<font color='#000000'>تسلم اخوي البحار عالمتابعه وان شاء الله اليوم بكمل شوي منها
وتسلمين عاشقه فزاع وعاشقه الكتب وبياض الثلج عالطله
---------------
كنت مسرورة جدا ، و أنا في السيارة ، مع خطيبي المبجل ، و الوقت ليل و الأجواء رائعة &#33;

كان هو مركزا على الطريق ، ألا أنه يلتفت إلي بين لحظة و أخرى و يبتسم بسرور &#33;

هذا الشارع عبرته عشرات أو مئات أو حتى ألوف المرات ، ألا أنه الآن يبدو جديدا و مختلفا &#33;

أتراه يرى الدنيا جديدة كما أراها الآن ؟؟

أتراه فرح مثلما أنا فرحة ؟؟

( خلني أسأله و أتأكد &#33; )

" هل أنت سعيد ؟؟ "

سألته بدلال ، بصوت خافت حنون ، فالتفت إلي و ابتسم ابتسامة جذابة و قال :

" طبعا سعيد &#33; أنا أسعد رجل في العالم يا حبيبتي &#33; "

( الله الله .... ( حبيبتي ) ... طالعة من لسانك مثل العسل و الله &#33; كررررها لو سمحت ... يالله عشان خاطري ... قول حبيبتي ... قوووول &#33; )

غضضت بصري بشيء من الخجل ...

قال :

" و أنت ِ ؟ "

( أنا ؟ أنا ؟ و الله لو السيارة ما فيها سقف كان شفتني طايرة فوق من الفرح &#33; بس ... خلني ثقيلة شوي &#33; )
قلت :

" سعيدة "

" الحمد لله &#33; "

و مدّ يده و أمسك بيدي ....





( مجد لو سمحت خلني مستانسة شوي و لا تعكّر علي &#33; وش تبي في إيدي يعني ؟؟ هدني أحسن لك &#33; )

سحبت يدي بهدوء من بين أصابعه ، و أخذت أعبث بأظافري الملوّنة ...

مجد قال ليبدد السحابة العابرة :

" أين تودين الذهاب حبيبتي ؟ "

( الله ...... حبيبتي مرة ثانية &#33; يا سلااااام &#33; و الله أنك تجنن يا مجد &#33; )

صرفت اهتمامي عن أظافري و نظرت إليه مباشرة ، مستطعمة رنين الكلمة الجميلة في أذني ّ &#33;

( أقول مجد ، ممكن تكررها مرة ثالثة ؟ إذا ما عليك كلافة &#33; قووووول يالله &#33;؟ )

كرر سؤاله :

" إلى أين نذهب ؟ "

( وين نروح يا لمى وين نروح ...؟؟ ما يبي لها تفكير &#33; نروح مطعم ، و بعدين محل الآيس كريم ، و بعدين محل القهوة ، و بعدين للملاهي ، و بعدين على الشاطىء و تورّيني المكان اللي تشتغل فيه ، و المبنى اللي رح نسكن فيه ، و الملعب اللي تلعب فيه كرة ، و ... كل الدنيا &#33; لف بي كل الدنيا &#33; يالله توكّلنا على الله ؟&#33; البانزين مليان ؟؟ )

قفزت كل هذه الأماكن إلى رأسي دفعة واحدة &#33;

إنها أماكن أريد الذهاب إليها مع خطيبي ، مثلي مثل كل المخطوبات &#33;

( بس خلني اطلبهم بالتدريج لا ينصرع الرجّال و يسوي بنا حادث من أول طلعة &#33; )

قلت :

" دعنا نذهب إلى مطعم &#33; "

" ألم تتناولي عشاءك ؟ "

" كلا &#33; ماذا عنك ؟ "

" تناولته و الحمد لله ، و لكن ... أتناوله ثانية و ثالثة و عاشرة ما دمت معك &#33; "

دغدغتني هذه الجملة ، فابتسمت بخجل ...

قال :

" أي المطاعم تودين حبيبتي ؟ "

( حبيبتي مرّة ثالثة &#33;؟ إيه &#33; كذا الخطّاب و إلا بلاش &#33; شوف مجد ، أبيك كل جملة تنطقها تختمها بـ يا حبيبتي &#33; مفهوووم ؟؟ )

قفز إلى رأسي أحد المطاعم الراقية الحديثة ، و هو مطعم تناولت وجبتي فيه مرتين مسبقا و أعجبني كثيرا &#33;

قلت :

" لنذهب إلى مطعم الكهف &#33; "

" مطعم الكهف ؟ و أين يقع هذا المطعم ؟ "

( لا حووول &#33; حتى المطعم ما تعرفه ؟ )

" إنه على مقربة من القلعة الخضراء &#33; اذهب إليها و سأدلّك عليه "

" حسنا &#33; إلى القلعة الخضراء &#33; كما تأمرين يا حبيبة قلبي &#33; "

( لا لا لا &#33; كذا أنا خلاص انصهرت &#33; شوي شوي علي يا مجد &#33; وش فيك طلّعت كل شي مرّة وحدة ؟؟ )

الطريق إلى القلعة الخضراء و من ثمّ المطعم المنشود كان قصيرا ، سرعان ما كنا هناك ، نركن السيارة في أحد المواقف .

بدأت أشعر باضطراب معوي حينما هممت بفتح الباب &#33;

للمرة الأولى في حياتي أخرج مع هذا الخطيب إلى مكان عام ، أتراه يشعر بارتباك مثلي الآن ؟

سرنا جنبا إلى جنب في طريقنا إلى مدخل المطعم....

يبدو فارق الطول بيننا قليلا نسبيا بسبب حذائي العالي الكعب ، و الذي ارتديته من أجل حفلة العرس &#33;

أخيرا جلسنا في ( مقصورتنا ) أنا و هو ، وحدنا ، متقابلين ، وجها لوجه &#33;

بدأت دقات قلبي تتسارع أكثر... كان شعورا غريبا و جديدا لم أحسه من قبل ... رأس مجد يبدو قريبا من رأسي أكثر من اللازم &#33;

" ارفعي غطاء وجهك فنحن بمعزل عن أعين الناس الآن &#33; "

( إيه بارفعه ، بس يا ليتك تغمّض شوي &#33; أبي أطلّع المراية من جنطتي و أتاكّد من مكياجي لا يكون خرب &#33; غممممض ّ )

لم يكن ليغمض عينيه ، بل ظل يترقب و يراقب &#33;

نزعت غطاء وجهي ( و الله يستر &#33; )

مجد أخذ يحدّق بي و يبتسم &#33; شعرت بخجل شديد و لم أجد مهربا من نظراته غير لائحة الأطعمة &#33;

أنا أحدّق في لائحة الأطعمة و خطيبي يحدّق بي ... رفعت بصري عن اللائحة و نظرت إليه فوجدت عينيه مركّزتين على عيني ّ &#33;

( و بعدين معاك &#33; خذ اللائحة الثانية و طالع فيها و اختار أطباقك بدل ما تطالع فيني &#33; و إلا ناوي تاكلني أنا ؟؟ )

قلت بخجل :

" لم تحدّق بي &#33;؟ "

قال :

" زوجتي و أريد تأمّل وجهها عن كثب &#33; ما المانع من ذلك ؟ "

( و لا مانع و لا شي &#33; بس أستحي يا أخي &#33; شوي و يسيح العرق على وجهي &#33;
تعال ... لا يكون فيه شي غلط بمكياجي و أنت جالس تطالع فيه ؟؟

رفعت لائحة الطعام إلى الأعلى و جعلتها ( ستارا ) يحول دون رؤية وجهي بعضنا البعض &#33;

مجد مد يده ( و رفع ) الستار و عاد يحاصرني بنظراته من جديد &#33;

( يالله عاد &#33; خلنا نطلب الأطباق قبل ما تصرخ معدتي من الجوع &#33; )

قال :

" أنت ِ جميلة جدا هذه الليلة &#33; "

( آي &#33; قلبي &#33; أنت ناوي علي ّ الليلة مجد &#33; أكيد ناوي علي &#33; وين كل هالكلام الحلو عني قبل ؟ )

كم كنت متلهفة لسماع كلمة إطراء لمظهري ... إنها أمور نعشقها نحن الفتيات &#33;

( بعد كل هالزينة و هالكشخة و الأناقة ... و الله لو ما قال لي كلمة حلوة كان اعتبرته هو و الكرسي واحد &#33; )

قلت بدلال شديد :

" الليلة فقط ؟؟ "

" بل كل ليلة ، لكنك هذه الليلة مميزة جدا &#33; إنك ... حورية جنة &#33; "








( البقية سر &#33; ما لكم شغل ... يالله بلا فضول &#33; )








_


رغم أنها كانت سهرة جميلة ، و استمتعنا بها كثيرا و بدت البهجة طاغية على وجهينا ...

إلا أن لحظة الفراق بدّلت الأحوال &#33;

إنني أتساءل ... في أي شيء تفكّر فتاة مخطوبة يقوم خطيبها بتقبيل يدها أو رأسها ؟؟

( و الله مو قادر أفهم &#33; حيّرتني هاالـ لمى ذي &#33; يقول المثل : ما يفهم المرأة إلا المرأة &#33; )

لأنني خرجت من بيت حمي ّ البارحة بانطباع غير جيّد ، تركته مخطوبتي في نفسي بعد ارتكابي جريمة ( تقبيل رأسها ) ، و بعد تلك النظرة الغريبة المرعبة التي رمقتني بها قبيل خروجي ، أخذتني الهواجس و لعبت في رأسي فترة من الزمن &#33;

لذا ، قررت أن أبعث إليها برسالة هاتفية ، ( أجس نبض و أشوف كيف بترد علي ؟؟ )

بعث إليها :

( تصبحين على خير يا حبيبتي ، نوما هنيئا )

و انتظرت ...

