<font color='#000000'>السلام عليكم


............



كان ذلك بعد أسبوع من حفلتنا &#33;


كنا جالسين في المجلس كالمعتاد عندما قال مجد ( فجأة ) :


" حبيبتي ... الغذاء غدا في بيتنا "


" ماذا ؟؟؟ "


" نعم حياتي . أنت ِ مدعوّة للغذاء معنا في البيت &#33; ماذا تودّين أن نطهو لأجلك ؟؟ "


( اوهوووو ... الحين أنت من صجّك تبيني أروح أتغذى معاكم هناك ؟؟ لا ماني &#33; أسسسستحي &#33; )


" لا تكلّفوا أنفسكم العناء مجدي &#33; لا داعي لذلك &#33; "


( وش اللي ما له داعي ؟؟ أقول لك معزومة على الغذا تقولين ما له داعي ؟؟ حلوة ذي &#33; )


" بلى لمى &#33; والدتي تنتظر الغد من زمن &#33; لطالما طلبت منّي أن أدعوك للغذاء في بيتنا و كنت ُ أؤجل الأمر ... و قد سألتني عن أطباقك المفضّلة كي تعدها لك &#33; "


( و الله بلوة &#33; أنا بروحي لا شفت أمّك أنصهر خجل ... وشلون أبي أجلس و أتغذّى معها و أطق سوالف ...؟؟ عاد مجدوه و اللي يخلي لي حواجبك لعراض هذولا ... اعفيني من المهمّة &#33; )


" لم لا نؤجّل الموضوع لوقت آخر ؟ "


" و لم التأجيل عزيزتي ؟؟ ماذا أقول لأمي ؟ إنها تتوقع حضورك غدا "


( و إلا يعني ما تبين تتغذين معانا ؟؟ ترى طبخ أمّي أحلى طبخ ذقته بحياتي &#33; )


فشلت ُ في محاولة التملّص من هذه الدعوة المباغتة ، و استسلمت للأمر &#33;


( و بعدين مجدوه مع وجهه الحلو ... ما قال لي إلا آخر لحظة ؟ ليش ما عطاني خبر قبلها بأسبوعين ثلاثة عشان اتهيأ نفسيا ؟؟ و اعمل حسابي ... تراها أوّل مرّة أتغذّى معاهم &#33; )



في اليوم التالي و من الصباح الباكر ، كنت أعمل في المطبخ &#33;

وددت تحضير كعكة مميّزة آخذها معي ... للتحلية بعد الغذاء &#33;

( بين قوسين ، مو أنا اللي سوّيتها بس ساعدت الوالدة عليها &#33; و طلع شكلها يجنن و لله &#33; )

قضيت فترة لا بأس بها في المطبخ ... و لم أتناول غير بعض الشاي ذلك الصباح



بعد تأدية صلاة الظهر ، تحرّكت ُ بسرعة البرق كي أتم زينتي و هندامي &#33;

( إيه &#33; لازم أخليهم يشوفوني بقمّة الأناقة و الجمال ... عشان مجدوه يستانس &#33; )


( مجدوه ) اتصل بي لحظتها و أخبرني أنه في الطريق إلى منزلي &#33;

دقات قلبي أخذت تتسارع ، و سرت رعشة خفيفة في بدني &#33;

( إللي يشوفني يقول ذي رايحة امتحان &#33; )

أعتقد ان الأمر يشبه الإمتحان لحد ما

فلابد ... أن الجميع سيدقق التأمل في شكلي و تصرفاتي و كلامي ... ليكتشفوا عن قرب أكثر ... نوعية العروس التي ارتبط مجدهم بها &#33;


و أخيرا أنا و مجد في السيارة نقترب من بيتهم


بين الفينة و أختها يلقي مجد علي ّ نظرة و يبتسم &#33;


( الرجّال شكله مبسوط حدّه &#33; و أنا اللي من داخلي على أعصابي احترق &#33; و الله رواقة &#33; )


" ( مجدوه &#33; اش فيك كل شوي راميني بسهم ؟ شكلي مو عاجبك ؟ ) "


" أنا ؟ بالعكس حبيبتي &#33; ( كلّك على بعضك حلووو ) ... عروسي الحبيبة و أهوى النظر إليها &#33; عندك اعتراض ؟؟ "

