<font color='#000000'>هذه القصة قمت بتنزيلها في إحدى المنتديات
اتمنى أن تعجبكم
رهينة الماضي
كان هذا اليوم بالنسبة إلى نوره محمد يوم مشهود لحياتها العملية وهو اليوم الأول لنوره في العمل هي ذات طول متوسط حنطيه البشرة وملامحها تتسم بالرقة .
نهضت في هذا اليوم قبل بزوغ الفجر بكثير نهضت من فراشها الدافئ الوثير إلى غياهب هذه الحياة.في تمام السابعة صباحا انطلقت إلى العمل وكلها آمال في أن تخدم هذا الوطن الغالي وتبذل النفيس لأجله بعد أن جلست قرابة سنة في المنزل دون عمل ولما وصلت إلى العمل أحست بأن الجميع ينظر إليها ويقول في نفسه موظفه جديدة لنرى ما الذي سيحدث.
ذهبت إلى قسم شؤون الموظفين مرت في ذلك الممر الطويل الذي يؤدي إلى قسم شؤون الموظفين لاحظت أن الممر لم يتغير منذ ذهابها إلى هناك منذ ستة أشهر نفس الوجوه التي شاهدتها عندما جاءت لتقديم الطلب ولكن يوجد فرق واحد ألا وهو أن الوجوه كانت خاملة أخذت تعبر الممر إلى أن وصلت إلى نهايته وكان قسم شؤون الموظفين يقع في أخر الممر على جهة اليمين .
وهناك دخلت بعد أن قرأت سورة الفاتحة في الممر سألت أحد الموظفين عن الأستاذ أحمد فقال لها أحد الموظفين:
- لم يأت بعد.. ربما في الساعة الثامنة يأتي ماذا تريدين منه؟
قالت له بعد هنيهة:
- أنا الموظفة الجديدة وقد قيل لي أن آت اليوم لأقابل الأستاذ أحمد وهو سيرشدني إلى القسم الذي سأعمل فيه .
- دعيني أرى.
أخذ ينظر إلى الملفات التي كانت توجد على المكتب المجاور له قالت في نفسها ما هذا حتى أنه لم يدعوني للجلوس وقفت هكذا قرابة خمس دقائق وبعد ذلك لاحظ أنها لم تجلس فقال لها:
- تفضلي بالجلوس .
بعد أن جلست سألها عن اسمها فأعلمته باسمها أخذ ينظر إلى الأوراق التي أمامه وقال:
- أسمك موجود ولكن يجب أن تنتظري إلى أن يأتي أحمد .. لن يتأخر .
انتظرت إلى أن أتى الأستاذ أحمد ولحظة دخوله قال له صديقة والذي كان يدعى محمد :
- لماذا تأخرت هكذا ألا تعلم بوجود موظفة جديدة يجب أن تعرفها إلى مكان عملها .
- لا أعرف كيف نسيت هذا أنا آسف لجعلك تنتظرين .
- لا بأس.
ابتسم لها معبرا عن أسفه وأخذ ينظر في الأوراق التي أمامه وقال:
- ستكونين في قسم المراجعين يوجد هناك موظفين وستكونين الثالثة جمال هو رئيس القسم والذي ستعملين تحت إشرافه والموظفة الأخرى تدعى هند وستوضح لك ما هو مطلوب منك لأن جمال في إجازة لمدة شهر. وقبل أن تباشري العمل سيأخذك أحد موظفين العلاقات العامة في جولة في الدائرة .
تحدث في الهاتف وأغلقه وقال لها:
- سيأتي الآن موظف العلاقات العامة.. ها هو منصور أعرفك إلى الموظفة الجديدة الأخت نوره محمد .
وبعد التعارف قام منصور وكان رجلا لا يحب أن يفوته شيء من حوله ما أن تمر فتاه إلا وشاهدت رأسه يلتف والنظرة تصبح من أعلى إلى أسفل وقام بتعريفها إلى الأقسام ومسيرة الأعمال وكان هناك العديد من الموظفين والأقسام وبعد أن انتهى من التعريف أعادها إلى قسم شؤون الموظفين وهناك أخذها أحمد إلى قسمها الذي ستعمل به وكان قسم إذا ما قورن بالأقسام الأخرى وجدته قسم صغير ولكنه قسم مهم بالنسبة للعمل الذي يقوم به. وعندما دخلت وجدت فتاة جالسه بين الملفات المكدسة وفي عينيها عذاب كبير أكبر من كومة الملفات الموجودة أمامها كانت فتاة بيضاء أقصر من نوره ملامحها جميلة دقيقة وما إن دخلوا حتى تغيرت تلك النظرة إلى نظره لم تر نوره مثلها ولن ترى فقد أشرقت تلك العينين واختفت تلك النظرة وأشرق وجه الفتاه واحتل وجهها بسمة كبيرة وقالت:
- أخيرا يا أحمد أحضرتها إلى هنا.. أهلا أنا هند حسن .. بالتأكيد أنت نوره محمد الموظفة الجديدة التي ستعمل معي أخيرا سأجد ..
- هند توقفي! ما كل هذا الحديث حتى أنك لم تدعيني أقوم بالتعريف.ها هاهها
ضحكوا جميعا ومنذ ذلك الحين أحست نوره بأن هند ستصبح صديقة رائعة لها
- حسنا سأذهب الآن وتعرفين الباقي يا هند.
وذهب من حيث أتى وقفت كلتا الفتاتان تنظران الواحدة للأخرى والابتسامة لا تغادر وجهيهما وأخيرا قالت هند :
- حسنا دعيني أقول شيئا لم أكن أتوقعكِ هكذا
- كيف هكذا
- كنت أتخيلك فتاه تهتم بمظهرها بشكل مبالغ به ولكنك كنت فتاه عادية وأنا أفضل هكذا لأن الفتيات التي يهتممن بشكلهن بشكل مبالغ به يكون توظيفهن لجمالهن لا لعملهن وهن يأتين ليتصيدن الرجال هنا.
- ما رأيك بأن نتحدث عن العمل بهذا القسم
- حسنا.. لا أقصد إزعاجك بكثرة حديثي ولكن ..
ظهر على وجه هند بعض الأسف لحديثها هذا فقاطعتها نوره
- أنا لم أنزعج من حديثك هذا ولكني أردت أن أعرف العمل الذي سأقوم به قبل أن نتحدث ولماذا لا نتحدث أثناء قيامنا بالعمل وبهذا نقوم بإنهاء العمل والتحدث في وقت واحد ومما أراه أمامنا العديد من الملفات.
- حسنا لنبدأ عليك بالتدقيق بهذه الأوراق ومعرفة إذا كانت صحيحة هذا عدا الموظفين الذين يأتون من أجل الاستفسار عن العديد من الملفات في نفس الوقت وكذلك المراجعين..
وأخذت هند تشرح لها كيفية التعامل مع الأوراق والملفات وانتهى الدوام وهي على دراية تامة بعملها.
وما إن عادت إلى المنزل وهي منهكة حتى أحست بالنشاط من جديد وأخذت تحكي لأمها وأختها ما حدث لها من ذهابها للعمل إلى عودتها للمنزل
وفي اليوم الثاني ذهبت إلى العمل وبنفس الروح العالية عملت إلى أن وصلت صديقاتها الجديدة هند وما أن دخلت هند حتى قالت
- متى أتيتِ إلى العمل؟.. قبل أن تشرق الشمس .
