<font color='#810541'><dl>
<dd><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%" align=center>مايكل انجلو
</p>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%">
<hr>
</p>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%">
ان ما يسترعي الانتباه في طفولة (مايكل انجلو) ما كان يتحدث به عن نفسه عندما كبر وعن سر النشأة <img height=250 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo_pic.jpg" width=220 align=left vspace=6 border=0>الفنية للنحت ، انه كان يقول على سبيل الفكاهة ــ (انه اخذ من لبن المرضع الازاميل والمطرقة التي كان يعمل بهما تماثيله الرائعة) ان مايكل انجلو قد ارضعته في طفولته زوجة رجل احترف مهنة النحت في مزرعة كانت تمتلكها اسرته (آل بوناردتي). </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وعندما كبر وترعرع ادرك والد مايكل انجلو (لودوفيكو بوناروتي) ان ولده يميل ميلا خاصا لرسم الاشخاص ، ونحتهم في الصخور فأرسله وهو مرغم ، وبعد معارضة شديدة ومخافة ان يصبح نحاتا ، وبقى ثلاث سنوات في مرسم (جيرلاندو) يعاونه في رسوماته اذ يندر ان ينتقل فنان مباشرة من رسوماته الطفولية ، الى العمل الفني الذي يقوم به الشبان الفنانون ، وكثيرا ما يموت الفن عند الصغار بإنقضاءعهد الطفولة.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهذه هي مأساة الصبية العجيبة ، ان الفن يستهوي الصبي ويمتلك كل مشاعره ولكن الصبي لا يمتلك الفن بأي حال ، اذ يستسلم الى عالمه ، على انه مع تقدمه في السن وبعد ان يصبح رجلا تكون له كافة الوسائل وكان (مايكل انجلو) استثناء من هذه القاعدة اذ عمل معلمه في قبة (سانتا ماريا نوفيللا) وتقدم تقدما مدهشا حتى شعر معلمه بالغيرة منه وكان يقول (ان هذا الولد يعرف في الفن اكثر مما اعرف) وخاصة عندما كان يرى تلميذه يصحح ويحور ملامح بعض الوجوه النسائية التي كان يرسمها فوق ورقة من الورق المقوى.ومن المحتمل ان يكون هذا الصبي قد شعر بنفسه ينجذب نحو صور (لوكرتسيا تورنا بوني) الجميلة الرشيقة لانه لم يجد في معلمه استجابه لأمانيه الغامضة ، واصبح يميل الى الصور الحزينة التي رسمها (مازاتشو) في كنيسة (كارميني ) التي هرع اليها بمجرد ان اتيحت له <img height=371 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo1.jpg" width=250 align=right vspace=6 border=0>الفرصة للرسم والنقل ، فرسم صورة ( الطرد من الجنة) التي كان تأثيرها كبيرا دون شك على تلك الفتاة المرهفة الحس ، ذلك الاثر الذى تذكره فيما بعد عندما رسم قبة كنيسة (السكستين) وكانت هذه لحظات فريدة في نوعها ونفسية ذات حلاوة رائعة وكان المستقبل امامه مضطربا وغامضا ولكن الكنائس وابراج اجراسها والقصور الضخمة المنعزلة القائمة في مدينته التي خربت شوطا كبيرا في الحضارة جعلته يشعر بأنه اكبر مما هو، ويضل الطريق وهو يسير بين جدران كنيسة (كارميني) الخاوية بين اسوار ملأى بالصور التي ينم شكلها على التهديد والوعيد، وكان دائم التفكير بدراسة ما حوله وهو يشعر بالمكانه التى له في حياة هذا العالم وبالدور الإيجابي الذي يجب عليه ان يقوم به فكرس جهوده كلها للفن قبل ان يصبح فكره(ميدانا مغلقا) وكان الفن والايمان يتصارعان فيه فيما بينهما ويصارعان العالم كله حتى يصبح انتصارا يبدو في هذه الاشعار الجميلة التى قالها في سن الشيخوخة: </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(<font color=#cc3300>أن أفكاري الكثيرة المليئة بالفزع</font>).</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(<font color=#cc3300>لابد أن تتجمع وتصبح مرشدا</font>).</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(<font color=#cc3300>لأيام الصفاء في أواخر أيام حياتي</font>).</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان تيار التصوف الديني هذا يقيد قدرة الفنان وكان الراهب الثائر عند شرحه لرموز( ياعظيم المجد) يطلب من كل رسام أن يرسم نفسه ، والا يرسم نفسه في صورة رجل ولكن في صورة الاسود والخيول، والرجال والنساء الذين لا يمثلون شخصه ، ويجب أن يرسم نفسه ، فانها مع ذلك كلها من وحي فكرته (لم يكن الجمال الخالد ليظهر في الصور ولكن له صفة في جمال الله واقتربت منه). وكان المذهب الأنساني الذي يرى ان الجمال يكمن في اشكال الفن الكلاسيكي وتناسبه وتلك الفكرة الصوفية التي ابتدعها "سافونا رولا" أي ان الأحساس الداخلي بجمال غامض . وصحيح ان اعماله التي رسمها في سني شبابه الاولى والتي اعاد النظر فيها وادخل عليها الكثير من التحسن كانت خاصة بالفترة الوثنية، اما حبه لتصوير الصور الانسانية والمخلوقات القدسية ، والاجسام القوية التي بلغت حد الكمال فانه لم يلمسها ذلك التشاؤم المسيحي الذي كان قد تسرب الى تماثيله التي استلهمها من الصور الوثنية (حتى ليمكن القول دون تردد بأنها تمثل روح الانسانية المسيحية). </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان حبه للفضيلة وممارسته لفنه هما وحدهما اللذان استطاعا أرضاء ضميره. وكانت اجتماعاته باالناس لا تحرمه من البهجة والسرور فحسب