لكن ردا لم يصلني

( يمكن البنت نامت خلاص ؟ مو مشكلة &#33; بكرة من صباح الله خير أبعث لها تحية الصباح و نشوف كيف ترد &#33;؟ )

و أول شيء فعلته بعد نهوضي صبيحة اليوم التالي هو إرسال خذه الرسالة :

(( صباح الخير يا أجمل زوجة في العالم ، كيف أنت ِ هذا اليوم ؟ ))

و انتظرت

مرت الساعة تلو الأخرى ( و لا رد و لا هم يحزنون &#33; معقول كل ذا نوم ؟؟ )

انتظرت حتى اقتربت الساعة من منتصف الظهيرة و أرسلت :

(( ألم يستيقظ القمر بعد ؟؟ اشتقنا لك يا جميل ))

لا جواب

( لا يكون البنت سوّت علي مقاطعة ؟ و إلا يمكن صار شيء و إلا شيء &#33; خلني أتّصل أحسن &#33; دافع فيها مهر وش قدّة أخاف صابها شي و راحت علينا &#33; ) &#33;

و اتصلت عدة مرات إلا أن لمى لم تجب &#33;


ازداد قلقي ، أدركت أن في الموضوع مشكلة ما ، فاتصلت بهاتف المنزل و أجابت حماتي


" إنها مستيقظة منذ الصباح الباكر &#33; انتظر لحظة ، سأستدعيها لتتحدث معك "


( يعني صاحية من الصباح و لا ردّت علي )


و ذهبت حماتي لاستدعائها


" لمى ... إنها مكالمة لك &#33; "

" من يا أمي ؟ "

" خطيبك "

( خطيبي &#33; اوووه ... وش يبي ذا بعد ؟؟ ما شبع منّي البارحة لحد نصف الليل و احنا سهرانين &#33; ما أبي أكلمه &#33; )

و نهضت من مكاني و هرولت نحو ( دورة المياه )

" اخبريه إنني أستحم &#33; "

و اختفيت بسرعة &#33;

اعلم إنه تصرف صبياني ، لكن ...

لا أريد أن أتحدث معه ، و لا أن أسمع صوته ، و لا أن تعبر صورته على مخيلتي إطلاقا

فبعد فعلته البارحة صرت أشعر بنفور منه


لابد أن أمي عادت إلى الهاتف و أخبرته :

" إنها تستحم الآن &#33; اتصل بها بعد قليل &#33; "

" تستحم &#33; ... آه حسنا ... أخبريها بأن تتصل بي حالما تنتهي "


و أنهيت ُ المكالمة &#33;


تستحم في هذا الوقت بالذات ؟؟

لم يبد لي أمرا مستساغا و لكني آثرت عدم استباق الأحداث ، و انتظرت أن تتصل بي ...


لا اتصلت ، و لا ردّت على اتصالاتي المتكررة عبر الهاتف المتنقل

تفاقم شعوري بالقلق و كررت الاتصال بها عبر هاتف المنزل ، و أخبرت بأنها نائمة &#33;

الآن أنا متأكّد من أنها تتعمّد التهرّب مني ... و لم و لن يهنأ لي بال حتى أكلمها و أعرف منها ما يدور في رأسها ...

تعطّفت علي أخيرا و أجابت الاتصال رقم ألف أو ألفين عند المغرب ...

" لمى &#33; أين أنت ِ ... قلقت ُ بشأنك كثيرا ... لم أستسغ حتى الأكل من شدة القلق "

( الأكل ...؟؟ هذا اللي أنت َ فاضي تفكّر فيه ؟ و الله ما لي خلقك و ردّيت عليك بس عشان أفتك من رنة هالجوّال &#33; يالله قول إش عندك ؟؟ )

" كنت ُ منشغلة ببعض الأمور المنزلية و الدراسية منذ الصباح "

" ألم تري جيش المكالمات الفائتة ؟ بربّك لمى اخبريني ما بك ؟؟ إنني لم أهنأ لحظة هذا اليوم "

( لا و الله ؟ مسكين كسرت خاطري &#33; ما تهنّيت و لا لحظة ؟؟ يا حرام &#33; و إش تبيني أسوّي لك يعني ؟؟ )

" بلى رأيتها لكني لم أجد الفرصة المناسبة قبل الآن ، خيرا ؟؟ "

" ظننت أن هناك شيء لا سمح الله ، أو أنك غاضبة مني أو (( زعلانة علي )) ؟ "

( يا عيني على النباهة &#33; تفهمها و هي طايرة &#33; إيه زعلانة عليك من البارح و مو طايقة أسمع صوتك &#33; قول اللي عندك و خلّصني )

" لا شيء ، سوى إنني مشغولة و أود العودة للمذاكرة "

" حسنا حبيبتي ، سوف لن أشغلك عن المذاكرة... فقط وددت الاطمئنان عليك ... "

( و الحين تطمّنت ؟ يالله باي عاد &#33; )

" أنا بخير ... "

" أنا سأذهب الآن لإنجاز بعض مشاغلي و أنا مرتاح البال ، دعينا على اتصال حبيبتي &#33; "

" حسنا ، إلى اللقاء "

" إلى اللقاء "




طبعا كان حوارا باردا جدا &#33;

( أنا ما عطيته وجه ... بس بعدين حسّيت بتأنيب ضمير &#33; الرجّال ما تهنّى بالأكل اليوم بسببي &#33; يمكن أنا قسيت عليه شوي ؟؟ يمكن صحيح يحبني مو بس كلام خطّاب &#33; وش رايكم ؟؟ أصدقه و إلا لا ؟؟ احتمال يكون صادق &#33; )

و لذا ، حين اتصل بعد عدّة ساعات بادرت بالإجابة فورا ...

مكالمتنا كانت قصيرة و مختصرة أخبرته فيها بأن لدي امتحانات هذا الأسبوع و بالتالي فإنه لا لقاء بيننا إلا بعد أسبوع على الأقل ...

أما أمي ... فقد بررت لها موقفي بأن سوء فهم بسيط قد حصل ثم زال

( و اعترفت لها إن إحنا سهرنا نحوم في الشارع &#33; و يا ليتكم شفتوا البهجة اللي على وجهها &#33; ترتاح لا عرفت إني كنت مبسوطة ... و الله يا أمي أنت ِ مو بدارية باللي يحترق في صدري الحين ... و ليت أقدر أقول لك ... )

هناك أشياء ... لا تستطيع الفتاة إخبار أمها بها مهما كانت قريبة منها...

أشياء لا تصلح الأم كأذن لسماعها و ظهر لحملها ... أشياء لا يمكنني البوح بها إلا لصديقتي شجن &#33;


" لمى &#33; و ماذا في ذلك ؟؟ أن يقبّل الخطيب رأس خطيبته ، أهو أمر يستدعي منك كل هذا ؟؟ "

قلت :

" لكننا بالكاد تعارفنا &#33; "

" تبالغين &#33; مضت مدّة كافية منذ اقترانكما &#33; لا تجعلي أمورا سخيفة كهذه تحشو رأسك و تضيّع أجمل أيام عمرك &#33; إنك ِ لن تريه طوال أسبوع &#33; "


و محاضرة شجن حسّنت من وضعي المضطرب ... ألا أنها لم تغيّر قناعتي بأننا بالكاد تعارفنا &#33;




و مر ذلك الأسبوع

أعتقد أنه بعد مرور أسبوع كامل ، لابد للطرفين من الشعور بالشوق ، و لو القليل منه ، إلى بعضهما البعض

( يعني هو صحيح وحشني شوي - شوي قليل مو تفكروا كثير &#33; لا يجي على بالكم إني ملهوفة عليه &#33; - لكن ما أنا مخلتنه يحس بكذا &#33; أبيه هو اللي يشتاق لي و يتلهف علي و أنا و لا كأنه على بالي &#33; )

اتفقنا أن نخرج سوية هذه المرة لتناول العشاء في مطعم آخر

( و أكمّل خطة المشاوير اللي ما مداني أكملها ذيك الليلة &#33; تذكرون ؟؟ )

هذه المرة لم ينزل هو من السيارة بل اكتفى بالاتصال بي فور وصوله ، فخرجت إليه و ركبت السيارة و بادر بإلقاء التحية ... و بالمصافحة وبتقبيل اليد أيضا &#33;&#33;


( مجدووووه ... و بعدين معاك ؟؟؟ يا أخي ممنوع اللمس &#33; حدّك المصافحة و بس ، متى تفهم ؟؟ و الله لو تجرّأت مرّة ثانية على أكثر من كذا لأرمي الدبلة في وجهك &#33; ما أدري من قايل إني الكعبة كل شوي تقبيل &#33; وخّر أحسن لك )

تصرّفت و كأن شيئا لم يكن ... لأنني لم أشأ أن أفسد السهرة ... كنت بحاجة لبعض الترويح عن النفس بعد ضغوط الامتحانات في الأيام السابقة ...

طوال الأيام السابقة ، كنا نكتفي بمكالمات عابرة قصيرة ، و عادية جدا &#33;

قال مجد :

" اشتقت إليك كثيرا يا حبيبتي &#33; أسبوع من الفراق هي مدّة طويلة جدا &#33; أريد أن أرى وجهك &#33; "

( يعني تبيني أفتح لك وجهي في الشارع قدّام خلق الله ؟؟ امسك أعصابك شوي &#33; لا وصلنا للمطعم بتشوفني و تقر عينك &#33; و الحين اثقل شوي )

" ستراه بعد قليل &#33; "

" لا أستطيع أن أصبر &#33; على الأقل أنظري إلى عيني ّ "

( وش فيه هالرجّال ؟؟ لا حووول &#33; يالله عاد فشّلتنا قدّام القراء &#33; ...










لو سمحتوا يا قرّاء ... معليش &#33; باقفّل الصفحة الحين &#33; )








_



ربما أخذ ( بعلي ) ما أخذه من التعب هذه الليلة &#33;

و الآن ... ماذا أفعل ؟؟ هل أوقظه ؟ أم أدعه نائما و آوي إلى فراشي ؟ أم أبقى أراقبه و أصغي إلى أنفاسه لحين ينهض من تلقاء نفسه ؟؟

( و على فكرة ، الفحص طلع سليم و بعلي ما يشخر &#33; أشوى &#33;&#33; )

قرّبت وجهي من رأسه بعض الشيء و همست :

" هل أنت نائم ؟؟ "

( أكيد نايم &#33; وإلا قاعد يمثّل يعني ؟؟ و بعدين مع هالمشكلة ؟؟ )

رفعت صوتي و ناديت :

" مجد &#33; هل نمت حقا ؟؟ "

لم يتحرّك خطيبي البتة &#33; كررت النداء عدّة مرات دون جدوى &#33;

( لا يكون مات و رمّلني و أنا توني منخطبة ؟؟ مجدوووه اقعد عاد &#33; )

مددت يدي و ربت بلطف على يده ، و لم يفق &#33;

( وش هالنومة بعد ؟ أثاريك من أهل الكهف و أنا ما أدري ؟؟ )

قفزت إلى رأسي فكرة بسيطة &#33;

تناولت سماعة هاتف المنزل و اتصلت برقم هاتفه المحمول و تركته يرن حتى أزعج النائم فصحا أخيرا &#33;

أتعرفون ما فعل حين نهض ؟؟

نظر إلي ، ثم أخرج الهاتف من جيبه ، ثم تحدّث إلى عبره &#33;

" آلو نعم ؟؟ "

( نعم الله عليك &#33; صح النوم &#33; )

عاود :

" آلو ؟؟ "

أقفلت أنا السماعة بدوري و أنا انظر إليه باستغراب &#33; فنظر هو إلي ببلاهة و قال :

" انقطع الخط &#33; "

( لا يا شيخ ؟؟ لا ؟؟ احلف ؟؟ انقطع الخط ؟؟ ما أصدق &#33; &#33; )

مجد نظر من حوله و لم يبد أنه استوعب الأمر ، ثم بدأ بالتثاؤب &#33;

" آه حبيبتي ... لقد تأخرت ِ &#33; "

" ذهبت لإعداد الشاي &#33; يبدو أنك متعب &#33; "

" لا أبدا &#33; أنا بخير &#33; "

( إلا متعب و نعسان و مخلّص بنزينك &#33; قم رح بيتكم &#33; )

مد يده مشيرا إلي :

" تعالي حبيبتي &#33; اجلسي بقربي &#33; "

مشيت بتردد.. و بطء .. حتى جلست إلى جانبه على تلك ( الكنبة ) الطويلة &#33;

رأيت يده تمتد نحو الدلّة ، و تقوم بسكب الشاي في الفنجانين &#33;

قدّم لي أحدهما و بادر بارتشاف الآخر و هو يقول :

" الشاي سينشّط دماغي ، و يدفّىء قلبي &#33; "

و رمقني بنظرة خطيرة &#33;



( أوووه &#33; الشاي سوّى سواياه &#33; )


كنت أراقبه و هو يرشف رشفة ، يعيد الفنجان إلى مكانه، يرفع يده ، يدفعها نحو الفنجان ثانية، يرفع الفنجان ، يقرّبه من فمه ، يرشف جرعة ثانية، يعيده إلى مكانه، يبعد يده قليلا ، ثم يعيدها إلى الفنجان ، و يرفعه من جديد &#33;

( وش فيه الرجال يشتغل مثل الماكينة ؟؟ )

بالكاد كنت قد احتسيت رشفتين من قدحي ، حين أفرغ مجد محتوى فنجانه في جوفه كاملا &#33; و الآن ...

أخذ يراقبني و أنا أشرب الشاي &#33;

( يا شيخ شوي و أغص من ها النظرة &#33; لف وجهك عنّي &#33; )

لكن بعلي في الله ظل يراقب بإصرار &#33;

" هيا اشربي &#33; "

( وي &#33; شوي شوي علي &#33; تبيني احرق بلعومي ؟؟ )

وضعت فنجاني جانبا و سكبت ُ له مقدارا جديدا &#33;

تناوله بالسرعة ذاتها و كأنه يريد الفراغ منه ، للتفرغ لمهمة تالية &#33;


أنا أيضا كنت قد فرغت من فنجاني الأول ... و حينما أمسكت ( بالدلّة ) بقصد سكب المزيد لنا :

" يكفي حبيبتي &#33; "

سكبت ُ بعض الشاي في فنجاني ، و بدأت ارتشفه ببطء &#33;

" تفضّل بعض المكسرات &#33; "

" المكسّرات ؟ آه نعم ... "

و بدأ بتناول بعضها ، بينما عيناه على فنجاني &#33; يرتقب لحظة فراغي منه &#33;

( وش فيك محدّق في فنجاني ؟؟ أخاف حاط فيه شي أو شي ؟؟ و الله ما أشربه &#33; )

وضعت فنجاني على الطاولة و استندت على ( الكنبة ) ، في وضع يوحي للناظر بأنني لن أشرب المزيد &#33;

قال :

" اشربي حبيبتي &#33; "

( لااااا &#33; أكيـــــــــــد حاط فيه شي &#33; ليه مصر أشربه ؟؟ اعترف أحسن لك ؟؟ )

" اكتفيت &#33; "

و برقت لمعة في عينيه &#33;

قال :

" هل تشعرين بالدفء ؟ "

" نعم &#33; "

فهو شعور طبيعي بعد كمية الشاي الساخن التي شربتها &#33;

ابتسم مجد و مدّ يده و أمسك بيدي و هو يقول :

" بالفعل ، أنت دافئة &#33; "

( أوهووو .... بدينا الحركات القرعاء ؟؟؟

إلا أقول : وش معنى قرعاء ؟ مؤنث أقرع &#33;
و أقرع أعتقد تعني أصلع &#33;
و أصلع هو الرجل الذي فقد شعر رأسه من كثر هواشه مع المدام &#33;
ترى الصلعان غير مرغوب بهم من قبل معظم الفتيات &#33; ( مو صح يا بنات ؟؟ ) أشوى ، مجد شعره كثيف و ناعم &#33; أحلى من شعري الأجعد المتمرّد &#33; يا رب أولادنا يجوا على أبوهم &#33;
أوووه &#33; أنا وين وصلت ؟ خلنا نرجع لموضوعنا &#33; وين كنّا ؟؟؟ إيه ... بالفعل أنا دافئة &#33; )

نعم دافئة ... و كذلك هو دافىء &#33; أشعر بالدفء المنبعث من راحتي يديه &#33;
و الغريب ...
الغريب هو أنني تركت يدي أسيرة بين يديه و لم أبادر بسحبها &#33;

لم أشعر برغبة في سحبها &#33;

بل ... برغبة في بقائها &#33;

( مجدوه &#33; إنت وش حطّيت لي في الشاي ؟؟ )

مجد كان ينظر إلي مبتسما ... ربما محاولا قراءة ردود فعلي من عيني ...

لماذا تركت يدي بين يديه ؟

لا أعلم &#33;

لكن رعشة سرت ببدني... و بدأت أنفاسي تتضايق ... و صدري يشهق ... و قلبي يتسارع في النبض ...

بقيت على هذه الحالة ، ساكنة في مكاني ... أتتنفس بصعوبة و يدي حبيسة قبضتيه ... و كانت عيناه تراقباني ... و أشعر بهما تلسعاني &#33;


لا أعرف كم من الزمن مضى ، لم أنتبه إلا حين سمعته يقول أخيرا ...

" حسنا ... سأدعك تسترخين ... و الأيام بيننا &#33; "

و نهض واقفا حاثا إياي على النهوض

وقفت إلى جانبه ، و عيناي تحملقان في اللا شيء &#33;

قال :

" أحبّك ، تصبحين على خير &#33; "

ثم اختفى &#33;


شيء ما تغيّر &#33;

إنني لا أزال أشعر بدفء يديه في يدي &#33;

كم بدت يداه كبيرتين رحيبتين ، أمام نحول يدي و دقّتها &#33;

إنهما تصلحان مجدافين &#33;

ما بي أشعر برغبة في الضحك ؟؟

( الظاهر السهر مأثّر علي &#33; )

حملت صينية الشاي و المكسّرات إلى المطبخ ، و تركتهما دون تنظيف ، و عدت إلى غرفتي ...

وقفت أمام المرآة ، و لمحت أشياءً غريبة تبرق في عيني &#33;

أشياء تجعلني أشعر بسرور مجهول السبب &#33; و تربعّت ابتسامة مجهولة المصدر على شفتي ّ &#33;

سبحت في تفكير عميق ... و في رأسي سؤال حائر ...

لماذا تركت يدي مستسلمة بين يديه ؟؟

مضت ساعة و الأفكار تجوب بخاطري ، و أنا جالسة على مقعدي أمام المرآة &#33;

( و الحين جا وقت الجد &#33; الله يعيني على شيل المكياج و تمشيط الشعر و ترتيب الأغراض &#33; و الله إنها مبعثرة بكبر الغرفة &#33; و هاذي سالفتي كل مرّة؟ أطلّع في كل العلب و أرد ألمهم ؟؟ مرّة ثانية لا باحط مكياج و لا شي ، مانا شايفة الرجّال معبّرني يعني &#33; )

بعدما انتهيت من مهمّتي الصعبة في تنظيف وجهي و ترتيب أشيائي ، استلقيت على سريري و تنهّدت ...

مددت يدي تحت الوسادة ، فخطرت خاطرة ببالي ... &#33;

( ليه مجد ما أعطاني صورة شخصية له ؟ أبي أحطها تحت الوسادة مثل الأفلام &#33; )

في لقائنا التالي ، سوف أطلب منه صورة &#33;

( لا لا لا &#33; ما رح أطلب &#33; يقول عنّي ملهوفة عليه بعدين ؟ خلّه هو اللي يطلب صورة لي أوّل &#33; )

الكثير من الأفكار الخالية من المعنى اختلطت في رأسي ليلتها ... و ليلتها ، و بعد إن نمت بصعوبة ، ربما بسبب تأثير الشاي ، ليلتها ... رأيت حلما غريبا جدا &#33;







( لا تضحكوا &#33;



شفت مجد ....



متحوّل إلى زورق &#33;



و يدينه صاروا مجاديف &#33;&#33;



و أنا متعلقة بهم &#33;&#33;&#33;



لا تقولوا له ؟؟ )

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

كان يوم جمعة &#33;

و أنا أصررت و ألححت على شجن ، للذهاب معي إلى السوق ، و أجبرت أخي كريم على مرافقتنا &#33;

( أموت و أعرف ، هذولا الرجال ليه يجيهم تشنّج لا قالت لهم وحدة : ودني السوق؟؟ )

كنت أعزم شراء بعض الحاجيات ، من لوازم ( التجميل و التعديل و الزينة &#33; )

( يعني أخوي ماله شغل في الموضوع بالمرّة ، بس مسكين تحايلت عليه لين وافق &#33; )

في أحد محلات الملابس ، سألتني شجن :

" أي لون يفضّل خطيبك ؟؟ "

( أي لون ؟؟ وش درّاني ؟ ما قال لي &#33; )

" لا أعلم &#33; "

نظرت إلي باستنكار و قالت :

" لا تعلمين &#33; أي مخطوبة أنت &#33; كان أجدر بك سؤاله من اللقاء الأول &#33; "

( يالله عاد &#33; شجنوه لا قامت تتفلسف يبي لها سدادة تسد حلقها &#33; تصوّروا ... أوّل لقاء :
أنا : كيف حالك؟
هو : بخير
أنا : وش لونك المفضّل ؟
هو : أسود
أنا :أسود &#33; مو حلو &#33; ما تحب لون ثاني ؟
هو : أحبّك إنت ِ &#33;
أنا : كذا على طول ؟ من النظرة الأولى ؟
هو : اوه نسيت &#33; اصبري &#33; نأجّلها للنظرة الثانية &#33; )

" لمى &#33; أين سرحت ِ ؟ "

سمعت شجن تخاطبني ، لقد كنت شارذة بعض الشيء &#33;

" لا شيء &#33; أي لون تتوقعين أنه يفضّل ؟؟ "

" الأحمر &#33; "

" الأحمر &#33; ما أدراك &#33;؟؟ "

" اسأليني أنا &#33; لا يوجد رجل في الدنيا لا يحب هذا اللون &#33; لماذا ؟ الله أعلم &#33; "


و استماعا إلى نصيحة ( خبيرة الألوان ) شجن ، اشتريت فستانا جميلا أحمر اللون ، إضافة إلى مجموعة من أدوات التجميل ، و المساحيق ، و العطور ، و غيرها &#33;


( صرفت ذاك يوم صرف مو طبيعي &#33; و كل ما شفت شي عجبني أخذته ، و لولا إن أخوي معنا كان طوّلت لين الليل و شريت السوق كلّه &#33; )

لا أعرف ما الذي دهاني &#33;
شعرت برغبة جنونية في شراء الكثير من الملابس ، و أدوات التجميل ، و العطورات ، و أشياء عديدة لم يكن يخطر ببالي اقتناؤها ذات يوم &#33;

( و ودّي أسوي تصفية شاملة و تجديد كامل للأغراض اللي عندي في الدواليب &#33; )

في النهاية ، عدت ُ إلى بيتي محمّلة ( بالبضائع ) ، و قريرة العين &#33;

كنت أقلّب و أتفرّج على مشترياتي ، و أجرّبها ، فيما ألقي نظرة بين الفينة و الأخرى على هاتفي المحمول &#33;

( وش فيهم بعض الناس لا اتصلوا و لا بعثوا رسالة ؟؟ )

هممت ُ بالاتصال ، لكنني ترددت ، و تراجعت &#33;

نظّمت أشيائي في الأماكن المناسبة ، و استلقيت على سريري ، و الهاتف في يدي &#33;

( و بعدين ؟؟ ليه ما اتصل علي للحين ؟؟ لا يكون نساني ؟ )

لا أعرف ما الذي جرى لي &#33; و لم أنا متلهّفة لمحادثته &#33;

( لا &#33; مو متلهفة &#33; يالله لا تطالعون فيني ، بس قلقة شوي &#33; و إلا حرام أقلق على بعلي ؟؟ )

قررت أخيرا أن أبعث إليه برسالة &#33;

( و مش أي رسالة &#33; )

ذهبت ُ إلى حيث يجلس شقيقي كريم &#33;

" ( كرّومي ... عندك رسالة حلوة ؟ ) "

قلتها بدلال ، و خجل &#33;

كريم نظر إلى بمزيج غير متجانس من الخبث و البلاهة &#33;

" أي رسالة ؟ "

( أي رسالة بعد ؟ رسالة جوّال طبعا &#33; )

كان هاتفي في يدي ، فلوحت به ...

نقل كريم نظره من هاتفي إلى شاشة التلفاز ، حيث نشرة الأخبار التي يتابعها &#33;

" عندك و إلا لا ؟ "

" لمن سترسلينها ؟ "

( حلوة ذي &#33; يعني إلى من بارسلها ؟ أكيد بوش أو صدّام &#33; هو فيه غيرهم ؟؟ مو هم أهم شخصين في العالم الحين ؟؟ بوش يعني دفع ، و صدّام يعني صدم &#33; دفع و صدم = حادث &#33; كارثة &#33; توني أكتشف وجه الشبه &#33;
كريموه ... إذا عندك شي حلو هاااات &#33; )

" لمن في اعتقادك ؟؟&#33; جورج الابن ؟؟ ( بلا حركات &#33; يالله &#33; ) "

بوجه جامد ، تناول هاتفه المحمول ، و الذي كان موضوعا إلى جانبه ، و أخذ يفتّش عن رسالة حلوة &#33;


( شوفوا الذوق :


[ ألم تكوني زمانا قرّة العين ِ ( آ..آ ) فمن ذا أصابك يا بغداد بالعين ِ ؟ ]


بالذمّة ذي رسالة أرسلها لخطيبي هالوقت ؟؟ )


" كريم &#33; أريد رسالة حلوة لا مرّة &#33; ( خل الجراح مسكّرة ) "

و أي جراح ... و أي ألم &#33;

( نبطّل السالفة أحسن ... يكفيكم اللي تشوفوه في التلفاز و تسمعوه في المذياع ... و تقرؤوه في الجرايد ... و تتصفّحوه في الانترنت &#33; والله يكفي ... )


أرسل لي بعدها رسالتين ( حلوين بالمرررة &#33; )

و طرت إلى غرفتي ، و أرسلت إحداهما إلى الغالي المبجّل بوش ...




أووووه أقصد مجد &#33;

يا ويلي لو كان سمع &#33;

هذه غلطة ذي ؟؟&#33;&#33; و الله جريمة لا تغتفر &#33;

( لا تودوني في داهية &#33; كأنكم ما سمعتوا ... اتفقنا ؟؟ )





انتظرت الرد ، لكنه لم يأت ِ إلا بعد حين ... برسالة لذيذة جدا &#33;


( لا تحاولوا &#33; ما رح أعلّمكم إش فيها &#33; )




اعتقد إن الهاتف المحمول في هذا العصر ، خدم المخطوبين كثيرا جدا &#33;

الرسائل ( الحلوة ) لها وقع جميل على النفس، ( طبعا على الناس اللي عندهم إحساس فنّي ... و مشاعر رومانسية &#33; )



( بنات ... يعني اللي انخطبت قبل سبع سنين راحت عليها &#33; )



و بعد قليل ، جاء كريم إلى غرفتي يحمل الهاتف المنزلي اللاسلكي &#33;

" مكالمة لك &#33; "

قلت باستغراب :

" من ؟؟ "

" جورج الابن &#33; يشكرك على الرسالة &#33; "

و وضع الهاتف على المنضدة و ولّى &#33;




( كريموه ما يتوب عن طبعه &#33; و انتوا بعد ليه مستغربين ؟؟ إيه ... جورج الابن يبي يكلّمني &#33; على بالكم أنا شي سهل ؟ مكالمة وحدة بس و ألخبط له مخّه &#33; )


أخذت السماعة اللاسلكية ، و أغلقت الباب ، و أوصدته ، و جلست على سريري &#33;



" آلو ؟ "

" مرحبا حبيبتي &#33; كيف أنت ِ ؟ "

" أهلا &#33; أنا بخير &#33; ماذا عنك ؟ "

" الحمد لله في أحسن حال ... مادمت أسمع هذا الصوت الجميل ...

و أقرأ هذه الرسائل الحلوة &#33; يا حلوة &#33; "







التجسس حرااااام



و عيب بعد &#33;



اتركونا وحدنا &#33;












>>> بوجه عام ، تعشق المرأة التزيّن &#33;

و حين تكون في مرحلة الخطوبة ... فإن هذا العشق يصل إلى قمّته &#33;

س : من هم أصدقاء الفتاة المخطوبة ؟؟

ج : المرآة ، السوق ، الهاتف &#33;

مالي شغل &#33; هذه فلسفة شجنوه &#33; <<<


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

في البداية ، شعرت بأنني طير أحلّق في السماء ، من شدّة السعادة &#33;

( أموت أنا في الكلام المعسول &#33; إيه مجد ، قول بعد &#33; كذا الخطّاب و إلا بلاش &#33; )

كانت محادثة حميمة بادىء الأمر ...

ذكر لي تفاصيل اعماله لهذا اليوم ، ثمّ سألني :

" ماذا فعلت ِ انت ؟ "

أجبت بكل براءة و عفوية :

" ذهبت إلى السوق و اشتريت بعض الحاجيات &#33; "

" ذهبت ِ إلى السوق ؟؟ "

" نعم &#33; "

" لم تخبريني بذلك &#33; "

" ها أنا أخبرك &#33; "

" أقصد لم تخبريني قبل ذهابك &#33; لم تطلبي الإذن &#33; "




نعم نعم ؟؟ إيش إيش ؟

حلوة ذي &#33; إي إذن أي أنف عيوني ؟ بعد هذا اللي ناقصني &#33;

قلت مستنكرة :

" ماذا تقصد ؟؟ &#33; "

" أقصد أنه كان عليك طلب الإذن مني قبل الخروج &#33; "

( لا يا شيخ ؟؟ لا و الله &#33;؟ رح بس رح &#33; مين فاكر نفسك ؟؟ )

استأت كثيرا ، و كثيرا جدا من كلامه ، و تمتمت بعبارات الإستنكار

و تعلمون ما كان نصيبي ؟

محاضرة دينية عن واجبات الزوجة و التزاماتها ، جعلتني أشعر برغبة في خنق السماعة ، أو صاحب الصوت المنبعث عبرها &#33;


" لا بد أنك تعلمين ... أن على الزوجة أن تستأذن من زوجها قبل خروجها من البيت &#33; آمل ألا يتكرر ذلك ثانية &#33; "

قلت و أنا مشتعلة غيظا :

" بل عليك أنت ألا تحدّثني بهذه الطريقة ثانية &#33; "

احتدت بيننا مجادلة مزعجة ، جعلتني أكره اللحظة التي قلت فيها : ( نعم قبلت ) بمجد زوجا لي &#33;







انهيت المكالمة بشكل ( عدائي ) و أقفلت هاتفي ، و انخرطت في بكاء طويل &#33;


ألا يمكن للرجال أن يكونوا أكثر لطفا و تحضّرا في طرق تعاملهم مع النساء ؟؟


حتّى و إن كان الحق معه ، ألا يملك طريقة أرق للفت نظري إلى هذا الأمر ؟؟


هل يعتقد أنني ساحترمه فقط و فقط لأن اسمه مسجّل في العقد كزوج لي ؟؟


حتى لو لم أكن التقيت به غير مرات قليلة ، و لا أعرف عنه سوى القليل ؟؟


مرّت ساعات و أنا شديدة الإنزعاج ، و حبيسة الغرفة ... و في رأسي تدور أفكار شريرة &#33;

لسوف أطلب من أبي أن يطلّقني من هذا المخلوق الفظ &#33;

أنا أكرهه &#33;

مسحت نهري الدموع السائلين على وجنتي المحمرتين ، و قمت أطالع مشترياتي من السوق لهذا اليوم &#33;

كم كنت حمقاء ، و أنا أسرف في الشراء من أجل رجل فظ يدعى مجد &#33;

شعرت برغبة جنونية في التخلص من كل أشيائي ، و تمزيق ذلك الفستان الأحمر حتى الموت &#33;

( أجل واحد توني أعرفه من فترة بسيطة يبيني استأذنه إذا جيت أطلع &#33;
ما أقبل &#33; يا شينكم يا الرجال لا قمتوا تفرضوا سلطتكم على المرأة بذا الشكل الفظ &#33; )

بدت فكرة مذلّة ، و تعززت نفسي عن الرضوخ لها آنذاك ...

شغلت نفسي بعد ذلك بأمور أخرى ، إلى أن حلّت الساعة العاشرة مساءا

فتحت هاتفي المقفل ، رغبة منّي في ظبط المنبه ، و ما أسرع ما رن &#33;


( هذا مجدوه متّصل علي &#33; ما أبي أرد عليك &#33; رح عنّي &#33; )


تجاهلت الرنات الأولى ، و لكني حين لاحظت إصراره ، استجبت &#33;

قلت بنبرة حادة زاجرة ( و من غير نفس ) :

" نعم ؟ "

" أهلا حبيبتي &#33; أين أنت &#33;؟ "

( وين يعني ؟ في البيت الأبيض ؟ مع جورج الابن ؟؟ في غرفتي جالسة &#33; و إلا تظن إني طلعت السوق و لا استأذنت من سيادتكم ؟ )

" في المنزل "

" أعني ... لم كان هاتفك مقفلا طوال الوقت ؟؟ اتصلت قرابة المئة مرة &#33; "

( لا يا شيخ ؟ مئة مرّة وحدة ؟؟ مسكين &#33; و على إيه ذا كلّه ؟؟ وش بغيت منّي ؟ فيه أوامر أو نواهي جديدة ؟؟ )

قلت بغلاظة :

" نعم ؟ ماذا تريد ؟ "

" سآتي إليك &#33; "

( إيش ؟؟

تجيني ؟ وش قلت ؟؟ )

" ماذا ؟؟ "

" سآتي إليك الآن &#33; ثلث ساعة و أنا معك ، لا تنامي &#33; "

( أووه &#33; لحظة لحظة &#33; وين طاير &#33; أي تجيني أي داهية &#33; أنا مو مستعدّة &#33;

و بعدين أنا زعلانة منّك أصلا و لا أبي أشوف وجهك &#33; )

" الآن ؟؟ "

" نعم حبيبتي ، انتظريني "

و من ذهولي لم أجسر على قول شيء &#33;




( الحين مجدوه بيجيني &#33; مصيبة &#33; شعري مو مسشور &#33;&#33; ( مو مكوي ) رحت فيها &#33; بس وش يبي فيني هالوقت ؟؟ )


( و طيران على الحمّام ( الله يعزكم ) أغسل شعري و أحط فيه ( غرشة ) جل مثبّت و أشيل و أحط و ألوّن في وجهي بسرعة &#33;

و الله ما أدري كيف صار شكلي &#33; الله يستر &#33;

بهذلني ها الرجّال &#33; و الله ما عمري تلخبطت بذا الشكل إلا معه &#33;

بلوة &#33; اللي تنخطب يعينها ربّي &#33; على بالهم الرجاجيل المكياج و تسريح الشعر سهل ؟ كل ما ضربت في باله قال : أنا جاي لك ؟؟
لازم إعلام قبلها بيوم عشان نستعد &#33;
إيه ، إش وراه مجد ؟ يلبس الثوب و الغترة و يطير ببساطة &#33; )


تحب الفتاة المخطوبة ( و المرأة بصفة عامة ) أن تتزيّن ... للظهور أمام
( بعلها ) ... و ضيوفها بشكل عام

يجب على الرجال تقدير هذه النقطة و وضعها في الحسبان &#33;

واضح ؟؟





و الحين ...

بسرعة أبي أغيّر ملابسي ... إش ألبس ؟ ذا ... لا ذا ... لا ذا ...&#33;

و ما رسيت إلا على الفستان الأحمر اللي تعرفون &#33;








>>> في كثير من الأحيان ، ليس المهم الماهية ، إنما الكيفية &#33;

قد لا يكون ما ستخبر به خطيبتك مهما بمقدار الطريقة التي ستخبرها بها &#33;

يجب أن يكون التزام الطرفين تجاه بعضهما البعض ناجم عن احترام و تقدير متبادل لشخصيهما ، و ليس فقط لأنهما زوجان &#33;

الخلاصة : سأحترمك لانك شخص يستحق الاحترام ، و ليس لأنك شخص يجب علي احترامه &#33;


مفهوم ؟؟ <<<

يدق قلبي بسرعة رهيبة ، و أنا في انتظار تشريف خطيبي في زيارته المفاجئة هذه الليلة &#33;

لا أكاد أبرح موقف أمام المرآة ، أضبط زينتي و أرتب شعري الأجعد بطريقة تجعله يبدو في ( تسريحة جديدة &#33; )

( خلّصت علبة الجل فيه &#33; يا ربّي وش أسوّي مع ها الشعر ؟؟ يعني كل مرّة يجيني مجدوه لازم و حتما و لابد أكويه ؟؟ احترق &#33; و الله شغله &#33; إيه ... إش عليه هو ؟؟ شعره ناعم و سايح كأنه قطعة حرير ... &#33;
بالله رجّال شعره ناعم وش يسوّي فيه ؟؟ )



كنت قد تشاجرت مع خطيبي المبجّل بسبب غضبه مني ، لكوني قد خرجت ُ إلى السوق دون ( أخذ الإذن من سي السيّد &#33; )

( يا حبهم ذولا الرجال لفرض سيطرتهم &#33; الله خالقنهم كذا &#33; يموتوا على شي اسمه السيطرة &#33; لو لا كذا ، ما كان فيه شيء اسمه حرب ، و شي اسمه بوش ، و شي اسمه اسرائيل &#33; كل يوم بناية متفجرة ، كل يوم بيوت متهدمة ، كل يوم طائرة مخطوفة &#33; انا أحمّل الجنس الخشن مسؤولية الدمار اللي في العالم ... هم اللي قضوا على الكرة الأرضية ، و إلا كانت زينة يا حليلها بريئة تدور في أمان الله &#33;
أقول ... عن الكلام الزايد لا أصدّع لكم رؤوسكم &#33; )

قرع الجرس جعل قلبي يقشعر &#33;

( وصل مجدوه أخيرا &#33; الله يستر &#33; )



ذهبت لاستقباله عند المدخل ... و كنت مطأطئة رأسي ( و قالبة وجهي ، يعني زعلانة &#33; )

لمحته يبتسم &#33;

و أمطرني بعابارت الترحيب الحارة

" مساء الخير حبيبتي ... مساء القمر المنير ... مساء الجمال و الحب &#33; "

( أوووه &#33; طالع ذا وش يقول ؟ الظاهر إنه مبسوط و رايق &#33; يمكن نسى إنا تهاوشنا ؟؟ )

رفعت بصري مجددا إليه ثم غضضته ، لمحت باقة من الزهور في إحدى يديه &#33; ( أكيييد عشاني &#33; )

قلت بصوت خفيف و بارد :

" مساء النور ... تفضّل "

" تفضّلي حياتي "

و دخلنا إلى المجلس الذي اعتدنا اللقاء فيه ، و حين أغلقنا الباب ... مدّ يده إلى يدي و صافحني ...

و ...

مدّ رأسه إلى رأسي ... و قبّلني &#33;

و بعدييييييييين ؟؟


رفعت بصري إليه أريد أن أزجره بنظرة حارة منّي ، لكن ...

رأيت باقة الزهور تتحرّك باتجاهي ... و سمعته يقول :

" الورد للحبايب ... ( الزعلانين ) .. &#33; "




تشتت أي رغبة منّي للإعتراض على قبلته ، و حدّقت في الورود ... و تناولتها من يده بسرور &#33;


( الله ... حلوين هالوردات &#33; يا سلام &#33; أعشق الزهور ...
أقول مجدوه ... إذا السالفة فيها ورد ، أجل كل يومين بازعل &#33; و الله وناسة &#33; )

قلت بخجل :

" شكرا لك &#33; "

" ( و لو حبيبتي ... مين يستاهل الورد غيرك ؟؟ أصلا الورد مخلوق عشانك أنت &#33; ) "

( يا الله عااااد &#33; بدينا ؟؟ ما تجوزون عن طبعكم &#33; كلكم مثل بعض &#33; يعني يا حرب و دمار ، يا غزل و كلام مسموم ؟؟ آخ منكم &#33; )


جلسنا على المقعد الكبير ، متقاربين ( بصراحة ، متلاصقين &#33; بس مو شغلكم ) و أمسك خطيبي بيدي بعطف ... &#33;

كانت يدي الأخرى لا تزال ممسكة بباقة الورد ، تداعب بتلاتها المخملية العطرة ...

مضت لحظة صامتة ...

كنت أشعر بلمسات مجد ، و كذلك بنظراته المحدقة بي &#33;

( يا الله عاد &#33; أنا استحي لا تحدّق فيني كذا &#33; أوووه &#33; لا يكون قاعد تطالع بشعري المجعّد &#33; و الله فشلة &#33; أقول مجدوه ، إذا شعري مو عاجبك خذ ورودك و مع السلامة &#33; و الا عشان شعرك ناعم تبي تدلّع علي يعني ؟؟ بعدين أنت اكيد سألت أمك قبل تخطبني : البنت شعرها ناعم و إلا أجعد ؟ أدري بكم شباب ها الأيام ، تهمّكم أمور ربّي خلقها و ما اعطاها أي أهمية أو فرق ... )

بدأ أخيرا الحديث إذ قال :

" ( أجل الحبايب زعلانين ؟ ) "



ابتسمت ، و دفنت أنظاري بين الزهور &#33;


مجد حرك يده نحو وجهي و رفعه ( عنوة ) و هو يبتسم و يقول :

" هيّا أيتها الحلوة الغاضبة &#33; ما أجملك حين ( تزعلين ) &#33; أنا آسف &#33; "

تتسارع دقات قلبي ، تضطرب أنفاسي أحاول التملص ، أشيح بوجهي لكن مجد يعيده باتجاهه &#33;

" حبيبتي &#33; هيا قولي ( صافي يا لبن &#33; ) ، دعيني أسمع خذا الصوت الحلو ، و أرى ابتسامة هذا الوجه الجميل .... "


أكاد أنصهر من الحرارة &#33;

( مجدوه يالله وخّر &#33; إش فيك الليلة ؟؟ لا يكون مسخّن ؟؟ )

" ما هذا الجمال ؟ ما هذا الدلال ؟ كما الأميرة في فستانك الأحمر &#33;
( بصراحة تجننين &#33; ) لا ينقص هذا الوجه غير ابتسامة عذبة تريح قلبي و تبرد صدري &#33; "


( خلاص كفاية &#33; ما أقدر و الله ما أقدر &#33; آخ منّك يا مجود آآآخ &#33; )


و رغما عني ابتسمت ابتسامة طويلة أبت إلا أن تتربع على شفتي ّ بكل جرأة &#33;

لم أملك منع نفسي من ذلك ... صدّقوني ... و لا أدري أين تلاشى ( الزعل ) فجأة &#33;؟


" الله &#33; ما أجمل ابتسامتك &#33; الله ... كم أنا مرتاح &#33; "


عاد يمسك بيدي و يشد عليها ...

تأملت وجهه فرأيت مشاعر أجهل حقيقتها...

هل يحبّني مجد فعلا ؟؟

هل هو حريص على إرضائي ؟؟

هل يفعل كل الخطّاب هكذا ، فيما لو ( زعلت ) مخطوباتهم منهم ؟؟

( إيه ، أكيد يسووا كذا في البداية ، لكن بعدين ، عقب العرس ... اللي تزعل و تاخذ على خاطرها : بالطقاق &#33; مو صح ؟؟ لا تنكرون &#33; )


" محبوبتي ، انظري... سأريك شيئا "

قال مجد ذلك و استخرج من أحد جيوبه شيئا عرضه أمامي &#33;

إنها بطاقة الأحوال المدنية &#33;

حدّقت بها بشيء من الدهشة ، و أنا أرى اسمي مضافا إلى البطاقة ، تحت صفة : زوجة &#33;

أخذت البطاقة و تملّكتني رغبة في الضحك &#33;

قال :

" نقلت ُ اسمك إلى بطاقتي أخيرا &#33; "

( يا فرحتي &#33; يعني أطلع من بطاقة أبوي و أدخل في بطاقة بعلي ؟؟ لازم هالرجاجيل ورانا و رانا ؟؟ )

قلت :

" يعني أصبحت ُ زوجتك ؟؟ "

ضحك مجد و قال :

" طبعا زوجتي &#33; منذ ليلة العقد &#33; "

قلت مباشرة :

" ذكّرتني بالعقد &#33; أين هو ؟؟ "

" أحتفظ به في خزانتي "

" أريد أن أراه "

" حقا ؟ لم ؟ "

" حتى أتأكد من أنك زوجي بالفعل &#33; ( مو يمكن يطلع واحد ثاني و أنا مو دارية ) &#33; "

انفجر مجد ضاحكا و هو يقول :

" طبعا زوجك &#33; إلا ترين هذه البطاقة ؟؟ هذا مجد ، و هذه لمى &#33; "

( يعني فاكرني عمياء ؟ أدري هذا مجدوه ، و هذه أنا ، بس مالي شغل &#33; ما أصدّق إنك بعلي لين أشوف العقد &#33; يالله عاد ... وريني إياه "

قلت بدلال :

" هذا مجد حقا ؟ دعني أرى ؟؟ يشبهه قليلا ، لكنه على الطبيعة أجمل &#33; "

( آآآه &#33; يا ويلي &#33; انفلت لساني &#33; )

بعثرت نظراتي هنا و هناك ، من الخجل ، أما مجد ، ( ما صدّق سمع منّي كلمة حلوة &#33; و على طووول ... ... ... ؟؟ )

" أحقا &#33; أنا أجمل ؟ يا عمري "

إذا بيديه تمتدان حولي ، و تطوّقاني لبرهة ، أنا و باقة الورد &#33; "





لا أعرف لحظتها كيف شعرت &#33;

لكنني أرى يدي ترتجفان و أحس بخفقان قوي في صدري ... و أنفاس حارة تعبث في أنفي ، دخولا و خروجا &#33;

مجد ابتعد و أظنه ارتبك بعض الشيء ... أظن ذلك ... فهو قد تنحنح و تمتم بكلمات لا أذكرها &#33;

" أنا زوجك حبيبتي &#33; لا تخجلي منّي &#33; "



و مرت لحظة صامتة ساكنة ، طويلة ...




بعدها سمعته يقول ، و ربما لتلطيف الجو و بعثرة التوتر و تشويش الصمت :

" على فكرة لمى ، أرغب في الإحتفاظ بصورة لك &#33; "



تيقظّ انتباهي الذي تخدّر في اللحظات الماضية ، و لملمت أنظاري و وجّهتها نحو ( بعلي )

مجد كان يبتسم ، و وجهه محمر ...

لم أعرف كيف أتصرّف لحظتها غير أنني قلت :

" صورة لي ؟ "

" نعم حبيبتي &#33; حتى أراك كلّما شئت &#33; و الله الشاهد بأن صورتك أصلا لا تفارق عيني ّ و لا قلبي &#33; "


( لا لا لا &#33; الرجّال أكيد مسخّن &#33; أبي أجس حرارته &#33; ... أمد يدي و أحطها على جبينه ؟؟ لا ... أستحي &#33; ماني مادتنها &#33; أخاف منه &#33; )

قلت :

" أحقا ؟؟ "

" طبعا حبيبتي &#33; معي و في قلبي ليلا و نهارا "

( نفسي أقدر أصدّقك &#33; )

ابتسمت ، ثم قلت :

" حسنا سأحضرها ، بعد إذنك "

و كانت فرصة سانحة للهروب بعيدا &#33;



قمت مباشرة و بسرعة و غادرت الغرفة ، تاركة مجد ، و باقة الورود ، و البطاقة ، الثلاثة على المقعد الكبير &#33;


هربت إلى غرفتي و جلست على سريري ألتقط بعض الأنفاس و أعيد اللقطة الماضية &#33;

يا إلهي &#33;&#33;

أهذا يحدث مع كل المخطوبات ؟؟؟









كم كنت أنتظر اللحظة التي يطلب فيها مجد صورة لي &#33;

( لأن كل الخطاب يطلبون صور من خطيباتهم &#33; ليش ؟ و الله ما أدري &#33;
الحين هو إذا أخذها وين بيحطها ؟ و إش رح يسوي فيها ؟ أكيد ما رح يعرضها بغرفته ، قدام اللي داخل و إللي طالع &#33; يمكن يحطها بالخزانة ... و إذا حطها في الخزانة ما رح يشوفها إلا قليل ، يعني مرة كل كم يوم ، إذا تذكّرها &#33; يعني باختصار ليش ياخذها ؟؟ )


من أحد ألبومات صوري الحديثة ، اخترت ( أجمل صورة ) و قررت إعطائها إليه &#33;

( خسارة و الله &#33; ذي أحلى وحدة عندي ، بس ... لازم يشوفني في أحلى صورة &#33; ما تغلى عليه &#33; ... )


لكن ... ماذا عنّي أنا ؟؟

أنا أيضا أريد الاحتفاظ بصورة له &#33;


( يالله لا يروح فكركم بعيد ، مو عشان جمال طلعته البهية ، أقعد أتأمل فيها كل ليلة &#33; لا &#33; بس عشان وحدة بوحدة &#33; و بعدين المخطوبات كلّهم يسوون كذا &#33; ليش ؟؟ بعد ما أدري &#33; )












>>>

* الإحتفاظ بصورة للطرف الآخر ... ليست مجرّد ( تقليد ) متوارث &#33;

أليس مجرّد النظر إلى وجوه من تحب ، يجعلك سعيدا ؟؟

قريب ٌ من العين ... قريب ٌ من القلب &#33;

* * لو تدرك أي سحر تتركه الوردة في نفس المرأة ... لجعلت حياتها حديقة ً من الورود


( و ترى الورد مو أغلى من المجوهرات &#33; فاهمين ؟؟ )

<<<






_




_ موقف &#33; _






في إحدى المرّات ...

قررنا الذهاب إلى أحد المطاعم و شراء ( عشاء سفري ) و من ثم تناوله قرب الشاطىء &#33;

( الفكرة حلوة و من اختراعي &#33; )

ذهبنا إلى إحد المطاعم ، و الواقع على شارع شعبي مليء بالمطاعم ، و المحلات التجارية ، و الناس &#33;

مجد أوقف السيارة و قال :

" سأحضر العشاء و أعود مباشرة "

و نظر من حوله ، و بدا غير مرتاح من الموقف ، إلا أنه مستسلم &#33;

كرر :

" سأتركك هنا ، لحظات و أعود &#33; هل ستشعرين بالخوف ؟ "

( خوف ؟ و ليش عاد أخاف ؟ قالوا لك دجاجة ؟؟ )

" كلا &#33; مطلقا "

" حسنا ، لن أتأخر "

و غادر بعد أن أوصد الأبواب &#33;

( يعني حبسني داخل السيارة ، و المفاتيح فيها &#33; لا و بعد ، ترك جوّاله فيها &#33; )

( عاد أنا ما صدّقت خبر ... و رحت ألعب بأغراض السيارة ... كل شوي مرفعة و منزلة التكييف ، و أغير في المسجل من شريط إلى شريط ... و أفتح أي شي قدّامي ينفتح &#33; )

شعرت بسعادة غريبة و أنا أعبث بأغراض ( مجد ، بعلي الموقّر ) و أفتش في مخابئ السيارة &#33;

( بس الجوّال و الله ما لمسته &#33; لا تحسبوني متطفلة لها الدرجة عاد &#33; )

يحتفظ بعلي بمشط ، و زجاجة عطر ، و قلاّمة أظافر ، و بعض البطاقات و الأوراق و الأقلام ، و حتى العلك و الحلويات ، في الدرج الذي أمامي &#33;

قلبت هذه الأشياء جميعها ، و أعدت ترتيبها بسرور &#33;

( و الله وناسة الوحدة تفتّش أغراض بعلها &#33; ... يمكن هذه غريزة في المرأة &#33; ... و الله انبسطت كثييير &#33;
لا ، و بلعت لي كم شريحة علكة بعد &#33; ما فيها شي &#33; حلالي و مالي ، مو صح ؟؟ )


( بس ترى العطر اللي عنده مو بحلو &#33; أصلا عطورات الرجال كلها مثل بعض &#33; ما أدري إش يعجبهم فيها ؟؟ انا أفكّر أهدي هالبعل غرشة عطر ، بس ما لي خبرة فيها &#33; ما لي إلا كريموه أخليه يختار بذوقه &#33; بعدين مجدوه وش تفرق عنده ؟ المهم غرشة فيها ماي أصفر و السلام &#33; )



يبدو أن المطعم كان مزدحما ، إذ أن مجد تأخر قليلا ...

انهيت جولاتي العابثة في السيارة و صببت إهتمامي على الطريق ، و المارة ...


الكثير الكثير من الناس كانوا يعبرون الشارع ، و يتحركون في جميع الإتجاهات


مجموعة من الشبان وقفت على مقربة من السيارة ...


كانوا يتفرجون على الشارع ، و يتبادلون الأحاديث و الضحك &#33;


إنهم من النوع الذي لا يفخر المحترمون بمعرفتهم ، و لا يسرهم حتى النظر إليهم &#33;


( يعني من شباب ها الأيام الفاضين ... للأسف )


( قهروني و هم جالسين يضحكوا بأصوات عالية &#33; ما فيهم حتى ريحة الوقار ...


لحظات و إذا بمجد يعود &#33;


أشار لي أن أفتح الباب ، ثم دخل و وضع أكياس ( العشاء ) على المقعد الخلفي ...


" آسف لتأخري حبيبتي ، كان مزدحما &#33; "

" لا بأس &#33; "

" هل شعرت ِ بالملل ؟؟ "

" لا أبدا &#33; كنت ... أأ ... أستمع إلى الشريط &#33; "

( و لا لمست و لا شي بالسيارة ، مو صح ؟؟ )

" إذن ، هيا بنا "





و أخذ يحرّك شيئا ما في السيارة استعدادا للإنطلاق ، لكن ... السيارة لم تتحرك &#33;


محاولة ثانية ، و ثالثة ، و عاشرة ... دون جدوى &#33;

( يقول القير ، و البريك ، و ما أدري إيش &#33; عاد أنا وش فهّمني في السيارات و مصطلحاتها ؟؟ أنا امرأة انتاج سعودي مئة في المئة ، ما تفهم و لا شي في السيارات &#33; الله يبارك في .... ؟؟ خلني أسكت أحسن &#33; )

" لمى ... حرّكي هذا ، فلربما كانت في يدك البركة &#33; "


( و الله و مسكت هالـ ( هذا ) و حرّكته حسب توجيهات القائد ، أعني مجد ، بس و لا حركة و لا بركة و لا هم يحزنون &#33; السيارة مو متحركة يعني مو متحركة &#33; )



في البداية كان مجد يضحك ، أو بالأصح ( يتضاحك ) ، لكنه الآن بدا أكثر جدية ، و أخذ يحرك ( القير ) و يدوس على المكابح بعصبية &#33;


وصلتنا الآن ضحكات من أولئك الشبّان ...

مجد ألقى عليهم نظرة حانقة ، و زمجر :

" ألم تفكّر هذه اللعينة بالتعطّل إلا في هذا المكان ؟؟ "

و تابع محاولاته ، دون جدوى ...


بالنسبة لي ، كان الأمر مسليا و مدعاة للمرح و الضحك ...

أن تتعطّل سيارة خطيبك و أنت معه في قلب الطريق ، لهو شيء( يونّس ) ، لكن مجد ... بدأ يفقد أعصابه &#33;


أخذ يضرب السيارة ، و يشتمها ... و يرمي الشبّان بنظرة حارة من حين لآخر ... حتى شعرت أنا بالخوف &#33;


( إيه الحين خفت ... مو ذاك الحين ... ، أثاري مجدوه عصبي و دمّه حار و أنا مو دارية ؟؟ أوّل مرّة أشوفه معصّب ... الله يستر &#33; إيه اظهر على حقيقتك يا مجد ... خلني أشوف ... لا عصّبت وش يمكن تسوّي ؟؟ )


التزمت جانب الصمت ...

لم أصدر أي تعليق ، خشيت أن أتفوّه بعبارة تجعله يصرخ بوجهي &#33;



( باتصل على أخوي يجيني &#33; و الله خفت &#33; حابسيني داخل سيارة مع رجّال معصب و يضرب و يشتم &#33; ربّي الطف &#33; )



ثلاثة أرباع الساعة ... مضت و نحن على هذه الحال

اخيرا تجرّأت و سألت :

" ماذا سنفعل الآن ؟؟ "

قال :

" ما لم تتحرّك هذه اللعينة ، فسوف نتركها و نعود بطريقة أخرى... تبا لها من سيارة ... و تبا له من شارع ... "




الصدفة التي لم نكن نتوقّعها ، هي ظهور أحد أقارب مجد فجأة في الصورة &#33;


ما إن رآه مجد حتى خرج من السيارة و ناداه

ثم ذهب و تحدّث إليه ...

ثم عاد و طلب منّي الخروج ...

ثم أخذ أكياس العشاء ، و سرت معه نحو سيّارة أخرى ...

ركبناها و انطلقنا ، ذاهبين إلى منزلي &#33;




طوال الطرق ، كان مجد متوترا و يكرر :

" سيارة لعينة &#33; سأتخلّص منها قريبا &#33; "




كنت ُ أنا هادئة و ( ماسكة نفسي لا أنفجر ضحك عليه &#33; و الله يهبّل زوجي لا عصّب &#33; يا حليله &#33; أجل لا عصّب علي مرّة ، رح يتخلّص منّي ؟؟ و الله يسوّيها ولد أم مجد &#33; رجاجيل آخر زمن &#33; )


و الآن ماذا ؟؟


يدير أحد الأشرطة ( الغنائية ) لأحد المطربين ...


و يبدأ بالغناء معه ...


ثم يلتفت إلي ... و يهتف :


" يا عمري أنت ِ &#33; "












( أدري ... الرجال ضاربة فيوزه أكيد &#33; ... ما عليكم منّة &#33; بس و الله ... ترى أنا ما سوّيت شي بالسيارة ... يا دوب فتّشت الأدراج &#33; )











سمعته بعد ذلك يتّصل بقريبه و يقول :

" تصرّف معها ، و ابقها عندك حتى الغد &#33; سأسهر في بيت عمّي الليلة &#33; "










أقول لكم باقي السهرة و إلا يكفي كذا ؟؟




_
الموضوع الذي بدأ يسيطر بشكل مهول على تفكيري هو : الدبلة &#33;

( إيه الدبلة &#33; أحد عنده اعتراض ؟؟ و الله صار لنا مخطوبين فترة و ما فيه دبل ؟؟ لازم ألبس دبلة عشان أحس إني مخطوبة و إلا ترى بأخلي الناس يخطبوني &#33; )

مجد لم يأت ِ بسيرة الدبلة ( و الشبكة ) البتة... و صديقاتي كنّ يسألنني عن حفلة الخطوبة و ملحقاتها &#33;


( مواضيع تعجبنا موت إحنا يا البنات &#33; عاد أنا قررت إني أفتح هالموضوع الليلة ، لا جا بعلي على العشاء عندي &#33; )

كان مساء جميلا و قد ارتديت تنورة قصيرة بعض الشيء ، زرقاء اللون و ( بلوزة ) بدون أكمام &#33;

( هذولا شريتهم مع شجنوه ذاك اليوم &#33; و بتحريض منها و الله &#33; تقول لي : لازم تلبسين أشياء جذابة &#33; و إن الأزواج تعجبهم ملابس زي كذا &#33;
صحيح ؟؟ )

( و بصراحة كانوا حلوين كثير ، بس ترددت في لبسهم &#33; استحي يعني &#33; :خجل:
بس لا يروح بالكم بعيد ؟؟ تراهم ( شبه محتشمين ) &#33;

( الحين بلوزة بالعربي الفصيح إش يسمونها ؟؟ طيّب و التنورة ؟؟ )






قرع الجرس &#33;

إنه مجد &#33; ما أدق مواعيده ( بس في ذي الفترة ، زي ما انتوا عارفين &#33; )

كنت لا أزال قابعة أمام المرآة أضع ( اللمسات الأخيرة ) لزينتي &#33;

كم كنت متوترة &#33;

( أول مرة ألبس شيئ قصير كذا قدام مجدوه &#33; أخاف ما يروق له ؟ يا ويلك يا شجن لو فشّلني )

خرجت من غرفتي فصادفت أمي مقبلة إلي ، قلت :

" كيف أبدو ؟ "

و طبعا امي ابتسمت و قالت :

" وردة &#33; "

( تذكرون : القرد في عين أمّه غزال ؟؟ أكيد تذكرونها &#33; تصدقون للحين حازة في نفسي ؟؟ ما يبرد قلبي إلا لين أهاوش مجدوه عليها &#33; بس الحين وش جابها في بالي ؟؟ )

تابعت أمي :

" لقد ذهب كريم لاستقباله في المجلس " &#33;

( اوهوووه &#33; كريموه الملقوف ذا بعد &#33; أنا الحين بكبري مو قادرة أوقف على بعضي بها اللبس &#33; )

" ( يمّه قولي له يطلع &#33; ) "

" ماذا ؟ "

" رجاء ً أمي &#33; أريد أن أستقبله بمفردي &#33; "

نظرت أمي إلي نظرة شبه تفهّم ، و قالت :

" حسنا "

و ذهبت ، ثم عادت بعد قليل

" هيا يا لمى &#33; ( الجو خلا لك ) &#33; "

( و الله أمي خطيرة بعد &#33; ما دريت عنها &#33; )

ارتسمت ابتسامة خجل عفوية على فمي و تورّد خدّاي &#33;

قالت أمي :

" هيا عزيزتي &#33; "

عدت ُ إلى المرآة من جديد القي نظرة أخيرة على هندامي ، و شعرت بقلبي يضطرب &#33;

التفت إلى أمي مجددا و قلت :

" كيف أبدو ؟؟ "

" قلت لك غاية في الجمال و الأناقة عزيزتي ، هيا فالرجل ينتظر وحيدا &#33; "

أشرت ُ إلى ساقي ّ و أنا أقول :

" ألا تبدو ( تنورتي ) قصيرة أكثر مما يجب ؟؟ "

قالت أمي مشجّعة :

" بل هي مناسبة جدا ... "

قلت بسرعة :

" و ( بلوزتي ) ؟ ألا يجدر بي استبدالها ؟؟ "

" أوه يا عزيزتي إنها مناسبة جدا للتنورة فهيا امضي قدما ، لا يصح ترك الضيف وحيدا هكذا &#33; "

( بس أنا ما اقتنعت &#33; رحت و فتحت دولابي و طلّعت شال و حطّيته على كتفي &#33; كذا أشوى على الأقل &#33; أخاف يقول علي شي و إلا شي ؟؟ )

بعدها تمكنت قدمي من الإنطلاق ...

( مشيت بسرعة عشان لا أصادف كريموه بطريقي &#33; مستحيل أسمح يشوفني كذا &#33; أموت خجل ... عاد المجلس بآخر الدنيا &#33; مرّة ثانية بالبس عباتي لا طلعت من الغرفة &#33; و الله أضمن &#33; )




في المجلس ، و ما إن وطئت قدمي الأولى الأرضية ، حتى قفزت أنظار بعلي عليها &#33;

( لا حول ... مجدوه تأدّب &#33; )



استقبلني مجد استقبالا حارا &#33;

أمطرني بكلمات التحية و الترحيب ، و الحب &#33;



لم أكن في البداية أجرؤ على رفع عيني ّ عن الأرض ( بالأصح عن ساقي &#33; )

( يا ربّي أنا وش لي لابسة كذا ؟؟ وش يقول عني الحين ؟؟ وش يطالع فيه ؟؟ )


جلسنا بعد ذلك على نفس المقعد الذي نجلس عليه عادة ... و أحكمت لف الوشاح حولي &#33;

( و الله و جلست مو على بعضي &#33; مو قادرة أتحرك &#33; كلّه من شجنوه هي اللي حدّتني ألبس كذا &#33; بالله في حال مثل حالي ، وشلون أبي أفتح موضوع الدبل ؟؟ ما لي أمل &#33; أاجّل الموضوع للمرّة الجاية أحسن )

الكثير من الوقت مر قبل أن استرد شيئا من قوتي و أبدأ بالتجاوب مع أحاديث حطيبي بشكل طبيعي ...

و عندما هدأت ُ تماما بدأت أراقب نظراته ( وين تروح ؟؟ )

( و يكون بعلمكم ترى زوجي طلع مؤدب ، و عيونه ما فارقت عيوني ، لدرجة إني نسيت أصلا إني لابسة تنورة قصيرة شوي &#33; )


هل تعمّد هو تحاشي ذلك ؟ أم أن ملابسي لم ترق له ؟ أم إنني لم أبد ُ جذابة بها ؟؟

( وين كلامك يا شجن ؟ الظاهر زوجي لا له لا بالملابس و لا بالجاذبية و لا هم ينظرون &#33;
و أنا متعبة حالي و حارقة كم عصب من التوتر على الفاضي ... )


خرجت بعد مّدة لإحضار أطباق العشاء

( كلّه من صنع أمي الله يخليها لي &#33; و إلا أنا في الطبخ ما أسوى شي قدّامها &#33; و بعدين ذا موضوع ثاني نأجله لبعدين &#33; )


عندما عدت ، و جدت خطيبي و قد شغّل التلفاز و أخذ يقلّب في القنوات ...

أضفى التلفاز جوا مريحا على جلستنا حتى شعرت براحة تامة و كأن
( مجد مو موجود )

و لم تعد عيناي تراقبان نظراته كالسابق ، و لم أعد أضم رجلي و اخبئهما خلف بعضهما البعض خجلا &#33;


لكن ...

أثناء تغييره للقنوات مر مجد بقناة تعرض أغنية حديثة لأحد المطربين الخليجيين ، مع فيديو كليب &#33;

( و الله شوفة هذولا الناس ما تجيب إلا الشعور بالخزي ... من كونهم عرب و مسلمين &#33; وين نخبّي وجيهنا من نبينا لا جاء يوم القيامة يسألنا : هذا الدين اللي وصيتكم به ؟؟
أقول ... خلني أسكت أحسن لي ... و خلني أغيّر المحطة لأخبار العراق و مصايب العراق و الحسرة على العراق ... يمكن الواحد يكسب له حسنة و إلا ثنتين لا ساحت دمعة قهر من عينه على اللي يشوفه في هالمنكوبين ، و تعجز إيده إنها توصل لهم ؟؟ )



وصلت بتفكيري إلى العراق ... و استفقت ُ فجأة لأجد مجد لا يزال عند تلك القناة ، و الفيديو كليب &#33;


( مجدوه ؟ توني أقول عنّك مؤدب فشّلتني قدّام القراء &#33; غيّر المحطّة لا أفقأ عينك &#33; )

" ( إحم إحم ) &#33; نحن ُ هنا "

قلت ُ ذلك إريد أن ألفت انتباه بعلي إلى أنني موجودة و أرى ما يشاهد &#33;

بعلي ابتسم و قال :

" و هل يخفى القمر ؟؟ "

( لا و الله ؟ علينا الكلام ذا ؟ إما إنك ما عندك ذوق &#33; الحين أنا جالسة معك و شوي و أموت خجل عشان ثلاثة أرباع ساقي مكشوفة ، تقوم أنت تتفرج على الفيديو كليب ؟؟ )

مجد غيّر القناة

لا أدري إن كان قد لاحظ الانزعاج المرتسم على وجهي أم لا ... لا أدري إن كان فهم سببه أم لا ...

لكن تغييره للقناة أراحني

( لا يجي على بالكم إني غيرانة من شي و إلا شي ؟؟ لا أبدا بس الأشكال ذي تزعجني ، و بعدين أنا أحلى منهم كلهم &#33; حتى اسألوا مجد &#33; مو توّه قال عنّي قمر ؟؟ )

قلت بغيظ :

" مجدوه ... هل تحب مشاهدة أشياء كهذه ؟؟ "

و لا أشوف إلا وجه مجد متشقق بابتسامه هــــــــــا قدها &#33;

قال :

" ماذا قلت ِ حبيبتي ؟؟ "

قالها بلهفة أثارت استغرابي &#33;

كررت متعجّبة :

" أقول ... هل تعجبك أشياء كهذه ؟؟ "

" لا ، ماذا قلت ِ قبل ذلك ؟ "

" لم أقل شيئا &#33; "

" بلى حياتي &#33; قلت ِ : مجدوه هل تحب أشياء كهذه ؟ .. ( مجدوه طالعة من لسانك زي العسل &#33; ) "

( و أنا أقول وش فيه الرجال متشقق ؟؟ كل هذا عشان قلت مجدوه ؟؟ و الله أنا خبري الناس تزعل لا عوجوا أساميهم &#33; أجل لو قايلة لك مجّودي و إلا جودي و إلا ميجو ... وش صار بعقلك ؟؟ أكيد جن &#33; )

ابتسمت ابتسامة بسيطة ... مع ( شوية خجل مصطنع ، لأني من داخلي محترّة ) و ركّزت أنظاري على الأرض ، اعني على ساقي ، و اللتين كانتا مضمومتين ، ففرقتهما لأخفف الحرارة المنبعثة من جسدي من الغيظ ...
و حين رفعت نظري إليه مجددا قال مبتسما :

" لميوه &#33; "

ثم أخذ يضحك &#33;

( يالله عاد ... بلا حركات ، و بعدين أنا اسمي ينعوج لموه مو لميوه ... و من قال لك أصلا أني أقبل أحد يعوج اسمي ؟؟ هذا بدل ما تدلّعني تسميني لميوه ؟؟ )

كنت أريد أن أبدي اعتراضي و غضبي ، إلا إنني ضحكت رغما عنّي &#33;
و شر البلية ما يضحك &#33;

قال :

" سمعت ُ أنه جنى مبلغا خياليا من وراء هذه الأغنية ، فاستوقفت ُ عندها قليلا &#33; لا تعجبني أشياء كهذه يا حبيبتي لميوه و لا تهمّني ... إنها أشياء عامية و رخيصة ، معروضة لكل من هب و دب ، و أنا أحب الأشياء الخاصة الغالية ، التي يستحيل أن يراها شخص غيري &#33; "

و أخيرا وقعت عيناه من جديد على ساقي &#33;











>>> حقيقة لا يمكن إنكارها ...طبيعة في تكوين حواء ...
جميع النساء يسعين إلى لفت أنظار أزواجهن بطريقة أو بأخرى ...
الرجل الذي لا ينتبه إلى ما تحاول زوجته لفت أنظاره إليه ... هو رجل
( قصير النظر و الذوق &#33; )

إياك أن تنظر إلى أية إمرأة عبر أية وسيلة و أنت مع ( أو حتى بدون ) خطيبتك &#33;

ترى ياويلك &#33;






>>> نتابع >>> إن شاء الله >>></font>