- لا قبل أن تأتي بقليل.
- حسنا .. أرى أنك ابتدأت العمل في أي سكن كنت تسكنين .. على فكرة لم آخذ رقم هاتفك بعد
- مهلا هاك رقمي والآن كنت أسكن في مقام 2 في مبنى 4 غرفة 211
- وأنا كنت أسكن في مقام 1 في مبنى أ وغرفة 222
- آه كانت أيام رائعة لا تنسى
- وأنا كذلك لن أنسى هذه الأيام الرائعة حيث المدامات كن يجرين وراءنا دون فائدة
- هاهاهاهاها
- هل تذكرين دكتور عماد الكسلان
- أجل ولكن كان اسمه الحقيقي عماد الكيلان
- أعرف ولكنه كان من الكسل حيث لقب بعماد الكسلان أتذكر أنه أعطاني مساق وكان المساق يطرح في الثامنة صباحا كنا نحضر قبل الدكتور وهو يأتي في الساعة الثامنة والنصف يأتي والنوم بعينية يجلس ويتحدث قليلا ويأخذ الغياب ويرحل ..كنا نقول بما أنه يأتي في الثامنة والنصف ربما يكون متعب ولكنة يبقى هكذا إلى أن ينتهي الدوام وبهذا التصق هذا اللقب به
وبقين يتحدثن ويعملن إلى أن انتهى الدوام عادت كل منهما إلى منزلهما قبل أن تذهب هند قامت نوره بدعوة هند إلى منزلها وكان الموعد في يوم الخميس ولكن هند رفضت بسبب زيارة خطيبها جاسم لها ، بعد ذلك اقترحت عليها هند الاجتماع في الحديقة القريبة من منزل نوره وذلك لأن هند تذهب إلى هناك كل أربعاء للجري وذلك لأن هذا اليوم كان مخصص للسيدات والأطفال، ووافقت نوره على الذهاب .
وهناك شاهدت نوره وجه آخر من وجوه هند فقد شاهدتها وهي رياضية تهتم بصحتها ولياقتها، أخذت تركض بين الأشجار وكأنها عداءة في المسافات الطويلة وما إن شاهدت نوره حتى توقفت بقربها وهي تلهث وتقول :
- لماذا لم تأتي بملابس تصلح للجري؟
- لم أكن أعلم أنك تقومين بالجري وإلا كنت تمرنت معك
- لا بأس في المرة القادمة إن شاء الله .. فلنجلس تحت تلك الشجرة
كان المكان خلاب.. ورغم وجود هذه الحديقة بالقرب من منزلها لم تزرها أبدا وجود البرك الصناعية و الخضرة في كل مكان إنه مكان رائع حقا.
- لم أكن أعرف أنك مخطوبة إلا اليوم ..قولي لي كيف تعرفت إليه؟
- لم أتعرف إليه .. جاء لخطبتي ووجدته مناسبا لي فوافقت
- ماذا يعمل؟ وكم عمرة؟ وهل أتم دراسته؟ وهل..
- مهلك ما هي كل تلك الأسئلة هل أصابتك العدوى مني
ضحكتا معا فترة وبعد ذلك قالت هند
- إن جاسم يعمل مهندسا مدنيا في شركه خاصة عمره ثلاثون وهو إنسان رائع مؤدب ومحترم ويحب أن يستمع إلي ومهما كان الموضوع الذي أتحدث عنه .. والآن هل أشبعت فضولك
- إنه إنسان يندر وجوده .. ولكن أخبريني ألم يوجد إنسان أحببته قبله
نظرة هند إلى البعيد وهي تفكر وجميع هموم الدنيا فوق رأسها وقالت:
- سأخبرك قصتي مع الحب الأول كان ابن خالتي وكان اسمه خالد هو إنسان مرح محب للحياة كنت أعز صديقة وقريبه له كل أسراره معي وكل مغامراته معروفه بالنسبة لي أول مرة قام بها بالتحدث إلى فتاه أخبرني بكل شيء كل كلمة قيلت وكل موعد حدث.لم أعرف متى أحببته ...
سكتت هند لحظات والهم على وجهها فقاطعتها نوره وقالت:
- هند! .إذا كان الموضوع سيحزنك فلا تتحدثي عنه
- لا ..لا يحزنني .سأخبرك به لأني لم أتحدث عنه إلى أحد وأحس بأني سأرمي الكثير ورائي إذا تحدثت
سهمت قليلا وهي تتذكر ما حدث دخل إلى منزلهم في أحد الأيام وهو يقول
- لقد وقعت في المحظور... لقد أحببت فتاه .. تعرفينها إنها..
أخذ يتكلم ويخبرها بكل شيء وهند مصدومة من ما يقول كيف له أن يخبرها بأنه يحب وهي التي تحبه
- هل تسمعين يا هند .. هند أقول لك إني سأتزوجها فقد تُيمت بها..
قالت في نفسها ماذا ألا يكفيني عذاب قولك بأنك تحبها والآن تقول بأنك ستتزوجها تمالكت نفسها بعدم البكاء أمامه
- هند .. ألا تسمعين .. هند
حاولت أن يكون صوتها طبيعيا
- نعم أسمعك
- أريدك أن تذهبي لخطبتها مع أمي فأنت أعز صديقة لي
ماذا تريدني أن أذهب لخطبتها ستقطع قلبي مائة قطعه كم أحبك ولكن لا تحس
- لا أستطيع الذهاب فذلك خطأ
لم تعرف كيف نطقت بذلك
- لماذا .. هند لماذا ذلك خطأ ؟
- خطأ لأن أمك وأمي يجب أن يذهبن وليس أنا
- لماذا
- قل لي ما هو شكلها ؟ وكم عمرها؟ أخبرني بكل شيء
- أه إنها كالملاك في خجلها وأدبها وهي رائعة الجمال عمرها ثمانية عشر
- ولكنها صغيرة في السن
- أفضل فأنا أريد أن أشكل عقلها كما أريد
لم تنم تلك الليلة بسبب عذاب قلبها.. ويوم عقد القران كان بمثابة يوم نحرها فقد أصر خالد على أن تقوم بتلبيس عروسه الطفلة تقريبا الذهب وأصر على بقائها بقربة لم تستطع ذرف الدموع وكانت تبتسم للجميع رغم تقطع قلبها وكان كلما تحدث إلى عروسه كانت تحس بنظرات جميع الناس إليها وهم يقولون مسكينة هند كان المفروض أن تكون هي بدل تلك الطفلة
أعادتها نوره إلى وعيها وهي تقول:
- وهكذا انتهت تلك القصة
- كلا لم تنتهي .. فقد برزت عدت أمور ..
وذلك لأن الأستاذ خالد علم بوجود العديد من الأخطأ في ذلك الزواج وأخذ يُحدث هند
- كانت فكرة زواجي بها خطأ جسيم فهي طفله ..
