<font color='#000000'><FONT color=#000000>
<P align=center>عدنا الى موضوع البلوش، والآن سأتطرق الى أنواع البلوش، أو بالتفصيل البلوش الاصيلين والبلوش اللابلوش( هم الذين تشبهوا بالبلوش،أو الذين أستخدموا اسم البلوش لنيل مطالبهم، كالجنسية مثلا في أي دولة خليجية).

</P>
<P class=MsoNormal style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; TEXT-ALIGN: justify"><B><SPAN lang=AR-SA dir=rtl style="COLOR: black; FONT-FAMILY: Arial">أن البلوش ينقسمون ثلاثة أقسام . البلوش الأصليون والبلوش التابعون كالعبيد وأمثالهم والبلوش الدخلاء . ( إن البلوش الأصلاء هم البلوش المعروفون . والقسم الثاني هم الذين عاشوا مع البلوش في كل صنوف الحياة وأدوارها . والقسم الثالث هم ( الدخلاء ) الذين لبسوا لبس البلوش وتشبهوا بهم . وتكلموا لسانهم وقلدوهم في سبل العيش . وأطر المجتمع وسكنوا في ظلهم بعد إستيلاء البلوش على هذه الأرض . فأصبحوا بلوشاًَ بالإدعاء . وإذا سافر أحد منهم الى الخارج فإنه يعرف نفسه كبلوشي من البلوش . وقال إن هؤلاء الدخلاء المتعلقين بالبلوش قد إدعوا النسبة البلوشية أما لأن أكثرهم قد نسي أصله وقومه . وإما لأنهم يتعمدون إخفاء أصولهم ولا يريدون الإعلان عنها . ولوعورة بلوشستان وللفواصل البعيدة بين قبائل هذا الإقليم وأطرافه وأقطاره المترامية المجزأه . وللقحط والجدب والجفاف الدائم . فلقد صعب الوصول الى قلب بلوشستان . وإمتنع على الباحثين والمؤرخين والسياح ومخططي الحدود الجغرافية التجول في هذه البلاد والإطلاع على قبائلها المقسومة . بين إيران وبين حكومة الهند البريطانية . وذلك إما لمشقة العناء ومكابدة التعب وخشية الموت من الجوع والظمأ . أو خوفاًَ من القبائل المتحاربة الهائجة . ولهذا السبب لم يتمكن المؤلفون الأوربيون من الجوسان خلال الديار البلوشية ولم يسهل عليهم النفاذ الى المحيط القبلي الأساس في مكران . ثم إن من العسير على الغربيين الإستعماريين المتذرعين بالمسيحية من الإرساليات التبشيرية أن يتوغلوا في وديان بلوشستان وجبالها وصحارها بحجة البحث والتأليف في أنساب القبائل البلوشية . فإن دين الإسلام هو كنه الوجود في عقل الرجل البلوشي وفي قلبه . والمثل الإسلامية العليا . هي نزعة القوة والحياة في طبيعة القبيلة العربية . فلم يجد المبشرون المسيحيون . ورسل الإستعمار الغربي أية قدرة لبناء كنيسة لهم في بلوشستان لإتخاذها وكراًَ للدسائس الإنجليزية ووسيلة للعمل الإستعماري . ونتيجة لهذا فإن أكثر الكتاب الغربيين قد كتبوا عن بلوشستان من بعيد . وأريد أن أقول مؤكداًَ إن جميع الإيردات المتناقضة والأقوال المتباينة التي ينفي بعضها بعضاًَ في هذا الكتاب وفي غيره والتي فسحت المجال أمام أعداء البلوش في التخرص الكثير والحدس والشك في أصل البلوش هو وجود السكان الهنود وعبيد البلوش والأجناس الأخرى ( والجميع مسلمون ) التي تقطن بلوشستان وتقيم بين البلوش ويحسب إنها بلوشية في ديانتها ولباسها وطرق حياتها لكنها ليس من قبائل البلوش في الأصل والإنتماء . وهي محض فئات أخرى من المسلمين متآخية في المجتمع البلوشي . فمحور الجدل في أصل البلوش وعلة الأخذ والرد . وسبب الكلام الكثير المتعارض هو هذه الطوائف من الناس . والمؤرخون البلوش الذين قرأت كتبهم . وإطلعت على أقوالهم في الدفاع عن أصولهم وأنسابهم يبذلون كل طاقاتهم . ويعرضون كل ما لديهم من البراهين والأدلة في مناقشة المخالفين لهم من الكتاب الإيرانيين ومن بعض المستشرقين بدون أن ينتبهوا الى كون السبب الأول للريب وكثرة الأقاويل في أصل البلوش هو إمتلاء بلوشستان بأقوام ليست من أرومات القبائل البلوشية . فتحمس الكتاب البلوش بعواطف ملتهبة يردون على خصومهم ويتكلفون المدافعة والإستنباطات فلم يفردوا فصولاًَ معينة لفرز الأقوام الغير البلوشية وتفصيل القول في أماكنهما وأعدادها أو تشخيص مواقعها وبيان نسبتها من البلوش الأصليين . فأدى ذلك الى إختلاط الأمور وتشابكها وتداخل الأسماء فلم يكن في قدرة الباحث الذي لم يدخل بلوشستان ولم يشاهد الواقع بعينة أن يميز بين البلوش وبين غيرهم . إلا بعد الجهد والإتصالات والمشاهدات والنظر في نسب كل قبيلة من القبائل . هذه من دعامات الفهم الشامل لتاريخ بلوشستان ولمعة من الفكر لتوضيح الفروق الحاصلة في هذا الإقليم بين البلوش المتوجهين الى العرب بكل حواسهم وذكريات أجدادهم وبين الأقوام التي لم تدخل في الجدول القبلي . وكما قلنا سابقاًَ إن الذين ينفون نسب العرب عن أجدادهم في بلوشستان من هؤلاء الذين يتمثلون أقوال الكتاب الإيرانيين ويستغربون حماس القبائل البلوشية للأصل العربي . فإنهم حقاًَ ليسوا من العرب وهم صادقون في دعاواهم لأنهم خليط من أقوام أخرى وخارجون من حيز التكوين القبلي البلوشي.</SPAN></B></P>
<P align=center>&nbsp;
في انتظار ردودكم،
الباحث القطري</P></FONT></font>