<font color='#000000'>سلام عليكم
. . . . . . . .
نتبادل الأحاديث المتنوعة، لا ليست متنوعة ! بل تدور حول بعض المحاور... أنا و خطيبي الجديد ( مجد ) !
تنقضي ساعات طويلة و نحن نتحدّث، طبعا هو يحتل 90% من الكلام !
( بلاني ربي بهالرجال ! يا أخي اسكت شوي ! دوشت راسي ! عطني فرصة أسمّعك صوتي !)
و رغم أنها كانت ( وليمة ) تلك التي وضعتها أمامه على الطاولة، ألا أنه لم يتناول منها إلا القليل...!
ربّما خطيبي لا يحب الأكلات الحالية ، أو ربّما لم يعجبه ما قدّمت، أو ... ربما معدته ممتلئة بالطعام، كما فمه ممتلىء بالكلام !
" أشعر بالجوع ! "
أرأيتم !
( أكيد تجوع ! بعد كل هالكلام و الثرثرة ! )
" أحقا ؟ أنت جائع ! ؟؟ "
" نعم ! فأنا لم أتناول عشاء ً هذه الليلة ! "
( و الله فشلة !! الرجّال جايني يبي يتعشّى معي و أنا ما عملت حسابي ! و جايبة له بسكويت و كيك و الدنيا كلها و هو أصلا يبي عشاء ! وهّقتني !)
" سوف...أطلب عشاء ً من أحد المطاعم ! "
" أوه كلا ! ... لا داعي "
" بلى سأفعل ! أنا أيضا لم أتناول عشائي ! "
( و هو كان عندي أصلا نفس أو بال للأكل ؟ أو وقت حتّى ؟؟ يدوب لحّقت على الكوافير !
و لا غذاء و لا عشاء و لا هم يأكلون ! )
" إذا كان الأمر كذلك، فلا بأس ! "
و طلبت من شقيقي احضار عشاء لنا !
(و أنا وش درّاني أنه جاي مو متعشّي ؟ و بعدين أنا أصلا ما أحب الطبخ ! يعني كل مرّة باجيب له من مطعم جديد و نمشّي الحال ! )
و رغم ذلك، لم يتناول سوى القليل من تلك الوجبة !
(يمكن استحى منّي ! يا أخي اكل عشان أنا بعد آكل ! تراني ميتة جوع ! )
بعد العشاء، عدنا لمحاور أحاديثنا السابقة...
هو يتكلّم ، و أنا أسمع، و أراقب !
الآن أملك جرأة أكبر، و أستطيع ابقاء نظري على نظره فترة أطول !
عيناه جميلتان !
( إيه جميلتين ! ما لكم شغل ! زوجي و بأتامل فيه بكيفي ! عندكم اعتراض ؟؟ )
و بصراحة ...
أنفه جميل أيضا !
باختصار، زوجي وسيم ! توني أكتشف !
جبينه عريض، عيناه واسعتان، أنفه طويل و دقيق... و ابتسامته مميزة !
يا بنات ...
لو سمحوا يعني ...
من غير مطرود !
يتبع
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
السلام عليكم
. . . . . . . . . .
من عادتنا أن ( نحلّي ) بعد العشاء !
لم تكن الكعكة من صنع يدي ( طلبت من أخوي يشتريها على عجل ! و جاب لي وحدة شكلها مغري، و عليها قطع فراولة ! عاد أنا ما أحب الفراولة ! كذا يا كريم ؟؟ )
قربت الطبق من مجد، فتناوله و شكرني ...
كنت على وشك غرس الشوكة في كعكتي حين رأيت شوكته هو تطير باتجاه فمي !
" اللقمة الأولى لك ِ يا زوجتي ! "
( نعم ؟؟ إش تقول ؟ ما سمعت !؟ )
و انتظر مني أن أفتح فمي و آكلها !
(يالله عاد ! بلا دلع ! قالوا لك طفلة عشان تلقّمني .. و بعدين القطعة اللي بالشوكة فيها فراولة ، و أنا ما أحب الفراولة ! دِق ريوس لو سمحت ! )
طأطأت رأسي خجلا ... و ( أقفلت فمي )
(و بالمفتاح بعد ! )
لكن بعلنا في الله مصر جدا أن أتناول القطعة !
