا الشخص وسالت نفسي :"هل احكي له ام لا؟ ولكن ماذا ساخسر ان حكيت له؟ لا اعتقد بان هناك شيئا ساخسره،&nbsp;<font color=#ff0000> فالجن لن يرحموني ان حكيت او لا،&nbsp; فقد افشلت خطتهم بالقبض عليه " </font>.</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>بدأت اروي له حكايتي منذ معرفتي بغادة وزواجي منها والقبض عليها وظهور اختها مرح وما فعلته معي، وكيف خططت للقبض عليه.</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>رويت له القصة من البداية حتى اللحظة الاخيرة وهو يصغي الي ولا يقاطعني،&nbsp; ويبدي&nbsp; اهتماما كبيرا بما اقول،&nbsp;&nbsp; لكن اكثر ما شده هو حديثي عن مرح واخذ يسألني ,فطلب مني ان أحاول أن استرجع صورتها في مخيلتي،&nbsp; ولكن الغريب في الامر اني اشعر بها، ولكني لا استطيع استرجاع صورتها&nbsp; من مخيلتي وكانها مجرد سراب ...</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اشعر بجمالها وبكلامها اشعر بها وكاني اراها، ولكني لا استطيع ان ارسم لها صورة في مخيلتي حتى ولو للحظة واحدة &#33;</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>صمت قليلا واستغرق يفكر، فقاطعته وسالته :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ هل تعرف الجنية مرح ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ابتسم وقال :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "ومن لا يعرفها يا حسن ؟انها اشهر من ان تعرف بغض النظر عن الاسم الذي تحمله .ففي كل يوم لها اسم جديد وقصة جديدة &#33;<font color=#0000ff>فعلا انت مسكين يا حسن،&nbsp; كان يجب ان أعرف منذ البداية ان هذا التخطيط الدقيق لا يمكن ان يقف خلفه الا تلك الداهية الكبيرة".</font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>سالته بشغف :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ وهل تعرف اختها غادة ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قال لي :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ بصراحة انا لا اعرف من تكون هذه فربما كانت من الجيل الجديد،&nbsp; واشك ان تكون لتلك الداهية المسماه <font color=#0000ff>"مرح "</font>اخت بهذه المواصفات.ولكن ربما يكون لها اخت صغيرة لم يسبق لي ان عرفتها ,والشيء الذي اشك فيه هو ان غادة هذه لو كانت فعلا هي اخت <font color=#0000ff>"مرح"</font> لما تجرأ&nbsp; احد على ان يضعها في السجن <font color=#0000ff>"قبة النور"</font>بالذات.صحيح ما قالته عن قوانين عالمها وعن عقاب من يتصل بالبشر هو السجن ولكن لو كانت اخت مرح قد ارتكبت هذه المخالفة، لما استطاع احد ان يعاقبها لانها اخت "مرح "ولا اذكر ان في عالم مرح من تجرأ&nbsp; على مواجهة "مرح "ولكن ربما هي ارادت لها ان تسجن&#33;&#33; وان كانت غادة مسجونة في "قبة النور" فانا استطيع التاكد من ذلك بطريقتي ."</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت له:</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ&nbsp; ارى انك جيد الالمام بعالم الجن ,فهلا ساعدتني على انقاذ غادة والخلاص من الجنية مرح ومن مصائبها ؟؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قال لي :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "ساكون صريحا معك يا حسن، ولا اريد ان اكذب عليك، فان كانت غادة فعلا موجودة في سجن "قبة النور" فلا امل لها بالخروج من هناك لانه لم يسبق لاحد ان دخل سجن <font color=#0000ff>"قبة النور"</font>وخرج منه&nbsp; منذ تم بناؤه وحتى هذه اللحظة .".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>اما الخلاص من"مرح "فهي مشكلة حقيقية وكبيرة، وانت بالذات يا حسن، لا تعي حجم الورطة التي انت فيها، فحظك التعس لم يعرفك بمرح فقط ,بل ان مرح سمحت لك بالعبث معها ,ومن تختاره تلك الداهية ليعبث معها لا ينجو من شباكها بسهولة .".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قلت له:</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ انت تتحدث معي عن مرح وكانك تتحدث عن معجزة&nbsp; تستحيل هزيمتها، او الخلاص منها ,او مواجهتها اعتقد بانك بالغت في ذلك،&nbsp; وما لا افهمه: حينما كانت مرح تحدثني عنك كانت تصورك لي على انك شخص خارق،&nbsp; يمتلك قوة تفوق قوة الانس والجن، وان سلطة الجن <font color=#0000ff>"الكاتو "</font>تخشاك، ولهذا يريدون السيطرة عليك باي ثمن .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>انا لا افهم من منكم الصادق :انت ام هي ؟ولماذا يخشى احدكما الاخر لهذه الدرجة ؟ام انكما تعملان معا وتوهماني بعكس ذلك من اجل ان تصلا الى هدف معين ؟؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;نظر الي مبتسما وربت بيده على كتفي وقال :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ" يا حسن، انت فعلا مسكين، ولن تفهم ما يحدث بسهولة .<font color=#0000ff>فمرح شيء</font> وانا شيء اخر ...ولا يمكن لاي ظروف ان تجمعنا معا، وحديثك حول امكانية ان نكون نعمل معا لخداعك أمر غير وارد،&nbsp;&nbsp; فأنا اسف لان اقول لك انك "لا شيء ". فلو اردت ان اسيطر عليك من اجل هدف ما، لما وجدت صعوبة في ذلك، اما مرح فقد فعلت ذلك وسيطرت عليك وجعلتك تقوم بكل ما تريده هي، واكثر من ذلك ايضا ... جعلتك دمية تحركها كيفما&nbsp; تشاء ...هذه هي الحقيقة يا حسن، وانا الم اقل لك&nbsp; ان مرح معجزة او انها شيء محال هزيمته، بل انت الذي تظن ذلك .قلت لك ان الخلاص من مرح مشكلة كبيرة، وليس من السهولة ان تخرج من شباك مرح، ولو انك تريد ذلك فربما ساعدتك على الخروج من شباكها" &#33;</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت له مستغربا :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa>ـ "كيف تسألني ان كنت تريد الخلاص منها وانقاذ غادة... فعلا ؟انا اريد ذلك" &#33;</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;نظر الي وضحك وقال :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa>ـ "لا اعتقد انك تريد ذلك يا حسن ...لا اعتقد، وهذه هي المشكلة الكبرى ".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>&nbsp;قلت له :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "ولماذا تظن اني لا اريد" ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>قال :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ "لانك وقعت في حب مرح يا حسن ...انت تحبها يا حسن وتحاول ان تقنع نفسك بعكس ذلك...لقد عشقت واحببت مرح ".&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp; </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa>ـ" يا حسن ...يا حسن ...هذه امور لن تفهمها ولا داعي لان تفهمها،&nbsp; فيكفيك ما انت فيه،&nbsp; وما ورطت نفسك فيه&nbsp; من متاعب .ربما ان بعض ما قلته لي صحيح ,ولكن ليس بالطريقة التي وصفتها، <font color=#0000ff>انا لا اختلف عنك جسديا يا حسن، وهنا ك امور ان سنحت الفرصة فربما ستفهمها،&nbsp; والان احكي لي قصتك بالتفصيل،&nbsp; فهذا افضل لك "&#33;&#33;</font></span></font></span></h1></font>

  12. #27
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>27
    <hr>
    </font></font></span></p><span style="font-weight: 400"><font size=5><font face="arabic transparent">ضحكت بصوت عال وقلت : ـ<font color=#ff0000> "ما هذا الهراء ،انا احب الجنية مرح وهل في قلبي متسع لغير غادة؟</font></font></font></span>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">...انا احب المغرورة مرح؟&#33;&#33;"... سألت نفسي: لماذا يظن اني احب الجنية مرح؟&#33; ولكني احب واعشق غادة حتى الثمالة، مرح شيء اخر، انا لا احبها، انا احب غادة، فما مرح الا الوسيلة الوحيدة التي كانت امامي للوصول الى الجنية غادة وانقاذها. صحيح ربما أكون قد تعودت على رؤية مرح واشتاق احيانا لرؤيتها،لانها تذكرني بغادة، نعم غادة حبيبتي، إلا أنه لا يمكن ان اكون قد احببتها <font color=#ff0000>...أأحب هذه الجنية الشريرة مرح... مستحيل"&#33;&#33;.</font> وبعد دوامة التفكير، نظرت الى ذلك الشخص البشري ام الجني.الله اعلم ما يكون، وقلت له :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ" انت مخطىء، انا لا احب مرح، ولا يمكن ان احبها. صحيح اني عبثت معها، ولا انكر انها استطاعت اغرائي بجسدها الفاتن، ولكن هذا لا يعني اني احببتها. فانا من البشر والبشر خطاؤون".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "انا ايضا من البشر، واقول لك يا ابن البشر انك قد وقعت في حبها، فلا تكابر" .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "لا اعتقد انك من البشر، انت من الجن، واحساسي يقول لي انك لست من البشر ولو كنت من البشر لفهمت اني لا يمكن ان اكون قد احببت الجنية مرح اخت غادة ,انت لا تعرف كم احب غادة، فكيف احب اختها مرح؟ ولو كنت تعرف ما هو الحب لما قلت ما قلت" . </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ورمقني بنظرة وقد احمرت وجنتاه من الغضب وخيل لي انه سيصفعني على وجهي وقال : ـ يا حسن يا حبيب قلبي يا "حمار"، انا شفت بحياتي حمير كثير، بس هذه اول مرة بشوف حمار مكابر مثلك ,انا قلت لك انت بتحب مرح وبتعشق مرح، انت مش مصدق عمرك لا تصدق، وانا شو مغلبني في هيك كلام فاضي، تحب مرح ولا تحب غادة ولا تحب القرد حتى، كل اللي بدي اقولك اياه قبل ما اروح:</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>إني فعلا يا حسن بشفق على حالك، فانت بمشكلة كبيرة، فقد تورطت مع مرح، ومرح لا ترحم احداً،</font> ولن تتركك بحالك بسهولة، لا اقول ما اقول كي اخيفك، ولكن ولأسفي هذه هي الحقيقة ,<font color=#0000ff>مرح حارسة ابواب الشر</font>، وحظك التعيس قد عرفك بها ,كل ما استطيع ان اقدمه لك هو ان أعرفك وأعلمك كيف تستطيع ان تنجو من مرح ,ان كنت تريد ذلك ولا اعدك بان ذلك سيكون سهلا. قلت له : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "لماذا تصور لي الجنية مرح على انها شيء مخيف، ولماذا تخاف منها انت "؟ قال باستهزاء : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "انا لا اخاف من مرح ولا اخاف من غيرها، وانا على استعداد للقائها ان وافقت هي على ذلك، ولا اظنها ستوافق على ذلك"</font>. </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قلت له : ـ انت تريد ان تعلمني، وانا مثل "الطرطور" بينك وبينها، ولا ادري ماذا يريد احدكما من الاخر، تحدثني الجنية مرح عنك وكانك وحش كاسر، وانت تحدثني عنها وكانها اسطورة، وانا لا ادري من اصدق: انت ام هي، قل لي ارجوك: <font color=#ff0000>هل انت من الجن ام من البشر" ؟</font> نظر الي وقال: ـ "اسمع يا حسن انا من البشر، وسأعلمك شيئا لا اعرف ان كنت تعلمه من قبل... "اشخاص العالم الاخر"لا يستطيعون الظهور في كل مكان وكل زمان، ولا يستطيعون الظهور امام اكثر من شخص من البشر، وان حدث هذا فلا يكون لاكثرمن دقيقة، وانت كما تراني اجلس في بيتكم وبين اهلك، لهذا فأني من البشر فلا تكن سخيفاً. واردت ان اساله سؤالاً اخر، ولكنه اصر على الذهاب بعد ان قال</span> <span style="font-weight: 400">لي: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ " ان اردتني ستعرف اين تجدني ". </font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">اقتنعت وصدقت ما قاله، فعلا هو من البشر، وتصرفاته لا تشبه تصرفات الجن، رغم احساسي بانه غريب جدا في امور كثيرة تثير الرعب في داخلي . مرت ساعات وانا افكر بشخصه واحلل كل ما قاله، وما لم افطن اليه من كلامه، وابحث عن طرف خيط يقودني لحل هذا اللغز العجيب، من هو؟ بشر ,جن ,عفريت ,ماهي حكايته؟ بشر، هو نعم بشر، ياكل ويشرب، ويقود سيارة، له عنوان من السهل الوصول اليه ولكنه يتحدث عن عالم الجن بثقة ومعرفة بالخفايا وكانه احدهم. اتذكر حينما سألته عن الجنية غادة كيف اجاب: "انه لا يعرفها وربما تكون من الجيل الجديد"...يتحدث وكانه منهم بنفس اسلوبهم في الحديث، اعود واسال نفسي ما حكايته مع الجنية الثانية والتي وصفها بالداهية؟ وماذا كان يقصد بان مرح حارسة ابواب الشر، يا الله نسيت ان اساله ماذا يقصد بهذا ...اتذكر مرح واضحك وشر البلية ما يضحك، ماذا ستفعل بي بعد ان افشلت مخططها في القبض على هذا الانسان الغريب، لا بد انها ستنتقم مني شر انتقام. ولكن ما هي الطريقة التي ستنتقم مني بها؟ الله اعلم، والاعمار بيد الله، والانسان يموت مرة واحدة، الا الجبان، فأنه يموت الف مرة في اليوم. وأنا لست جباناً، ها انا انتظر، ومرت الساعات وانا انتظر الجنية مرح، ومرت ايام وانا انتظرها في كل لحظة، في نومي ويقظتي، حتى ان حياتي كلها توقفت على انتظار ، وما اصعب الانتظار&#33;&#33;، واصعب انتظار هو انتظار عقاب من المجهول، ومرت ثلاثة اسابيع وانا انتظر حتى نفذ صبري، وقررت ان اذهب الى ذلك الانسان الغريب لاساله عن اختفاء الجنية مرح,ذهبت الى حيث يتواجد ولم اجده، سالت عنه ولم اجد احدا يعرف اين هو، أومتى يذهب أومتى يعود، وانهم نادرا ما يرونه. قررت ان لا اتحرك من مكاني حتى يعود، والله اعلم ان كان هو الاخر يعود اولن يعود. انتصف الليل وانا في انتظار عودته، حتى لمحته ياتي من بعيد، وحينما اقترب رحب بي، وسالني عما اريد، فقلت له : ـ "ان الجنية مرح ومنذ لقائي الاخير بك لم</span> <span style="font-weight: 400">تظهر وانا لم اعد احتمل الترقب والانتظار . ضحك <font color=#0000ff>وقال لي : ـ "مستعجل على قدرك ولا مش قادر على فراقها" </font>. </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قلت له : ـ "لا هذا ولا ذاك، ولكني أريد أن أعرف ماذا سيحدث في الغد، هل ستعود مرح ام انها لن تعود؟ هل ستقلب حياتي ام انها ستتركني وحالي؟ فكل شيء في حياتي اصبح يتوقف على ماذا ستفعل بي"... </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال لي : ـ "افهم شعورك جيدا، فما اصعب ان يعشق الانسان شيئاً من المجهول، او ينتظره او يكرهه او يخشاه، وانت يا حسن اقتحمت عالماً لا بداية له ولا نهاية، عالم يشبه عالمك في كل شيء ولا يشبه عالمك بشيء لقد اقتحمت عالماً لن تجد طريق الدخول اليه بسهولة، ولن تجد طريق الخروج منه بسهولة، وستبقى تحيا بين عالمين، جسدك في عالم وعقلك في عالم اخر ,فإن استطعت العودة الى عالمك، ستبدأ من جديد بالبحث عن العالم الاخر، وان وصلت العالم الاخر، ستفكر في كل لحظة انه سيختفي، وان اختفى ستعود للبحث من جديد، وهكذا ستسير الايام وتنتهي لتجد انك لم تحصل على شيء، لا في عالمك ولا في العالم اخر، فأنت ابن البشر، وحياتك بين البشر، فلا تنتظر شيئاً من المجهول، عد الى حياتك، الى واقعك، وانس كل شيء يربطك بالعالم الاخر، فان استطعت فقد نجوت". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>قلت له : ـ "لا اعتقد... لااعتقد اني بعد كل هذا العذاب الذي ذقته أستطيع ان انسى، وحتى لو استطعت، فانا لا اريد ذلك،</font> فلا قيمة لحياتي بدونها، فانا اعشقها واحبها اكثر من روحي، فهي روحي وان لم تعد لي فلا حياة لي بدونها،أفهل يحيا جسد بلا روح "؟ صرخ بي وقال : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ "حسن، عمن تتكلم عن مرح ام عن غادة؟</font> لا اريد منك جواباً.. فقط اجب نفسك بصدق يا حسن، وواجه الحقيقة ". وقع كلامه علي كالصاعقة، ولم استطع الاجابة، لم استطع ان احدد، لم استطع ان اقرر، لم افهم ما الذي يجري؟ <font color=#ff0000>فانااحب غادة حباً لا يوصف، وأحب في مرح اشياء كثيرة، </font>ولكني لا ادري، ولا استطيع التركيز في شيء، يا الله ما هو الحب ...لم اجد اجابة واضحة، ولكني اجبته: ـ " انا احب غادة، ولا انكر اني اميل الى مرح قليلا، ولكن ربما كان ذلك بسبب انها تشبه غادة "... ابتسم باستهزاء وقال: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "لقد اخترت طريقك يا حسن، طريق اللا نهاية، ولن استطيع اقناعك بالعدول عن هذا القرار، ولكني لو كنت مكانك لاخترت الابتعاد نهائيا والعودة لحياتي الطبيعية ...لا مانع لدي ان اساعدك قدر المستطاع ان كنت تريد انت ان تساعد نفسك، وان تقرر ما تريد، اما ان اردت ان تبحث عن الحب والغرام، فلا وقت لدي لاساعدك، فهذه سخافات، وستجد هذه الامور بين البشر اكثر مما ستجدها في هذا العالم .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5>&nbsp;قلت له مستغربا : ـ "ما الذي يمكن ان ابحث عنه في عالم الجن؟ كل ما اريده هو استعادة </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>الجنية غادة،</font><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5> التي تزوجتها واصبحت زوجتي، لاعيش معها، لا اريد اكثر من هذا، لااريد ذهبا ولاكنوزا، </font><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>اريد فقط حبيبتي غادة "</font></span><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5>.</font></span></h1></font>

  13. #28
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>28
    <hr>