( بالله عاد ... هذا وقته ؟ ما تشوفني مربوكة و حالتي حالة ؟ )


" هل ستحضر شقيقاتك المتزوجات ؟ "


" نعم &#33; بالتأكيد ... و كذلك ستحضر إحدى خالاتي و ابنتها "


( أوووه &#33; حرام عليك &#33; كل هذولا دفعة وحدة ؟ شوي شوي علي ّ &#33; و الله بانحرج و ما باعرف اتغذّى &#33; )


أن تتناول الغذاء في بيت بعض معارفك ، لهو أمر عادي ... و لكن ... أن تكون ( عروسا ) تحت الأنظار ... تتكلم و تتحرك و أنت تدرك أن الجميع من حولك يتأملونك لتكوين فكرة و انطباع عنك ، فهو أمر ... مخجل جدا &#33;


و الله يستر &#33;







النظرات ، لا أشعر بها تلامسني فحسب ، بل تخترقني و تنخر عظامي &#33;

كن ّ جميعا يتصرّفن بحرية و انطلاق ... أما انا فقد كدت ُ أختنق من نظراتهم و من شعوري بالغرفة بينهم و في بيتهم &#33;

مجد كان سعيدا جدا ( و مهيّص ) من الفرح &#33; يكثر الحديث و الضحك بكل حرية و بلا قيود &#33;

كان ذلك قبل أن تعد المائدة ، فلمّا صارت جاهزة ، ذهبنا نحن النساء إليها و انصرف مجد عنا و هو يقول مبتسما :


" انتبهن لمخطوبتي و اطعمنها جيدا &#33; "


( مجدووووه ... تعال وين بتروح ؟؟ لا تخلّيني بروحي بليييز &#33; )


مجد نظر إلي نظرة ذات مغزى و ابتسم ابتسامة شديدة الحلاوة ، و انصرف &#33;


( ترى و الله ما عرفت آكل ... &#33; يا دوب لمست أطباقي ... و كل شوي وحدة منهم تقول لي : ما نشوفك تاكلين ؟ لا يكون طبخنا ما عجبك ؟ و أنا و الله مو عارفة إش أرد &#33; .... هيّن يا مجد &#33; أورّيك ... &#33; )


أبدين جميعا إعجابهم ( الحقيقي أو المفتعل ) بالكعكة التي حضّرتها ( اقصد حضّرتها الوالدة &#33; بس سرررر ... لا تعلمون ؟؟ خلهم يمدحون فيني شوي &#33; )


بعد ذلك ، عاد مجد و جلس إلى جانبي مباشرة ... و ألصق رأسه برأسي و همس :


" هل أكلت ِ جيّدا ؟ "


( وخّر عنّي الله يخلّيك &#33; مو قدّام الناس عاد &#33; استحي &#33; )


طأطأت برأسي خجلا ...


قالت إحداهن :


" عروسك تاكل كالعصفور يا مجد &#33; أو ربّما لم يعجبها طعامنا "


قلت :


" على العكس ... "


قال مجد مقاطعا :


" أعرفها &#33; إنها قليلة الأكل ... ألا ترون كم هي نحيلة &#33;؟ "


قالت أخرى :


" نعم نحيلة &#33; اهتم بها جيدا يا مجد &#33; "


مجد نظر إلي مبتسما و قال :


" اتركن الأمر علي ّ &#33; "


قالت أخرى :


" هل تذوّقت كعكة عروسك ؟ "


قال :


" بالطبع &#33; التهمتها قبل أي شخص آخر &#33; "


و عاد ملتفتا إلي ّ و قال :


" من صنع الحبايب &#33; "


( و الله ؟ أثاريك تحب أمّي و أنا ما أدري &#33; اسكت بس لا تتفشّل &#33; )


عادت هي تقول :


" إنها لذيذة جدا &#33; أريد طريقة صنعها يا لمى "


( أوهووو ... رجاء ً ليش الأحراج &#33; لا حوووول ... وهّقتوني &#33; )


لم أجد مخرجا غير قول :


" إن وصفتها مكتوبة لدي ّ في أحد كتب الطبخ . سوف أكتبها لك و أرسلها عبر مجد "







لساعة إضافية كان علي أن أبقى ( تحت المجهر ) مع مجد و عائلته &#33;

الجميع كان في غاية اللطف و البهجة ، و مجد حطم الرقم القياسي في الضحك &#33;



( إش عليه ؟؟ جالس في بيته و بين أهله و معه خطيبته &#33; حقّك تستانس يا مجد &#33; بس ... و الله لأحطّك في نفس الموقف و أعزمك على الغذا في بيتنا مع أبوي و أخوي و أعمامي و أخوالي جيراني و أولادهم كلّهم &#33; )



بعد مغادرتنا ... أخذنا جولة بالسيارة ...


كان مجد لا يزال في قمّة السرور ... أما انا فشعرت ُ أخيرا بالإرتياح &#33;


الحمد لله ...


( عدّت على خير &#33; )


سألني :


" هل أكلت ِ جيدا ؟؟ "


و بدا هذه اللحظة اكثر جديّة ...


" بصراحة ؟؟ لا &#33; "


" لكن لماذا ؟ "


" شعرت بالحرج يا مجد &#33; إنها المرّة الأولى .... و .... "


" ستعتادين الأمر حبيبتي . سأحضرك للغذاء معنا مرة كل أسبوع "


( ووووت ؟؟ وش ناوي علي هالرجال ؟؟ توّك تقول عنّي نحيلة &#33; تبيني أنصهر أكثر ؟؟؟ )


و لم أشأ أن أعقّب بشيء من شأنه أن يحرج خطيبي أو ( يزعله )


قلت :


" إن شاء الله . حسب الظروف "


قال :


" قضينا وقتا ممتعا جدا &#33; لقد ضحكت كما لم أضحك منذ زمن &#33; "


( إيه و الله &#33; أنا من خطبتني ما عمري شفت تضحك بها الشكل &#33; و الله كان على بالي إنك رجّال ثقيل و رزين &#33; )


" نعم . عائلتك لطيفة جدا &#33; "


" ستعتادين على الجميع بسرعة &#33; إنهن طيبات القلب مثلي &#33; "


( لا يا شيخ ؟؟ آخ منّك بس آآآخ ... )


حينما غربت الشمس ... كنت أقف عند باب المنزل أودّع خطيبي الضحوك و أتمنى له ليلة سعيدة &#33;





دخلت إلى المنزل فوجدت ُ كريم على أهبة الخروج


" إلى أين كريم ؟؟ "


" لمى ؟ أين كنت ِ ؟ "


( حلوة ذي ؟ وين كنت يعني ؟؟ ما تشوف هالمكياج اللي مغطي وجهي ؟ بذمّتك يعني وين كنت ؟؟ )


" كنت ُ مع مجد في بيته &#33; مدعوّة على الغذاء &#33; "


نظر كريم إلى ساعة يده و استنكرت ملامح وجهه &#33;


" ( عذا لها الوقت &#33; حشا ... &#33; وش جالسين تاكلون ؟؟ جمل ؟ ) "


" ( إيه جمل &#33; عندك اعتراض ؟؟ ) "


ابتسم كريم و همّ بمتابعة طريقه ...


" إلى أين كريم ؟؟ "


" إلى المسجد &#33; ألم تسمعي الأذان ؟؟ "


" بلى ... "


" هل تريدين شيئا ؟؟ "


" نعم &#33; بعد أن تنهي صلاتك ، إلى أين ستذهب ؟ "


" ( لمى باختصااار قولي وش بغيت ِ ؟؟ ) "


" ( زين لا تعصّب &#33; ... بس بغيتك تمر ( دومينوز بيتزا ) و تجيب لي وحدة &#33; باموووت من الجوع &#33; ) "









>>> شيء من الحرج لابد أن يحدث عندما تتناول مخطوبتك وجبتها الأولى في بيتك ، بين أفراد أسرتك &#33;

يجب أن تكون موجودا لتمنحها شيئا من الدعم ... ولتلطّف الجو ... و تصرف الجميع بأحاديث لطيفة عن تركيز النظر على خطيبتك &#33;

و يا ليت و انتوا راجعين بيتها ... تمرّوا على دومينوز بيتزا بالمرّة ... <<<






___</font>