" هيا لمى ! لا تخجلي ! أنا زوجك ! كليها الآن ! "
( زين باكلها ، بس خلهم يشيحوا وجيههم عني ! يالله غمضوا كلّكم ! وش عاجبنكم يعني ؟ أوّل مرّة تشوفوا خاطب يأكّل خطيبته ؟؟ )
و ابتلعت تلك الفراولة دون قضم !
( وش فيكم تطالعوني ؟؟ لا يكون تنتظروني أأكله هو بعد ! لا و الله ؟ دا بُعدُكم ! )
لم أجرؤ على إطعامه مثلما فعل ! لكني شعرت بدغدغة في معدتي !
( أكيد هذه الفراولة عملت عمايلها ! )
قبيل خروجه، بعد سهرة طويلة عريضة ، سألني مجد :
" متى تفضلين أن أزورك؟ غدا أم بعد الغد ؟؟ "
(بها السرعة؟ ما زهقت منّي ؟؟! :خجل: )
قلت :
" غدا أفضل "
و ابتسم هو بسرور !
(أقول عيوني ، لا يروح فكرك بعيد ! مو عشاني متلهفة عليك ! ، لا ! بس عشان هالمئة ريال اللي خسّرتها على كوي شعري ! باخلّيه دون غسيل لين أشوفك ! )
افترقنا على وعد اللقاء غدا...
أمي كانت قلقة بشأني، و بمجرّد أن انصرف ... سألتني :
" كيف وجدته ؟؟ "
يا أمي العزيزة... شخص جاء إلى الدنيا قبل مجيئي بعدة أعوام، و عاش على الأرض سنوات و سنوات.. دون أن أعلم أنا بوجدوه ، و فجأة.. بين عشية و ضحاها، بل بين دقيقة و أختها، تحوّل إلى زوجي !
و صار له حقوق كثيرة علي، و علي واجبات كثيره له !
كيف لي أن أحكم عليه من مجرد لقائين اثنين !
" لا أعرف! لا أستطيع الحكم الآن ! "
" أحقا ! ألم تأخذي أي انطباع عنه ؟؟ "
" بلى، و لكن ... لا أريد أن أحكم بالإنطباع، سأقرر ما إذا كنت سأستمر معه أو أنفصل عنه بعد عدّة لقاءات ! "
(باخذ راحتي للآخر ! هذا زواج مو لعبة أطفال ! )
لم يطمئن جوابي والدتي، و أظنها ظلّت قلقة بشأني عدّة أيام...
صباح اليوم التالي، سألتني صديقتي شجن :
" أخبريني... كيف عريسك ؟ هل تغيّر شيء ؟؟ "
كنت حائرة ماذا أقول، ربّما أصدرت حكما قاسيا في البداية، لكنّه كما تقول أمي و يقول الجميع ، مجرّد ردة فعل أولية متوقّعة من فتاة تقابل ( بعلها ) للمرّة الأولى في الحياة !
"يبدو طيبا، و حسن المظهر، سأعطيه فرصة أكبر ليثبت لي جدارته بي ! "
تضحك شجن من تعقيبي ، فيحمر وجهي خجلا !
" صدّقيني يا لمى، هذا النفور سيزول و تألفه نفسك مع الوقت ! إنه أمر من صنع الإله جل شأنه ! "
هل صحيح ذلك ؟
هل ينجذب أي خطيبين إلى بعضهما البعض و يحبان بعضهما البعض ؟
هل يجب أن يحبّا بعضهما البعض ؟!
هل سأحب مجد ذات يوم ؟؟
ما أن اقترب المساء حتى ساءت حالة جهازي الهضمي !
و أكثر .. كدت ُ أبكي من القلق و الخوف ...
وقفت أمام المرآة أعيد صبغ وجهي بالماكياج مرّة بعد أخرى، محاولة الظهور بأجمل شكل ممكن !
فبالأمس، كنت ُ فاتنة !
(و الله ابتليت بك أنا يا مجد ! أنت تجي على الجاهز و أنا أحترق على أعصابي ! الله لا يبارك في اللي اخترعت الماكياج و وهّقتنا ! )
لماذا على المرأة أن تتزيّن !
