<font color='#000000'>هااااااااااااااي شباب شخباركم ان شاء الله بخير
انزين ما اطول عليكم اراويك هالقصه اني قريتها وعجبتني وابغيكم تشوفونها
وهالقصه عبارة عن أجزاء وكل جزء بعنوان أتمنى أنها تعجبكم 0وهي تضع الحب في ميزان العقل على ضوء المفاسد والمصالح الاجتماعية لنتعرف على هويته وقيمه وموقعه في معادلة الحياة 00 وخاصة ذلك الحب الذي يسبق الزواج00
(1) نفخة موتٍ أطلقها الفم المحبوب !
لقد كان مطرقا برأسه في إحساس عميق باليأس 00 وكانت عيناه تنزفان الدموع دما غزيراً 00 محترقا كالجمر 00 ولكم يتمنى في هذه اللحظة أن ترأف به الأرض التي غسلها بدموعه ! ، فتمنحه قبرا في بطنها ، يسكنه ميتا في هدوء وطمانينه 00 أو تنهشه ، وتعصره , حتى تحيله إلى تراب بلا مشاعر ، ولا احاسيس, ولا قلب ينبض حبا ويمتلى عشقا00
لو رأى دنياه وحياته ملأى ذهبا , وياقوتا، وماسا وأقمار ، وشموسا, واشجارا , وحدائق وردٍ ويا سمين وريحان ، وعطورا مبعثره في كل زاوية وجانب 00 لما ألقى عليها أية نظره سعيده من قلبه الجريح 00 فلم تعد ثمة قيمة لكل الأشياء الجميلة ،بعد أن طعنته بيان بحربه مسمومةٍ سافرت في أعماق قلبه سفرا طويلا لا نهاية لبعده00
فكل ثانية تمر عليه الآن مثل ظفر يخدش في أحلامه ويدميها 00 والدقائق لها انياب ومخالب تقطعه ، تمزقه ، وتنثره في الهواء أشلاء مبضعه ، فلا تشتهيها الكلاب الجائعه ، لشده ما بها من مراره وعذاب لا يطاق 00
وكل شيء حوله يوحي له ، بأنه مجرد إنسان تافه ، لا قيمة لقلبه ، ولا وزن لمشاعره ، ولا هدف لوجوده ، وأنه لا يستحق الحياة 00
وفي رحى هذه اللحظات المريرة التي طحنته ومزقته 00 تراه يضرب برأسه على الحائط في قسوة وضراوة 00 وكأن الرأس لم يكن رأسه من جسده 00 وكأن الدم المهدور الذي جرى محتجا متذمرا لم يكن يمت له بصله ، ولا منتسباً إلى فصيله دمه 00 وبدا الجدار مبهوتا فاغرا فاه في ذهول 00
حتى الهدوء الذي ساد كئيبا كان خائفا من وقوع جريمة 00 وكان يسأل مذهولا بصمته الحزين قطرات الدم التي تدفقت ملتاعة على الجدار الأبيض فحولته إلى جحيم 00 وكأنها كانت تحمل رسالة الحب المذبوح 00 إنه يسألها باهتمام غريب عن وضع هذا الإنسان البائس المكوب لكنه للأسف الشديد لم يسمع سوى همهمات حزينه تنبعث من أعماقها في احتجاج وتذمر 00 ولم ير على وجهها الكئيب إلا لوحة عذاب قد لطختها دما القلب المطعون 00
لقد كان واقفا لاجئا إلى الجدار ، فانهار فجأة، وتهاوى إلى الأرض منهوكا مكدودا ، ودفن رأسه بين ركبتيه ، وأماته التفكير لبضع دقائق معدودات ، نسى فيها الألم ، وحلق في عالم آخر مات فيه الإحساس 00 لحظات بلا ألم عنده كجنة الخلد في نعيمها ولذتها 00 وفجأة بعث مرى أخرى ليذوق مرارة الحياة 00 فأطلق زفرات محترقه 00 وتأوه من أعماقة 00