ولكنها تبعده عن التفكير والتأمل. وفي تلك الفترة اطلت على نفسه المآسي الإنسانية والدينية بجبن وفي شيء من الضعف وهنا ظهرت العبقرية واضحة للعيان كما لو كانت في انتظار موسمها. كان رئيس الرهبان في كنيسة (سانتو سبيرتو) (روح القدس) يستقبله في غرف الدير ويحصل له على بعض جثث الرهبان (التي يتحتم عليه دفنها بعدئذ في الكنيسة او الدير) والتي كان مايكل انجلو يقطع أجزاءها بقصد دراستها ، واعترافا بجميل هذا الراهب صنع له صليبا من الخشب وهناك تمثال جميل آخر من التماثيل التي صنعها (مايكل انجلو) وهو في السابعة عشرة من عمره وهو يذكرنا بساقيه المثنيتين تحت ثقل جسمه الصبياني الفض بتمثال ال (البييتا) ( الشفقة) الذي يمثل المسيح بعد وفاته والذي صنعه وهو يكاد يبلغ التسعين.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt"><img height=418 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo2.jpg" width=250 align=left vspace=6 border=0>كان مايكل انجلو في تلك الاثناء مستمرا في القيام بعمل الصانع الفني وفي حفر الخشب ودق الصخر وفي الوقت نفسه كان يحفظ عن ظهر قلب ، وكانت آلام جحيم دانتي المحزنة يجب ان تكون قد صقلت خياله اكثر من اساطير أفلاطون ، وكانت الكوميديا الالهية في نظره كتابا مقدسا انسانيا جديدا في نوعه ولقد فهم من دانتي ان الاساطير القديمة لم تكن تمرينا عاديا على البلاغة والبيان ولكنها شيء اشبه ما يكون بكتاب العهد القديم والانجيل.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لقد اتاحت له طبيعة عمله مخالطة اعظم الناس قدرا في ذلك العصر ، ولقد كانت ارستقراطية الفكر في ذلك الوقت هي الأرستقراطية الوحيدة التي لها مكانتها ، واهميتها في (فلورنسا) كان يجتمع حول ( لورينزو الكبير ) رجال عباقرة تعمقوا في الدراسات الدينية ، والفلسفية يتناقشون بلغة مهذبة في الشعر واصول الكلام. </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكل شيء جميل رائع يجري انتقاده بحكمة ومهارة قبل قبوله، وهكذا كان فناننا الشاب يستطيع ان يحكم على الأشياء بمنتهى الحرية ويقارن بينها وبين غيرها ، وكان هذا تهذيبا لحواسه وسبيلا الى اصلاح الاسلوب. </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كتب المؤرخ " بوفلين " يقول: </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان مايكل انجلو كان منذ اللحظة الاولى شخصية كاملة، لا مثيل لها ، وانه ينظر الى العالم من وجهة نظر تشكيلية، وان كل ما كان يهمه هو الشكل الكامل وان الجسم الانساني هو وحده الشيء الجدير بالتصوير....</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">في عام 1496 وفي زحمة عيد الكرنفال تلك الأعياد التي كانت اشبه ما تكون بأعياد الوثنيين ، كان فناننا العظيم يقوم بعمل تمثال لصبي بارع الجمال ( إله الحب ) يبلغ من العمر ست أو سبع سنوات مضطجعا في شكل انسان نائم ، ما ان رآه ( لورانسودي ميدتشي بوبولاني ) حتى نصحه بجعله يخلع ثوبا من القدم عليه بوضعه تحت الارض فترة من الزمن وكان لا بد ان يحصل منه على ربح كبير اذا ما باعه على انه تمثال قديم.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكان تقليد الطبيعة ومحاكاتها يعتبران في ذلك الوقت دليلا على مهارة الفنان ، ونبوغه وكما ازداد الناس اعجابا بمهارته استطاع ان يصبح بسبب مهارته معلما واستاذا في فن التمويه.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تمثال إله الخمر باخوس اليانع : </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">راودت ( مايكل انجلو ) فكرة خيالية في ذلك الوقت الذي كانت فيه روما تعاني من بلاء التعصب الديني وفي غمرة الانحلال العام الذي كان يسود البلاط ، ان ينحت تمثالا لإله الخمر الشاب وهو مخمور ولم يكن اسم ذلك الإله إلا حجة لنسخ نموذج يعجب مايكل انجلو ويجب ان يكون قد صنعه بسرور عظيم ، وقد يكون من الممكن الاعتقاد وبأنه عندما نحت هذا التمثال عاد الى التفكير في العصور القديمة ، ولكن هذه العصور كانت في قرارة نفسه غريبة عنه ، ولم تكون نشوة إله الخمر الذي صنعه نشوة مقدسة ، كما كانت عند الإغريق، فإن نظرة مسيحية تتسرب تحت المعنى الوثني ، اذ نجد هنا ان النشوة المقدسة تنحرف الى المادة وتصبح خطيئة من الخطايا وذلك لأن كل مجهود من مجهودات مايكل انجلو يتخذ على غير وعي منه معنى دينيا. </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تمثال الشفقة ( لابييتا ) في كنيسة ( القديس بطرس ) :</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهذا التمثال هو صورة " عذراء " شابة فيها حلاوة تكاد تصل الى درجة الأغراء وأم شابة تحمل في شيء كثير من التبجيل المقدس جسد المسيح الميت وهي تنحني فوقه وجهها الذي تبدو عليه دهشة الاطفال وآلام الأمومة وربما كان هذا رمزا للعروس الحزينة التي تبكي عريسا حزينا التي اشار اليها " ابو كاليس " أو ربما كانت ذكرى البيت الشعري الذي كتب دانتي والذي جاء فيه : ( ايتها الام العذراء يا ابنة ابنك ) ولقد احتفظ هذا الألم بشيء من التحفظ والوقار .