<font color='#000000'>رهينة الماضي
الجزء الثاني:
- لأني لا أريد الزواج لا الآن ولا فيما بعد .-
- ما هذا الكلام لا تقولي بأنك تريدين البقاء دون زواج طوال حياتك .
- نعم هذا ما أقوله .
- أنت مجنونة ! ولماذا تريدين أن تكوني كذلك؟
- فقط هكذا.
- بالفعل لقد جننت.
خرجت أمها من الغرفة وهي غاضبة وبقيت نوره في غرفتها وبعد ذلك بفترة دخلت عليها أماني وهي غاضبه:
- أ سمعتي ما قالته أمي؟
- ماذا قالت ؟
- قالت بأني لن أتزوج من عمر .
- ماذا؟
- نعم وتقول كذلك بأنها لن ترضى بزواج الصغرى قبل الكبرى.
غضبت نوره من ما قالته أمها فقالت لأماني:
- ربما تكون أمي غاضبة الآن مني وبعد أن تهدأ يتغير كل شيء.
- تعرفين يا نوره بأني أريد الزواج من عمر بعد إنهاء الدراسة.
- نعم .
- أرجوك دعي أمي تغير رأيها .
- سأحاول .
- لا.. بل غيري رأيها فإذا لم أتزوج من عمر...آه.
عند ذلك سكتت أماني والحزن بادي عليها فقررت نوره أن تغير رأي أمها مهما حدث ، ذهبت نوره إلى أمها إلى غرفة المعيشة وهناك شاهدت أمها جالست بقرب الهاتف تطلب رقما ولدى مشاهدتها لابنتها وضعت السماعة في مكانها وهي تسأل نوره :
- هل غيرت رأيك ؟
- لا.
- إذا لماذا جئت ؟
- جئت للتحدث معك بخصوص أماني وعمر .
- ماذا بهما ؟
- لقد سمعت أنك لن تدع أماني تتزوج من عمر ؟
- هذا صحيح ، لن أدع الصغرى تتزوج قبل الكبرى.
- أمي الحبيبة هذا لا يجوز لنفرض أن الكبرى لا تريد الزواج فهل تبقى الصغرى كذلك؟
- نعم . تبقى.
- ولكن هذا لا يجوز .
- عندي أنا يجوز .
- ولكن ..
- لا لكن أو أي شيء آخر .
بقيت أمها على رأيها ونوره تحاول إقناعها ولكن دون فائدة تذكر وبعد مرور ساعة عادت نوره إلى غرفتها ولدى دخولها لغرفتها شاهدت أختها أماني تسألها بلهفة:
- هل غيرت أمي رأيها ؟
- لا
وشاهدت نوره البؤس على وجه أختها وبعد ذلك خرجت نوره من غرفتها إلى غرفة المعيشة وقالت لأمها:
- أمي أنا موافقة على الزواج من خليفة.
تهلل وجه أمها وأخذت السماعة لتخبر الرد إلى أم خليفة وفيما أمها كانت تتحدث إلى أم خليفة والسرور بادٍ على وجهها أرادت نوره أن تصرخ لا ..لا أوافق على زواجي ولكن كلماتها لم تتعد عقلها ولم ينطق به لسانها خرجت من الغرفة وأرادت أن تنفرد بنفسها وما أن دخلت حجرتها حتى رأت أختها فقالت نوره :
- مبروك يا أماني لقد وافقت أمنا على زواجك .
تهلل وجه أماني وأخذت تعانق أختها لأنها قامت بتغيير رأي أمهما وبعد هنيهة قالت نوره :
- أماني أريد أن أنام الآن لذلك..
- حسنا سأذهب الآن .
خرجت أختها وهي فرحه وبقيت نوره هناك تندب حظها وتقول لماذا وافقت ماذا حدث لي هل تهمني سعادة أختي أكثر من سعادتي يجب أن أخبر أمي بأني رافضة لهذا الزواج ، خرجت نوره من غرفتها وتوجهت إلى أمها وهناك شاهدت أمها وهي فرحه وكذلك رأت أختها فرحه وما أن شاهدتا نوره حتى قامت أماني لتهنئتها وهي تحتضنها وتقول :
- ألف مبروك يا أختي العزيزة أخيرا غيرت رأيك بالزواج!
- أجل.
ماذا أقول! لا أريد الزواج . ولكنها لم تنطق وهي ترى تعبير الفرحة على أمها وكذلك عيون أمها تصدح بالسعادة لم ترها هكذا أبدا بهذه السعادة منذ وفاة والدي. لذلك سكتت نوره وتقبلت الأمر .
وفي غرفتها لم تستطيع النوم وهي تفكر كيف ستواجه خليفة في اليوم التالي وكيف لها أن تتزوج بعد الذي حدث لأمها يجب أن تضحي بسعادتها من أجل سعادة أمها وأختها، وعند ذلك لم تستطع نوره إبقاء جفنها مفتوح بسبب تعبها في ذلك اليوم .
وفي اليوم التالي توجهت إلى العمل والتعب بادي على وجهها وما أن رأتها هند حتى قالت:
- ماذا بك يا نوره يبدو التعب واضحا عليك؟
- لم أنم البارحة ..
وفيما كانت تتحدث دخل خليفة وأخذ ينظر إلى نوره وهو يبتسم وقال :
- صباح الخير يا نوره ؟
- صباح الخير .
وأشاحت وجهها عنه فقالت هند:
- وماذا عني ألا يوجد صباح الخير لي.
- بالطبع . صباح الخير يا هند .
- صباح النور . بما أنه لا يوجد لديك عمل هنا هل تسمح بأن تأخذ هذه الملفات للمدير فقد طلب مني أن أحضرها.
وفيما كانت تتحدث كان خليفة ينظر إلى نوره وكانت نوره تشغل نفسها بقراءة ملف أمامها أخذ الملفات من هند ورحل ولدى خروجه من المكتب قالت هند وهي تشير إلى الباب:
- لم كل هذا ما الذي حدث له ؟
ردت نوره وهي حزينة :
- لقد وافقت على الزواج منة .
- ماذا ؟! غيرت رأيك بالزواج .
- نعم ولا .
- ما معنى ذلك ؟
- معناه أنني وافقت وأنا أقصد لا .
- لم أفهم ماذا حدث ؟
وأخذت نوره تخبر هند عن الذي حدث وبعد انتهاء نوره قالت هند :
- إن أمك ذكيه ضغطت عليك بصوره غير مباشرة بما أنها تعرف أنك تحبين أختك، جعلت أختك تحزن وبذلك مع الضغط وافقت على الزواج .
- نعم هذا ما فهمته الآن .
- لا تحزني يا نوره .. إن خليفة ليس إنسان سيئ وهو يحبك وربما فيما بعد ستحبينه .
- لا أعرف .
- نوره .. نظره واحدة إلى عينيه وتعرفي بأنه يحبك ولن يسبب الأذى لك .
- آه .. أجل يحبني كذلك أبي كان يحب أمي ولكنه كان يضربها .
- نوره .. لا يوجد وجه للمقارنة فوالدك كان .. سكير وخليفة يختلف عنه ..
أخذت هند تتحدث إلى أن دخلت سكرتيرة المدير تطلب من هند الحضور إلى المدير في الحال وذهبت . وطلبت نوره إجازة عارضه وخرجت من العمل وذهبت إلى البحر وأخذت تنظر للبحر وكانت بذلك تروح عن نفسها لكي تنسى قالت للبحر :
- أعرف أنك حملت الحزن والفرح أريد أن أسألك عن السعادة هل ستكون من نصيبي في يوم من الأيام أم أبقى أعاني كما عانت أمي قبلي أو يكتب لي القدر ..
وفي ذلك الوقت تقدمت منها امرأة عجوز قد خطت السنون على وجهها تجاعيد تدل على تقدم سنها وهي تقول:
- ماذا بك يا بنيتي؟ أ تحدثين البحر؟
- حزينة وأريد أن أكلم البحر .
- أنا كنت ولا أزال هكذا أحدث البحر فهو يستمع ونحن نتحدث.
- أتعرفين يا جدتي أنا أخاف من المستقبل .
- لا تخاف يا بنيتي من المستقبل.. وتوكلي على الله .
- ونعم بالله .. ولكن أخاف أن أتزوج ويضربني زوجي .
- لن يضربك إذا أخذته بالحسنى وعاملته كطفل إذا احتاج الحنان وكرجل عندما يصدر أوامره وكصديق إذا أراد التحدث وإذا غضب دعيه يتحدث ولا تقاطعينه استمعي إليه وهكذا يا بنيتي لن تخافي فسيصير كأخ وابن أب لك .
أخذت نوره تفكر وهي تنظر للبحر وعندما استدارت وجدت أن المرأة ذهبت كما أتت وقالت توجه كلامها للبحر:
- شكرا لهذه النصيحة لقد ارتحت الآن.
أحست أن البحر يرد على شكرها عن طريق أمواجه التي أدخلت السكينة إلى نفسها وبعد ذلك عادت إلى المنزل وقد استكان حزنها إلى راحه.
***
وجاء يوم الخميس وهو يوم قدوم أم خليفة وأخته وزوجة أخيه لرؤيتها وكان الرجال سيذهبون إلى منزل عمها الذي كان ولي أمرها بعد وفاة والدها .
دخلت أمها عليها الغرفة وهي تقول :
- هيا يا نوره استعجلي فهم قادمون الآن .
- ماذا تريديني أن أفعل يا أمي ؟
- افرحي قليلا ابتسمي.
- حسنا سأحاول .
- لا تحاولي فقط ابتسمي.
وذهبت أمها إلى المطبخ لتشرف على اللمسات الأخيرة هناك وما أن خرجت حتى دخلت أماني وهي تقول :
- هل نظرتِ إلى أمي؟ إنها متوترة كأنها العروس ولست أنت .
- يحق لها ذلك فهي قلقة من لا أبدوا جيدة أمام أهل المعرس.
- هذا هراء فأنت أجمل أخت لي .
- ويحدث أنني الأخت الوحيدة لك .
ضحكت أماني وكذلك نوره وردت أماني :
- رغم ذلك أنت الأفضل .
- شكرا يا أماني .
وبعد أن قالت نوره ذلك سمعت جرس الباب الخارجي وبان التوتر على نوره فبادرتها أماني:
- لا تقلقي يا نوره كل شيء سيكون على ما يرام.
سكتت نوره ولم ترد فقالت أماني :
- سأذهب لأراهن .
خرجت أختها بكل ما لديها من سرعة وبقيت نوره لوحدها يقطعها الخوف من الهواجس التي تمر بها ففترة تريد أن تخرج من المنزل ولا تعود إلا بعد أن يذهبن وتارة تريد أن تخرج لهن وتقول بأنها رافضة هذا الزواج .. وبعد لحظات جاءت أماني وهي تقول :
- أنهن ثلاث سيدات .
- أعرف هذا .
- نعم وإحداهن سمينة كالبالون .
- أماني لا تقولي ذلك عيبٌ عليك .
- أجل .. وكذلك معهن واحدة رائعة الجمال ويظهر أنها حامل في أشهرها الأخيرة .
- من الممكن أن تكون زوجة أخيه .. هل تعرفين أنها كانت تعمل معنا وكانت تحب خليفة ؟
أجابت أماني وهي مستغربة :
- لا .. وكيف حدث أن تزوجت أخاه ؟
وأخذت نوره تحدث أماني بالقصة التي أخبرتها بها هند ولم يلاحظن مرور الوقت إلا بعد فترة عندما دخلت الأم تستدعي نوره للذهاب إلى أهل خليفة وبان التوتر على نوره فهي بعد لحظات سترى أهل خليفة وسيصبح كل شيء رسمي قالت أماني:
- هيا يا نوره ابتهجي قليلا واصرعيهن بجمالك .
ضحكت نوره على الذي قالته أختها وذهبت إلى المجلس حيث جلسن وما أن دخلت حتى شاهدت ثلاثة أزواج من الأعين تصوب نحوها وارتبكت قالت الأم :
- هذه ابنتي نوره .
وقالت أكبرهن سنا :
- باسم الله ما شاء الله تعالي يا ابنتي واجلسي بجانبي.
وهي تشير إلى جانبها تقدمت نوره إلى حيث أشارت المرأة وجلست وبعد ذلك قالت الأم :
- بإذنكن لحظه.
وخرجت من الغرفة قالت نوره في نفسها لا تخرجي يا أمي وإلا خرجت خلفك وفيما هي تفكر كذلك قالت لها أخت خليفة:
- أنا هدى وهذه منى زوجت عبد الله أخي الأكبر وطبعا عرفت أمي .
- أجل تشرفت بالتعرف إليكن .
- وأنا كذلك.. إن خليفة لا يعرف أن يصف .
- لماذا ؟
- أنت أجمل مما تخيلتك.
احمر وجه نوره لما قالته هدى وأنزلت وجهها فقالت والدة خليفة :
- انظري ما فعلت يا هدى لقد خجلت الفتاة من قولك.
أرادت هدى التحدث ولكن سبقتها منى بالقول :
- إن خليفة محظوظ بالزواج منك .
وفي تلك اللحظة دخلت الأم ومعها أماني وتعرفت إليهن وأخذن يتحدثن إلى انتهاء العشاء وبعد ذلك اتصل عبد الله زوج منى على الهاتف النقال ليبلغهن أن كل شيء جرى على خير وكذلك حدد كل شيء حتى موعد الزواج وما أن أقفلت منى الخط حتى أخذن يباركن نوره ويتمنين السعادة لها ولخليفة .
وبعد ذهابهن بفترة جاءت أماني إلى نوره وهي تحدثها وتبارك لها فقالت نوره :
- إنهن نسوه رائعات جميعهن هدى مرحة ودائمة الابتسام وأمها رائعة عطوف وحنون ومنى .. أتسائل لِمَ لم يتزوج منها خليفة؟
- هذا سؤال !.. بالتأكيد لأنه لم يحبها وبعد ذلك شاهدك وأحبك . هل تعرفين لقد حدد عقد القران بعد أسبوعين وستذهبين مع خليفة وأخته هدى لتختاروا الدبلة يوم الأربعاء.
- لا تقولي ذلك .
- نعم عمي حدد كل شيء لينتهي من ذلك وبسرعة.
- هل يكرهني لهذا الحد؟
- أنت تعلمين أته لا يكرهك . ولكن كل الذي يريده هو ستر بنات أخيه وهاهو سيستر واحدة وينتظر انتهاء الأخرى من الدراسة ليزوجها لولده.
- ضحكت نوره عندما تحدثت أختها هكذا وبعد ذلك ذهبت لتستحم وتنام .
***
وفي منزل خليفة جاء ليسأل والدته عن رأيها بنوره سكتت الأم فتره فقال خليفة وهو قلق:
- لا تقولي أنها لم تعجبك ؟
- إنها متوسطة الجمال ولم أكن أتوقعها هكذا ماذا جرى لذوقك ؟
بان القلق على وجه خليفة وكذلك الحزن لعدم إعجاب أمه بنوره فبادرته هدى بالقول :
- إنها رائعة يا خليفة وأمي معجبة بها كثيرا ولا تغتر بما تقوله .
نظر خليفة إلى أمه فقالت الأخيرة وهي تبتسم:
- نعم إنها رائعة يا خليفة لقد تحسن ذوقك كثيرا .
ضحك خليفة واحتضن أمه بشدة
***
جاء يوم السبت وحضرت هند وهي تهنئ نوره على الخطوبة وتقول :
- ألف مبروك يا نوره أنت تستحقين الأفضل .
- شكرا لك يا هند .
- ماذا حدث للقلق؟
- إنه موجود .
دخل خليفة إلى القسم وهو مبتسم فبادرته نوره بابتسامه خجله فقالت هند وهي توجه الكلام إلى خليفة:
- ألف مبروك يا خليفة .متى عقد القران ؟
- الخميس بعد القادم .
- بهذه السرعة .
ضحك خليفة وهو ينظر إلى نوره.
- نعم
- لا تنسوني.
- لا أنت أول المدعوين يا هند لا تنسي الخميس بعد القادم في منزل نوره .
- بالتأكيد سأحظر قبل ذلك بيوم .
ضحكت نوره وكذلك خليفة وهو يجيب:
- إذا أتيت قبل ذلك لن تدخلي إلى المنزل فأنا أول شخص يجب أن يدخل وليس أنت .
ضحكت هند فيما أنزلت نوره وجهها خجلا وذهب خليفة من المكتب وهو يضحك وقالت هند بعد فترة:
- إنكما فعلا زوج رائع .. هل تعلمين شاهدت وكالت رويتر تمر من هنا .. وأنا أراهن على أن الجميع سيعلم بالخطبة وكذلك سترين مجموعة من الموظفات يمرن من المكتب بغية النظر إلى نوره التي استولت على الأعزب الأول هنا.
- لا تقولي ذلك.
- نعم.. ألم تعرفي هذا اللقب؟
- لا.. ولكني عرفت لم يلقب هكذا.
ولم تمر ساعة على هذا الحديث إلا وكانت مجموعة من الموظفات يمشين أمام القسم وهن ينظرن إلى الداخل وكانت إحداهن غاضبه فدخلت إلى القسم وهي تقول :
- من منكن هند؟
- أنا نعم ماذا تريدين؟
توجهت الموظفة إلى مكتب نوره والشرر يتطاير من عينيها وقالت :
- إذا أنت نوره .
- نعم بماذا أخدمك؟
- دعي خليفة وشأنه فهو لي . أتسمعين يا ساقطة لي.؟
- عفوا .
- مهذبة أيضا ..سمعتي ما قلت ساقطة.
وفي تلك اللحظة وقفت هند وأغلقت باب القسم لكي لا يستمع أحد إلى هذا الكلام وقالت والشرر يتطاير من عينيها:
- أنت أين تظنين نفسك ؟ ..اسمعي إن لم تخرجي الآن كتبت فيك تقرير وأوصلته الآن إلى المدير وكل الذي قلته مسجل فيه.
- لا يهمني .
- سنرى من سيهمك أكثر كرامتك أم ..
وعند ذلك تقدمت هند إلى الموظفة وهي تسحبها إلى خارج القسم إلى غرفة المدير .
وقفت نوره وهي مشدوه مما حدث فأغلقت باب القسم وهي تكاد لا تصدق ما حدث وبعد فترة بسيطة جاءة سكرتيرة المدير إليها وهي تسألها مستغربه:
- ما الذي حدث جاءت هند إلى المدير وهي تجر ورائها ليلى والآن المدير يريد حضورك إلى مكتبه في الحال وكذلك المحقق القانوني ماذا حدث ؟
- لا شيء جاءة ليلى وشتمتني .
- فقط هكذا وبدون سبب تشتمك.
- أعتقد بسبب خطبتي لخليفة .
- يا إلهي خليفة خطبك .. ألف مبروك أعتقد انك ستواجهين شيء أكبر من هذا فتقريبا ثلث الموظفات معجبات به .
ذهبت نوره إلى المدير بعد أن أغلقت القسم وما أن دخلت حتى شاهدت هند وهي في أوج غضبها وليلى جالسة وهي تحاول ضبط أعصابها وما أن شاهدها المدير تدخل إلى المكتب حتى بادرها بالسؤال:
- نوره هل تخبريني ماذا حدث في المكتب؟
أخبرته نوره بكل شيء وبعد أن استمع إلى أقوالها وأقوال هند أمر بذهابهما إلى المكتب بعد أن قام بتهنئتها على الخطوبة.
وما أن دخلتا إلى المكتب حتى قالت هند :
- يا لوقاحتها كنت سأضربها لو كنت مكانك .
- الحمد لله أنك لم تكوني بمكاني .
وبعد ذلك دخل خليفة وهو ينظر إلى نوره ونظرت الاعتذار ظاهرة عليه فقالت هند :
- هل علمت بما فعلت ليلى الحمقاء؟
- أجل وأنا آسف يا نوره مما بدر منها .
فردت نوره وبان التعاطف على وجهها على تلك الفتاة المسماة ليلى:
- لا عليك فلم يحدث شيء .
ردت هند وهي غاضبة من رد نوره المتساهل المسامح:
- لم يحدث شيء.. خليفة لقد نعتت ليلى الحمقاء نوره بالساقطة وهي تقول لم يحدث شيء لو كنت مكانها لعملت تحقيق لها في النيابة وليس هنا فقط.
نظر خليفة إلى نوره وهو يقول :
- لم أعلم بأنها قالت ذلك أنا آسف يا نوره من كل الذي حدث.
- لا عليك لم يحدث شيء.
رد وقد بان الغضب على وجهه:
- لم يحدث شيء .. لا حدث والذي حدث أمر لا يسكت عنه لذلك لن أجعلك تتنازلين عن حقك .
ردت نوره:
- بلى سأتنازل فهي كانت غاضبة هذا عدى ..
وسكتت نوره .
- عدى ماذا يا نوره ؟
- هي تحبك وقد صدمت مما حدث فأنا لا ألومها على شيء.
بان الاستغراب على وجهه وهو يقول :
- وهل ستسامحين كل اللاتي أحببني إذا جئن ليشتمنك.
- فقط هذه ولتكون عبرة لهن.
خرج خليفة من المكتب وما أن خرج حتى قالت هند :
- لن تسكت عن حقك يا نوره؟
- بلا فأنا أتعاطف معها.
- لا لن تدعيها تذهب هكذا دون اعتذار وأمام الجميع .
- لا أريد أن أذلها.. وكذلك هي ذلت بما فيه الكفاية وسأذهب الآن للمدير لأبلغه عن تنازلي عن حقي.
سكتت هند وهي تنظر إلى صديقتها تتجه إلى مكتب المدير وما أن دخلت على المدير شاهدت خليفة جالس مع المدير فقالت :
- إذا سمحت يا مدير أريد أن أتنازل عن حقي في قضية اليوم لا أريد أن تواجه ليلى التحقيق بسببي.
رد خليفة:
- ولكن يا نوره.
- بدون لكن يا خليفة هي أخطأت نعم.. ولكنها كانت غاضبه والغاضب يقول أي شيء وقت غضبة .
- حسنا سنلغي التحقيق ويجب أن تكون ليلى شاكرة لك بما فعلتِ فهي كانت ستواجه الطرد من العمل إذا لم تستغني عن حقك.
ووجه المدير كلامه إلى خليفة :
- زوجتك إنسانة رائعة يا خليفة إنها درة.
- أعرف هذا .
وأخذ ينظر إليها استأذنت نوره من المدير وخرجت من المكتب وهي تسمع ضحك المدير .
وما أن عادت نوره إلى المكتب حتى سمعت هند تقول للسكرتيرة التي كانت متواجدة في القسم :
- إن نوره ستسامح ليلى على خطئها لو كنت مكانها لما سامحتها أبدا .
وعند ذلك دخلت نوره إلى المكتب وهي تنظر إلى هند وتقول :
- العفو عند المقدرة يا هند ..
- أعرف هذا ولكن ليس في هذه الحالة .
- بالذات هذه الحالة يا هند .
- حسنا دعينا منها .
- أجل .
عند ذلك قالت السكرتيرة لنوره :
- لقد أتيت لرؤية أحد الملفات وتصويرها .. إنها عن شركة السديم للمقاولات .
- أجل إنها هنا .. لحظات وأحضرها لك .
وما أن جاءت بالملف حتى خرجت السكرتيرة من المكتب فقالت هند :
- أراهن على أنها ستذهب لليلى لتبلغها بما أستجد.
- دعك من هذا .
- ليلى فتاة يتيمه تعيش مع عمها الضرير وتهتم بأبنائه الخمسة .. ولكن ما الذي حدث لها اليوم .. لا أفهم .
- ربما تحب .
- أجل وليس ربما .
- دعينا من ذلك يا هند .
- نعم.. أخبريني متى ستذهبين لاختيار الدبل؟
- يوم الأربعاء مع هدى .
- من هدى ؟
- أخت خليفة وكذلك مع خليفة .
- أول مرة تركبين معه . أليس كذلك ؟ وستجلسين في الخلف .
- نعم .
- إذا انتهزي الفرصة وانظري إليه جيدا .
- ماذا تقولين ؟
- وإذا نظرت جيدا فربما ترين عين تراقبك في كل حركة تقومين بها.
- ماذا؟ عين من ؟
- ومن تظنين عين هدى!.. لا طبعا عين خليفة ومن خلال المرآة التي أمامه .. آه أتذكر عندما ذهبت مع أمي وأم جاسم لاختيار الدبلة فقد كان جاسم هو الذي أوصلنا إلى السوق أخذ ينظر إلي عبر المرآة والتقت نظراتنا وأحسست أننا وحدنا في السيارة ورغم أن تلك اللحظات كانت ثواني إلا أنها كانت كالدهر .
سكتت نوره ولم تعلق على كلام هند وعند انتهاء الدوام خرجت نوره وهند من المبنى إلى موقف السيارات حيث شاهدتا خليفة فلوح لهما مودعا .
وفي اليوم التالي ولدى دخولها إلى المكتب شاهدت نوره ليلى تنتظرها وما أن رأت ليلى نوره حتى تقدمت الأولى من نوره وأخذت نوره تحدث نفسها ماذا سيحدث الآن .ظهر على وجه ليلى التردد والأسف
- نوره أود التحدث إليك .
- نعم ليلى ماذا هناك ؟
- ليس هنا .
وهي تشير إلى المكتب .
- حسنا بقي على بدء الدوام ربع ساعة فبإمكاننا التحدث ..
- لا أعتقد أن هذا الوقت يكفي .
- إذا ما رأيك بعد الدوام ؟
- أجل.. في المطعم المجاور من هنا .
- حسنا .
وذهبت ليلى وقبل نهاية الدوام اتصلت نوره بأمها لتخبرها عن تأخرها على الغداء وبعد ذلك توجهت نوره إلى مكتب ليلى والذي كان يقع بعد مكتب المدير فشاهدت خليفة جالس على مكتبه يعمل ولدى وصولها إلى مكتب ليلى قامت ليلى من على مكتبها وذهبت إلى حيث نوره وذهبتا إلى الخارج ومرتا بالقرب من مكتب خليفة الذي لاحظهما هذه المرة وظهر التعجب على ملامحه وما أن جلست نوره في المطعم حتى قالت ليلى :
- في البداية أريد أن أعتذر عما بدر مني .
- لا داعي للإعتذر.
- لقد أخطأت بحقك لا أريدك أن تعتقدي بأني هكذا ولكن الذي حدث..
قاطعتها نوره وهي لا تريد الاسترسال في ذلك الحدث
- لا أريد معرفة شيء ليلى ..
- ولكني أريد التحدث عن الأمر هذا يخفف عني الكثير .
لاحظت نوره البؤس والأسى على وجه ليلى لذلك قالت لها:
- تكلمي يا ليلى كلي آذان صاغيه .
أخذت ليلى تنظر إليها فتره وبعد ذلك قالت :
- أنت فتاة رائعة يا نوره خليفة محظوظ بك .
ردت عليها نوره وقد اصطبغ وجهها بحمرة :
- دعك من هذا يا ليلى .
- أقول الحقيقة .. حسنا الذي حدث ..كنت جالسة في المكتب أعمل
فأخبرتني إحدى الموظفات أن خليفة قد خطب.. صدمت في البداية وبعد أن قيل لي أنها تعمل معنا في قسمك عرفت الاسم فتوجهت إليك وكلي غضبا مما حدث.
- لماذا ؟
- لا أعرف .
- هل لمح لك خليفة بشيء ؟
- لا لم يلمح لي بشيء فقد خيالي الخصب جعلني أعتقد أنه يكن شيء لي وأعتقد أنني أبادله نفس الشعور لا أعرف كيف تصرفت هكذا معك .
- لا عليك .
- لا.. يجب أن لا تسامحيني .
- لقد سامحتك يا ليلى على كل شيء فلا تحزني على ذلك الذي الحدث.
وبعد ذلك طلبت ليلى ونوره الغداء وأخذتا تتحدثان وكأنهما أصدقاء من مدة طويلة وبعد مدة عرفت نوره أن ليلى فتاه يتيمة الوالدين قام عمها برعايتها ولكن مع مرور السنين أصبح عمها ضريرا وما أن أنهت دراستها في الثانوية التحقت بالعمل و لإعالة عمها وأطفاله .
وما أن عادت إلى المنزل حتى أخبرتها والدتها أن خليفة اتصل بها مرتين فقالت نوره :
- ماذا كان يريد ؟
- لا أعلم.
وبعد مرور ساعة حضرت والدتها إليها لتخبرها بأن خليفة يريد التحدث إليها فقالت نوره :
- أمي لا أعرف ما أقول له .
- لا تهتمي سيأتي الحديث ما أن ترفعي السماعة .
- ولكن..
- لا لكن ولا شيء هيا اذهبي ..
ذهبت نوره إلى الهاتف وبعد تردد طويل قامت برفع السماعة إلى أذنها دون أن ترد أو تنطق بكلمه وبعد تردد قالت :
- نعم .
- نوره ..
- معك نوره .
- كيف حالك ؟
- بخير . وأنت كيف حالك ؟
- بخير أردت أن أسألك هل من الممكن أن نذهب غدا إلى السوق ؟
- لماذا غدا ؟
- لأن هدى ستهتم بخليفة الصغير يوم الأربعاء.
- نعم ولكن لماذا غدا؟ وليس يوم الثلاثاء.
- لقد فكرت أن نقدم الموعد لكي نأخذ وقتنا في الاختيار وإذا لم يعجبك شيء غدا.. نذهب يوم الثلاثاء.
قالت في نفسها تريد أن يصبح اللقاء يومين بدل يوم لا.. وردت تقول:
- لكني أعتقد أن يوم الثلاثاء يوم مناسب وذوقي سهل الإرضاء فلا تقلق.
سكت خليفة فترة ثم رد:
- حسنا يوم الثلاثاء إذا.
- نعم.
- على فكرة شاهدتك تخرجين مع ليلى اليوم فما الذي حدث؟
- لا شيء فقد ذهبت معها إلى مطعم للغداء وأخذنا بالتحدث لفترة.
- حسنا.. آه.
- هل يوجد أمر آخر.
- نعم أمي وأختي تسلمان عليك.
- الله يسلمهن . هل تخبرهم بأني أسلم عليهن أيضا؟
- بالتأكيد . هل تعرفين إن صوتك في الهاتف عذب وجميل؟
ارتبكت قليلا وبعد ذلك قالت:
- شكرا!
- حسنا بلغي تحياتي لأمك وأختك.
- بالتأكيد.
- إلى اللقاء .. سأشتاق إليك.
أُحرجت نوره من قوله.
- إلى اللقاء.
وما أن أغلقت الهاتف حتى جاءت أماني وهي تسأل :
- كيف جرت المكالمة الأولى.
- جيد على ما أعتقد.
- أرى أنه قال شيء جعلك تحمرين هكذا.. هيا أخبريني بما قال لك؟
- لا شيء هيا دعينا من كل هذا.
- لن أدعك هيا أنا أختك قولي لي.
- لقد قال أن صوتي جميل على الهاتف.
- أعرف ذلك ألم أخبرك من قبل أن صوتك على الهاتف يبدو مغريا وأنثوي.
- أماني كفي.
- حسنا وماذا بعد؟
- لا شيء.
- هيا..
- حسنا وقال أنه سيشتاق لي.
- واو.. إنه عاشق ولهان ارحميه يا نوره بنظره وبسمه وقبله .
- اخرجي من هنا حالا.. أمي.
- حسنا سأخرج وسأشتاق لك.
وعند ذلك قامت نوره ورمت عليها الوسادة ولكن أماني خرجت من الغرفة قبل أن تصاب.
إلى اللقاء في الجزء الثالث<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/rock.gif" border=0><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/rock.gif" border=0><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/rock.gif" border=0></font>
مواقع النشر (المفضلة)