<font color='#000000'>سلام عليكم

. . . . . . . .


نتبادل الأحاديث المتنوعة، لا ليست متنوعة &#33; بل تدور حول بعض المحاور... أنا و خطيبي الجديد ( مجد ) &#33;

تنقضي ساعات طويلة و نحن نتحدّث، طبعا هو يحتل 90% من الكلام &#33;

( بلاني ربي بهالرجال &#33; يا أخي اسكت شوي &#33; دوشت راسي &#33; عطني فرصة أسمّعك صوتي &#33;)

و رغم أنها كانت ( وليمة ) تلك التي وضعتها أمامه على الطاولة، ألا أنه لم يتناول منها إلا القليل...&#33;

ربّما خطيبي لا يحب الأكلات الحالية ، أو ربّما لم يعجبه ما قدّمت، أو ... ربما معدته ممتلئة بالطعام، كما فمه ممتلىء بالكلام &#33;

" أشعر بالجوع &#33; "

أرأيتم &#33;

( أكيد تجوع &#33; بعد كل هالكلام و الثرثرة &#33; )

" أحقا ؟ أنت جائع &#33; ؟؟ "

" نعم &#33; فأنا لم أتناول عشاء ً هذه الليلة &#33; "

( و الله فشلة &#33;&#33; الرجّال جايني يبي يتعشّى معي و أنا ما عملت حسابي &#33; و جايبة له بسكويت و كيك و الدنيا كلها و هو أصلا يبي عشاء &#33; وهّقتني &#33;)

" سوف...أطلب عشاء ً من أحد المطاعم &#33; "

" أوه كلا &#33; ... لا داعي "

" بلى سأفعل &#33; أنا أيضا لم أتناول عشائي &#33; "

( و هو كان عندي أصلا نفس أو بال للأكل ؟ أو وقت حتّى ؟؟ يدوب لحّقت على الكوافير &#33;
و لا غذاء و لا عشاء و لا هم يأكلون &#33; )

" إذا كان الأمر كذلك، فلا بأس &#33; "

و طلبت من شقيقي احضار عشاء لنا &#33;

(و أنا وش درّاني أنه جاي مو متعشّي ؟ و بعدين أنا أصلا ما أحب الطبخ &#33; يعني كل مرّة باجيب له من مطعم جديد و نمشّي الحال &#33; )

و رغم ذلك، لم يتناول سوى القليل من تلك الوجبة &#33;

(يمكن استحى منّي &#33; يا أخي اكل عشان أنا بعد آكل &#33; تراني ميتة جوع &#33; )

بعد العشاء، عدنا لمحاور أحاديثنا السابقة...

هو يتكلّم ، و أنا أسمع، و أراقب &#33;

الآن أملك جرأة أكبر، و أستطيع ابقاء نظري على نظره فترة أطول &#33;

عيناه جميلتان &#33;

( إيه جميلتين &#33; ما لكم شغل &#33; زوجي و بأتامل فيه بكيفي &#33; عندكم اعتراض ؟؟ )

و بصراحة ...

أنفه جميل أيضا &#33;

باختصار، زوجي وسيم &#33; توني أكتشف &#33;

جبينه عريض، عيناه واسعتان، أنفه طويل و دقيق... و ابتسامته مميزة &#33;








يا بنات ...


لو سمحوا يعني ...


من غير مطرود &#33;


يتبع
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

السلام عليكم


. . . . . . . . . .

من عادتنا أن ( نحلّي ) بعد العشاء &#33;

لم تكن الكعكة من صنع يدي ( طلبت من أخوي يشتريها على عجل &#33; و جاب لي وحدة شكلها مغري، و عليها قطع فراولة &#33; عاد أنا ما أحب الفراولة &#33; كذا يا كريم ؟؟ )

قربت الطبق من مجد، فتناوله و شكرني ...