وفي هذه اللحظه المريرة انتابه شعور غريب ، تغلغل إلى أعماقه الممزقة 00 بأنه هو الألم 00 وأنه هو العلقم 00 وأن النار لا تحرقه بل هو نار تتآكل ، وتحرق نفسها بلهيبها 00 لم يعد يشعر بفرق واضح بينه وبين الألم والمرارة والنار 00 كلها تصب فيه ، وتتدفق من جحيم أعماقه 00
كانت المرآه أمامه تعكس كل معاني البؤس والمأساه 00 انعكاسات يراها بعيني روحه وقلبه 00 وأما العيون المجرده فقاصره عن اختراق ما وراء الظاهر إلى السر والهمق الباطن 00 وكانت عيناه بلا لون مميز ، وكأنهما نسخة عن ذات غامضة سقطت في عالم المجهول 00 وكانت ملامحه في ظاهرها هادئة من العواصف والرياح الصفراء وكانت جامده لا تهتز ، وكأنها نقش على حجر00 وأما ما وراء الملامح ، فثمه ثورة هائجة ، وغليان ، وغضب وانفجارات هائلة ، ودماء ، وأشلاء وبقايا قلب دامية منتاثرة 00
ولا يدري محمد ، كيف قد امتلك وجهه القدرة الخارقة لحجب ما في الباطن من هيجان واشتعال وصخب !! 00 وحينها لاحت على شفتيه ابتسامة مرّة ، لتعبر عن سعادة زائفة 00 وتمنى من كل قلبه التعيس لو يدهسها بقدميه ، ثم يسحق الانين الذي ينبعث منها ويعذبه 00
وبينما هو كذلك ، تناهت ألى مسامعه طرقات خفيفة على الباب ثم سمع نداءات اخته رجاء تستعجله بإصرار ، فأسرع محمد يخفي آثار جريمته ! 00 الدم الذي سال من رأسه 00 المنديل الذي مسح به القطرات الثائرة 00 أزال كل أثر ظاهر للعيان 00 ولما تأكد أن كل شيء مستور بساتر الجلد ، وكتوم ومكبوت في داخله ، انطلق وفتح الباب ، فوجد رجاء لدى الباب تصرخ فيه مستعجلة :
ـــ هيا يا محمد لقد تأخرانا كثيرأ 00
أراد أن ينطق ببنت شفة، ولكن الكلمات ماتت على شفتيه ، فأدركته عينه بالإيماء 00
£££
وفي السيارة قالت رجاء لأخيها محمد وهي متذمرة :
ـــ ابنه عمك هذه غريبة الأطوار حقا 00 ليتني أعرف ما هو السر الذي دفعها للقبول بعبد المجيد بهذه السرعه المذهلة !00
لقد كانت تريد أن تستثيره ، لكنه بقي جامداً، وكأنه لم يسمع شياء ، وبعد برهه بسيطة من الصمت قالت :
ـــ كان المفروض أنها لك يا محمد ! 00 أجل أجل 00 المفروض أنها لك وحدك 00 فأنت الوحيد الذي يستحق بيان ابنه عمك00
لازال لائذا بالصمت ، غارقا في التفكير 00 بينما تنهدت رجاء بحرقة ، وتمتمت في حزن ، مسلمه للأمر الواقع :
ـــ ولكن الأمر لله ياأخي 00 وكما يقالون : الزواج قسمة ونصيب 00
كان كالميت بدون احساس!00 كلماتها كانت تخرق أذنيه ، ولا تستقر ، ولا تحدث أي انفجار بسيط في المشاعر ، ولا حتى مجرد ارتجاج خفيف بأحاسيسه !00
فثارت قائلة في حماسة مشتعلة :
ـــ والعتب كل العتب عليك يا أخي 00 كيف سمحت لنفسك أن تضيّع هذه الفرصة الثمينة من أمامك بعد كل هذا الأنتظار ؟؟ 00 إنك أيضا غريب حقا ! 00 تسمح لغيرك أن يخطف منك ابنه عمك التي عشت معها وأحببتها ؟؟ 00 لا 00 بل أنت الذي وقفت مع عبد المجيد ، وأعنته على ذلك !00 وقد قمت بالشفاعة له عند عمي ، وزكيته !00 لقد شككت حينها في عقلك واتزانك00
