<font color='#000000'>جالسة على أحد المقاعد في صالة المنزل الرئيسية أمام التلفاز ، أشاهد أحد المسلسلات الخليجية ... و أقلّب أصابع يدي بدلال ، و ابتسامتي لا تفارق شفتي ّ ... و أنا أتأمل ( الدبلة ) المحيطة ببنصري بحنان ... بينما هاتفي المحمول مستلق على المنضدة أمامي إلى جانب الهاتف الثابت ، في انتظار ( مكالمة حلوة من بعض الناس &#33; )

( يا حلوها دبلتي و الله &#33; يا خوفي لا أطقها عين بس &#33; الله أكبر و خمسة و خميسة &#33; )

دقائق و إذا بشقيقي كريم ( يقتحم ) الجلسة &#33;


( وش جابه ذا الحين ؟ يالله روح &#33; تراي انتظر اتصال خاص &#33; )

رمقته بنظرة سريعة

" لموه ؟ "

قالها بغضب &#33;

( بل حشا ؟ وش بلاه ؟ لا سلام و لا كلام ... على طول مسبة &#33; )

التفت إلى شقيقي مستنكرة &#33;

رأيته يقترب منّي و في يده بعض الأوراق &#33;

" هذه ... فاتورة جوّالك "

أخذت الفاتورة و هممت بفتح الظرف فقاطعني

" و هذه فاتورة هاتف المنزل &#33; أنظري إلى الرقم &#33; "


تناولت منه الفاتورة المفتوحة و ألقيت نظرة سريعة عليها ... ثم نظرة تمعنية على ( كشف الإتصالات &#33; )


( وااااو &#33; كل هذه مكالمات مني لمجدوه &#33; الله يستر من فاتورتي &#33; )


فتحت ظرف فاتورة هاتفي و صعقت بالمبلغ &#33;



نظرت إلى كريم و آثار الصعقة على وجهي &#33;

" كم ؟؟ "

" مبلغ محترم &#33; "

" جهّزيه إذن إن كنت ِ ترغبين بالسداد الآن فأنا في الطريق لتسديد فاتورتي ، جهزيه هو و مبلغ فاتورة هاتف المنزل أيضا "


( لا و الله ؟ و أنا إش شغلي بفاتورة خط البيت ؟ و بعدين من قال لك إني عندي فلوس ؟؟ أصلا أنا رأس مالي هالمكافئة الشهرية من الجامعة ألف ريال إلا عشرة أريل ... و طيّرتها و طيّرت أبوها و جدها و كل طوايفها على حفلة خطوبتي &#33; ... و بعدين ليش كذا ؟ شركة الإتصالات ذي ما تشبع فلوس ؟؟ المفروض يسوون تخفيض للمخطوبين الجدد &#33; مو صح ؟؟ )




" لا أملك المبلغ &#33; بصراحة أنا مفلسة &#33; ( و بعدين هاك فاتورة خط البيت عطها أبوي &#33; مالي شغل فيها &#33; ) "

" ( و الله ؟ الحين ما شفت ِ اتصالاتك بجوال خطيبك اش كثرها ؟؟ أبوي لا شاف الفاتورة بينصدم &#33; أموت و أعرف هالمكالمات هذه بكثرها و طولها و عرضها بالله إش تقولون فيها ؟؟ ) "

" ( مو شغلك &#33; ) "





و إذا بهاتفي المحمول ، يرن &#33;

نظرت إلى شقيقي بتحد و أجبت &#33;

طبعا تعرفون من المتّصل ... :خجل:

" مرحبا عزيزي ... الحمد لله ... حسنا .... سأتصل بك ... "



و أنهيت المكالمة &#33;

و تناولت هاتف المنزل لأتصل به

( احنا كنا كذا متعودين ، لا كان هو برّى البيت ، يدق علي ... من جواله ، و أتصل عليه من خط بيتنا ... إذا كانت مكالمتنا بتطوّل &#33; ... )

كريم لا يزال واقفا يراقبني &#33;

( أقول كريموه ... وش رايك تنقشع ؟ يا أخي أبي أكلّم خطيبي ... ما تفهم ؟؟ )


و لا حياة لمن تنادي &#33;

لا يزال أخونا في الله واقفا كالعلم &#33;





" ( بتجيبين فلوس و إلا شلون ؟ ترى الفاتورة متأخرة و قريب يقطعون الخط عنّك &#33; ) "

" ( قلت لك ما عندي &#33; وش رايك تسلّفني ؟ تدري ضيعت كل اللي عندي في الحفلة ) "

" ( لا و الله ؟؟ أقول ... و ليش ما تطلبين السلف من خطيبك ؟ جورج الابن ؟؟ ) "

" ويحك &#33; و هل تظنني أجرؤ على ذلك &#33; ( تبي تفشّلني قدّامه ؟ تخيلوني أقول له :

" (( زوجي حبيبي بعد عمري و طوايفي و طوايف المكافأة الشهرية ، عطني فلوس &#33; أبي أسدد فواتير مكالماتنا الغالية &#33; .. مو أنت ولي أمري و المسؤول عن مصروفاتي ؟؟ و إلا يعني تبي نسولف و نستانس ببلاش ؟؟ )) "

و الله فشلة &#33;&#33; ... و بعدين حتى أبوي باتفشل منه .... )




" أليس هو السبب و المسؤول ؟ "

" ( يالله عاد &#33; لا تسوي حالك ... و لو سمحت انقشع &#33; ) "

" نعم ؟ "

" انقشع &#33; "




في نفس اللحظة رن هاتفي المحمول مجددا &#33;

و طبعا كان مجد يسأل :

" أين أنت ِ؟ أنتظرك &#33; "

" أهلا ... نعم سأتصل &#33; دقيقة و أهاتفك &#33; "



( عاد كريموه يوم سمعني كذا... بالعند جا و أخذ رموت كونترول التلفاز و جلس على الكنبة و قام يغير في القنوات &#33; )



" يالله عاد &#33; كريموه بلا عناد &#33; قلت لك انقشع &#33; "


و لم يتزحزح ... إنها ( حركات صبيّان &#33; ) &#33;

وقفت ُ أنا بدوري و حملت هاتفي ، و فاتورته ، و هممت بالمغادرة


استوقفني كريم قبل أن أخطو ...

" ابقي مكانك . سوف أنقشع ليصفو لك الجو &#33; "




و ابتسم و تحرّك مغادرا ...


( حلوة ينقشع ذي ؟؟ الظاهر عجبته &#33; )




عند الباب التفت إلي ّ و قال :

" ( بس أموت و أعرف ... طول هالمكالمات و هالفلوس اللي تضيع عليها ... إش تقولون ؟؟ ) "



ابتسمت و قلت :



" ستعرف حين تخطب ذات يوم &#33; "

" أنا ؟؟ لن أفعل &#33; "

" بل ستفعل &#33; و سأختار لك العروس بنفسي ، و سأذكّرك ... و ستأتيني يوما طالبا سلف &#33; ( عشان تغطي مصاريف الجوال &#33; ) "



ضحك كريم و قال :



" حينما أفكّر في الزواج فسأختار عروسي بنفسي &#33;
( و باخذ وحدة عمياء عشان ما تشوف المجوهرات ، و صمخاء عشان ما تستخدم الجوال ، و بكماء عشان ما تطلب منّي سلف يوم من الأيام &#33; ) "


و غادر ضاحكا &#33;







حقيقة ، لقد فاجأني المبلغ المطلوب منّي سداده ...
حتى و إن كان والدي و لله الحمد مقتدرا ماديا ، و حتى و إن كنت ُ أحصل على مكافأة شهرية من الجامعة ... فإن دفع مبلغ كهذا على ( كلام في كلام ) هو أمر ليس حكيما &#33;


و للمرّة الثالثة يرن هاتفي و هو في يدي &#33;


( وش فيه مجدوه ملهوف علي كذا &#33; يا أخي اصبر شوي &#33; قلت لك شوي و اتصل بك &#33; لها الدرجة صوتي واحشنّك ؟؟ )



" أهلا مجد &#33; "

" أهلا حبيبتي &#33; وينك ؟؟ مشغولة ؟؟ يالله اتصلي &#33; "




نعم سأتّصل ...

إش علينا ... ؟؟؟

احنا نسولف .... و أبوي يدفع الفواتير &#33;

و هنيئا لك يا شركة الإتصالات &#33;






>>> انتبه &#33;

إذا كنت تخطط للخطوبة ...

أو أقدمت عليها مؤخرا

فانتبه لمكالماتك ...

و اعمل حسابك إن الفاتورة المقبلة ... ستكون صعقة &#33;

و اسأل مجرّب &#33; <<<

:أنظر:


___



درة الشرق</font>