كنت على وشك غرس الشوكة في كعكتي حين رأيت شوكته هو تطير باتجاه فمي &#33;

" اللقمة الأولى لك ِ يا زوجتي &#33; "

( نعم ؟؟ إش تقول ؟ ما سمعت &#33;؟ )

و انتظر مني أن أفتح فمي و آكلها &#33;

(يالله عاد &#33; بلا دلع &#33; قالوا لك طفلة عشان تلقّمني .. و بعدين القطعة اللي بالشوكة فيها فراولة ، و أنا ما أحب الفراولة &#33; دِق ريوس لو سمحت &#33; )

طأطأت رأسي خجلا ... و ( أقفلت فمي )

(و بالمفتاح بعد &#33; )

لكن بعلنا في الله مصر جدا أن أتناول القطعة &#33;

" هيا لمى &#33; لا تخجلي &#33; أنا زوجك &#33; كليها الآن &#33; "

( زين باكلها ، بس خلهم يشيحوا وجيههم عني &#33; يالله غمضوا كلّكم &#33; وش عاجبنكم يعني ؟ أوّل مرّة تشوفوا خاطب يأكّل خطيبته ؟؟ )

و ابتلعت تلك الفراولة دون قضم &#33;

( وش فيكم تطالعوني ؟؟ لا يكون تنتظروني أأكله هو بعد &#33; لا و الله ؟ دا بُعدُكم &#33; )

لم أجرؤ على إطعامه مثلما فعل &#33; لكني شعرت بدغدغة في معدتي &#33;

( أكيد هذه الفراولة عملت عمايلها &#33; )



قبيل خروجه، بعد سهرة طويلة عريضة ، سألني مجد :

" متى تفضلين أن أزورك؟ غدا أم بعد الغد ؟؟ "

(بها السرعة؟ ما زهقت منّي ؟؟&#33; :خجل: )

قلت :

" غدا أفضل "

و ابتسم هو بسرور &#33;

(أقول عيوني ، لا يروح فكرك بعيد &#33; مو عشاني متلهفة عليك &#33; ، لا &#33; بس عشان هالمئة ريال اللي خسّرتها على كوي شعري &#33; باخلّيه دون غسيل لين أشوفك &#33; )

افترقنا على وعد اللقاء غدا...

أمي كانت قلقة بشأني، و بمجرّد أن انصرف ... سألتني :

" كيف وجدته ؟؟ "

يا أمي العزيزة... شخص جاء إلى الدنيا قبل مجيئي بعدة أعوام، و عاش على الأرض سنوات و سنوات.. دون أن أعلم أنا بوجدوه ، و فجأة.. بين عشية و ضحاها، بل بين دقيقة و أختها، تحوّل إلى زوجي &#33;

و صار له حقوق كثيرة علي، و علي واجبات كثيره له &#33;

كيف لي أن أحكم عليه من مجرد لقائين اثنين &#33;

" لا أعرف&#33; لا أستطيع الحكم الآن &#33; "

" أحقا &#33; ألم تأخذي أي انطباع عنه ؟؟ "

" بلى، و لكن ... لا أريد أن أحكم بالإنطباع، سأقرر ما إذا كنت سأستمر معه أو أنفصل عنه بعد عدّة لقاءات &#33; "

(باخذ راحتي للآخر &#33; هذا زواج مو لعبة أطفال &#33; )

لم يطمئن جوابي والدتي، و أظنها ظلّت قلقة بشأني عدّة أيام...



صباح اليوم التالي، سألتني صديقتي شجن :

" أخبريني... كيف عريسك ؟ هل تغيّر شيء ؟؟ "

كنت حائرة ماذا أقول، ربّما أصدرت حكما قاسيا في البداية، لكنّه كما تقول أمي و يقول الجميع ، مجرّد ردة فعل أولية متوقّعة من فتاة تقابل ( بعلها ) للمرّة الأولى في الحياة &#33;


"يبدو طيبا، و حسن المظهر، سأعطيه فرصة أكبر ليثبت لي جدارته بي &#33; "

تضحك شجن من تعقيبي ، فيحمر وجهي خجلا &#33;

" صدّقيني يا لمى، هذا النفور سيزول و تألفه نفسك مع الوقت &#33; إنه أمر من صنع الإله جل شأنه &#33; "

هل صحيح ذلك ؟

هل ينجذب أي خطيبين إلى بعضهما البعض و يحبان بعضهما البعض ؟

هل يجب أن يحبّا بعضهما البعض ؟&#33;

هل سأحب مجد ذات يوم ؟؟




ما أن اقترب المساء حتى ساءت حالة جهازي الهضمي &#33;

و أكثر .. كدت ُ أبكي من القلق و الخوف ...

