آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 20 من 20

الموضوع: شخصيات في ذاكرة التاريخ

  1. #16
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>تعد حركة الكشوف الجغرافية الأوروبية التي تم جزء كبير منها في القرن الخامس عشر الميلادي وتُوجت باكتشاف كريستوفر كولومبوس لأمريكا (العالم الجديد)- من أهم النتائج العلمية لحركة النهضة الأوروبية التي من خلالها عبرت أوروبا عصورها الوسطى المظلمة التي كانت مثلاً للجمود والتخلف والبعد عن ركب الحضارة الإنسانية نتيجة سيطرة الكنيسة على مقاليد الأمور فيها، والتي وقفت أمام العقل البشري وإعماله، ناشرة الروح المناهضة للإبداع والابتكار، وتجسد ذلك في محاكم التفتيش التي كانت تقيمها لكل مَن يحاول الخروج عن إرادتها وأغلالها.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>قبيل الدخول في تفاصيل اكتشاف كولومبوس للأمريكتين نشير إلى الدواعي التي حركت أوروبا الناهضة نحو الكشف الجغرافي بصفة عامة، والذي مثل بدورة مرحلة المخاض الأولى لميلاد الحركة الاستعمارية التي كان لها عظيم الأثر في مسار حركة التاريخ إلى اليوم، ويأتي تطور الحياة الاقتصادية في أوروبا آنذاك في مقدمة الدوافع التي شجعتها على الكشوف الجغرافية، حيث زادت العلاقات الاقتصادية بين دول القارة؛ وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على المعادن الثمينة وبصورة خاصة الذهب والفضة، ولما كانت موارد الذهب والفضة في العالم القديم محدودة وقليلة ولا تفي بحاجات التجارة الدولية أصبح البحث عن مصادر جديدة لهذه المعادن أمرًا ملحًا.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>ويضاف إلى ذلك تطور صناعة السفن إذ بات من الميسور بناء سفن أكبر وأسرع وأكثر قدرة على مواجهة الأنواء والعواصف وعلى تحمل السفر الطويل، وهو ما فتح أمام العاملين في صناعة النقل آفاقًا جديدة وسمح لهم بالتوغل في البحار والابتعاد ولمدة طويلة ولمسافة أكبر عن المناطق المسكونة والمعروفة.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>أما أهم دوافع أوروبا على الإطلاق نحو الكشف الجغرافي فيرجع إلى محاولة الالتفاف حول الدولة العثمانية التي وضعت العراقيل أمام تجارة أوروبا مع الشرق الأقصى حيث قضت عليها تقريبًا في أواخر القرن الخامس عشر، فضلاً عن الضرائب الجمركية المتصاعدة التي كان يفرضها مماليك مصر، ومن هنا بدأ الناس في أوروبا يتساءلون عن إمكانية الوصول إلى الهند مباشرة للتخلص من سيطرة العثمانيين المتزايدة على تجارتهم، والبعض يضيف إلى جملة هذه الدوافع دافعا دينيا آخر ممثلاً في الرغبة في نشر الدين المسيحي(1).&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; <img alt="" hspace=0 src="http://www.islamonline.net/arabic/history/1422/03/images/pic07.jpg" align=baseline border=0></p>
    <p align=center><font face="traditional arabic" size=3>كولومبوس هل كان المكتشف الأول للأمريكتين؟</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right>
    </font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 0px" align=center><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=4>البرتغال وإسبانيا والريادة</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>من بواكير الدول التي قادت حركة الكشف الجغرافي الأوروبي البرتغال وإسبانيا، وإن اختلفت كل منهما عن الأخرى في التوجه، فبينما اتجهت كشوف البرتغال إلى غرب إفريقيا شرقًا حتى منطقة جزر الهند الشرقية من خلال طريق رأس الرجاء الصالح، نجد إسبانيا اتجهت كشوفها غربًا لتصل إلى نفس الهدف والغاية التي سعت إليها البرتغال ليتم إثبات كروية الأرض علميًا، وجاء اكتشاف الأمريكيتين تتويجا للكشوف الإسبانية(2).</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 0px" align=center><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=4>كولومبوس واكتشاف الأمريكتين</font></p>
    <div align=left>
    <table width="30%" align=left border=0>
    <tbody>
    <tr>
    <td width="100%"><img height=137 src="http://www.islamonline.net/arabic/history/1422/03/images/pic07a.jpg" width=350 border=0></td></tr>
    <tr>
    <td width="100%">
    <p align=center><font face="traditional arabic" size=3>خط سير رحلة كولومبس</font></p></td></tr></tbody></table></div>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>كان كريستوفر كولومبوس قد استهوته الملاحة عن طريق التجارة، وكان أبوه عاملاً متواضعًا في جنوة، وكان هو شخصيًا أميًا، وكان ذلك من المعوقات التي اعترضته حتى وصل إلى مرحلة الرجولة. ومع ذلك فقد تجلت مواهبه في مرحلة مبكرة من حياته. فاشترك في أول الأمر في بعض الرحلات على سفن تجارية تابعة لجنوة، ومن بينها رحلة إلى إنجلترا، وانتقل بعد ذلك من إيطاليا إلى أيبريا حيث استقر نهائيًا وتعلم القراءة والكتابة وبمرور الوقت استطاع أن يقرأ الأعمال الجغرافية التي كانت مشهورة في ذلك الوقت مثل أعمال بطليوس وماركو بولو وأعمال الجغرافيين والرحالة المسلمين ، وأثناء عمله في البرتغال اشترك في الرحلات على سواحل غرب إفريقيا، وعن طريقها بدأ يثبت ذاته ويحظى بالاهتمام. وقد أفاد كثيرًا من زواجه الذي ساعده على تشكيل حياته حيث كان والد زوجته واحدا من كبار الملاحين الذين عملوا مع الأمير هنري، والذي زوده بمجموعة من الخرائط الهامة التي زودت اهتمامه بالكشف الجغرافي وخصوصًا بكشف طريق إلى الشرق الأقصى بالملاحة نحو الغرب(3).</font></p>
    <div align=left>
    <table width="30%" align=left border=0>
    <tbody>
    <tr>
    <td width="100%"><img height=204 src="http://www.islamonline.net/arabic/history/1422/03/images/pic07b.jpg" width=150 border=0></td></tr>
    <tr>
    <td width="100%">
    <p align=center><font face="traditional arabic" size=3>الملكة إيزابيلا ملكة إسبانيا وافقت على الرحلة ومولتها</font></p></td></tr></tbody></table></div>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>وقد عرض مشروعه هذا على ملك البرتغال فرفضه بناء على توصية مستشاريه الذين رأوا أنه لا ضرورة للبحث عن طرق جديدة، وعلى أثر ذلك لم يجد من بد سوى التوجه لإسبانيا وبعد وصوله عرض المشروع على الملكة "إيزابيلا" ولكنها رفضت بدعوى أنها مشغولة بالحرب مع العرب عام (891 هـ = 1486م) إلا أنه لم ييئس من رفضها وانتظر إلى أن انتهت الحرب وعاد ليجدد طلب تمويل "إيزابيلا" لمشروعه، وبالفعل وافقت له ومولته في عام (897 هـ= 1492م).</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>أبحر كولومبس بعد أن نال موافقة إيزابيلا ملكة إسبانيا وتمويلها ، حاملا معه رسائل منها لملوك آسيا والصين. وفي ليلة 11-12 أكتوبر ظهرت لكولومبس ومن معه بعض معالم الأرض فظنها آسيا (وقد كانت تلك التي اقترب منها كولومبوس هي إحدى جزر "لوكايس" بالقرب من أمريكا الشمالية، عند مدخل مضيق لوريد؛ فأطلق عليها "سان سلفادور") وفعلاً أخذ يبحث عن مملكة "كاتي" التي هي الصين؛ ليقدم لملوكها الخطابات التي زودته بها ملكة إسبانيا، ولكن دون جدوى، هناك سارع بالعودة ليعلن نتائج اكتشافه في إسبانيا، فوصل ثغر بالوس في (15 مارس 1493م=26 جمادى الأولى 898هـ) أي بعد سبعة أشهر من مغادرته إياه.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>مات كولومبوس عام (1506م=912هـ) وهو يعتقد أنه وصل إلى آسيا، وأن الجزر التي اكتشفها إنما هي تلك التي توجد بالقرب من الهند، ومن هنا ترجع تسميتها إلى جزر الهند الغربية، وكذلك تسمية سكانها الأصليين بالهنود، ولم تلبث الأذهان أن أخذت تشك في أن هذه الأرض التي وصل إليها كولومبوس هي آسيا ولا سيما بعد تلك الرسالة التي نشرها "أميركو فسبوتشي" الفلورنسي، فأشار إلى هذه الأرض المكتشفة بالعالم الجديد؛ ولذلك سميت هذه الأرض على اسمه "أمريكا"(4).</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 0px" align=center><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=4>هل اكتشف العرب أمريكا قبل كولومبوس؟</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>سؤال محل جدل بين أوساط المهتمين بالتأصيل للدور الريادي للجغرافيين العرب والمسلمين في علم الجغرافيا بصفة عامة وفي حركة الكشوف الجغرافية بصفة خاصة توجهنا به إلى الأستاذ الدكتور/ يوسف عبد المجيد فايد – أستاذ الجغرافيا الطبيعية- جامعة القاهرة والمتخصص في الأمريكتين فقال: ليس ثمة دليل على اكتشاف العرب للعالم الجديد أو أمريكا قبل كريستوفر كولومبوس رغم الكلام الكثير الذي يثيره البعض حول هذا الموضوع، فتجد مثلاً آراء تقول إن المصريين القدماء كانوا أول من اكتشف هذا العالم الجديد مستندين في هذا إلى وجود بعض الأهرامات في المكسيك والتي تعود إلى عصور قديمة والتي تشبه الأهرامات في مصر القديمة، ولكن رغم ذلك فإن أي مزاعم بوصول عرب أو حتى أوروبيين إلى أمريكا قبل كولومبوس مشكوك في صحتها غير أن الهجرات الحقيقية إلى أمريكا والتي سبقت كولومبوس بقرون هي هجرات أسلاف الهنود الأمريكيين الذين وجدهم كولومبوس عند وصوله إلى أمريكا. وقد هاجر أسلاف الهنود من آسيا عن طريق مضيق "بيرنج" من الطرق الشمالي الشرقي لقارة آسيا إلى "آلاسكا" الطرف الشمالي لقارة أمريكا وهذا يفسر صفات الأمريكيين المغولية أو الشبيهة بالمغولية الواضحة.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>ويضيف قائلاً: إن الذين يجتهدون لإثبات أن العرب قد وصلوا إلى العالم الجديد قبل الأوروبيين ينسون أن الوصول إلى شواطئ ذلك العالم ليس في نفسه بذي أهمية ولا يدل على تقدم، ولا يوصف بأنه كشف، فالهنود الذين تحدثنا عنهم توًا كانوا قطعًا أول من وصل إلى هذا العالم الجديد، ورغم ذلك فلم يوصفوا بالتقدم ولم يعدوا مكتشفين، إنما العبرة في عمل كولومبوس أنه قام على نظرية علمية وأثبت صحتها، وهو أن المتجه من شواطئ أوروبا غربًا يصل إلى آسيا؛ لأن الأرض كروية، وكروية الأرض نظرية عربية يوجد فيها نصوص صريحة وواضحة للعالم الجغرافي المسلم أبو عبيد الله البكري، وهذا هو الكشف الصحيح وموضع الفخر، أما أن يكون الذي قام بتطبيق هذه النظرية العربية كولومبوس أو غيره فمسألة تلي ذلك في الأهمية، وقد تحققت لعوامل علمية وصناعية أخرى مثل إتقان فن الخرائط البحرية، أو تقدم صناعة السفن وإحكام استخدام البوصلة، ثم لعوامل سياسية أهمها المنافسة الشديدة بين البرتغاليين والأسبان، فأما البرتغاليون فقد قادهم العرب علميًا وعمليًا إلى آسيا؛ إذ إنه من الثابت تاريخيًا أن البحار العربي "ابن ماجد" قد أفاد فاسكو دي جاما البرتغالي مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح بما قدم له من خرائط عربية ممتازة توضح معالم الرحلة، فجعله قائدًا لسفينة القيادة التي كان عليها حتى تم الوصول إلى الهند؛ ليكون أول من سلك طريق رأس الرجاء الصالح بمساعدة ابن ماجد.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 0px" align=center><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=4>كيف قاد العرب كولومبوس علميًا؟</font></p>
    <div align=left>
    <table width="30%" align=left border=0>
    <tbody>
    <tr>
    <td width="100%"><img height=161 src="http://www.islamonline.net/arabic/history/1422/03/images/pic07c.jpg" width=180 border=0></td></tr>
    <tr>
    <td width="100%">
