<font color='#000000'>السلام عليكم
شكرا لكم جميعا
الله يسلّمكم و يسعدكم
............
بعد أن توطّدت العلاقة بيني و بين عائلة مجد ، و ( غصبا علي ) أصبحت أتناول وجبة الغداء مرة في الأسبوع في بيتهم ... و تلاشى جزء كبير من الخجل الذي كان يحيط بي أثناء وجودي معهم ، بعد كل هذا ، اقترح مجد ذات مرّة أن نذهب سوية ، أنا و هو و عائلته الكريمة ، في نزهة طويلة إلى البلدة المجاورة !
" البلدة المجاورة مرّة وحدة ! "
" نعم حبيبتي ! الجميع متحمّس للفكرة ! هيّا وافقي "
( مجدوه ! مو كأنّك زوّدتها شوي ؟؟ تبيني ( أسافر ) معاكم و إحنا لسّه مخطوبين !؟ )
" لا أدري يا عزيزي و لكن .... ربّما لا يسمح أبي بذلك ! "
( وشو اللي أبوك ؟ حلوة ذي ! الحين أنا ولي أمرك و إلا أبوك ؟؟ زوجتي و أبي آخذها معي و مع أهلي في رحلة للبلدة المجاورة نغيّر جو ! فيها شي ذي ؟؟ يالله عاد لميوه لا تفشليني قدّام أهلي ! قلت لهم أكيد بتوافق و تنبسط ! )
" و لماذا لا يسمح يا عزيزتي ؟ المسافة ليست بعيدة و لا تعتبر سفرا !
و حتى لو كان سفرا ... ما المانع ؟ أنت ِ زوجتي ! "
( لا و الله ؟ أدري إني زوجتك ! معلومة قديمة ! ... بس ... ؟؟ عاد خلني أفكّر شوي ... ! )
كنت ُ مترددة !
لم استطع طرح الفكرة على أمّي إلا بعد ساعات !
و مباشرة سألتني أمّي :
" من سيذهب معكما ؟ "
و هي تنظر إلي ّ باهتمام ، و ربما استنكار أيضا !
قلت ُ بسرعة :
" الجميع ! أفراد عائلته جميعا حتى شقيقاته المتزوجات مع أزواجهن ! "
و يبدو أن ذلك طمأن أمي بعض الشيء ... و إن أبقاها في رذاذ من التردد !
أما والدي :
" الله وياكم ! "
( يا حليله أبوي ! و الله يجنن ! عاد أنا ما سمعت هالكلمتين إلا و طيراااان للتلفون ! )
" مجدي عزيزي ... اعملوا حسابي معكم ! "
" حقا حبيبتي ؟؟ يــــــاهوووو .... ستكون رحلة مدهشة ! "
" ( أقول مجدوه ... فيه مكان يكفّي لي في السيارة ؟؟ ) "
" ( و لووو غناتي .... إذا ما فيه مكان أشيلك بحضني ! ) "
" ( يالله عاااد ! ترى أغيّر رايي ! ) "
" ( هاهاها ... أحبّك و أنت معصبة ! ) "
لو سمحتوا ...
بقيّة المكالمة ما لكم شغل فيها !
و بعد صلاة الظهر من اليوم التالي ، كنت ُ عند الباب في انتظار ( هرن ) السيارة ... فيما والدتي تراقبني !
أظنّها لا تزال قلقة !
رن هاتفي المحمول :
" أهلا مجد "
" أهلا حياتي . هيا تعالي "
" حسنا ... أأأ مجد ... أمتأكّد أن السيارة تتسع لي ؟؟ "
" طبعا حبيبتي ! "
في الحقيقة كنت أود أن أعرف ... أين جلست والدة مجد !
و حين خرجت ُ من المنزل و رأيت السيارة مقبلة و المقعد المجاور لمجد شاغرا انفجرت أساريري !
( إيه ! أنا أبي أجلس جنب خطيبي ! هذا الكرسي محجوز لي ... فاهمين ؟؟ )
و انطلقنا على بركة الله !
المشوار كان طويلا نسبيا إلا أنه انقضى في الحديث و الضحك و أكل المقرمشات !
( ترى نحن شعب لا نأكل حتى نجوع ، و إذا أكلنا لا نشبع ! و لو تلاحظون فإن أي أحد من شعبنا بيطلع أي رحلة فأوّل شي يفكّر فيه : الطعام ! الأكل ورانا ورانا وين ما رحنا ! حتى بالسيارة ! .... تدرون ليش ؟ لأنه جزء من حياتنا الاجتماعية ! )
و كان أوّل مكان توقّفنا فيه هو : المطعم !
( و الله الحكي ما يفيد ! )
اختار مجدي مطعما راقيا في البلدة و توزّعنا على مقصوراته بحيث بقينا أنا و مجد و اثنتين من شقيقاته حول مائدة واحدة !
الجميع كان غاية في السرور ... طلبنا أطباقا عديدة و استمتعنا بوجبات شهية ....
( و مجدوه ما يخلّي ! توني باقول بسم الله إلا و هو طاير بالشوكة لفمّي يبي يأكّلني قطعة جزر من السلطة ! و الله فشلت قدّام أخواته ! بس تدرون ... انبسطت !
و ردّيت له بقطعة خيار من نفس الطبق !
خلنا ندلّع هالرجال شوي قدّام أخواته عشان يستانس ! و بعدين حتّى أخواته ينبسطون لا شافوا العروس اللي اختاروها لأخوهم تدلله و تحبّه ! مو صح ...؟؟ )
دفع مجد بعد ذلك فاتورة ( باهضة ) !
و بعد فراغنا من الطعام لجأنا إلى دورات المياه ... و من ثم انطلقنا بالسيارات نجوب شوارع البلدة و نخطط للمحطّة التالية !
من حقيبة يدي استخرجت ُ زجاجة عطري الصغيرة ، و رششت بعضه في السيارة ، و على راحتي مجد ( و على فكرة مجدوه يمووت على ريحة عطري هذا بالذات ! و من يشوفه قال : رشّي لي شوي ! أنا مالي شغل ... ! أرش له و هو ينبسط !
و بعدين معاه حق ...
فرق بين عطوراتي و عطوراته ... و الله أموت و أعرف هذولا الرجال وش يعجبهم في ريحة عطوراتهم ؟؟ أصلا كلّها مثل بعض ! )
بعدما رششت ُ العطر في يدي أخذت أفكركهما ببعضهما البعض ...
و فجأة ... انتبهت لشيء خطير !
" الدبلة ! أوووه مجد ! لقد تركت ُ دبلتي في دورة المياة ... في المطعم ! "
كم شعرت بالغيظ من نفسي آنذاك ... !
كنت أريد للسيارة أن ( تطير ) بأقصى سرعة عائدة إلى ذلك المطعم ...
يا رب ... احفظها لي في مكانها ... يا رب !
إنها ليست مجرّد طوق ذهبي ماسي أحاط بإصبعي منذ زمن ...
إنها ...
إنها ...
ليتكم تعرفون ................ ؟؟؟
" لا تقلقي . إذا ضاعت فداك أيتها الحبيبة ... "
لا يا مجد ! لا أريدها أن تضيع ...
كانت شقيقاته يرددن نفس الجملة ... ( فداك ) !
و لكن ...
و أخيرا وصلنا إلى المطعم و انطلقت كالصاروخ إلى حيث تركت ُ دبلة قلبي ... و وجدتها !
( أوووه ! أشوى ... الحمد لله ! و الله لو ضاعت ما رح أسامح نفسي أبدا ! و بعدين مجد و أخواته إش يقولون عنّي ؟؟ هذه أهم شي و ضيّعته ! مو عشانها غالية ماديا ، لكن تعرفون وش غلاها نفسيا ! ... ! )
أعدت ُ الدبلة إلى بنصري الأيمن بدلال ... و خرجت إلى مجد بارتياح و ابتسامة ألوّح بيدي إليه !
مجد ابتسم و قال :
" فداك كل شيء ! "
أثناء رحلتنا الطويلة ، قضينا فترة من الزمن عند شاطىء البحر ...
البحر هنا هو البحر هناك ... في بلدتنا ... ما أكبره ... و ما أعمقه ... و ما أجمل أمواجه المتلاطمة تحت قدمي ّ !
نظرت من حولي ، فوجدت ُ الجميع و قد ابتعدوا ... تاركين الخطيبين ، أنا و مجد ، بمفردنا عند الشاطىء نستنشق أنسامه الرائعة ....
كيف للذاكرة أن تنسى رحلة كهذه .........؟؟
>>> انتبهي لدبلتك !
و لكن ... لا تتعلقي بها كثيرا ....
فأنت ِ لا تعلمين كم من الزمن سيقدّر لها أن تعيش حول إصبعك ... قبل الفناء !
و سبحان الحي الذي لا يموت ! <<<
___</font>
مواقع النشر (المفضلة)