وقفت أمام المرآة أعيد صبغ وجهي بالماكياج مرّة بعد أخرى، محاولة الظهور بأجمل شكل ممكن &#33;
فبالأمس، كنت ُ فاتنة &#33;

(و الله ابتليت بك أنا يا مجد &#33; أنت تجي على الجاهز و أنا أحترق على أعصابي &#33; الله لا يبارك في اللي اخترعت الماكياج و وهّقتنا &#33; )

لماذا على المرأة أن تتزيّن &#33;

( أحسدكم يا الرجال &#33; )

انتهيت من وضع اللمسات الأخيرة و أسرعت إلى المطبخ ...

" أمي كيف أبدو ؟ "

ابتسمت والدتي و قالت :

" وردة &#33; "

شعرت بسرور و رضا

كانت أمّي تعد العشاء لضيفنا المميز &#33;

(تدرون أني ما أحب الطبخ &#33; الله يبارك في الوالدة &#33; )

لحظات، و إذا بعريسي مقبل ...

طبعا لم أشعر بنفس درجة الإرتباك السابقة، لكنني لا زلت متوتّرة &#33;

و الشيء الذي زاد من توتّري هذه المرّة هو أنه أحضر لي هديّة &#33;

( أيه ، كذا الخطّاب و إلا بلاش &#33; كثّر منها الله يبارك فيك &#33; )

" هذه لك &#33; "

تناولت الهديّة المغلفة بخجل ، و ابتسمت ، و نسيت أن أشكره &#33;

( بصراحة ما عرفت إش أقول &#33; بس مو مشكلة، بعدين أشكره &#33; )

تحدّث كالعادة في أمور شتّى، و كنت أنتظر منه أي التفاتة إلى مظهري &#33;

( يعني ما قلت لي لا قمرة و لا نجمة و لا حتى مذنّب &#33; أكيد ما عجبتك &#33; أف .. يبي لي كورس مكثّف في الماكياج &#33; )

هذه المرّة أصبحت بإحباط ... ليس فقط لأنه لم يعلّق على مظهري، بل و لأنه لم يطلب منّي الجلوس بقربه، و لم يبادر بإطعامي الكعك ، و لم يتحدّث عن علاقتنا ...

بل دخل في محاضرة عسكرية &#33;

( الظاهر الرجّال مل منّي خلاص &#33; أو يمكن عشان توّه شافني البارح ما لحق يشتاق لي ؟؟
( أقول ... مجد ... يا تقول لي كلمة حلوة ، يا باروح أنام أبرك لي &#33; و أخليك أنت و عساكرك &#33; جالسة بالساعات قدّام المراية و مضيعة نهاري عشان وجهك &#33; )






>> متى يدرك الرجال ، أن المرأة تعشق الإطراء &#33; و أن قلوب النساء في آذانهن &#33;؟؟ <<

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

~ و نعم المثل &#33; ~


لم تنبس شفتا خطيبي عن كلمة إطراء واحدة تلك الليلة&#33;
مضت الساعات و هو يتحدّث أحاديث لا يهمّني سماعها في وقت أنا بحاجة فيه لسماع بعض المديح &#33;
(بالأصح : الغزل )
و لمّا فقدت الأمل في الحصول على ما أريد تلقائيا منه، قررت أن (استخرج) الكلمة منه ( غصب &#33; )

انتهزت فرصة صمت هو فيها( لأنه مسترسل في الكلام مثل الراديو&#33;) و قلت ( بشوية دلال )

" يا ترى ... ما هو رأيك بي ؟ أو انطباعك عنّي حتى اليوم ؟ "

و فتحت أذني ّ ( على مصارعيها ، إلا على فكرة، وش يعني مصراع ؟ أصلا ما لها دخل بالإذن &#33; هي شي خاص بالباب بس أنا استعرتها الحين &#33;المفرد = مصراع، و الجمع = مصاريع &#33; لا حول &#33; مو كأنها كلمة هبلة شوي ؟؟ )

فتحت أذني على ( مصاريعهما ) و اصغيت باهتمام شديد جدا ...

يهمني كثيرا أن أعرف رأي خطيبي بي &#33; لا لن أقول رأيا، بل لأقل: انطباعا...
و لابد ، و بالتأكيد ... هو أيضا يتساءل في أعماقه : ما هو رأي لمى بي &#33;

خطيبي قال :

" مع مرور الوقت سنتعرّف على بعضنا أكثر.. و نعرف عن بعضنا كل شيء &#33; "

( أدري &#33; ما يحتاج تقول لي ، بس لو سمحت عطني انطباعك الأول &#33; الشي الوحيد اللي تقدر تحكم عليه الآن هو مظهري &#33; يالله قوووول ، قمر و إلا مو قمر ؟؟ )

قلت :

" بالتأكيد &#33; لكن ... لحد اليوم، ما هو انطباعك عني و كيف وجدتني ؟؟ "

( قمر &#33; مو صح ؟؟ )

قال :

" بداية أنا لا تهمّني المظاهر و الجمال، و حين طلبت من والدتي اختيار عروس لي أكّدت عليها البحث عن صاحبة الأخلاق الطيبة .. "

( هذه مدحة &#33; يعني أنا صاحبة الأخلاق الطيبة &#33; حلو )

تابع قائلا :

" الأخلاق أولا ، ثم الجمال، يعني 80 % أخلاق، و 20 % جمال يكفي "

( وش قصدك يعني ؟؟ أنا جمالي بس 20 % ؟؟؟ )

أزعجتني هذه الجملة، لكنها لا شيء أمام الجملة التالية &#33;

" الأخلاق هي من تصيّر المرء جميلا ، فكما يقول المثل : (القرد في عين أمه غزال &#33;) "


( قرد &#33;؟؟ تقول قرد ؟؟ لا تكون تقصدني أنا ؟؟ و الله إنك عديم الذوق و مالت عليك و على أمثالك و تشبيهاتك ... )

قال :

" أليس كذلك ؟؟ "

( و بعد تبيني أأكد كلامك ؟؟ أورّيك يا ولد أم مجد، و الله ما أعدّي هذه الإهانة عليك ... يا بليد يا عديم الذوق &#33; )

كان يجب عليه أن يختار ( أمثالا ) مناسبة ، تصلح للذكر في غرفة مغلقة تحوي خطيبين يريان بعضهما للمرة الثالثة فقط &#33;

أنا لا أدري إن كان هذا المثل ( القبيح ) قد خرج من لسانه عفويا دون قصد، أم أنه يشير إلى شيء ما ...

لكنني لا أقبل مثل هذا التشبيه &#33;

ما هي العلاقة بين :

( ما رأيك بي ؟ ) و ( القرد في عين أمه غزال ؟ )

أخبروني أنتم ؟؟؟

قلت بغضب :

" و الضب في عين زوجته حصان &#33; "

( وحدة بوحدة ، العين بالعين و البادي أظلم &#33; )

أي شخص يملك نصف عقل سينتبه لمعنى ما قلت &#33; لذا، صمت مجد و نظر إلي مطوّلا ثم قال معتذرا :

" أنا لم أقصد شيئا ... إنني فقط أضرب لك مثلا "

قلت بعناد :

" و أنا أيضا لم أقصد شيئا &#33; أضرب لك مثلا &#33; "

(بالذمّة ما لقيت غير ها المثل تقوله قدّامي في ها الوقت ؟؟ يا أخي انتبه لألفاظك ... إذا هذه من أوّلها أجل بكرة وش رح تقول لي ؟؟ )

لو توقفنا أطول عند هذه اللحظة، لأنحرف مسار علاقتنا الذي بالكاد انطلق ... مجد استدرك الموقف ، فابتسم و قال :

" إنها مجرد أمثال &#33; القصد ، هو أن الأخلاق الحميدة هي الأهم ، و هي التي تغطي عن أي عيب في المرء ، و الله يوفقنا و يبارك رباطنا معا "

استجبت أنا لتغطيته هذه ، و تجاهلت ( القرد ) ... ( تجاهل و ليس نسيان &#33; )

لكن... لا تزال الكلمة مغروسة في صدري كالدبّوس &#33;

( دبّوس ، مو خنجر &#33; بس ما أقدر أنساها و رب الكون، هذا المثل هو أوّل مثل ينطق به خطيبي ، ردا على أول سؤال أسأله إياه : وش رايك فيني &#33; بالذمة مو شي يجرح و حتى لو من غير قصد ؟؟ )

و إن كتب لي العيش معه خمسين سنة قادمة ، فأنا لن أنسى ( القرد في عين أمه غزال ) و لسوف أجعله يدفع ثمنها حين يشيب &#33;




>> إن كنت َ لا تعرف، فالفتاة المخطوبة هي وتر مشدود عن آخره &#33; أتفه همسة تهزّه ، و أبسط لمسة تقطعه &#33; رفقا بالقوارير &#33; <<



_

في إحدى المرات .. كنا على موعد للقاء أنا و خطيبي المبجل
كان ذلك بعد بضعة أيام من اللقاء السابق
طوال الأيام تلك ، كنا نتبادل مكالمات الهاتف و الرسائل ، و لأكون صادقة ، كنت أشعر بالسعادة كلما أرسل لي خطيبي بيت شعر عاطفي &#33;
( أدري مو هو اللي مألفنه بس دامه مرسلنه لي أنا يعني كأنه مألفنه عشاني &#33; )

هي أفكار تدور في رؤوس الفتيات &#33;
ما أشد حبنا نحن للكلام المعسول ، رغم أننا ندرك في أعماق عقولنا فضلا عن قلوبنا أنه مجرّد كلام في كلام &#33;

( بعد ها الكم يوم ، و ها الكم رساله ، حن قلبي على خطيبي شوي و غيّرت رأيي فيه &#33; يمكن الرجّال من جد حبني من النظرة الأولى &#33; أقصد الثانية &#33; )

أردت إعداد أمسية مميزة من أجل الخطيب العاشق هذا &#33;

ذهبت إلى محل الزهور و اقتنيت مجموعة رائعة منها ، وضعتها على الطاولة أمام المقعد الوثير الذي يجلس عليه مجد عادة

قضيت فترة لا بأس بها في التزين و تصفيف شعري ، و هي من أصعب المهام التي أنجزها في حياتي &#33;
مع ذلك ، و للمرة الأولى في الحياة ، شعرت بسرور ، و استطعمت كي شعري و وضع المساحيق &#33;

( طبعا &#33; كلّه عشان عاشقنا ... يستاهل &#33; )

رغم أنني كنت مرهقة و لم أنل قسطي الوافي من النوم البارحة ، ألا أنني أعددت لسهرة طويلة و حميمة &#33;
و صنعت كعكة لذيذة .. صممت على أن أطعمه منها بيدي &#33;
( حركات دلع &#33; ما لكم شغل &#33; )



استقبلت خطيبي عند الباب ... و كان مسرورا جدا و بادر بمصافحتي ، و تقبيل يدي &#33;
( وش فيها يعني ؟؟ زوجي شرعا و قانونا &#33; أحد عنده اعتراض ؟؟ )

و رغم الاستقبال الجميل، ألا أنه لم ينطق بكلمة إطراء لمظهري ...
( يالله عاد بلا بخل &#33; قل أي شي ... ترى و الله متعبة نفسي أتزيّن لك &#33; ما تشوف ؟؟ )


حسنا ، لا بأس ... ربّما جمالي فوق مستوى الذكر و الوصف &#33;
( أحد عنده اعتراض ؟؟ و إلا بس غيرة بنات ؟؟ )

ماذا عن الورود ؟؟
ألا تبدو جميلة و مبهرة ؟؟ لقد اشتريتها بمبلغ محترم من أجل عينيك &#33; هيا انظر و قل و لو كلمة إعجاب واحدة &#33;

و يبدو أن الزهور أيضا لا تثير انتباه هذا الرجل &#33;
( الله يعيننا عليك يا عديم النظر &#33; )



كفتاة مخطوبة في بداية تعرّفها على خطيبها ، و في غاية الفضول لمعرفة انطباعه عنها .. كنت أدقق التأمل في كل حركاته ، و أتعمد لفت نظره إلى حركاتي &#33;

طوال السهرة و أنا في انتظار شيء ما ...
في انتظار ما قد يقوله لي ... من كلام معسول ، سواء حقيقي أو مجرد مجاملة &#33;
أتراه يكرر الإدعاء بأنه يحبني ؟؟

" هذه الكعكة من صنع يدي &#33; يجب أن تلتهمها كاملة &#33; "

قلت ذلك بدلال ، و خطيبي ابتسم و قال :

" بالتأكيد &#33; "

و بدأ يلتهم الكعك &#33;

( اصبر يا أخي &#33; أبي أأكلك أول لقمة بنفسي &#33; وش فيك ملهوف &#33; لا يكون جوعان و مو متعشي ؟؟ )

" لم أتناول عشائي بعد &#33; "

( إيه &#33; أنا قلت هاللهفة لهفة مجاعة و العياذ بالله &#33; و أنت ها شغلك كل مرّة تجيني جوعان &#33; )

قلت أنا مباشرة :

" و لا أنا &#33; ما رأيك في وجبة من أحد المطاعم ؟ "

أيد الفكرة ، و خلال دقائق كانت الوجبة أمامنا

لم أكن أتوقّع أن يأتي ( على معدة فاضية ) و حتى لو كنت أعلم ، لم يكن الوقت ليسعفني لإعداد عشاء له

( و بعدين هو جايني أنا و إلا جاي يتعشى ؟ مرّة ثانية باخلّيه يجي متأخر أكثر عشان أضمن أنه يتعشى في بيتهم &#33; )

بهد العشاء، شعرت بخمول ، و بملل أيضا ...

تركت كأسي عصير طازج على الطاولة ، نبلل بهما حلقينا من حين لآخر ...

( و العشاء و هذا أنت تعشيت &#33; يالله طلّع كلام حلو من معدتك &#33; أقصد قلبك &#33; مع أني متأكدة أن قلبك في معدتك حالك حال كل الرجال &#33; )

وجهت بصري إلى الزهور و قلت أخيرا :

" ما رأيك بها ؟؟ جميلة أليس كذلك ؟ "

( عل ّ و عسى أخينا في الله يحس و يتحرّك &#33; )

" نعم جميلة &#33; "

" إنها طبيعية ، و لها رائحة جميلة &#33; "

و انتزعت وردة حمراء من بينها و أخذت أشمها بدلال ، ثم قرّبتها منه &#33;

" شم &#33; "

( إنما الأعمال بالنيات &#33; )

بعلي .. أخذ الوردة و شمّها ، و أيّد كلامي ...

أخذتها منه ، و قمت بخطوة جريئة لا أعرف من أين امتلكت الجرأة للإقدام عليها &#33;

وضعتها في جيبه ، قرب قلبه &#33;


ابتسم خطيبي ... و دقق النظر إلي

( أخيرا حسّيت &#33; يا برودك يا أخي &#33; متزينة لك و جايبة ورد و كيك و عصير و حركات و أنت مثل الكنبة &#33; تحرّك شوي &#33; )


نزع الوردة من جيبه ، و وضعها على الطاولة...

تصرّفه هذا أحبطني كثيرا ، و جعلني أتخلى عن فكرة لفت انتباهه نهائيا ...

ابتعدت عنه ، و استندت إلى المعقد و دخلت في تفكير عميق ...

" أين شرذت مخطوبتي الحلوة ؟ "

ابتسمت ابتسامة واهية و قلت :

" لا شيء "

نعم لا شيء ... سوى أنني لم أعد أرغب في بقائك ، فهل لا خرجت و تركت لي الفرصة للنوم ؟؟

الآن فقط ، مد يده و أمسك بيدي ، و تغيّرت تعبيرات وجهه ...

( توّك تحس ؟؟ فات الأوان ... خلاص فيني النوم و لو سمحت رح بيتكم )

واقع الأمر ، كنت أنظر إلى الوردة المرمية على الطاولة ...

أنها لا تختلف عني كثيرا ... شيء جميل و مهمل ...

خطيبي نظر إلى الساعة، ثم نطق ببيت شعر غزلي ، لا أذكره و لم يهمّني ... ، و تثاءب &#33;

نظرته للساعة و تثاؤبه يعنيان أنه على وشك الرحيل ...

" سأدعك ِ لترتاحي الآن ، و نلتقي مجددا إن شاء الله &#33; "

و عند الباب، قام بواجبه الروتيني بمصافحتي ( على الطاير ) ، و هم بالخروج ...

حانت منه التفاتة إلى الطاولة ، حيث كأسي العصير ... فقال :

" سآخذ كأسي معي لأتم شربه &#33; "

و عاد إلى الطاولة ، و أخذه ، ثم غادر ...

على نفس الطاولة ، ظلّت الوردة الحمراء مرمية بإهمال و كآبة و خيبة ... تماما كما ارتميت أنا على المقعد ... و انخرطت في بكاء ليس كمثله بكاء...

أهذا كل ما عناك في الأمر ...؟؟

أن تشرب العصير ......؟؟

هل ملأت معدتك جيدا ؟؟

إذن ...

نوما هنيئا ... و مع ألف سلامة






>>> الوردة ...
هي بالنسبة للمرأة عالم من الجمال و العواطف ...
و بالنسبة للرجل ... كائن ميت مصيره إلى سلة المهملات &#33; <<<



___</font>