آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: رهينة الماضي

  1. #1
    مشترك مقبول الصورة الرمزية دولي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    7
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#000000'>هذه القصة قمت بتنزيلها في إحدى المنتديات
    اتمنى أن تعجبكم


    رهينة الماضي



    كان هذا اليوم بالنسبة إلى نوره محمد يوم مشهود لحياتها العملية وهو اليوم الأول لنوره في العمل هي ذات طول متوسط حنطيه البشرة وملامحها تتسم بالرقة .
    نهضت في هذا اليوم قبل بزوغ الفجر بكثير نهضت من فراشها الدافئ الوثير إلى غياهب هذه الحياة.في تمام السابعة صباحا انطلقت إلى العمل وكلها آمال في أن تخدم هذا الوطن الغالي وتبذل النفيس لأجله بعد أن جلست قرابة سنة في المنزل دون عمل ولما وصلت إلى العمل أحست بأن الجميع ينظر إليها ويقول في نفسه موظفه جديدة لنرى ما الذي سيحدث.
    ذهبت إلى قسم شؤون الموظفين مرت في ذلك الممر الطويل الذي يؤدي إلى قسم شؤون الموظفين لاحظت أن الممر لم يتغير منذ ذهابها إلى هناك منذ ستة أشهر نفس الوجوه التي شاهدتها عندما جاءت لتقديم الطلب ولكن يوجد فرق واحد ألا وهو أن الوجوه كانت خاملة أخذت تعبر الممر إلى أن وصلت إلى نهايته وكان قسم شؤون الموظفين يقع في أخر الممر على جهة اليمين .
    وهناك دخلت بعد أن قرأت سورة الفاتحة في الممر سألت أحد الموظفين عن الأستاذ أحمد فقال لها أحد الموظفين:
    - لم يأت بعد.. ربما في الساعة الثامنة يأتي ماذا تريدين منه؟
    قالت له بعد هنيهة:
    - أنا الموظفة الجديدة وقد قيل لي أن آت اليوم لأقابل الأستاذ أحمد وهو سيرشدني إلى القسم الذي سأعمل فيه .
    - دعيني أرى.
    أخذ ينظر إلى الملفات التي كانت توجد على المكتب المجاور له قالت في نفسها ما هذا حتى أنه لم يدعوني للجلوس وقفت هكذا قرابة خمس دقائق وبعد ذلك لاحظ أنها لم تجلس فقال لها:
    - تفضلي بالجلوس .
    بعد أن جلست سألها عن اسمها فأعلمته باسمها أخذ ينظر إلى الأوراق التي أمامه وقال:
    - أسمك موجود ولكن يجب أن تنتظري إلى أن يأتي أحمد .. لن يتأخر .
    انتظرت إلى أن أتى الأستاذ أحمد ولحظة دخوله قال له صديقة والذي كان يدعى محمد :
    - لماذا تأخرت هكذا ألا تعلم بوجود موظفة جديدة يجب أن تعرفها إلى مكان عملها .
    - لا أعرف كيف نسيت هذا أنا آسف لجعلك تنتظرين .
    - لا بأس.
    ابتسم لها معبرا عن أسفه وأخذ ينظر في الأوراق التي أمامه وقال:
    - ستكونين في قسم المراجعين يوجد هناك موظفين وستكونين الثالثة جمال هو رئيس القسم والذي ستعملين تحت إشرافه والموظفة الأخرى تدعى هند وستوضح لك ما هو مطلوب منك لأن جمال في إجازة لمدة شهر. وقبل أن تباشري العمل سيأخذك أحد موظفين العلاقات العامة في جولة في الدائرة .
    تحدث في الهاتف وأغلقه وقال لها:
    - سيأتي الآن موظف العلاقات العامة.. ها هو منصور أعرفك إلى الموظفة الجديدة الأخت نوره محمد .
    وبعد التعارف قام منصور وكان رجلا لا يحب أن يفوته شيء من حوله ما أن تمر فتاه إلا وشاهدت رأسه يلتف والنظرة تصبح من أعلى إلى أسفل وقام بتعريفها إلى الأقسام ومسيرة الأعمال وكان هناك العديد من الموظفين والأقسام وبعد أن انتهى من التعريف أعادها إلى قسم شؤون الموظفين وهناك أخذها أحمد إلى قسمها الذي ستعمل به وكان قسم إذا ما قورن بالأقسام الأخرى وجدته قسم صغير ولكنه قسم مهم بالنسبة للعمل الذي يقوم به. وعندما دخلت وجدت فتاة جالسه بين الملفات المكدسة وفي عينيها عذاب كبير أكبر من كومة الملفات الموجودة أمامها كانت فتاة بيضاء أقصر من نوره ملامحها جميلة دقيقة وما إن دخلوا حتى تغيرت تلك النظرة إلى نظره لم تر نوره مثلها ولن ترى فقد أشرقت تلك العينين واختفت تلك النظرة وأشرق وجه الفتاه واحتل وجهها بسمة كبيرة وقالت:
    - أخيرا يا أحمد أحضرتها إلى هنا.. أهلا أنا هند حسن .. بالتأكيد أنت نوره محمد الموظفة الجديدة التي ستعمل معي أخيرا سأجد ..
    - هند توقفي&#33; ما كل هذا الحديث حتى أنك لم تدعيني أقوم بالتعريف.ها هاهها
    ضحكوا جميعا ومنذ ذلك الحين أحست نوره بأن هند ستصبح صديقة رائعة لها
    - حسنا سأذهب الآن وتعرفين الباقي يا هند.
    وذهب من حيث أتى وقفت كلتا الفتاتان تنظران الواحدة للأخرى والابتسامة لا تغادر وجهيهما وأخيرا قالت هند :
    - حسنا دعيني أقول شيئا لم أكن أتوقعكِ هكذا
    - كيف هكذا
    - كنت أتخيلك فتاه تهتم بمظهرها بشكل مبالغ به ولكنك كنت فتاه عادية وأنا أفضل هكذا لأن الفتيات التي يهتممن بشكلهن بشكل مبالغ به يكون توظيفهن لجمالهن لا لعملهن وهن يأتين ليتصيدن الرجال هنا.
    - ما رأيك بأن نتحدث عن العمل بهذا القسم
    - حسنا.. لا أقصد إزعاجك بكثرة حديثي ولكن ..
    ظهر على وجه هند بعض الأسف لحديثها هذا فقاطعتها نوره
    - أنا لم أنزعج من حديثك هذا ولكني أردت أن أعرف العمل الذي سأقوم به قبل أن نتحدث ولماذا لا نتحدث أثناء قيامنا بالعمل وبهذا نقوم بإنهاء العمل والتحدث في وقت واحد ومما أراه أمامنا العديد من الملفات.
    - حسنا لنبدأ عليك بالتدقيق بهذه الأوراق ومعرفة إذا كانت صحيحة هذا عدا الموظفين الذين يأتون من أجل الاستفسار عن العديد من الملفات في نفس الوقت وكذلك المراجعين..
    وأخذت هند تشرح لها كيفية التعامل مع الأوراق والملفات وانتهى الدوام وهي على دراية تامة بعملها.
    وما إن عادت إلى المنزل وهي منهكة حتى أحست بالنشاط من جديد وأخذت تحكي لأمها وأختها ما حدث لها من ذهابها للعمل إلى عودتها للمنزل
    وفي اليوم الثاني ذهبت إلى العمل وبنفس الروح العالية عملت إلى أن وصلت صديقاتها الجديدة هند وما أن دخلت هند حتى قالت
    - متى أتيتِ إلى العمل؟.. قبل أن تشرق الشمس .
    - لا قبل أن تأتي بقليل.
    - حسنا .. أرى أنك ابتدأت العمل في أي سكن كنت تسكنين .. على فكرة لم آخذ رقم هاتفك بعد
    - مهلا هاك رقمي والآن كنت أسكن في مقام 2 في مبنى 4 غرفة 211
    - وأنا كنت أسكن في مقام 1 في مبنى أ وغرفة 222
    - آه كانت أيام رائعة لا تنسى
    - وأنا كذلك لن أنسى هذه الأيام الرائعة حيث المدامات كن يجرين وراءنا دون فائدة
    - هاهاهاهاها
    - هل تذكرين دكتور عماد الكسلان
    - أجل ولكن كان اسمه الحقيقي عماد الكيلان
    - أعرف ولكنه كان من الكسل حيث لقب بعماد الكسلان أتذكر أنه أعطاني مساق وكان المساق يطرح في الثامنة صباحا كنا نحضر قبل الدكتور وهو يأتي في الساعة الثامنة والنصف يأتي والنوم بعينية يجلس ويتحدث قليلا ويأخذ الغياب ويرحل ..كنا نقول بما أنه يأتي في الثامنة والنصف ربما يكون متعب ولكنة يبقى هكذا إلى أن ينتهي الدوام وبهذا التصق هذا اللقب به
    وبقين يتحدثن ويعملن إلى أن انتهى الدوام عادت كل منهما إلى منزلهما قبل أن تذهب هند قامت نوره بدعوة هند إلى منزلها وكان الموعد في يوم الخميس ولكن هند رفضت بسبب زيارة خطيبها جاسم لها ، بعد ذلك اقترحت عليها هند الاجتماع في الحديقة القريبة من منزل نوره وذلك لأن هند تذهب إلى هناك كل أربعاء للجري وذلك لأن هذا اليوم كان مخصص للسيدات والأطفال، ووافقت نوره على الذهاب .
    وهناك شاهدت نوره وجه آخر من وجوه هند فقد شاهدتها وهي رياضية تهتم بصحتها ولياقتها، أخذت تركض بين الأشجار وكأنها عداءة في المسافات الطويلة وما إن شاهدت نوره حتى توقفت بقربها وهي تلهث وتقول :
    - لماذا لم تأتي بملابس تصلح للجري؟
    - لم أكن أعلم أنك تقومين بالجري وإلا كنت تمرنت معك
    - لا بأس في المرة القادمة إن شاء الله .. فلنجلس تحت تلك الشجرة
    كان المكان خلاب.. ورغم وجود هذه الحديقة بالقرب من منزلها لم تزرها أبدا وجود البرك الصناعية و الخضرة في كل مكان إنه مكان رائع حقا.
    - لم أكن أعرف أنك مخطوبة إلا اليوم ..قولي لي كيف تعرفت إليه؟
    - لم أتعرف إليه .. جاء لخطبتي ووجدته مناسبا لي فوافقت
    - ماذا يعمل؟ وكم عمرة؟ وهل أتم دراسته؟ وهل..
    - مهلك ما هي كل تلك الأسئلة هل أصابتك العدوى مني
    ضحكتا معا فترة وبعد ذلك قالت هند
    - إن جاسم يعمل مهندسا مدنيا في شركه خاصة عمره ثلاثون وهو إنسان رائع مؤدب ومحترم ويحب أن يستمع إلي ومهما كان الموضوع الذي أتحدث عنه .. والآن هل أشبعت فضولك
    - إنه إنسان يندر وجوده .. ولكن أخبريني ألم يوجد إنسان أحببته قبله
    نظرة هند إلى البعيد وهي تفكر وجميع هموم الدنيا فوق رأسها وقالت:
    - سأخبرك قصتي مع الحب الأول كان ابن خالتي وكان اسمه خالد هو إنسان مرح محب للحياة كنت أعز صديقة وقريبه له كل أسراره معي وكل مغامراته معروفه بالنسبة لي أول مرة قام بها بالتحدث إلى فتاه أخبرني بكل شيء كل كلمة قيلت وكل موعد حدث.لم أعرف متى أحببته ...
    سكتت هند لحظات والهم على وجهها فقاطعتها نوره وقالت:
    - هند&#33; .إذا كان الموضوع سيحزنك فلا تتحدثي عنه
    - لا ..لا يحزنني .سأخبرك به لأني لم أتحدث عنه إلى أحد وأحس بأني سأرمي الكثير ورائي إذا تحدثت
    سهمت قليلا وهي تتذكر ما حدث دخل إلى منزلهم في أحد الأيام وهو يقول
    - لقد وقعت في المحظور... لقد أحببت فتاه .. تعرفينها إنها..
    أخذ يتكلم ويخبرها بكل شيء وهند مصدومة من ما يقول كيف له أن يخبرها بأنه يحب وهي التي تحبه
    - هل تسمعين يا هند .. هند أقول لك إني سأتزوجها فقد تُيمت بها..
    قالت في نفسها ماذا ألا يكفيني عذاب قولك بأنك تحبها والآن تقول بأنك ستتزوجها تمالكت نفسها بعدم البكاء أمامه
    - هند .. ألا تسمعين .. هند
    حاولت أن يكون صوتها طبيعيا
    - نعم أسمعك
    - أريدك أن تذهبي لخطبتها مع أمي فأنت أعز صديقة لي
    ماذا تريدني أن أذهب لخطبتها ستقطع قلبي مائة قطعه كم أحبك ولكن لا تحس
    - لا أستطيع الذهاب فذلك خطأ
    لم تعرف كيف نطقت بذلك
    - لماذا .. هند لماذا ذلك خطأ ؟
    - خطأ لأن أمك وأمي يجب أن يذهبن وليس أنا
    - لماذا
    - قل لي ما هو شكلها ؟ وكم عمرها؟ أخبرني بكل شيء
    - أه إنها كالملاك في خجلها وأدبها وهي رائعة الجمال عمرها ثمانية عشر
    - ولكنها صغيرة في السن
    - أفضل فأنا أريد أن أشكل عقلها كما أريد
    لم تنم تلك الليلة بسبب عذاب قلبها.. ويوم عقد القران كان بمثابة يوم نحرها فقد أصر خالد على أن تقوم بتلبيس عروسه الطفلة تقريبا الذهب وأصر على بقائها بقربة لم تستطع ذرف الدموع وكانت تبتسم للجميع رغم تقطع قلبها وكان كلما تحدث إلى عروسه كانت تحس بنظرات جميع الناس إليها وهم يقولون مسكينة هند كان المفروض أن تكون هي بدل تلك الطفلة
    أعادتها نوره إلى وعيها وهي تقول:
    - وهكذا انتهت تلك القصة
    - كلا لم تنتهي .. فقد برزت عدت أمور ..
    وذلك لأن الأستاذ خالد علم بوجود العديد من الأخطأ في ذلك الزواج وأخذ يُحدث هند
    - كانت فكرة زواجي بها خطأ جسيم فهي طفله ..
    الآن تعلم ذلك .. يا لك من رجل
    - هند .. كل ما تريده هو المتعة اللعب الترفيه لقد مللتها
    - اصبر عسى أن تكرهوا شئ وهو خير لكم
    - أي خير.. لقد حولتني إلى طفل مثلها.. سأطلقها
    برق أمل في داخل هند ربما يحبني ولكنها قالت:
    - لا تطلقها ربما تتغير اصبر
    - لا أستطيع العيش معها كالعيش في منطقة مشبعه بالألغام
    لم تقل شئ أو تضيف.. طلقها وعاد إليها كالسابق صديقها العزيز الغالي على قلبها إنها تحبه وتحب كل شئ حوله الهواء الذي يتنفسه الأرض التي يمشي عليها
    ولكن ذلك لم يدم حيث جاءها في أحد الأيام وهو يقول
    - وجدتها أخيرا
    - ماذا وجدت؟
    - حبيبتي التي سأتزوجها
    تغيرت ملامح وجهها وهي تحدث نفسها ليس من جديد لا ..لا يمكن أن يعود هذا الكابوس مرة أخرى لا ليس صحيحا ما يقوله
    - هند ..
    - نعم
    - ماذا بك
    - لا شئ
    - حسنا ما رأيك؟
    - رأي بماذا؟
    - بزواجي مرة أخرى
    - من هي هذه المرة؟ هل هي طفلة أخرى؟
    - لا .. إنها شخصية مختلفة
    أخذ يتحدث وهو مسلوب اللب
    - تبلغ الرابعة والعشرين شخصياتها رائعة مستقلة بذاتها ولها آرائها الخاصة.جدية في تصرفاتها.
    قاطعته هذه المرة وقالت:
    - إنها عكس الأولى
    - لا يهم .. لقد أحببتها وهذا هو المهم
    - ومتى ستخطبها؟
    - لقد خطبتها
    - ماذا ؟ .. ولم تقل لي
    - أنا أقول لك الآن
    - أه جيد .. وأنا أعز صديقة لك &#33;&#33;
    - لم أقصد جرحك.. ولكني لم أستطع الانتظار
    - جيد مبروك أتمنى أن تكون خير عون لك في حياتك
    قالت ذلك وانصرفت بكل ما لديها من سرعة لا تريد أن تراه أبدا ما طال بها العمر وصدف وجود خاطب لها في تلك الفترة كانت تريد الرفض ولكن أمها قالت لها:
    - يا ابنتي فكري جيدا قبل الرد فهو إنسان متعلم في الخارج وهو حديث التخرج وحاصل على الهندسة ويعمل في شركه خاصة وحسب ما علمت فهو مؤدب وعلى خلق ومتدين ولا توجد لديه أية نية في تضييع وقته على الفتيات .
    - حسنا أمي دعيني أفكر وأخبرك برأي.
    - على فكرة غدا يوم زواج خالد هل ستحضرين.؟
    - نعم ما الذي سيمنعني من الحضور؟
    أحست بأن أمها تعرف كل شئ عنها .. حضرت زواج خالد ولم تحس بأسف على زواجه بل أحست بالراحة من زواجه متمنية السعادة له وعندما عادت إلى المنزل أخبرت أمها :
    - أمي ، قررت الزواج من المهندس ما هو اسمه؟
    - جاسم ..ولكن بُنيتي لا تتسرعي بالزواج
    - أجل أمي لن أتسرع فقط أريد فترة للتعرف علية ومعرفة أفكاره
    - حسنا تفعلين
    وبعد مرور الأشهر أعلنت خطبت هند على جاسم فقد أحبته هند وعرفت أن حبها لخالد لم يكن إلا افتتان بشخصية خالد.. ومرت نصف سنه على زواج خالد وطلق زوجته التي كانت تستعلي علية بشهادتها وبأفكارها المتفتحة
    وحدث ذات يوم أن جاء خالد إلى منزل خالته فشاهد هند جالسه لوحدها فقال لها:
    - هل رأيت ما حدث لي؟
    - ألم أقل لك لا تستعجل
    - بلا .. لقد اكتشفت بعد فتره أني لم أكن أحبها..
    - آه .. لقد سمعت هذا الكلام من قبل
    - أعرف أنك سمعته .. ولكن الذي لم تسمعيه هو أني اكتشفت أني كنت أبحث عن شخصيتك في تلك الفتيات
    - شخصيتي أنا
    - نعم
    أخذ ينظر إليها وفي عينيه وميض غريب لم تره من قبل وقال:
    - لقد نظرت إليهما وأنا أفكر فيك أبحث عنك ولم أجدك فيهما .. إني أحبك وأريد أن أتزوجك.
    - آه .. بهذه البساطة اسمع إني مخطوبة إذا لم تعلم
    - لكني أحبك.. وأنت تحبيني.. أعرف ذلك ولا تنكري
    - في الماضي نعم .. ولكن الآن لا.. وألف لا
    - ولكن
    - أسمع .. أنا أحب جاسم..
    صدم لما سمع وتصلب جسده وكأنه جذع شجرة
    - والآن ماذا تريد ؟ .. إذا كنت تريد أمي فلحظه
    ذهبت وهي تحس بالأمان لخروجها شاهدت أمها في المطبخ وأعلمتها بوجود ابن أختها ورحلت.. ومنذ ذلك اليوم لم تره ولم يحضر إلى منزلهم
    قالت نوره بعد ذلك وكلها سخط على ابن خالة هند
    - وأخيرا أحس بوجودك بعد فوات الأوان
    اكتفت هند بهز رأسها وأكملت نوره
    - لا تحزني يا هند فهو لا يستحقك
    - آه .. لا أنا لست متأثرة بما حدث أبدا .. لقد ارتحت بعد أن أخبرتك بكل ذلك ..هذا عدا حبي لخطيبي
    - رائع
    - وأنت ألم يحدث لك شئ قبل أن نتعارف.
    نظرت هند إلى الساعة وقالت وهي دهشة:
    - يا لم ننتبه للوقت فقد مر سريعا وأنا لدي موعد مع أختي للذهاب إلى السينما
    - أجل مر سريعا ولم ننتبه للوقت أبدا
    - أراكِ يوم السبت بإذن الله
    - إلى اللقاء
    ذهبت هند وبقيت نوره واقفة تفكر بما حدث لهند لقد مرة بتجربة صعبه لو مرت هذه الأحداث عليها لانهارت حياتها .. والآن عرفت تلك النظرة التي رأتها في عيني هند ولكن ماذا حدث لخالد لم أسأل هند ؟ سأسألها يوم السبت
    في ذلك اليوم طلب منهما المدير أن يتأخروا وذلك بسبب جرد للملفات الذي يجرى بين فتره وأخرى ما كان لهند ونوره إلا التأخر، وفي العادة إذا كان هناك جرد فسيبقين إلى الساعة الخامسة على الأكثر ويعطين فترة للغداء وعادة تكون من الواحدة إلى الثانية لذلك قررتا أن يذهبن إلى مطعم قريب للغداء .
    وبعد جلوسهن للغداء اختارت نوره وجبه خفيفة أما هند فاختارت وجبة دسمة مع الحلو فقد كان طلبها طبق من الرز مع نصف دجاجه وكذلك حساء الدجاج مع سلطه متنوعة أما الحلو فقد كان أم علي وبعد الطلب قالت نوره:
    - ما كل هذا يا هند ؟
    - ألا يحق لي أكل وجبه خفيفة&#33;
    - كل هذا وتقولين خفيفة &#33;
    - لا طبعا .. ولكني جائعة وباستطاعتي أكل دجاجتين
    - يا لكِ من أكولة .. هند أردت أن أسألكِ عن خالد ابن خالتك ماذا حدث له بعد ذلك ؟
    - عاش حياته كما أراد&#33;
    نظرت نوره إلى هند وفي عينيها الفضول لمعرفة مصير خالد
    - هيا أخبريني هل تزوج ؟ أم بقي على الذكرى
    ضحكت هند ولكن تقدم النادل منعها من الإجابة عليها وما أن وضع النادل الأطباق ورحل حتى قالت نوره :
    - هيا.. أخبريني
    - انتظري حتى أشرب الحساء..
    قالت نوره وهي تتوعد:
    - قولي وإلا ..
    - حسنا .. تزوج
    - ماذا &#33;
    - نعم تزوج .. هذه المرة من فتاه لم يرها إلا بعد الزواج لا حديث ولا مقابلات ..
    - وهل نجح زواجه هذه المرة ؟
    - نعم نجح ..لأنها فتاه طيبه ذات عقل راجح ..والآن لدية ولد والآخر على الطريق.
    - هذا أفضل له .. هل تعرفين أن الزواج عن طريق الأهل ينجح أكثر من الزواج عن طريق التعارف .
    - نعم .. كل ما أعرفه هو أن هذا الحساء لذيذٌ جداً
    - آه .. يا لك من فتاه
    أخذت نوره تضحك على هند، وقالت هند:
    - هيا خذي تذوقي
    وهي تقرب الحساء لنوره لكي تتذوقه . وما أن تذوقته نوره حتى سارعت لطلب واحد لها
    - سوف يفرح أصحاب المطعم منك يا هند
    - ربما يعطوني نسبة من الأرباح .. هيا الآن أخبريني ألم يصادف يوم أنك أحببتِ ؟
    - لا .. أبدا ولن أحب ما حييت
    - لماذا ؟ ما الذي حدث لك ؟
    بدا على وجه نوره أسى العالم كله وفي عينيها حزن لم ترهُ هند في عيني نوره من قبل وقالت الأخيرة :
    - هيا نوره أخبريني فمن الممكن أن أساعدك كما ساعدتني.. هيا تحدثي لا تجعليني أقلق عليك.. نوره
    - منذ أن حييت على هذه الدنيا وأنا أشاهد الشجار بين أمي وأبي
    - هذا يحدث في كل المنازل
    - لا .. ليس في كل المنازل هل نهضت يوما من نومك وأنت تشاهدين أباك يضرب أمك لكما على وجهها وبطنها وهي حامل إلى أن أسقطت جنينها الذي كان في الشهر الثالث.
    - يا إلهي هذا مريع
    ردت وعيناها حزينتان
    - هذا قليل من ما حدث فقد صادف يوما كنت فيها أرى أبي يضرب أمي وذهبت لأمنع أبي عن ذلك ولكن ما أصابني هو اللكم أيضا.
    - لا تقولي ذلك
    - نعم ضربت ولم أذهب إلى المدرسة لأسبوع، لقد ظهرت كدمات على وجهي وكذلك على كتفي
    - ولماذا كان والدك يتصرف هكذا؟
    - لأن أبي كان يشرب الكحول بقي في دمه ولم يستطع الابتعاد عنه
    - ولماذا أمك لم تفعل شئ أو تخبر أحد ليفعل شئ.
    - لقد حاولت وتركت البيت عدت مرات.. وكانت تعود دائما
    - ولماذا تعود ؟
    - لأن أبي كان يذهب إليها معتذرا
    - وتعود إليه .. لو كنت مكانها لما عدت إليه أبدا
    - كانت مضطرة للعودة إليه فأبي كان إنسان رقيق عندما يكون صاحيا وفي وعيه.. ولو أمي لم تعد إليه بسببه كانت ستعود بسببنا
    - ولكن كانت تستطيع أن تعيلكن بدون زوجها
    - من الممكن أنها كانت تحبه ..لذلك تسامحه
    - ممكن ماذا حدث لوالدك
    - لقد مات في حادث سيارة
    - وهل كان مخمورا عندما مات
    - لا .. أبدا كان ذاهبا إلى السوق وهناك اصطدمت به شاحنه
    - هذا رهيب
    - نعم
    - ولكن لماذا قررت عدم الزواج أو الحب ؟
    - لأني لا أريد أن يحصل لي ما حصل لأمي أبدا
    - ولكنه لن يحصل إذا اخترت الزوج الصحيح
    - إنني أكره الرجال كثيرا ولا أحب تصرفاتهم
    - وماذا سيحدث لو تقدم لك رجل مناسب
    - سأرفض
    - وكم رفضت حتى الآن ؟
    - ربما أربعة
    - ولم تسألك أمك لماذا ترفضينهم
    - في البداية سألت عن سبب الرفض ولكني كنت أقول بأني أريد أن أدرس فكانت تسكت
    - وبعد انتهاء الدراسة
    - لم يأتي أحد
    - عظيم الآن يقولون بأنك متكبرة
    - دعيهم يقولون فلا يهمني رأيهم بي
    نظرت نوره إلى ساعتها وقالت:
    - ياه انظري إنها الثانية وخمس دقائق لقد تأخر الوقت يجب أن نعود حالاً إلى العمل
    ذهبتا إلى العمل وعقل هند يعمل ليحاول حل عقدة نوره من الزواج ، استغرق الانتهاء من العمل مدة أقل مما كانتا تتوقعان قالت هند:
    - انتهينا بسرعة.. فعادة نأخذ نعمل على هذه الملفات إلى الخامسة ولا ينتهي انظري الآن الرابعة والنصف وانتهى كل العمل.
    - هذا بفضل السرعة في العمل هذا عدا عن اهتمامنا بترتيب الملفات عند نهاية ساعات العمل
    - أجل .. أهم شئ الآن هو العودة إلى المنزل للراحة.
    - هذا صحيح هيا بنا نذهب .
    ***