</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لم يكن في العذراء شيء من الغموض ولم تكن سوى فتاة لا بد ان يكون مايكل انجلو احبها حب العبادة، كما <img height=250 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo3.jpg" width=250 align=right vspace=6 border=0>احب شخصا رمز له بتمثال ( إله الخمر) الثمل . ولقد رد على "كونديفي" عندما سأله عن السر الذي جعله يصور العذراء في صورة فتاة شابة قائلا : (الا تعرف ان النساء العفيفات يحتفظن بشبابهن ، وجمالهن ويبقين اكثر نضارة من غيرهن من النساء العفيفات ومتى تأثر جسم فتاة عذراء ، ولم يعرف الهوى والنزوات طريقا الى قلبها؟ بل اني سأقول انه من الممكن ان تكون القدرة الإلهية قد ساعدتها بذلك لكي تثبت للعالم اجمع عذريتها ، وطهارتها ، الامر الذي لم يكن لازما بالنسبة لولدها ، ولهذا اردت تصوير المسيح في صورة انسان يجري عليه كل ما يجري على الناس جميعا ما عدا الخطيئة ، ولذلك لا تعجب إذا رأيتني قد صورت السيدة العذراء في مثل هذه الصورة إجلالا لها وجعلتها تبدو اصغر من سنها ، واكثر شبابا من ابنها الذي كان اصغر منها بكثير).</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وأننا لنجد في تمثال (الشفقة) الذي هو اقوى واعظم عمل فني قام به وهو في هذه السن المبكرة، عناصر اسلوب (بوناروتي) الناضج، اي لقته الفنية التشكيلية، بل تشعر بتطلعه الشديد الى الخلود. ومع هذا فإن اعتزاز مايكل انجلو بمقدرته وبقيمته لم يكن في مقدوره ان ينتزع منه ما كان في طبيعته من حياء وخجل اذ يبدو انه كان يقف في احد الأيام في كنيسة (القديس بطرس ) امام مجموعه من تماثيله الرخامية بينما كان بعض الأجانب وقفوا ينظرون اليها بعين الإعجاب وتساؤل أحدهم قائلا:</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">من صنع هذة التماثيل؟</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">فرد عليه آخر بقوله:</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(إنه أحدب ميلانو).</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ولم يكن يحتمل رؤية الجهلة الأدعياء ، وكان ينفس عن جميع احزانه والامه في وحدته بنحت التماثيل وقرض الشعر . بقي طوال الليل مختبأ في الكنيسة وهو مزود بمصباح وأزاميل وحفر على وشاح تمثال العذراء هذه العبارة (صنع هذا التمثال مايكل انجلو بوناروتي الفلورنسي).</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">بدأ مايكل انجلو فيما بعد العمل على تمثال (داوود) بقطعة كبيرة من الرخام شوهها تقلب واختلاف الفصول. وأننا لنجد في تمثال (داوود) ان الفكرة المسيحية هي المسيطرة وقد اثيرت حوله ضجة ادهشت الجميع حتى ان فنانوا عصر النهضة اخذو يصنعون تماثيل عارية تظهر فيها العضلات وحركتها واضحة ، ولكن (مايكل انجلو لم يكن له اتباع يسيرون على نهجه كما لم يكن له معلمون يأخذ منهم ويسير على طريقتهم.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويعتبر تمثال (داوود) رمزا لمدينة (فلورنسا) وشارة لها ، ورمزا للشباب والشجاعة وكذلك بقيت تلك الكلمات القليلة التي كتبها ( مايكل انجلو ) على احدى مسوداته كأنها رمزا له وهي:
(داوود بالمقلاع وأنا بالقوس) وربما يكون بعد رحلة العناء والتعب هذة مع تمثال (داوود) وعذراء بروج وتمثال ( العذراء مع طفلها ) الذي لا يزال في مدينة (بروجا) سليما لم يعتريه أي تشويه وبحالته التي خرج فيها من بين أيدي الفنان اذ يشعر من يلامسه حتى الآن بحرارة أليه التي قدته من الرخام في شيء كثيرمن اللطف والرقة وتمثال العذراء هذا يمثل شابه تنظر امامها ولا يعبر وجهها عن دهشة أم صغيرة السن ، ولكن يبدو عليها الثبات والرزانه، والوعي ويخيم على وجهها الحزن أو بالأحرى الحياء ويبدو عليه الألم ولكن في غير عبوس.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">بعد رحلة العناء مع إنجازاته الرائعة هذه بدأ (مايكل انجلو) ينقطع لقراءة كتب الشعراء والخطباء الشعبيين ولفرض القصائد الشعرية التي كان يضمنها قصص غرامية ويعبر فيها عن طموحاته واحزانه وما كان يشعر به من مرارة، وربما كان ذلك للترفيه عن نفسه، وبالرغم من ان جانبا كبيرا من هذة القصائد قد احرق، وذهب طعمة للنيران ، ولو ان بعضا من قصائده التي بقيت كفيلة بأن تضعه في مقدمة كبار الشعراء الذين عاصروه، واننا نراه في قصائده هذه كما في أعماله ييبحث عن الصعوبات ليتحداها وكثيرا ما كان يسرف على نفسه فكان (يكتب ويرسم) أو (ينحت التماثيل ويكتب) في وقت معا. ومع هذا فقد كانت اعماله في الكتابة <img height=280 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo4.jpg" width=220 align=left vspace=6 border=0>او الفن مستقلة بعضها عن البعض ولما كانت تصدر عن فكر واحد فقد كان العمل فيها يسير في مجراه ولم يكن عمل من هذه الأعمال لكي يحتفظ بسموه ليختلط بالعمل الآخر، لأن (مايكل انجلو) كان نسيجا وحده، وكان منقطع النظير، فقد انتقلت معلوماته التصويرية الى ميدان الشعر دون ان يصيبها أي تشويه وقد حفرت كلماتها على الكتلة الرخامية بغير عناية وفي نقطة منها كان بيت من الشعر ينفصل عن بقية الأبيات الاخرى ويصبح أثر من الأثار الخالدة . كتب كونديفي في ذلك ( انه لم يكتب الشعر ألا لأنه يريد التعبير عن هواه وليس بقصد الأحتراف وكان دائما يعتذر بجهله هذه الصناعة تواضعا منه) وكانت دائما تعبيرا عن احساس مؤلم مما كان يجعله يسائل نفسه كثيرا عما اذا كان قد اصبح في عداد الشعراء ، لم يكن في مقدور (مايكل انجلو) ان يروح عن نفسه بالحب ، لأن رجلا من طراز مايكل انجلو كان لا يعجب بالنساء ولما كان قد أوتي نفسا كنفوس الأطفال فإنه كان يبحث عن الحب في قصائده الشعرية التي تفيض بالحزن واليأس، وقد أخذ يحث العاشقين على ان يتخذوا من ألامه أسوة لهم ومثالا يحتذونه، لكي يتجنبوا ذلك الشعور الحلو المميت،</span><span style="font-size: 14pt"> </span><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">واننا لنجد في ديوان شعره عبارات الحزن والأسى كما نجده يسائل الحب عما اذا كان هذا الجمال الذي يوحي به؟ </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">أترى له وجود ، أم أنه لم يكن سوى شيئا مستقرا في نفسه ، أما رموز (اليوم) و(الليل) و(الفجر) التي تظهر فوق النواويس والتي أوحت لمايكل انجلو بهذه المقطوعة الشعرية:</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان الليل الذي تراه في مثل هذه الأوضاع الحلوة </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهو نائم قد نحته ملاك </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">في هذه الصخرة ولما كان ينام فلا بد أنه حي</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إذا لم تصدقني فأرفعه الى أعلى ولسوف يتحدث إليك .</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد جعل مايكل انجلو التمثال يرد على تلك الأبيات الشعرية البسيطة فقال:</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إن النوم عزيز على نفسي واعز منه أنني مصنوع من الصخر </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">بينما يستمر الشر والعار.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان كوني لا أرى ولا أسمع هو من حسن حظي</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ومع ذلك فلا ترفعني الى أعلى بل دعني وحدثني بصوت خفيض.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ونلاحظ انه يريد في هذه الأبيات ان يظهر وجه الشبه بين قضية الليل والموت بصورة فلسفية فطالما ان الموت حي لا يموت كذلك الليل فهو الآخر يملك وجوده الفعلي.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويمكن القول بأن هذه الفترة كانت احسن السنوات في عمر مايكل انجلو أذ اندمجت فيها الألام والجمال بشكل عجيب . وكانت أمجد سنوات فنه التي حقق فيها اسمى الأحلام التي كان يحلم بها عصر النهضة . وربما يكون قد تذكر العهود عندما كتب بعد عدة سنوات هذه الأبيات الشعرية: </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ليس للفنان العظيم أي فكرة أو أي أمل</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إلا أن تخلده قطعة صلبة من الرخام </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهذا لا يحدث إلا عندما </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تطيع يده ما يمليه عليها قلبه.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان هو في تلك اللحظة قد بلغ الذروة ولم يكن قد وجد كما كان الحال بالنسبة للأغريق مدرسة وشعبا كان في استطاعتهما توجيهه . وطالما ان مايكل انجلو لم يملك قسطا من الجمال والوسامة وكان يرى في صور الجمال أسمى آيات الخلق والإبداع وهكذا كان يظهر ويذوب في أعماق نفسه ذلك التعارض الأليم بين الوجه الذي يحس به من يحمل بين جنبيه صورة حبيبه والفرح بالأستحواذ على الجمال وبين شبح الموت الماثل دائما امام عينيه ويستحيل الي صورة أفلاطونية للعالم هي انعكاس لبيئة عصر النهضة الذي عاش فيه. ويقول ( جاسباريني ) في هذا الصدد: إن ( مايكل انجلو) كان يشعر بأن الحب الإنساني العارم يكشف له عن مكنونات وقيم دينية سامية... </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهناك بعض الأبيات الشعرية التي تفيض بالحب والهيام والتي تعبر أصدق تعبير عن حبه العارم الذي كان يجمع بين الإفصاح والتحفظ والرغبة وعدم الرغبة والذي كان يروي فيه حالته والذي كانت جزءا لا يتجزأ من حياته وهذه الأبيات:</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">من ذا الذي يجذبني إليك قوة وأقتدارا </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لي الويل لي الويل لي الويل</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ترى هل أنا مقيد ولست حرا طليقا </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وإذا كنت تقيد غيرك بدون قيد</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد قيدتني دون ان تستخدم يديك أو ذراعيك في تكبيلي</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">فمن ذا الذي يحميني من محياك الجميل</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد كان يعبر عن إحساسه بالتفاني في محبوبه ذلك الإحساس الذي