<font color='#000000'>جالسة على أحد المقاعد في صالة المنزل الرئيسية أمام التلفاز ، أشاهد أحد المسلسلات الخليجية ... و أقلّب أصابع يدي بدلال ، و ابتسامتي لا تفارق شفتي ّ ... و أنا أتأمل ( الدبلة ) المحيطة ببنصري بحنان ... بينما هاتفي المحمول مستلق على المنضدة أمامي إلى جانب الهاتف الثابت ، في انتظار ( مكالمة حلوة من بعض الناس ! )
( يا حلوها دبلتي و الله ! يا خوفي لا أطقها عين بس ! الله أكبر و خمسة و خميسة ! )
دقائق و إذا بشقيقي كريم ( يقتحم ) الجلسة !
( وش جابه ذا الحين ؟ يالله روح ! تراي انتظر اتصال خاص ! )
رمقته بنظرة سريعة
" لموه ؟ "
قالها بغضب !
( بل حشا ؟ وش بلاه ؟ لا سلام و لا كلام ... على طول مسبة ! )
التفت إلى شقيقي مستنكرة !
رأيته يقترب منّي و في يده بعض الأوراق !
" هذه ... فاتورة جوّالك "
أخذت الفاتورة و هممت بفتح الظرف فقاطعني
" و هذه فاتورة هاتف المنزل ! أنظري إلى الرقم ! "
تناولت منه الفاتورة المفتوحة و ألقيت نظرة سريعة عليها ... ثم نظرة تمعنية على ( كشف الإتصالات ! )
( وااااو ! كل هذه مكالمات مني لمجدوه ! الله يستر من فاتورتي ! )
فتحت ظرف فاتورة هاتفي و صعقت بالمبلغ !
نظرت إلى كريم و آثار الصعقة على وجهي !
" كم ؟؟ "
" مبلغ محترم ! "
" جهّزيه إذن إن كنت ِ ترغبين بالسداد الآن فأنا في الطريق لتسديد فاتورتي ، جهزيه هو و مبلغ فاتورة هاتف المنزل أيضا "
( لا و الله ؟ و أنا إش شغلي بفاتورة خط البيت ؟ و بعدين من قال لك إني عندي فلوس ؟؟ أصلا أنا رأس مالي هالمكافئة الشهرية من الجامعة ألف ريال إلا عشرة أريل ... و طيّرتها و طيّرت أبوها و جدها و كل طوايفها على حفلة خطوبتي ! ... و بعدين ليش كذا ؟ شركة الإتصالات ذي ما تشبع فلوس ؟؟ المفروض يسوون تخفيض للمخطوبين الجدد ! مو صح ؟؟ )
" لا أملك المبلغ ! بصراحة أنا مفلسة ! ( و بعدين هاك فاتورة خط البيت عطها أبوي ! مالي شغل فيها ! ) "
" ( و الله ؟ الحين ما شفت ِ اتصالاتك بجوال خطيبك اش كثرها ؟؟ أبوي لا شاف الفاتورة بينصدم ! أموت و أعرف هالمكالمات هذه بكثرها و طولها و عرضها بالله إش تقولون فيها ؟؟ ) "
" ( مو شغلك ! ) "
و إذا بهاتفي المحمول ، يرن !
نظرت إلى شقيقي بتحد و أجبت !
طبعا تعرفون من المتّصل ... :خجل:
" مرحبا عزيزي ... الحمد لله ... حسنا .... سأتصل بك ... "
و أنهيت المكالمة !
و تناولت هاتف المنزل لأتصل به
( احنا كنا كذا متعودين ، لا كان هو برّى البيت ، يدق علي ... من جواله ، و أتصل عليه من خط بيتنا ... إذا كانت مكالمتنا بتطوّل ! ... )
كريم لا يزال واقفا يراقبني !
( أقول كريموه ... وش رايك تنقشع ؟ يا أخي أبي أكلّم خطيبي ... ما تفهم ؟؟ )
و لا حياة لمن تنادي !
لا يزال أخونا في الله واقفا كالعلم !
" ( بتجيبين فلوس و إلا شلون ؟ ترى الفاتورة متأخرة و قريب يقطعون الخط عنّك ! ) "
" ( قلت لك ما عندي ! وش رايك تسلّفني ؟ تدري ضيعت كل اللي عندي في الحفلة ) "
" ( لا و الله ؟؟ أقول ... و ليش ما تطلبين السلف من خطيبك ؟ جورج الابن ؟؟ ) "
" ويحك ! و هل تظنني أجرؤ على ذلك ! ( تبي تفشّلني قدّامه ؟ تخيلوني أقول له :
" (( زوجي حبيبي بعد عمري و طوايفي و طوايف المكافأة الشهرية ، عطني فلوس ! أبي أسدد فواتير مكالماتنا الغالية ! .. مو أنت ولي أمري و المسؤول عن مصروفاتي ؟؟ و إلا يعني تبي نسولف و نستانس ببلاش ؟؟ )) "
و الله فشلة !! ... و بعدين حتى أبوي باتفشل منه .... )
" أليس هو السبب و المسؤول ؟ "
" ( يالله عاد ! لا تسوي حالك ... و لو سمحت انقشع ! ) "
" نعم ؟ "
" انقشع ! "
في نفس اللحظة رن هاتفي المحمول مجددا !
و طبعا كان مجد يسأل :
" أين أنت ِ؟ أنتظرك ! "
" أهلا ... نعم سأتصل ! دقيقة و أهاتفك ! "
( عاد كريموه يوم سمعني كذا... بالعند جا و أخذ رموت كونترول التلفاز و جلس على الكنبة و قام يغير في القنوات ! )
" يالله عاد ! كريموه بلا عناد ! قلت لك انقشع ! "
و لم يتزحزح ... إنها ( حركات صبيّان ! ) !
وقفت ُ أنا بدوري و حملت هاتفي ، و فاتورته ، و هممت بالمغادرة
استوقفني كريم قبل أن أخطو ...
" ابقي مكانك . سوف أنقشع ليصفو لك الجو ! "
و ابتسم و تحرّك مغادرا ...
( حلوة ينقشع ذي ؟؟ الظاهر عجبته ! )
عند الباب التفت إلي ّ و قال :
" ( بس أموت و أعرف ... طول هالمكالمات و هالفلوس اللي تضيع عليها ... إش تقولون ؟؟ ) "
ابتسمت و قلت :
" ستعرف حين تخطب ذات يوم ! "
" أنا ؟؟ لن أفعل ! "
" بل ستفعل ! و سأختار لك العروس بنفسي ، و سأذكّرك ... و ستأتيني يوما طالبا سلف ! ( عشان تغطي مصاريف الجوال ! ) "
ضحك كريم و قال :
" حينما أفكّر في الزواج فسأختار عروسي بنفسي !
( و باخذ وحدة عمياء عشان ما تشوف المجوهرات ، و صمخاء عشان ما تستخدم الجوال ، و بكماء عشان ما تطلب منّي سلف يوم من الأيام ! ) "
و غادر ضاحكا !
حقيقة ، لقد فاجأني المبلغ المطلوب منّي سداده ...
حتى و إن كان والدي و لله الحمد مقتدرا ماديا ، و حتى و إن كنت ُ أحصل على مكافأة شهرية من الجامعة ... فإن دفع مبلغ كهذا على ( كلام في كلام ) هو أمر ليس حكيما !
و للمرّة الثالثة يرن هاتفي و هو في يدي !
( وش فيه مجدوه ملهوف علي كذا ! يا أخي اصبر شوي ! قلت لك شوي و اتصل بك ! لها الدرجة صوتي واحشنّك ؟؟ )
" أهلا مجد ! "
" أهلا حبيبتي ! وينك ؟؟ مشغولة ؟؟ يالله اتصلي ! "
نعم سأتّصل ...
إش علينا ... ؟؟؟
احنا نسولف .... و أبوي يدفع الفواتير !
و هنيئا لك يا شركة الإتصالات !
>>> انتبه !
إذا كنت تخطط للخطوبة ...
أو أقدمت عليها مؤخرا
فانتبه لمكالماتك ...
و اعمل حسابك إن الفاتورة المقبلة ... ستكون صعقة !
و اسأل مجرّب ! <<<
:أنظر:
___
درة الشرق</font>
مواقع النشر (المفضلة)