    </font></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;<font color=#0000ff>قال : ـ "يا بني، حديثي لا يدور عن ذهب ولا كنوز، فالذهب والكنوز صنعها البشر،</font> وعبدها البشر، فلا قيمة لها الا في عالم البشر، اما غادة هذه التي تتحدث عنها، فانسها واطوها في دفتر النسيان واعتبرها حلماً جميلاً مر في حياتك، وابحث بين البشر عن غادة بنت البشر، وحتما ستجد الف غادة".. ثم اخذ يضحك ويقول:</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "ولكن يا حسن انت تريد ايضا مرح، وانا وانت نعرف ذلك جيدا، ومن المستحيل ان تحصل عليها، وان اردت ان تبحث عنها بين البشر، فستجد ايضا الف الف شبيهة بمرح ولكن لن تحصل على واحدة، لان مرح تاخذ ولا تعطي، حتى وان اردتها فأنك لن تحصل عليها، اما ان هي ارادتك فسوف تحصل عليك بسهولة، لتكون دمية لها، ومرح <font color=#0000ff>لا تكتفي بدمية واحدة، </font>ولا اظن انك يا حسن تريد ان تصبح دمية لمرح، ولا لمن يشبهها من البشر" . </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">حيرني كلام هذا الشخص وقلت له : ـ <font color=#ff0000>"هل كل الجنيات مثل الجنية مرح "؟ ـ</font> "لماذا؟ تريد واحدة اخرى غير غادة ومرح" ؟ ـ" لا، لم اقصد ذلك، ولكنه مجرد سؤال ". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "كلا يا حسن في العالم الآخر قليلات هن اللواتي من امثال مرح، ولا اعتقد ان مرح تريد ان تكون كذلك. ولكن الظروف هي التي صنعت مرح لتختر طريقها، وتصبح حارسة ابواب الشر".. وهنا تذكرت ان اسأله: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ "صحيح... ماذا تقصد بحارسة ابواب الشر"؟؟ اخذ يضحك وهو يقول : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ " انا إن اخبرتك عن ابواب الشر،فمعنى هذا انه يجب ان اقتلك في يوم ما، لاني ان لم اقتلك فسوف تقتلني انت، وعندها ستصبح مشكلتك اثنتان، واحدة مع مرح <font color=#0000ff>وسلطة "الكاتو "</font>واخرى معي. الفرق بيننا ان <font color=#0000ff>مرح</font> لا تستطيع ان تستخدم المادة ،ولا تستطيع ان تقتلك مباشرة، اما انا فاستطيع ان افعل هذا متى شئت وبسهولة، <font color=#0000ff>فهل تريد ان تعرف عن ابواب الشر"</font> . قلت مستغربا : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ "هل بعد ان تحكي لي عنها ستقتلني "؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ طبعا لا، ولكن فور وصولك الى احد هذه الابواب ساكون مضطرا لان اقتلك، حتى لا تملكه، ولكن قبل ذلك ساساعدك للوصول الى احد هذه الابواب لان من صالحي ان تصل اليها، هل بعد ان عرفت تريد ان احكي لك عنها "؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "احك لي عنها، وانا لا اريد الوصول اليها، فقط اريد ان اعرف من باب الفضول" .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "ساحكي لك القليل، وان اردت ان اكمل حديثي، تكون قد قررت الذهاب اليها ...يا حسن. وتنهد وقال: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ " ابواب الشر هي ابواب اللانهاية، من خلالها تستطيع الحصول على أي شيء وكل شيء، لا يستطيع أحد الوصول اليها الا باذن البشر ،يحرسها افراد من ابناء العالم الاخر، لمنع وصول البشر اليها، لانه ان وصلها احد من البشر، تمكن البشر من السيطرة على جزء من قوة العالم الاخر". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ "وان وصلتها هل استطيع ان اسيطر على الجن واعيد غادة"؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ "تستطيع ان تفعل أي شيء، فهل تريد يا حسن الذهاب اليها معي"؟ قلت له دون تردد :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ أنا موافق ،وحتى لو كانت نهايتي، ولكن قبل ذلك، اليس لي الحق بان اعرف من تكون، وما هو اسمك، <font color=#ff0000>وهل انت من البشر ام من الجن؟ </font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "من اكون. لقد قلت لك في السابق اني من البشر، وقد اثبت لك ذلك، ولا داعي للعودة لاسئلتك السخيفة، وان كانت هناك امور اخرى ساخبرك بها لاحقا، اما ما هو اسمي، فالاسماء لا قيمة لها يستطيع الانسان استبدالها متى شاء، فلا فرق ان كان اسمي فلان ام علان، ولكنك تستطيع ان تسميني <font color=#0000ff>"نور"</font> يا حسن". قلت لنور،او الذي سمى نفسه <font color=#0000ff>"نور"</font> :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "لا مانع لدي ان اترك كل شيء حتى يحين وقته، وساكون شاكرا ان شرحت لي عن <font color=#0000ff>"ابواب الشر"</font>، ولماذا سميت بهذا</span> <span style="font-weight: 400">الاسم ؟وما هي حكايتها بالكامل ؟وما هو دخل الجنية مرح بهذه الابواب "؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال نور : ـ "ابواب الشر عدة ابواب منتشرة في انحاء الارض، من يابسة وبحار، وهي المدخل لمكان في اعماق الارض اسمه في العالم الاخر <font color=#0000ff>"مركز الشر"،</font> وهذا المكان هو جزء من الكرة الارضية، ولكنه يظهر ككوكب صغير مستقل في كل شيء، بانهاره وبحاره وسهوله وجباله، والكائنات الحية التي عليه، إنه يشبه الارض من حيث الامور الطبيعية، ولكن لا مجال للمقارنة بين الحياة عليه وبين الحياة على الارض،فهناك كل شيء يبهر البصر وياخذ العقول، فيه يتوفر كل شيء واي شيء قد يخطر على بال البشر، او هم يحتاجونه، ففي هذا المكان لا توجد اية امراض، ومع هذا تجد فيه علاجاً لكل الامراض التي عرفها البشر، ومهما حكيت لك عنه فمن المحال ان أعدد صفات ذلك المكان او ما يتوفر فيه. ولكن فيه كل ما قد يخطر على بال أي انسان، المهم سمي <font color=#0000ff>بمركز الشر، لانه توجد فيه كل الفنون وعلوم السحر والشر</font>، ومن حصل عليها استطاع ان يسيطر على اشياء كثيرة في عالم البشر وغير البشر، وحتى لا يصل احد من البشر الى هذا المكان <font color=#0000ff>"مركز الشر "</font>قامت سلطة العالم الاخر <font color=#0000ff>"الجن "</font>بوضع حراسة دائمة عليه، واختارت لهذه المهمة مجموعة من الافراد الذين تم انتقاءهم من بين الملايين من افراد العالم الاخر <font color=#0000ff>"الجن "</font>،وعلى كل بوابة تم وضع واحدة ممن وصلن الى مكانه مرموقة في سلطة <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> "الجن"،واطلق عليها اسم حارسة ابواب الشر، واعطيت كافة الصلاحيات لتفعل ما تريد الا شيئاً واحدا فقط، حيث تمنع من الزواج، وعمل حارسة ابواب الشر ليس بالعمل السهل او البسيط، لانه بمجرد ان يتم اختيارها لهذا العمل، عليها ان تتخلى عن جزء كبير من حياتها العادية، ولهذا نادرا مايتم ايجاد واحدة للعمل في <font color=#0000ff>"حراسة ابواب الشر "</font> ،وحين تصل الى هذا المكان تصبح الواحدة منهن ذات نفوذ وقوة، حتى انها تصبح فوق القانون، الكل يخشاها ويخاف منها، والويل لمن يتورط معها.خاصة وان كان من عالم غير عالمها، <font color=#0000ff>مثلك انت طبعا يا حسن" &#33;</font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;سالت نور الغريب : ـ "لماذا يخشى الجن ان يصل البشرالى ذلك المكان" ؟ ـ "لقد</span> <span style="font-weight: 400">قلت لك، لأن من يصل الى هناك ويحصل على القوة من ذلك المكان، يستطيع <font color=#0000ff>ان يسيطر على اشياء كثيرة"</font>. </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "اذا، لو اني وصلت الى هناك وحصلت على "قوة الشر "الموجودة هناك، أكنت أستطيع ان اسيطر على كل الجن والبشر" ؟ ضحك وقال : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ ليس بهذه الدرجة المبالغ فيها، ولكنك تستطيع ان تفعل اشياء كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ومن اهمها انك تستطيع ان تسيطر وتملك واحدة من <font color=#0000ff>حارسات ابواب الشر.</font> ضحكت من اعماق قلبي وقلت له: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "كل هذه المغامرة والمخاطرة والجهد الذي يجب ان ابذله، والله اعلم اين يمكن ان تكون النهاية؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">وايضا تقول ان وصل احدنا، شعر بانه يجب ان يقتل الاخر من اجل ماذا ؟من اجل ان يملك واحدة من حارسات ابواب الشر؟&#33;&#33; <font color=#ff0000>يا اخي خذها انت و"خليني" مرتاح من كل وجع هالراس "</font>. </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "اسمع يا حسن، من ملك واحدة من حارسات ابواب الشر، ملك قوتها ونفوذها وعلمها، وكل من يقوم على خدمتها ,فماذا تريد ان تمتلك اكثر من ذلك؟وانت تكون قد ملكت واحدة من مراكز القوة التي لا يزيد عددها عن العشرين في العالم الاخر "الجن "". ـ طيب وعلى ماذا استطيع ان اسيطر ؟ <font color=#ff0000>هل اسيطر على "اميركا" ؟</font> نظر الي نور بغضب وقال : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "كفاك مزاحا" فاقسمت له اني لا امزح وانما اتحدث بجدية . ضحك وقال: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "بمفهومك الطفولي هذا مستحيل، فصحيح انك تستطيع ان تفعل الكثير ولكن ولكن ليس الى هذه الدرجة الخيالية، فلا تستطيع ان تسيطر <font color=#0000ff>لا على "أميركا" ولا على "السودان"،</font> ولكن تستطيع ان تفعل مالا يستطيع ان يفعله انسان" . ـ قل لي على سبيل المثال، ماذا استطيع ان افعل بعالم البشر ؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "ساعطيك واحدة من مئات الامثلة،.. بمساعدة حارسة ابواب الشر، تستطيع ان تحضر علاج لكل الامراض الموجودة في عالم البشر، وتستطيع وتستطيع ..."</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">ـ لقد فهمت .. وبقصد المزاح قلت له : <font color=#ff0000>ـ هل نستطيع ان نحضر مثلا اثنين او ثلاثة من حارسات ابواب الشر بدلا من واحدة؟