    وفي اليوم التالي جاء رجلان من مكتب المدير للتدقيق وقالت هند
    - أهلا وسهلا .. كيف حالك يا إبراهيم .. وأنت كذلك يا خليفة
    أجاب خليفة :
    - الحمد لله .. وكيف حالك أنت ؟
    - بخير والحمد لله أعرفكما على نوره
    نظر خليفة إلى نوره وابتسم لها وقال :
    - أهلا أنا خليفة محمد وهذا إبراهيم عبيد
    - أهلا بكما
    قال خليفة موجها كلامه إلى هند :
    - هند هيا دعينا ننتهي من الجرد لا وقت لدينا لنضيعه في الكلام
    - دائما يوجد وقت للكلام حتى وأنت تعمل .. على كل حال الملفات كلها أمامك وهي كاملة
    - حسنا ومن سيقوم بمساعدتنا في الجرد أنت أو الأخت نوره
    - أنا بالتأكيد فنوره ستقوم مساعدة المراجعين
    نظر خليفة إلى نوره مرة أخرى وقال:
    - هيا لنبدأ
    أستغرق التعامل مع الملفات التي كانت أمامهم وقت طويلا فيما انتهت نوره من المراجعين فسألت :
    - إذا كنتم تريدون المساعدة فسأقوم بمساعدتكم
    أجابت هند
    - خيرا تفعلين فلا أتذكر أين وضعت ملفات الحسابات.. هل تذكرين ؟
    - بالطبع إنها في مكتبك المقفل
    أخذت هند تفتح مكتبها فوجدتها:
    - شكرا يا نوره لولا مساعدتك لما وجدت الملف .. تفضل يا أستاذ إبراهيم ولا تقل مرة أخرى بأني شخص مهمل
    - حسنا يا هند أنا آسف على ما قُلت ولكن تعرفين ضغط العمل وكذلك أنا أكره عدم الترتيب
    - حسنا لا داعي للاعتذار
    قطع خليفة ذلك الحديث وهو يقول
    - دعونا ننهي العمل
    وبعد أن انتهوا مما كانوا يقومون به قال خليفة لهند:
    - إنه من العجيب أن ننتهي بهذه السرعة
    - كل الفضل يرجع إلى نوره فهي شخص منظم
    - هذا ما شاهدته
    رد خليفة ثم قام من مكانه مودعا وهو يقول:
    - تشرفت بالتعرف إليك يا أخت نوره .. إلى اللقاء هند.. نوره
    بعدما ذهبا قالت هند موجه الكلام إلى نوره :
    - ما رأيك بخليفة أليس شخص رائع أنه أفضل من إبراهيم
    - نعم هذا ما أراه
    - هل رأيت كيف كان ينظر إليك ؟
    - كلا لم أنتبه إليه
    - هيا قولي ألم يعجبك
    - دعينا من هذا الكلام
    وقبل انتهاء العمل بقليل جاء خليفة إلى المكتب وهو يبتسم وقال:
    - لقد تعجب المدير من انتهاء العمل بهذه السرعة .. أتيت لألقي التحية وأذهب.
    ردت هند عليه وهي تبتسم وقد لاحظت نظرات خليفة إلى نوره
    - نعم لقد كان عملا سريعا بالفعل .. إلى اللقاء يا خليفة
    نظر باتجاه نوره لترد السلام .. وردت علية وهي غاضبه
    - إلى اللقاء يا أستاذ خليفة
    صدم مما رآه على وجه نوره ورحل وهو يقول :
    - أراكن غدا
    قالت هند بعد أن رحل :
    - ما هذا يا نوره لم رددت علية بهذا الأسلوب
    - هذا ما يستحقه أنت تعرفين كرهي للرجال وخاصة إذا ما تمادوا معي
    - ولكنه لم يتمادى معك لقد جاء ليلقي التحية علينا ويشيد بعملنا .. وحتى لو جاء ليراك فهو إنسان رائع وهذه أول مرة أراه فيها يعود إلى المكتب بعد أن أنهى عمله وكذلك هذه أول مره أراه يتحدث إلى فتاه وينظر إليها هكذا
    - لكل شئ يوجد أول مره
    - هيا .. لقد صدمته وأنت تردين هكذا علية
    - هذا أفضل
    - ماذا؟
    - نعم أفضل .. لا أريد أن أصبح صديقه لأحد الموظفين
    - يا لك من معقده
    - شكرا
    وفي اليوم التالي جاءت هند وهي تبتسم لها وقالت:
    - صباح الخير .. كيف حالك
    فبادلتها نوره الابتسام وهي ترد:
    - بخير والحمد لله ..
    - ارجوا أن تسامحيني على الذي قلته أمس فقد كنت غاضبه من تصرفاتك.
    - لا داعي للأسف فأنا التي وجب عليها الاعتذار أنا...
    وقبل أن تكمل نوره اعتذارها دخل عليهم خليفة وهو يبتسم ويكثر من النظر إلى نوره :
    - صباح الخير .. كيف حلك يا نوره وهند؟
    ردة نوره وقد بدأ الغضب على ملامحها
    - صباح النور
    وكذلك هند بدأ الاستغراب على وجهها وهي ترد
    - بخير والحمد لله .. وكيف حالك يا خليفة؟
    - أنا بخير
    - لماذا حضرت إلى هنا ؟
    - فقط للسلام عليكن.. إلى اللقاء
    وبعد أن غادر نظرت نوره إلى هند ولكن هند منعتها من الكلام وقالت:
    - يا إلهي ما الذي دهاه هذه أول مره يأتي إلى هنا دون أن يكون لديه عمل
    - لكل شئ أول مره .. وكذلك أراهنك على أنه سيأتي قبل انتهاء العمل ليلقي التحية
    - أشك قبل انتهاء العمل ربما أثناء العمل.. وإذا فعل ذلك فهو متيم بك
    - دعينا من هذا الكلام الآن وهيا إلى العمل
    - حسنا
    قالت هند وهي تنظر إلى نوره :
    - هل تعلمين أن الأستاذ جمال سيتقاعد بعد أن يعود من إجازته ؟
    - لماذا يتقاعد؟
    - لقد قضى ثلاثون سنه وهو يعمل هنا هذا عدا أنه مريض بالقلب لهذا أخذ إجازة كل هذه المدة
    - مسكين ما هو شكل الأستاذ جمال؟
    - عمره قرابة الخمسون وهو حنطي البشرة وطويل لا سمين ولا نحيف وإذا رأيته سيعجبك هو كالأب في حديثه معك .. سوف أفتقده كثيرا
    - خسارة لأني لم أتعرف إلية مثلك؟
    - ربما ترينه بعد أسبوع فسيأتي إلى العمل وتنتهي إجازته
    - نعم
    قبل أن ينتهي الدوام بقليل استأذنت نوره للذهاب إلى البيت وقالت لها هند:
    - خسارة لأنك ستذهبين قبل أن نرى إذا جاء خليفة أم لا
    - هكذا أفضل إلى اللقاء
    وعادت نوره إلى المنزل بسبب آلام الرأس التي تعود وتأتي دون سبب، في اليوم التالي لدى عودت نوره قالت هند لها:
    - لماذا تأخرت لقد قلقت عليك ؟
    - لقد تعبت أمس طوال الليل لذلك ذهبت إلى المستوصف منذ النهار الباكر لماذا؟
    - قولي لي من تتوقعين حضر إلى هنا منذ الصباح
    - لا تقولي .. خليفة
    - أجل وقد بدأ الأسى على وجهه حينما وجد مكتبك فارغ حتى أنه لم يلقي التحية علي إلا بعد مده
    - هذا ما توقعته
    - وكذلك بالأمس بعد أن خرجت بقليل أتى إلى المكتب ليراك
    - لا تقولي ذلك
    - حسنا لن أقول ولكنه متيم بك
    - هند
    - سأسكت
    في ذلك اليوم لم يأتي خليفة إلى المكتب وقد بانت على هند بعض الحيرة فهي لم تشاهد خليفة يأتي إلى المكتب ذلك اليوم
    وفي اليوم التالي جاءت هند وهي تسأل نوره
    - هل أتى خليفة
    وقبل أن تجيب نوره دخل خليفة إلى المكتب وأسارير وجه تقول أهلا بالموجود بهذه الغرفة فقال وهو ينظر وكأنه يريد افتراس نوره :
    - صباح الخير يا نوره .. لماذا لم تحضري البارحة لقد قلقنا عليك؟
    ردة وهي تبتسم
    - صباح النور.. لقد حضرت البارحة ولكني جئت متأخرة قليلا
    سأل هند وقد بان الحرج على وجهه
    - كيف حالك يا هند؟
    - بخير والحمد لله .. لماذا لم تزرنا البارحة؟
    - لقد كنت مشغولا إلى انتهاء العمل
    قال ذلك ورحل بسرعة نظرت هند إلى نوره وقالت:
    - إنه عاشق وأنا أرى ذلك بعينيه
    - أجل ... ترين ذلك
    - ماذا تفسرين تلك النظرة بعينيه .. لا ..لا تردي الآن وكذلك عدم قدومه إلى هنا بالأمس ..نعم قوله لقد قلقنا عليك
    - كفى يا هند .. أنت تعرفين رأي بالرجال لذلك هذا لا يهمني
    سكتت هند ولم تضف كلمة واحدة على الذي قالته بعد أن شاهدت غضب نوره. وعند انتهاء العمل حضر خليفة للمكتب مودعا وبعد ذهابه أرادت هند التعليق ولكن نوره بادرتها قائلة:
    - لا أريد تعليق فقط إلى اللقاء يوم السبت .. حسنا
    - إلى اللقاء
    وجاء يوم الخميس لنوره يوم عادي كباقي الأيام لولا حديث أمها إليها قبل ذهابها للنوم:
    - نوره
    - نعم
    - اجلسي قليلا أريد التحدث إليك
    أحست نوره بوجود شئ سيقال وهي تكرهه قالت الأم:
    - لقد اتصلت بي اليوم سيده.. تريد خطبتك لابنها
    - أمي.. أنت تعرفين ردي
    - في الماضي قلت الدراسة ..والآن لا يوجد عذر
    - ولكن
    - بدون لكن فكري ربما توافقين
    - سأفكر
    - ولكنك لم تسألي من هو
    - من هو ؟
    تجاهلت أمها نبرة الاستخفاف وقالت:
    - إنه موظف يعمل معك
    ردت نوره باستخفاف:
    - ماذا؟
    - نعم ويدعى خليفة محمد ..وهو يعمل …
    - لا تكملي يا أمي أعرفه .. ولا، لن أتزوج منه
    - لماذا على الأقل فكري أنا قلت لأمه أن تتصل بعد أسبوع لتعرف الرد
    - ماذا ؟
    - خذي وقتك في التفكير.. والآن أذهبي للنوم
    انتظرت نوره إلى يوم السبت لتخبر هند بالذي حدث ولكن لدى وصولها للمكتب شاهدت رجلا في بداية الخمسين جالس على المكتب الذي كان فارغا من قبل كان ذلك الشخص جمال
    - صباح الخير .. كيف حالك يا أستاذ جمال ؟ أنا نوره محمد الموظفة الجديدة
    - أهلا وسهلا بك يا بنيتي
    في ذلك الوقت حضرت هند وما أن رأت جمال بان على وجهها السرور وهي تقول:
    - وأخيرا رأيتك يا جمال .. لا أستطيع أن أتخيل أنك هنا أمامي
    - صدقي ذلك .. ولكن ليس طويلا
    بان على وجه هند الحزن
    - حضرت اليوم لأطالب بالتقاعد لقد كبرت وآن الأوان لتجلس هند مكاني
    - لا تقل ذلك
    ظهرت الدموع على وجه هند وقالت نوره في نفسها يا لك من عاطفية يا هند، كانت نوره تحاول أن تمنع هند من البكاء عندما دخل خليفة إلى المكتب وما أن شاهد جمال حتى بان الحنان على وجهيهما حنان الأب على وجه جمال وحنان الابن علي وجه خليفة أخذا يتحدثان لفترة إلى أن قال جمال:
    - لماذا حضرت يا خليفة إلى هنا؟
    - إنه موضوع يطول شرحه متى ستمر على قسمنا ؟
    - الآن .. هيا بنا نذهب
    ذهب الاثنان وما أن ذهبا حتى قالت هند :
    - الآن سيخبر جمال عن إعجابه بك
    - ماذا؟
    - إنهما كالأب وابنه.. ألم تلاحظي ذلك ؟
    - بلا .. أتعلمين لقد أرسل الأستاذ خليفة والدته لخطبتي؟
    - ماذا؟&#33; .. ياله من خبر متى حدث ذلك ؟ وما كان ردك؟
    - يوم الخميس وكان ردي لا
    - ماذا؟&#33; أ مجنونة أنت لترفضيه؟
    - هكذا كان رد أمي تقريبا
    - أنا لو كنت مكان أمك لقتلتك ما أن قلت لا
    - الحمد لله أنك لست أمي . أعطتني أمي مهله لأفكر
    - أمك شخصية رائعة
    - شكرا
    - الآن فكري ولا تجعلي خوفك يسيطر عليك أنت تعرفين أخلاق خليفة لو أنه كان يلهوا لما بعث أمه لخطبتك
    - حسنا سأفكر
    - مبروك ستوافقين
    - لم أقل بأني موافقة قلت سأفكر
    - دعيني أذهب إلى خليفة لأهنئه
    - لن تذهبي
    وقفت نوره في وجه هند لكي لا تذهب إلى خليفة ولكن في نفس الوقت الذي وقفت فيه دخل جمال مع خليفة وقال جمال موجها الكلام إلى نوره
    - إلى أين لن تذهب هند ؟
    - أ.أ
    أسعفتها هند بالقول
    - إلى دورة المياه لأكمل بكائي
    - نعم
    أيدتها نوره وعلى وجهها ظهرت إمارات الراحة ضحك جمال وقال:
    - لا داعي للبكاء .. فسرعان ما تفرحين إذا ما علمت بأنك ستكونين رئيسة للقسم .
    قالت هند وعلى وجهها ظهر البكاء من جديد
    - لا تقل ذلك.
    - لا لن أقول لكني سأزورك إلى أن تملي وتطرديني.
    خرجت هند من القسم وهي تبك واستأذنت نوره لتلحق بها وما إن عادتا إلى المكتب لم يكن فيه خليفة بل جمال جالس لوحدة ينتظر عودتهما وما أن رآهما حتى قال :
    - هيا باشرا بالعمل وإلا
    - وإلا ماذا يا جمال ؟
    ضحك وقال :
    - لا شئ
    بقي إلى أن انتهى وقت العمل وقبل أن يذهب جاء خليفة لأخذ جمال معه قال جمال :
    - لقد نسيت أن أعلمكما غدا هو اليوم الأخير لي في العمل وكذلك.. لا هند لا تبك وإلا غيرت رأي فيك فأنت فتاة قويه .. آه كدت أنسى اليوم مساءا تقام لي حفلة وداع في القاعة الكبرى لا تنسين أن تحضرن
    ذهب وهو ينظر إليهما نظرت أب حنون ما أن رحل حتى أجهشت هند بالبكاء .. وبعد ذلك بفترة قالت نوره:
    - هيا بنا يا هند يجب أن نذهب فقد انتهى العمل من عشر دقائق ولا تنسي لم نشتري شئ لجمال .
    - أجل لم أشتري شئ.
    - هيا قولي لي ما الذي يريده جمال؟
    - إنه يعشق الحمام .
    - حسنا لدي فكرة ما رأيك أن نهديه حمام.
    - ماذا أنه شئ رخيص &#33;
    - ليس إذا كان نوع غريب.
    - هذا رائع سنشتري الحمام وكذلك يوجد لدي شريط مسجل له عن كل مواقفه هنا.
    - نعم رائع إذا سأذهب إلى السوق قبل أن أعود للمنزل.
    - إلى اللقاء أراك في السابعة.
    وفي الساعة السابعة كانت نوره تنتظر هند في موقف السيارات أمام القاعة الكبرى وهي تحمل بيديها قفص مغطى بقماش وما أن أتت هند حتى قالت:
    - لقد تأخرت قليلا لأني لم أنهي الشريط إلا منذ قليل .
    - حسنا هيا بنا ندخل إلى القاعة.
    - انتظري دعيني ألقي نظره على الحمام.
    نظرت إلى الحمام وهي تقول:
    - ما أروع هذا النوع &#33; كيف حصلت عليه؟
    - من السوق وكذلك بمساعدة صغيرة من ابن العم عمر خطيب أختي أماني فهو خبير في الحمام وأسعارها .
    - إن لونهما رائع وكذلك .. إنه يحمل ألوان الطيف.
    ضحكت هند وقالت :
    - أنا شخصيا أحببتهما ما أن رأيتهما . فهل ستعجب هاتان الحمامتين جمال؟&#33;
    - بالتأكيد&#33; .. هيا بنا ندخل وإلا تأخرنا .
    - هيا.
    مشيتا إلى القاعة وهما مسرورتان من الهدية التي جلبتاها معهما... وما أن دخلتا القاعة حتى رأيتها مزدحمة بجميع الموظفين تقريبا وما أن رأت هند الموظفات حتى قالت:
    - انظري يا نوره .. كل تلك النسوة بكامل زينتهن.
    - نعم.. ونحن بهذا المنظر العادي&#33;
    - صدقيني يا نوره نحن أفضل هكذا فهذا ليس عرس.
    - أتذكر عندما التقينا أول مره قلت لم أتوقعك هكذا. فهل كنت تتخيليني مثلهن؟
    - نعم.
    وبعد ذلك توجهت هند إلى المنصة وأخذت الهدية معها وكذلك الشريط وعادت إلى نوره حيث جلستا في نهاية الصف الثالث وما أن جلست هند قالت:
    - انظري إلى الصف الأول هناك حيث يجلس جمال ومعه خليفة والمدير .. سوف أفتقد جمال كثيرا.
    وابتدأ الاحتفال وكان عبارة عن كلمه يقولها المدير وبعد ذلك كلمه أخرى يقولها جمال وبعد ذلك تقدم الهدايا فالبوفيه والوداع.
    وما أن قال جمال كلمته حتى ابتداء الجمع بالتصفيق والهتاف وكانت هند تغالب دموعها وكذلك طلب جمال من هند ونوره بالتقدم إلى المنصة جاءت هند وهي تجر نوره التي رفضت التقدم لخجلها من مواجهة الجمهور وما أن وقفت نوره نظرت إلى الجمهور فزاد ارتباكها وما أن نظرت إلى الصف الأول حتى شاهدت التشجيع والفخر على وجهي جمال وخليفة وبعد ذلك قالت هند:
    - اسمحوا لي بعرض هذا الشريط.. وأعتقد أنه يلخص جميع حالات جمال وهو في العمل.
    وقامت نوره بتشغيل الشريط وما أن ابتداء الفيلم حتى أخذ الناس يضحكون لأن الشريط كان يتحدث عن حالة جمال وهو في العمل من غضب وهزل وتعب وكل حالاته .. وما أن انتهى الفيلم حتى قام جمال من مكانه وهو يحيي هند ونوره على ما صنعتاه ولم يخف تصفيق الجمهور إلى أن تقدم جمال من المنصة وعيناه ترفرف لمنع تساقط دموعه وهناك قال:
    - أريد أن أشكر كل من ابنتي هند ونوره على هذا الشريط الرائع.
    قاطعته هند وهي تقول:
    - هناك شيء آخر يا جمال .. نوره.
    - أجل.
    ذهبت نوره إلى خلف المنصة وأحضرت معها القفص وما أن شاهده جمال حتى قال :
    - ما كل هذا ..
    وعند تلك اللحظة أزاحت هند القماش فشهق جمال وهو يقول:
    - إنه نوع رائع كنت أتمنى الحصول عليه منذ فتره&#33; كيف عرفت هذا النوع؟ ومن أين حصلت عليه؟
    - بمساعده من نوره وابن عمها حصلنا على هذا النوع.
    نظر جمال باتجاه نوره وهو يشكرها على هذه الهدية .. وبعد ذلك توجه الجميع إلى البوفيه، وما أن وقفت هند ونوره مع جمال حتى أتى خليفة للتحدث إلى جمال وقفوا يتحدثون فتره فقال خليفة موجها الكلام إلى هند:
    - كيف أتتك فكرة الحمام؟
    - الفضل لنوره فقد سألتني عن ما يحبه جمال، فقلت الحمام وهكذا صار.
    - وكيف وجدت هذا النوع يا نوره؟ وبهذه السهولة&#33;
    - كل الفضل يعود إلى ابن عمي فهو خبير بالحمام، لذلك قمت بسؤاله عن الحمام فأرشدني إليها .
    عندما ذكرت نوره ابن عمها اكفهر وجه خليفة لذلك قالت هند:
    - ابن عم نوره هو خطيب لأخت نوره.
    في ذلك الوقت تغيرت ملامح خليفة إلى الراحة بعد سماعه لما قالت هند .. وكذلك غضبت نوره فاستأذنت وهي تأخذ هند بعيد وتقول لها :
    - من طلب منك التوضيح؟
    - لا أحد .. لقد شاهدت وجهه لذلك أردت أن أوضح له من هو ابن عمك بالنسبة لك.
    - قد تلاقين الشكر منه وليس مني ..حسنا.
    - لا يهم فيوما ما ستشكرينني.
    وبعد ذلك بمده قصيرة ذهبت نوره لتودع جمال وترحل إلى المنزل برفقة هند.
    ولدى عودتها إلى المنزل أخذت أختها أماني بالسؤال:
    - كيف جرت الحفلة؟
    - كانت جيده .
    اتجهت نوره إلى غرفتها ولحقت بها أماني وهي تريد معرفة المزيد
    - ماذا فعلتم هناك؟
    - لم نفعل شيء، قدمنا الهدايا فقط.
    أحست أماني بالفضول تجاه الرجل الذي طلب يد أختها وأرادت أن تعرف أوصافه وكذلك مشاعر أختها نحوه .
    - فقط .. ألم تشاهدي ذلك الرجل الذي طلب يدك؟
    فردت بغضب:
    - نعم
    - ما هو شكله ؟
    - أماني.. لماذا السؤال؟
    - مجرد فضول .
    - إذا دعي فضولك يقتلك.
    - أرجوك يا نوره تكلمي عنه.
    - لا أريد التحدث عنه انتهى.
    - لماذا لا ؟
    عرفت نوره أن أختها لن تدعها وشأنها إلى أن تتحدث عنه لذلك قالت لها:
    - سأخبرك عنه بعد أن أستحم .
    - حسنا إذا بعد أن تستحمي .
    خرجت أماني من الغرفة لدى سماعها الهاتف يرن .. فقالت نوره لنفسها هذا أفضل ربما تنسى أن تسألني فبذلك أرتاح منها ومن فضولها ولماذا أمي أخبرت أماني.
    وبعد أن استحمت نوره ذهبت إلى غرفة المعيشة لتشاهد التلفاز وفيما بعد دخلت أماني إلى الغرفة وجلست تشاهد التلفاز ، حمدت نوره ربها لأن أماني لن تتحدث عن الأمر وبعد مدة قامت نوره لتنام ولدى جلوسها على سريرها دخلت أماني وهي تقول :
    - لا لن أدعك تنامين قبل أن تتحدثي عنه .
    - أف.. حسبتك نسيتِ.
    - لا لم أنس أردتك أن تتحدثي في غرفة المعيشة وعندما لم تتحدث قلت لنفسي لن أدعك تنامين إلى أن تخبريني عنه.
    - أخرجي من غرفتي .
    - لا لن أخرج لقد وعدتني .
    بدا على أماني الحزن ونوره لا تريد لأختها الحزن لقد حاولت هي وأمها أن يمنعا أماني من الحزن .
    - حسنا ما الذي تريديني أن أتحدث عنه ؟
    - ما هو شكل الرجل الذي طلب يدك ؟
    يا لك من فتاه هل يهم الشكل إذا أنا رفضته أصلا
    - في البداية يدعى خليفة .
    - أسمه جميل..
    - لا يهمني إن كان اسمه جميل أو رائع .. فأنا سأرفضه.
    - لا تقولي ذلك .. هيا أكملي.
    - حسنا.. هو طويل عريض المنكبين أليس هذا ما يهمك؟
    - هيا نوره .. لا تتحدثي هكذا أكملي الوصف.
    - حنطي البشرة ملتح ويهتم بترتيب شكله وعطره يشم من على بعد ..
    وأخذت نوره تفكر في باقي الوصف أما أماني فقد أشرق وجهها من هذا الوصف وقالت أماني:
    - هيا أكملي لا تتوقفي .
    - ماذا أيضا .. ماذا تريدين ؟
    - هذا لا يكفي .. ما هو لون عينيه ؟ ما هي أخلاقه ؟
    - أعتقد أن لونهما بني.
    - تعتقدين &#33; ألم تنظري في عينيه أبدا&#33;
    - لا.. ولماذا أنظر؟
    - حسنا .. ألا تعلمين أن العين مفتاح لكل شيء للقلب والعقل وكذلك تستطيعين أن تعرفي إذا كان شخص يخدعك أو لا .
    - نعم أعرف هذا كله ..ولكني لا أريد أن أنظر في عينيه.. إذا كنت تريدين معرفة شيء آخر فدعيني أكمل .
    - هيا.. هيا أكملي.
    - هو شخص مؤدب وحسب الذي قالته هند هو ودود ويحترم الجميع ويراعي مشاعر الآخرين..
    - كل هذا وتقولين لا تريدينه ..
    - هذا أمر لا أريدك أن تتكلمي به .
    - لماذا ؟
    - هذا يكفي أريد أن أنام وإذا سمحتي أطفئ النور لدى خروجك.
    قالت نوره ذلك وهي تشيح بوجهها إلى الجهة الأخرى وتنام . وعند ذلك خرجت شقيقتها من الغرفة وهي غاضبه . قالت نوره لنفسها هناك المزيد فلن تدعني أماني بسلام إذا لم أقل لها لماذا أرفضه .
    وفي اليوم التالي جاء جمال وكان هذا اليوم هو اليوم الأخير له ، العمل كان كثير لذلك لم يكن هناك وقت للتحدث ولا لأن تتذكر هند أنه اليوم الأخير لجمال وقبل أن ينتهي العمل بمده قال جمال:
    - إن العمل لا ينتهي أبدا وأحمد الله على خلاصي من هذا العمل الشاق ..أتعرفين يا هند سوف تلقى عليك مسؤولية عظيمة لذلك لا تجاملي أحد عليه أن يعمل بجد وهو خامل.
    ردت هند وهي توجه الكلام إلى نوره :
    - الكلام لك يا جاره لا تصبحي خاملة وإلا كتبت فيك تقريرا .
    ضحك الجميع وفيما هم كذلك دخل خليفة إلى المكتب وقال :
    - ألا يحق لنا ببعض الوقت مع جمال نحن أيضا .
    ردت هند:
    - ومن أنتم ؟
    - أنا والمدير و مساعد المدير.
    - لكم خمس دقائق فقط
    - كنت أفكر .. إلى نهاية الدوام .
    - لا
    - بل أستطيع إذا أردت التوديع فالآن .
    قامت هند وهي تغالب دموعها وقالت:
    - سأفتقدك يا جمال ولا تنسنا أبد.
    - لن أنساك ما حييت يا هند وشكرا على الهدية الرائعة أنت ونوره.
    وقالت نوره :
    - رغم المدة القصيرة التي عرفتك فيها ولكني أحس كأنك أب حقيقي لي ولا أريد أن أفتقدك بعد أن وجدتك كأب .
    قالت ذلك وبدت حشرجة في صوتها فسكتت وأنزلت رأسها لكي تمنع نفسها من البكاء ولكنها بكت. لذلك قامت هند إلى نوره وهي تقول:
    - نوره لا تبكي .
    - إنني لا أبكي ولكن دخل شيء في عيني .
    - هيا يا نوره .. سأبقى أب لك ما حييت وإذا أردت النصيحة في شيء فرقم هاتفي عند هند، وأنتما كبناتي ولن تفتقداني سأتصل بين حين وآخر لأطمئن عليكن.
    وسكت وهو يغالب دموعه. نظر خليفة إلى هذا الموقف وهو متأثر ويقول في نفسه يا لهم من أناس رائعون ونوره إنها رائعة وشفافة ورقيقه وتفتقد لحنان الأب لو تزوجتني فسأصبح كأب وأخ وكل شيء بالنسبة لها.
    وبعد ذلك ذهب جمال وخليفة وبقية نوره المتأثرة وهند الصامتة ولكن لفترة :
    - نوره لقد أحببتِ جمال أليس كذلك .
    اكتفت نوره بهز رأسها .
    - أتعرفين عندما بكيتِ نظر خليفة إليك وهو حزين ..
    - دعينا من هذا الآن
    - حسنا سأسكت.
    - هند
    - ماذا ؟
    - ما هو لون عيني خليفة؟
    - ماذا&#33; أسمع شيء غريب فماذا حدث؟
    - لا شيء ..سألتني أماني عن لون عيني خليفة هذا فقط.
    - هناك من هو مهتم إذا بهذه الخطبة .
    - أجل .. وهي تحاول معرفة سبب الرفض.
    - إن لون عينيه عسلي . فما رأيك هل ستتزوجينه الآن .
    - لا..
    - أف .. يا لك من فتاة عنيدة هو رائع وألف فتاه تتمنها.
    - وأنا لست من الألف.
    أخذت نوره الملف من أمام هند وأخذت تدقق فيه بينما أكملت هند حديثها قائلة:
    - أذكر فتاة كانت معجبة به تلاحقه من مكتب لآخر إلى أن ترقى وأصبح في مكتب المدير وأرادت أن تنتقل إلى هناك وتبقى بقربه عسى أن يعجب بها.
    فسكتت هند مده فنظرت نوره إلى هند وأرادت أن تعرف ما حدث للفتاه.
    - وماذا حدث للفتاه ؟
    ردت هند باستخفاف:
    - ولماذا السؤال فأنت لن ترضي به؟
    - هيا أخبريني.
    - حسنا لا شيء رُفض طلبها للحاق به وبعد ذلك استقالت هي من وظيفتها.
    ردت نوره وهي مستغربه أيمكن أنها لم تطق الحياة في المكتب بدون وجود خليفة هناك
    - لا يمكن لماذا استقالت؟
    - تزوجت وطلب منها زوجها الاستقالة .
    - وما كان ردت فعل الأستاذ؟
    - أولا الأستاذ أخبرها أنها كأخت له وثانيا الأستاذ هو شقيق زوجها الذي شاهدها عندما زار خليفة مرة وأعجب بها وتزوجا .
    - بعد أن أحبت خليفة تزوجت أخاه .
    - صدقي.. فقد جاء أخاه لعمل هنا وشاهدها ومنذ أن رأت أخو خليفة تيمت به وعندما خطبها وافقت والآن لديهما ولد أسمه خليفة ما رأيك أليس رائعا ما حدث لها ؟
    - نعم رائع .
    ومرت الأيام بسرعة وخليفة قلل من زياراته إلى قسم هند وجاء يوم الرد على طلب أم خليفة وفي ذلك اليوم جاءت أمها وسألتها :
    - ماذا أقول لأم خليفة ؟
    - الرفض.
    - ولماذا الرفض ؟