    <p align=center><font face="traditional arabic" size=3>بحارة بملامح عربية على سفينة كولومبس</font></p></td></tr></tbody></table></div>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>يمكننا القول بأن القيادة العلمية من قبل العرب لكولومبوس في رحلة اكتشافه لأمريكا جاءت من خلال استعانته بالتراث العلمي الجغرافي الذي ساهم فيه العلماء العرب والمسلمون الذي كون لكولومبوس الإطار المعرفي الذي مكنه من الانطلاق على أسس واقعية، ولعل نظرة سريعة على أهم إنجازات الجغرافيين العرب والمسلمين في العصور الوسطى التي سبقت كولومبوس كفيلة لتوضيح الدور العربي في اكتشاف أمريكا حتى ولو كان بطريقة غير مباشرة.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>ففي مجال الجغرافيا الوصفية قدم الجغرافيون العرب والمسلمون نظريات حول شكل الأرض تؤكد كرويتها للجغرافي الأندلسي المسلم "أبو عبد الله البكري" وللتدليل على هذه الفكرة قدم عالم آخر اسمه أبو الفدا ولد 1273م/672هـ بعض الأدلة المنطقية عليها مثل تغير وقت شروق الكواكب وغروبها كلما تحرك الشخص من الشرق إلى الغرب، وتزايد ارتفاع النجم القطبي والكواكب الشمالية كلما تقدم الشخص نحو الشمال، وفكرة كروية الأرض كما سبق وأوضحنا هي التي انطلق منها كولومبوس في رحلته الاستكشافية نحو الغرب والتي وصل من خلالها إلى العالم الجديد(5).</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>ويضاف إلى ذلك إسهام المسلمين في فكرة خطوط الطول ودوائر العرض، ووصول المسلمين إلى درجة عالية من الإتقان في القياس، ففي القرن العاشر الميلادي ذكر "المقدسي" أن الأرض كروية، وأن خط الاستواء يقسمها نصفين، وأن محيطها مقسم إلى 360ْ درجة طولية 180ْ درجة عرضية، كما أن البيروني كان أستاذًا في نفس الموضوع، وقد وضع أرقامًا دقيقة لدوائر عرض عدد كبير من الأماكن، وكانت الطريقة التي استخدمها في حسابها مبنية على رصد النجوم التي تدور حول القطب، وبالإضافة إلى ذلك فإن للبيروني إسهامات أخرى في اكتشاف قوانين التوازن المائي وتأثيرها على حياة العيون والآبار الارتوازية.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>وقد كانت صناعة الأجهزة من ضمن الإنجازات العلمية الهامة للمسلمين، ومن أشهر هذه الأجهزة جهاز الإسطرلاب، والساعة المائية والمزولة التي كان خط العرض يوضح عليها بدقة، وكذلك البوصلة التي استخدمها العرب في أوقات مبكرة كما أشار الإدريسي، وكل هذه الأدوات استعان بها كولومبوس في رحلته نحو أمريكا(6).</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>وإسهام العرب والمسلمين في مجال الخرائط بكافة أنواعها حقيقة معلومة؛ إذ بلغ عدد الخرائط التي رسموها في عصر النهضة الإسلامية قرابة 450 خريطة أشهرها خريطة العالم للإدريسي، والتي صنع بجوارها كرة أرضية من الفضة.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>وقد أشار "المقدسي" في كتابه "أحسن التقاسيم في دراسة الأقاليم" إلى الخرائط الملاحية المعقدة التي استخدمها العرب للملاحة بسفنهم الشراعية في المحيط الهندي، وقد لاحظ في أسفاره المهارة الفائقة للملاحين العرب في استخدام هذه الخرائط، وكيف أن الخرائط نفسها كانت مرسومة بحسابات غاية الدقة. ومن المعروف أن ماركو بولو استعان بهذه الخرائط في المحيط الهندي. كل هذا بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الضخمة التي لا يتسع المقام لعرضها(7).</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>وأيًا ما كان الأمر فإننا نعتقد أن كولومبوس ما كان له أن يصل إلى اكتشاف أمريكا بدون الاستفادة من هذه الخلفية المعرفية الجغرافية التي قدمها علماء المسلمين بالإضافة إلى أن ثلث بحارته كانوا من العرب.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 0px" align=center><font face="arabic transparent" color=#ff0000 size=4>أثر الحركات الكشفية على العرب والمسلمين</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>يرى الدكتور عمر عبد العزيز (أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الإسكندرية) أن ثمة انعكاسات حادة وخطيرة ترتبت على حركة الكشوف الجغرافية على عالمنا العربي والإسلامي؛ إذ عمل الأسبان والبرتغاليون بعد أن تم الكشف الجغرافي على التبشير بالمسيحية على المذهب الكاثوليكي بين أهالي المكسيك وأمريكا الجنوبية، وكان ذلك أكبر تعويض للبابوية والكنيسة الكاثوليكية عن نفوذها الذي ضاع في كثير من جهات أوروبا بعد ظهور حركة الإصلاح الديني، وتعذر بالضرورة وصول الدين الإسلامي إلى هذه البلاد في وقت مبكر.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>وقد أثرت حركة الكشوف الجغرافية بدرجة كبيرة على مركز مصر التجاري، وكان العرب قد اهتموا اهتمامًا بالغًا بالتجارة التي درت عيهم ثروات طائلة بصفتهم وسطاء بين الهند والصين من ناحية وأوروبا من ناحية أخرى، وسيطروا على التجارة العالمية في العصور الوسطى؛ حيث كانت تنقل تجارة التوابل والحرير إلى أوروبا عبر الطرق الهامة المارة بالمنطقة العربية. وجنت مصر من هذه التجارة الكبيرة الكثير، وأصبحت الضرائب المفروضة على هذه التجارة موردًا هامًا من الموارد المالية المصرية، وظل الأمر كذلك حتى شاهد العالم التحول الواضح من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>وعندما فتح هذا الطريق الجديد في عام 1498م حاول مماليك مصر يؤيدهم في ذلك البنادقة الذين عانوا أيضًا من جراء هذا الكشف أولاً بالوسائل الدبلوماسية ثم بالحرب، القضاء على هذا الخطر البرتغالي. ولكن جهودهم باءت بالفشل إذا استطاع البرتغاليون إيقاع الهزيمة بالأساطيل المصرية، وتوغلوا حتى الخليج العربي والبحر الأحمر. وفي عام 1510م وقعت مسقط وهرمز والبحرين في أيدي البرتغاليين.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>ولم يستطع الشرق العربي استعادة طرق مواصلاته مرة أخرى حتى القرن التاسع عشر. ونتج عن تحول طريق التجارة آثار متعددة، أفقرت أسواق القاهرة والإسكندرية من تلك الحركة التجارية الهائلة، وحرمت حكومة مصر من تلك الضرائب التي طالما تمتعت بها، كما فقد الأهالي الفوائد الكثيرة التي كانوا يجنونها من نقل هذه المتاجر، بينما أخذت دول غرب أوروبا في التوسع والاستعمار.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>وعلى الصعيد السوري تدهورت الأوضاع الاقتصادية نتيجة لهذه الكشوف الجغرافية، واضطر التجار السوريون بعد ذلك إلى أن يجعلوا جل اعتمادهم على التجارة البرية؛ إذ كانت رأس الخط التجاري الذي ينتهي إلى بغداد فالبصرة. وهكذا تمكنت حلب من التفوق على دمشق، بينما استطاعت الإسكندرية وطرابلس أن تنتزعا من بيروت مكانة مرفئها التجاري، وبقيت حلب حتى القرن السابع عشر السوق الرئيسية للشرق الأوسط.</font></p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 30px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>ولكن أهم نتيجة لحركة الكشوف الجغرافية الحديثة هي أن الدولة العثمانية دخلت في المواجهة مع الأوروبيين محل المماليك الذين كانوا يسيطرون على مصر والشام.


    </p>
    <p style="margin: 6px; text-indent: 0px" align=right><font face="arabic transparent" color=#800000 size=4>* المراجع:</font></p>
    <p style="margin: 3px 6px; text-indent: 0px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>(1) عبد الفتاح حسن أبو عطية، تاريخ أوروبا وأمريكا الحديث، الرياض دار المريخ 1979، ص 16.</font></p>
    <p style="margin: 3px 6px; text-indent: 0px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>(2) زينب عصمت راشد، تاريخ أوروبا الحديث، القاهرة، دار الفكر العربي 1998، ص 47.</font></p>
    <p style="margin: 3px 6px; text-indent: 0px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>(3) جورج هارب، الموجز في تاريخ الكشف الجغرافي، تعريب (عبد العزيز طريح) مؤسسة الثقافية الجامعية الإسكندرية 1993، ص 143.</font></p>
    <p style="margin: 3px 6px; text-indent: 0px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>(4) زينب عصمت راشد، مرجع سبق ذكره.</font></p>
    <p style="margin: 3px 6px; text-indent: 0px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>(5) أحمد رمضان أحمد، الرحلة والرحالة المسلمون، جدة، دار البيان العربي، ص200.</font></p>
    <p style="margin: 3px 6px; text-indent: 0px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>(6) حسين مؤنس، تاريخ الجغرافيا والجغرافيين في الأندلس، مكتبة مدبولي القاهرة 1986، ص 172.</font></p>
    <p style="margin: 3px 6px; text-indent: 0px" align=right><font face="arabic transparent" size=4>(7) جورج هارب، مرجع سابق، ص 163.</font> </p></font></font>

  2. #17
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><dl>
    <dd><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%" align=center>مايكل انجلو
    </p>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%">
    <hr>
    </p>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%">
    ان ما يسترعي الانتباه في طفولة (مايكل انجلو) ما كان يتحدث به عن نفسه عندما كبر وعن سر النشأة <img height=250 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo_pic.jpg" width=220 align=left vspace=6 border=0>الفنية للنحت ، انه كان يقول على سبيل الفكاهة ــ (انه اخذ من لبن المرضع الازاميل والمطرقة التي كان يعمل بهما تماثيله الرائعة) ان مايكل انجلو قد ارضعته في طفولته&nbsp; زوجة رجل احترف مهنة النحت في مزرعة كانت تمتلكها اسرته (آل بوناردتي). </span>
    </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وعندما كبر وترعرع ادرك والد مايكل انجلو (لودوفيكو بوناروتي) ان ولده يميل ميلا خاصا لرسم الاشخاص ، ونحتهم في الصخور فأرسله وهو مرغم ، وبعد معارضة شديدة ومخافة ان يصبح نحاتا ، وبقى ثلاث سنوات في مرسم (جيرلاندو) يعاونه في رسوماته اذ يندر ان ينتقل فنان مباشرة من رسوماته الطفولية ، الى العمل الفني الذي يقوم به الشبان الفنانون ، وكثيرا ما يموت الفن عند الصغار بإنقضاءعهد الطفولة.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهذه هي مأساة الصبية العجيبة&nbsp; ، ان الفن يستهوي الصبي ويمتلك كل مشاعره ولكن الصبي لا يمتلك الفن بأي حال ، اذ يستسلم الى عالمه ، على انه مع تقدمه في السن وبعد ان يصبح رجلا تكون له كافة الوسائل وكان (مايكل انجلو) استثناء من هذه القاعدة اذ عمل معلمه في قبة (سانتا ماريا نوفيللا) وتقدم تقدما مدهشا حتى شعر معلمه بالغيرة منه وكان يقول (ان هذا الولد يعرف في الفن اكثر مما اعرف) وخاصة عندما كان يرى تلميذه يصحح ويحور ملامح بعض الوجوه النسائية التي كان يرسمها فوق ورقة من الورق المقوى.ومن المحتمل ان يكون هذا الصبي قد شعر بنفسه ينجذب نحو صور (لوكرتسيا تورنا بوني) الجميلة الرشيقة لانه لم يجد في معلمه استجابه لأمانيه الغامضة ، واصبح يميل الى الصور الحزينة التي رسمها (مازاتشو) في كنيسة (كارميني ) التي هرع اليها بمجرد ان اتيحت له <img height=371 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo1.jpg" width=250 align=right vspace=6 border=0>الفرصة للرسم والنقل ، فرسم صورة ( الطرد من الجنة) التي كان تأثيرها كبيرا دون شك على تلك الفتاة المرهفة الحس ، ذلك الاثر الذى تذكره فيما بعد عندما رسم قبة كنيسة (السكستين) وكانت هذه لحظات فريدة في نوعها ونفسية ذات حلاوة رائعة وكان المستقبل امامه مضطربا وغامضا ولكن الكنائس وابراج اجراسها والقصور الضخمة المنعزلة القائمة في مدينته التي خربت شوطا كبيرا في الحضارة جعلته يشعر بأنه اكبر مما هو، ويضل الطريق وهو يسير بين جدران كنيسة (كارميني) الخاوية بين اسوار ملأى بالصور التي ينم شكلها على التهديد والوعيد، وكان دائم التفكير بدراسة ما حوله وهو يشعر بالمكانه التى له في حياة هذا العالم وبالدور الإيجابي الذي يجب عليه ان يقوم به فكرس جهوده كلها للفن قبل ان يصبح فكره(ميدانا مغلقا)&nbsp; وكان الفن والايمان يتصارعان فيه فيما بينهما ويصارعان العالم كله حتى يصبح انتصارا يبدو في هذه الاشعار الجميلة التى قالها في سن الشيخوخة: </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(<font color=#cc3300>أن أفكاري الكثيرة المليئة بالفزع</font>).