الآن تعلم ذلك .. يا لك من رجل
- هند .. كل ما تريده هو المتعة اللعب الترفيه لقد مللتها
- اصبر عسى أن تكرهوا شئ وهو خير لكم
- أي خير.. لقد حولتني إلى طفل مثلها.. سأطلقها
برق أمل في داخل هند ربما يحبني ولكنها قالت:
- لا تطلقها ربما تتغير اصبر
- لا أستطيع العيش معها كالعيش في منطقة مشبعه بالألغام
لم تقل شئ أو تضيف.. طلقها وعاد إليها كالسابق صديقها العزيز الغالي على قلبها إنها تحبه وتحب كل شئ حوله الهواء الذي يتنفسه الأرض التي يمشي عليها
ولكن ذلك لم يدم حيث جاءها في أحد الأيام وهو يقول
- وجدتها أخيرا
- ماذا وجدت؟
- حبيبتي التي سأتزوجها
تغيرت ملامح وجهها وهي تحدث نفسها ليس من جديد لا ..لا يمكن أن يعود هذا الكابوس مرة أخرى لا ليس صحيحا ما يقوله
- هند ..
- نعم
- ماذا بك
- لا شئ
- حسنا ما رأيك؟
- رأي بماذا؟
- بزواجي مرة أخرى
- من هي هذه المرة؟ هل هي طفلة أخرى؟
- لا .. إنها شخصية مختلفة
أخذ يتحدث وهو مسلوب اللب
- تبلغ الرابعة والعشرين شخصياتها رائعة مستقلة بذاتها ولها آرائها الخاصة.جدية في تصرفاتها.
قاطعته هذه المرة وقالت:
- إنها عكس الأولى
- لا يهم .. لقد أحببتها وهذا هو المهم
- ومتى ستخطبها؟
- لقد خطبتها
- ماذا ؟ .. ولم تقل لي
- أنا أقول لك الآن
- أه جيد .. وأنا أعز صديقة لك !!
- لم أقصد جرحك.. ولكني لم أستطع الانتظار
- جيد مبروك أتمنى أن تكون خير عون لك في حياتك
قالت ذلك وانصرفت بكل ما لديها من سرعة لا تريد أن تراه أبدا ما طال بها العمر وصدف وجود خاطب لها في تلك الفترة كانت تريد الرفض ولكن أمها قالت لها:
- يا ابنتي فكري جيدا قبل الرد فهو إنسان متعلم في الخارج وهو حديث التخرج وحاصل على الهندسة ويعمل في شركه خاصة وحسب ما علمت فهو مؤدب وعلى خلق ومتدين ولا توجد لديه أية نية في تضييع وقته على الفتيات .
- حسنا أمي دعيني أفكر وأخبرك برأي.
- على فكرة غدا يوم زواج خالد هل ستحضرين.؟
- نعم ما الذي سيمنعني من الحضور؟
أحست بأن أمها تعرف كل شئ عنها .. حضرت زواج خالد ولم تحس بأسف على زواجه بل أحست بالراحة من زواجه متمنية السعادة له وعندما عادت إلى المنزل أخبرت أمها :
- أمي ، قررت الزواج من المهندس ما هو اسمه؟
- جاسم ..ولكن بُنيتي لا تتسرعي بالزواج
- أجل أمي لن أتسرع فقط أريد فترة للتعرف علية ومعرفة أفكاره
- حسنا تفعلين
وبعد مرور الأشهر أعلنت خطبت هند على جاسم فقد أحبته هند وعرفت أن حبها لخالد لم يكن إلا افتتان بشخصية خالد.. ومرت نصف سنه على زواج خالد وطلق زوجته التي كانت تستعلي علية بشهادتها وبأفكارها المتفتحة
وحدث ذات يوم أن جاء خالد إلى منزل خالته فشاهد هند جالسه لوحدها فقال لها:
- هل رأيت ما حدث لي؟
- ألم أقل لك لا تستعجل
- بلا .. لقد اكتشفت بعد فتره أني لم أكن أحبها..
- آه .. لقد سمعت هذا الكلام من قبل
- أعرف أنك سمعته .. ولكن الذي لم تسمعيه هو أني اكتشفت أني كنت أبحث عن شخصيتك في تلك الفتيات
- شخصيتي أنا
- نعم
أخذ ينظر إليها وفي عينيه وميض غريب لم تره من قبل وقال:
- لقد نظرت إليهما وأنا أفكر فيك أبحث عنك ولم أجدك فيهما .. إني أحبك وأريد أن أتزوجك.
- آه .. بهذه البساطة اسمع إني مخطوبة إذا لم تعلم
- لكني أحبك.. وأنت تحبيني.. أعرف ذلك ولا تنكري
- في الماضي نعم .. ولكن الآن لا.. وألف لا
- ولكن
- أسمع .. أنا أحب جاسم..
صدم لما سمع وتصلب جسده وكأنه جذع شجرة
- والآن ماذا تريد ؟ .. إذا كنت تريد أمي فلحظه
ذهبت وهي تحس بالأمان لخروجها شاهدت أمها في المطبخ وأعلمتها بوجود ابن أختها ورحلت.. ومنذ ذلك اليوم لم تره ولم يحضر إلى منزلهم
قالت نوره بعد ذلك وكلها سخط على ابن خالة هند
- وأخيرا أحس بوجودك بعد فوات الأوان
اكتفت هند بهز رأسها وأكملت نوره
- لا تحزني يا هند فهو لا يستحقك
- آه .. لا أنا لست متأثرة بما حدث أبدا .. لقد ارتحت بعد أن أخبرتك بكل ذلك ..هذا عدا حبي لخطيبي
- رائع
- وأنت ألم يحدث لك شئ قبل أن نتعارف.
نظرت هند إلى الساعة وقالت وهي دهشة:
- يا لم ننتبه للوقت فقد مر سريعا وأنا لدي موعد مع أختي للذهاب إلى السينما
- أجل مر سريعا ولم ننتبه للوقت أبدا
- أراكِ يوم السبت بإذن الله
- إلى اللقاء
ذهبت هند وبقيت نوره واقفة تفكر بما حدث لهند لقد مرة بتجربة صعبه لو مرت هذه الأحداث عليها لانهارت حياتها .. والآن عرفت تلك النظرة التي رأتها في عيني هند ولكن ماذا حدث لخالد لم أسأل هند ؟ سأسألها يوم السبت
في ذلك اليوم طلب منهما المدير أن يتأخروا وذلك بسبب جرد للملفات الذي يجرى بين فتره وأخرى ما كان لهند ونوره إلا التأخر، وفي العادة إذا كان هناك جرد فسيبقين إلى الساعة الخامسة على الأكثر ويعطين فترة للغداء وعادة تكون من الواحدة إلى الثانية لذلك قررتا أن يذهبن إلى مطعم قريب للغداء .
وبعد جلوسهن للغداء اختارت نوره وجبه خفيفة أما هند فاختارت وجبة دسمة مع الحلو فقد كان طلبها طبق من الرز مع نصف دجاجه وكذلك حساء الدجاج مع سلطه متنوعة أما الحلو فقد كان أم علي وبعد الطلب قالت نوره:
- ما كل هذا يا هند ؟
- ألا يحق لي أكل وجبه خفيفة!
- كل هذا وتقولين خفيفة !
- لا طبعا .. ولكني جائعة وباستطاعتي أكل دجاجتين
- يا لكِ من أكولة .. هند أردت أن أسألكِ عن خالد ابن خالتك ماذا حدث له بعد ذلك ؟
- عاش حياته كما أراد!
نظرت نوره إلى هند وفي عينيها الفضول لمعرفة مصير خالد
- هيا أخبريني هل تزوج ؟ أم بقي على الذكرى
ضحكت هند ولكن تقدم النادل منعها من الإجابة عليها وما أن وضع النادل الأطباق ورحل حتى قالت نوره :
- هيا.. أخبريني
- انتظري حتى أشرب الحساء..
قالت نوره وهي تتوعد:
- قولي وإلا ..
- حسنا .. تزوج
- ماذا !
- نعم تزوج .. هذه المرة من فتاه لم يرها إلا بعد الزواج لا حديث ولا مقابلات ..
- وهل نجح زواجه هذه المرة ؟
- نعم نجح ..لأنها فتاه طيبه ذات عقل راجح ..والآن لدية ولد والآخر على الطريق.
- هذا أفضل له .. هل تعرفين أن الزواج عن طريق الأهل ينجح أكثر من الزواج عن طريق التعارف .
- نعم .. كل ما أعرفه هو أن هذا الحساء لذيذٌ جداً
- آه .. يا لك من فتاه
أخذت نوره تضحك على هند، وقالت هند:
- هيا خذي تذوقي
وهي تقرب الحساء لنوره لكي تتذوقه . وما أن تذوقته نوره حتى سارعت لطلب واحد لها
- سوف يفرح أصحاب المطعم منك يا هند
- ربما يعطوني نسبة من الأرباح .. هيا الآن أخبريني ألم يصادف يوم أنك أحببتِ ؟
- لا .. أبدا ولن أحب ما حييت
- لماذا ؟ ما الذي حدث لك ؟
بدا على وجه نوره أسى العالم كله وفي عينيها حزن لم ترهُ هند في عيني نوره من قبل وقالت الأخيرة :
- هيا نوره أخبريني فمن الممكن أن أساعدك كما ساعدتني.. هيا تحدثي لا تجعليني أقلق عليك.. نوره
- منذ أن حييت على هذه الدنيا وأنا أشاهد الشجار بين أمي وأبي
- هذا يحدث في كل المنازل
- لا .. ليس في كل المنازل هل نهضت يوما من نومك وأنت تشاهدين أباك يضرب أمك لكما على وجهها وبطنها وهي حامل إلى أن أسقطت جنينها الذي كان في الشهر الثالث.
- يا إلهي هذا مريع
ردت وعيناها حزينتان
- هذا قليل من ما حدث فقد صادف يوما كنت فيها أرى أبي يضرب أمي وذهبت لأمنع أبي عن ذلك ولكن ما أصابني هو اللكم أيضا.
- لا تقولي ذلك
- نعم ضربت ولم أذهب إلى المدرسة لأسبوع، لقد ظهرت كدمات على وجهي وكذلك على كتفي
- ولماذا كان والدك يتصرف هكذا؟
- لأن أبي كان يشرب الكحول بقي في دمه ولم يستطع الابتعاد عنه
- ولماذا أمك لم تفعل شئ أو تخبر أحد ليفعل شئ.
- لقد حاولت وتركت البيت عدت مرات.. وكانت تعود دائما
- ولماذا تعود ؟
- لأن أبي كان يذهب إليها معتذرا
- وتعود إليه .. لو كنت مكانها لما عدت إليه أبدا
- كانت مضطرة للعودة إليه فأبي كان إنسان رقيق عندما يكون صاحيا وفي وعيه.. ولو أمي لم تعد إليه بسببه كانت ستعود بسببنا
- ولكن كانت تستطيع أن تعيلكن بدون زوجها
- من الممكن أنها كانت تحبه ..لذلك تسامحه
- ممكن ماذا حدث لوالدك
- لقد مات في حادث سيارة
- وهل كان مخمورا عندما مات
- لا .. أبدا كان ذاهبا إلى السوق وهناك اصطدمت به شاحنه
- هذا رهيب
- نعم
- ولكن لماذا قررت عدم الزواج أو الحب ؟
- لأني لا أريد أن يحصل لي ما حصل لأمي أبدا
- ولكنه لن يحصل إذا اخترت الزوج الصحيح
- إنني أكره الرجال كثيرا ولا أحب تصرفاتهم
- وماذا سيحدث لو تقدم لك رجل مناسب
- سأرفض
- وكم رفضت حتى الآن ؟
- ربما أربعة
- ولم تسألك أمك لماذا ترفضينهم
- في البداية سألت عن سبب الرفض ولكني كنت أقول بأني أريد أن أدرس فكانت تسكت
- وبعد انتهاء الدراسة
- لم يأتي أحد
- عظيم الآن يقولون بأنك متكبرة
- دعيهم يقولون فلا يهمني رأيهم بي
نظرت نوره إلى ساعتها وقالت:
- ياه انظري إنها الثانية وخمس دقائق لقد تأخر الوقت يجب أن نعود حالاً إلى العمل
ذهبتا إلى العمل وعقل هند يعمل ليحاول حل عقدة نوره من الزواج ، استغرق الانتهاء من العمل مدة أقل مما كانتا تتوقعان قالت هند:
- انتهينا بسرعة.. فعادة نأخذ نعمل على هذه الملفات إلى الخامسة ولا ينتهي انظري الآن الرابعة والنصف وانتهى كل العمل.
- هذا بفضل السرعة في العمل هذا عدا عن اهتمامنا بترتيب الملفات عند نهاية ساعات العمل
- أجل .. أهم شئ الآن هو العودة إلى المنزل للراحة.
- هذا صحيح هيا بنا نذهب .
***
وفي اليوم التالي جاء رجلان من مكتب المدير للتدقيق وقالت هند
- أهلا وسهلا .. كيف حالك يا إبراهيم .. وأنت كذلك يا خليفة
أجاب خليفة :
- الحمد لله .. وكيف حالك أنت ؟
- بخير والحمد لله أعرفكما على نوره
نظر خليفة إلى نوره وابتسم لها وقال :
- أهلا أنا خليفة محمد وهذا إبراهيم عبيد
- أهلا بكما
قال خليفة موجها كلامه إلى هند :
- هند هيا دعينا ننتهي من الجرد لا وقت لدينا لنضيعه في الكلام
- دائما يوجد وقت للكلام حتى وأنت تعمل .. على كل حال الملفات كلها أمامك وهي كاملة
- حسنا ومن سيقوم بمساعدتنا في الجرد أنت أو الأخت نوره
- أنا بالتأكيد فنوره ستقوم مساعدة المراجعين
نظر خليفة إلى نوره مرة أخرى وقال:
- هيا لنبدأ
أستغرق التعامل مع الملفات التي كانت أمامهم وقت طويلا فيما انتهت نوره من المراجعين فسألت :
- إذا كنتم تريدون المساعدة فسأقوم بمساعدتكم
أجابت هند
- خيرا تفعلين فلا أتذكر أين وضعت ملفات الحسابات.. هل تذكرين ؟
- بالطبع إنها في مكتبك المقفل
أخذت هند تفتح مكتبها فوجدتها:
- شكرا يا نوره لولا مساعدتك لما وجدت الملف .. تفضل يا أستاذ إبراهيم ولا تقل مرة أخرى بأني شخص مهمل
- حسنا يا هند أنا آسف على ما قُلت ولكن تعرفين ضغط العمل وكذلك أنا أكره عدم الترتيب
- حسنا لا داعي للاعتذار
قطع خليفة ذلك الحديث وهو يقول
- دعونا ننهي العمل
وبعد أن انتهوا مما كانوا يقومون به قال خليفة لهند:
- إنه من العجيب أن ننتهي بهذه السرعة
- كل الفضل يرجع إلى نوره فهي شخص منظم
- هذا ما شاهدته
رد خليفة ثم قام من مكانه مودعا وهو يقول:
- تشرفت بالتعرف إليك يا أخت نوره .. إلى اللقاء هند.. نوره
بعدما ذهبا قالت هند موجه الكلام إلى نوره :
- ما رأيك بخليفة أليس شخص رائع أنه أفضل من إبراهيم
- نعم هذا ما أراه
- هل رأيت كيف كان ينظر إليك ؟
- كلا لم أنتبه إليه
- هيا قولي ألم يعجبك
- دعينا من هذا الكلام
وقبل انتهاء العمل بقليل جاء خليفة إلى المكتب وهو يبتسم وقال:
- لقد تعجب المدير من انتهاء العمل بهذه السرعة .. أتيت لألقي التحية وأذهب.
ردت هند عليه وهي تبتسم وقد لاحظت نظرات خليفة إلى نوره
- نعم لقد كان عملا سريعا بالفعل .. إلى اللقاء يا خليفة
نظر باتجاه نوره لترد السلام .. وردت علية وهي غاضبه
- إلى اللقاء يا أستاذ خليفة
صدم مما رآه على وجه نوره ورحل وهو يقول :
- أراكن غدا
قالت هند بعد أن رحل :
- ما هذا يا نوره لم رددت علية بهذا الأسلوب
- هذا ما يستحقه أنت تعرفين كرهي للرجال وخاصة إذا ما تمادوا معي
- ولكنه لم يتمادى معك لقد جاء ليلقي التحية علينا ويشيد بعملنا .. وحتى لو جاء ليراك فهو إنسان رائع وهذه أول مرة أراه فيها يعود إلى المكتب بعد أن أنهى عمله وكذلك هذه أول مره أراه يتحدث إلى فتاه وينظر إليها هكذا
- لكل شئ يوجد أول مره
- هيا .. لقد صدمته وأنت تردين هكذا علية
- هذا أفضل
- ماذا؟
- نعم أفضل .. لا أريد أن أصبح صديقه لأحد الموظفين
- يا لك من معقده
- شكرا
وفي اليوم التالي جاءت هند وهي تبتسم لها وقالت:
- صباح الخير .. كيف حالك
فبادلتها نوره الابتسام وهي ترد:
- بخير والحمد لله ..
- ارجوا أن تسامحيني على الذي قلته أمس فقد كنت غاضبه من تصرفاتك.
- لا داعي للأسف فأنا التي وجب عليها الاعتذار أنا...
وقبل أن تكمل نوره اعتذارها دخل عليهم خليفة وهو يبتسم ويكثر من النظر إلى نوره :
- صباح الخير .. كيف حلك يا نوره وهند؟
ردة نوره وقد بدأ الغضب على ملامحها
- صباح النور
وكذلك هند بدأ الاستغراب على وجهها وهي ترد
- بخير والحمد لله .. وكيف حالك يا خليفة؟
- أنا بخير
- لماذا حضرت إلى هنا ؟
- فقط للسلام عليكن.. إلى اللقاء
وبعد أن غادر نظرت نوره إلى هند ولكن هند منعتها من الكلام وقالت:
- يا إلهي ما الذي دهاه هذه أول مره يأتي إلى هنا دون أن يكون لديه عمل
- لكل شئ أول مره .. وكذلك أراهنك على أنه سيأتي قبل انتهاء العمل ليلقي التحية
- أشك قبل انتهاء العمل ربما أثناء العمل.. وإذا فعل ذلك فهو متيم بك
- دعينا من هذا الكلام الآن وهيا إلى العمل
- حسنا
قالت هند وهي تنظر إلى نوره :
- هل تعلمين أن الأستاذ جمال سيتقاعد بعد أن يعود من إجازته ؟
- لماذا يتقاعد؟
- لقد قضى ثلاثون سنه وهو يعمل هنا هذا عدا أنه مريض بالقلب لهذا أخذ إجازة كل هذه المدة
- مسكين ما هو شكل الأستاذ جمال؟
- عمره قرابة الخمسون وهو حنطي البشرة وطويل لا سمين ولا نحيف وإذا رأيته سيعجبك هو كالأب في حديثه معك .. سوف أفتقده كثيرا
- خسارة لأني لم أتعرف إلية مثلك؟
- ربما ترينه بعد أسبوع فسيأتي إلى العمل وتنتهي إجازته
- نعم
قبل أن ينتهي الدوام بقليل استأذنت نوره للذهاب إلى البيت وقالت لها هند:
- خسارة لأنك ستذهبين قبل أن نرى إذا جاء خليفة أم لا
- هكذا أفضل إلى اللقاء
وعادت نوره إلى المنزل بسبب آلام الرأس التي تعود وتأتي دون سبب، في اليوم التالي لدى عودت نوره قالت هند لها:
- لماذا تأخرت لقد قلقت عليك ؟
- لقد تعبت أمس طوال الليل لذلك ذهبت إلى المستوصف منذ النهار الباكر لماذا؟
- قولي لي من تتوقعين حضر إلى هنا منذ الصباح
- لا تقولي .. خليفة
- أجل وقد بدأ الأسى على وجهه حينما وجد مكتبك فارغ حتى أنه لم يلقي التحية علي إلا بعد مده
- هذا ما توقعته
- وكذلك بالأمس بعد أن خرجت بقليل أتى إلى المكتب ليراك
- لا تقولي ذلك
- حسنا لن أقول ولكنه متيم بك
- هند
- سأسكت
في ذلك اليوم لم يأتي خليفة إلى المكتب وقد بانت على هند بعض الحيرة فهي لم تشاهد خليفة يأتي إلى المكتب ذلك اليوم
وفي اليوم التالي جاءت هند وهي تسأل نوره
- هل أتى خليفة
وقبل أن تجيب نوره دخل خليفة إلى المكتب وأسارير وجه تقول أهلا بالموجود بهذه الغرفة فقال وهو ينظر وكأنه يريد افتراس نوره :
- صباح الخير يا نوره .. لماذا لم تحضري البارحة لقد قلقنا عليك؟
ردة وهي تبتسم
- صباح النور.. لقد حضرت البارحة ولكني جئت متأخرة قليلا
سأل هند وقد بان الحرج على وجهه
- كيف حالك يا هند؟
- بخير والحمد لله .. لماذا لم تزرنا البارحة؟
- لقد كنت مشغولا إلى انتهاء العمل
قال ذلك ورحل بسرعة نظرت هند إلى نوره وقالت:
- إنه عاشق وأنا أرى ذلك بعينيه
- أجل ... ترين ذلك
- ماذا تفسرين تلك النظرة بعينيه .. لا ..لا تردي الآن وكذلك عدم قدومه إلى هنا بالأمس ..نعم قوله لقد قلقنا عليك
- كفى يا هند .. أنت تعرفين رأي بالرجال لذلك هذا لا يهمني
سكتت هند ولم تضف كلمة واحدة على الذي قالته بعد أن شاهدت غضب نوره. وعند انتهاء العمل حضر خليفة للمكتب مودعا وبعد ذهابه أرادت هند التعليق ولكن نوره بادرتها قائلة:
- لا أريد تعليق فقط إلى اللقاء يوم السبت .. حسنا
- إلى اللقاء
وجاء يوم الخميس لنوره يوم عادي كباقي الأيام لولا حديث أمها إليها قبل ذهابها للنوم:
- نوره
- نعم
- اجلسي قليلا أريد التحدث إليك
أحست نوره بوجود شئ سيقال وهي تكرهه قالت الأم:
- لقد اتصلت بي اليوم سيده.. تريد خطبتك لابنها
- أمي.. أنت تعرفين ردي
- في الماضي قلت الدراسة ..والآن لا يوجد عذر
- ولكن
- بدون لكن فكري ربما توافقين
- سأفكر
- ولكنك لم تسألي من هو
- من هو ؟
تجاهلت أمها نبرة الاستخفاف وقالت:
- إنه موظف يعمل معك
ردت نوره باستخفاف:
- ماذا؟
- نعم ويدعى خليفة محمد ..وهو يعمل …
- لا تكملي يا أمي أعرفه .. ولا، لن أتزوج منه
- لماذا على الأقل فكري أنا قلت لأمه أن تتصل بعد أسبوع لتعرف الرد
- ماذا ؟
- خذي وقتك في التفكير.. والآن أذهبي للنوم
انتظرت نوره إلى يوم السبت لتخبر هند بالذي حدث ولكن لدى وصولها للمكتب شاهدت رجلا في بداية الخمسين جالس على المكتب الذي كان فارغا من قبل كان ذلك الشخص جمال
- صباح الخير .. كيف حالك يا أستاذ جمال ؟ أنا نوره محمد الموظفة الجديدة
- أهلا وسهلا بك يا بنيتي
في ذلك الوقت حضرت هند وما أن رأت جمال بان على وجهها السرور وهي تقول:
- وأخيرا رأيتك يا جمال .. لا أستطيع أن أتخيل أنك هنا أمامي
- صدقي ذلك .. ولكن ليس طويلا
بان على وجه هند الحزن
- حضرت اليوم لأطالب بالتقاعد لقد كبرت وآن الأوان لتجلس هند مكاني
- لا تقل ذلك
ظهرت الدموع على وجه هند وقالت نوره في نفسها يا لك من عاطفية يا هند، كانت نوره تحاول أن تمنع هند من البكاء عندما دخل خليفة إلى المكتب وما أن شاهد جمال حتى بان الحنان على وجهيهما حنان الأب على وجه جمال وحنان الابن علي وجه خليفة أخذا يتحدثان لفترة إلى أن قال جمال:
- لماذا حضرت يا خليفة إلى هنا؟
- إنه موضوع يطول شرحه متى ستمر على قسمنا ؟
- الآن .. هيا بنا نذهب
ذهب الاثنان وما أن ذهبا حتى قالت هند :
- الآن سيخبر جمال عن إعجابه بك
- ماذا؟
- إنهما كالأب وابنه.. ألم تلاحظي ذلك ؟
- بلا .. أتعلمين لقد أرسل الأستاذ خليفة والدته لخطبتي؟
- ماذا؟! .. ياله من خبر متى حدث ذلك ؟ وما كان ردك؟
- يوم الخميس وكان ردي لا
- ماذا؟! أ مجنونة أنت لترفضيه؟
- هكذا كان رد أمي تقريبا
- أنا لو كنت مكان أمك لقتلتك ما أن قلت لا
- الحمد لله أنك لست أمي . أعطتني أمي مهله لأفكر
- أمك شخصية رائعة
- شكرا
- الآن فكري ولا تجعلي خوفك يسيطر عليك أنت تعرفين أخلاق خليفة لو أنه كان يلهوا لما بعث أمه لخطبتك
- حسنا سأفكر
- مبروك ستوافقين
- لم أقل بأني موافقة قلت سأفكر
- دعيني أذهب إلى خليفة لأهنئه
- لن تذهبي
وقفت نوره في وجه هند لكي لا تذهب إلى خليفة ولكن في نفس الوقت الذي وقفت فيه دخل جمال مع خليفة وقال جمال موجها الكلام إلى نوره
- إلى أين لن تذهب هند ؟
- أ.أ
أسعفتها هند بالقول
- إلى دورة المياه لأكمل بكائي
- نعم
أيدتها نوره وعلى وجهها ظهرت إمارات الراحة ضحك جمال وقال:
- لا داعي للبكاء .. فسرعان ما تفرحين إذا ما علمت بأنك ستكونين رئيسة للقسم .
قالت هند وعلى وجهها ظهر البكاء من جديد
- لا تقل ذلك.
- لا لن أقول لكني سأزورك إلى أن تملي وتطرديني.
خرجت هند من القسم وهي تبك واستأذنت نوره لتلحق بها وما إن عادتا إلى المكتب لم يكن فيه خليفة بل جمال جالس لوحدة ينتظر عودتهما وما أن رآهما حتى قال :
- هيا باشرا بالعمل وإلا
- وإلا ماذا يا جمال ؟
ضحك وقال :
- لا شئ
بقي إلى أن انتهى وقت العمل وقبل أن يذهب جاء خليفة لأخذ جمال معه قال جمال :
- لقد نسيت أن أعلمكما غدا هو اليوم الأخير لي في العمل وكذلك.. لا هند لا تبك وإلا غيرت رأي فيك فأنت فتاة قويه .. آه كدت أنسى اليوم مساءا تقام لي حفلة وداع في القاعة الكبرى لا تنسين أن تحضرن
ذهب وهو ينظر إليهما نظرت أب حنون ما أن رحل حتى أجهشت هند بالبكاء .. وبعد ذلك بفترة قالت نوره:
- هيا بنا يا هند يجب أن نذهب فقد انتهى العمل من عشر دقائق ولا تنسي لم نشتري شئ لجمال .
- أجل لم أشتري شئ.
- هيا قولي لي ما الذي يريده جمال؟
- إنه يعشق الحمام .
- حسنا لدي فكرة ما رأيك أن نهديه حمام.
- ماذا أنه شئ رخيص !
- ليس إذا كان نوع غريب.
- هذا رائع سنشتري الحمام وكذلك يوجد لدي شريط مسجل له عن كل مواقفه هنا.
- نعم رائع إذا سأذهب إلى السوق قبل أن أعود للمنزل.
- إلى اللقاء أراك في السابعة.
وفي الساعة السابعة كانت نوره تنتظر هند في موقف السيارات أمام القاعة الكبرى وهي تحمل بيديها قفص مغطى بقماش وما أن أتت هند حتى قالت:
- لقد تأخرت قليلا لأني لم أنهي الشريط إلا منذ قليل .
- حسنا هيا بنا ندخل إلى القاعة.
- انتظري دعيني ألقي نظره على الحمام.
نظرت إلى الحمام وهي تقول:
- ما أروع هذا النوع ! كيف حصلت عليه؟
- من السوق وكذلك بمساعدة صغيرة من ابن العم عمر خطيب أختي أماني فهو خبير في الحمام وأسعارها .
- إن لونهما رائع وكذلك .. إنه يحمل ألوان الطيف.
ضحكت هند وقالت :
- أنا شخصيا أحببتهما ما أن رأيتهما . فهل ستعجب هاتان الحمامتين جمال؟!
- بالتأكيد! .. هيا بنا ندخل وإلا تأخرنا .
- هيا.
مشيتا إلى القاعة وهما مسرورتان من الهدية التي جلبتاها معهما... وما أن دخلتا القاعة حتى رأيتها مزدحمة بجميع الموظفين تقريبا وما أن رأت هند الموظفات حتى قالت:
- انظري يا نوره .. كل تلك النسوة بكامل زينتهن.
- نعم.. ونحن بهذا المنظر العادي!
- صدقيني يا نوره نحن أفضل هكذا فهذا ليس عرس.
- أتذكر عندما التقينا أول مره قلت لم أتوقعك هكذا. فهل كنت تتخيليني مثلهن؟
- نعم.
وبعد ذلك توجهت هند إلى المنصة وأخذت الهدية معها وكذلك الشريط وعادت إلى نوره حيث جلستا في نهاية الصف الثالث وما أن جلست هند قالت:
- انظري إلى الصف الأول هناك حيث يجلس جمال ومعه خليفة والمدير .. سوف أفتقد جمال كثيرا.
وابتدأ الاحتفال وكان عبارة عن كلمه يقولها المدير وبعد ذلك كلمه أخرى يقولها جمال وبعد ذلك تقدم الهدايا فالبوفيه والوداع.
وما أن قال جمال كلمته حتى ابتداء الجمع بالتصفيق والهتاف وكانت هند تغالب دموعها وكذلك طلب جمال من هند ونوره بالتقدم إلى المنصة جاءت هند وهي تجر نوره التي رفضت التقدم لخجلها من مواجهة الجمهور وما أن وقفت نوره نظرت إلى الجمهور فزاد ارتباكها وما أن نظرت إلى الصف الأول حتى شاهدت التشجيع والفخر على وجهي جمال وخليفة وبعد ذلك قالت هند:
- اسمحوا لي بعرض هذا الشريط.. وأعتقد أنه يلخص جميع حالات جمال وهو في العمل.
وقامت نوره بتشغيل الشريط وما أن ابتداء الفيلم حتى أخذ الناس يضحكون لأن الشريط كان يتحدث عن حالة جمال وهو في العمل من غضب وهزل وتعب وكل حالاته .. وما أن انتهى الفيلم حتى قام جمال من مكانه وهو يحيي هند ونوره على ما صنعتاه ولم يخف تصفيق الجمهور إلى أن تقدم جمال من المنصة وعيناه ترفرف لمنع تساقط دموعه وهناك قال:
- أريد أن أشكر كل من ابنتي هند ونوره على هذا الشريط الرائع.
قاطعته هند وهي تقول:
- هناك شيء آخر يا جمال .. نوره.
- أجل.
ذهبت نوره إلى خلف المنصة وأحضرت معها القفص وما أن شاهده جمال حتى قال :
- ما كل هذا ..
وعند تلك اللحظة أزاحت هند القماش فشهق جمال وهو يقول:
- إنه نوع رائع كنت أتمنى الحصول عليه منذ فتره! كيف عرفت هذا النوع؟ ومن أين حصلت عليه؟
- بمساعده من نوره وابن عمها حصلنا على هذا النوع.
نظر جمال باتجاه نوره وهو يشكرها على هذه الهدية .. وبعد ذلك توجه الجميع إلى البوفيه، وما أن وقفت هند ونوره مع جمال حتى أتى خليفة للتحدث إلى جمال وقفوا يتحدثون فتره فقال خليفة موجها الكلام إلى هند:
- كيف أتتك فكرة الحمام؟
- الفضل لنوره فقد سألتني عن ما يحبه جمال، فقلت الحمام وهكذا صار.
- وكيف وجدت هذا النوع يا نوره؟ وبهذه السهولة!
- كل الفضل يعود إلى ابن عمي فهو خبير بالحمام، لذلك قمت بسؤاله عن الحمام فأرشدني إليها .
عندما ذكرت نوره ابن عمها اكفهر وجه خليفة لذلك قالت هند:
- ابن عم نوره هو خطيب لأخت نوره.
في ذلك الوقت تغيرت ملامح خليفة إلى الراحة بعد سماعه لما قالت هند .. وكذلك غضبت نوره فاستأذنت وهي تأخذ هند بعيد وتقول لها :
- من طلب منك التوضيح؟
- لا أحد .. لقد شاهدت وجهه لذلك أردت أن أوضح له من هو ابن عمك بالنسبة لك.
- قد تلاقين الشكر منه وليس مني ..حسنا.
- لا يهم فيوما ما ستشكرينني.
وبعد ذلك بمده قصيرة ذهبت نوره لتودع جمال وترحل إلى المنزل برفقة هند.
ولدى عودتها إلى المنزل أخذت أختها أماني بالسؤال:
- كيف جرت الحفلة؟
- كانت جيده .
اتجهت نوره إلى غرفتها ولحقت بها أماني وهي تريد معرفة المزيد
- ماذا فعلتم هناك؟
- لم نفعل شيء، قدمنا الهدايا فقط.
أحست أماني بالفضول تجاه الرجل الذي طلب يد أختها وأرادت أن تعرف أوصافه وكذلك مشاعر أختها نحوه .
- فقط .. ألم تشاهدي ذلك الرجل الذي طلب يدك؟
فردت بغضب:
- نعم
- ما هو شكله ؟
- أماني.. لماذا السؤال؟
- مجرد فضول .
- إذا دعي فضولك يقتلك.
- أرجوك يا نوره تكلمي عنه.
- لا أريد التحدث عنه انتهى.
- لماذا لا ؟
عرفت نوره أن أختها لن تدعها وشأنها إلى أن تتحدث عنه لذلك قالت لها:
- سأخبرك عنه بعد أن أستحم .
- حسنا إذا بعد أن تستحمي .
خرجت أماني من الغرفة لدى سماعها الهاتف يرن .. فقالت نوره لنفسها هذا أفضل ربما تنسى أن تسألني فبذلك أرتاح منها ومن فضولها ولماذا أمي أخبرت أماني.
وبعد أن استحمت نوره ذهبت إلى غرفة المعيشة لتشاهد التلفاز وفيما بعد دخلت أماني إلى الغرفة وجلست تشاهد التلفاز ، حمدت نوره ربها لأن أماني لن تتحدث عن الأمر وبعد مدة قامت نوره لتنام ولدى جلوسها على سريرها دخلت أماني وهي تقول :
- لا لن أدعك تنامين قبل أن تتحدثي عنه .
- أف.. حسبتك نسيتِ.
- لا لم أنس أردتك أن تتحدثي في غرفة المعيشة وعندما لم تتحدث قلت لنفسي لن أدعك تنامين إلى أن تخبريني عنه.
- أخرجي من غرفتي .
- لا لن أخرج لقد وعدتني .
بدا على أماني الحزن ونوره لا تريد لأختها الحزن لقد حاولت هي وأمها أن يمنعا أماني من الحزن .
- حسنا ما الذي تريديني أن أتحدث عنه ؟
- ما هو شكل الرجل الذي طلب يدك ؟
يا لك من فتاه هل يهم الشكل إذا أنا رفضته أصلا
- في البداية يدعى خليفة .
- أسمه جميل..
- لا يهمني إن كان اسمه جميل أو رائع .. فأنا سأرفضه.
- لا تقولي ذلك .. هيا أكملي.
- حسنا.. هو طويل عريض المنكبين أليس هذا ما يهمك؟
- هيا نوره .. لا تتحدثي هكذا أكملي الوصف.
- حنطي البشرة ملتح ويهتم بترتيب شكله وعطره يشم من على بعد ..
وأخذت نوره تفكر في باقي الوصف أما أماني فقد أشرق وجهها من هذا الوصف وقالت أماني:
- هيا أكملي لا تتوقفي .
- ماذا أيضا .. ماذا تريدين ؟
- هذا لا يكفي .. ما هو لون عينيه ؟ ما هي أخلاقه ؟
- أعتقد أن لونهما بني.
- تعتقدين ! ألم تنظري في عينيه أبدا!
- لا.. ولماذا أنظر؟
- حسنا .. ألا تعلمين أن العين مفتاح لكل شيء للقلب والعقل وكذلك تستطيعين أن تعرفي إذا كان شخص يخدعك أو لا .
- نعم أعرف هذا كله ..ولكني لا أريد أن أنظر في عينيه.. إذا كنت تريدين معرفة شيء آخر فدعيني أكمل .
- هيا.. هيا أكملي.
- هو شخص مؤدب وحسب الذي قالته هند هو ودود ويحترم الجميع ويراعي مشاعر الآخرين..
- كل هذا وتقولين لا تريدينه ..
- هذا أمر لا أريدك أن تتكلمي به .
- لماذا ؟
- هذا يكفي أريد أن أنام وإذا سمحتي أطفئ النور لدى خروجك.
قالت نوره ذلك وهي تشيح بوجهها إلى الجهة الأخرى وتنام . وعند ذلك خرجت شقيقتها من الغرفة وهي غاضبه . قالت نوره لنفسها هناك المزيد فلن تدعني أماني بسلام إذا لم أقل لها لماذا أرفضه .
وفي اليوم التالي جاء جمال وكان هذا اليوم هو اليوم الأخير له ، العمل كان كثير لذلك لم يكن هناك وقت للتحدث ولا لأن تتذكر هند أنه اليوم الأخير لجمال وقبل أن ينتهي العمل بمده قال جمال:
- إن العمل لا ينتهي أبدا وأحمد الله على خلاصي من هذا العمل الشاق ..أتعرفين يا هند سوف تلقى عليك مسؤولية عظيمة لذلك لا تجاملي أحد عليه أن يعمل بجد وهو خامل.
ردت هند وهي توجه الكلام إلى نوره :
- الكلام لك يا جاره لا تصبحي خاملة وإلا كتبت فيك تقريرا .
ضحك الجميع وفيما هم كذلك دخل خليفة إلى المكتب وقال :
- ألا يحق لنا ببعض الوقت مع جمال نحن أيضا .
ردت هند:
- ومن أنتم ؟
- أنا والمدير و مساعد المدير.
- لكم خمس دقائق فقط
- كنت أفكر .. إلى نهاية الدوام .
- لا
- بل أستطيع إذا أردت التوديع فالآن .
قامت هند وهي تغالب دموعها وقالت:
- سأفتقدك يا جمال ولا تنسنا أبد.
- لن أنساك ما حييت يا هند وشكرا على الهدية الرائعة أنت ونوره.
وقالت نوره :
- رغم المدة القصيرة التي عرفتك فيها ولكني أحس كأنك أب حقيقي لي ولا أريد أن أفتقدك بعد أن وجدتك كأب .
قالت ذلك وبدت حشرجة في صوتها فسكتت وأنزلت رأسها لكي تمنع نفسها من البكاء ولكنها بكت. لذلك قامت هند إلى نوره وهي تقول:
- نوره لا تبكي .
- إنني لا أبكي ولكن دخل شيء في عيني .
- هيا يا نوره .. سأبقى أب لك ما حييت وإذا أردت النصيحة في شيء فرقم هاتفي عند هند، وأنتما كبناتي ولن تفتقداني سأتصل بين حين وآخر لأطمئن عليكن.
وسكت وهو يغالب دموعه. نظر خليفة إلى هذا الموقف وهو متأثر ويقول في نفسه يا لهم من أناس رائعون ونوره إنها رائعة وشفافة ورقيقه وتفتقد لحنان الأب لو تزوجتني فسأصبح كأب وأخ وكل شيء بالنسبة لها.
وبعد ذلك ذهب جمال وخليفة وبقية نوره المتأثرة وهند الصامتة ولكن لفترة :
- نوره لقد أحببتِ جمال أليس كذلك .
اكتفت نوره بهز رأسها .
- أتعرفين عندما بكيتِ نظر خليفة إليك وهو حزين ..
- دعينا من هذا الآن
- حسنا سأسكت.
- هند
- ماذا ؟
- ما هو لون عيني خليفة؟
- ماذا! أسمع شيء غريب فماذا حدث؟
- لا شيء ..سألتني أماني عن لون عيني خليفة هذا فقط.
- هناك من هو مهتم إذا بهذه الخطبة .
- أجل .. وهي تحاول معرفة سبب الرفض.
- إن لون عينيه عسلي . فما رأيك هل ستتزوجينه الآن .
- لا..
- أف .. يا لك من فتاة عنيدة هو رائع وألف فتاه تتمنها.
- وأنا لست من الألف.
أخذت نوره الملف من أمام هند وأخذت تدقق فيه بينما أكملت هند حديثها قائلة:
- أذكر فتاة كانت معجبة به تلاحقه من مكتب لآخر إلى أن ترقى وأصبح في مكتب المدير وأرادت أن تنتقل إلى هناك وتبقى بقربه عسى أن يعجب بها.
فسكتت هند مده فنظرت نوره إلى هند وأرادت أن تعرف ما حدث للفتاه.
- وماذا حدث للفتاه ؟
ردت هند باستخفاف:
- ولماذا السؤال فأنت لن ترضي به؟
- هيا أخبريني.
- حسنا لا شيء رُفض طلبها للحاق به وبعد ذلك استقالت هي من وظيفتها.
ردت نوره وهي مستغربه أيمكن أنها لم تطق الحياة في المكتب بدون وجود خليفة هناك
- لا يمكن لماذا استقالت؟
- تزوجت وطلب منها زوجها الاستقالة .
- وما كان ردت فعل الأستاذ؟
- أولا الأستاذ أخبرها أنها كأخت له وثانيا الأستاذ هو شقيق زوجها الذي شاهدها عندما زار خليفة مرة وأعجب بها وتزوجا .
- بعد أن أحبت خليفة تزوجت أخاه .
- صدقي.. فقد جاء أخاه لعمل هنا وشاهدها ومنذ أن رأت أخو خليفة تيمت به وعندما خطبها وافقت والآن لديهما ولد أسمه خليفة ما رأيك أليس رائعا ما حدث لها ؟
- نعم رائع .
ومرت الأيام بسرعة وخليفة قلل من زياراته إلى قسم هند وجاء يوم الرد على طلب أم خليفة وفي ذلك اليوم جاءت أمها وسألتها :
- ماذا أقول لأم خليفة ؟
- الرفض.
- ولماذا الرفض ؟
والبقية تأتي
ملاحظة :
هذه القصة كانت تحت اسمي الآخر totti</font>
مواقع النشر (المفضلة)