كان يبدو فيه الحب بأحلى معانيه:</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كيف أمكن أن يحدث ألا أصبح بعد اليوم ملكا لنفسي </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">رباه ــ رباه رباه</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">من الذي إنتزعني من نفسي </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ومن ذا الذي أصبح قريبا مني واكثر إلتصاقا بي </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">والذي تغلغل في قلبي عن طريق نظراتي</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويبدو انه ينمو ويكبر داخل قلبي الصغير</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ولا بد أنه سوف يترعرع حتى يفيض به قلبي ....</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">شاءت الظروف ان تجمعه بسيدة تدعى (فيتوريا كولونا) والتي كانت في كنيسة (سان سيلفسترو) تحيا حياة تشبه عيشة الرهبان ، كان ينحني أمامها رجال الأدب ورجال الدين بسبب مركزها الإجتماعي وفضائلها الشعرية وحياتها المثالية وكان مايكل انجلو قد تأثر بها الى درجة الخشوع وسرعان ما تأثرت به هي الاخرى، بعظمته وتفوقه وعمق نفسيته وقوة عزيمته التي لا تهدأ. وقد بادلها مثل هذا التقدير والود فأرسل لها قصائد شعرية منها: </span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان هناك إنسانا أو بالأحرى إلها في جسد امرأة يتكلم بفمها</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وإنني حين تتكلم اصغي إليها </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وأشعر بأنني أصبحت إنسانا اخر.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكان ما بهرها منه تمثال صغير يمثل صورة المسيح ميتا والعذراء تحت الصليب كتب عليه هذه العبارة (لا يجب التفكير هنا فيما سال من دماء) وقد احتفظت بهذا معها دائما كما اهداها صورة صليب يشاهد فيه المسيح لا كجسد ملقى على الأرض . ولكن في صورته حيا يشعر ويتلوى من عذاب شديد. </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان شعوره بالحب والخطيئة وتأنيب الضمير والخوف من عقاب الله . قد أخذ يهدأ رويدا رويدا بعد اتصاله بالسيدة (فيتوريا كولونا) وأستماعه لأحاديث الدين والإيمان والثقة بالله . وقد تحول ما كان يشعر به من خوف الى نسك . كما صار تأنيب الضمير نوعا من الإستسلام جعله يتوجه الى الله بكلياته. كما جعله يترك اهتمامه بالفن ويضرب به عرض الحائط . ولكن السلام لم يكن من نصيبه حيث صارت فكرة الموت هاجسا لا يبرح خياله . فكتب يعترف بخطاياه ما يأتي: </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">انني مثقل بما عشت من سنين طوال وملىء بالخطايا.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وبهذا الحمل الثقيل الذي أنوء تحته.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إنني أرى الموت يقترب مني بين أونة واخرى.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وأني أغذي قلبي بسم زعاف </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد كتب في سني حياته الاخيرة مناشدا ايام صباه الآفلة: </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">عد بي الى تلك الحقبة الطليقة الجميلة </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">حيث كنت أسير كما أشاء دون قيد أو عناء</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وأعد الي ذلك المحيا الملائكي الهادىء</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الذي دفنت معه بعد موته كل فضيلة من فضائلي ....</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وبينما كان مايكل انجلو يشتغل في نحت تمثال (الشفقة) الذي كان مخصصا لوضعه في ضريحه الخاص كتب <img height=280 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo5.jpg" width=300 align=left vspace=6 border=0>ثلاثة أبيات : في كثير من الجهد وفي شيء كثير من الضيق .</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt"> ووسط الأفكار الخاطئة والأخطار العظيمة . التي تحيط بنفسي أخذت في نحت بعض الصور المقدسة.....</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ومن الممكن ان نلاحظ في صورة يوم الحساب التي رسمها بالفريسك ما يؤكد عظمته وبؤسه في وقت واحد. وقد كتب هذه الأبيات التي تنم على ألأعتداد بالنفس. ومع هذا فانه يكون من يمن الطالع . أذا كان في طوقي أن اجعل من الطبيعة شيئا جميلا.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كانت الطبيعة تستقبله بذراعين مفتوحتين أذ ان مايكل انجلو كان يبحث عن الله في الطبيعة . ترى ألم تكن هاتان الذراعان المفتوحتان ذراعا المصلوب .