<font color='#000000'>كنت مدعوة لحضور حفل زفاف إحدى زميلاتي في إحدى الصالات &#33;
لم يكن قد سبق لي و أن دخلت تلك الصالة ، ألا أنني أعرف موقعها بالوصف
كريم لم يكن متواجدا تلك الليلة ، و والدي مشغول ، كما و أنه ( ما له لا في صالات و لا في صالونات &#33; )

يعني أروح مع مييييين ؟ فكروا معي ...؟؟

مييين

ميين

مين ؟؟

؟
؟
؟

عبر الهاتف :

" لدي حفلة أرغب في حضورها الليلة ، في صالة ( أمسية ) ، لكن والدي و شقيقي كريم مشغولين &#33; "

" حفلة من ؟ "

" حفلة زواج إحدى زميلاتي في الجامعة &#33; الكثيرات سيذهبن ، و وددت الحضور معهن &#33; "

" إذن ، لن أستطيع زيارتك هذا المساء &#33; "

( يا برووودك يا مجد &#33; أقول لك أبي أروح حفلة ، و ما عندي أحد يوصّلني تقول لي ما تقدر تسهر معي ؟؟؟
يا أخي فتح مخّك شوي &#33; تعاااال و ودني &#33; )

و لأنه لم يبادر بتقديم العرض ( و أدري و لا رح يبادر و لا هم يحزنون ) قلت :

" أتعرف الطريق إلى صالة ( أمسية ) ؟؟ "

" أمسية ؟؟ أسمع بها للمرة الأولى &#33; "

( لا حول &#33; زين اسأل عنها ، تحرّك يا أخي قل باوصلك &#33; )

" إنني أعرف الطريق بالوصف ، فهل يمكنك أخذي إلى هناك ؟؟ "

( طلّعتها من قلبي على طول ، بلا لف و لا دوران &#33; وصّلني &#33; عسى بس فهمتها ؟؟ )

" آه ... بالتأكيد &#33; لا مشكلة لدي &#33; "

( أكيد لا مشكلة &#33; وش مشاكله الله يهديك &#33; خلاص يعني ؟ بتوصّلني ؟؟ حلووووو )

" شكرا &#33; إنني سأكون مستعدة عند التاسعة و النصف &#33; "



و عند التاسعة و النصف كان خطيبي عند الباب &#33;

( يا عيني عالدقّة في المواعيد &#33; تبي تعطيني انطباع عن التزامك ؟؟ ما أصدّق &#33; أكيد هذه حركات خطّاب تتبدل بعد الزواج &#33; مو صح ؟؟ )

كنت قد تزينت بأحلى زينة ، و أرتديت أجمل الثياب ، و بدوت في قمة الأناقة و الجمال ....

( عن الحسد عاد &#33; يالله ذكروا الله &#33; )

مكثنا في بيتنا لبعض الوقت ، فشياكتي هذه الليلة تستحق ( كم نظرة ) من خطيبي ( الملهوف &#33; )

( و الله جلس يحدّق فيني لين داخ &#33; ...
أقول ... حياتي ... لا تفرح هذا مو عشانك &#33; عشان الصالة و العرس &#33; خلّك مؤدّب أحسن لك &#33; )

و بعد فترة ، ذهبت إلى غرفتي و أجريت إتصالا بصديقتي شجن ، أخبرتني فيه بأنها متعبة و لن تحضر العرس ...

ارتديت عباءتي و أقبلت إليه قائلة :

" هيا بنا &#33; "

حملق مجد بي و ابتسم قائلا :

" تبدين مختلفة هكذا &#33; الله &#33; أنت ِ بالعباءة شيء ٌ مميّز &#33; "

( بسم الله &#33; وش فيه الرجال انهبل ؟؟ كل ذا عشان شافني بعابية ؟ لو دارية بتنجن علي كذا و الله لبستها من أوّل ليلة &#33; أمّا صحيح رجــــّـــــــــال &#33; )

ابتسمت له ابتسامة عذبة ، و سرنا جنبا إلى جنب ، و خرجنا من المنزل ، و ركبنا السيارة &#33;

شعور رهيب &#33;

أنا أركب السيارة في المقدمة إلى جوار ( رجل ما ) &#33;

أوووه ... كم يبدو ذلك مربكا &#33;

( حاسّة بوضعي مو طبيعي &#33; فيه شي غلط &#33; )

حتى مجد ، بدا عليه الإرتباك و الإنفعال ... إنها المرة الأولى التي نركب فيها السيارة سوية ...

سيارته كانت جميلة ، و صغيرة نسبيا

( بس لا تسألوني عن اسمها و نوعها ؟ ترى معلوماتي في السيارات قليلة &#33; ما أعرف إلا المرسيدس ( حقة أبوي ) ، و الماكسيما ( حقّة أخوي ) &#33; )


انطلقنا على بركة الله ... و انتابني شعور لذيذ بالفرحة و البهجة &#33;

( إيه &#33; الحين صدّقت إني مخطوبة بجد &#33; طلعات و سيارة و شوارع &#33; إيه كذا الخطوبة و إلا بلاش &#33; )

مجد كان يعبّر عن سعادته بضحكة ، أو ابتسامة ، أو جملة قوية &#33;

و كان يردد :

" لا أكاد أصدّق &#33; كم هذا رائع &#33; "

صحيح ... رائع &#33;

سار في الطريق الذي و صفته ، كما وصفه له أحد أصحابه ، و المؤدي إلى تلك الصالة ...

اقتربنا منها ... و لاحت لنا الأنوار المبهرجة ....

قال :

" هذه هي &#33; "

" نعم إنها هي &#33; "

" سأوصلك ، و أذهب إلى مكان قريب ... "

" لا تنسني &#33; فلا أبي و لا كريم موجدودين لإعادتي للمنزل &#33; "

" و هل يعقل هذا &#33; أنساك &#33;؟ مستحيل &#33; سأظل أحوم حول المنطقة إلى أن تتصلي بي و تطلبي حضوري &#33; "

( تحوم ؟؟ حلوة الكلمة ذي &#33; يا حليلك يا مجد &#33; أقول خطيبي ، و ش رايك أحوم معك ؟؟ و بلا عرس بلا وجع راس ؟؟ )

كانت فكرة كبرت في رأسي لحظتها ... و من رأسي قفزت إلى لساني &#33;

" أأأأ ... لقد غيّرت ُ رأيي &#33; لم أعد أرغب في حضور الحفلة &#33; "

نظر إلي مجد باستغراب &#33;

" ماذا ؟؟ "

" لا أريد حضورها &#33; "

" إذن .... ؟؟ "

" نحوم سوية &#33; "

مجد ضحك ، كان متفاجئا و مبتهجا جدا &#33;

قال :

" أتعنين ما تقولين ؟؟ "

" نعم &#33; أعني ما أقول &#33; "

ضحك مجددا ثم قال ، و هو يجتاز الصالة و يبتعد عنها :

" ربما تمزحين معي ؟؟ تكلمي بجد لمى &#33; أحقا لن تحضري ؟ "

" لن أحضر &#33; "

" ربما لا يوجد حفلة أصلا &#33; أكذلك ؟؟ "

( لا عاد &#33; مو لذي الدرجة &#33; بافتعل إنه فيه حفلة و باتزيّن و أتكشّخ و ألبس أحلى ما عندي ، بس عشان أطلع معاك بسيارة &#33; صحيح مو بعيد أسوّيها ... بس مو الليلة &#33; يمكن المرّة الجاية &#33; كذا جت من الله &#33; )

" بلى يوجد &#33; أتريد أن أريك البطاقة لتتأكد ؟؟ "

" كلا أصدّقك &#33; و لكنني متفاجىء &#33; "

" و ... هل هي مفاجأة حلوة &#33;؟ "

" حلوة فقط &#33; بل رائعة &#33; ما أروعك &#33; "









خلّوني انبسط الحين ، و أقول لكم وش صار بعدها بعدين &#33;





هذا سر &#33; :
عندما أخبرتني شجن بأنها لن تحضر، قررت ُ ألا أحضر أنا أيضا ... &#33;
ألا أنني احتفظت ُ بهذا القرار لنفسي ، حتى آخر لحظة &#33;&#33;

___</font>