( أحسدكم يا الرجال ! )
انتهيت من وضع اللمسات الأخيرة و أسرعت إلى المطبخ ...
" أمي كيف أبدو ؟ "
ابتسمت والدتي و قالت :
" وردة ! "
شعرت بسرور و رضا
كانت أمّي تعد العشاء لضيفنا المميز !
(تدرون أني ما أحب الطبخ ! الله يبارك في الوالدة ! )
لحظات، و إذا بعريسي مقبل ...
طبعا لم أشعر بنفس درجة الإرتباك السابقة، لكنني لا زلت متوتّرة !
و الشيء الذي زاد من توتّري هذه المرّة هو أنه أحضر لي هديّة !
( أيه ، كذا الخطّاب و إلا بلاش ! كثّر منها الله يبارك فيك ! )
" هذه لك ! "
تناولت الهديّة المغلفة بخجل ، و ابتسمت ، و نسيت أن أشكره !
( بصراحة ما عرفت إش أقول ! بس مو مشكلة، بعدين أشكره ! )
تحدّث كالعادة في أمور شتّى، و كنت أنتظر منه أي التفاتة إلى مظهري !
( يعني ما قلت لي لا قمرة و لا نجمة و لا حتى مذنّب ! أكيد ما عجبتك ! أف .. يبي لي كورس مكثّف في الماكياج ! )
هذه المرّة أصبحت بإحباط ... ليس فقط لأنه لم يعلّق على مظهري، بل و لأنه لم يطلب منّي الجلوس بقربه، و لم يبادر بإطعامي الكعك ، و لم يتحدّث عن علاقتنا ...
بل دخل في محاضرة عسكرية !
( الظاهر الرجّال مل منّي خلاص ! أو يمكن عشان توّه شافني البارح ما لحق يشتاق لي ؟؟
( أقول ... مجد ... يا تقول لي كلمة حلوة ، يا باروح أنام أبرك لي ! و أخليك أنت و عساكرك ! جالسة بالساعات قدّام المراية و مضيعة نهاري عشان وجهك ! )
>> متى يدرك الرجال ، أن المرأة تعشق الإطراء ! و أن قلوب النساء في آذانهن !؟؟ <<
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
~ و نعم المثل ! ~
لم تنبس شفتا خطيبي عن كلمة إطراء واحدة تلك الليلة!
مضت الساعات و هو يتحدّث أحاديث لا يهمّني سماعها في وقت أنا بحاجة فيه لسماع بعض المديح !
(بالأصح : الغزل )
و لمّا فقدت الأمل في الحصول على ما أريد تلقائيا منه، قررت أن (استخرج) الكلمة منه ( غصب ! )
انتهزت فرصة صمت هو فيها( لأنه مسترسل في الكلام مثل الراديو!) و قلت ( بشوية دلال )
" يا ترى ... ما هو رأيك بي ؟ أو انطباعك عنّي حتى اليوم ؟ "
و فتحت أذني ّ ( على مصارعيها ، إلا على فكرة، وش يعني مصراع ؟ أصلا ما لها دخل بالإذن ! هي شي خاص بالباب بس أنا استعرتها الحين !المفرد = مصراع، و الجمع = مصاريع ! لا حول ! مو كأنها كلمة هبلة شوي ؟؟ )
فتحت أذني على ( مصاريعهما ) و اصغيت باهتمام شديد جدا ...
يهمني كثيرا أن أعرف رأي خطيبي بي ! لا لن أقول رأيا، بل لأقل: انطباعا...
و لابد ، و بالتأكيد ... هو أيضا يتساءل في أعماقه : ما هو رأي لمى بي !
خطيبي قال :
" مع مرور الوقت سنتعرّف على بعضنا أكثر.. و نعرف عن بعضنا كل شيء ! "
( أدري ! ما يحتاج تقول لي ، بس لو سمحت عطني انطباعك الأول ! الشي الوحيد اللي تقدر تحكم عليه الآن هو مظهري ! يالله قوووول ، قمر و إلا مو قمر ؟؟ )
قلت :
" بالتأكيد ! لكن ... لحد اليوم، ما هو انطباعك عني و كيف وجدتني ؟؟ "
( قمر ! مو صح ؟؟ )
قال :
" بداية أنا لا تهمّني المظاهر و الجمال، و حين طلبت من والدتي اختيار عروس لي أكّدت عليها البحث عن صاحبة الأخلاق الطيبة .. "
( هذه مدحة ! يعني أنا صاحبة الأخلاق الطيبة ! حلو )
تابع قائلا :
" الأخلاق أولا ، ثم الجمال، يعني 80 % أخلاق، و 20 % جمال يكفي "
( وش قصدك يعني ؟؟ أنا جمالي بس 20 % ؟؟؟ )
أزعجتني هذه الجملة، لكنها لا شيء أمام الجملة التالية !
" الأخلاق هي من تصيّر المرء جميلا ، فكما يقول المثل : (القرد في عين أمه غزال !) "
( قرد !؟؟ تقول قرد ؟؟ لا تكون تقصدني أنا ؟؟ و الله إنك عديم الذوق و مالت عليك و على أمثالك و تشبيهاتك ... )
قال :
" أليس كذلك ؟؟ "
( و بعد تبيني أأكد كلامك ؟؟ أورّيك يا ولد أم مجد، و الله ما أعدّي هذه الإهانة عليك ... يا بليد يا عديم الذوق ! )
كان يجب عليه أن يختار ( أمثالا ) مناسبة ، تصلح للذكر في غرفة مغلقة تحوي خطيبين يريان بعضهما للمرة الثالثة فقط !
أنا لا أدري إن كان هذا المثل ( القبيح ) قد خرج من لسانه عفويا دون قصد، أم أنه يشير إلى شيء ما ...
لكنني لا أقبل مثل هذا التشبيه !
ما هي العلاقة بين :
( ما رأيك بي ؟ ) و ( القرد في عين أمه غزال ؟ )
أخبروني أنتم ؟؟؟
قلت بغضب :
" و الضب في عين زوجته حصان ! "
( وحدة بوحدة ، العين بالعين و البادي أظلم ! )
أي شخص يملك نصف عقل سينتبه لمعنى ما قلت ! لذا، صمت مجد و نظر إلي مطوّلا ثم قال معتذرا :
" أنا لم أقصد شيئا ... إنني فقط أضرب لك مثلا "
قلت بعناد :
" و أنا أيضا لم أقصد شيئا ! أضرب لك مثلا ! "
(بالذمّة ما لقيت غير ها المثل تقوله قدّامي في ها الوقت ؟؟ يا أخي انتبه لألفاظك ... إذا هذه من أوّلها أجل بكرة وش رح تقول لي ؟؟ )
لو توقفنا أطول عند هذه اللحظة، لأنحرف مسار علاقتنا الذي بالكاد انطلق ... مجد استدرك الموقف ، فابتسم و قال :
" إنها مجرد أمثال ! القصد ، هو أن الأخلاق الحميدة هي الأهم ، و هي التي تغطي عن أي عيب في المرء ، و الله يوفقنا و يبارك رباطنا معا "
استجبت أنا لتغطيته هذه ، و تجاهلت ( القرد ) ... ( تجاهل و ليس نسيان ! )
لكن... لا تزال الكلمة مغروسة في صدري كالدبّوس !
( دبّوس ، مو خنجر ! بس ما أقدر أنساها و رب الكون، هذا المثل هو أوّل مثل ينطق به خطيبي ، ردا على أول سؤال أسأله إياه : وش رايك فيني ! بالذمة مو شي يجرح و حتى لو من غير قصد ؟؟ )
و إن كتب لي العيش معه خمسين سنة قادمة ، فأنا لن أنسى ( القرد في عين أمه غزال ) و لسوف أجعله يدفع ثمنها حين يشيب !
>> إن كنت َ لا تعرف، فالفتاة المخطوبة هي وتر مشدود عن آخره ! أتفه همسة تهزّه ، و أبسط لمسة تقطعه ! رفقا بالقوارير ! <<
_
في إحدى المرات .. كنا على موعد للقاء أنا و خطيبي المبجل
كان ذلك بعد بضعة أيام من اللقاء السابق
طوال الأيام تلك ، كنا نتبادل مكالمات الهاتف و الرسائل ، و لأكون صادقة ، كنت أشعر بالسعادة كلما أرسل لي خطيبي بيت شعر عاطفي !
( أدري مو هو اللي مألفنه بس دامه مرسلنه لي أنا يعني كأنه مألفنه عشاني ! )
هي أفكار تدور في رؤوس الفتيات !
ما أشد حبنا نحن للكلام المعسول ، رغم أننا ندرك في أعماق عقولنا فضلا عن قلوبنا أنه مجرّد كلام في كلام !
( بعد ها الكم يوم ، و ها الكم رساله ، حن قلبي على خطيبي شوي و غيّرت رأيي فيه ! يمكن الرجّال من جد حبني من النظرة الأولى ! أقصد الثانية ! )
أردت إعداد أمسية مميزة من أجل الخطيب العاشق هذا !
ذهبت إلى محل الزهور و اقتنيت مجموعة رائعة منها ، وضعتها على الطاولة أمام المقعد الوثير الذي يجلس عليه مجد عادة
قضيت فترة لا بأس بها في التزين و تصفيف شعري ، و هي من أصعب المهام التي أنجزها في حياتي !
مع ذلك ، و للمرة الأولى في الحياة ، شعرت بسرور ، و استطعمت كي شعري و وضع المساحيق !
( طبعا ! كلّه عشان عاشقنا ... يستاهل ! )
رغم أنني كنت مرهقة و لم أنل قسطي الوافي من النوم البارحة ، ألا أنني أعددت لسهرة طويلة و حميمة !
و صنعت كعكة لذيذة .. صممت على أن أطعمه منها بيدي !
( حركات دلع ! ما لكم شغل ! )
استقبلت خطيبي عند الباب ... و كان مسرورا جدا و بادر بمصافحتي ، و تقبيل يدي !
( وش فيها يعني ؟؟ زوجي شرعا و قانونا ! أحد عنده اعتراض ؟؟ )
و رغم الاستقبال الجميل، ألا أنه لم ينطق بكلمة إطراء لمظهري ...
( يالله عاد بلا بخل ! قل أي شي ... ترى و الله متعبة نفسي أتزيّن لك ! ما تشوف ؟؟ )
حسنا ، لا بأس ... ربّما جمالي فوق مستوى الذكر و الوصف !
( أحد عنده اعتراض ؟؟ و إلا بس غيرة بنات ؟؟ )
ماذا عن الورود ؟؟
ألا تبدو جميلة و مبهرة ؟؟ لقد اشتريتها بمبلغ محترم من أجل عينيك ! هيا انظر و قل و لو كلمة إعجاب واحدة !
و يبدو أن الزهور أيضا لا تثير انتباه هذا الرجل !
( الله يعيننا عليك يا عديم النظر ! )
كفتاة مخطوبة في بداية تعرّفها على خطيبها ، و في غاية الفضول لمعرفة انطباعه عنها .. كنت أدقق التأمل في كل حركاته ، و أتعمد لفت نظره إلى حركاتي !
طوال السهرة و أنا في انتظار شيء ما ...
في انتظار ما قد يقوله لي ... من كلام معسول ، سواء حقيقي أو مجرد مجاملة !
أتراه يكرر الإدعاء بأنه يحبني ؟؟
" هذه الكعكة من صنع يدي ! يجب أن تلتهمها كاملة ! "
قلت ذلك بدلال ، و خطيبي ابتسم و قال :
" بالتأكيد ! "
و بدأ يلتهم الكعك !
( اصبر يا أخي ! أبي أأكلك أول لقمة بنفسي ! وش فيك ملهوف ! لا يكون جوعان و مو متعشي ؟؟ )
" لم أتناول عشائي بعد ! "
( إيه ! أنا قلت هاللهفة لهفة مجاعة و العياذ بالله ! و أنت ها شغلك كل مرّة تجيني جوعان ! )
قلت أنا مباشرة :
" و لا أنا ! ما رأيك في وجبة من أحد المطاعم ؟ "
أيد الفكرة ، و خلال دقائق كانت الوجبة أمامنا
لم أكن أتوقّع أن يأتي ( على معدة فاضية ) و حتى لو كنت أعلم ، لم يكن الوقت ليسعفني لإعداد عشاء له
( و بعدين هو جايني أنا و إلا جاي يتعشى ؟ مرّة ثانية باخلّيه يجي متأخر أكثر عشان أضمن أنه يتعشى في بيتهم ! )
بهد العشاء، شعرت بخمول ، و بملل أيضا ...
تركت كأسي عصير طازج على الطاولة ، نبلل بهما حلقينا من حين لآخر ...
( و العشاء و هذا أنت تعشيت ! يالله طلّع كلام حلو من معدتك ! أقصد قلبك ! مع أني متأكدة أن قلبك في معدتك حالك حال كل الرجال ! )
وجهت بصري إلى الزهور و قلت أخيرا :
" ما رأيك بها ؟؟ جميلة أليس كذلك ؟ "
( عل ّ و عسى أخينا في الله يحس و يتحرّك ! )
" نعم جميلة ! "
" إنها طبيعية ، و لها رائحة جميلة ! "
و انتزعت وردة حمراء من بينها و أخذت أشمها بدلال ، ثم قرّبتها منه !
" شم ! "
( إنما الأعمال بالنيات ! )
بعلي .. أخذ الوردة و شمّها ، و أيّد كلامي ...
أخذتها منه ، و قمت بخطوة جريئة لا أعرف من أين امتلكت الجرأة للإقدام عليها !
وضعتها في جيبه ، قرب قلبه !
ابتسم خطيبي ... و دقق النظر إلي
( أخيرا حسّيت ! يا برودك يا أخي ! متزينة لك و جايبة ورد و كيك و عصير و حركات و أنت مثل الكنبة ! تحرّك شوي ! )
نزع الوردة من جيبه ، و وضعها على الطاولة...
تصرّفه هذا أحبطني كثيرا ، و جعلني أتخلى عن فكرة لفت انتباهه نهائيا ...
ابتعدت عنه ، و استندت إلى المعقد و دخلت في تفكير عميق ...
" أين شرذت مخطوبتي الحلوة ؟ "
ابتسمت ابتسامة واهية و قلت :
" لا شيء "
نعم لا شيء ... سوى أنني لم أعد أرغب في بقائك ، فهل لا خرجت و تركت لي الفرصة للنوم ؟؟
الآن فقط ، مد يده و أمسك بيدي ، و تغيّرت تعبيرات وجهه ...
( توّك تحس ؟؟ فات الأوان ... خلاص فيني النوم و لو سمحت رح بيتكم )
واقع الأمر ، كنت أنظر إلى الوردة المرمية على الطاولة ...
أنها لا تختلف عني كثيرا ... شيء جميل و مهمل ...
خطيبي نظر إلى الساعة، ثم نطق ببيت شعر غزلي ، لا أذكره و لم يهمّني ... ، و تثاءب !
نظرته للساعة و تثاؤبه يعنيان أنه على وشك الرحيل ...
" سأدعك ِ لترتاحي الآن ، و نلتقي مجددا إن شاء الله ! "
و عند الباب، قام بواجبه الروتيني بمصافحتي ( على الطاير ) ، و هم بالخروج ...
حانت منه التفاتة إلى الطاولة ، حيث كأسي العصير ... فقال :
" سآخذ كأسي معي لأتم شربه ! "
و عاد إلى الطاولة ، و أخذه ، ثم غادر ...
على نفس الطاولة ، ظلّت الوردة الحمراء مرمية بإهمال و كآبة و خيبة ... تماما كما ارتميت أنا على المقعد ... و انخرطت في بكاء ليس كمثله بكاء...
أهذا كل ما عناك في الأمر ...؟؟
أن تشرب العصير ......؟؟
هل ملأت معدتك جيدا ؟؟
إذن ...
نوما هنيئا ... و مع ألف سلامة
>>> الوردة ...
هي بالنسبة للمرأة عالم من الجمال و العواطف ...
و بالنسبة للرجل ... كائن ميت مصيره إلى سلة المهملات ! <<<
___</font>
مواقع النشر (المفضلة)