</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تمثال شفقة روندانيني:</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لا بد ان يكون (مايكل انجلو) قد عمل في هذه الفترة تمثالا للشفقة((بيتادي بالسترينا)) وهو ذلك التمثال الغريب واننا نجسد في هذا التمثال أن جسد السيد المسيح ليس ممددا ولكنه في وضع رأسي وهذا وضع يعبر عن منتهى الحزن والألم ، ويتكرر بطريقة تدعو الى الكثير من الضيق والقلق في تمثال الشفقة ( بيتا روندانيني ) ولم يكن مايكل انجلو يترك عملا من اعماله ناقصا (كما يدعي ببعض النقاد) بمحض إرادته ، اذ كان يضفي على اعماله الشيء الكثير من الصلابة وهو يصنعها من الصخور العاتيه ويجعل الناظر اليها في حيرة ويثير فيه الرغبة في التفكير في العمل الناقص بصفته شكلا من الأشكال الفنية وتعبيرا عنها .</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ولقد كتب (سابونارو) في ذلك ما نصه: ان مايكل انجلو وهو يحطم تمثال الشفقة حطم مثال الجمال الذي يبدو في العمل الناقص وان تحطيم تمثال انما هو التمرد على اكماله ، وهذا هو نتيجة من نتائج الغيرة، وربما كان ذلك نتيجة لحب الموضوع الفني ذاته، اذ ان التمثال اذا ما تم صنعه يصبح شيئا ملكا للناس أجمعين ولسوف يأتي اليوم الذي يغدر البشر فيه بهذا التمثال ولهذا السبب كان مايكل انجلو يريد ان يحتفظ بالتمثال لنفسه، ويبقيه الى جانبه يأنس بصحبته النفسية ويراقبه ويحرص عليه ويلزمه بأن يكشف له، ولو تقطعت اوصاله أو اصابه شيء من التشويه ، عن السر في مقدرته على القيام بأعمال اكثر دقة وكمالا . </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان يفتقر الى الوقت والجهد لبلوغ درجة الكمال الذي ينشده ، وشعوره بالفشل والخذلان ، لعدم مقدرته على الاستمرار في اعماله ، ومحاولته التفوق والسيطرة على عالم مثالي.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ولكن كان هناك شيء آخر اعظم من كل شيء سواه وهو الموت ، اذ ان الموت كان قد استولى عليه، وتمكن منه ، وافسد كل المعايير ، لذلك كانت اشعاره الأخيرة التي خلصت من الشكوك ومن الاحساس بالخطيئة قد تحولت الى ابتهالات دينية ، وبينما كان جسده الذي اصبح جلدا على عظم يذوب ويأخذ في الفناء وكان حبه يمتزج بايمانه.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان في الصباح اذ ما اشرقت الشمس يخرج من بيته ممتطيا صهوة جواده الهزيل وهو يرتدي ثيابه التي ينام بها ليذهب الى الفاتيكان حيث كانت ابوابه تنفتح امامه ليقوم بتشييد اكبر معبد من معابد المسيحية وكان هو الذي يهيمن على كل شيء وكانت مقدرته على الهيمنة والأشراق تصدر من اعماق نفسه كأنه وحي والهام يأتي لرجل متردد خجول بطبيعته . وفي المساء عندما يعود الى داره كان يحتبس فيه مع قطعة من الرخام، وقد كتب (فازاري) يقول: </span></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">انه كان من اللازم وجود قطعة من المرمر الى جانبه لكي يستطيع قضاء وقته في كل يوم في النحت فيها.. كانت لديه في مرسمه قطعة من الرخام طويلة ورفيعه وكان قد اخذ في صنع تمثال للشفقة وهو ذلك التمثال الذي اطلق عليه اسم (شفقة روندانيني) والذي بلغ مايكل انجلو فيه اسمى حدود فن النحت ، والذي خلب الباب الناس اجمعين ، وانا نرى في هذا التمثال صورة شيخين ضعيفين ينزلق احدهما فوق الآخر وهما يسقطان في اتجاه راسي هو اتجاه الموت ويقف مايكل انجلو ازاءهما عاجزا امام سر العالم الآخر ، وكان مايكل انجلو يؤثر العمل دائما في جوف الليل ، اذ كان يحب الليل ، وكان يقول : لك الله ايها الليل يا الذ الأوقات واحلاها رغم سوادك وظلمتك . كان يحتجب الناس لكي ينحت تلك التماثيل العجيبة غير الكاملة التي بدأ العمل فيها في سني الشيخوخة.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان ينظر الى تلك الوجوه غير الكاملة كأنها جروح في جسده ، والى تلك التماثيل المتجسدة التي تبعث الحيرة والهلع ، كان ينظر الى الموت واذا كان ينظر الى الموت ، كان ينظر الى الله ، ولم يعبأ بالمتاعب ولم يكن ليريد معالجة نفسه من امراضه.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان قد حكم على نفسه بنفسه بالأضطلاع بهذه الاعمال الجبارة وهو يعلم أن العبقرية يجب ان تكون لها ضحاياها وشهداؤها . وقد جاء في وصيته ما يلي:</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(<font color=#cc3300>انني أوصي بروحي لله وبجسدي الفاني لمقبرتي وبممتلكاتي لأسرتي</font>).</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكان تمثال روندانيني يتألق الى جواره بعد ان وافته المنية وهو التمثال الذي ظل يعمل فيه حتى أواخر حياته، وقد بقي التمثال (روندانيني) ، في منزله رمزا لعبقريته ونبوغه ولذكائه المنقوش على الصخر.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لم تكن وفاة مايكل انجلو فقدان فنان عظيم وعبقرية ليس لها نظير فحسب بل كانت ايضا بمثابة إسدال الستار على فصل من اجمل الفصول المزدهرة التي عرفتها ايطاليا ، فكان حزنه نتيجة لما قيضته المقادير ونزولا على إرادتها ، فكان كاالقدر لم تعرف شفتاه الابتسام في يوم من الأياموكان شعوره بالألم يتضاءل باديء ذي بدء أمام شعوره بانتصار الجمال ثم اخذ يزول كلية أمام قوة الإيمان .</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الشكل الإنساني أسمى موضوع:</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">يبدو لي إذ تنسخ واحدا من تلك الأشياء بحسب نوعها انك في الحقيقة تقلد الله لكن سيكون اسمى وامجد ذلك <img height=223 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo6.jpg" width=350 align=left vspace=6 border=0>العمل من التصوير الذي يصور اسمى الأشياء بأعظم ذوق وبراعة ومن ذلك تبلغ الهمجية الحد الذي لايفهم فيه ان قدم الانسان اسمى من حذائه وان جلده اسمى من ذلك الجلد الذي للخروف والذي يرتديه هو والا يستطيع تصعيب ماهو سهل.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويلزم ان اخبرك يا (فرنشيسكو) هولندا بالتفوق العظيم جدا لفننا هذا تفوقا لعلك تعرفه واظنك تعتبره الاسمى يعني ما ينبغي على المرء من الكد العظيم والعمل الشاق ويدرس ليدرك في التصوير انه بعد جهد كثيرينفقه ان يبدو وكأنه أنجز سريعا ودون ما جهد ولو انه في الحقيقة لم يكن كذلك وهذا يحتاج الى تفوق أعظم مهارة فنا.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وجهات نظره حول النحت والتصوير:</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كتب الى (بندتو فارتشي) يقول لقد اعتدت ان اعتبر النحت هو سلم التصوير وانه بين الاثنين نفس الأختلاف الذي بين الشمس والقمر ولكن الان وبعد ان قرأت كتابك الذي تتحدث فيه كفيلسوف فتقول ان الاشياء التي لها نفس الغاية هي في ذاتها عين الشيء لقد غيرت رأيي وانا الان اعتبر ان التصوبروالنحت واحد والشيء عينه ما لم يصرف بقدر أعظم من النبل ومصاعباعظم في الإنجاز وحدودا ادق وعملا اشق وذلك اذا اتيح لي حكم افضل، واذا كان هو الحال فإنه لاينبغي ان يظن المصور النحت دون التصوير ، ولا المصور ان التصوير دون النحت. واعني بالنحت ذلك النوع الذي يجري بالقطع من الكتلة ، ذلك النوع الذي يجري باقامة التصاويرالمتمثله ويكفي هذا لان احدهما أو كليهما (يعني التصوير او النحت كليهما) ينبثقان من الطاقة ذاتها، سيكون امرا سهلا اقامة تناسق بينهما وترك مثل هذه الجدليات التي تشغل من الزمن اكثر من انجاز لاشكال نفسها.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الجانب الشاعري في حياة مايكل انجلو:</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لقد عاش مايكل انجلو في عصر اطلق عليه عصر (ارستقراطية الفكر) وطالما ان طبيعة عمله كانت تتيح له مجال العظماء من الأدباء والشعراء والفنانين والفلاسفة في عصر(لورينزوالكبير) وبما ان ميله الادبي قد تجلى منذ ان كان فتى كما تجلت ميوله الفنية وطالما انه قرأ أشعار دانني وتأثر بها الى ان حفظها عن ظهر قلب كما قرأ اشعار افلاطون وحفظ كتاب العهد القديم فليس من الغريب ان نرى في نفس هذا الفنان العظيم بوادر شاعر ينحت شعرا من صخر كما ينحت تماثيله . اذ كان هدف مايكل انجلو نشر المباديء الاساسية للعقيدة المسيحية ، الخلق الفداء ، الهلاك ، التخليص ، وكانت الوسيلة الى ذلك تصوير الجمال من خلال الشعر والنثر والتصوير وفي تعاليم افلاطون ودانتي وفيسينو اذ يجد الفنان في ذلك الاصطلاح الميتافيزيقي لتشوقه الصوفي ولعقيدته التي لا تزعزع ، ولحبه للجمال وممارسته الفنية فها هو ينشد قصيدة يتغنى فيها بالجمال:</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ذهب الجمال لدى ميلادي ليخدم كنموذج مخلص لفني.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">النور والمرآة كفنين شقيقين.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ومن يصدق في تحكيم غيرهما مخطيء.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إنه وحده الذي يرفع العين عاليا لذاك الارتفاع.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">حيث الكد والنصب في النحت والتصوير.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ايها الحكم الطائش الاعمى الذي يلهى.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الحس عن الجمال الذي يتحرك سرا.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويرفع كل صوت عقل للسماء.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لا عين توهن المسافة يمكن ان تمر من الممات الى الالهية ولا هنالك فكر للصعود بلا جمال والا فهو باطل.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">عيوني المفتونه بالأشياء الجميلة.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وروحي هذه التي تصيح للخلاص.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ربما لم تصعد ابدا تجاه السماء.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">حين ينقشع عنها منظر الجمال </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">من اعلى النجوم يسقط</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">على الأرض البهاء</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">مجتذبا الرغبة بعيدا </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الى ذاك الذي وهبها الميلاد.....</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهكذا فان الحب والنار الالهية والتوجيه الحكيم يجدها القلب النبيل اكثر في العيون شبيهة النجوم وقد كتب (فازاري) يقول : كان مايكل انجلو يستيقظ من نومه باكرا وينظم بعض الأشعار وقد الى في احد المرات يقول: ــ انني اعلم انك ستقول انني رجل هرم مجنون عندما احاول نظم بعض القصائد الشعرية ولكن لما كان الكثيرون يقولون انني قد عدت طفلا فإنني اردت ان اقوم بهذه المهمة وقد أرسي مع هذه الرسالة قصيدة من افخر القصائد الشعرية التي كتبها . وكانت اشعاره التي تخرج من صميم نفسه المضطربة قد استحالت الى ابتهالات واناشيد ويبدو انه كانت له فيها مسلاة في غمرة الالم اذ نجده يقول:</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لقد وصلت وانا في طريق الحياة </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">في بحر عاصف لجي فوق قارب متأرجح</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الى المرسى الذي ينتهي اليه مصير كل انسان </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">حيث يؤدي عنده حسابا عما قام بعمله من خير او شر </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وحيث اجد الخيال المحبوب .....</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الذي جعلني للفن سيدا ومليكا </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وانني اعلم الان حق العلم انني مثقل بالخطايا</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وبما يرتكبه كل انسان على الرغم منه ....</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ترى ماذا تفعل لي افكار الحب المرحة الزائلة</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">والموت على مقربة مني؟</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وعندما عاد الى روما في سنيه الأخيرة عاد وهو هاديء البال ، وكان لاينعم بالسلام والهدوء الا بين الاحراش وهناك حيث الطبيعة الخلابة والتي اجتذبت لباب عقله . فأخذ ينشد قصائده متغنيا بجمال الطبيعة وسحرها.</span> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">انه لسرور جديد وشيء له قيمة عظيمة</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان ارى قطعان الماعز المقدامة الجريئة تقف فوق الحصى </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وترعى فوقه قمة هذا الجبل او ذاك</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وراعيها ينتظرها عند السفح وعصاه في يده</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويرهق قلبه بصيحاته العالية </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويغني تارة وهو واقف على قدميه وتارة أخرى وهو يمشي الهوينا</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكل سروره ان يبقى رابط الجأش </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وان يبقي مع الخنازير على وفاق في احدى الحظائر .......</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد كتب الى جيورجيو فازاري تلك المقطوعة التي كان يعجب بها كثيرا وأرفقها بخطاب يقول فيه (انه ليطيب </span></font><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لي ان اريح عظامي المنهكة بجوار عظام ابي ولكن ما اخشاه ان يسبب رحيلي ضرر لمبنى (سانت بيترو) وفي هذا عار عظيم قدر ما هو خطيئة كبيرة.</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">.... اخيرا انتهى المطاف بطريق حياتي الطويلة </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">في سفينة شراعية واهن فوق بحر عاصف </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان المرفأ المشترك ، حيث ينبغي هنالك</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt"><img height=382 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo7.jpg" width=220 align=left vspace=6 border=0></span><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان يسترجع حساب اعمال الماضي جميعه </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان الخيال المثير للعاطفة والذي هو في ابهام واتساع</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">جعل الفن مثالا وملكا بالنسبة لي </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان وهما وانه لباطل </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تلك الرغبات التي اغوتني وانهكتني </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">احلام الحب ، تلك التي كانت غابرا حلوة </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ماذا هي الأن ؟ يمكن ان يكون لي ميتتان</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">واحدة مؤكدة .. والثانية تستبصر نذورها</span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لم يعد التصوير والنحت لهما فائدة </span></font></p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لأن الروح تتجه للحب الالهي </span></font> </p>
<dd>
<p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">المفتوح الذراعين على الصليب ليعانقانا </span></font></p></dd></dl></font>
مواقع النشر (المفضلة)