    والبقية تأتي



    ملاحظة :
    هذه القصة كانت تحت اسمي الآخر totti</font>

  2. #2
    مشترك مقبول الصورة الرمزية دولي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    7
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#000000'><p align=center>
    الظاهر ان قصتي كانت <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa55.gif" border=0>


    لذلك لا يوجد اي تعليق عليها



    مششششششششكووووووووورييييي ييييييين
    <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa43.gif" border=0><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa43.gif" border=0><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/fa43.gif" border=0>

    </p></font>

  3. #3
    مشترك مقبول الصورة الرمزية دولي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    7
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#000000'>رهينة الماضي
    الجزء الثاني:

    - لأني لا أريد الزواج لا الآن ولا فيما بعد .-
    - ما هذا الكلام لا تقولي بأنك تريدين البقاء دون زواج طوال حياتك .
    - نعم هذا ما أقوله .
    - أنت مجنونة &#33; ولماذا تريدين أن تكوني كذلك؟
    - فقط هكذا.
    - بالفعل لقد جننت.

    خرجت أمها من الغرفة وهي غاضبة وبقيت نوره في غرفتها وبعد ذلك بفترة دخلت عليها أماني وهي غاضبه:
    - أ سمعتي ما قالته أمي؟
    - ماذا قالت ؟
    - قالت بأني لن أتزوج من عمر .
    - ماذا؟
    - نعم وتقول كذلك بأنها لن ترضى بزواج الصغرى قبل الكبرى.

    غضبت نوره من ما قالته أمها فقالت لأماني:
    - ربما تكون أمي غاضبة الآن مني وبعد أن تهدأ يتغير كل شيء.
    - تعرفين يا نوره بأني أريد الزواج من عمر بعد إنهاء الدراسة.
    - نعم .
    - أرجوك دعي أمي تغير رأيها .
    - سأحاول .
    - لا.. بل غيري رأيها فإذا لم أتزوج من عمر...آه.