وبعد أن أطلقت رجاء زفرة حارة ، قالت بلهجة العتاب والتقريع وبلحن يتقاطر أسى :
ـــ كان عليك أن تطلبها لنفسك ، ولكن فات الأوان ، ومــا عاد للكلام الآن من جدوى ، فها نحن سائرون لحضور حفل خطوبتهما 00
هنا التفت رجاء إلى كون محمد شارد الذهن عنها ، مستغرقا في ذهول غريب ، لا يدري بشيء مما قالته 00
فصرخت فيه غاضبة وهي تهزه بعنف :
ـــ ماذا بك ياأخي ؟؟ 00 محمد !00 محمد!00 إذن أنت لم تكن معي منذ البداية !00
وفجأة أحس محمد أن ثمة يدا تهزه ، فأفاق مدهوشا وقال :
ـــ ها ! 00 نعم رجاء !00 عّم كنت تتحدثين ؟؟00
لم يكن على بعضه أبدا ، فسددت إليه رجاء نظرات مريبة ، وحملقت فيه باستياء ، وهزت رأسها متنهدة وهي تهمهم :
ـــ يعني تركتني كل هذه المدة أثرثر وحدي ، بينما حضرتك في عالم آخر !00 ليتني أعرف فيما كنت تفكر !00 أقتل نفسي وأعرف !00 هيا أخبرني ، وتحدث معي 00
ثم عادت تصرخ في أخيها :
ـــ محمد!00 محمد! 00لا! 00 إنه اليوم غير طبيعي البتة 00 لا يسمع حتى صراخي !00
£££
وأما محمد فد استولت على تفكيره ومشاعره طيوف بيان البنفسجية والعسلية ، وبسمات بيان الساحرة الوديعة ، وقلب بيان الذي كان يحسبه ينبض بحبه وهواه 00 إنه في حالة هيجان ثائر ، واستنكار عنيف 00 فلم يعد يرى او يسمع أي شيء سوى السيارات التي أمامه وأبواقها التحذيرية 00
ولكن لماذ كل هذا الاستنكار على بيان يا محمد ؟؟ 00 ألم تعلمك الحب ؟؟ 00 ألم تزرع في نفسك الأمل ؟؟00 ألم تفتح عينيك على أضواء السعادة ، كما تتفتح الزهرة اليانعة على أنوار الشمس ، فتحس فجأة بالدفء يغمرها من كل جانب ؟؟00 ولماذا كل هذه الثورة العارمة على أحب إنسانة لديك؟؟00 ترى هل ستستنكر عليها أنها عاشت معك أحلى سنين حياتك ؟؟00
لما عاشت معك أهدتك قلبها الدافئ, ومشاعرها الساخنة00 وعندما لعبت معك بذلت لك أحلى مرحها ، وأجمل بسماتها 00 لقد شاركتك في أكلها ، ومالها ، وممتلكاتها ، وكأنك المالك لقد سكبت في قلبك عطفاً وحنانا وعشقا 00 لقد رسمت على وجنتيها أروع ملحمة حب ، حينما كانت تدمع وقت الفراق ، وتغسل وجهها بدموع الحزن والحب 00 وكنت أنت تستلذ النظر إلى وجهها الباكي ، وتستمع بجنون إلى لغة الحب تترقرق من أبجديته البليغة00
لقد كانت دائما تغرق أي معه من دموعك الماطرة في بحر دموعها 00 وكانت تنسيك ألم جرحك المشتعل بلهيب جراحاتها 00 وكانت تذيب لك حزنك في نيران أحزانها 00 ولقد كانت الشوكة تصيبك أنت ، وكانت هي التي تتعذب بها ،وتنزف من قلبها دمعا ودما وقيحا 00 فما الذي تريده منها الآن يا محمد؟؟ أو لم يكفها ما جرى لها من أجلك ؟؟ 00 ثم ماذا أنت الآن كلك ثورة عليها ؟؟ 00 لماذا؟؟00
واعتصر محمد اعتصارا عنيفا مزق أعماقه ، وكبت في عينيه دموعا، قد انفجرت في داخله ، تئن ، وتنزف حمما غليظة 00 وتحرق كل ما تبقى له من بقايا الحياة ، وخرافة السعادة 00
وهاهي شموع الأحلام التي كانت تتوهج في نفسه ، وتبث في داخله أضواء السعادة والأمل ، كقنديل زيتي يشع في معبد الظلمة 00 والتي كانت تلهب فيه احساسات جارفة، تتولع شوقا إلى عناق اللقاء الخالد 00 هاهي قد انطفأت حياتها ، وذاب بريق نورها في الظلام 00
أجل لقد انطفأت حياتها بنفخه موت 00 لم يكن ثمة إعصار هائج ، أو ريح ثائرة 00 فعجبا لها من نفخه هادئة كالنسيم ! 00 لكنها تحدت إعصارا فيه نار تتأجج 00 فأوقفته، واغتالته ، وأطفأت في أعماقه النار الهائجة !00 وجعلت قلب محمد يتلوى، ويعتصر، وكأنه يتلاشى من الحياة والوجود00 ثم عجبا لها من نفخة ساحرة!00 قد أطلقها الفم المحبوب ، عبر شفتين معشوقتين ، لكي تقتل كل حب وعشق وهيام00 ولتغتال كل لحظات الإحساس بالحياة والسعادة 00
وفي خضم هذه اللحظة المائجة ، أطلق محمد من أعماقه صرخة رهيبة و:ان لوحا زجاجيا ضخما قد سقط من شاهق ، فوقع على صخرة ، وتكسر ، وتناثرت شظاياه في قعر أعماقه ، فمزقت كيانه تمزيقا 00
لقد أطلقها صرخة مرعبة مدوية : أنا ثائر عليك يا بيان ، ثائر ، ثائر00 أما فكرت أبدا في حال شخص اسمه محمد؟؟00 هذا البائس المسكين 00 ترى كيف سيمكنه أن يعيش في ليل حالك طويل ، بدون إشراقة وجهك ، وبدون أقمار عينيك؟؟00 ترى بأي نفس تتركينه يا بيان إلى ليل أسود رهيب ، لا شيء فيه سوى الظلمة القاتلة تلفه وتكفنه ، والوحشة القاتمة تدفنه وتعصر وتمزق أحشاءه ؟؟00 وكيف سيمكنه أن يتنفس الحياة والسعادة والأمل بعيدا عن هوائك ، وأنت بالنسبة إليه الهواء ، ورئتاه الا تستقبل إلا نسائمك ؟؟00 أو لم تعرفي بعد بأنك نبضات قلبه التي يحيا بها ؟؟00 وأنك إشعاعات الحب ، تسطع في عينيه ، فبها ينظر ويرى ؟؟00
ألم تفكري في لحظة واحدة في قلبي وحبي يابيان؟؟00 وأنا سهرت على ضوء أقمارك يا حبيبتي أقتل في لحظات الليل 00 وأخنق عنق الظلام00 وأرشف مرارة السنوات رشفا وأنا الذي حرمت نفسي من حلاوة المنام ولذائذ الراحة أحلم بذلك اليوم 00 اليوم الذي سوف يجمع شملنا معا 00 ويضمنا أنا وأنت وحدنا عدا نسائم شمالية تتطاير حولنا ، وتداعب وجوهنا المغرمة ، وتنصت إلى مناجاتنا في السحر على ضوء القمر الخافت 00 هذا القمر الوقح الذي صمم أن يسهر معنا 00 ليشاهد منظرا من أروع ما أبدعته يد الخالق 00 إنه منظر قلبين حبيبين يتعانقان إلى الأبد00
آه00آه00 يا بيان ! لا ادري مدى حجم صرختي لو صرخت الآن في وجهك _ الذي ملأ قلبي عسلا وحبا _ من أعماقي التي تغلي وتنفجر كبركان هائج 00 فكم أود الآن أن أوجه صرخاتي كطلقات نارية إلى أعماق عينيك الحالمتين00 وإلى جيوش مشاعرك وأحاسيسك الشفافة الرقيقة 00 حتى تعلمي بأنك قد دمرت جميع أحلامي ، وحياتي ، ولم تعبئي بي أبدا 00 وكأني لا شيء ، أو مجرد حجر ملقى على قارعة الطريق 00 فإني قد افتقدت في بريق عينيك ذلك الحب ، وذلك الشغف الملتهب ، الذي كان يحرقني ، ويحيلني إلى رماد 00 والذي كان يغمرني ، ويعانقني بعنف ويحتضنني بقسوة ويعصر وجودي كله بكل وجوده وكيانه 00 ولكني الآن أصبحت يا حبيبة قلبي لا أثير في نفسك حتى مجرد شفقة عابرة 00 ربما كانت تسليني في وحدتي وتخفف من لهيب عذاباتي المحترقة 00
لقد كنت أنتظرك يا حبيبتي أن تطلقيها عاليا 00 صرخة تزهق الأرواح رعبا وذعرا في وجه كل من يتقدم لخطبتك ، راغبا في يدك 00 أن تصرخي صرخة مدوية من عمق القلب العاشق 00 لا ،وكلا ألف، ألف كلا 00 أجل كلمة (لا ) تطلقينها كرصاصة في رأس كل شخص غيري لكنك قد قلت نعم قابلة ومستعذبة وكان هو مجرد شخص آخر لم تعرفيه من قبل 00إنك لم تعيشي معه 00 ولم تسكري معه كل ليلة على خمرة الحب والمشاعر والأحاسيس 00 لم تتقاسمي معه كل شيء حتى الهموم 00 ولم تبذلي له أية ابتسامة ساحرة 00 ولم تغردي أعذب الكلمات كلمات القلب التي تعذبني اليوم 00 ويذبحني ذكراها 00
فسرعان يا بيان ما أطلقت رصاصة الكلمة في رأس حبي وقلبي لقد انطلقت من فوهة بركان 00 لم تنطلق مجرد كلمة أبدا بل يديك انطلقت فصفعت بها وجهي 00 بل طعنتي بها قلبي فغرقت أنا في صدمة وذهول 00 لم يسكرني ذهولي بل أماتني ، وأغتال حياتي ، كل حياتي 00 فلم أعد أحس ولا أشعر بأي طعم لوجودي، ولا بنكهة لبقائي 00 و تمنيت حينها من أعماق قلبي المتمزقة لو لم تلدني أمي 00 وكنت مجرد تراب متناثر ، تدهسه الأقدام 00 لا حياة له ، ولا إحساس أبدا00
كم عاتبت القدر ، واستغفرت ربي !00 لماذا سرعان ما قلت نعم ؟؟00 وكأنه الحلم الذي كنت تنتظرينه منذ الطفولة !! 00 عجبا !00 عجبا لك يا بيان !00 كيف سقيتني من كأس حبك وعشقك والآن تريدين أن تشربي من كأس أخرى؟؟00 وبكل هذه البساطة اللامتناهيه!00
تافهة هي الحياة 00تافهة 00 فكم أود الآن أن أكرهك يا بيان أكرهك ولكن لا يمكنني أبدا أن أكرهك 00 وليتني كنت أستطيع !00 فأنا أحبك، أحبك وأعشق كل شيء فيك 00 فكلك جمال وروعة وسحر وإثارة ودهشة وجاذبية وقهر00 وكل شي يشدني ، ويجنني ، ويمحوني 00
ولكن ثقي تماما يا عزيزتي ، بأني سأعتبر جميع آلامي وأحلامي قطيعا من الأغنام والمواشي ، سأذبحها بسكين القلب في مذبح الحب 00 والقلب يدري أنه هو الذابح وهو المذبوح 00 ولكنه سيذبحها تماما كما لو كانت مجرد نعاج رخيصة الثمن ، تافهة الوجود ، بلا إحساس ، ولا مشاعر ولا قلب ولا روح ولا عقل 00 كل هذا من أجلك يا بيان 00 ولأجل سعادة عنينك ستنزف عيناي عذابا ودما ودموعا علني أغسل بها خطايا لم أرتكبها وذنوبا لم أقترفها 00 ومن أجلك سأتصنع السعادة فأنا لا أريد أن أقلق راحتك 00 وها قد جاء اليوم الذي أقدم فيه كل سعادتي على مائدة حياتك 00 سعادتك تكفيني 00 ابتسامتك تشرق حياتي 00 ويكفيني من الحياة كل الحياة أن أكون مجرد توهج يحرق نفسه ليسعدك
وإلى هنا هزته رجــاء هزا عنيفا 00 لتوقف أحلامه وتموت 00 وتوقفت معها السيارة عند إشارة حمراء تلمع 00 وكان المطر يهطل ويهطل 00 يهطل بشدة 00 وكأنه مصمم على أن يطفئ نارا لا تخمد !00
(2) صدمتان في ليلة عقدها !
قلب مجنون ضمته بيان في صدرها دقاته عنيفة صاخبة 00 وكأنه في مظاهرة 00إنه لم يكن يخفق !00 بل يصرخ من أعماقة فلعله الآن خائف مرتبك ن أو لعله يحتج إن حقيقة مشاعرها الآن غامضة وهي نفسها تريد أن تعرف حقيقة هذه المشاعر المتناقضة وأنها هل تسير حقا كما ينبغي لها أن تسير ؟؟00 أم أنها قد انحرفت انحرافا بليغا خطيرا 00 وأنها في غاية الاندفاع الجنوني 00 وأنها تلقي بنفسها إلى قعر الجحيم؟؟00
إن رأسها الآن يدور وأحلامها تئن وآمالها مكفهرة الوجه ولم يتبق من عقد قرانها على عبد المجيد سوى ساعتين وحينها ستصبح زوجة شرعية مقصورة الطرف لخطيبها ولبيتها المنتظر وأبنائها القادمين ولن ترفع طرف ذهنها وتصوراتها لأحد آخر بعد ذلك أبدا فقد اتخذت قرارها بيدها ولم يجبرها أحد حتى أبوها وأمها أعطياها كامل الحرية والاختيار فنطقت بملء فمها : موافقة، موافقة 00
وعبد المجيد ليس شخصا سيئا يخاف منه 00ولكنها خائفة من قلبها إنها متوترة كثيرا وهكذا مضت ساعتان وبيان متألقة بجمالها تنتظر قدوم خطيبها ليضع حدا لوساوسها ويهدئ روعها 00
وساد القلق فجأة 00 فهذه أم عبد المجيد تولول خائفة وكلما مضت الدقائق تصاعد قلقها فعبد المجيد كان جاهزا وعلى أتم الاستعداد لهذه الليلة الموعودة فما باله قد تأخر هكذا وكل المدعوين ينتظرونه بفارغ الصبر ؟؟00 فأخذت السيدة حكيمة بيد ابنتها بيان إلى غرفة بعيد ! حيث أمر الأستاذ محمود ــ والد بيان ــ أن تجتمع نساء العائلة في غرفة خاصة ليتم تداول الأمر فيما بينه وبينهن على انفراد وقد كان العرق يتدفق كصنبور مياه من جبين بيان وأحست بأنها الآن في كابوس رهيب يوشك أن يجثم على أنفاسها ويزهق روحها 00
وما أن اجتمع الشمل بأنفاس لاهثة قلقة حتى تناهت إلى الأسماع الصاغية طرقات باب وصوت كالزئير لا يبشر بخير يصدر من الخارج إنه الأستاذ محمود الذي لا يغضب أبدا وإذا به الآن يدخل على النساء مكفهر الوجه والشرر يتطاير من عينيه وكان يقلب يديه بهستيريا حينما ارتفع صوته قائلا :
ـــ حسبنا الله ونعم الوكيل إن عبد المجيد لم يحضر بعد ونحن لا ندري عنه أي شيء 00
طفرت بيان فزعة:
ـــ ترى هل جرى له مكروه؟؟00
وصرخت أمها :
ـــ العلم عند الله 00 المهم أن يأتي بسرعة! فإني خائفة قلقة
قال أبوها بصوت حائر:
ـــ نحن سننتظر ربع ساعة أخرى فقط وبعدها سنفض كل شيء ونسلم أمرنا إلى الله تعالى فما باليد حيلة إن هذا ما كتبي الله علينا نشاهده بأم أعيننا آمنا بالله ونعم بالله
وأما أمها حكيمة فقد كانت في قمة الانفعال فصرخت :
ـــ وماذا عن ابنتي ؟؟00 ومصيرها وكلام الناس؟؟00 فهل قالوا لك بأن بنات الناس لعبة؟؟00 لابد أن يتأدب إذا لم يأت00
فرفع محمود رأسه إلى السماء وهو يتمتم بلحن حزين :
ـــ آمنا بالله إلها واحدا 00 وإنا إليه راجعون حسبنا الله رنا إنه نعم الرب ونعم الوكيل
وماهي إلا دقائق معدودات وإذا بجرس الهاتف يردد موسيقى تبث الفرع في قلوب الجالسين المنتظرين لقد خمدت أنفاسهم وهم يحملقون صوب الهاتف الذي يصرخ بلا مجيب فهل يا ترى يحمل لهم رسالة تبدد الحيرة وتضع النقاط على الحروف ؟ ولم يجرؤ أحد على الحركة وكأن شللا قد افترسهم فجأة ولم تطق بيان أن تنتظر أكثر فتقدمت بخطوات مرتجفة ورفعت السماعة بيد مرتعشة وقالت بصوت متعثر :
ـــ ألووو 00 نعم 00
انتظروا بقية الجزء الثاني لمعرفة من ياترى المتصل
اختكم
درة الشرق</font>
مواقع النشر (المفضلة)