</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(<font color=#cc3300>لابد أن تتجمع وتصبح مرشدا</font>).</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(<font color=#cc3300>لأيام الصفاء في أواخر أيام حياتي</font>).</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان تيار التصوف الديني هذا يقيد قدرة الفنان وكان الراهب الثائر عند شرحه لرموز( ياعظيم المجد) يطلب من كل رسام أن يرسم نفسه ، والا يرسم نفسه في صورة رجل ولكن في صورة الاسود والخيول، والرجال والنساء الذين لا يمثلون شخصه ، ويجب أن يرسم نفسه ، فانها مع ذلك كلها من وحي فكرته (لم يكن الجمال الخالد ليظهر في الصور ولكن له صفة في جمال الله واقتربت منه). وكان المذهب الأنساني الذي يرى ان الجمال يكمن في اشكال الفن الكلاسيكي وتناسبه وتلك الفكرة الصوفية التي ابتدعها "سافونا رولا" أي ان الأحساس الداخلي بجمال غامض . وصحيح ان اعماله التي رسمها في سني شبابه الاولى والتي اعاد النظر فيها وادخل عليها الكثير من التحسن كانت خاصة بالفترة الوثنية، اما حبه لتصوير الصور الانسانية والمخلوقات القدسية ، والاجسام القوية التي بلغت حد الكمال فانه لم يلمسها ذلك التشاؤم المسيحي الذي كان قد تسرب الى تماثيله التي استلهمها من الصور الوثنية (حتى ليمكن القول دون تردد بأنها تمثل روح الانسانية المسيحية). </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان حبه للفضيلة وممارسته لفنه هما وحدهما اللذان استطاعا أرضاء ضميره.&nbsp; وكانت اجتماعاته باالناس لا تحرمه من البهجة والسرور فحسب ولكنها تبعده عن التفكير والتأمل. وفي تلك الفترة اطلت على نفسه المآسي الإنسانية والدينية بجبن وفي شيء من الضعف وهنا ظهرت العبقرية واضحة للعيان كما لو كانت في انتظار موسمها. كان رئيس الرهبان في كنيسة (سانتو سبيرتو) (روح القدس) يستقبله في غرف الدير ويحصل له على بعض جثث الرهبان (التي يتحتم عليه دفنها بعدئذ في الكنيسة او الدير) والتي كان مايكل انجلو يقطع أجزاءها بقصد دراستها ، واعترافا بجميل هذا الراهب صنع له صليبا من الخشب وهناك تمثال جميل آخر من التماثيل التي صنعها (مايكل انجلو) وهو في السابعة عشرة من عمره وهو يذكرنا بساقيه المثنيتين تحت ثقل جسمه الصبياني الفض بتمثال ال (البييتا) ( الشفقة) الذي يمثل المسيح بعد وفاته والذي صنعه وهو يكاد يبلغ التسعين.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt"><img height=418 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo2.jpg" width=250 align=left vspace=6 border=0>كان مايكل انجلو في تلك الاثناء مستمرا في القيام بعمل الصانع الفني وفي حفر الخشب ودق الصخر وفي الوقت نفسه كان يحفظ عن ظهر قلب ، وكانت آلام جحيم دانتي المحزنة يجب ان تكون قد صقلت خياله اكثر من اساطير أفلاطون ، وكانت الكوميديا الالهية في نظره كتابا مقدسا انسانيا جديدا في نوعه ولقد فهم من دانتي ان الاساطير القديمة لم تكن تمرينا عاديا على البلاغة والبيان ولكنها شيء اشبه ما يكون بكتاب العهد القديم والانجيل.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لقد اتاحت له طبيعة عمله مخالطة اعظم الناس قدرا في ذلك العصر ، ولقد كانت ارستقراطية الفكر في ذلك الوقت هي الأرستقراطية الوحيدة التي لها مكانتها ، واهميتها في (فلورنسا) كان يجتمع حول ( لورينزو الكبير ) رجال عباقرة تعمقوا في الدراسات الدينية ، والفلسفية يتناقشون بلغة مهذبة في الشعر واصول الكلام. </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكل شيء جميل رائع يجري انتقاده بحكمة ومهارة قبل قبوله، وهكذا كان فناننا الشاب يستطيع ان يحكم على الأشياء بمنتهى الحرية ويقارن بينها وبين غيرها ، وكان هذا تهذيبا لحواسه وسبيلا الى اصلاح الاسلوب. </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كتب المؤرخ " بوفلين " يقول: </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان مايكل انجلو كان منذ اللحظة الاولى شخصية كاملة، لا مثيل لها ، وانه ينظر الى العالم من وجهة نظر تشكيلية، وان كل ما كان يهمه هو الشكل الكامل وان الجسم الانساني هو وحده الشيء الجدير بالتصوير....</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">في عام 1496 وفي زحمة عيد الكرنفال تلك الأعياد التي كانت اشبه ما تكون بأعياد الوثنيين ، كان فناننا العظيم يقوم بعمل تمثال لصبي بارع الجمال ( إله الحب ) يبلغ من العمر ست أو سبع سنوات مضطجعا في شكل انسان نائم ، ما ان&nbsp; رآه ( لورانسودي ميدتشي بوبولاني ) حتى نصحه بجعله يخلع ثوبا من القدم عليه بوضعه تحت الارض فترة من الزمن وكان لا بد ان يحصل منه على ربح كبير اذا ما باعه على انه تمثال قديم.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكان تقليد الطبيعة ومحاكاتها يعتبران في ذلك الوقت دليلا على مهارة الفنان ، ونبوغه وكما ازداد الناس اعجابا بمهارته استطاع ان يصبح بسبب مهارته معلما واستاذا في فن التمويه.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تمثال إله الخمر باخوس اليانع : </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">راودت ( مايكل انجلو ) فكرة خيالية في ذلك الوقت الذي كانت فيه روما تعاني من بلاء التعصب الديني وفي غمرة الانحلال العام الذي كان يسود البلاط ، ان ينحت تمثالا لإله الخمر الشاب وهو مخمور ولم يكن اسم ذلك الإله إلا حجة لنسخ نموذج يعجب مايكل انجلو ويجب ان يكون قد صنعه بسرور عظيم ، وقد يكون من الممكن الاعتقاد وبأنه عندما نحت هذا التمثال عاد الى التفكير في العصور القديمة ، ولكن هذه العصور كانت في قرارة نفسه غريبة عنه ، ولم تكون نشوة إله الخمر الذي صنعه نشوة مقدسة ، كما كانت عند الإغريق، فإن نظرة مسيحية تتسرب تحت المعنى الوثني ، اذ نجد هنا ان النشوة المقدسة تنحرف الى المادة وتصبح خطيئة من الخطايا وذلك لأن كل مجهود من مجهودات مايكل انجلو يتخذ على غير وعي منه معنى دينيا. </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تمثال الشفقة ( لابييتا ) في كنيسة ( القديس بطرس ) :</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهذا التمثال هو صورة " عذراء " شابة فيها حلاوة تكاد تصل الى درجة الأغراء وأم شابة تحمل في شيء كثير من التبجيل المقدس جسد المسيح الميت وهي تنحني فوقه وجهها الذي تبدو عليه دهشة الاطفال وآلام الأمومة وربما كان هذا رمزا للعروس الحزينة التي تبكي عريسا حزينا التي اشار اليها " ابو كاليس " أو ربما كانت ذكرى البيت الشعري الذي كتب دانتي والذي جاء فيه : ( ايتها الام العذراء يا ابنة ابنك ) ولقد احتفظ هذا الألم بشيء من التحفظ والوقار .</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لم يكن في العذراء شيء من الغموض ولم تكن سوى فتاة لا بد ان يكون مايكل انجلو احبها حب العبادة، كما <img height=250 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo3.jpg" width=250 align=right vspace=6 border=0>احب شخصا رمز له بتمثال ( إله الخمر) الثمل . ولقد رد على "كونديفي" عندما سأله عن السر الذي جعله يصور العذراء في صورة فتاة شابة قائلا : (الا تعرف ان النساء العفيفات يحتفظن بشبابهن ، وجمالهن ويبقين اكثر نضارة من غيرهن من النساء العفيفات ومتى تأثر جسم فتاة عذراء ، ولم يعرف الهوى والنزوات طريقا الى قلبها؟&nbsp; بل اني سأقول انه من الممكن ان تكون القدرة الإلهية قد ساعدتها بذلك لكي تثبت للعالم اجمع عذريتها ، وطهارتها ، الامر الذي لم يكن لازما بالنسبة لولدها ، ولهذا اردت تصوير المسيح في صورة انسان يجري عليه كل ما يجري على الناس جميعا ما عدا الخطيئة ، ولذلك لا تعجب إذا رأيتني قد صورت السيدة العذراء في مثل هذه الصورة إجلالا لها وجعلتها تبدو اصغر من سنها ، واكثر شبابا من ابنها الذي كان اصغر منها بكثير).</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وأننا لنجد في تمثال (الشفقة) الذي هو اقوى واعظم عمل فني قام به وهو في هذه السن المبكرة، عناصر اسلوب (بوناروتي) الناضج، اي لقته الفنية التشكيلية، بل تشعر بتطلعه الشديد الى الخلود. ومع هذا فإن اعتزاز مايكل انجلو بمقدرته وبقيمته لم يكن في مقدوره ان ينتزع منه ما كان في طبيعته من حياء وخجل اذ يبدو انه كان يقف في احد الأيام في كنيسة (القديس بطرس ) امام مجموعه من تماثيله الرخامية بينما كان بعض الأجانب وقفوا ينظرون اليها بعين الإعجاب وتساؤل أحدهم قائلا:</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">من صنع هذة التماثيل؟</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">فرد عليه آخر بقوله:</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(إنه أحدب ميلانو).</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ولم يكن يحتمل رؤية الجهلة الأدعياء ، وكان ينفس عن جميع احزانه والامه في وحدته بنحت التماثيل وقرض الشعر . بقي طوال الليل مختبأ في الكنيسة وهو مزود بمصباح وأزاميل وحفر على وشاح تمثال العذراء هذه العبارة (صنع هذا التمثال مايكل انجلو بوناروتي الفلورنسي).</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">بدأ مايكل انجلو فيما بعد العمل على تمثال (داوود) بقطعة كبيرة من الرخام شوهها تقلب واختلاف الفصول. وأننا لنجد في تمثال (داوود) ان الفكرة المسيحية هي المسيطرة وقد اثيرت حوله ضجة ادهشت الجميع حتى ان فنانوا عصر النهضة اخذو يصنعون تماثيل عارية تظهر فيها العضلات وحركتها واضحة ، ولكن (مايكل انجلو لم يكن له اتباع يسيرون على نهجه كما لم يكن له معلمون يأخذ منهم ويسير على طريقتهم.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويعتبر تمثال (داوود) رمزا لمدينة (فلورنسا) وشارة لها ، ورمزا للشباب والشجاعة وكذلك بقيت تلك الكلمات القليلة التي كتبها ( مايكل انجلو ) على احدى مسوداته كأنها رمزا له وهي:
    (داوود بالمقلاع وأنا بالقوس) وربما يكون بعد رحلة العناء والتعب هذة مع تمثال (داوود) وعذراء بروج وتمثال ( العذراء مع طفلها ) الذي لا يزال في مدينة (بروجا) سليما لم يعتريه أي تشويه وبحالته التي خرج فيها من بين أيدي الفنان اذ يشعر من يلامسه حتى الآن بحرارة أليه التي قدته من الرخام في شيء كثيرمن اللطف والرقة وتمثال العذراء هذا يمثل شابه تنظر امامها ولا يعبر وجهها عن دهشة أم صغيرة السن ، ولكن يبدو عليها الثبات والرزانه، والوعي ويخيم على وجهها الحزن أو بالأحرى الحياء ويبدو عليه الألم ولكن في غير عبوس.</span>
    </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">بعد رحلة العناء مع إنجازاته الرائعة هذه بدأ (مايكل انجلو) &nbsp;ينقطع لقراءة كتب الشعراء والخطباء الشعبيين ولفرض القصائد الشعرية التي كان يضمنها قصص غرامية ويعبر فيها عن طموحاته واحزانه وما كان يشعر به من مرارة، وربما كان ذلك للترفيه عن نفسه، وبالرغم من ان جانبا كبيرا من هذة القصائد قد احرق، وذهب طعمة للنيران ، ولو ان بعضا من قصائده التي بقيت كفيلة بأن تضعه في مقدمة كبار الشعراء الذين عاصروه، واننا نراه في قصائده هذه كما في أعماله ييبحث عن الصعوبات ليتحداها وكثيرا ما كان يسرف على نفسه فكان (يكتب ويرسم) أو (ينحت التماثيل ويكتب) في وقت معا. ومع هذا فقد كانت اعماله في الكتابة <img height=280 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo4.jpg" width=220 align=left vspace=6 border=0>او الفن مستقلة بعضها عن البعض ولما كانت تصدر عن فكر واحد فقد كان العمل فيها يسير في مجراه ولم يكن عمل من هذه الأعمال لكي يحتفظ بسموه ليختلط بالعمل الآخر، لأن (مايكل انجلو) كان نسيجا وحده، وكان منقطع النظير، فقد انتقلت معلوماته التصويرية الى ميدان الشعر دون ان يصيبها أي تشويه وقد حفرت كلماتها على الكتلة الرخامية بغير عناية وفي نقطة منها كان بيت من الشعر ينفصل عن بقية الأبيات الاخرى ويصبح أثر من الأثار الخالدة . كتب كونديفي في ذلك ( انه لم يكتب الشعر ألا لأنه يريد التعبير عن هواه وليس بقصد الأحتراف وكان دائما يعتذر بجهله هذه الصناعة تواضعا منه) وكانت دائما تعبيرا عن احساس مؤلم مما كان يجعله يسائل نفسه كثيرا عما اذا كان قد اصبح في عداد الشعراء ، لم يكن في مقدور (مايكل انجلو) ان يروح عن نفسه بالحب ، لأن رجلا من طراز مايكل انجلو كان لا يعجب بالنساء ولما كان قد أوتي نفسا كنفوس الأطفال فإنه كان يبحث عن الحب في قصائده الشعرية التي تفيض بالحزن واليأس، وقد أخذ يحث العاشقين على ان يتخذوا من ألامه أسوة لهم ومثالا يحتذونه، لكي يتجنبوا ذلك الشعور الحلو المميت،</span><span style="font-size: 14pt"> </span><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">واننا لنجد في ديوان شعره عبارات الحزن والأسى كما نجده يسائل الحب عما اذا كان هذا الجمال الذي يوحي به؟ </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">أترى له وجود ، أم أنه لم يكن سوى شيئا مستقرا في نفسه ، أما رموز (اليوم) و(الليل) و(الفجر) التي تظهر فوق النواويس والتي أوحت لمايكل انجلو بهذه المقطوعة الشعرية:</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان الليل الذي تراه في مثل هذه الأوضاع الحلوة </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهو نائم قد نحته ملاك </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">في هذه الصخرة ولما كان ينام فلا بد أنه حي</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إذا لم تصدقني فأرفعه الى أعلى ولسوف يتحدث إليك .</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد جعل مايكل انجلو التمثال يرد على تلك الأبيات الشعرية البسيطة فقال:</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إن النوم عزيز على نفسي واعز منه أنني مصنوع من الصخر </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">بينما يستمر الشر والعار.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان كوني لا أرى ولا أسمع هو من حسن حظي</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ومع ذلك فلا ترفعني الى أعلى بل دعني وحدثني بصوت خفيض.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ونلاحظ انه يريد في هذه الأبيات ان يظهر وجه الشبه بين قضية الليل والموت بصورة فلسفية فطالما ان الموت حي لا يموت كذلك الليل فهو الآخر يملك وجوده الفعلي.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويمكن القول بأن هذه الفترة كانت احسن السنوات في عمر مايكل انجلو أذ اندمجت فيها الألام والجمال بشكل عجيب . وكانت أمجد سنوات فنه التي حقق فيها اسمى الأحلام التي كان يحلم بها عصر النهضة . وربما يكون قد تذكر العهود عندما كتب بعد عدة سنوات هذه الأبيات الشعرية: </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ليس للفنان العظيم أي فكرة أو أي أمل</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إلا أن تخلده قطعة صلبة من الرخام </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهذا لا يحدث إلا عندما </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تطيع يده ما يمليه عليها قلبه.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان هو في تلك اللحظة قد بلغ الذروة ولم يكن قد وجد كما كان الحال بالنسبة للأغريق مدرسة وشعبا كان في استطاعتهما توجيهه . وطالما ان مايكل انجلو لم يملك قسطا من الجمال والوسامة وكان يرى في صور الجمال أسمى آيات الخلق والإبداع وهكذا كان يظهر ويذوب في أعماق نفسه ذلك التعارض الأليم بين الوجه الذي يحس به من يحمل بين جنبيه صورة حبيبه والفرح بالأستحواذ على الجمال وبين شبح الموت الماثل دائما امام عينيه ويستحيل الي صورة أفلاطونية للعالم هي انعكاس لبيئة عصر النهضة الذي عاش فيه. ويقول ( جاسباريني ) في هذا الصدد: إن ( مايكل انجلو) كان يشعر بأن الحب الإنساني العارم يكشف له عن مكنونات وقيم دينية سامية... </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهناك بعض الأبيات الشعرية التي تفيض بالحب والهيام والتي تعبر أصدق تعبير عن حبه العارم الذي كان يجمع بين الإفصاح والتحفظ والرغبة وعدم الرغبة والذي كان يروي فيه حالته والذي كانت جزءا لا يتجزأ من حياته وهذه الأبيات:</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">من ذا الذي يجذبني إليك قوة وأقتدارا </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لي الويل لي الويل لي الويل</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ترى هل أنا مقيد ولست حرا طليقا </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وإذا كنت تقيد غيرك بدون قيد</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد قيدتني دون ان تستخدم يديك أو ذراعيك في تكبيلي</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">فمن ذا الذي يحميني من محياك الجميل</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد كان يعبر عن إحساسه بالتفاني في محبوبه ذلك الإحساس الذي كان يبدو فيه الحب بأحلى معانيه:</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كيف أمكن أن يحدث ألا أصبح بعد اليوم ملكا لنفسي </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">رباه ــ رباه رباه</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">من الذي إنتزعني من نفسي </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ومن ذا الذي أصبح قريبا مني واكثر إلتصاقا بي </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">والذي تغلغل في قلبي عن طريق نظراتي</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويبدو انه ينمو ويكبر داخل قلبي الصغير</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ولا بد أنه سوف يترعرع حتى يفيض به قلبي ....</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">شاءت الظروف ان تجمعه بسيدة تدعى (فيتوريا كولونا) والتي كانت في كنيسة (سان سيلفسترو) تحيا حياة تشبه عيشة الرهبان ، كان ينحني أمامها رجال الأدب ورجال الدين بسبب مركزها الإجتماعي وفضائلها الشعرية وحياتها المثالية وكان مايكل انجلو قد تأثر بها الى درجة الخشوع وسرعان ما تأثرت به هي الاخرى، بعظمته وتفوقه وعمق نفسيته وقوة عزيمته التي لا تهدأ. وقد بادلها مثل هذا التقدير والود فأرسل لها قصائد شعرية منها:&nbsp;</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان هناك إنسانا أو بالأحرى إلها في جسد امرأة يتكلم بفمها</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وإنني حين تتكلم اصغي إليها </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وأشعر بأنني أصبحت إنسانا اخر.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكان ما بهرها منه تمثال صغير يمثل صورة المسيح ميتا والعذراء تحت الصليب كتب عليه هذه العبارة (لا يجب التفكير هنا فيما سال من دماء) وقد احتفظت بهذا معها دائما كما اهداها صورة صليب يشاهد فيه المسيح لا كجسد ملقى على الأرض . ولكن في صورته حيا يشعر ويتلوى من عذاب شديد. </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان شعوره بالحب والخطيئة وتأنيب الضمير والخوف من عقاب الله . قد أخذ يهدأ رويدا رويدا بعد اتصاله بالسيدة (فيتوريا كولونا) وأستماعه لأحاديث الدين والإيمان والثقة بالله . وقد تحول ما كان يشعر به من خوف الى نسك . كما صار تأنيب الضمير نوعا من الإستسلام جعله يتوجه الى الله بكلياته. كما جعله يترك اهتمامه بالفن ويضرب به عرض الحائط . ولكن السلام لم يكن من نصيبه حيث صارت فكرة الموت هاجسا لا يبرح خياله . فكتب يعترف بخطاياه ما يأتي: </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">انني مثقل بما عشت من سنين طوال وملىء بالخطايا.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وبهذا الحمل الثقيل الذي أنوء تحته.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إنني أرى الموت يقترب مني بين أونة واخرى.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وأني أغذي قلبي بسم زعاف </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد كتب في سني حياته الاخيرة مناشدا ايام صباه الآفلة: </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">عد بي الى تلك الحقبة الطليقة الجميلة </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">حيث كنت أسير كما أشاء دون قيد أو عناء</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وأعد الي ذلك المحيا الملائكي الهادىء</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الذي دفنت معه بعد موته كل فضيلة من فضائلي ....</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وبينما كان مايكل انجلو يشتغل في نحت تمثال (الشفقة)&nbsp; الذي كان مخصصا لوضعه في ضريحه الخاص كتب <img height=280 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo5.jpg" width=300 align=left vspace=6 border=0>ثلاثة أبيات : في كثير من الجهد وفي شيء كثير من الضيق .</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">&nbsp;ووسط الأفكار الخاطئة والأخطار العظيمة&nbsp; . التي تحيط بنفسي أخذت في نحت بعض الصور المقدسة.....</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ومن الممكن ان نلاحظ في صورة يوم الحساب التي رسمها بالفريسك ما يؤكد عظمته وبؤسه في وقت واحد. وقد كتب هذه الأبيات التي تنم على ألأعتداد بالنفس. ومع هذا فانه يكون من يمن الطالع . أذا كان في طوقي أن اجعل من الطبيعة شيئا جميلا.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كانت الطبيعة تستقبله بذراعين مفتوحتين أذ ان مايكل انجلو كان يبحث عن الله في الطبيعة . ترى ألم تكن هاتان الذراعان المفتوحتان ذراعا المصلوب .</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تمثال شفقة روندانيني:</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لا بد ان يكون (مايكل انجلو) قد عمل في هذه الفترة تمثالا للشفقة((بيتادي بالسترينا)) وهو ذلك التمثال الغريب واننا نجسد في هذا التمثال أن جسد السيد المسيح ليس ممددا ولكنه في وضع رأسي وهذا وضع يعبر عن منتهى الحزن والألم ، ويتكرر بطريقة تدعو الى الكثير من الضيق والقلق في تمثال الشفقة ( بيتا روندانيني ) ولم يكن مايكل انجلو يترك عملا من اعماله ناقصا (كما يدعي ببعض النقاد) بمحض إرادته ، اذ كان يضفي على اعماله الشيء الكثير من الصلابة وهو يصنعها من الصخور العاتيه ويجعل الناظر اليها في حيرة ويثير فيه الرغبة في التفكير في العمل الناقص بصفته شكلا من الأشكال الفنية وتعبيرا عنها .</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ولقد كتب (سابونارو) في ذلك ما نصه: ان مايكل انجلو وهو يحطم تمثال الشفقة حطم مثال الجمال الذي يبدو في العمل الناقص وان تحطيم تمثال انما هو التمرد على اكماله ، وهذا هو نتيجة من نتائج الغيرة، وربما كان ذلك نتيجة لحب الموضوع الفني ذاته، اذ ان التمثال اذا ما تم صنعه يصبح شيئا ملكا للناس أجمعين ولسوف يأتي اليوم الذي يغدر البشر فيه بهذا التمثال ولهذا السبب كان مايكل انجلو يريد ان يحتفظ بالتمثال لنفسه، ويبقيه الى جانبه يأنس بصحبته النفسية ويراقبه ويحرص عليه ويلزمه بأن يكشف له، ولو تقطعت اوصاله أو اصابه شيء من التشويه ، عن السر في مقدرته على القيام بأعمال اكثر دقة وكمالا . </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان يفتقر الى الوقت والجهد لبلوغ درجة الكمال الذي ينشده ، وشعوره بالفشل والخذلان ، لعدم مقدرته على الاستمرار في اعماله ، ومحاولته التفوق والسيطرة على عالم مثالي.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ولكن كان هناك شيء آخر اعظم من كل شيء سواه وهو الموت ، اذ ان الموت كان قد استولى عليه، وتمكن منه ، وافسد كل المعايير ، لذلك كانت اشعاره الأخيرة التي خلصت من الشكوك ومن الاحساس بالخطيئة قد تحولت الى ابتهالات دينية ، وبينما كان جسده الذي اصبح جلدا على عظم يذوب ويأخذ في الفناء وكان حبه يمتزج بايمانه.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان في الصباح اذ ما اشرقت الشمس يخرج من بيته ممتطيا صهوة جواده الهزيل وهو يرتدي ثيابه التي ينام بها ليذهب الى الفاتيكان حيث كانت ابوابه تنفتح امامه ليقوم بتشييد اكبر معبد من معابد المسيحية وكان هو الذي يهيمن على كل شيء وكانت مقدرته على الهيمنة والأشراق تصدر من اعماق نفسه كأنه وحي والهام يأتي لرجل متردد خجول بطبيعته . وفي المساء عندما يعود الى داره كان يحتبس فيه مع قطعة من الرخام، وقد كتب (فازاري) يقول: </span></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">انه كان من اللازم وجود قطعة من المرمر الى جانبه لكي يستطيع قضاء وقته في كل يوم في النحت فيها.. كانت لديه في مرسمه قطعة من الرخام طويلة ورفيعه وكان قد اخذ في صنع تمثال للشفقة وهو ذلك التمثال الذي اطلق عليه اسم (شفقة روندانيني) والذي بلغ مايكل انجلو فيه اسمى حدود فن النحت ، والذي خلب الباب الناس اجمعين ، وانا نرى في هذا التمثال صورة شيخين ضعيفين ينزلق احدهما فوق الآخر وهما يسقطان في اتجاه راسي هو اتجاه الموت ويقف مايكل انجلو ازاءهما عاجزا امام سر العالم الآخر ، وكان مايكل انجلو يؤثر العمل دائما في جوف الليل ، اذ كان يحب الليل ، وكان يقول : لك الله ايها الليل يا الذ الأوقات واحلاها رغم سوادك وظلمتك . كان يحتجب الناس لكي ينحت تلك التماثيل العجيبة غير الكاملة التي بدأ العمل فيها في سني الشيخوخة.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان ينظر الى تلك الوجوه غير الكاملة كأنها جروح في جسده ، والى تلك التماثيل المتجسدة التي تبعث الحيرة والهلع ، كان ينظر الى الموت واذا كان ينظر الى الموت ، كان ينظر الى الله ، ولم يعبأ بالمتاعب ولم يكن ليريد معالجة نفسه من امراضه.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان قد حكم على نفسه بنفسه بالأضطلاع بهذه الاعمال الجبارة وهو يعلم أن العبقرية يجب ان تكون لها ضحاياها وشهداؤها . وقد جاء في وصيته ما يلي:</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">(<font color=#cc3300>انني أوصي بروحي لله وبجسدي الفاني لمقبرتي وبممتلكاتي لأسرتي</font>).</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكان تمثال روندانيني يتألق الى جواره بعد ان وافته المنية وهو التمثال الذي ظل يعمل فيه حتى أواخر حياته، وقد بقي التمثال (روندانيني) ، في منزله رمزا لعبقريته ونبوغه ولذكائه المنقوش على الصخر.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لم تكن وفاة مايكل انجلو فقدان فنان عظيم وعبقرية ليس لها نظير فحسب بل كانت ايضا بمثابة إسدال الستار على فصل من اجمل الفصول المزدهرة التي عرفتها ايطاليا ، فكان حزنه نتيجة لما قيضته المقادير ونزولا على إرادتها ، فكان كاالقدر لم تعرف شفتاه الابتسام في يوم من الأياموكان شعوره بالألم يتضاءل باديء ذي بدء أمام شعوره بانتصار الجمال ثم اخذ يزول كلية أمام قوة الإيمان .</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الشكل الإنساني أسمى موضوع:</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">يبدو لي إذ تنسخ واحدا من تلك الأشياء بحسب نوعها انك في الحقيقة تقلد الله لكن سيكون اسمى وامجد ذلك <img height=223 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo6.jpg" width=350 align=left vspace=6 border=0>العمل من التصوير الذي يصور اسمى الأشياء بأعظم ذوق وبراعة ومن ذلك تبلغ الهمجية الحد الذي لايفهم فيه ان قدم الانسان اسمى من حذائه وان جلده اسمى من ذلك الجلد الذي للخروف والذي يرتديه هو والا يستطيع تصعيب ماهو سهل.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويلزم ان اخبرك يا (فرنشيسكو) هولندا بالتفوق العظيم جدا لفننا هذا تفوقا لعلك تعرفه واظنك تعتبره الاسمى يعني ما ينبغي على المرء من الكد العظيم والعمل الشاق ويدرس ليدرك في التصوير انه بعد جهد كثيرينفقه ان يبدو وكأنه أنجز سريعا ودون ما جهد ولو انه في الحقيقة لم يكن كذلك وهذا يحتاج الى تفوق أعظم مهارة فنا.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وجهات نظره حول النحت والتصوير:</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كتب الى (بندتو فارتشي) يقول لقد اعتدت ان اعتبر النحت هو سلم التصوير وانه بين الاثنين نفس الأختلاف الذي بين الشمس والقمر ولكن الان وبعد ان قرأت كتابك الذي تتحدث فيه كفيلسوف فتقول ان الاشياء التي لها نفس الغاية هي في ذاتها عين الشيء لقد غيرت رأيي وانا الان اعتبر ان التصوبروالنحت واحد والشيء عينه ما لم يصرف بقدر أعظم من النبل ومصاعباعظم في الإنجاز وحدودا ادق وعملا اشق وذلك اذا اتيح لي حكم افضل، واذا كان هو الحال فإنه لاينبغي ان يظن المصور النحت دون التصوير ، ولا المصور ان التصوير دون النحت. واعني بالنحت ذلك النوع الذي يجري بالقطع من الكتلة ، ذلك النوع الذي يجري باقامة التصاويرالمتمثله ويكفي هذا لان احدهما أو كليهما (يعني التصوير او النحت كليهما) ينبثقان من الطاقة ذاتها، سيكون امرا سهلا اقامة تناسق بينهما وترك مثل هذه الجدليات التي تشغل من الزمن اكثر من انجاز لاشكال نفسها.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#0000ff><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الجانب الشاعري في حياة مايكل انجلو:</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لقد عاش مايكل انجلو في عصر اطلق عليه عصر (ارستقراطية الفكر) وطالما ان طبيعة عمله كانت تتيح له مجال العظماء من الأدباء والشعراء والفنانين والفلاسفة في عصر(لورينزوالكبير) وبما ان ميله الادبي قد تجلى منذ ان كان فتى كما تجلت ميوله الفنية وطالما انه قرأ أشعار دانني وتأثر بها الى ان حفظها عن ظهر قلب كما قرأ اشعار افلاطون وحفظ كتاب العهد القديم فليس من الغريب ان نرى في نفس هذا الفنان العظيم بوادر شاعر ينحت شعرا من صخر كما ينحت تماثيله . اذ كان هدف مايكل انجلو نشر المباديء الاساسية للعقيدة المسيحية ، الخلق الفداء ، الهلاك ، التخليص ، وكانت الوسيلة الى ذلك تصوير الجمال من خلال الشعر والنثر والتصوير وفي تعاليم افلاطون ودانتي وفيسينو اذ يجد الفنان في ذلك الاصطلاح الميتافيزيقي لتشوقه الصوفي ولعقيدته التي لا تزعزع ، ولحبه للجمال وممارسته الفنية فها هو ينشد قصيدة يتغنى فيها بالجمال:</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ذهب الجمال لدى ميلادي ليخدم كنموذج مخلص لفني.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">النور والمرآة كفنين شقيقين.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ومن يصدق في تحكيم غيرهما مخطيء.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">إنه وحده الذي يرفع العين عاليا لذاك الارتفاع.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">حيث الكد والنصب في النحت والتصوير.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ايها الحكم الطائش الاعمى الذي يلهى.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الحس عن الجمال الذي يتحرك سرا.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويرفع كل صوت عقل للسماء.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لا عين توهن المسافة يمكن ان تمر من الممات الى الالهية ولا هنالك فكر للصعود بلا جمال والا فهو باطل.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">عيوني المفتونه بالأشياء الجميلة.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وروحي هذه التي تصيح للخلاص.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ربما لم تصعد ابدا تجاه السماء.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">حين ينقشع عنها منظر الجمال </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">من اعلى النجوم يسقط</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">على الأرض البهاء</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">مجتذبا الرغبة بعيدا </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الى ذاك الذي وهبها الميلاد.....</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وهكذا فان الحب والنار الالهية والتوجيه الحكيم يجدها القلب النبيل اكثر في العيون شبيهة النجوم وقد كتب (فازاري) يقول : كان مايكل انجلو يستيقظ من نومه باكرا وينظم بعض الأشعار وقد الى في احد المرات يقول: ــ انني اعلم انك ستقول انني رجل هرم مجنون عندما احاول نظم بعض القصائد الشعرية ولكن لما كان الكثيرون يقولون انني قد عدت طفلا فإنني اردت ان اقوم بهذه المهمة وقد أرسي مع هذه الرسالة قصيدة من افخر القصائد الشعرية التي كتبها . وكانت اشعاره التي تخرج من صميم نفسه المضطربة قد استحالت الى ابتهالات واناشيد ويبدو انه كانت له فيها مسلاة في غمرة الالم اذ نجده يقول:</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لقد وصلت وانا في طريق الحياة </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">في بحر عاصف لجي فوق قارب متأرجح</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الى المرسى الذي ينتهي اليه مصير كل انسان </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">حيث يؤدي عنده حسابا عما قام بعمله من خير او شر </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وحيث اجد الخيال المحبوب .....</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">الذي جعلني للفن سيدا ومليكا </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وانني اعلم الان حق العلم انني مثقل بالخطايا</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وبما يرتكبه كل انسان على الرغم منه ....</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ترى ماذا تفعل لي افكار الحب المرحة الزائلة</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">والموت على مقربة مني؟</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وعندما عاد الى روما في سنيه الأخيرة عاد وهو هاديء البال ، وكان لاينعم بالسلام والهدوء الا بين الاحراش وهناك حيث الطبيعة الخلابة والتي اجتذبت لباب عقله . فأخذ ينشد قصائده متغنيا بجمال الطبيعة وسحرها.</span> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">انه لسرور جديد وشيء له قيمة عظيمة</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان ارى قطعان الماعز المقدامة الجريئة تقف فوق الحصى </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وترعى فوقه قمة هذا الجبل او ذاك</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وراعيها ينتظرها عند السفح وعصاه في يده</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويرهق قلبه بصيحاته العالية </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ويغني تارة وهو واقف على قدميه وتارة أخرى وهو يمشي الهوينا</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وكل سروره ان يبقى رابط الجأش </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وان يبقي مع الخنازير على وفاق في احدى الحظائر .......</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">وقد كتب الى جيورجيو فازاري تلك المقطوعة التي كان يعجب بها كثيرا وأرفقها بخطاب يقول فيه (انه ليطيب </span></font><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لي ان اريح عظامي المنهكة بجوار عظام ابي ولكن ما اخشاه ان يسبب رحيلي ضرر لمبنى (سانت بيترو) وفي هذا عار عظيم قدر ما هو خطيئة كبيرة.</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">.... اخيرا انتهى المطاف بطريق حياتي الطويلة </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">في سفينة شراعية واهن فوق بحر عاصف </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان المرفأ المشترك ، حيث ينبغي هنالك</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt"><img height=382 hspace=6 src="http://www.altshkeely.com/2003/artist_biographc2003/michelangelo7.jpg" width=220 align=left vspace=6 border=0></span><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان يسترجع حساب اعمال الماضي جميعه </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ان الخيال المثير للعاطفة والذي هو في ابهام واتساع</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">جعل الفن مثالا وملكا بالنسبة لي </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">كان وهما وانه لباطل </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">تلك الرغبات التي اغوتني وانهكتني </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">احلام الحب ، تلك التي كانت غابرا حلوة </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">ماذا هي الأن ؟ يمكن ان يكون لي ميتتان</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">واحدة مؤكدة .. والثانية تستبصر نذورها</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لم يعد التصوير والنحت لهما فائدة </span></font></p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">لأن الروح تتجه للحب الالهي &nbsp;</span></font> </p>
    <dd>
    <p dir=rtl style="text-justify: kashida; text-align: justify; text-kashida: 0%"><font color=#cc3300><span lang=ar-kw style="font-size: 14pt">المفتوح الذراعين على الصليب ليعانقانا </span></font></p></dd></dl></font>

  3. #18
    عضو موقوف الصورة الرمزية السنافي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    794
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#810541'><p align=center><font face="arial (arabic)" size=4>ليوناردو دافنشيى
    <hr>
    </font>


    </p>


    <font face="arial (arabic)" size=+1>ليوناردو دافنشيى&nbsp; (1452 ـ1511)&nbsp; كما جاء في المراجع التاريخية – مصور ونحات ومعماري وموسيقي ومهندس ، وعالم إيطالي ، ولد في فينشي ، وكان ابنا غير شرعي&nbsp;<img height=275 hspace=9 src="http://www.altshkeely.com/artist_biographc/leonardo_self-portrait.jpg" width=179 align=left vspace=9 border=1> لكاتب عدل فلونسي وفتاة فلاحة ، تتلمذ على فيروشو ، " لودفيكو سفورتا " ، وفي تلك الفترة فرغ من تأليف الجزء الأكبر من كتابة عن التصوير ، ثم بدأ كتابه في الهدرليكا والميكانيكا والجيولوجيا والنبات ، كما رسم بمساعدة تلميذه " امبرجيو " لوحتي العذراء والصخور ثم صور العشاء الأخير ، وفي عام ( 1500) عاد إلى فلورنسا وخدم عند ( سيزار بورجيه ) كمهندس حربي ، كما صور رائعته المشهورة ( الموناليزا ) المسماة كذلك بالجوكندا ، وأخيرا دعاه فرانسوا الأول إلى فرنسا فأقام فيها بقية حياة ، وفي فرنسا تابع بكل سكينة وهدوء بحوثه المتعددة.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>لقد تراكمت لدي الباحثين في سيرة ليوناردو أكداس من الأبحاث والمؤلفات والمقالات دبج بعضها لفيف من معاصريه ومعارفه ، وكتب بعضها الآخر من تلاهم من النقاد والكتاب والأدباء على مر العصور وحتى الزمن الأخير .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>كان آخر ما صدر من هذه المطبوعات التي تتناول فن ليوناردو وأعماله الخالدة مجلد بالألوان ، وقد تضمن هذا المجلد خلاصة مكثفة لما قيل في ( ليوناردو) منذ نشأته الأولى وحتى أواخر عصرنا الحاضر ، بالإضافة إلى أنه ضم بين دفتيه لوحاته الرائعة التي تنطبق ألوانها على الأصل انطباقا تقنيا جيدا.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>جاء في مقدمة هذا المجلد القيم التي وضعها الناقد ( اندره شاستل ) قوله:</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- لم يكن أحد ممن أعلام الفن في عصر النهضة عرضه للنقد والتقريظ ، أو المديح والتجريح ، مثل ( ليوناردو دافينشيى ) ولم يكن من المستطاع النظر الى أعماله من زاوية واحدة ، أو على وجه دون آخر.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>لقد اطلعنا كلنا ولا ريب على الرسالة التي خطها ( بيرو دانوفالاريا ) وكيل أعمال دوقة ( فلورنسا ) حول أعمال ليوناردو إذ قال فيها:</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( أن حياة ليوناردو لا تتميز ببعد النظر ، يبدو أنه يعيش يومه فقط ولا يأبه لغده ، لقد جعلت الرياضيات منه رجلا عاجزا عن الإمساك بريشة فنان).</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>والأغرب من ذلك أن ( ب. كاستيلون ) كتب يقول :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن ، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة ، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه اغرب المفاهيم ، واحدث التصورات ، ولكنه لم يعرف ان يعبر عنها في صورة ورسومه ).</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ثم جاء ( فازاري ) الفنان الإيطالي والمؤرخ العلامة ( 1512 – 1574 ) ، فأنصف ليوناردو في مؤلفه الضخم ( أحسن الرسامين والنحاتين والمهندسين) وقدره حق قدره ، ولم يخف إعجابه بأعماله التاريخية وقال على لسان أحد معاصريه : - ( أننا لم نقدر فن التصوير عنده ، كما ينبغي ، كما قدرنا فنونه الأخرى).</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ومع ذلك أشار فازاري إلى أن ( ليوناردو ) الذي عاش أواخر أيامه في كنف ملك فرنسا ( لقد أغضب الله والناس لأنه لم يعمل في حقل الفن ، كما يجب أن يعمل إنسان فنان عبقري مثله ).</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ويمضي صاحب المقدمة في حديثه فيقول :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( عندما نبحث في ليوناردو عن الفنان نجد أنفسنا إزاء رجل علم وتجاه مفكر من الطراز الأول ، وعندما نتطلع إليه كرسام نكتشف أننا أمام مهندس نحات مصمم ، وعندما نصل أخيرا إلى انترسيم عنده كرسم تستوقفنا تجارب النظر يأتي وآياته ، أكثر مما تستوقفنا الصورة بحد ذاتها كصورة.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وعلى هذا وباختصار ، تساءلوا في إيطاليا ولا يزالوا يتساءلون عن المضمون الحقيقي ، والبعد الواقعي في عمل ( ليوناردو ) الفني .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أنه لمن المحال فهمه ، وتفسير إنتاجه وتبيانه بكل يسر وسهوله.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ومن المتعذر جدا على الناقد تحديد الشطر الذي كان ( ليوناردو ) يوليه وجهه ، فهو يجسد في أعماله المعضلات الثقافية غير آبه بأبهة السطوع ، وفي كل خط من خطوطه ، وأثر من أثاره ، نلمس صفاء مشاعره ، وقدرته على التجلي ، وموهبته في ابتكار التحويلات بما يشبه التناسخ.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>لقد ولج ( ليوناردو ) الفنان العالمي باب العلوم الفيزيقية ( أو الفلسفة كما دعاها كاستيغليوني ) ، ولكنه جميع معطياته في مجالات المعارف الحيوانية والنباتية والهدروليكية إلى جانب رسومه الرائعة في التشريح وملاحظاته العلمية الأخرى ، لم يكن لها أي تأثير فعال في مجري تاريخ الفكر الإنساني ، كتلك المكتشفات التي قدمها غاليلو وفيسال وهارفي ، وعلي الرغم من أنه خلف لنا كنزا من المعرفة في خمسة الآلف صفحة فانه لم يأت بجديد في مضمار الكشف العلمي أو التقني.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وهكذا ظل ليوناردو رجل الخيال .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أما في مجال الفن فشأنه يختلف عن العلوم ، ذلك أنه أبتدع العديد من الأعمال في النحت وهندسة البناء ، وترك لنا ما يقارب أربعة آلاف رسم تمثل مجموعة على جانب كبير من الإتقان ، بالإضافة إلى بعض النقوش على الرخام ، وبعض الأعمال من الآجر ، وقد اشتهرت أعماله الهندسية والفنية في إيطاليا وفرنسا.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أما في مجال الرسم والتصوير بوجه خاص فهنالك أخيرا الحصيلة الكبرى المتميزة.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>تكاد ابتكاراته&nbsp; وتطلعاته وأفكاره لا تعد ولا تحصي ، والروائع التي أنجزها جاءت دقيقة متقنة ، والمؤثرات فيها ذات تفنن بليغ ، عميق ، بحيث أنه يستحيل على أصحاب المدارس الحديثة فهم اتجاهاتها ومراميها البعيدة ، حتى لو جردت من المنظور الشامل لعصر النهضة ، لقد تمكن "فازاري" من توضيح هذا الجانب من عبقرية ليوناردو ، إذ أكد أن صاحبنا بما كان يحمل من مواضيع ، وأساليب في التركيب ، قد تجاوز حدود التقليد ، وتخطي المدارس الإيطالية في عصره إلى حد بعيد ، ولعل خير مصداق على صحة هذا التعليل قول ليوناردو نفسه في كتابه " دراسة التصوير ".</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( حين يكون عمل الرسام على مستوي حكمه ( أو منطقة ) فيمني ذلك إشارة سيئة إلى هذا الحكم ، وحين يتجاوز هذا العمل الفني الحكم ، فهذا أمر سيئ ، كما لو أن الرسام صاحب العمل معجب بما صنع ).</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ولما يتجاوز الحكم العمل المنجز ، ففي ذلك بادرة حسنة ، ولا سيما إذا كان هذا الحكم صادرا عن فنان ناشئ يتطلع دائما نحو الأفضل ، وسيكتب له النجاح والمستقبل اللامع ، وقد ينتج أعمالا قليلة ، ولكنها ستكون و لاريب تحفا ذات قيمة ، وستقف الأجيال التالية مشدوهة أمام ما تتميز به من إتقان ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><img height=275 hspace=9 src="http://www.altshkeely.com/artist_biographc/leonardo_mona_d.jpg" width=197 align=right vspace=9 border=1> <font face="arial (arabic)" size=+1>هذا ، وبعد أن يتناول الناقد ( ساشتل ) أعمال ليوناردو وروائعه بالشرح والتحليل وبخاصة رائعته الخالدة ( الموناليزا ) ذات السمة الخلابة الدائمة .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وكذلك لوحته الكبيرة " العشاء الأخير " أو ما يسمى أيضا ( بالعشاء السري ) ينتقل بنا إلى عرض آراء بعض الباحثين المعاصرين ، والعلماء المخضرمين في هذه الأعمال ، فيشير على سبيل المثال إلى التحليل الذي توصل إليه ( فرويد ) حول شخصية ( ليوناردو دافنشيى ) فقد أتي عليه في كراس صغير عام ( 1910) ، وفي هذا الكراس ينسب ( أبو التحليل النفسي ) إلى دافنشيى عقدة ( فقدان حب الأم وحنانها منذ عهد الطفولة ).</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ويشرح تطور الغريزة الجنسية عنده وأثر ذلك في تصويره الخارق ، ومعلوم أن ( دافنشيى ) هو الابن غير الشرعي المسجل العقود الفلورني ، بالإضافة إلى التناقضات والعوامل الأخرى التي كانت تمور في عقله الباطن ، والتي شغلت الحيز الأكبر من عبقريته الكامنة إلى جانب ما يتمتع به من ثقافة شاملة ، (ولعل في صورة الموناليزا التي تمثل الأمومة بأجلى مظاهرها خير مصداق على ذلك).</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ومهما يكن من أمر التحليل الفرويدي ، ومهما كان فيه من صدمة للمؤرخين ، فلاريب أن فرويد قد أكد على أي مدي تعتبر روائع ( ليوناردو ) مشحونة بالطاقات والأسرار التي تبعث على التأمل والتفكير .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( نستطيع تكوين صورة لليوناردو على ضوء الأبحاث التي دارت حوله ، ثمة شبة إجماع على الإشادة بدوره كفنان ، وهذه الصورة لا تقتصر على سلخه من عصره ، وتجاوزه زمانه ، بل تدل كذلك على انفصال في داخل ذاته ، إلى حد ما بسبب ضخامة معطياته وصعوبة مراجعتها .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أن روائعه مثل ( الموناليزا ) و ( العشاء الأخير ) و ( القديسة آن ) مصقولة صقل المرآة تعكس امام كل فرد منا على حدة اسراره الدافينة &#33; ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>منذ أربعة قرون وأكثر ، والنقاد والكتاب والأدباء والعلماء يعالجون أعمال دافنشي المختلفة بما يفوق ما كتبوا عن ميكلانجلو ورفائيل ، واقتطف فيما يلي بعض فقرات من أقوالهم حسب تسلسلها الزمني :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>في عام 1497 كتب ( م. راندلو ) أحد معاصري ليوناردو يقول :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( لقد راقبت ليوناردو عن كثب وهو يعمل منذ الصباح الباكر حتى الغروب في رسم صورة " العشاء الأخير ) ، كما يقف على " السقالة " لتبلغ ريشته اللوحة في أعلى الجدار ، وكان ينسى نفسه ، وينسى أن يأكل ويشرب ، وهو منهمك في عمله بلا انقطاع ، ثم يتوقف عن العمل فجأة لمدة يومين أو ثلاثة أو أربعة أيام ويظل واقفا ساعات وساعات ، يطيل النظر إلى رسمه ، ويتأمل فيما بعد ، محاولا الحكم على ما صنع ، وكنت أراه أحيانا وهو يهرع على حين غرة عند الظهيرة ليعاود ما بدأ ، كأن إلهاما هبط عليه ليرتجل الرسم بعدئذ ارتجالا &#33; ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1506 كتب بيرقدار فلورنسا ش. امبوازو في رسالة يقول :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( أن مواطنكم المعلم ( ليوناردو دافنشي ) قد خلف من الآثار الفنية الرائعة ، وبخاصة في هذا البلد ( ميلانو ) ما يثير إعجاب من يعرفه بالذات ومن لا يعرفه، أنه ليسرني أن أعترف بأني من أولئك الذين أحبوه ، من خلال أعماله ، قبل أن يتعرفوا عليه ، وأنه لمن دواعي الأسف الشديد أن اسمه ظل مغمورا في مجال التصوير ، نظرا لانهماكه بأعمال أخرى ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1528 قال ب. كاستيغيلي :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( وهذا الفنان ، ويعني ليوناردو ، الذي يعتبر من أوائل أهل الفن في العالم ، تراه يحتقر الفن الذي سما به ، وينصرف إلى تعلم الفلسفة ، حيث خرج منها بمفاهيم غريبة جدا ، وتصورات جديدة ، ولم تستطيع ريشته بكل ما أوتيت من نعومة أن تصورها).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1537 كتب ( آنونيمو غاديانو ) يقول :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( على الرغم من أن ليوناردو المعجزة الذي نبغ في الرياضيات كما نبغ في التصوير والتنظير ، ومارس النحت لم يكن يرسم كثيرا ، أذ كان لا يرضي عن عمله في هذا المضمار &#33; ).</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ولم يكن يقر له قرار . . . كان منهمكا على الدوام في مجالات العلوم الخارفة للعادة ، ,في كل يوم يبتكر شيئا جديدا ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><img height=275 hspace=9 src="http://www.altshkeely.com/artist_biographc/leonardo_muscles.jpg" width=195 align=right vspace=9 border=1> <font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1551 كتب س. سرلبيو في " المنظور الحر الثاني " مايلي :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( أن منشا النظرية هو الذكاء ، ولكن اليد هي التي تمارس التطبيق العملي ، وبما أن ( ليوناردو ) كان على جانب عظيم من الذكاء فلم يكن راضيا عما يصنع، ولذلك لم تبلغ ريشته مستوي ذكائه ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1557 قال دولشي في " الحوار ":</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( أن ليوناردو يضاهي ميكلانجلو في كل شيء . . . إلا أن روحه العالية لم تكن لترضي بما كان يفعل ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1568 كتب الفنان والمؤرخ فازاري :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( . . . أن مخلوق لطيف جدا وسماري ( كذا )، لقد حبته الطبيعة بروح سامية ، مكنته من طرق مختلف الأبواب العلمية والفنية ، وكان متفوقا تفوقا ملحوظا ، وكان يعمل مندفعا بفكره وجنانه فأنتج من الأعمال ما لم يستطيع سواه إنتاجه ، وطبع جميع أعماله بطابعه الخاص المتميز بالخير والجمال والعطاء.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>هذا ، ومن المعلوم أن ليوناردو ) بدا العديد من الأعمال ، من خلال مسيرته الفنية ، لكنه لم ينجز واحدة منها ، كما تتوق نفسه المتوثبة نحو الأكمل، ذلك لان يده لم تطل خياله الواسع ، وتطلعاته الباهرة ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1590 كتب ج.لومارتو يقول :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( أن مواضيع دافينشي تنبع من قلب نبيل ، وتصدر عن رؤية واضحة المعالم ، ومن طبيعة إنسان متعلم مفكر ، أوتي من الحكمة ما مكنه من التميز بين الخير والشر ، والنور والظلام.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أنها مواضيع – ولعمر الحق – مثال للفضائل ، أنها المثل العليا.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وكان يري الأخطاء في أعماله في الوقت الذي كان فيه غيره يري في تحفه ذاتها معجزات ‍</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وكان لا يميل إلى الإضاءة في الألوان اكثر من اللازم ، ويوفرها لاستخدامها على أحسن وجه ، ولهذا أبرع في تصوير الوجوه والأجسام كما أبدعتها الطبيعة نفسها .</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1649 جاء في كتاب ( أ.بوس ) حول الأساليب المتميزة في التصوير ، الذي صدر باللغة الفرنسية :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( . . . تتميز لوحات ليوناردو دافنشي كذا وردت في النص ، بطريقة متكاملة وبألوان متجانسة ، أي أن الأنوار والظلال فيها تذوب بخفة ورشاقة ، ولا تهمل خطوطه أية تفصيلات دقيقة من الجسم ، وهكذا أبدع لنا " الجيوكاندا " و " فلورا " ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1666 كتب ( آ. فيلبيان ) في مؤلفه " حياة وتحف أحسن الفنانين القدامى والمعاصرين " ينتقد أعمال ( ليوناردو ) على هواه :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( لقد تجاوز في اندفاعه وراء الأفكار العظيمة ، وفي تطلعاته نحو جمال الأشياء حدود الفن ، فخلق وجوها خارقة ، غير طبيعية ، ورسم الأطر الأساسية أكثر فأكثر بسمات من ابتكاره ، وأعتني عناية فائقة بالأشياء الدقيقة ، واسبغ سوادا على الظلال ، الأمر الذي جعل الإضاءة تعكس بروزا يخدع النظر).</font>&nbsp;
    <center><font color=#ff6600 size=+2><font face="arial (arabic)">* * *</font>&nbsp;</font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1764 كتب ج. ب. غروسللي في مذكرات حول ايطاليا والايطاليين :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( تبدو لي لوحة ( العشاء الأخير ) جميلة ، ولكن جمالها طاغ صارخ ، الأمر الذي لم نعتد على مشاهدة مثله في فرنسا).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><img height=275 alt="تفصيل من العشاء الأخير" hspace=9 src="http://www.altshkeely.com/artist_biographc/leonardo_lastsup_d1.jpg" width=211 align=right vspace=9 border=1> <font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1792 كتب ل. لانزي في " تاريخ إيطاليا " يصف فن ( دافنشي ) على طريقته :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( كان ذلك المصور الفذ يرسم بأسلوبين ، الأول مشحون بالظلال التي تنطلق منها الومضات المتضادة ، والتي بتضادها تتميز وتتضح الأشكال البديعة والثاني اكثر ارتياحا وسكونا تصدر عنه ما بين ، وفي كل أسلوب منهما يبرز تفوق الرسام ، ورشاقة اللمسات ، وخفقان الفؤاد ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1816 كتب ( غوته ) شاعر ألمانيا الكبير في رسالة له يصف ( دافنشي):</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( برز ليوناردو العبقري الشمولي في مجال التصوير بوجه خاص ، لقد جمع في خطوطه المتناسقة البديعة كل الملامح الإنسانية ، وبذلك كان مثلا فريدا للفنان.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>كان نفاذ بصيرته ينطلق من ثقافة واسعة متميزة ، وعلى الرغم من موهبته الطبيعية كان يتجنب كل قفزة فجائية ، أو اندفاع تلقائي ، فيتزوي – إلى حد بعيد – في كل عمل يقدم عليه ، وفي المعادلات الصافية ، حتى في التشكيل الخارق للأجسام الغريبة المنفصمة ذات المدلولين .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>( كان ملتزم بأن يصدر إنتاجه طبيعيا وعقلانيا ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1855 قال الكاتب الألماني " بركهاردت " :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( انه أكثر واقعية من أسلافه الذين التزموا بالواقعية كدليل على التفوق ، لقد تسامي على الواقعية نفسها وأصبح حرا ، مثله في ذلك كمثل تلك القلة من الفنانين الذين قلما يجود الزمان بمثلهم ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1857 نشر " بودلير " شاعر فرنسا الملاك – الشيطان – ديوانه " أزاهير الشر " وفيه يصف ليوناردو وصفا غريبا :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( ليوناردو ، ما أنت إلا مرآة&nbsp;&nbsp; مدلهمة ، عميقة الأغوار</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>تعكس صور الملائك الحسان&nbsp;&nbsp; وعلى شفاههم ابتسامة طافحة بالأسرار</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وهم قابعون وراء الظلال&nbsp;&nbsp;&nbsp; في أرض الثلوج والصنوبر الأخضر&nbsp;</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ذلكم هو مأواهم أبد الادهر</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1860 جاء في مقال كتبه " دولاكروا " الرسام المعروف في جريدة " الجورنال " قوله :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( كانت الطبيعة تجذبه إليها على الدوام ، فيصغي بإرهاف إلى ما تهمسه في أذنيه ، وما تلهمه من أعمال ، ولم يقلد أحدا فيما صنع ، حتى أنه لم يكن راضيا عن نفسه.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>إذا نظرت إلى أعظم الرجال علما تجدهم اكثر الناس سذاجة وبساطة وتواضعا ، وهو يستحق في الواقع ما أغدق على قرينيه " انجلو " و " رفائيل " من ثناء وإطراء ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1861 كتب آ.أي. ريو في مجلة " الفنون المسيحية ".</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( أنه الفريد من نوعه بين الفنانين ، لقد أوتي من الصلابة والتسامي ونبل المشاعر والطيب ما جعل موهبته تتفتق عن التو ليفية بين المثالية والواقعية ، لم يسبق ليوناردو أحد في التغلغل بعمق بأسرار العلم.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>( ولكن إنتاجه لم يبلغ مع الأسف المستوى العظيم لمفاهيمه ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي 1866 أشار هـ . . تين في كتابه ( رحلة إلى إيطاليا ) إلى ليوناردو بقوله :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( من المحتمل أن لا مثيل له في العالم ، في عبقرية شاملة ، متعددة الجوانب ، وفي روح متوثبة جدا ، وفي نفس لا ترضي بحال ، ولا تقنع بمال ، لقد كان يتطلع إلى الإمام ، على الدوام ، حتى تجاور عصره ، والعصور اللاحقة إلى اللانهاية . . .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أن صورة التي أبدعها تعبر عن تعبر شفافية عجيبة ، أنها حية دائما تكاد تنطق ، فتخاطبها وتخاطبك ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1873 صدر كتاب بالإنكليزية للمؤرخ .د.باتر بعنوان " دراسات في عصر النهضة " ، تناول في فصل من فصوله فن ( ليوناردو ) جاء فيه :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( لقد عاش ليوناردو للفن ومن أجل الفن . . . أن الجوكندا " الموناليزا " رائعة ( ليناردو ) تكشف القناع عن طرق تفكيره وعمله ، أنها أشبه ما تكون بتحفه دور المسماة ( بالسويداء ) أو ( الماليخوليا ) إلا أن ( الجوكندا ) تختلف عنها بأن لاغلو ولا إبهام في رمزيتها ، فهي طافحة بالأسرار ، ذات عمق ، وملاحة جذابة.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>( وعلى هذا نستطيع أن نري في الموناليزا شكلاوليدا لخيال القدامى ، ورمزا للفكر المعاصر ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1896 وصف ب. بيرنسون في كتابه " المصورون الإيطاليون في عصر النهضة " ( ليوناردو ) بقوله :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>( أن ليوناردو رسام فريد من نوعه ، فلا تمس ريشته شيئا إلا وتحوله الى صورة جمالية خالدة ، أنه يبعث في المادة روحا ناطقة ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1988 قال الناقد الألماني هـ. ( ولفلين ) :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>( تميز ليوناردو بين فناني عصر النهضة باكتشافه السمات الفيزيونومية الخفية أكثر من سواه ، وذلك عن طريق التأملات النابعة من صميم الوجدان، أن الفنان بالنسبة إليه هو العين المتفتحة على العالم ، المتحكمة في جميع الأشياء المرئية ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1919 قال ليونيللو فانتوري في كتابه :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>( نقد أعمال ليوناردو دافينشي ) :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( لم يكن له لون ثابت ، وكان يحدق ببصره إلى الأفق البعيد نحو أجواء واسعة ، إلى الهضاب والروابي الخضر والجبال الشم ، ماذا كان يعني الظاهر من الأشياء بالنسبة لرؤية هذا الأفاق الواسعة ؟</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>كانت عين ( ليوناردو ) ترنو إلى الوجه الإنساني من&nbsp; بعيد ، صحيح أن النظر إلى الوجه عن قرب يحدد معالمه ، ولكن عين ( ليوناردو ) تفضل مع ذلك رؤيته عن بعد.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وكل شيء من قريب يبدو له جامدا وساكنا .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أن تقلبات الجو المستمرة تلطف الأشياء البعيدة ، وتخفف من ثقلها ، وفي هذا المساء ، وعندما يلف الغسق الأفئدة والأشياء ، ترسم على الأفق اهتزازات بطيئة ذات حركة دائمة.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وكذلك الحال مع الوجه الإنساني .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وفي خطوطه حيث يلج النور بالظلام ، والظلام بالنور ، تتقلب الأجواء ، وتتحرك الطبيعة كحركة كل ذرة من هباء العالم ، وعلى الوجه ترتسم خلجة روحية تائهة ، منطلقة من الأحلام.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>إنه شكل بلا شكل ، ولون بلا لون .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>إنه رؤية ذات ألوان في الشكل ، وهيولية تصيريه في اللون ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1928 قال الناقد أو. سيرين في كتابه :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>" ليوناردو دافينشي " :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( كان في باكورة أعماله نحاتا أكثر منه رساما ، أنه فلورنسي حتى العظم ، ولكنه أكثر وعيا وخفه ورشاقة وذكاء.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أن فن ليوناردو ( ظل – بعد أن تحول إلى التصوير – فلورنسيا أصيلا ، ولو أنه بلغ به حدا من التعبير والانسجام والجمال أعظم غني مما عاهدناه في فناني قلورنسا ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1934 جاء في دائرة المعارف الإيطالية على لسان آ . فانتوري :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( استطاع ليوناردو أن يحتل مكانته اللائقة في عصر النهضة ، ذلك العهد الذي تميز بوحدة الأنشطة الإنسانية ، فكان الفن معناه العلم ، وكذلك معناه حقيقة تنطلق بتقدم الإنسان وترقيه.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>لقد وجد ( ليوناردو ) آنذاك هويته الحقيقة ، وبلغ ما بلغه من مجد ، لأنه تمكن بما بذله من جهد أن يجعل الفن الإيطالي فنا شموليا ).&nbsp;</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1951 نشرت مجلة " الفنون " مقالا تناول فيه ش . تولني لوحة " الموناليزا " بالتقريظ جاء قوله :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( . . . في الجوكندا يبدو الفرد كمعجزة من خلق الطبيعة ، وفي الوقت نفسه تمثل النوع ، إن هذه اللوحة تتجاوز الحدود الاجتماعية الضيقة لتصبح ذات قيمة عالمية شاملة.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>لقد أنجز ( ليوناردو ) هذه التحفة لا بوصفه باحثا ، منقبا ، مفكرا وحسب ، بل كرسام وشاعر في آن واحد ، وفي الوقت نفسه ، ظل الجانب الفلسفي – العلمي ، في مضمونها على غير نسق معين .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ابتكر ( ليوناردو ) في لوحة هذه صيغة جديدة تجمع بين الصورة الأعظم روعة وأبهة ، والأشد حركة وقوة ، وبين الصورة الأكثر شاعريه ، الأمر الذي بز به من سلفه من أهل الفن .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>قبل ( ليوناردو ) كانت اللوحات من غير حياة وأسرار ، إذ كان اهتمام الفنانين في عصره منصبا على الأشكال الخارجية ، من غير التفات إلى النواحي الوجدانية والشاعرية النابعة من القلب ، ( أو العقل ) فلا يرى المشاهد في أعمالهم سوى خطوط ورموز.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>لقد أنبثق عن ( الموناليزا ) وحدها لغز : إلا وهو لغز الفؤاد الذي لا يدرك.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>هذه الشاعرية في الإسرار ما هي في الواقع إلا وليدة الوحدة الضمنية للوجه من المنظر على الأساس ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1952 كتب الناقد الإيطالي (ث. باردني ) يقول :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( أن الرأي الوحيد الذي نستطيع أن نستخلصه من النصوص المتوفرة لدينا حول ليوناردو كرسام ، هذا الرأي لا تزال تكتنفه الأسطورة الغامضة.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ثمة تفسيران متضاربان ، فالتفسير السيكولوجي لا يشبع فضولنا أكثر من ذلك التفسير التشكيلي الصرف ، لقد توصلوا إلى اكتشاف أن ( ليوناردو ) رجل علم&nbsp;<img height=275 hspace=9 src="http://www.altshkeely.com/artist_biographc/st_anne.jpg" width=181 align=left vspace=9 border=1>تتلون عنده الاستقرائية التجريبية بالرؤية الكونية الأسطورية ، ومن هذا الجانب حيث تبرز الفتنة الظاهرة في أعماله، ونستطيع أن نقيم العديد من رسومه أو مسوداته ، التي ظلت غير كاملة ، والتي لم تخضع للتجارب التقنية التصويرية الجديدة التعبئة.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>وعلى هذا فمن الخطأ اعتبار روائع الأعمال المحدودة التي أنجزها ( ليوناردو ) كبرهان قاطع على أنها من أبدع ما صنع ، وفي الواقع أنه لم يبلغ بها نهاية الأرب ، ولكنه اقترب بها فقط من الصور الشعرية ، التي فاض بها وجدان الرجل دون أن تطول يده لمنحها الشكل الكامل ).</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وفي عام 1966 كتب الناقد ( كلاستيلونكو ) مقالا شبه به لوحة ( البشارة ) التي أبدعها ( ليوناردو ) بالمدينة الطوباوية التي خطط لها ( توماس مور) .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>حسب منطقه – بأشجارها وأنهارها ، ودروبها وسواقيها ، وصخورها وقصورها ، وألوانها وأجوائها ، وبنورها وظلالها وقال :</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- ( لعل مناظر الريف الفلمنكي هي التي أوحت إليه بها ).</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>- وقال : ( أن المنظر فيها يعكس النور انعكاسا سويا منسجما انسجاما تاما مع الإضاءة ، أضف إلى ذلك ما ينطق به هذا المنظر من تذوقات رفيعة غنية بالقيم الفنية.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أنظر إلى الصخور التي تلفحها أشعة الشمس – في الجهة اليسرى – حيث ترتفع الجبال إلى يمن المدينة .</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>ثم إلا يلفت نظرك تلك الذري الشاهقة ، وما ترمز إليه من عهود سحيقة ، وتأكل في الطبيعة ، وتفجر من باطن الأرض ؟</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أنها الذري ذاتها التي برزت خلف ( الموناليزا) .</font>&nbsp;
    <center><font face="arial (arabic)" color=#ff6600><font size=+2>* * *</font></font></center><font face="arial (arabic)" size=+1>وهكذا تمر الأيام والعصور ، وتمضي الأعوام ويأتي جيل بعد جيل يتأمل أعمال ( ليوناردو ) الفنان ، والعالم والشاعر ويري كل جيل فيها الجديد ، لا لشيء إلا لان رائد صاحبها كان : الإتقان.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>يعتبر هؤلاء الثلاثة من أعلام عصر النهضة ، فالأول وهو غاليليو – كما هو معلوم – رياضي وفلكي وفيزيقي إيطالي اكتشف قانون التوقيت والذبذبة باختراعه رقاص الساعة ، وابتكر الترمومتر وميزان السوائل وضغطها ، كما اكتشف قوانين الثقل ، ووضع مبادئ الديناميتية الحديثة ، وبني في عام ( 1609 ) في البندقية المرصد الأول وبواسطته اكتشف ميسان القمر ، وقد أكد بملاحظاته نظرية ( كوبرنبكوس ) في دوران الإجرام السماوية ، وحوكم واتهم بالكفر والهرطقة ووضع تحت رقابة محاكم التفتيش حتى أواخر أيامه.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أما ميسال " اندره " فهو من أكبر علماء التشريح في عصره وقد بددت اكتشافاته جميع الآراء الخاطئة التى كان يعتقد بصحتها علماء ذلك الزمان.</font>&nbsp;
    <font face="arial (arabic)" size=+1>أما هارفي " ويليام " فهو الطبيب الإنكليزي الذي أعتبر أول من اكتشف الدورة الدموية ، وقد أحدث اكتشافه انقلابا خطيرا في عالم الطب.</font>&nbsp;

    سبحان الله شوفو الصوره ودققو في الملامح ...
    <img alt="" hspace=0 src="http://www.artofcolour.com/in-depth/mona-lisa/monaandleo.jpg" align=baseline border=0></font>


  4. #19
    عضو ممتاز الصورة الرمزية الخط الساخن
    تاريخ التسجيل
    May 2002
    المشاركات
    1,062
    قوة التمثيل
    326
    <font color='#000080'>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مشكوووورة اختي ع المعلووومات
    وانشالله نتريا يديدج
    ولسموووحه</font>

    الخط الساخن معاكم من خارج التغطية

  5. #20
    عضوية الماجستير الصورة الرمزية العيناويه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    المشاركات
    2,612
    قوة التمثيل
    402
    <font color='#0000FF'><p align=center>تسلم اخويه الخط الساخن ع المرور والرد
    ونحن بانتظار مشاركاتك في واحتنا المتواضعه
    <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa50.gif" border=0>
    لي عوده
    مع شخصية تاريخية جديدة

    السموحه
    عيناويووووو
    <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa33.gif" border=0></p></font>

    [grade="800080 4B0082 FF1493 800080 4B0082"]اجدد اخلاصي وولائي لك يا زعيم فمهما حدث فستبقى قصة الحب العظيم[/grade]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •