<font color='#000000'>السلام عليكم

شكرا لكم جميعا

الله يسلّمكم و يسعدكم



............









بعد أن توطّدت العلاقة بيني و بين عائلة مجد ، و ( غصبا علي ) أصبحت أتناول وجبة الغداء مرة في الأسبوع في بيتهم ... و تلاشى جزء كبير من الخجل الذي كان يحيط بي أثناء وجودي معهم ، بعد كل هذا ، اقترح مجد ذات مرّة أن نذهب سوية ، أنا و هو و عائلته الكريمة ، في نزهة طويلة إلى البلدة المجاورة &#33;


" البلدة المجاورة مرّة وحدة &#33; "

" نعم حبيبتي &#33; الجميع متحمّس للفكرة &#33; هيّا وافقي "


( مجدوه &#33; مو كأنّك زوّدتها شوي ؟؟ تبيني ( أسافر ) معاكم و إحنا لسّه مخطوبين &#33;؟ )


" لا أدري يا عزيزي و لكن .... ربّما لا يسمح أبي بذلك &#33; "


( وشو اللي أبوك ؟ حلوة ذي &#33; الحين أنا ولي أمرك و إلا أبوك ؟؟ زوجتي و أبي آخذها معي و مع أهلي في رحلة للبلدة المجاورة نغيّر جو &#33; فيها شي ذي ؟؟ يالله عاد لميوه لا تفشليني قدّام أهلي &#33; قلت لهم أكيد بتوافق و تنبسط &#33; )


" و لماذا لا يسمح يا عزيزتي ؟ المسافة ليست بعيدة و لا تعتبر سفرا &#33;
و حتى لو كان سفرا ... ما المانع ؟ أنت ِ زوجتي &#33; "


( لا و الله ؟ أدري إني زوجتك &#33; معلومة قديمة &#33; ... بس ... ؟؟ عاد خلني أفكّر شوي ... &#33; )





كنت ُ مترددة &#33;

لم استطع طرح الفكرة على أمّي إلا بعد ساعات &#33;

و مباشرة سألتني أمّي :


" من سيذهب معكما ؟ "


و هي تنظر إلي ّ باهتمام ، و ربما استنكار أيضا &#33;

قلت ُ بسرعة :


" الجميع &#33; أفراد عائلته جميعا حتى شقيقاته المتزوجات مع أزواجهن &#33; "


و يبدو أن ذلك طمأن أمي بعض الشيء ... و إن أبقاها في رذاذ من التردد &#33;


أما والدي :


" الله وياكم &#33; "


( يا حليله أبوي &#33; و الله يجنن &#33; عاد أنا ما سمعت هالكلمتين إلا و طيراااان للتلفون &#33; )



" مجدي عزيزي ... اعملوا حسابي معكم &#33; "

" حقا حبيبتي ؟؟ يــــــاهوووو .... ستكون رحلة مدهشة &#33; "

" ( أقول مجدوه ... فيه مكان يكفّي لي في السيارة ؟؟ ) "

" ( و لووو غناتي .... إذا ما فيه مكان أشيلك بحضني &#33; ) "

" ( يالله عاااد &#33; ترى أغيّر رايي &#33; ) "

" ( هاهاها ... أحبّك و أنت معصبة &#33; ) "








لو سمحتوا ...

بقيّة المكالمة ما لكم شغل فيها &#33;








و بعد صلاة الظهر من اليوم التالي ، كنت ُ عند الباب في انتظار ( هرن ) السيارة ... فيما والدتي تراقبني &#33;

أظنّها لا تزال قلقة &#33;




رن هاتفي المحمول :


" أهلا مجد "

" أهلا حياتي . هيا تعالي "

" حسنا ... أأأ مجد ... أمتأكّد أن السيارة تتسع لي ؟؟ "

" طبعا حبيبتي &#33; "




في الحقيقة كنت أود أن أعرف ... أين جلست والدة مجد &#33;

و حين خرجت ُ من المنزل و رأيت السيارة مقبلة و المقعد المجاور لمجد شاغرا انفجرت أساريري &#33;


( إيه &#33; أنا أبي أجلس جنب خطيبي &#33; هذا الكرسي محجوز لي ... فاهمين ؟؟ )




و انطلقنا على بركة الله &#33;

المشوار كان طويلا نسبيا إلا أنه انقضى في الحديث و الضحك و أكل المقرمشات &#33;



( ترى نحن شعب لا نأكل حتى نجوع ، و إذا أكلنا لا نشبع &#33; و لو تلاحظون فإن أي أحد من شعبنا بيطلع أي رحلة فأوّل شي يفكّر فيه : الطعام &#33; الأكل ورانا ورانا وين ما رحنا &#33; حتى بالسيارة &#33; .... تدرون ليش ؟ لأنه جزء من حياتنا الاجتماعية &#33; )




و كان أوّل مكان توقّفنا فيه هو : المطعم &#33;

( و الله الحكي ما يفيد &#33; )




اختار مجدي مطعما راقيا في البلدة و توزّعنا على مقصوراته بحيث بقينا أنا و مجد و اثنتين من شقيقاته حول مائدة واحدة &#33;


الجميع كان غاية في السرور ... طلبنا أطباقا عديدة و استمتعنا بوجبات شهية ....


( و مجدوه ما يخلّي &#33; توني باقول بسم الله إلا و هو طاير بالشوكة لفمّي يبي يأكّلني قطعة جزر من السلطة &#33; و الله فشلت قدّام أخواته &#33; بس تدرون ... انبسطت &#33;
و ردّيت له بقطعة خيار من نفس الطبق &#33;
خلنا ندلّع هالرجال شوي قدّام أخواته عشان يستانس &#33; و بعدين حتّى أخواته ينبسطون لا شافوا العروس اللي اختاروها لأخوهم تدلله و تحبّه &#33; مو صح ...؟؟ )



دفع مجد بعد ذلك فاتورة ( باهضة ) &#33;



و بعد فراغنا من الطعام لجأنا إلى دورات المياه ... و من ثم انطلقنا بالسيارات نجوب شوارع البلدة و نخطط للمحطّة التالية &#33;



من حقيبة يدي استخرجت ُ زجاجة عطري الصغيرة ، و رششت بعضه في السيارة ، و على راحتي مجد ( و على فكرة مجدوه يمووت على ريحة عطري هذا بالذات &#33; و من يشوفه قال : رشّي لي شوي &#33; أنا مالي شغل ... &#33; أرش له و هو ينبسط &#33;
و بعدين معاه حق ...
فرق بين عطوراتي و عطوراته ... و الله أموت و أعرف هذولا الرجال وش يعجبهم في ريحة عطوراتهم ؟؟ أصلا كلّها مثل بعض &#33; )


بعدما رششت ُ العطر في يدي أخذت أفكركهما ببعضهما البعض ...


و فجأة ... انتبهت لشيء خطير &#33;


" الدبلة &#33; أوووه مجد &#33; لقد تركت ُ دبلتي في دورة المياة ... في المطعم &#33; "





كم شعرت بالغيظ من نفسي آنذاك ... &#33;

كنت أريد للسيارة أن ( تطير ) بأقصى سرعة عائدة إلى ذلك المطعم ...

يا رب ... احفظها لي في مكانها ... يا رب &#33;

إنها ليست مجرّد طوق ذهبي ماسي أحاط بإصبعي منذ زمن ...

إنها ...

إنها ...

ليتكم تعرفون ................ ؟؟؟






" لا تقلقي . إذا ضاعت فداك أيتها الحبيبة ... "


لا يا مجد &#33; لا أريدها أن تضيع ...




كانت شقيقاته يرددن نفس الجملة ... ( فداك ) &#33;

و لكن ...





و أخيرا وصلنا إلى المطعم و انطلقت كالصاروخ إلى حيث تركت ُ دبلة قلبي ... و وجدتها &#33;






( أوووه &#33; أشوى ... الحمد لله &#33; و الله لو ضاعت ما رح أسامح نفسي أبدا &#33; و بعدين مجد و أخواته إش يقولون عنّي ؟؟ هذه أهم شي و ضيّعته &#33; مو عشانها غالية ماديا ، لكن تعرفون وش غلاها نفسيا &#33; ... &#33; )




أعدت ُ الدبلة إلى بنصري الأيمن بدلال ... و خرجت إلى مجد بارتياح و ابتسامة ألوّح بيدي إليه &#33;


مجد ابتسم و قال :


" فداك كل شيء &#33; "





أثناء رحلتنا الطويلة ، قضينا فترة من الزمن عند شاطىء البحر ...

البحر هنا هو البحر هناك ... في بلدتنا ... ما أكبره ... و ما أعمقه ... و ما أجمل أمواجه المتلاطمة تحت قدمي ّ &#33;



نظرت من حولي ، فوجدت ُ الجميع و قد ابتعدوا ... تاركين الخطيبين ، أنا و مجد ، بمفردنا عند الشاطىء نستنشق أنسامه الرائعة ....




كيف للذاكرة أن تنسى رحلة كهذه .........؟؟








>>> انتبهي لدبلتك &#33;

و لكن ... لا تتعلقي بها كثيرا ....

فأنت ِ لا تعلمين كم من الزمن سيقدّر لها أن تعيش حول إصبعك ... قبل الفناء &#33;

و سبحان الحي الذي لا يموت &#33; <<<


___</font>