</font> </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ضحك وقال لي : ـ "تتحدث يا حسن وكانك ذاهب لاحضار "كيلو بندورة او بطاطا"، ام انك تظن انهن في انتظارك ليقلن لك: نرجوك يا حسن تعال تملكنا، على كل حال، لا يمكن ان تجتمع حارستين لابواب الشر في مكان واحد، ولكل واحدة المكان المخصص لها، والموجود فيه باب الشر الذي تحرسه، ولا تجرؤ ان تتخطى حدود واحدة اخرى من حارسات ابواب الشر وان حدث، تكون نهايتها". قلت له :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;<font color=#ff0000>ـ هل فعلا استطاع بشرالوصول الى ذلك المكان، حيث القوة والسحر والجمال .</font> ـ "نعم، عبر الاف السنوات التي مرت، استطاع عدة اشخاص من البشر الدخول عبر "ابواب الشر "الى ذلك المكان، ولكن معظمهم بقي في ذلك المكان ليحيا فيه، ورفضوا الخروج منه مقابل أي شيء <font color=#0000ff>حتى مقابل القوة والسحر، وفضلوا ان يحيوا حياة عادية في اجمل مكان في الدنيا، </font>وفضلوا عدم الخروج منها ولو نصبوا ملوكا على العالم ...إن هؤلاء الاشخاص الذين فضلوا البقاء هم العقلاء...وعدة اشخاص فقط ممن وصلوا الى ذلك المكان، لم يسحرهم او يؤثر عليهم جمال ذلك المكان وفضلوا الخروج بعد ان حصلوا على علوم وفنون السحر وقوة الشر،واستطاعوا ان يملكوا واحدة من حارسات ابواب الشر ".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;سألته: ـ ولكن اين هم الان ؟</font> </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">اجابني : ـ "احدثك عن شيء حدث عبر الاف السنين فهؤلاء الاشخاص ماتوا منذ مدة طويلة يا حسن". وسألته باستغراب : ـ رغم كل القوة التي حصلوا عليها فقد ماتوا، وماذا حدث بعد موتهم للقوة التي ملكوها؟ هل ماتت هي الاخرى، ام انها تنتهي مع موت كل واحد منهم؟. </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "الشخص مات لان لكل شيء نهاية، اما القوة فهي لا تنتهي، فهي تبقى ما دام "نسله "لم ينته، وتنتقل هذه القوة لابنائه واحفاده ابناء ابنائه ... الى ان تصل إلى زمننا هذا ". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ اذا لا بد انه يوجد في وقتنا هذا اشخاص قد ورثوا هذه "القوة"، ولكننا لم نسمع باي منهم، ولو كان</span> <span style="font-weight: 400">هذا صحيحاً لسمعنا عنهم .</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "لا اعتقد انك ستسمع عنهم، ولماذا تسمع عنهم وكيف ؟هل تريد ان نسمع عنهم في نشرات الاخبار، عبر التلفزيون والراديو ليقولوا لك نحن هنا يا حسن، هذا طبعا لن يحدث، وربما حتى هؤلاء الاشخاص الذين هم امتداد لنسل من دخل "بوابات الشر "عبر العالم، لا يعرفون بالقوة التي ورثوها عن اجدادهم، فتبقى القوة كما هي ,وربما حتى الاف السنين، حتى يكتشفها احد ابنائهم، او لا يكتشفها الى الابد "&#33;</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;سالته: ـ انت تحدثني عن اشياء حدثت منذ الاف السنين، ولكن هل يوجد في عصرنا هذا اشخاص استطاعوا الوصول الى ذلك المكان حيث توجد قوة الشر؟</font> . ـ "نعم، حتى في عصرنا هذا، فقد نجح اشخاص بالدخول الى ذلك المكان، فما دامت بوابات الشر موجودة، فلا بد ان يحاول من عرف عنها من البشر الدخول ولا بد ان ينجح بعضهم ". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ اذن لا يعد الدخول الى هناك مستحيلاً ؟ ـ "انا قلت ان الدخول عبر <font color=#0000ff>"بوابات الشر" صعب وليس مستحيلاً يا حسن"</font>. ـ ولكنك في البداية قلت ان احدنا سيقتل الاخر ان وصلنا الى هناك، فهل كل من وصل الى هناك قتل من كان معه، ولماذا يفعل ذلك ؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "ما قلته لك صحيح يا حسن ولم اكذب عليك، وهذا حدث فعلا، وقد يحدث معي ومعك ايضا لانه لو دخل اكثر من شخص عبر "بوابة واحدة "في فترة زمنية واحدة، فسيجدون انفسهم امام خيار واحد اما ان يحيوا في ذلك المكان الى الابد، وهذا الذي يختاره الجميع، واما ان يخرج احدهم وهو يملك القوة ومعها حارسة ابواب الشر، ويبقى الاخر او الاخرون هناك ليحيوا في ذلك المكان الى الابد وهنا تكون المشكلة <font color=#0000ff>من الذي سيملك "حارسة ابواب الشر "وخاصة انه لا يستطيع ان يملكها اكثر من شخص واحد، فكيف سيتم الاتفاق؟</font> وكيف سيثق الواحد بالاخر والهدف هو الحصول على "قوة الشر "،اذن سيفكر كل واحد بالقضاء على الشك الذي سيدور بداخله تجاه الاخر، وخاصة انه يجب ان يبقى الواحد قبل الخروج من ذلك المكان مدة عام كامل حتى يستطيع الحصول على <font color=#0000ff>"قوة الشر "</font>،وخلال هذه المدة كيف سيصدق الواحد الاخر؟ فلنفترض مثلا: انني انا وانت</span> <span style="font-weight: 400">استطعنا الدخول معا الى هناك، ولنفترض ان ذاك المكان قد سحرك جماله الذي لا يوجد اجمل منه في العالم، وقررت فعلا البقاء هناك، كيف سأصدق انك لا تقوم بهذا لتخدعني وتتخلص مني <font color=#0000ff>؟وكيف ستقتنع اني اصدق انك ستبقى واني لا اريد الخلاص منك ؟</font>اذن لا يكون هناك مجال للقضاء على الشك الا بنهاية واحد منا فلو قررنا الاثنان البقاء لما صدق احدنا الاخر، ولو قرر احدنا البقاء لما صدق ان الاخر يصدقه، ولما صدق الاخر انه صادق، فبرغم كل القرارات: البقاء او الخروج، سيبقى الشك موجوداً وسيفكر كل منا بالخلاص من هذا الشك بالخلاص من الاخر، وهكذا تتحول الجنة الى جحيم لمدة عام كامل، حتى يستطيع احدنا القضاء على الشك ومن اجل الحصول على "قوة الشر"،لا توجد قواعد ولا قوانين ولا ثقة ولا صدق ولا امانة، لذا سمي ذلك المكان "مركز الشر "، وسميت المداخل التي توصل اليه ببوابات الشر". <font color=#ff0000>انهى هذا الشخص الغريب المسمى "نور" كلامه وقد ادخلني في حيرة كبيرة. فهو لا يبدو لي حتى الان انه يكذب،</font> لأنه يقول بصراحة أنه سيقتلني، ولو كان كاذبا لما صارحني بهذا، ولكن ما الهدف من انه يسعى بان يدفعني الى الذهاب الى ذلك المكان وهو يعرف ان احدنا سيقتل الاخر؟ ولو كنت مكانه لفضلت ان اذهب وحدي، ولوفرت على نفسي الشك والخوف، ولكن لماذا ؟ سالته :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ قل لي يا نور بصدق، لماذا تخبرني عن ذلك المكان وتسعى جاهدا</span> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>لكي اذهب معك اليه، وانت تعرف النتيجة؟</font> ولماذا لا تذهب لوحدك الى هناك ؟وتفوز بالقوة والسحر ؟</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "الحقيقة يا حسن انه ربما انا وانت استطعنا الوصول الى هناك بسهولة، فيما لو كنت انا وحدي، او انت وحدك ،وذهابنا معا يعني ان احدنا سينجح في الدخول عبر "بوابة الشر "التي تحرسها مرح، بالتأكيد سيدخل احدنا او كلانا معا، وهذا هو السبب الذي جعلني اخبرك عنه" . </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ اذن تريد ان تستخدمني جسرا للدخول الى هناك، ثم تتخلص مني؟؟ قال بوقاحة غريبة : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ" فعلا هذا ما اريد ان افعله، ولكن لديك الفرصة لتفعل نفس الشيء، وبعد ان فهمت انت يا حسن الحقيقة، تعال لنخطو الخطوة الاولى معا، وساحكي لك اين تقع بوابة الشر التي تحرسها مرح، والتي ستدخلنا الى ذلك المكان ".. ضحكت لوقاحة هذا الرجل وصراحته وقلت : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><font color=#ff0000><span style="font-weight: 400">ـ اسمع انت يا "نور"، انا لم ار اوقح منك في حياتي الا الجنية مرح، وسبحان الله كلاكما اوقح من الاخر، ولكن الا ترى ان كلامك هذا يدخل الشك الى نفسي،</span> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ويجعلني اخاف دخول هذه المغامرة اللعينة،</font> او لم يكن من الافضل لك ان تطمأنني بدلا من ان تقول لي انك تريد ان تستغلني لدخول "بوابة الشر"، وبعد ذلك ستقوم بالتخلص مني. فعلا ان طريقتك في الحديث تثير القلق في نفسي، وتجعلني افكر بالتراجع عن هذا الطريق المجنون. ابتسم نور وقال : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ" ربما تسمي طريقتي في الحديث وقاحة، ولكنها في الحقيقة صراحة، لانني لا ارى أي سبب يجعلني اكذب عليك، فانا لا احبك ولا يمكن لي ان احبك، وهدفي واضح من البداية: ان نتعاون لدخول <font color=#0000ff>"بوابة الشر"</font>، وبعد ذلك اتخلص منك، وقوانين هذه اللعبة واضحة: لا يفوز بها الا واحد، اما انت او انا يا حسن، وأنت بحاجة لي لدخول ذلك المكان، فاعمل على ان تفوز انت بهذه اللعبة ان استطعت، مع ان فرصتك بالفوز امامي ضئيلة جدا، ولكن هناك امل لفوزك ، فتعال نتفق حتى ندخل بوابة الشر معا، فلا داعي لان تخاف مني او تخشى غدري، لاني لن افعل ذلك ما دمنا خارج بوابة الشر" . كلام "نور" يضحكني فعلا، ويشدني الى التحدي القاتل، ويذكرني غروره</span> <span style="font-weight: 400">بالجنية مرح، فلماذا لا اجرب؟ فهذه اللعبة فعلا مضحكة ومسلية في نفس الوقت. قلت لنور : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ هيا يا نور نلعب هذه اللعبة السخيفة. اخبرني الان، اين تقع بوابة الشر التي تحرسها الجنية مرح؟ قال لي نور : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "هي قريبة من هنا.." ـ ولكن اين بالضبط ؟ ـ "ستعرف قريبا .." قلت له: ـ اشرح لي عن طريقة الدخول عبرها، وما هي الصعاب التي ستواجهنا عند دخولها؟ قال نور : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "حتى وصولنا الى موقع بوابة الشر ، لن تواجهنا صعاب كثيرة . فكل الصعاب التي ستواجهنا يمكن التغلب عليها، الا مشكلة واحدة، ربما تكون صعبة، وهي الشك والخوف من بعضنا البعض، فهذه المشكلة ستواجهك انت بالذات، ولكني آمل بان ارادتك ستكون اقوى من هذه المشكلة، اما الصعاب الحقيقية التي ستواجهنا فهي تبدا مع الخطوة الاولى عبر الممر المسمى <font color=#0000ff>"بوابة الشر"،</font> وتستمر حتى الخطوة الاخيرة في اجتيازها، ومعظم هذه الصعاب لدي الخبرة والقدرة على تخطيها،واستطيع ذلك بسهولة، الا مشكلة واحدة تستطيع انت حلها ومواجهتها، ولا استطيع انا ذلك".. استغربت وقلت لنور: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ ما هي المشكلة التي استطيع انا حلها، ولا تستطيع انت ان تواجهها بالرغم من كل قوتك الهائلة التي تتمتع بها؟</font> . </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال نور: ـ "عبر النفق الطويل المسمى ببوابة الشر، والذي يجب تجاوزه، هناك صعاب لوحدثتك عنها لدب الذعر في قلبك، ولو مررت بها وحدك لمت من الخوف، ولكن تجاوزها بالنسبة لي سهل، يوجد عبر النفق هناك مجموعة من</span> <span style="font-weight: 400">الحراس، وهم عبارة عن قطط لونها اسود، وهي قادرة على تقطيعك الى إرب صغيرة، إلا انه توجد طريقة تستطيع ان تقوم بها انت لتجعل هذه القطط تفر من امامك ولاتقترب منك ولا مني، وساعلمك هذه الطريقة في الوقت المناسب ". سالته : ـ ولماذا لا تستطيع ان تفعل انت ما تريدني ان افعله . قال نور :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;ـ "بصراحة انا لا استطيع ان اواجه القطط السوداء ولا بأية طريقة". ثار الفضول بداخلي لكلام نور، فهو يقول انه يستطيع ان يواجه كل الصعاب التي ستمر علينا، والتي تدب الرعب في القلوب، ولكنه لا يستطيع ان يواجه مجموعة من القطط السوداء</font> ,وهنا تذكرت رحلتي مع زوجتي الجنية غادة في عالم الجن، وكيف دب الرعب في قلبها حينما رات القطط السوداء، وكيف هربت كالمجنونة خوفا منها ,واذكر انها قالت لي عنها انها عيون <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> على الارض . واتساءل والذكريات في خيالي، لماذا لا اشعر انا بالخوف من القطط السوداء؟ فهي مجرد قطط عادية مثل كل القطط، ولماذا يخاف الجن من القطط، ولماذا يخاف نور من القطط السوداء، ان هذا السؤال اعادني في الحقيقة الى التفكير في شخص هذا الانسان وفي تصرفاته، ويدور في ذهني من جديد انه لا بد ان يكون من الجن، ولكن بجسد بشر، ورمقني نور بنظرة من عيونه وكأنه قرأ ما دار في راسي ..قال لي: ـ "حسن، هدفنا واحد، ويجب ان نصل الى الهدف انت وانا، معا نستطيع الوصول، فلا داعي للتفكير في امور ثانوية لاقيمة لها، اذهب الان يا حسن، ولنلتق بعد عدة ايام لنعد العدة الى الطريق نحو القوة، التي سيحصل عليها احدنا".. وانتهى اللقاء، وعدت الى البيت ومرت الساعات،رتيبة رتيبة، واشرقت الشمس، ثم مرت ساعات ذلك النهار، وغابت الشمس وانتصف الليل، وعصفت بي ذكريات الماضي، وخاصة <font color=#ff0000>ما مر علي مع زوجتي الجنية غادة.. </font>تلك المخلوقة الرقيقة.. المتدفقة بالحب والحنان.. ما هو مصيرها الان؟ في مخيلتي ترتسم صورة اختها الجنية مرح وتصرفاتها الغريبة، لأبتسم وانا لا اخفي شوقي للقائها، ترتسم صورتها في مخيلتي ثانية، واتمنى ظهورها امامي ولو للحظة واحدة. فجأة بدأ</span> <span style="font-weight: 400">دخان كثيف يتصاعد من كل ارجاء الغرفة ليحجب عني الرؤية، وبدأ قلبي يدق بقوة وانا ابحث وسط الدخان عنها وما هي الا لحظات حتى اختفى الدخان وتلاشى دون ان تظهر، الا ان احساسي يؤكد انها قريبة مني، مرت دقائق وانا انتظر ظهورها امامي لكن ذلك لم يحدث، واخذت اتحدث بصوت عال واناديها... ارجوك ان تظهري ... ارجوك اظهري ولكن لا حياة لمن تنادي، فالجنية مرح غريبة في كل شيء، وهي تحب ان تفعل عكس كل شيء فقدت الامل في ظهورها حتى فاجأتني بضحكتها المجنونة التي اشتقت اليها منذ مدة طويلة ولم اخف فرحتي بسماع صوتها". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">قالت لي : ـ " اتريد ان اظهر يا حسن وان تراني" ؟ </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ نعم اريد بالتاكيد ...&#33; لان اشتياقي بلغ اشده ... ـ "لم اشتياقك "؟ ـ لابتسامتك الساحرة ..&#33; ـ "وماذا ايضا" &#33;؟ ـ لثغرك الندي وعيونك التي تشع دفئا وحبا . ـ "فقط ..."&#33;&#33;؟ ـ لكل شيء فيك من شعرك حتى اخمص قدميك . ـ "تكلم ... لدي الوقت الكافي لاسمعك" ـ "لن تكفي الكلمات لاصف حجم اشتياقي لك "... ـ هل تريدني ان اظهر فعلا ..&#33; ـ " نعم اريد" ... ـ وهل تحبني فعلا ؟ ـ "حبا لا يوصف" ضحكت بصوت عال وبطريقة استفزت حتى الجدران وقالت: ـ "وهل انت ايها العاشق تدرك ما تقول ... ان كنت تدرك فاسأل نفسك مع من تتكلم الان وصوت من الذي تسمعه .<font color=#0000ff>.صوت مرح..ام صوت غادة</font> .. ومرح اخت غادة .. وغادة اخت مرح، وانت زوج غادة، ومرح اخت زوجتك، وانت تحب مرح، ومرح تحب غادة، وانت تحب غادة وغادة تحب مرح، والان يا حسن من اثنتينا تريد ان تظهر امامك مرح ام غادة؟ فان ظهرت مرح لا تظهر غادة ،وان ظهرت غادة لا تظهر مرح، ومرح لا تحب من يحب اختها، وغادة لا تحب من يحب اختها ..فقرر الان يا حسن من</span> <span style="font-weight: 400">منا التي تريدها ان تظهر، وصوت من الذي تسمعه أصوت غادة ام صوت اختها مرح..." ضحكت بصوت عال تسخر مني وانا يعتريني الصمت في حيرة من امري ، صوت من الذي اسمعه يا رب ..<font color=#ff0000>&#33; الجنية مرح ام الجنية غادة</font> ...من التي احب؟؟ أي مأزق انا فيه &#33;&#33; ومن التي تحدثني مرح ام غادة ؟ ان كانت غادة فكيف سأجرؤ على النظر في عيونها بعد ان كنت السبب في كل ما حدث لها وبعد كل ما فعلت من اجلي وانا اجازيها بان انساها واخونها واركض لاهثا كحيوان كاسر خلف من ؟&#33;&#33; خلف اختها... كيف ستنظر هي لي ؟؟بدون شك ستكون نظرات الكره والاحتقار، ولكني فعلا احبها ... فعلا اعشقها وفي نفس الوقت احب مرح اختها .. كيف ذلك اني لا ادري، فهل من المعقول هذا الذي يجري؟&#33; وهل فعلا احب الجنية غادة واحب الجنية مرح في نفس الوقت؟؟&#33;&#33; ومرت لحظات كأنها الدهر بطوله، وبينما كنت في دوامة التفكير تمنيت ان تنشق الارض وتبتلعني لاخرج من هذا الموقف الذي لا احسد عليه .. الصوت يتردد في مسمعي، لقد فقدت القدرة على التمييز ان كان صوت مرح ام صوت غادة، الصوت يقول لي :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "آه يا حسن الم تقرر بعد ام انك غير قادر على اتخاذ القرار ام تريد مني ان اساعدك لاجتياز هذا الامتحان الصعب .. هيا يا حسن قرر من التي ستختار غادة ام مرح ... صوت من الذي تسمعه"... فقلت دون تفكير وبسرعة : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ صوتك الذي اسمعه يا مرح <font color=#0000ff>&#33;&#33; فظهرت امامي في ومضة برق ، تصفق بيديها وتضحك ساخرة وتقول:</font></span><font color=#0000ff> </font><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>ـ"شاطر .. شاطر .. يا حسن اخبرني كيف استطعت ان تميز بين صوتينا، مع انه لا فرق بينهما"</font>. فقلت لها : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ هذا صحيح يا مرح ، ولكن لو كانت التي تحدثني غادة لما كانت تتحدث بهذه الطريقة ولا بهذا الغرور وما كانت لتقول ما قلته أنتِ... فغادة ملاك الحب والرقة والحنان وواحدة كغادة لا يمكنها ان تفعل ما تفعلين . فضحكت مرح ساخرة تحاول ان تخفي غضبها مما قلت : ـ"صدقت يا حسن فأختي غادة ضعيفة وغبية مثلكم انتم بنو البشر ولو لم تكن كذلك لما كان مصيرها السجن في <font color=#0000ff>"قبة النور "</font>ولما احبت البشر وخاصة انت يا حسن .. فعلا انه لشيء مضحك كيف يمكن لها او لغيرها من عالمي ان تحب واحدا مثلك ؟&#33; واي شخص انت ؟ إنك على استعداد ان تركع وتذرف الدموع وتتوسل لتراني او تلمس يدي او تقبلني ... وانا اخت ذلك الملاك الرقيق الحنون المحب الذي تتحدث عنه .. ام نسيت يا حسن، آه لو عرفت اختي غادة ما فعلت وما تفعل معي فانها كانت و بلا شك ستحتقر نفسها لانها احبت البشر وخاصة أمثالك يا حسن..هل تريد ان تواجه الحقيقة ؟ ..ان تواجه نفسك &#33;&#33;&#33; ان تكف عن الكذب والمكابرة ... ساساعدك.. الحقيقة يا حسن انك تحب نفسك ، تحب حسن. هكذا انتم يا بنو البشر وخاصة انت يا حسن، احببت غادة. اية غادة؟ ..<font color=#0000ff> غادة الجسد الممشوق ، غادة الشعر الطويل</font> ، غادة العيون الواسعة ، غادة الجميلة ، غادة التي تظهر وتختفي ،</span> <span style="font-weight: 400">غادة التي تمتلك القوة لتمنحها لك وتشعر بالتميز عن بقية البشر وترضي غرورك البشري بهذا التميز .. وان واجهت نفسك بصدق فانك ستجد انك قد تخليت عن غادة التي احبتك، والتي ضحت بنفسها من اجلك، وارتضت لنفسها ان تنزل لمستوى البشر لتتزوج احدهم وهو انت، وحكمت على نفسها بأقسى انواع العقاب ولم تهتم الا بك انت.. انت كل شيء لها انت العالم .. انت الحياة.. انت الحب هكذا كانت هي تظن، وانت يا حسن تخليت عنها ... لماذا"؟ "لانك شعرت بانه قد يلحق بك الاذى من وراء غادة، وعندها قررت ان تذهب غادة للجحيم، وتنجو انت بجلدك لانك من بني البشر ولانك تحب نفسك اكثر من أي شيء اخر .. <font color=#0000ff>نعم يا حسن الحب الحقيقي عندكم انتم بني البشر هو حبكم لانفسكم اولا وثانيا وثالثا </font>... هل نسيت يا حسن ام انك تناسيت ... هل نسيت حينما بدأت تفكر بالخطر الذي سيلحق بك من جراء زواجك من غادة، والخوف الشديد الذي لحق بك عندما عرفت ان <font color=#0000ff>سلطة "الكاتو"</font> بدأت في مطاردتك حينها خشيت على حسن ... وحسن هو الشيء المهم في حياتك، وفي اول فرصة سنحت لك لتختار بين حبك لغادة ، وما سيجلب لك من المتاعب، او تختار حياة عادية.. فانك اخترت حسن، وضحيت بغادة، وبعدها بدأت تهرب من الحقيقة وتخشى التفكير فيها، حتى انك تخشى ان تواجهها، وبدأت تقنع نفسك ان ما حدث هو مجرد سوء فهم، والحقيقة انك</span> <span style="font-weight: 400">فعلت هذا متعمدا لكي تنجو بنفسك، وحينما بدأت بالتفكير شعرت بأن هناك شيئا يخصك، شيء يجعلك مميز عن بقية البشر .. شيء يمنحك القوة، فبدون غادة تصبح كالبقية من بني جلدتك، وبدأت البحث عن غادة ... بدأت البحث عن الشيء الذي يميز حسن عن البشر، فحسن لا يرضى لنفسه ان يكون مثل بقية البشر، وبدأت تكذب الاكاذيب على نفسك لتصدقها فيما بعد، وبدأت تستمتع بالعذاب والألم والخطر، <font color=#0000ff>فاللعب مع "الكاتو"</font> وغيرهم شيء فيه تسلية لك، وطبعا يميزك ايضا عن بقية البشر، وهذا هو الاهم لك وظهرت الجميلة مرح، وظهر الشعر الطويل، والعيون الواسعة والجسد الممشوق ، نعم ظهرت مرح اخت غادة، التي تشبه غادة تماما ، كيف لا وهي اختها ، حتى ان مرح اجمل من غادة فهي قوية واثقة من نفسها تحصل على أي شيء تريده، وقد عاملتك بالطريقة التي تستحقها حين قالت لك من تكون هي بالرغم من انها شتمتك يا حسن، واحتقرتك، واهانتك وجعلت منك دمية تحركها متى شاءت وفي أية لحظة تريد الا انك وقعت في حبها ونسيت غادة، نعم لقد عشقت مرح لانها القوة لانها ينبوع من "الجنس المثير" الذي تريده، الجنس المميز الذي تصبو اليه مرح القادرة على ان تشعل براكين الشهوة الحيوانية في داخلك بنظرة واحدة من عيونها، ومن اجلها انت على استعداد ان تتخلى عن كل شيء عن غادة وعن غيرها ... وما حاجتك لغادة او لغيرها ما دامت مرح موجودة لهذا فأنت تحب غادة وتحب مرح، ولو وجدت واحدة اخرى مثل غادة ومرح لاحببتها ايضا، لانك تحب نفسك وتحب ان تملك كل شيء يجعلك مميزا عن غيرك، واخيرا بدأت تبحث عن "بوابة الشر" وتقنع نفسك انك تريد ان تحصل على قوة الشر من اجل انقاذ غادة من الاسر، والغريب في هذا انك انسان غريب حقاً،</span> <span style="font-weight: 400">فأنك تخترع الفكرة وتقنع نفسك بها من اجل غادة .. ستذهب الى "بوابة الشر" والحقيقة التي تعرفها انت انك تريد قوة الشر لتشعرك بالتميز عن الاخرين ... كيف لا وحصولك على قوة الشر تجعلك تملك القوة والسيطرة على حارسة ابواب الشر ايضا ومن تكون حارسة "ابواب الشر" انها مرح. هكذا تحقق كل الاهداف: غادة .. مرح.. القوة .. التميز .. لهذا بدأت بالتعاون مع المسمى "نور" للوصول الى هذه القوة كيف لا وقد اتخذت هذا القرار منذ مدة طويلة وكنت على استعداد للتعاون مع الشيطان من اجل الحصول على قوة الشر لماذا...لانك تريد هذه القوة نعم فأنت ونور تسعيان للحصول على قوة الشر وسيقتل احدكما الاخر من اجل هذه القوة التي ان حصل عليها المسمى" بنور" سيلحق الضرر بالكثيرين وان حصلت عليها انت فستلحق الضرر بمن تريد وكيف تريد فباب الشر مغلق وانتما تسعيان لفتحه فأن قتلك وهذا ما سيحدث فهو امر ليس بغريب عليه لانه اعتاد القتل، اما انت فاذا قتلته فقد تتعود على القتل ما حييت، لكنك ستكف عنه مع ان هذا لن يحدث لان المسمى "نور" يستطيع قتلك بسهولة ودون أي عناء بواسطة القوة التي يمتلكها وانت لن تكون الا جسرا يسير عليه للوصول الى الشر، وانت ايها الغبي لم تسأل نفسك كيف ستواجه هذا المخلوق المزدوج والقوة التي يملكها، فهو يستطيع تجاوز كل الحواجز للوصول الى "قوة الشر " الا حاجزا واحدا هو الذي ستفتحه انت له ... اما انت فلا تستطيع تجاوز أي حاجز لانك لا تملك اية قوة، ولهذا سيجعلك تتجاوز جميع الحواجز لانه يحتاج اليك وبعدها ستصبح شيئا من الماضي بعد</span> <span style="font-weight: 400">ان تتسبب بالعذاب والالم للاخرين بسبب غبائك .. ان بوابة الشر يجب ان تبقى مغلقة الى ما لا نهاية يا حسن لأن هذا في مصلحة الجميع ، هل تعلم كيف ستساعده، وماذا سيطلب منك ان تفعل انا ساخبرك سيطلب منك ان تجمع عددا من القطط السوداء بمواصفات معينة وبعد ذلك سيطلب منك ان تذبحها على بوابة الشر ليسيل دمها ويسير فوقها ليتوفر له الامان وبدون ذلك لا يستطيع ان يمر ، هل تعلم ماذا تعني القطط السوداء التي ستذبحها من اجل ان يسير هو فوق دمائها .. ان كل قط ستذبحه ، يموت مقابله احد ابناء عالمنا ولا تستطيع ان تعلم من هو الذي ستتسبب في مقتله ولكن اريد ان اقول لك بأن كل فرد من ابناء عالمنا، وطئت اقدامه عالم البشر ارتبط بقاسم مشترك مع احد القطط، ليكون له دليلا وذبح القط بطريقة معينة يعني ذبح الاثنين معا، واقصد بكلامي هذا يا حسن تذكيرك حتى لا تنسى ان غادة قد وطئت قدماها عالم البشر فمن الجائز ان يكون احد القطط اذا ما وافقت على ذبحه قرين "غادة" . وصمتت الجنية مرح بعد القاء هذه المحاضرة الطويلة، التي لا اريد ان انكر انها اصابت بها كبد الحقيقة في كل ما قالته ... وجعلتني ولو للحظات اعيد التفكير وتقييم نفسي مما حدث فعلا .. ولكن حجم الاهانات الكبيرة التي الحقتها بي اكثر من قدرتي على الاحتمال ومواجهة الحقيقة وكان لازما علّي ان اثأر لكرامتي فقلت لها : ايتها الجنية التي نصبت نفسها الهاً واحتقرت من حولها .. ان كنت انا فعلا بهذا السوء الذي تصفينه .. حقير .. ضعيف ..غبي جشع لا اساوي شيئا فلماذا تهتمين بأمري ..فانا لا شيء</span> <span style="font-weight: 400">ولا استطيع ان افعل شيئا وانتم يا معشر الجن كل شيء .. انتم الهه ونحن حثالة ... فماذا تريدون منا وما الذي يدفعك لتتوسلي الي وترجوني ان لا اساعد في فتح "بوابة الشر ".. ولماذا تحطي من مستواك الرفيع وتضيعين وقتك الثمين للحديث معي . وقالت الجنية مرح بغضب : </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "افضل الانتهاء "الموت" قبل ان افكر مجرد تفكير، في ان اتوسل لاي كان من البشر، واتمنى ان يكون ذلك الان في هذه اللحظة، ان كان ذلك سيحدث في يوم من الايام". واشاحت بوجهها عني، فقلت لهذه الجنية المغرورة: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ "اتعلمين يا مرح ان كل المساويء التي وصفتني بها جعلتني اصمم بأن لا اتراجع عن قراري ولو للحظة واحدة، فلتعلمي بأنني ساذهب الى "بوابة الشر" وسأدخل "بوابة الشر" ولتذهبي انت وكل الجن معك الى الجحيم،</font> فأن استطعتم ان تفعلوا شيئا فافعلوه فأنتم اضعف مما كنا نتصوركم ... انكم مجرد مخلوقات لا نفع ولا ضرر منها ". ورمقتني الجنية مرح بنظرة غريبة تحمل كل المعاني: من القوة والضعف والكره والحب وقالت: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ " أتصّر على رأيك يا حسن ". </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ نعم أصر عليه. ـ "حتى لو عرفت ان التي تتحدث معك هي..." </font></span></font></span></h1></font>

  14. #29
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>29
    <hr>
    </font></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5>&nbsp;<span style="font-weight: 400">قلت لها -مقاطعا قبل ان تنتهي من كلامها -: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ كوني من تكوني فهذا لا يهمني . إختفت من امامي كالوميض، واخذت اصرخ عليها: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ اين ذهبت ؟.. عودي يا ابنة الـ.. بدات اسيطر على غضبي قليلا، وافكر فيما قالته، واحدث نفسي: ماذا تقصد يا الهي ,هل من الممكن ان تكون هذه غادة وليست مرح؟ كلا هذا مستحيل، فغادة مسجونة في <font color=#0000ff>"قبة النور"</font>، وانا استطيع ان اميز بينهما بسهولة، لو كانت غادة لعرفتها،الا انها تلفظت ببعض الكلمات التي كانت الجنية غادة تستخدمها...كلا..كلا ..انها مرح اخت غادة، وهذا هو اسلوبها هي تسعى لان تجعلني اشك بنفسي. يكاد راسي ينفجر وانا افكر بهذا الجنون، ومن شدة الالم اخذت ادور بأرجاء البيت وانا اتحدث مع نفسي بصوت عال مسموع: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ يجب ان انهي هذا الكابوس، يجب ان انهي هذا الجنون...كفى.. كفى ..يجب ان افيق.. وتوجهت الى المطبخ لاغسل وجهي بماء بارد جدا، توجهت الى الثلاجة، اخرجت ثلاث زجاجات من الماء، واخذت اصبها على راسي الواحدة تلو الاخرى كمجنون، بل كعاقل يريد ان يفيق من جنونه الذي استمر طويلا، واخذت احدث نفسي: الان يا حسن يجب ان تفيق، كفاك جنونا، توجهت و"غليت" "طنجرة " من القهوة، ولو رأتني امي لقلت لها قبل ان تتكلم: <font color=#ff0000>فعلا انا مجنون فلا تستغربي ما ترين، ولكن لحسن حظي لم يرني احد.</font> </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">اخذت "طنجرة" القهوة وجلست اشربها بشراهة وانا احدث نفسي: لقد حان الاوان يا حسن ان تنسى هذا الجنون، انا من البشر، امي من البشر ,ابي من البشر، اختي من البشر ,اذن انا من البشر، اذن يجب ان احيا كبقية البشر، لا اريد ان احكم العالم، ولا اريد اية قوة خارقة، لا اريد الا ان اعود حسن الطموح، وصاحب الاحلام الواقعية، والان حان الاوان لأن اعود إلى نفسي، واقرر ما هو الحلم، وما هو الذي يجب ان يكون، واقع علاقتي بالجن مجرد حلم ...زواجي من الجنية غادة ...حبي وكرهي لاختها مرح...حارسه "ابواب الشر"...الجني البشري نور...الجن...الخ .&#33;&#33;يا الهي يجب ان اتخلص من كل هذا، اريد ان ا رتاح، لا اريد شيئاً، فقط اريد ان ارتاح وانسى كل شيء، ولكن كيف؟ حتى لو نسيت فانا اعرف بانهم لن يتركوني بحالي، فقد قالوا لي منذ البداية: كل من عرف عن اسرار الجن حكم على نفسه اما بالجنون او الموت ...وانا الان فعلا في طريقي الى الجنون، وما ادراني ,ربما انا الان مجنون، <font color=#ff0000>فالمجنون لا يعرف انه مجنون...</font>ووسط دوامة الافكار التي كادت تفجر راسي...بدات اشم رائحة لا ادري اين مصدرها، ولكن هذه الرائحة فورا ذكرتني بالجنية غادة، فكلما كانت في الماضي تحضر كانت تسبقها هذه الرائحة التي تدخل الطمانينة والسعادة الى القلب ... والتي لم اشمها منذ</span> <span style="font-weight: 400">زمن طويل، وبدأ يعتريني شعور بالقوة والثقة لم اعهدها في نفسي من قبل ,شعرت برغبة قوية للنوم...ويبدو انني قد غرقت في نوم طويل، وحينما صحوت، وجدت ان فكرة واحدة هي التي بقيت في رأسي...يجب ان احصل على القوة...يجب ان انتصر وان انقذ غادة مهما كلفني من ثمن...لن يخيفني الجن ولا غيرهم، ولو كانوا يستطيعون فعل أي شيء بي لفعلوه منذ زمن...</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ساذهب الى المدعو "نور"،وساثبت للجميع اني اقوى منهم، توجهت اليه، وبحثت عنه حتى وجدته، وحينما رآني بادرني بالحديث قائلا :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "ارى ان شيئاً ما قد تغير فيك يا حسن" ... </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">قلت له : ـ اشياء كثيرة، وليس شيئاً واحدا يا نور. </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">قال نور : ـ" اذن انت مستعد يا حسن للذهاب معي الى بوابة الشر" </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">ـ ساذهب معك الى الجحيم ما دمت استطيع ان ادخلك فيه يا نور ... قال نور وهو يضحك: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ " احلم ان تفعل ذلك "... ـ لن احلم، بل سافعل ذلك . قال محاولا ان يستفزني : ـ "ما هذه الثقة؟ هل هذا حسن الذي يقف امامي ام شخص اخر ؟&#33;"... ضحكت ...حاولت ان اجعل هذه الضحكة تخرج من قلبي وان لا تكون مجرد ضحكة مصطنعة...واخذت بالضحك اكثر واكثر، وبصوت عال.. حتى شعرت بذلك الشعور الذي بحثت عنه طويلا ليزيدني ثقة، فقد استطعت بهذه الطريقة ان استفزه بشكل واضح ...</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ لا يهمني رايك كثيرا يا نور، ان كنت حسن او شخصاً غيره ،فهذا يعنيني انا، اما اذا لم تستطع انت بقدراتك الخارقة ان تعرف من انا، فلا مانع لدي ان اساعدك يا سوبر نور ... حرك نور راسه ساخرا :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#0000ff>&nbsp;ـ " لا باس فانت قد قدمت كثيرا، وها انت تقلد طريقة مرح "بالضحك" بشكل جيد، وامل ان لا تقلدها باشياء اخرى"..</font> واخذ يضحك بصوت عال، وكاد ان يستفزني لولا اني تمالكت نفسي وقلت له بهدوء: </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ ولم لا؟ فانا على استعداد ان اقلد الجنية مرح ...اقلدك انت يا نور ان شئت ذلك ... ضحك نور وقال: ـ "ولكن لمرح نزوات اشك انك تستطيع تقليدها".. ففهمت الى ماذا يرمز</span> <span style="font-weight: 400">..وضحكت وقلت له :</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>&nbsp;ـ هل استطعت انت ان تقلد هذه النزوات؟</font> لعلك استطعت، فانت انسان خارق ولا تعجز عن شيء... </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span style="font-weight: 400">ـ "شاطر يا حسن ...شاطر. ودعنا الان من هذه السخافات، فقد حان الاوان لنذهب الى بوابة الشر "</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ انا لست في عجلة من امري يا نور، وقد حان الاوان بان تتوقف عن اصدار الاوامر &#33;&#33;انت تستطيع ان تطلب، واستطيع ان اوافق واستطيع ان لا اوافق وارفض، هذا شاني، وقبل كل شيء، هناك عدة اسئلة احتاج لاجابة عليها ؟<font color=#ff0000>.اولا من تكون انت يا نور؟ من الجن ام من الانس ام من العفاريت ؟</font></span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "دعك من هذه الاسئلة الفارغة التي لا تجدي نفعا ...من اكون، هذا لن يغير في الوضع شيئا ".</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ اسمع يا نور، انت بحاجة إلي وانا بحاجة إليك، وعلى هذا الاساس سنتعامل، فلا تصدر لي الاوامر ولا تحاول ان تقرر عني... </span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" size=5><span style="font-weight: 400">ـ "هناك يا حسن امور كثيرة يعجز العقل البشري عن استيعابها، والنقاش فيها مضيعة للوقت، ولا نهاية لها، كل جواب يحتاج الى الف سؤال وجواب حتى يفسره ..." قلت له وباصرار:</span></font></span></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><span lang=ar-sa><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ من تكون يا نور؟ وهل انت فعلا من الجن ؟</span></font></span></h1></font>

  15. #30
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><span lang=ar-sa><font color=#0000ff size=6>الحلقة </font></span><font color=#0000ff>30
    <hr>
    </font></p>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">... نظر الي نظرة طويلة صامتة، واخيرا رضخ لاصراري وقال : </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "انا يا حسن من <font color=#0000ff>علماء العالم الاخر فعلا</font> ...وقد قضيت عمري في الدراسة والبحث عن عالمكم، وعن القوة المادية. فقد قمنا باجراء مئات التجارب حول كيفية امتلاك جسد بشري، وكانت هذه الفكرة ضرباً من الجنون، حتى تمكنا من النجاح في <font color=#0000ff>فهم الدماغ البشري بشكل متكامل تقريبا</font>، وكانت المفاجأة الكبرى التي قلبت مفاهيمنا عن البشر راسا على عقب، لتثبت ان ما عرفناه طيلة الاف السنين التي انقضت<font color=#0000ff> يختلف عن الحقيقة</font>...وهنا دق ناقوس الخطرفي عالمنا، وعلى اثر هذه الدراسات اكتشفنا بانه لو استطاع البشر استخدام الدماغ البشري بشكل كامل اوشبه كامل، فسيؤثر ذلك علينا، وسنفقد الكثير من التفوق الذي نمتاز به عن البشر ...والذي طيلة الاف السنين عرقل التداخل بين عالمينا ... ونحن كعلماء، عرفنا انه لا بد وان ياتي اليوم الذي سيصل فيه البشر إلى هذا المستوى، وان كان هذا اليوم بعد عام او بعد الف عام ... لذا اصبح البشر يشكلون خطرا مرتقبا في الغد على عالمنا .ومن هنا كان لا بد من استباق الزمن، واتخاذ الاجراءات الوقائية والاستعداد لهذا الخطر المرتقب، وكانت الخطة الاولى التي اعددتها انا ومجموعة من العلماء في عالمي <font color=#0000ff>هي ان نسيطر ونسيّر نحن الدماغ البشري</font>، ان نسيّر الامور ونخضعها لارادتنا بعيدا عن ارادة البشر ...وبعد سلسلة تجارب طويلة، اكتشفنا بانه لاتوجد الا طريقة واحدة لذلك، <font color=#0000ff>وهي الاندماج</font> ...او الجمع مع الدماغ البشري، ولنجاح هذه العملية فلا بد من ان تتم منذ اللحظة الاولى لولادة الانسان، والذي يبدأ بعملية الاندماج منا يصبح اسير هذا الاندماج لمدة ثلاثين عاما على الاقل، حتى يكتمل البناء الكامل للدماغ البشري، وان تعرض الجسد البشري لاي خطر، تكون نهاية المندمج معه، وان وصل الى الاكتمال يكون قد استطاع امتلاك قوى في عالمنا وعالمكم...بدأنا باجراء التجارب ...وكانت معظمها تجارب فاشلة، وكانت الخسائر كبيرة جدا، <font color=#0000ff>بحيث استدعي حكماء عالمنا للحد من هذه التجارب</font>، وما كانوا سينجحون بذلك لولا انهم استطاعوا ان يثبتوا بان كل من سيقوم بهذا الدور سيتاثر بطريقة التفكير البشري، وسيفقد انتماءه للعالم الاخر، وسيصعب السيطرة عليه، وسيصبح هو العدو الاخطر على العالم الاخر...فنحن مجموعة العلماء الذين وضعنا الخطة لم نستطع اقناعهم بضرورة استكمال التجارب بغض النظر عن احتمالات السلبية التي اكدتها دراستهم من الاندماج مع البشر...ولم يتوقف حكماء عالمنا عند هذا الحد، بل طالبوا بانهاء كل حالات الاندماج التي تمت بكل الطرق الممكنة، <font color=#ff0000>وبناء على رايهم اصدرت سلطة عالمنا "الكاتو "</font> الاوامر لنا بصفتنا المشرفين على هذه الحالات باعادة كل الذين قاموا بعمليات الاندماج الى عالمنا باي طريقة كانت، ولكننا رفضنا وبشدة الانصياع لهذه الاوامر لخطورة الموقف، فذلك سيتسبب بموت المئات</span> <span style="font-weight: 400">من زملائنا الذين ضحوا بانفسهم ليقوموا بعملية الاندماج في عالم البشر، وقد تم اعتبار رفضنا تمردا،ً وتم وضعنا تحت المراقبة المشددة، واعتقل العشرات منا...وقامت سلطة <font color=#0000ff>"الكاتو" </font>باصدار الاوامر الى <font color=#ff0000>حارسات ابواب الشر</font> بمتابعة كل حالات الاندماج التي تمت في عالم البشر، والقضاء عليها بكل الطرق...ومرت سنوات حتى استطعت انا الهرب والقيام بعملية الاندماج بنفسي، وها انا امامك الان يا حسن ... قلت له : </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400"><font color=#ff0000>ـ اذا افهم من كلامك بانك جني بجسد بشر، او صاحب شخصيتين: واحدة بشرية والاخرى جنية؟</font> </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "تقريبا ان ما تقوله صحيح "... <font color=#ff0000>ـ افهم من كلامك انه يوجد العشرات من الجن أحياء باجساد بشرية ويعيشون بيننا ؟ </font></span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "ليس العشرات بل قل الالاف ممن قاموا بعملية الاندماج "... قلت مندهشا :&nbsp; <font color=#ff0000>ـ" اتعني انه يوجد مثلك على الارض الالاف" ؟&nbsp; </font></span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ" نعم، يوجد الالاف بحالات مختلفة، وباعمار مختلفة، وربعهم تقريبا من العلماء بغض النظر عن درجاتهم العلمية، ولا ادر انا بالضبط كم بقي منهم حتى الان على قيد الحياة، وان كان ذلك بسبب الظروف الطبيعية التي يمر بها جسد الانسان، او بسبب ملاحقة سلطة <font color=#0000ff>"الكاتو"</font> لهم... </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ كيف يمكن ذلك؟ الالوف منكم بيننا ونحن لا نعلم ؟ ان هذا الامر لا يصدق ، أهذا العدد الكبير قد اندمج مع البشر؟&#33;&#33;</span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "اسمع، الرقم صغير جدا جدا، ولا يذكر مقارنة حتى بعدد البشر وعدد السكان، فربما لو قدرناه لكان صغيرا جدا " ... </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ وهل عليهم ان يبحثوا مثلك عن بوابة الشر ليملكوا القوة ؟&nbsp; </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#0000ff size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ "كلا يا حسن ،عدد قليل فقط منهم سيبحث عن "بوابة الشر"، والان دعنا من الاسئلة" ... </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ سؤال واحد فقط وسأتوقف عن طرح الاسئلة بالرغم من حاجتي اليها ...ما هي حكايتك مع الجنية مرح؟ ولماذا تكرهك الى هذا الحد، ولماذا تكرهها يا نور ؟</span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">&nbsp;ـ "هذا ليس سؤال واحد هذا اكثر من الف سؤال ...وحكاية مرح وحدها تحتاج الى اسابيع لارويها لك، وقد قلت لك سابقا بان مرح لم تكن هكذا ابدا، ولكن الظروف جعلتها، وربما كنت انا احد الاسباب، وهذا ما يفسر كرهها لي، اما انا فعلا فلا اكرهها، وايضا لا الومها ان كانت تكرهني، وقد ياتي يوم تتغير به الظروف. والان حان الوقت يا حسن لتقوم بالدور الذي عليك ان تقوم به، حتى</span> <span style="font-weight: 400">لا يضيع الوقت، وخاصة انه لم يبق امامنا سوى ايام قليلة، وان انقضت ستضطر الى الانتظار شهرا اخر "... </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ وماذا يجب علي ان افعل؟ </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "الموضوع سهل فكل ما عليك عمله الان هو جمع واحضار سبع قطط سوداء كسواد الليل الحالك، تجمعها من مناطق مختلفة وتضع كل قط على حدة، بحيث لا يرى القطط الاخرى...ثم عليك جمع القطط فقط أثناء غياب الشمس أي بعد الغروب وقبل الفجر ولتتاكد بان القط الذي احضرته هو المطلوب يجب عليك ان تسلط ضوءً خفيفا على عيونه، فان تغير لون عينيه فهو مجرد قط عادي، لانفع منه ولاحاجة لنا به، واحذر من ان تنظر في عيون اكثر من قط في نفس الوقت، خشية من ان تفقد صوابك، لان هذا يحدث كثيرا ...اما كيف تجد القطط، فهذا ليس صعبا، فستجد منها اعداداً كبيرة في كل منطقة، وخاصة القطط التي نحتاجها نحن..." تذكرت كلام الجنية مرح عن القطط وانه ينوي ذبحها ليسير على دمائها ليستطيع بذلك الدخول الى <font color=#0000ff>"بوابة الشر". </font></span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">لم اصدق كلام الجنية مرح في ذلك الوقت، قلت لنور: ـ " اذا ما قالته الجنية مرح صحيحا، وانت تنوي ان تذبح القطط التي ساحضرها.." ـ" كلا هذا ليس صحيحاً فانا لن اذبح أي قط لاني لا استطيع ذلك، ولن استطيع وخاصة القطط السوداء المتصورة، ولهذا احتاجك انت يا حسن لتفعل ذلك، لانك تستطيع وبسهولة". فقلت له مشمئزا من كلامه:</span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">&nbsp;ـ للقطط ارواح مثلنا فكيف تريد مني ان افعل ذلك . </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "حسن لكل شيء ثمن وانت اردت دخول بوابة الشر بأي ثمن، حتى لو كلفك ذلك حياتك، فلا تابه بحياة عدة قطط ". </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ ولكن يا نور ... قاطعني وقال: </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "لاتقل ولكن.. والا بقيت طوال عمرك تردد هذه الكلمة، احضر القطط ولا تابه لشيء". قلت له : قاطعني مجددا، ولكني اصررت على ان اكمل كلامي حتى النهاية وقلت: </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "المشكلة انها ليست قطط عادية، والجنية مرح قالت لي ان هذا النوع من القطط هو قرائن للجن، وكل قط يقتل، يقتل مقابله احد افراد الجن أي قرينه من الجن "... نظر الي نور بحزم وقال: </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "نعم هذا صحيح، وقلت لك: إن لكل شيء ثمنه".. </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ ولكن ما ادراني فعلا ان القط الذي ساذبحه لن يكون قرين زوجتي الجنية غادة <font color=#0000ff>. ـ" لم تظن ان من بين ملايين القطط ستختار (قرين غادة )"؟ </font></span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ وافرض ان ذلك حدث، والقطط التي تقع تحت يدي كان احدها فعلا قرين زوجتي الجنية غادة... </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ "لا اتصور ان تحدث هذه الصدفة ولكن يا حسن ان حدثت فيجب ان لاتهتم ولكل شيء ثمنه". قلت غاضبا : </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa><span style="font-weight: 400">ـ انت تريد ان اذبح حبيبتي بيدي؟ فانا ما وافقت على الذهاب معك الى "بوابة الشر" الا من اجلها هي، من اجل ان احررها من اسرها واعيدها الي، وان كنت</span> <span style="font-weight: 400">ساذبحها فما حاجتي للمخاطرة بدخول مثل هذه الابواب؟&#33;&#33; ضحك نور وقال : </span></span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ <font color=#0000ff>"لا احد يا حسن يفكر بدخول "بوابة الشر" من اجل احد، فلا تضيع الوقت بالكذب على نفسك وعلي، وانت تعلم انك تخاطر بحياتك للوصول الى "بوابة الشر"، فلا تكترث لحياة الاخرين ".</font> </span></font></h1>
    <h1 dir=rtl style="line-height: 150%"><font face="arabic transparent" size=5><span lang=ar-sa style="font-weight: 400">ـ سأفعل يا نور وليحدث ما يحدث. تركت نور وذهبت الى البيت، وانطلقت بعد غروب الشمس ابحث عن القطط السوداء لاجمع منها سبع قطط. كنت اظن بان جمعها سهل جدا، ولن يستغرق مني سوى ساعات قليلة لا اكثر , خاصة وانها موجودة في كل مكان ...حتى اني جهزت نفسي لاجمع عشرين قطا لتوفير الوقت، ومن ثم بعدها اقوم باختيار القطط السبع المناسبة من بينها . مرت ساعات طويلة وانا ابحث هنا وهناك، بدءا من بيتنا حتى بيوت الجيران، ثم الى الاراضي المجاورة .....</span></font></h1></font>

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •