<font color='#996699'><FONT color=#996699><FONT color=#996699>
<P align=center>
<FONT size=4>بدأ بتوديع طفلته الصغيرة التي لم تتجاوز السابعة من عمرها بعد
احتضنها و وعدها أن سفره لن يطول .. و انه سيرجع لها بهدايا كثيــرة
طبع على جبينها قبلة الوداع ثم اتّجه الى الصالة بعيون دامعة و
هو يجر ثوب ألم الوداع معه ..
رأى أن هناك من تقف على عتبة باب الصالة تلك
<FONT color=#666699>انها زوجتــــــه .. التي اشتهرت بجمالها و أخلاقها العالية .. كانت كالبلسم له
عند تعبه و ألمه ..
</FONT>لم تجرؤ على رفع رأسها .. لم تجرؤ أن تتقابل نظراتهمـــــا .. نظرات الرحيل
لم يتحمل هو منظرها . . ساقته رجلية اليها .. و لم تعد للدمعة مكان في المـُقل
رفع رأسها بيديه و قال لها بصوت حزين .. :: <FONT color=#666699>لا تحزني يا حبيبتي .. فأنا راجع اليك باذن الله
اعتني بنفسك جيداً .. و بإبنتنا .. انظري في عيني .؟. تكلمي .؟.</FONT> ::
لم تستطع الا طبع قبلة على عينيه ... و قالت بصوت متقطع ::<FONT color=#666699> حفظك الله و أرجعك سالماً</FONT> ::
::::::<FONT color=#666699>:::::::::::::::</FONT>::::::::
ها هو يرحـــــــــل .. ليوفر حياة كريمة له و لعائلته
بعد أن فقد الأمل في العثور على وظيفة جيدة في دولته .. فوظيفته ضاعت من يديه
بسبب قضية ملفــّقــة ...
:::::::<FONT color=#666699>::::::::::::::</FONT>:::::::
يصل الى المطار .. يتجه لختم جوازه فهي القوانين ..
و تبدأ من هنـــــا ::<FONT color=#666699> سلسة الألم !!</FONT> ::
ذاك الموظف الذي لا يعرف من المسؤولية الا استلام الراتب في نهاية الشهر
يبدوا أن اليوم ليس باليوم المزدحم .. و أن وقت الفراغ يقتله
ليبدأ بالتهريج على ذلك <FONT color=#666699>الإنـــــــســــــ ــــــــــــان
</FONT>
و يبدأ هنا الشعور بطعم المهانة .. لكن هو لا يستطيع الكلام ..
لأن مجرد حروف تخرج من شفاهه قد تـُدّمـر أسرته
بدأ ::<FONT color=#990000> مشوار الألم ... المقترن بالصمت المقيــــــــــت !</FONT> ::
:::::<FONT color=#666699>:::::::::::::::</FONT>::::::
بعد أن قضى ساعااااات في المطار .. اتّجه الى المكتب الذي أوصله
للمكان حيث يـُفترض أن يعمل فيه ..
عمله سيكون كسائق لتلك العائلة ..
ألقوا عليه الأوامر .. و أعلموه بكل ما يحتاج معرفته عن عمله و عيشه معهم
أول رحلة كانت لولدهم الذي مازال يدرس في الثانوية ..
خرج مع ( شلـة الأنس ) .. فيكلمه صديقه و يسأله عن السائق الجديد
فيرد عليه :: <FONT color=#666699>ممم والله الظاهر انه غبي .. و لا يعرف الله وين حاطه .. ياخوي خله ينقلع زين</FONT>::
قال تلك الكلمات متناسي أن هذا السائق يعرف العربية ..
جـُرح لكنه مازال صامتـاً ... قام برفع صوت المسجل في السيارة
انزعج السائق و لم يعرف كيف يكمل مسيره بانتباه .. فقام باخفاضه قليلاً
جن جنون الصبي .. و قام بالصراخ عليه ::<FONT color=#666699> هييييييييييييييي انت .. كيف تتجرأ و تعصي أمري
ما تشوف اني مالك السيارة و أسوي فيها اللي أبي .. ما قد تعلمت الاحترام !! و أصول الأدب !!
صدق انك ............... و ......... و............ ما عليه أنا بوريك يا ال.......</FONT> ::
ها هو السائق يخفض رأسه .. و لا يتذكر الا تلك الشخصية المحترمه في بلدته
و كيف هنا تداس كرامته
<FONT color=#666699>يرجع للبيت .. ليرى أن الأب في صف ولده وقف .. و تكلم معه بهمجية و تعصب
</FONT>و عندما لم يتحمل ذلك <U>الإنـــــــــــســـــــ ــــان</U> كل تلك الاهانات .. رد عليه ليتلقى صفعة
<FONT color=#666699>ذكرته بزوجته .. ذكرته بأناملها و رقتها على وجهه ... ذكرته أنه اذا أراد
أن يوفر حياة كريمة لعائلته .. عليه أن يـــــُـذّل ..<FONT color=#990000> و يــــــُذّل</FONT> ...... و يــــــــُذّل !!
</FONT>
::::::::<FONT color=#666699>:::::::::::::::</FONT>::::::::::
:: <FONT color=#990000>فلنفكر قليلاً أن الذين يعملون تحت أيدينا بـــــــــشـــــــــر
فلنتذكر .. أن لهم أحاسيس و مشاعر كالتي نحملها
فلنعلم أنهم يغضبون و يحزنون و يخطئون مثلنـــــا تماماً</FONT> ::</FONT></P></FONT></FONT></font>
مواقع النشر (المفضلة)