    عند ذلك سكتت أماني والحزن بادي عليها فقررت نوره أن تغير رأي أمها مهما حدث ، ذهبت نوره إلى أمها إلى غرفة المعيشة وهناك شاهدت أمها جالست بقرب الهاتف تطلب رقما ولدى مشاهدتها لابنتها وضعت السماعة في مكانها وهي تسأل نوره :
    - هل غيرت رأيك ؟
    - لا.
    - إذا لماذا جئت ؟
    - جئت للتحدث معك بخصوص أماني وعمر .
    - ماذا بهما ؟
    - لقد سمعت أنك لن تدع أماني تتزوج من عمر ؟
    - هذا صحيح ، لن أدع الصغرى تتزوج قبل الكبرى.
    - أمي الحبيبة هذا لا يجوز لنفرض أن الكبرى لا تريد الزواج فهل تبقى الصغرى كذلك؟
    - نعم . تبقى.
    - ولكن هذا لا يجوز .
    - عندي أنا يجوز .
    - ولكن ..
    - لا لكن أو أي شيء آخر .

    بقيت أمها على رأيها ونوره تحاول إقناعها ولكن دون فائدة تذكر وبعد مرور ساعة عادت نوره إلى غرفتها ولدى دخولها لغرفتها شاهدت أختها أماني تسألها بلهفة:
    - هل غيرت أمي رأيها ؟
    - لا

    وشاهدت نوره البؤس على وجه أختها وبعد ذلك خرجت نوره من غرفتها إلى غرفة المعيشة وقالت لأمها:
    - أمي أنا موافقة على الزواج من خليفة.

    تهلل وجه أمها وأخذت السماعة لتخبر الرد إلى أم خليفة وفيما أمها كانت تتحدث إلى أم خليفة والسرور بادٍ على وجهها أرادت نوره أن تصرخ لا ..لا أوافق على زواجي ولكن كلماتها لم تتعد عقلها ولم ينطق به لسانها خرجت من الغرفة وأرادت أن تنفرد بنفسها وما أن دخلت حجرتها حتى رأت أختها فقالت نوره :
    - مبروك يا أماني لقد وافقت أمنا على زواجك .

    تهلل وجه أماني وأخذت تعانق أختها لأنها قامت بتغيير رأي أمهما وبعد هنيهة قالت نوره :
    - أماني أريد أن أنام الآن لذلك..
    - حسنا سأذهب الآن .

    خرجت أختها وهي فرحه وبقيت نوره هناك تندب حظها وتقول لماذا وافقت ماذا حدث لي هل تهمني سعادة أختي أكثر من سعادتي يجب أن أخبر أمي بأني رافضة لهذا الزواج ، خرجت نوره من غرفتها وتوجهت إلى أمها وهناك شاهدت أمها وهي فرحه وكذلك رأت أختها فرحه وما أن شاهدتا نوره حتى قامت أماني لتهنئتها وهي تحتضنها وتقول :
    - ألف مبروك يا أختي العزيزة أخيرا غيرت رأيك بالزواج&#33;
    - أجل.

    ماذا أقول&#33; لا أريد الزواج . ولكنها لم تنطق وهي ترى تعبير الفرحة على أمها وكذلك عيون أمها تصدح بالسعادة لم ترها هكذا أبدا بهذه السعادة منذ وفاة والدي. لذلك سكتت نوره وتقبلت الأمر .

    وفي غرفتها لم تستطيع النوم وهي تفكر كيف ستواجه خليفة في اليوم التالي وكيف لها أن تتزوج بعد الذي حدث لأمها يجب أن تضحي بسعادتها من أجل سعادة أمها وأختها، وعند ذلك لم تستطع نوره إبقاء جفنها مفتوح بسبب تعبها في ذلك اليوم .

    وفي اليوم التالي توجهت إلى العمل والتعب بادي على وجهها وما أن رأتها هند حتى قالت:
    - ماذا بك يا نوره يبدو التعب واضحا عليك؟
    - لم أنم البارحة ..

    وفيما كانت تتحدث دخل خليفة وأخذ ينظر إلى نوره وهو يبتسم وقال :
    - صباح الخير يا نوره ؟
    - صباح الخير .

    وأشاحت وجهها عنه فقالت هند:
    - وماذا عني ألا يوجد صباح الخير لي.
    - بالطبع . صباح الخير يا هند .
    - صباح النور . بما أنه لا يوجد لديك عمل هنا هل تسمح بأن تأخذ هذه الملفات للمدير فقد طلب مني أن أحضرها.

    وفيما كانت تتحدث كان خليفة ينظر إلى نوره وكانت نوره تشغل نفسها بقراءة ملف أمامها أخذ الملفات من هند ورحل ولدى خروجه من المكتب قالت هند وهي تشير إلى الباب:
    - لم كل هذا ما الذي حدث له ؟

    ردت نوره وهي حزينة :
    - لقد وافقت على الزواج منة .
    - ماذا ؟&#33; غيرت رأيك بالزواج .
    - نعم ولا .
    - ما معنى ذلك ؟
    - معناه أنني وافقت وأنا أقصد لا .
    - لم أفهم ماذا حدث ؟

    وأخذت نوره تخبر هند عن الذي حدث وبعد انتهاء نوره قالت هند :
    - إن أمك ذكيه ضغطت عليك بصوره غير مباشرة بما أنها تعرف أنك تحبين أختك، جعلت أختك تحزن وبذلك مع الضغط وافقت على الزواج .
    - نعم هذا ما فهمته الآن .
    - لا تحزني يا نوره .. إن خليفة ليس إنسان سيئ وهو يحبك وربما فيما بعد ستحبينه .
    - لا أعرف .
    - نوره .. نظره واحدة إلى عينيه وتعرفي بأنه يحبك ولن يسبب الأذى لك .
    - آه .. أجل يحبني كذلك أبي كان يحب أمي ولكنه كان يضربها .
    - نوره .. لا يوجد وجه للمقارنة فوالدك كان .. سكير وخليفة يختلف عنه ..
    أخذت هند تتحدث إلى أن دخلت سكرتيرة المدير تطلب من هند الحضور إلى المدير في الحال وذهبت . وطلبت نوره إجازة عارضه وخرجت من العمل وذهبت إلى البحر وأخذت تنظر للبحر وكانت بذلك تروح عن نفسها لكي تنسى قالت للبحر :
    - أعرف أنك حملت الحزن والفرح أريد أن أسألك عن السعادة هل ستكون من نصيبي في يوم من الأيام أم أبقى أعاني كما عانت أمي قبلي أو يكتب لي القدر ..

    وفي ذلك الوقت تقدمت منها امرأة عجوز قد خطت السنون على وجهها تجاعيد تدل على تقدم سنها وهي تقول:
    - ماذا بك يا بنيتي؟ أ تحدثين البحر؟
    - حزينة وأريد أن أكلم البحر .
    - أنا كنت ولا أزال هكذا أحدث البحر فهو يستمع ونحن نتحدث.
    - أتعرفين يا جدتي أنا أخاف من المستقبل .
    - لا تخاف يا بنيتي من المستقبل.. وتوكلي على الله .
    - ونعم بالله .. ولكن أخاف أن أتزوج ويضربني زوجي .
    - لن يضربك إذا أخذته بالحسنى وعاملته كطفل إذا احتاج الحنان وكرجل عندما يصدر أوامره وكصديق إذا أراد التحدث وإذا غضب دعيه يتحدث ولا تقاطعينه استمعي إليه وهكذا يا بنيتي لن تخافي فسيصير كأخ وابن أب لك .

    أخذت نوره تفكر وهي تنظر للبحر وعندما استدارت وجدت أن المرأة ذهبت كما أتت وقالت توجه كلامها للبحر:
    - شكرا لهذه النصيحة لقد ارتحت الآن.

    أحست أن البحر يرد على شكرها عن طريق أمواجه التي أدخلت السكينة إلى نفسها وبعد ذلك عادت إلى المنزل وقد استكان حزنها إلى راحه.
    ***
    وجاء يوم الخميس وهو يوم قدوم أم خليفة وأخته وزوجة أخيه لرؤيتها وكان الرجال سيذهبون إلى منزل عمها الذي كان ولي أمرها بعد وفاة والدها .
    دخلت أمها عليها الغرفة وهي تقول :
    - هيا يا نوره استعجلي فهم قادمون الآن .
    - ماذا تريديني أن أفعل يا أمي ؟
    - افرحي قليلا ابتسمي.
    - حسنا سأحاول .
    - لا تحاولي فقط ابتسمي.

    وذهبت أمها إلى المطبخ لتشرف على اللمسات الأخيرة هناك وما أن خرجت حتى دخلت أماني وهي تقول :
    - هل نظرتِ إلى أمي؟ إنها متوترة كأنها العروس ولست أنت .
    - يحق لها ذلك فهي قلقة من لا أبدوا جيدة أمام أهل المعرس.
    - هذا هراء فأنت أجمل أخت لي .
    - ويحدث أنني الأخت الوحيدة لك .

    ضحكت أماني وكذلك نوره وردت أماني :
    - رغم ذلك أنت الأفضل .
    - شكرا يا أماني .

    وبعد أن قالت نوره ذلك سمعت جرس الباب الخارجي وبان التوتر على نوره فبادرتها أماني:
    - لا تقلقي يا نوره كل شيء سيكون على ما يرام.

    سكتت نوره ولم ترد فقالت أماني :
    - سأذهب لأراهن .

    خرجت أختها بكل ما لديها من سرعة وبقيت نوره لوحدها يقطعها الخوف من الهواجس التي تمر بها ففترة تريد أن تخرج من المنزل ولا تعود إلا بعد أن يذهبن وتارة تريد أن تخرج لهن وتقول بأنها رافضة هذا الزواج .. وبعد لحظات جاءت أماني وهي تقول :
    - أنهن ثلاث سيدات .
    - أعرف هذا .
    - نعم وإحداهن سمينة كالبالون .
    - أماني لا تقولي ذلك عيبٌ عليك .
    - أجل .. وكذلك معهن واحدة رائعة الجمال ويظهر أنها حامل في أشهرها الأخيرة .
    - من الممكن أن تكون زوجة أخيه .. هل تعرفين أنها كانت تعمل معنا وكانت تحب خليفة ؟

    أجابت أماني وهي مستغربة :
    - لا .. وكيف حدث أن تزوجت أخاه ؟

    وأخذت نوره تحدث أماني بالقصة التي أخبرتها بها هند ولم يلاحظن مرور الوقت إلا بعد فترة عندما دخلت الأم تستدعي نوره للذهاب إلى أهل خليفة وبان التوتر على نوره فهي بعد لحظات سترى أهل خليفة وسيصبح كل شيء رسمي قالت أماني:
    - هيا يا نوره ابتهجي قليلا واصرعيهن بجمالك .

    ضحكت نوره على الذي قالته أختها وذهبت إلى المجلس حيث جلسن وما أن دخلت حتى شاهدت ثلاثة أزواج من الأعين تصوب نحوها وارتبكت قالت الأم :
    - هذه ابنتي نوره .
    وقالت أكبرهن سنا :
    - باسم الله ما شاء الله تعالي يا ابنتي واجلسي بجانبي.

    وهي تشير إلى جانبها تقدمت نوره إلى حيث أشارت المرأة وجلست وبعد ذلك قالت الأم :
    - بإذنكن لحظه.

    وخرجت من الغرفة قالت نوره في نفسها لا تخرجي يا أمي وإلا خرجت خلفك وفيما هي تفكر كذلك قالت لها أخت خليفة:
    - أنا هدى وهذه منى زوجت عبد الله أخي الأكبر وطبعا عرفت أمي .
    - أجل تشرفت بالتعرف إليكن .
    - وأنا كذلك.. إن خليفة لا يعرف أن يصف .
    - لماذا ؟
    - أنت أجمل مما تخيلتك.

    احمر وجه نوره لما قالته هدى وأنزلت وجهها فقالت والدة خليفة :
    - انظري ما فعلت يا هدى لقد خجلت الفتاة من قولك.

    أرادت هدى التحدث ولكن سبقتها منى بالقول :
    - إن خليفة محظوظ بالزواج منك .

    وفي تلك اللحظة دخلت الأم ومعها أماني وتعرفت إليهن وأخذن يتحدثن إلى انتهاء العشاء وبعد ذلك اتصل عبد الله زوج منى على الهاتف النقال ليبلغهن أن كل شيء جرى على خير وكذلك حدد كل شيء حتى موعد الزواج وما أن أقفلت منى الخط حتى أخذن يباركن نوره ويتمنين السعادة لها ولخليفة .

    وبعد ذهابهن بفترة جاءت أماني إلى نوره وهي تحدثها وتبارك لها فقالت نوره :
    - إنهن نسوه رائعات جميعهن هدى مرحة ودائمة الابتسام وأمها رائعة عطوف وحنون ومنى .. أتسائل لِمَ لم يتزوج منها خليفة؟
    - هذا سؤال &#33;.. بالتأكيد لأنه لم يحبها وبعد ذلك شاهدك وأحبك . هل تعرفين لقد حدد عقد القران بعد أسبوعين وستذهبين مع خليفة وأخته هدى لتختاروا الدبلة يوم الأربعاء.
    - لا تقولي ذلك .
    - نعم عمي حدد كل شيء لينتهي من ذلك وبسرعة.
    - هل يكرهني لهذا الحد؟
    - أنت تعلمين أته لا يكرهك . ولكن كل الذي يريده هو ستر بنات أخيه وهاهو سيستر واحدة وينتظر انتهاء الأخرى من الدراسة ليزوجها لولده.
    - ضحكت نوره عندما تحدثت أختها هكذا وبعد ذلك ذهبت لتستحم وتنام .
    ***
    وفي منزل خليفة جاء ليسأل والدته عن رأيها بنوره سكتت الأم فتره فقال خليفة وهو قلق:
    - لا تقولي أنها لم تعجبك ؟
    - إنها متوسطة الجمال ولم أكن أتوقعها هكذا ماذا جرى لذوقك ؟
    بان القلق على وجه خليفة وكذلك الحزن لعدم إعجاب أمه بنوره فبادرته هدى بالقول :
    - إنها رائعة يا خليفة وأمي معجبة بها كثيرا ولا تغتر بما تقوله .
    نظر خليفة إلى أمه فقالت الأخيرة وهي تبتسم:
    - نعم إنها رائعة يا خليفة لقد تحسن ذوقك كثيرا .
    ضحك خليفة واحتضن أمه بشدة
    ***
    جاء يوم السبت وحضرت هند وهي تهنئ نوره على الخطوبة وتقول :
    - ألف مبروك يا نوره أنت تستحقين الأفضل .
    - شكرا لك يا هند .
    - ماذا حدث للقلق؟
    - إنه موجود .

    دخل خليفة إلى القسم وهو مبتسم فبادرته نوره بابتسامه خجله فقالت هند وهي توجه الكلام إلى خليفة:
    - ألف مبروك يا خليفة .متى عقد القران ؟
    - الخميس بعد القادم .
    - بهذه السرعة .

    ضحك خليفة وهو ينظر إلى نوره.
    - نعم
    - لا تنسوني.
    - لا أنت أول المدعوين يا هند لا تنسي الخميس بعد القادم في منزل نوره .
    - بالتأكيد سأحظر قبل ذلك بيوم .

    ضحكت نوره وكذلك خليفة وهو يجيب:
    - إذا أتيت قبل ذلك لن تدخلي إلى المنزل فأنا أول شخص يجب أن يدخل وليس أنت .

    ضحكت هند فيما أنزلت نوره وجهها خجلا وذهب خليفة من المكتب وهو يضحك وقالت هند بعد فترة:
    - إنكما فعلا زوج رائع .. هل تعلمين شاهدت وكالت رويتر تمر من هنا .. وأنا أراهن على أن الجميع سيعلم بالخطبة وكذلك سترين مجموعة من الموظفات يمرن من المكتب بغية النظر إلى نوره التي استولت على الأعزب الأول هنا.
    - لا تقولي ذلك.
    - نعم.. ألم تعرفي هذا اللقب؟
    - لا.. ولكني عرفت لم يلقب هكذا.

    ولم تمر ساعة على هذا الحديث إلا وكانت مجموعة من الموظفات يمشين أمام القسم وهن ينظرن إلى الداخل وكانت إحداهن غاضبه فدخلت إلى القسم وهي تقول :
    - من منكن هند؟
    - أنا نعم ماذا تريدين؟

    توجهت الموظفة إلى مكتب نوره والشرر يتطاير من عينيها وقالت :
    - إذا أنت نوره .
    - نعم بماذا أخدمك؟
    - دعي خليفة وشأنه فهو لي . أتسمعين يا ساقطة لي.؟
    - عفوا .
    - مهذبة أيضا ..سمعتي ما قلت ساقطة.

    وفي تلك اللحظة وقفت هند وأغلقت باب القسم لكي لا يستمع أحد إلى هذا الكلام وقالت والشرر يتطاير من عينيها:
    - أنت أين تظنين نفسك ؟ ..اسمعي إن لم تخرجي الآن كتبت فيك تقرير وأوصلته الآن إلى المدير وكل الذي قلته مسجل فيه.
    - لا يهمني .
    - سنرى من سيهمك أكثر كرامتك أم ..

    وعند ذلك تقدمت هند إلى الموظفة وهي تسحبها إلى خارج القسم إلى غرفة المدير .

    وقفت نوره وهي مشدوه مما حدث فأغلقت باب القسم وهي تكاد لا تصدق ما حدث وبعد فترة بسيطة جاءة سكرتيرة المدير إليها وهي تسألها مستغربه:
    - ما الذي حدث جاءت هند إلى المدير وهي تجر ورائها ليلى والآن المدير يريد حضورك إلى مكتبه في الحال وكذلك المحقق القانوني ماذا حدث ؟
    - لا شيء جاءة ليلى وشتمتني .
    - فقط هكذا وبدون سبب تشتمك.
    - أعتقد بسبب خطبتي لخليفة .
    - يا إلهي خليفة خطبك .. ألف مبروك أعتقد انك ستواجهين شيء أكبر من هذا فتقريبا ثلث الموظفات معجبات به .

    ذهبت نوره إلى المدير بعد أن أغلقت القسم وما أن دخلت حتى شاهدت هند وهي في أوج غضبها وليلى جالسة وهي تحاول ضبط أعصابها وما أن شاهدها المدير تدخل إلى المكتب حتى بادرها بالسؤال:
    - نوره هل تخبريني ماذا حدث في المكتب؟

    أخبرته نوره بكل شيء وبعد أن استمع إلى أقوالها وأقوال هند أمر بذهابهما إلى المكتب بعد أن قام بتهنئتها على الخطوبة.
    وما أن دخلتا إلى المكتب حتى قالت هند :
    - يا لوقاحتها كنت سأضربها لو كنت مكانك .
    - الحمد لله أنك لم تكوني بمكاني .

    وبعد ذلك دخل خليفة وهو ينظر إلى نوره ونظرت الاعتذار ظاهرة عليه فقالت هند :
    - هل علمت بما فعلت ليلى الحمقاء؟
    - أجل وأنا آسف يا نوره مما بدر منها .

    فردت نوره وبان التعاطف على وجهها على تلك الفتاة المسماة ليلى:
    - لا عليك فلم يحدث شيء .

    ردت هند وهي غاضبة من رد نوره المتساهل المسامح:
    - لم يحدث شيء.. خليفة لقد نعتت ليلى الحمقاء نوره بالساقطة وهي تقول لم يحدث شيء لو كنت مكانها لعملت تحقيق لها في النيابة وليس هنا فقط.

    نظر خليفة إلى نوره وهو يقول :
    - لم أعلم بأنها قالت ذلك أنا آسف يا نوره من كل الذي حدث.
    - لا عليك لم يحدث شيء.

    رد وقد بان الغضب على وجهه:
    - لم يحدث شيء .. لا حدث والذي حدث أمر لا يسكت عنه لذلك لن أجعلك تتنازلين عن حقك .

    ردت نوره:
    - بلى سأتنازل فهي كانت غاضبة هذا عدى ..

    وسكتت نوره .
    - عدى ماذا يا نوره ؟
    - هي تحبك وقد صدمت مما حدث فأنا لا ألومها على شيء.

    بان الاستغراب على وجهه وهو يقول :
    - وهل ستسامحين كل اللاتي أحببني إذا جئن ليشتمنك.
    - فقط هذه ولتكون عبرة لهن.

    خرج خليفة من المكتب وما أن خرج حتى قالت هند :
    - لن تسكت عن حقك يا نوره؟
    - بلا فأنا أتعاطف معها.
    - لا لن تدعيها تذهب هكذا دون اعتذار وأمام الجميع .
    - لا أريد أن أذلها.. وكذلك هي ذلت بما فيه الكفاية وسأذهب الآن للمدير لأبلغه عن تنازلي عن حقي.

    سكتت هند وهي تنظر إلى صديقتها تتجه إلى مكتب المدير وما أن دخلت على المدير شاهدت خليفة جالس مع المدير فقالت :
    - إذا سمحت يا مدير أريد أن أتنازل عن حقي في قضية اليوم لا أريد أن تواجه ليلى التحقيق بسببي.

    رد خليفة:
    - ولكن يا نوره.
    - بدون لكن يا خليفة هي أخطأت نعم.. ولكنها كانت غاضبه والغاضب يقول أي شيء وقت غضبة .
    - حسنا سنلغي التحقيق ويجب أن تكون ليلى شاكرة لك بما فعلتِ فهي كانت ستواجه الطرد من العمل إذا لم تستغني عن حقك.

    ووجه المدير كلامه إلى خليفة :
    - زوجتك إنسانة رائعة يا خليفة إنها درة.
    - أعرف هذا .

    وأخذ ينظر إليها استأذنت نوره من المدير وخرجت من المكتب وهي تسمع ضحك المدير .

    وما أن عادت نوره إلى المكتب حتى سمعت هند تقول للسكرتيرة التي كانت متواجدة في القسم :
    - إن نوره ستسامح ليلى على خطئها لو كنت مكانها لما سامحتها أبدا .
    وعند ذلك دخلت نوره إلى المكتب وهي تنظر إلى هند وتقول :
    - العفو عند المقدرة يا هند ..
    - أعرف هذا ولكن ليس في هذه الحالة .
    - بالذات هذه الحالة يا هند .
    - حسنا دعينا منها .
    - أجل .

    عند ذلك قالت السكرتيرة لنوره :
    - لقد أتيت لرؤية أحد الملفات وتصويرها .. إنها عن شركة السديم للمقاولات .
    - أجل إنها هنا .. لحظات وأحضرها لك .

    وما أن جاءت بالملف حتى خرجت السكرتيرة من المكتب فقالت هند :
    - أراهن على أنها ستذهب لليلى لتبلغها بما أستجد.
    - دعك من هذا .
    - ليلى فتاة يتيمه تعيش مع عمها الضرير وتهتم بأبنائه الخمسة .. ولكن ما الذي حدث لها اليوم .. لا أفهم .
    - ربما تحب .
    - أجل وليس ربما .
    - دعينا من ذلك يا هند .
    - نعم.. أخبريني متى ستذهبين لاختيار الدبل؟
    - يوم الأربعاء مع هدى .
    - من هدى ؟
    - أخت خليفة وكذلك مع خليفة .
    - أول مرة تركبين معه . أليس كذلك ؟ وستجلسين في الخلف .
    - نعم .
    - إذا انتهزي الفرصة وانظري إليه جيدا .
    - ماذا تقولين ؟
    - وإذا نظرت جيدا فربما ترين عين تراقبك في كل حركة تقومين بها.
    - ماذا؟ عين من ؟
    - ومن تظنين عين هدى&#33;.. لا طبعا عين خليفة ومن خلال المرآة التي أمامه .. آه أتذكر عندما ذهبت مع أمي وأم جاسم لاختيار الدبلة فقد كان جاسم هو الذي أوصلنا إلى السوق أخذ ينظر إلي عبر المرآة والتقت نظراتنا وأحسست أننا وحدنا في السيارة ورغم أن تلك اللحظات كانت ثواني إلا أنها كانت كالدهر .

    سكتت نوره ولم تعلق على كلام هند وعند انتهاء الدوام خرجت نوره وهند من المبنى إلى موقف السيارات حيث شاهدتا خليفة فلوح لهما مودعا .

    وفي اليوم التالي ولدى دخولها إلى المكتب شاهدت نوره ليلى تنتظرها وما أن رأت ليلى نوره حتى تقدمت الأولى من نوره وأخذت نوره تحدث نفسها ماذا سيحدث الآن .ظهر على وجه ليلى التردد والأسف
    - نوره أود التحدث إليك .
    - نعم ليلى ماذا هناك ؟
    - ليس هنا .

    وهي تشير إلى المكتب .
    - حسنا بقي على بدء الدوام ربع ساعة فبإمكاننا التحدث ..
    - لا أعتقد أن هذا الوقت يكفي .
    - إذا ما رأيك بعد الدوام ؟
    - أجل.. في المطعم المجاور من هنا .
    - حسنا .

    وذهبت ليلى وقبل نهاية الدوام اتصلت نوره بأمها لتخبرها عن تأخرها على الغداء وبعد ذلك توجهت نوره إلى مكتب ليلى والذي كان يقع بعد مكتب المدير فشاهدت خليفة جالس على مكتبه يعمل ولدى وصولها إلى مكتب ليلى قامت ليلى من على مكتبها وذهبت إلى حيث نوره وذهبتا إلى الخارج ومرتا بالقرب من مكتب خليفة الذي لاحظهما هذه المرة وظهر التعجب على ملامحه وما أن جلست نوره في المطعم حتى قالت ليلى :
    - في البداية أريد أن أعتذر عما بدر مني .
    - لا داعي للإعتذر.
    - لقد أخطأت بحقك لا أريدك أن تعتقدي بأني هكذا ولكن الذي حدث..

    قاطعتها نوره وهي لا تريد الاسترسال في ذلك الحدث
    - لا أريد معرفة شيء ليلى ..
    - ولكني أريد التحدث عن الأمر هذا يخفف عني الكثير .

    لاحظت نوره البؤس والأسى على وجه ليلى لذلك قالت لها:
    - تكلمي يا ليلى كلي آذان صاغيه .

    أخذت ليلى تنظر إليها فتره وبعد ذلك قالت :
    - أنت فتاة رائعة يا نوره خليفة محظوظ بك .

    ردت عليها نوره وقد اصطبغ وجهها بحمرة :
    - دعك من هذا يا ليلى .
    - أقول الحقيقة .. حسنا الذي حدث ..كنت جالسة في المكتب أعمل
    فأخبرتني إحدى الموظفات أن خليفة قد خطب.. صدمت في البداية وبعد أن قيل لي أنها تعمل معنا في قسمك عرفت الاسم فتوجهت إليك وكلي غضبا مما حدث.
    - لماذا ؟
    - لا أعرف .
    - هل لمح لك خليفة بشيء ؟
    - لا لم يلمح لي بشيء فقد خيالي الخصب جعلني أعتقد أنه يكن شيء لي وأعتقد أنني أبادله نفس الشعور لا أعرف كيف تصرفت هكذا معك .
    - لا عليك .
    - لا.. يجب أن لا تسامحيني .
    - لقد سامحتك يا ليلى على كل شيء فلا تحزني على ذلك الذي الحدث.

    وبعد ذلك طلبت ليلى ونوره الغداء وأخذتا تتحدثان وكأنهما أصدقاء من مدة طويلة وبعد مدة عرفت نوره أن ليلى فتاه يتيمة الوالدين قام عمها برعايتها ولكن مع مرور السنين أصبح عمها ضريرا وما أن أنهت دراستها في الثانوية التحقت بالعمل و لإعالة عمها وأطفاله .

    وما أن عادت إلى المنزل حتى أخبرتها والدتها أن خليفة اتصل بها مرتين فقالت نوره :
    - ماذا كان يريد ؟
    - لا أعلم.

    وبعد مرور ساعة حضرت والدتها إليها لتخبرها بأن خليفة يريد التحدث إليها فقالت نوره :
    - أمي لا أعرف ما أقول له .
    - لا تهتمي سيأتي الحديث ما أن ترفعي السماعة .
    - ولكن..
    - لا لكن ولا شيء هيا اذهبي ..

    ذهبت نوره إلى الهاتف وبعد تردد طويل قامت برفع السماعة إلى أذنها دون أن ترد أو تنطق بكلمه وبعد تردد قالت :
    - نعم .
    - نوره ..
    - معك نوره .
    - كيف حالك ؟
    - بخير . وأنت كيف حالك ؟
    - بخير أردت أن أسألك هل من الممكن أن نذهب غدا إلى السوق ؟
    - لماذا غدا ؟
    - لأن هدى ستهتم بخليفة الصغير يوم الأربعاء.
    - نعم ولكن لماذا غدا؟ وليس يوم الثلاثاء.
    - لقد فكرت أن نقدم الموعد لكي نأخذ وقتنا في الاختيار وإذا لم يعجبك شيء غدا.. نذهب يوم الثلاثاء.

    قالت في نفسها تريد أن يصبح اللقاء يومين بدل يوم لا.. وردت تقول:
    - لكني أعتقد أن يوم الثلاثاء يوم مناسب وذوقي سهل الإرضاء فلا تقلق.

    سكت خليفة فترة ثم رد:
    - حسنا يوم الثلاثاء إذا.
    - نعم.
    - على فكرة شاهدتك تخرجين مع ليلى اليوم فما الذي حدث؟
    - لا شيء فقد ذهبت معها إلى مطعم للغداء وأخذنا بالتحدث لفترة.
    - حسنا.. آه.
    - هل يوجد أمر آخر.
    - نعم أمي وأختي تسلمان عليك.
    - الله يسلمهن . هل تخبرهم بأني أسلم عليهن أيضا؟
    - بالتأكيد . هل تعرفين إن صوتك في الهاتف عذب وجميل؟

    ارتبكت قليلا وبعد ذلك قالت:
    - شكرا&#33;
    - حسنا بلغي تحياتي لأمك وأختك.
    - بالتأكيد.
    - إلى اللقاء .. سأشتاق إليك.

    أُحرجت نوره من قوله.
    - إلى اللقاء.

    وما أن أغلقت الهاتف حتى جاءت أماني وهي تسأل :
    - كيف جرت المكالمة الأولى.
    - جيد على ما أعتقد.
    - أرى أنه قال شيء جعلك تحمرين هكذا.. هيا أخبريني بما قال لك؟
    - لا شيء هيا دعينا من كل هذا.
    - لن أدعك هيا أنا أختك قولي لي.
    - لقد قال أن صوتي جميل على الهاتف.
    - أعرف ذلك ألم أخبرك من قبل أن صوتك على الهاتف يبدو مغريا وأنثوي.
    - أماني كفي.
    - حسنا وماذا بعد؟
    - لا شيء.
    - هيا..
    - حسنا وقال أنه سيشتاق لي.
    - واو.. إنه عاشق ولهان ارحميه يا نوره بنظره وبسمه وقبله .
    - اخرجي من هنا حالا.. أمي.
    - حسنا سأخرج وسأشتاق لك.

    وعند ذلك قامت نوره ورمت عليها الوسادة ولكن أماني خرجت من الغرفة قبل أن تصاب.


    إلى اللقاء في الجزء الثالث<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/rock.gif" border=0><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/rock.gif" border=0><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/rock.gif" border=0></font>

  4. #4
    مشترك مقبول الصورة الرمزية دولي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    7
    قوة التمثيل
    0
    <font color='#000000'><p align=center>الجزء الثالث والأخير:


    وما أن خرجت حتى فكرت ليلى ما الذي جررت نفسي به إنه إنسان رائع وعلى خلق ويحترم الآخرين ولكني أخاف من حدوث شيء سيئ لي بعد الزواج ربما يتحول لشخص آخر يتغير وتحدث أمور لا أريد حدوثها ولا تكرارها

    وجاء يوم الثلاثاء وبعد انتهاء الدوام مر خليفة على المكتب وقال لنوره :
    - لا تنسي اليوم بعد الرابع والنصف سنمر لأخذك.
    - حسنا إلى اللقاء.
    - إلى اللقاء.

    وبعد أن خرج خليفة من المكتب قالت هند:
    - هل اليوم ستذهبون للسوق؟
    - نعم.
    - لماذا اليوم ؟
    - هدى ستكون مشغولة يوم الأربعاء لذلك قمنا بتقديم الموعد.
    - إذا اليوم تلك النظرات التي آه ..
    - سنرى يا هند كيف سيكون هذا اليوم.

    وبعد ذلك ذهبت نوره إلى المنزل وما أن أصبحت الساعة الرابعة والنصف حتى اتصل خليفة ليخبرها بأنه أمام المنزل وما أن خرجت حتى وجدت السيارة أمام المنزل وما أن دخلت حتى قالت وهي تتجنب النظر إلى خليفة:
    - السلام عليكم. كيف حالك يا هدى؟
    - بخير الحمد لله وكيف أنت ؟
    - الحمد لله .

    امتد السكون في السيارة فترة من الزمن ونوره تتحاشى النظر باتجاه خليفة وبعد مرور بعض الوقت نظرت إلى الأمام فوقع نظرها على المرآة التي ينظر منها السائق إلى الخلف ولدى رؤيتها للمرآة حتى شاهدت عيني خليفة مركزه عليها والتقت نظراتهما لفترة وبعد ذلك أنزلت نوره عينيها من عينيه ولكن الأمر لم يستغرق غير ثواني ولكن نوره أحست كأنها مدة طويلة وفيما هي مستغرقة في التفكير حتى سألتها هدى:
    - ما رأيك باختيار الدبل أولا؟
    - نعم .
    - ماذا بك لا تعرفين أن تقولي شيء غير نعم هيا تحدثي.
    رد خليفة على أخته:
    - ربما تخجل من التحدث وأنا موجود .
    ردت هدى وهي تنظر إلى نوره :
    - لا يمكن أن تخجلي من خليفة يا نوره .. إنها تخجل منك يا خليفة انظر كيف تحمر.
    اكتفى خليفة بالسكوت بينما تحدثت نوره :
    - لست خجولة ولكن لا أعرف ما أقول .

    رد خليفة :
    - حسنا ما رأيك بخاتم ألماس أم زمرد أم ياقوت.
    - لا أريد ألماس أو ياقوت أو ..

    قاطعها خليفة قائلا:
    - لا.. أنا أحب أن أعطيك خاتم من الزمرد .
    - لماذا الزمرد ؟
    - لأني وعدت نفسي إذا تزوجت ستكون الدبلة من الزمرد فما رأيك بذلك ؟
    - حسنا هذا رائع ولو كانت على شكل دمعه .
    - هذا الذي أريده ما رأيك يا هدى؟
    - أرى أنك اتفقت أنت ونوره على خاتم الخطبة وأنا أعرف محل يبيع خواتم من الأحجار الكريمة وما عليكما إلا الاختيار والشراء .

    وذهبوا إلى المحل الذي تعرفه هدى وهناك شاهدت نوره العديد من الخواتم والأحجار الكريمة ولكنها لم تعجب إلا بحجر أخضر اللون وكان الزمرد كان رائع وعندما جربته سلب عقلها وكذلك خليفة أعجب بالخاتم وبعد أن اشتروا الخاتم جاء دور الطقم ولم تعجب نوره بالأطقم التي رأتها وبعد أن تجولوا في العديد من المحلات دون أن تختار نوره طقم اقترح خليفة الذهاب إلى أحد المطاعم القريبة ليرتاحوا ولدى توجههم إلى المطعم أخذت نوره تنظر إلى واجهت المحلات علها ترى شيء يناسبها وقبل أن يصلوا المطعم شاهدت محل صغير للذهب وهناك شاهد طقم رقيق رائع المنظر ما أن رأته حتى نظرت إلى خليفة -والذي صدف رأيته للطقم – فنظر أحدهما للآخر وقال خليفة بعد أن أشار إلى الطقم وفي عينه نظرة السرور:
    - هل رأيت هذا الطقم إنه رائع أليس كذلك ؟
    - نعم .
    - هيا دعينا ندخل لنرى.
    وما أن دخلوا إلى المحل حتى سارع العامل في المحل إلى الابتسام وهو ينظر إلى نوره وهو يقول :
    - بماذا أخدمكم ؟
    فرد خليفة وهو غاضب من رؤية العامل وهو يطيل النظر إلى نوره:
    - أريد رؤية ذلك الطقم.

    وبعد رؤية الطقم تم شرائه بعد كثير من المماطلة من قبل العامل في المحل ومحاولة هدى التقليل من السعر، ولدى خروجهم من المحل ذهبوا إلى المطعم وما أن جلسوا حتى استأذنت هدى لتذهب إلى الخياط القريب منه لتجلب بعض ملابسها من هناك وما أن ذهبت حتى بقيت نوره مع خليفة لوحدهما جالسين على الطاولة ولم يتحدثا لفترة وبعد ذلك سألها خليفة :
    - ما رأيك بالطقم يا نوره؟
    - إنه رائع وكذلك الخاتم.
    - نعم رائع إن ذوقك رائع.
    - شكرا لك.
    - هل شاهدت ذلك العامل في المحل الذي اشترينا الطقم من محلة؟
    - نعم ، ماذا به؟
    - ماذا به لم ينزل ناظريه عنك كنت سأضربه.
    - لماذا يوجد العديد من الناس ينظرون دعهم ينظرون.
    - ماذا &#33; لا أريد من أحد أن ينظر إليك.
    - أهي الغيرة التي أراها في عينيك.
    - نعم الغيرة وبعد أيام ستصيرين زوجتي ولا أريد لأحد أن ينظر إليك.

    وبعد ذلك عادت هدى إلى المطعم وهي محملة بالأكياس وبعد ذلك بمدة غادروا المطعم وذهبوا إلى منزل نوره وفي الطريق قالت هدى فجأة :
    - لقد نسينا أن نشتري الساعة .
    رد خليفة :
    - أجل نسنا أن نشتري ساعة يجب أن نذهب لشرائها .
    قالت نوره :
    - لا داعي لهذا أترك الساعة على ذوقك يا خليفة .
    فنظرت إلى المرآة فرأت خليفة ينظر إليها من المرآة فابتسم وقال :
    - حسنا دعي ذلك لي.

    وما أن وصلوا إلى منزل نوره حتى دعتهم نوره إلى المنزل لشرب شيء ولكن خليفة رفض وقال:
    - ألم تأخذي الخاتم والطقم لتريه لأمك وأختك.
    - لا دعهما يروه يوم عقد القران.
    وما أن دخلت نوره المنزل حتى شاهدت أختها وهي تنتظر وقالت الأخيرة :
    - نوره لقد تأخرت ولا أرى شيء في يدك ألم تختاري شيء ؟
    - لقد اخترنا خاتم الخطوبة وكذلك اخترنا الطقم .
    - أين هما؟
    - لقد رحلا .
    - لا.. لا أقصد خليفة وأخته ولكني أقصد الخاتم والطقم.
    - نعم .. لقد قلت لهما أن يحضراهما يوم عقد القران .
    - ولكني أريد رؤيتهما .
    - إنها مفاجئة يا أماني .
    ***

    وفي أحد أيام الأسبوع الثاني جاءت هدى إلى نوره تريد أن تحدثها عن منزل خليفة فقالت نوره :
    - لا أعرف أين يقع أو ما هو شكله .
    - لا عليك .. هل تريدين أن نذهب لنراه .
    - متى؟
    - الآن إذا أردت .

    خرجت نوره برفقة هدى التي أرشدتها إلى المنزل وكان منزل بسيط يحتوي على حديقة تحيط بالمنزل وكان المنزل عبارة عن ثلاث غرف نوم ومطبخ داخلي مع آخر خارجي في الملحق وكذلك صالة ومجلس بالرغم من بساطته كان فخما وقالت هدى بعد أن تفقدوا المنزل :
    - هذا المنزل لا ينقصه إلا الأثاث والسكن .
    ***

    جاء يوم عقد القران وكان يوم مشهودا في حياة نوره ولم تتغلب نوره على خوفها من المستقبل وكذلك لم تتعرف على خليفة بشكل جيد .
    وكانت هند تحاول تهدئتها من الخوف الذي دخل بها ولدى حضور هدى وأمها ومنى ليجلسن مع نوره إلى أن يعقد القران وقالت هند :
    - متى يأتي يومي يا رب .
    فقالت هدى :
    - يومك سيأتي يا هند فلا تتعجلي .

    وفيما هي تتحدث أحضرت أم نوره الأوراق وأعطيت الأوراق إلى نوره التي بان التردد على وجهها وهي تأخذ الأوراق من والدتها وكان الجميع ينظرون إليها منتظرين توقيعها على الأوراق .
    فقالت هند لتحد من حدت الموقف :
    - هيا نوره وقعي وإلا وقعت عنك .
    وضحك الجميع ولكن نوره بقيت كما هي لا تعرف ما تفعل فتقدمت هند منها وهي تحدثها همسا :
    - ماذا بك يا نوره؟ لماذا لا توقعين ؟

    - لا أريد .
    - ماذا؟ بعد كل هذا تقولين لا تريدين هيا إن خليفة رائع وكذلك أسرته فماذا يقلقك ؟
    - لا أعرف أنا خائفة .
    - لا تخافي وتوكلي على الله .
    - بسم الله الرحمن الرحيم .

    وقامت نوره بالتوقيع على الأوراق وبهذا تصبح نوره زوجة لخليفة شرعا وقانونا ، وما أن أنهت التوقيع حتى حضرت النسوة ليهنئنها على عقد القران ويتمنين لها السعادة والتوفيق في حياتها .
    وأخذت نوره ترد على المهنآت وهي لا تعرف بما ترد ولا كيف رسمت تلك الابتسامة المشرقة وجاءت هند وهي تقول لنوره :
    - لن تندمي يا نوره فهو يحبك .
    - أتمنى أن لا أندم .
    - تهاني مبروك منكِ المال ومنه العيال .

    ضحكت نوره وقالت :
    - منه المال ومني العيال . ألم تقلبي كل شيء يا هند .
    - أوه .

    وبعد خروج نوره لغرفة الجلوس وبعد فترة من الجلوس قالت هند :
    - بعد قليل سيأتي خليفة لتلبيس الدبل ولكن انتظري.

    وأخذت هند بتعديل بعض الخصلات من شعر نوره وقالت :
    - والآن ممتاز.

    دخل خليفة مبتدأً بالسلام وبعد ذلك نظر باتجاه نوره وأخذ يمشي إلى أن وصل وعينيه لم تفارق وجهها إلى أن جلس بجانبها فبادر بالقول :
    - إنك أجمل مما توقعت .

    أحمر وجه نوره فجاءت هند تسأل خليفة :
    - ماذا قلت لها ؟ هيا قل .

    ضحك خليفة وقال :
    - فقط أخبرتها عن جمالها .
    - حسنا فعلت .

    وجاءت هدى لتقول :
    - حان وقت لبس الدبل .

    وأخرجت هدى العقد والخاتم والساعة وأخذت تعرضها على الجميع وبعد ذلك قام خليفة بتلبس نوره الخاتم ،الساعة والعقد وهنا لم يستطع خليفة قفل العقد وبقي فترة طويلة وهو يحاول قفل العقد إلى أن قال :
    - لقد استسلمت هيا يا هدى ساعديني .

    وهنا شاهدت نوره أمها مع أماني دامعات العين فأخذت تنظر إليهما فلاحظ خليفة ذلك وقال لها :
    - إنها دموع الفرح يا نوره .

    وبعد ذلك حضرت أم نوره وهنئت خليفة وقالت له :
    - وصيتي لك نوره اهتم بها ولا تجعلها حزينة .
    - نوره في عيوني يا عمتي .

    وبعد ذهاب الأم قال خليفة لنوره :
    - يجب أن أذهب الآن ولكن قبل ذلك دعيني انظر إليك .
    وبعد أن أصبحت نوره لوحدها مع أمها قالت أماني :
    - إن خاتمك وعقدك رائعان يا نوره الزمرد من كان يتخيل كنت أحس أن خاتمك من الألماس ولكن .. الزمرد رائع .
    - نوره .
    - نعم يا أمي .
    - أتمنى لك السعادة مع خليفة ويا بنتي هو الآن رفيق دربك في هذه الحياة إذا أسعدته أسعدك وإذا أغضبته أغضبك .

    شاهدت نوره الدموع في عين والدتها وقالت نوره:
    - لم هذه الدموع الآن يا أمي ؟
    - من الفرحة لرؤيتك تتزوجين .

    وقبل أن تذهب نوره للنوم أخذت تفكر هل السعادة جزء من حياتي أم أن هذا الجزء لن أراه أبدا . من يعلم ما تخبئه لي الأيام بعد .
    وفي يوم السبت ذهبت نوره إلى العمل فاستقبلتها هند بوجه بشوش كعادتها دائما وهي تقول لها :
    - كيف أحوال عروسنا الجديدة .
    - بخير شكرا لك .
    - انتظري لنرى الصور متأكدة أنها ستكون بمنتها الجمال ..أوه انظري من آت.

    فنظرت نوره إلى الجهة التي أشارت إليها هند كان خليفة الذي أتى وألقى التحية وأبقى عينيه على نوره ورحل .
    - أقسم أنه يهواك .
    ابتسمت نوره لها
    - متى الليلة الكبيرة يا نوره .
    - بعد شهر.
    - ماذا بك تقولينها وكأنك ستموتين في ذلك اليوم .

    أخذت نوره تنظر إلى هند وكأنها نطقت بكلمة السر.
    - أوه نوره لا تقلقي فحياتك ستختلف من الآن .
    - أنا متأكدة .
    - جيد .

    وتمر الأيام بسرعة على نوره فموعد زفافها قد قرب وخوفها يتزايد ولكن ماذا عساها تفعل فقد ارتبط مصيرها مع خليفة.

    حل يوم الزفاف وكانت نوره في أبها جمالها وكذلك كان فستانها فهو غاية في الروعة والجمال والبساطة، وجاءت هند إلى الغرفة التي تجلس فيها نوره قبل التوجه إلى الكوشة وكانت نوره تحاول تهدئة نفسها وقالت هند :
    - ما شاء الله تبارك الرحمن لم أعرف بأنك بهذا الجمال .
    - شكرا .
    - تهاني بزفافك وألف ألف مبروك .
    - الله يبارك فيك .
    - كيف الأحوال الآن ؟
    - بخير وقلقة قليلا .
    - لا تقلقي ودعيني أقرصك على ركبتك لأحصلك في جمعتك .

    ضحكت نوره وهنا دخلت أماني عليهما وقالت:
    - أخيرا شاهدت نوره تبتسم من قلبها والفضل لك يا هند .
    - أنا لم أفعل شيء .

    وبعد ذلك أخذت أماني تحدثهن عن الحضور وعن الترتيبات الأخيرة وكذلك عن موعد دخول نوره وبعد ذلك بساعة أخذت نوره تتجه إلى القاعة وما أن دخلت حتى رأت العيون مصوبة إليها والبسمة على وجوه الحضور مشت إلى الكوشة إلى أن وقفت هناك حيث أخذ الجميع ينظرون إليها وبعد ذلك جاء دور خليفة للحضور فقامت أماني بوضع الطرحة على وجه أختها وما أن دخل حتى صوبت جميع العيون إلى خليفة ماعدا عينيها فقد أنزلتهما من الارتباك والخوف وما أن وصل خليفة إليها ومعه هدى وقالت له هدى :
    - ارفع عنها الطرحة وقبلها على جبينها .

    وقام خليفة برفع الطرحة وقبلها على جبينها تلك القبلة لم تدم أكثر من ثانيه وبالنسبة إلى نوره كانت القبلة كالفرشاة التي صبغت وجهها باللون الأحمر وقال لها خليفة وعيناه تشع من السعادة :
    - أنت رائعة الجمال .
    - شكرا.
    وجاءت هند إليهما وقالت لهما :
    - جاء اليوم الذي أراكما فيه متزوجين .

    فرد خليفة:
    - عقبا لك يا هند.
    - شكرا ..وقريبا سأتزوج فأنا أريد أن يقبلني زوجي هكذا .
    ضحك خليفة ونظر إلى نوره التي زاد امتقاع وجهها وقال لها بعد أن رحلت هند :
    - نِعم الصديقة هند .
    - نعم .

    وبعد ذلك حضرت أم خليفة ومنى للتهنئة وبعد نزولهما جاءت أماني وقبلت العروس ورحلت وهي تغالب دموعها على فراق أختها وأخذت نوره تنظر إليها وقد امتلأت عينيها بالدموع ، وجاءت أم نوره وقالت بعد التهنئة :
    - نوره أمانة عندك يا خليفة ارعها وصنها فهي ابنتي الغالية نوره .
    - نوره في عيني يا عمتي .
    ونظر إلى نوره التي فرت من عينها دمعه فقالت الأم إلى نوره :
    - نور لم البكاء الآن فنحن معا ولن نفترق كل فتاه مصيرها أن ترحل إلى منزل زوجها .

    قالت الأم ذلك وهي تحتضن نوره فتمسكت نوره بأمها جيدا كي لا تدعها ترحل عنها فقالت الأم لها :
    - نوره دعيني الناس ينظرون.إلينا .

    فأطلقت نوره أمها التي نظرت إليها وعينيها دامعتين وقالت لها ولخليفة :
    - منك المال ومنها العيال.

    ونزلت أم نوره عن الكوشة فقال خليفة لنوره وهو يشاهد دموعها :
    - لم الدموع الآن يا نوره .

    لاذت بالصمت واكتفت بالنظر إليه دون تعليق من قبلها وبعد ذلك توجه العروسين إلى منزلهما وما أن دخلا المنزل حتى قال خليفة :
    - اللهم اجعل لنا هذا المنزل سكنا خير واجعل حياتنا سعيدة فيه.
    - اللهم آمين.

    وما أن دخلا إلى غرفة النوم حتى ضحك خليفة وقال:
    - هنا يأتي الجزء الصعب .
    نظرت نوره إليه وقالت :
    - ماذا ؟
    - لا شيء. يوم السبت سنسافر إلى نيوزيلندا لنقضي ثلاثة أسابيع هناك أرجو أن تعجبك البلاد .
    - هذا رائع كنت أتمنى زيارة نيوزيلندا .
    - جيد .

    وسكت هو الآخر وأخذا ينظران كل إلى الآخر فترة طويلة إلى أن قال خليفة :
    - سأذهب لأغير ملابسي خذي راحتك .

    وما أن خرج حتى تنفست نور الصعداء وقامت بتبديل ملابسها وغسل شعرها ولدى عودتها إلى الغرفة لم تجد خليفة جلست فترة تنتظره ولم يأتي فذهبت تبحث عنه لم تجده في غرفة الجلوس ولا في أي غرفة من المنزل لذلك خرجت إلى الحديقة وهناك وجدته جالسا في الحديقة فذهبت نوره إلى المطبخ وأحضرت كوبي عصير يشربانه وما أن رآها خليفة تتقدم إليه حتى قال:
    - العصير هذا ما أحتاجه.
    - تفضل إنه بارد .
    - شكرا.

    وأخذ يرتشف من العصير وهو ينظر إليها وقال وهو يشير إلى جزء من الحديقة:
    - لقد قمت بزراعة بعض الأنواع من الزهور في ذلك الجزء.
    - من أي نوع ؟
    - من الورود المتسلقة وهي ذات رائحة نفاذة ..انتظري حتى تكبر.
    - ما رأيك أن نبدأ بزراعة الحديقة لدى عودتنا من السفر.
    - أجل ..هذا ما أفكر به .

    سكتوا لفترة وبعد ذلك سألها خليفة :
    - ماذا تفعلين في وقت فراغك ؟
    - أقرأ.
    - وماذا تقرئين؟
    - أقرأ القصص العالمية وبعض القصص المحلية هذا عدا الكتب الثقافية والموسوعات .
    - تقرئين كثيرا .
    - ليس كثيرا ، ماذا تفعل أنت في وقت فراغك؟
    - لا أعرف .. ألعب قرة القدم وأشاهد الرسوم المتحركة قليلا.
    - ماذا الرسوم المتحركة .
    - نعم لماذا الاستغراب؟ أشاهد عدنان ولينا وكذلك نينجا سندباد الرجل الحديدي سنديبل ..

    ضحكت وهي تقول:
    - كل هذا وتقول قليلا. هل تعرف أنا أشاهد الرسوم وبشغف.
    - إذا تعادل في إحدى الهوايات . هل تلعبين السوني بلاي ستيشن .
    - نعم وأنا بارعة في تلك الألعاب .
    - لست أبرع مني .
    - سنرى .

    وسكتوا قليلا وبعد هنيهة قال خليفة:
    - لقد كان يوم شاقا قضيت ساعتين وأنا أستعد لتلك اللحظة .
    - أنت قضيت ساعتين وتقول أنك تعبت أما أنا فقد قضيت اليوم كله .
    - مسكينة ولكن كل ذلك يستحق التعب فقد بدوت كالوردة البيضاء التي زرعتها هنا إنك جميلة يا نوره والله يعلم بأني لا أستحق هذا الجمال.
    - خليفة أرجوك لا تقل هذا .

    قالت ذلك وقد اشتعل خدها باللون الأحمر القاني فقام خليفة وأخذ يدها بين يديه وأخذ يقول :
    - الحمد لله على كل شيء .

    تقدم خليفة منها وقام بتقبيل خدها فابتعدت نوره عنه وقالت :
    - أرجوك خليفة لننتظر بعض الوقت لأتعود عليك .
    - حسنا لك الوقت كله يا نوره.

    وبعد ذلك ابتعد خليفة عنها وذهبا إلى غرفة النوم فقال لها خليفة :
    - في أي جزء من السرير تفضلين النوم؟
    - لا يهم أنت أين تفضل ؟
    - أنا اليسار.
    - حُلت.

    وخلدا إلى النوم ولكن النوم لم يأتي بسرعة أخذت نوره تتقلب في السرير فترة وبعد مدة قال لها خليفة :
    - نوره نامي.
    - لا يأتيني النوم.
    - سمي باسم الله وقرائي آية الكرسي وستنامين .
    - حسنا.

    وما أن انتهت نوره من قرأت الآيات حتى نامت ولم تستيقظ إلا على صوت جرس المنزل وهو يرن فنهضت من السرير وجلست فترة لا تعرف أين هي ومن النائم بقربها موليا ظهره لها وبعد ذلك تذكرت فقالت:
    - خليفة.. خليفة.

    ولكنه لم يرد عليها فأخذت تهزه قليلا وقالت :
    - خليفة ..خليفة.

    رد عليها والنعاس في صوته:
    - نعم.
    - يوجد أحد بالباب.
    - دعيهم ..فهذا ليس وقت الزيارات.
    - ولكنها الساعة الثانية عشر.
    - آه نمنا لهذا الوقت .

    استيقظ وهو يقول ذلك وفجأة ابتسم وقال :
    - ماذا سيقولون عنا الآن؟
    - لا شيء.
    - سنرى.

    خرج من الغرفة ليفتح الباب نهضت نوره وخرجت لتغتسل ولدى عودتها للغرفة رأته جالسا وقال لها :
    - أمي وأمك أتتا للسلام والتهنئة .. آه نسيت .
    تقدم منها وأمسكها من كتفيها بكل رقه وقال لها وهو يقبل جبينها:
    - صباحيه مباركة يا نوره .
    - صباحيه مباركه.
    - هيا اذهبي إلى أمهاتنا فقد تساورهن الشكوك من تأخرك أنهما في المجلس، سألحق بكم بعد قليل .
    - صباحيه مباركة يا نوره.
    هذه الجملة نطقتا به أمها وأم خليفة لدى دخول نوره عليهما وبعد السلام والتحية سألت أم خليفة :
    - أتمنى أن لا يكون خليفة قد أساء التصرف البارحة .
    امتقع وجه نوره لدى سماعها لهذا السؤال وسمعت صوت خليفة آتيا من ورائها :
    - وهل أجرؤ على التصرف الخاطئ .

    ضحكت أم نوره وكذلك والدته وأخذت نوره تنظر إليهما وقد اتسعت عينيها لأن نيتهما كانت سيئة وقال خليفة وهو يسأل نوره ويمسكها من كتفيها ليديرها وينظر في عينيها وفي عينيه الاستمتاع من هذا الموقف :
    - هل أخطأت في أي شيء أمس يا نوره.

    فنظر نوره إليه مما جعله يضحك من الموقف كله وضحكت أم خليفة ومعهما أم نوره ، فاستأذنت نوره منهم وذهبت إلى المطبخ لتحظر البارد لهم ولدى خروجها أخذت تستمع إلى موجة الضحك العارمة التي تبعت خروجها من الغرفة تبعها خليفة إلى المطبخ وأخذ يقول :
    - هل أزعجتك بما قلت ؟
    - لا ..ولكن التلميحات من أمي وأمك كانت ..

    سكتت نوره ولم تكمل جملتها فقال خليفة :
    - لذلك أنا جاريتهما .
    - حسنا الآن هلا ذهبت إليهما وإلا سمعت من التعليقات ما يكفي لسنه.

    خرج من المطبخ وهو يضحك وما أن دخلت حتى قالت أم خليفة :
    - يجب أن لا نطيل البقاء أليس كذلك ؟
    - لا تقولي هذا يا خالتي ..يجب أن تشربا البارد .
    - أكيد بس إننا لم نحضر لنجعلك تعملين أليس كذلك يا أم نوره ؟
    - نعم لقد جئنا للتهنئة في الصباحية ولنحضر الغداء لكما.
    وما أن سمع خليفة كلمة الغداء حتى أمسك معدته وقال :
    - كم أنا جائع؟

    فردت أم نوره بكل خبث:
    - نعم بالتأكيد فبعد ليلة البارحة أنت تحتاج إلى الغذاء لتقوى .

    اتسعت عينا نوره لدى سماعها لكلام أمها وقال خليفة:
    - شكرا على الغداء يا عمتي ، وأعتقد أنكما أطلتما البقاء.

    قالت أم خليفة وهي توجه الكلام إلى أم نوره وتنظر إلى ابنها وزوجته :
    - أعتقد أننا سنطرد يا أم نوره .هيا نذهب فهم يريدون البقاء لوحدهما.
    قام خليفة بتوصيلهما إلى الباب وقال:
    - من أوصلكما إلى هنا .
    - السائق ومن غيره .
    - هل هو في الخارج .
    - لا
    - حسنا سأوصلكما.
    - لا ..لا داعي لهذا.
    - لن أجعلكما تذهبان بسيارة أجرة.
    ***
    وخلال المدة التي سافروا بها إلى نيوزيلندا كان خليفة بالنسبة إلى نوره الصديق والأخ وكذلك الزوج الذي تتعرف إلية وشاركها خليفة في كل ما هو ممتع في تلك الرحلة ولم يدع أي مكان إلا وزاراه حتى إذا قرب موعد العودة استغربت من مرور الثلاثة الأسابيع بهذه السرعة .
    وبعد عودتهم بقي لهم أسبوع من الإجازة واقترح خليفة أن يمضياها في رؤية معالم الدولة ولكن نوره رفضت بقولها :
    - ألا تعتقد أنه يجب علينا زراعة الحديقة الآن .
    - أجل .. ولكن أسبوع آخر لن يضر .
    - أعرف ولكن ألا نستطيع في إجازة أخرى أن نرى الدولة .
    - الآن المناطق خالية تقريبا من الزوار لأن موسم الإجازات لم يبدأ بعد والجو جميل والوديان بها ماء هيا دعينا نذهب .
    - حسنا .
    وفي هذا الأسبوع زارت نوره مناطق من الدولة لم ترها من قبل مناطق يبحث عنها الشخص في الخارج وهي موجودة في بلاده .
    ***
    وجاء أول يوم للدوام بعد مرور الإجازة ودخلت نوره إلى القسم وكانت هند جالسة وما أن شاهدت نوره حتى قالت هند :
    - أهلا.. كيف حالك؟ لقد اشتقت إليك كثيرا.
    - الحمد لله كيف حالك يا هند ؟
    - أنا بخير .. أرى أن الزواج مناسب لك . ما رأيك بخليفة ؟
    - إنه شخص رائع ..
    - فقط رائع .
    - هند كفى ..
    ضحكت هند وأوقفت أسئلتها بعد أن شاهدت السعادة على وجه نوره وتمنت أن تستمر سعادتها وأن لا تبرز مخاوفها .
    استمرت حياة نوره وخليفة بكل سعادة وكان من أولوياتهما زراعة الحديقة والاهتمام بالنشاطات المشتركة وكانت حياتهما بمنتها السعادة والفرح .
    وفي أحد الأيام وبينما نوره وخليفة في حديقة المنزل تلقى خليفة اتصال وبعد أن تحدث على الهاتف خرج من المنزل مسرعا ولم يخبرها بوجهته وأخذت نوره تنتظره مدة من الزمن .ولم يعد اتصلت به على هاتفة النقال فقال لها أنه مشغول وربما يتأخر وحاولت أن تسأله إذا كانت هناك مشاكل ولكنه أغلق هاتفه قبل أن تسأله ، وبعد ذلك بفترة اتصلت هدى تسأل عن خليفة فردت عليها نوره قائلة :
    - لقد ذهب خليفة منذ عدة ساعات ولكنه لم يعد إلى الآن . لماذا؟
    - بالتأكيد هو مع عبد الله فقد حدثت مشكلة مع زوجته .
    - ماذا حدث ؟
    - لا أعرف بالضبط كل الذي أعرفه أن عبد الله ضرب زوجته ولكن السبب .. على العموم يا نوره سأتصل فيما بعد .. إلى اللقاء.
    وأقفلت هدى السماعة ولكن من جهة نوره بقيت السماعة معلقة دون أن تقفلها وكان عقلها يردد ضرب عبدالله زوجته وكانت من الصدمة حيث أخذ عقلها يخبرها سيأتي اليوم الذي سيضربك فيه خليفة وأخذت تتذكر أيامها عندما كانت طفلة وكان والدها يضرب أمها وكيف عانوا جميعا من ذلك وأخذت الهواجس تأخذها وتعيدها إلى أن عاد خليفة وهو منهكا وقال لها :
    - لا أريد العشاء يا نوره أريد أن أرتاح .
    - ماذا بك ؟
    - لا شيء .
    - لا شيء.
    أجاب وهو شديد الانزعاج وبدأ بالصراخ :
    - أجل لا شيء .. دعيني وشأني الآن هل تسمعين؟
    ورحل إلى غرفة النوم وهو يزبد ويغلي وأخذت نوره تنظر في إثره وهي مصدومة . ماذا يحدث هل سأضرب أنا لا لن أكون طوع أمره متى أراد تحدث إلي ومتى لم يُرِد يضربني . جلست نوره فترة في غرفة الجلوس وبعد ذلك توجهت إلى غرفة النوم وشاهدت خليفة جالس على حافة السرير وهو يفكر فذهبت نوره مباشرة إلى الحمام وقامت بتبديل ملا بسها ثم توجهت إلى السرير لتنام دون أن تتحدث إلى خليفة أو تتمنى له ليلة سعيدة وكذلك خليفة بقي في مكانه فترة وبعد ذلك خلد إلى النوم ، وفي اليوم التالي قال لها خليفة :
    - آسف يا نوره ..
    - لم الاعتذار ..
    - لأني صرخت بوجهك أمس .
    ردت علية بكل برود :
    - هذا لا يهم ..
    - بل يهمني .. إن مشاكل أخي لا تنتهي وأخاف أن تُأثر على حياتي .
    - ماذا حدث لأخيك ؟
    قال وهو ينظر إلى ساعته:
    - أنها قصة يطول شرحها .. وقد تتأخر على الدوام .. ربما بعد الدوام أخبرك بها .
    - أجل .
    ولدى ذهابهما إلى العمل شاهدت هند وجه نوره بدون ابتسامه أو سعادة لأول مرة منذ زواجها فسألتها :
    - نوره ماذا بك ؟
    - لا شيء .
    - وجهك لا يدل على أنه لا شيء .
    - هند .. دعيني أرجوك..
    - لا لن أدعك أنا صديقتك ..
    - هند .. أرجوك..
    - هل هو خليفة ؟
    أجابت نوره وهي حائرة :
    - لا أعرف ..
    - ماذا لا تعرفين ؟
    - لا شيء .
    - هيا نوره أخبريني وسترتاحين .
    - ماذا أخبرك أنا لا أعرف ما يحدث كل الذي أعرفه أن عبد الله أخ خليفة ضرب زوجته منى .
    - لماذا ؟
    - لا أعرف.
    - حسنا وما دخل هذا بك .
    - وكيف ما دخلة إذا كان أخ خليفة يضرب زوجته فإن خليفة سيضربني كذلك .
    ردت عليها هند وهي لا تصدق أن نوره تفكر هكذا فعلا:
    - ما هذا المنطق يا نوره كيف يضربك خليفة ؟
    - كيف ؟.. أمس عندما عاد خليفة من عند أخيه سألته عن الأخبار غضب وأخذ يصرخ في وجهي .
    - لماذا ؟
    - لا أعرف ربما الضغط جعله يرد علي هكذا .
    - ربما .. ألم تعرفي لماذا ضربت منى؟
    - لا أعرف سيخبرني خليفة بعد الدوام .
    - نوره .. لا تدعي الذي حدث لمنى يؤثر على حياتك خليفة شيء وأخاه شيء آخر.
    - أعرف ولكني قلقة .
    - لا تقلقي ولا تدع الماضي يؤثر على حياتك .
    وبعد وصول نوره إلى المنزل قال لها خليفة لدى دخولهم إلى المنزل:
    - نوره سأذهب إلى منزل عبد الله ، وربما أتأخر هناك . هل تحتاجين إلى شيء؟
    - لا شكرا.
    - إلى اللقاء .
    بينما كانت نوره تعد العشاء اتصلت بها هند:
    - أهلا نوره .
    - مرحبا يا هند .
    - كيف حالك الآن .. هل عرفت شيء؟
    - كلا يا هند ..ما أن عدنا حتى أخبرني خليفة انه راحل إلى منزل أخاه.
    - ومتى ينوي إخبارك؟
    - لا أعرف.
    وفيما نوره تتحدث جاء خليفة وهو يبتسم فقالت نوره :
    - هند .. لقد عاد خليفة إلى المنزل ، سأتصل بك فيما بعد .
    وقالت لخليفة وهي تبتسم له بعد أن أغلقت السماعة :
    - خير إن شاء الله .
    ابتسم خليفة وقال:
    - عادت المياه إلى مجاريها والحمد لله .
    ظهر الاستغراب على وجه نوره وهي تسأله :
    - ماذا تقول ؟
    - عبد الله ومنى .. تصالحا وانتهى الأمر .
    - ماذا حدث أصلا ليتشاجرا؟
    - سوء تفاهم بسيط .
    - ألم تخبرني ما حدث؟
    - ما دام الأمر انتهى فلم أخبرك به .
    لا يريد إخباري.. كيف لي أن أعرف سبب المشكلة ؟ من هدى بالتأكيد .. قالت نوره ذلك في نفسها، وأخذت تسأله:
    - هل تريد العشاء الآن ؟
    - في الحقيقة لا أريد العشاء وأنت هل تعشيت؟
    - لا.. ولست جائعة .
    وفي اليوم التالي اتصلت نوره بهدى لمعرفة ما حدث لمنى وأخبرتها هدى بكل الذي حدث كل الموضوع بدأ بسوء تفاهم بسيط مع اشتداد الحوار أخذ كل منهما يصرخ في وجه الآخر إلى أن قامت منى بسبة وشتمه فقام عبد الله لتهدئتها ولكنه لم يستطع إسكاتها إلى بصفعها على وجهها لأنها كانت لا تعي ما يحدث وتلك الصفعة أدت إلى احتدام الموقف بينهما. وبعد أن علمت نوره بكل الموضوع تبين لها لماذا كان خليفة لا يريد إخبارها بالمشكلة.
    ذهبت نوره إلى منزل والدتها للزيارة وأخذت تتحدث معها وتسألها عن أخبارها وأخبار أماني وبعد التحدث قالت نوره لأمها :
    - أمي ..
    - نعم نوره ماذا بك ؟ ألست سعيد مع خليفة؟
    - لا يا أمي أنا سعيدة بحياتي .. ولكن أريد أن أسألك ..
    - ماذا ؟
    - ..
    ولما لم ترد بادرتها والدتها قائلة:
    - هل هو أمر خاص وأنت تخجلين مني ؟
    - لا يا أمي .. ولكن أخشى إن سألتك تحزنين .
    - ماذا يا طفلتي؟ فأنت تجعليني قلقة .
    - إنه لا شيء.
    - هيا نوره تكلمي .
    ومع إصرار أمها سألت نوره :
    - أمي .. هل تتذكرين أول مرة ضربك فيها أبي؟
    - ولم السؤال؟ هل خليفة يضربك ؟
    ردت نوره وظهرت الدهشة على وجهها:
    - لا ..لا . فقط أريد أن أعرف.
    أخذت الأم تحاول التذكر وقالت:
    - لا أذكر ولكن اعتقد أنه كان بسبب شيء بسيط حدث ربما سوء تفاهم أو شيء من هذا القبيل .
    وسكتت والدتها وأخذت نوره تنظر إلى أمها بينما الأم سابحة بأفكارها قاطعتها نوره قائلة:
    - أمي ماذا بك ؟
    - آه .. لا شيء أتذكر والدك رحمه الله …نوره هل يوجد شيء في الطريق؟
    - كلا ليس بعد .
    - هيا أنا أريد رؤية حفيدي بسرعة قبل أن يأخذ الله أمانته.
    - لا تقولي ذلك يا أمي.. أعطاك الله العمر المديد.
    وفي أحد الأيام بينما نوره جالسه في المكتب قالت لها هند :
    - نوره الشهر المقبل سأتزوج .
    - ألف مبروك يا هند ومتى تقرر كل هذا ؟
    - يوم الخميس.
    - ولم تخبريني إلا الآن .
    - نوره كنت مشغولة . ما هي أخبارك مع خليفة ؟
    - كل شيء بخير .
    - ألا يوجد شيء على الطريق؟
    - الجميع يسأل هذا السؤال وأنا أرد ليس بعد .
    - انتظري يا نوره إلى أن أتزوج ونحمل معا.
    ضحكت نوره وقالت:
    - ماذا؟
    - نعم ليكون شكلنا رائع معا في قسم واحد وحبلى ما رأيك ؟
    - أنت مجنونة.
    وبينما هما تضحكان دخل خليفة إلى القسم وقال:
    - عسى أن يكون هذا الضحك في خير.
    - لقد جنت هند.
    - ماذا بها ؟
    - إنها تقول ..
    وقاطعتها هند قائلة:
    - أليس رائعا أن نكون أنا ونوره حبلى في نفس الفترة و ..
    أجاب خليفة وهو ينظر إلى نوره وقد ظهرت السعادة على وجهه :
    - ماذا ؟.. هل أنت حامل يا نوره ؟
    - لا .. لقد كانت هند تتخيل فقط.
    وأخذوا بعد ذلك يتحدثون وبعد ذلك بفترة خرج خليفة من القسم فقالت هند لنوره:
    - هل شاهدت كيف فرح عندما اعتقد أنك حبلى؟
    - بلى.. ولكن أليس الأفضل أن ننتظر قليلا .
    - ولماذا الانتظار ؟
    - هكذا أفضل .
    - هذا رأيك ولن أقول شيء آخر .
    ومع مرور الأيام واقتراب موعد زواج هند وكانت سعادتها لا توصف وتتزوج هند وتبقى نوره في القسم لوحدها.
    وفي أحد الأيام جاء خالد - كان هذا الموظف معرف بعلاقته مع الموظفات وغرامياته – وأخذ يتحدث إليها ويطيل البقاء في القسم وكانت نوره تحاول إفهامه بأن زياراته إلى القسم غير مستحبة ولكنه لم يفهم وأخذ يكثر من زياراته ، وفي أحد الأيام دخل خليفة إلى القسم وكان خالد موجود وهو متكئ على مكتبها بطريقة تثير الشكوك فقال خليفة:
    - مرحبا خالد .
    أرتبك خالد لدى دخول خليفة المكتب ورد :
    - أهلا خليفة كيف حالك ؟ .. بالإذن سأنصرف الآن .
    ولدى خروج خالد من المكتب سأل خليفة .
    - ماذا يفعل هذا هنا ؟
    - إنه يريد إحدى الملفات .
    - ولماذا لم يأخذ الملف معه عندما رحل ؟
    - اذهب واسأله.
    خرج خليفة من المكتب وهو في قمة غضبة فقد وصلت له إشاعات بوجود خالد في مكتب نوره بشكل دائم . ولدى وصوله إلى المنزل وكان غاضبا بادرها قائلا:
    - لم يأتي خالد إلى مكتبك بشكل دائم ؟
    - وما أدراني أنا.
    - كيف لا تدرين .. وتلك الطريق التي كان يجلس فيها على مكتبك وكأنه يتحدث إلى إحدى صديقاته ..
    قاطعته وهي غاضبة:
    - اسمع يا خليفة أنا لا أسمح لك باتهامي..
    - أنا لا أتهمك ولكن لِم لم توقفيه عند حده ؟
    - حاولت ولكني لم أفلح .
    رد عليها آمرا :
    - نوره .. لا أريدك أن تذهبي إلى العمل بعد الآن.
    - ماذا؟
    - أعتقد أنك سمعت ما قلت ؟
    - لا لم أسمع .. بعد كل الذي عانيته في البحث عن هذه الوظيفة تريديني أن أستقيل .
    - لا أريد أن يعترضك خالد أو أي موظف آخر .
    - أعتقد إذا تركتني سأعرف كيف سأتصرف مع هذه النوعية من الناس.
    وأخذ الحوار يشتد ، نوره تشد في الكلام وخليفة كذلك إلى أن تخاصما ولم يتحدث كل إلى الآخر وبقيا هكذا فترة طويلة ، وعادت هند إلى العمل وهي في قمت السعادة وأخذت هند تتحدث دون توقف وبينما هي هكذا أخذت نوره تفكر بنفسها وبما حدث لها وانتبهت هند إلى شرود نوره فسألتها:
    - ماذا بك يا نوره ؟
    - لا شيء.
    - حقا.. لا شيء أنت لست نوره التي تركتها.
    - ماذا تريدين أن أخبرك ؟
    - كل شيء.
    - أنا وخليفة لم نتحدث كل إلى الآخر منذ أسبوعين.
    - ماذا&#33;..كيف حدث هذا ؟
    - سوء تفاهم وكل هذا بسبب خالد .
    - من ؟.. ذلك الموظف .
    - أجل .. بعد ذهابك بأسبوعين أخذ هذا الموظف يتردد على القسم بشكل مستمر .
    وأخذت نوره تخبر هند كل شيء فقالت هند بعد أن سمعت كل القصة :
    - هذا خالد إذا لم يوضع له حد ..
    - له الله يا هند .
    - وخليفة كيف لم يحدثك كل هذه المدة ؟
    - إنه يحدثني قليلا.. مثل ماذا تريدين ؟هل ينقص شيء؟ نعم أو لا .
    - لا أكثر .
    ردت نوره بحزن:
    - نعم .. لا أكثر.
    - ماذا حدث له؟
    - أراد أن أستقيل وأنا رفضت ومنذ ذلك الحين لم نتكلم إلا فيما ندر .
    - غريب أن يحدث هذا لك .
    ردت نوره وهي حزينة :
    - ليس غريبا يا هند دعينا من هذا الموضوع واخبريني ما رأيك في جاسم؟
    وأخذت هند تتحدث عن زوجها بكل سعادة.
    وبينما نوره جالسة في حديقة منزلها جاء خليفة إليها سائلا:
    - هل تريدين أن أحضر شيء لدى عودتي؟
    - شكرا لا شيء.
    - إلى اللقاء.
    - انتظر.
    - ماذا‍&#33;
    - إلى متى ستبقى هكذا لا تكلمني إلا بما ندر وكأنني شخص غريب عنك؟
    - إلى أن تقدمي استقالتك.
    ردت عليه وهي غاضبة:
    - ‍لن أقدم استقالتي إلا عندما أريد .
    - حسنا. سوي الأمر.
    وهم بالانصراف فقامت نوره من مكان جلوسها لتعترض طريقه وهي تقول له:
    - لم يسو .. هل تريديني أن أبقى هكذا دون أن تتحدث إلي اسمع أنا لست عبدة لديك تحدثني متى شئت وتتركني متى شئت.
    - دعيني أخرج .
    - لا لن أدعك تخرج .. أنا زوجتك .
    رد عليها باستخفاف:
    - وماذا أفعل &#33;
    - لا تفعل شيء ..لا شيء.
    تركته نوره وذهبت إلى غرفة النوم وعينيها دامعتين تبعها خليفة وقال لها وكأنه شعر ببعض الندم على ما قاله لها:
    - إذا كنت تريدين أن أعود كما كنت قدمي استقالتك.
    ردت علية نوره بصوت عالي:
    - لن أقدم استقالتي .. أخرج من هنا لا أريد رؤية وجهك بعد الآن .
    رد عليها خليفة بصوت عالي كذلك :
    - لن أخرج هذه غرفتي أيضا .
    - إذا لم تخرج أنت .. سأخرج أنا.
    وهمت بالخروج فمنعها خليفة من الخروج فأخذت تضربه بكل ما أوتيت من قوه ومنعتها دموعها من رؤية ما كانت تفعل وكذلك الحالة العصبية ولم يتمالك خليفة أعصابه وهو يحاول تهدئتها بعد أن أفلتت زمام الأمور منه فأخذ يصرخ عليها وهم بضربها .
    وأخذت نوره تنظر إليه من خلال دموعها وهي لا تصدق ما ترى هل كان سيضربها . دخلت نوره إلى الحمام وأغلقت الباب بينما خليفة كان ساهما بما كان سيفعل منذ قليل لو لم يتمالك نفسه.
    بقيت نوره فترة من الزمن في الحمام بعد أن تيقنت من أن خليفة ليس في المنزل خرجت من مكانها وأخذت تذرع الغرفة ذهبا وإيابا إلى أن عاد خليفة وما أن رآها حتى حاول التحدث إليها .
    - نوره أريد..
    - أرجوك لا تتحدث .
    وسكتت قليلا ثم قالت :
    - أريد الذهاب إلى منزل أمي ..
    - لكن نوره.
    - أرجوك .. أريد أن أرتاح لبضعة أيام هناك.
    - حسنا يا نوره ولكن أريد أن تعرفي بأني آسف على تصرفي معك .
    - أريد أن أذهب الآن إلى المنزل .
    أجاب خليفة وهو مستغرب من كلامها:
    - ولكنك في المنزل .
    - أقصد منزل أمي .
    - ولكن الآن في هذا الوقت .
    - لا يهم الوقت أريد أن أرتاح قليلا .. أرجوك.
    أخذ خليفة ينظر إليها ورأى ملامح التعب على وجهها وقال :
    - حسنا.. حضري أغراضك وسآخذك إلى هناك .
    - أغراضي في الحقيبة .
    - ماذا&#33; .. حسنا هيا بنا .
    وصعدت نوره إلى السيارة مع خليفة وقام بتوصيلها وفي الطريق لم ينبس أحدهما بأي كلمه . كل منهما سابح في أفكاره ، خليفة يفكر بأنه سيخسر نوره إلى الأبد إذا لم يصلح ما حدث ولكن ماذا يعمل ؟ كل شيء ضده الآن إذا ترك الأمر لبعض الوقت من الممكن أن تصطلح الأمور ، بينما نوره كانت تفكر بأن هذه المرة هي المرة الأخيرة التي تتحدث فيها إلى خليفة أو تراه لأنها قررت الانفصال عنه فمن هم بضربها سيضربها في أحد الأيام ولدى وصولها إلى المنزل نظرت نوره إلى خليفة قليلا ثم قالت :
    - الوداع .
    - ليس الوداع إلى اللقاء.
    وما أن دخلت نوره إلى المنزل حتى سألتها والدتها:
    - ماذا حدث يا نوره لم أنت هنا في هذه الساعة ومع هذه الحقيبة .
    وأخذت نوره تبكي فأخذتها أمها إلى غرفتها وجلست أماني تنظر إلى نوره إلى أن طردتها أمها من الغرفة وأخذت الأم تتحدث إلى نوره :
    - ماذا حدث يا نوره ؟
    ردت نوره والدموع تغالبها:
    - لقد هم خليفة بضربي.
    - ولكن .. ماذا حدث أخبريني؟
    وأخذت نوره تخبر والدتها كل شيء وكل ما حدث منذ زيارات خالد للمكتب انتهاء بوصولها إلى هنا. وبعد أن انتهت نوره من حديثها أحست نوره براحه فقالت لها والدتها :
    - ارتاحي الآن وسأحضر لك شيء تشربينه.
    وذهبت الأم لتحضر لنوره شيء تشربه بينما جلست نوره على سريرها لا تتحرك ، وفي الصباح اتصلت نوره لهند .
    - هند هل أستطيع أن أطلب منك خدمه..
    - نعم بالتأكيد .
    - هل تستطيعين تقديم إجازة لي لمدة عشرة أيام .
    - ولكن لماذا يا نوره ..
    - أنا تعبه قليلا وأحتاج إلى إجازة.
    - معافاة بإذن الله .
    - الله يعافيك .. هند .. أنا في منزل والدتي إذا احتجت لشيء.
    - نوره ماذا يحدث لك ؟
    - إلى اللقاء هند .. أنا تعبه الآن وأريد أن أرتاح .
    - إلى اللقاء.
    وفي المساء حضر خليفة إلى منزل نوره وهناك استقبلته أم نوره وطلب منها رؤية نوره فذهبت أم نوره إليها وقالت:
    - نوره.. خليفة يريد رؤيتك .
    - لا أريد رؤيته يا أمي .
    - نوره ما هذا الكلام هو زوجك ويريد التحدث إليك .
    وأخذت نوره تصرخ :
    - لا أريد التحدث إلية.. لا.
    - لا لزوم لصراخك هذا فأنا أسمع ما تريدين .
    وذهبت أم نوره إلى خليفة وحدثته :
    - إن نوره لا تريد التحدث إليك .
    - ولكن يا عمتي . أنا آسف على ما فعلت.
    وقالت له معاتبة:
    - يا ولدي مهما كان الذي حدث بينكما لا يخولك ضرب ابنتي.
    - ماذا ؟&#33; .. أنا لم أضربها تمالكت نفسي ولم أفعل وأقسم أن لا أفعل.
    - إن نوره في حاله لا تخولها ورؤيتك وترفض رؤيتك أنا آسفة.
    سكت خليفة وأخذ ينظر إلى أم نوره فقالت الأخيرة :
    - ما رأيك أن تأتي بعد يومين وسأحاول أن أصلح الأمور بينكما.
    - حسنا إلى اللقاء سأعود بعد يومين وأتمنى رؤية نوره.
    ورحل خليفة فذهبت أم نوره إلى نوره لتحدثها:
    - نوره .. لماذا ترفضين رؤية زوجك .
    - لا أريد رؤيته أو التحدث إليه أريد الطلاق.
    - ماذا&#33; .. الطلاق مجنونة أنت .
    - لماذا؟
    - لا أريد أن تطلق ابنتي.
    - ولكن يا أمي أنا لست سعيدة مع خليفة .
    - منذ متى أنت لست سعيدة ، بمجرد أن تواجهك مشكلة بسيطة تقولين انك تريدين الطلاق أسمعي لا أريد أسمع كلمة طلاق مرة أخرى هل سمعت؟
    - ولكن..
    - بدون لكن الحياة الزوجية مليئة بالمشاكل والتنازلات.. وإذا طلب منك الاستقالة استقيلي وارتاحي.
    - ولكن يا أمي .. الاستقالة بعد ذلك الانتظار .لا لن أستقيل .
    - اسمعي سيأتي خليفة بعد يومين وأنا أخبرته بأنك سترينه.
    - ماذا&#33;.لن أراه .
    - سترينه شئت أم أبيت.
    - ولكن..
    وبينما نوره تتحدث خرجت والدتها من الغرفة لا تريد سماع أي اعتراض.
    وفي اليوم التالي جاءت هند لزيارة نوره وما أن صارت لوحدها مع نوره سألتها :
    - نوره ماذا حدث؟
    وأخبرت نوره هند كل الذي حدث وقالت هند لدى انتهاء نوره من قصتها :
    - أنا لن أقول شيء إلى أن اسمع مقولة خليفة في الأمر والمهم يا نوره هو أن لا تجعلي مما حدث أمر يهدم حياتك .
    - كيف لا أفعل .. لقد أخبرت أمي بأني أريد الطلاق .
    - ماذا&#33;.. أ مجنونة أنت؟
    - لست مجنونة.. وإنما الجنون البقاء معه ليضربني.
    - نوره هذا أمر آخر.. خليفة ليس من النوع الذي يضرب النساء .
    - وما أدراك أنت ..لم تكوني أمامه عندما يغضب .
    - نوره..
    - لا دعيني أتحدث..
    - نوره اسمعي لقد رفض المدير إعطائك إجازة ولكني حاولت معه إلى أن أعطاك يومين.
    - ماذا ؟
    - يقول أن العمل بحاجة إلى جميع الموظفين في الوقت الحالي.وغدا يجب أن تعودي.
    - أعتقد أن هذا أفضل فلا أحبذ الجلوس في المنزل أكثر من هذا الوقت.
    نظرت هند إلى ساعتها وقالت :
    - لقد وعدت جاسم بالعودة سريعا إلى المنزل .
    - حسنا في هذه الحالة سأدعك تذهبين.
    وفي اليوم التالي ذهبت نوره إلى العمل متأخرة وهناك شاهدت خليفة في القسم وما أن شاهدتها هند قالت :
    - أخيرا حضرت .. يوجد ملف أعتقد أنه بحوزتك إنه عن حسابات المناقصة 505 .
    - أحل إنه معي لحظة واحدة .
    وأخرجت نوره من مكتبها وأعطته إلى هند التي أعطته إلى خليفة الذي قال وهو راحل :
    - شكرا يا هند.
    وسالت هند نوره:
    - ماذا يا نوره ألم تتحدثي إليه.
    - ما من حديث بيننا.
    - لقد استمعت إلى ما قاله يا نوره وعرفت أن مشكلتكم بدأت بدون أي أساس فقط..
    - هند .. لا أريد الحديث يكفيني المنزل وحديث أمي ،لا أريد المزيد.
    - حسنا.
    وفي المساء جاء خليفة إلى المنزل وأراد الحديث معها لحل المشكلة استقبلته نوره مرغمة فقال لها خليفة بعد خروج أمها:
    - نوره.. اعتقد أن الذي حدث بيننا يجب أن ينتهي فأنا آسف على الذي حدث وأعدك أن لا أكرره.
    - ...
    - نوره .. لم لا تردين علي؟
    - لا أريد التحدث.. الذي أريده هو الانفصال .
    - ماذا &#33; أ بسبب مشكله بسيطة تطلبين الطلاق ؟
    - إنها ليست مشكلة بسيطة.
    ودخلت أم نوره إلى الغرفة وشاهدت الجو المشحون وبادرها خليفة :
    - أتسمعين يا عمتي&#33; نوره تريدنا أن ننفصل.
    - ماذا .. نوره لقد سمعت ما قلت بخصوص هذا الأمر ..
    - أمي هذه حياتي ولا أريدك أن تتدخلي
    قاطعتها والدتها وهي غاضبة:
    - بل سأتدخل عندما أراك مخطئة يجب علي أن أتدخل.
    - لا لن أعود مهما حاولت أن تفعلي أو تقولي لن أعود..
    قالت نوره ذلك واتجهت إلى الباب تريد الخروج وما أن خرجت حتى قالت والدتها:
    - خليفة إن ابنتي عنيدة ولا تعرف مصلحتها.
    - أعرف.. ولكنها تريد الانفصال عني وأنا لا أريد تركها.
    - دعها فتره .
    - إلى متى ؟
    - لا أعرف .
    - حسنا سأدعها ولكن إن لم تعد إلى رشدها قريبا ..
    - ستعود أعدك .
    وبعد ذلك بأسبوع ولدى نهوض نوره من فراشها أحست بدوار في رأسها وضنت أنه بسبب فقر الدم الذي تعاني منه وجلست على السرير إلى أن أحست بأنها أفضل ولكنها أحست برغبة قوية في القيء فاتجهت إلى الحمام وكذلك لدى مشاهدتها للطعام على المائدة فاتجهت للحمام من جديد ولدى عودتها أخذت أمها تنظر إليها وهي تبتسم وتقول :
    - ألف مبروك يا نوره .
    ردت عليها نوره وقد ظهر التعب على وجهها:
    - على ماذا يا أمي ؟
    - أنت حامل.
    - ماذا؟&#33;
    - نعم .. مما رأيت يتبين ذلك .
    ردت نوره وقد ظهرت الدهشة عليها :
    - ماذا &#33;.. كيف يمكن أن أكون حامل لا..لا أريد .
    - استغفري الله يا نوره .
    - سأذهب إلى العيادة لأتأكد قبل ذهابي للعمل .
    وبينما نوره جالسة في مكتبها قلقة تفكر سألتها هند:
    - ما بك يا نوره ؟
    - ماذا ؟
    - ما بك أراك تعبه؟
    - لا شيء.
    رن الهاتف على مكتبها فأخذت تنظر إليه وبعد فترة ردت:
    - مدام نوره .
    - نعم من المتحدث؟
    - معك العيادة لقد ظهرت نتائج التحليل .
    - نعم وماذا ؟
    - إن النتائج إيجابية .
    - بمعنى&#33;
    - إنك حامل يا سيدتي مبروك .
    - الله يبارك فيك ولكن منذ متى ؟
    - أربعة أسابيع تقريبا.
    - حسنا شكرا لك .
    - يجب أن تأتي اليوم أو غدا .. إلى اللقاء.
    - حسنا إلى اللقاء.
    أقفلت نوره السماعة وبقي وجهها مصدوما مما سمعت فقالت هند وهي متجه إلى نوره :
    - نوره ماذا بك ؟
    - إنها مصيبة يا هند .
    - ماذا حدث؟
    - أنا حامل.
    - ألف مبروك يا نوره.
    - مبروك .
    - نعم .. أين المصيبة؟
    - أنا لا أريد العودة إلى خليفة .
    - نوره سيكون لديك طفل وتقولين لا تريدين العودة .
    - دعي الطفل سأربيه بمفردي.
    - نوره.. يجب أن تخبري خليفة .
    - لا .. هند عديني أن لا تخبريه أو تخبري أحد.
    - حتى جاسم .
    - حسنا جاسم فقط.
    - نعم .
    - عديني.
    - أعدك.
    وفي منتصف الدوام أحست نوره بالتعب فأخذت إجازة باقي اليوم . ويمر شهران من الانفصال وكذلك مرت على نوره فترة عصيبة من التعب حتى بهت شكلها وكان قلق هند يزداد عليها :
    - نوره منذ متى وأنت منفصلة عن خليفة ؟
    - لماذا؟
    - أجيبي.
    - شهران وأسبوع .
    - وأنت في أي شهر الآن ؟
    - ثلاثة أشهر ونصف.
    - ألا يحق له أن يعرف أنك حامل؟
    - لا .
    - ولكن ..
    - لا أريد الحديث عن هذا .
    - ما رأي والدتك.
    - لقد ملت من الحديث معي بهذا الخصوص وهي لن تخبر خليفة لأني حلفتها على المصحف.
    - نوره لقد جننت.
    - هند إن شكلي بدأ يتغير وكذلك ظهر الحمل علي.
    - أجل .
    - لقد سمعت أن بعض الموظفين سينتقلون إلى الفرع الجديد ، هل سينتقل خليفة؟
    - لا أظن بأنه سينتقل لماذا؟
    - لا شيء .. ولكني أريد أن أتأكد .
    - سنرى .
    قالت هند ذلك وهي تطلب رقم السكرتيرة :
    - لا لن ينتقل .
    قالت نوره بصوت خافت :
    - هند.
    - ماذا ؟
    - سأطلب نقلي إلى الفرع الجديد .
    - لا .. لماذا تريدين الانتقال .
    - لا أريد أن يراني خليفة بعد أن ينتفخ بطني كالطبل .
    - نوره..
    - هند أنت صديقتي دعيني انتقل فهذا أفضل .
    وبعد جدال طويل قالت هند :
    - حسنا ولكن عديني أن لا تنسيني.
    - أعدك.
    وبعد ذلك بأسبوع انتقلت نوره إلى الفرع الجديد ويمر شهر على انتقالها اتصلت بها هند في أحد الأيام :
    - نوره .
    - هند.. كيف حالك وما هي أخبارك ؟ اشتقت لك .
    - وأنا أيضا . لدي العديد من الأخبار . أخبريني كيف أصبح شكلك الآن.
    - بروز واضح .
    - هذا جيد .
    - ماذا ؟
    - جيد لأن هذا دليل على نمو الطفل .
    - آه .
    - نوره .. أريد أن أراك .
    - ما رأيك في الغداء في منزلي.
    - لا نوره . إنه دوري أنا . لدي أمر أخبرك به .
    - ماذا؟
    - لا ليس الآن غدا.
    - حسنا أراك غدا.
    ولدى عودة نوره إلى المنزل أخبرتها أمها أن خليفة يطلبها في بيت الطاعة :
    - أمي .. انظري الآن عندما قلت أنني أريد الطلاق رفضت .
    ردت عليها أمها وهي غاضبة:
    - أنا مع خليفة لو كنت مكانه لأمهلتك شهر لا ثلاثة وهذا الطفل من سيهتم به عندما يكبر.
    - أمي.
    - اسمعي لقد سكت كثيرا والآن لا أستطيع أنت تدمرين حياتك وحياة زوجك وطفلك بسبب مخاوف لا أساس لها من الصحة .
    - لا أساس لها من الصحة .. أمي لقد عانيت من الضرب منذ أن تزوجت والدي والآن تقولين أنني مخطأة لتجنبي هذا الضرب .
    ردت والدتها وهي دامعة العينين:
    - نوره أباك شيء وخليفة شيء آخر أباك كان سكيرا صحيح أنه كان يضربني هذا كان عندما يشرب .. ولكن انظري إلى خليفة وقارنيه بوالدك.
    ذهبت نوره إلى غرفتها وهي تقارن ما بين الرجلان هالها ما وصلت إليه لقد ظلمت خليفة فهو لم يضربها قط وكان متسامحا معها لقد قامت بتعذيبه وهو الرجل الذي احبه قلبها لم تخبره بأنه سيصبح أبا ولم تخبره بافتقادها له وكذلك منعته ومنعت نفسها من التحدث إليه أو رؤيته هو لا يستحقها بل يستحق امرأة أخرى غيرها .
    وأخذت تبك على نفسها وعلى حبها لخليفة وعلى طفلها الذي لم يولد .
    وفي اليوم التالي وذهبت نوره إلى منزل هند وما أن شاهدتها هند حتى قالت :
    - نوره إن بطنك بارز بشكل كبير .
    - نعم كالطبل.
    - لا لست كالطبل بل لا أعرف دب سمين ربما .
    - نوره أريد أن أخبرك ألا تذكرين عندما قلت لخليفة أن يتخيلنا حوامل في نفس القسم ..
    أشع وجه نوره وهي تقول:
    - هند .. هل أنت حامل.
    - نعم .
    - ألف مبروك .
    قامت نوره لتهنئ هند وبينما هي تعانقها دخل جاسم مع خليفة وكان يضحك وما أن شاهد نوره حتى جمدت ملامحه كما حدث لنوره وأخذا كل ينظر إلى الآخر إلى أن لاحظ خليفة حمل نوره وقال وهو يشير إليها:
    - أنت..
    لم تعرف نوره ما فعلت كل الذي تعرفه أنها وصلت إلى منزلها دخلت وجلست في الحديقة التي نمى بها الورد والشجر أثمر وأخذت تتأمل الحديقة وتتذكر أيامها مع خليفة كل ركن وكل زاوية من هذا المنزل تذكرها به بدأت عيناها تدمع لذلك خرجت من المنزل وأخذت تجوب المدينة إلى أن وصلت إلى البحر وجلست في المكان الذي جلست فيه عندما شاهدت المرأة المسنه وأخذت تبك إلى أن غربت الشمس وبعد ذلك ركبت سيارتها وأخذت تجوب المدينة إلى أن صارت الساعة الحادية عشر عادت إلى المنزل شاهدت والدتها تبك وبجانبها أماني وسألتها الأخيرة:
    - أين كنت يا نوره؟
    - لماذا ؟ ماذا حدث؟
    - منذ الظهر ونحن نحاول الاتصال بك هاتفك مغلق وأخذنا نبحث عنك في كل مكان.
    - لماذا؟
    - اتصلت هند وقالت أنك خرجت من منزلها وهي تبحث عنك .
    أخذت نوره تنظر إلى أمها وقالت :
    - أمي لم يحدث شيء فلماذا البكاء الآن .
    - أين كنت؟
    - كنت في كل مكان .
    - كيف هذا ؟
    - لقد قدت السيارة في المدينة وجلست على البحر ..
    وبينما هي تتحدث رن هاتف المنزل فذهبت أماني لترد عليه ولدى عودتها ذهبت نوره إلى غرفتها لتستحم وبينما هي تستحم سمعت صوت جرس المنزل جلست في الحمام نصف ساعة تقريبا ولدى خروجها شاهدت خليفة جالس في غرفتها فسألته:
    - ماذا تفعل هنا ؟
    - أنا زوجك أم نسيت هذا.
    - لا لم أنس ولكن الظاهر أنك نسيت بأننا منفصلين .
    - دعك من هذا منذ متى وأنت حامل؟
    - خمسة أشهر .
    - ولم تخبريني.
    أنزلت نوره رأسها فنهض خليفة من على السرير واتجه إليها ورفع رأسها وقال لها وهو ينظر في عينيها :
    - ارفعي رأسك عندما أتحدث إليك .
    - نعم ماذا تريد الآن؟
    - أريد أن تعودي إلي يا نوره.. أنا زوجك ..و.. أحبك .
    فرت دمعة من عين نوره وقالت :
    - وأنا أيضا أحبك .. ولكن.
    - ولكن ماذا؟
    سكتت بينما خليفة ينظر في عينيها وقال:
    - أ تخافين من أن أصبح كوالدك؟
    - نعم.
    تنهد خليفة تنهيده أخرجت كل الهواء من رئتيه وقال:
    - لقد عرفت قصة والدك اليوم من هند وكم دهشت لدى معرفتي بأنك تخافين من أن أصبح مثله ..نوره .أنا مختلف عن والدك .. وذلك اليوم.. تبا . لا أعرف ما أقول .. كان غباءً مني فقد أصررت على استقالتك لغيرتي فعلت ذلك ..
    - أعرف هذا ولكني عنيدة وأصررت على موقفي .. ولكن الآن إذا أردتني أن أستقيل سأستقيل.
    - لا نوره لا أريدك أن تستقيلي إلا عندما تريدين ذلك .
    - خليفة شكرا.
    - أين اختفيت هذا اليوم لقد بحثت عنك في كل مكان لن أدع مكان لم أذهب إليه .
    - كنت أتجول أول ساعتين في منزلنا وبعد ذلك البحر ثم الشوارع.
    - لقد قلقت عليك كدت أجن وأنا أبحث عنك في كل مكان حتى هند تبحث عنك في كل مكان مسكينة اتصلت بها وأبلغتها أنك عدت إلى المنزل .
    - أوه .. لقد سببت لكم المتاعب .
    - لا تقولي ذلك فقط أريدك أن تقولي بأنك ستعودين إلي.
    ابتسمت نوره وقالت:
    - نعم سأعود .. أنا آسفة على كل الذي سببته لك من متاعب في الأشهر الماضية.
    احتضنها خليفة وقال:
    - كل ذلك يستحق هذه اللحظة .
    فأخذت نوره تضحك لأن حياتها ابتدأت في هذه اللحظة لديها كل شيء زوج يحبها مولود على الطريق وكذلك السعادة والتفاهم لا يهمها الآن أي شيء فكل مشكله ستمر عليها ستحلها مع زوجها فهي تثق به وتحبه.
    </p></font>

  5. #5
    أحسن عضو الصورة الرمزية الشحية
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,676
    قوة التمثيل
    345

    مشاركة: رهينة الماضي

    مب جنه العنوان إســـــــــــم مسلسل مكسيكي .. :p ..
    ما ادري أحيد في مسلسل بهالإســــــــــــم ..
    ثانكس خيتوه ما احب أقرا القصص الطوال ..
    أتملل بسرعه ؟..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •