<font color='#000000'>كنت مدعوة لحضور حفل زفاف إحدى زميلاتي في إحدى الصالات !
لم يكن قد سبق لي و أن دخلت تلك الصالة ، ألا أنني أعرف موقعها بالوصف
كريم لم يكن متواجدا تلك الليلة ، و والدي مشغول ، كما و أنه ( ما له لا في صالات و لا في صالونات ! )
يعني أروح مع مييييين ؟ فكروا معي ...؟؟
مييين
ميين
مين ؟؟
؟
؟
؟
عبر الهاتف :
" لدي حفلة أرغب في حضورها الليلة ، في صالة ( أمسية ) ، لكن والدي و شقيقي كريم مشغولين ! "
" حفلة من ؟ "
" حفلة زواج إحدى زميلاتي في الجامعة ! الكثيرات سيذهبن ، و وددت الحضور معهن ! "
" إذن ، لن أستطيع زيارتك هذا المساء ! "
( يا برووودك يا مجد ! أقول لك أبي أروح حفلة ، و ما عندي أحد يوصّلني تقول لي ما تقدر تسهر معي ؟؟؟
يا أخي فتح مخّك شوي ! تعاااال و ودني ! )
و لأنه لم يبادر بتقديم العرض ( و أدري و لا رح يبادر و لا هم يحزنون ) قلت :
" أتعرف الطريق إلى صالة ( أمسية ) ؟؟ "
" أمسية ؟؟ أسمع بها للمرة الأولى ! "
( لا حول ! زين اسأل عنها ، تحرّك يا أخي قل باوصلك ! )
" إنني أعرف الطريق بالوصف ، فهل يمكنك أخذي إلى هناك ؟؟ "
( طلّعتها من قلبي على طول ، بلا لف و لا دوران ! وصّلني ! عسى بس فهمتها ؟؟ )
" آه ... بالتأكيد ! لا مشكلة لدي ! "
( أكيد لا مشكلة ! وش مشاكله الله يهديك ! خلاص يعني ؟ بتوصّلني ؟؟ حلووووو )
" شكرا ! إنني سأكون مستعدة عند التاسعة و النصف ! "
و عند التاسعة و النصف كان خطيبي عند الباب !
( يا عيني عالدقّة في المواعيد ! تبي تعطيني انطباع عن التزامك ؟؟ ما أصدّق ! أكيد هذه حركات خطّاب تتبدل بعد الزواج ! مو صح ؟؟ )
كنت قد تزينت بأحلى زينة ، و أرتديت أجمل الثياب ، و بدوت في قمة الأناقة و الجمال ....
( عن الحسد عاد ! يالله ذكروا الله ! )
مكثنا في بيتنا لبعض الوقت ، فشياكتي هذه الليلة تستحق ( كم نظرة ) من خطيبي ( الملهوف ! )
( و الله جلس يحدّق فيني لين داخ ! ...
أقول ... حياتي ... لا تفرح هذا مو عشانك ! عشان الصالة و العرس ! خلّك مؤدّب أحسن لك ! )
و بعد فترة ، ذهبت إلى غرفتي و أجريت إتصالا بصديقتي شجن ، أخبرتني فيه بأنها متعبة و لن تحضر العرس ...
ارتديت عباءتي و أقبلت إليه قائلة :
" هيا بنا ! "
حملق مجد بي و ابتسم قائلا :
" تبدين مختلفة هكذا ! الله ! أنت ِ بالعباءة شيء ٌ مميّز ! "
( بسم الله ! وش فيه الرجال انهبل ؟؟ كل ذا عشان شافني بعابية ؟ لو دارية بتنجن علي كذا و الله لبستها من أوّل ليلة ! أمّا صحيح رجــــّـــــــــال ! )
ابتسمت له ابتسامة عذبة ، و سرنا جنبا إلى جنب ، و خرجنا من المنزل ، و ركبنا السيارة !
شعور رهيب !
أنا أركب السيارة في المقدمة إلى جوار ( رجل ما ) !
أوووه ... كم يبدو ذلك مربكا !
( حاسّة بوضعي مو طبيعي ! فيه شي غلط ! )
حتى مجد ، بدا عليه الإرتباك و الإنفعال ... إنها المرة الأولى التي نركب فيها السيارة سوية ...
سيارته كانت جميلة ، و صغيرة نسبيا
( بس لا تسألوني عن اسمها و نوعها ؟ ترى معلوماتي في السيارات قليلة ! ما أعرف إلا المرسيدس ( حقة أبوي ) ، و الماكسيما ( حقّة أخوي ) ! )
انطلقنا على بركة الله ... و انتابني شعور لذيذ بالفرحة و البهجة !
( إيه ! الحين صدّقت إني مخطوبة بجد ! طلعات و سيارة و شوارع ! إيه كذا الخطوبة و إلا بلاش ! )
مجد كان يعبّر عن سعادته بضحكة ، أو ابتسامة ، أو جملة قوية !
و كان يردد :
" لا أكاد أصدّق ! كم هذا رائع ! "
صحيح ... رائع !
سار في الطريق الذي و صفته ، كما وصفه له أحد أصحابه ، و المؤدي إلى تلك الصالة ...
اقتربنا منها ... و لاحت لنا الأنوار المبهرجة ....
قال :
" هذه هي ! "
" نعم إنها هي ! "
" سأوصلك ، و أذهب إلى مكان قريب ... "
" لا تنسني ! فلا أبي و لا كريم موجدودين لإعادتي للمنزل ! "
" و هل يعقل هذا ! أنساك !؟ مستحيل ! سأظل أحوم حول المنطقة إلى أن تتصلي بي و تطلبي حضوري ! "
( تحوم ؟؟ حلوة الكلمة ذي ! يا حليلك يا مجد ! أقول خطيبي ، و ش رايك أحوم معك ؟؟ و بلا عرس بلا وجع راس ؟؟ )
كانت فكرة كبرت في رأسي لحظتها ... و من رأسي قفزت إلى لساني !
" أأأأ ... لقد غيّرت ُ رأيي ! لم أعد أرغب في حضور الحفلة ! "
نظر إلي مجد باستغراب !
" ماذا ؟؟ "
" لا أريد حضورها ! "
" إذن .... ؟؟ "
" نحوم سوية ! "
مجد ضحك ، كان متفاجئا و مبتهجا جدا !
قال :
" أتعنين ما تقولين ؟؟ "
" نعم ! أعني ما أقول ! "
ضحك مجددا ثم قال ، و هو يجتاز الصالة و يبتعد عنها :
" ربما تمزحين معي ؟؟ تكلمي بجد لمى ! أحقا لن تحضري ؟ "
" لن أحضر ! "
" ربما لا يوجد حفلة أصلا ! أكذلك ؟؟ "
( لا عاد ! مو لذي الدرجة ! بافتعل إنه فيه حفلة و باتزيّن و أتكشّخ و ألبس أحلى ما عندي ، بس عشان أطلع معاك بسيارة ! صحيح مو بعيد أسوّيها ... بس مو الليلة ! يمكن المرّة الجاية ! كذا جت من الله ! )
" بلى يوجد ! أتريد أن أريك البطاقة لتتأكد ؟؟ "
" كلا أصدّقك ! و لكنني متفاجىء ! "
" و ... هل هي مفاجأة حلوة !؟ "
" حلوة فقط ! بل رائعة ! ما أروعك ! "
خلّوني انبسط الحين ، و أقول لكم وش صار بعدها بعدين !
هذا سر ! :
عندما أخبرتني شجن بأنها لن تحضر، قررت ُ ألا أحضر أنا أيضا ... !
ألا أنني احتفظت ُ بهذا القرار لنفسي ، حتى آخر لحظة !!
___</font>
مواقع النشر (المفضلة)