عدد المهرِّجين في تزايد أو تناقص ، و تزايد متناقص و تناقص متزايد ، ويظل التهريج سيد الموقف .
المهرجون المبتدؤون يحاولون الإستمرار ، و يحاولون الصمود و الصعود ، يحاولون لفت الأنظار يحاولون التأثير بالجمهور
و((
كسب المزيد من الأصوات ;))
من سيكون
نجم التهريج الحالي أو القادم ، و من هو الـ
سوبر مهرج ؛ المحترف ضمن مكانته ، رئيس العروض التهريجيه ، وهناك أكثر من رئيس صنعته التهريج ، و وزير المهرجين ، و سفير التهريج المعتمد ، و نظام التهريج ، و ... تهريج في تهريج .
الظريف في التهريج أنه يؤمن بالمساواة بين الجنسين ، مع أنه يفضل الرجال على النساء ((
في الخفاء )) إلا أنه لا يمانع أن تهرج ((
مهرجة ))
و تعرض قدراتها التهريجية ، و علينا أن نصفق لها و نقبل تهريجها مادام لا يخرج عن حيز التهريج ؛
من المعلوم أن للتهريج ((
مكياج )) و أزياء ؛ فكذلك له ((
مقادير )) تجعل الطبخة التهريجية مستكملة الشروط !!
و للمهرجين آراءهم و كلامهم وطريقتهم في الحديث و التعامل ((
يـنـبـئـنا )) عن تهريجهم الواضح
في المسرح ؛ نفس المسرح يقف المهرج العريق لا يبارح العرض القديم ، هنا تظهر بعض الخفايا ، ترتعش قدمه على الحبل المعلق
((
يصرخ المتخصص في الأكروبات )) عليك أن تتقن لعبتك ؛ مع أن أمثاله من المهرجين يستحقون المشاهدة ولو طال العرض ،
و يستحقون التصفيق ولو فشل العرض .
هل هي العادة التي تجعلهم يصرّون على تكرار العروض نفسها ؟ ظننت أن السأم قد نال من قلبه منالا ً ، فعرَّج إلى التجديد
((
مع أن تجديده قديم أيضا بقدم العروض ذاتها )) ، ولكن في تجديده روح التهريج الأصيلة ،
ولمسة ٌ من سذاجة المهرجين ، وهذا ما يضفي عليها نوع ٌ من التلقائية ((
المكشوفة ))
و العفوية ((
المتصنعة )) لا بأس من التهريج في التجديد و من التجديد في التهريج ،
فمادمت تهرج فلن يحضر عليك أي شيء ؛ لأنه تهريج في تهريج وهل يحاكم المهرج على تهريجه أو يآخذ على
((
تـرهـيـجـه ))
ليست المتعة الحقيقية في مشاهدة سقوط المهرج من عليائه ، أو في مشاهدة أفعاله و تفسيرها ، ولا في مشاهدة إنكساره
و فشله ((
وقد تم التغاضي عن هفواته لأنها غير مهمه " تهريجيه " )) ،
أما
وجهه الحقيقي فكان يخرج في بعض العروض لأنه يصبو إلى تعريف البعض عن نفسه
((
و للعلم فقط هذا التعريف هو جزء ٌ من العرض القديم أيضا ً ))
المستمتع حقا ًهو من كان يجلس بحيث يرى المسرح و التهريج ويرى ما يدور((
خلف الكواليس ))
ويطلع على ما يمرر من ((
تحت الطاولات )) ، ويرى الصنفين :-
الغافل من الجمهور و الذي تجتذبه العروض ((
الفحولية )) أولائك الذين يمرون بأيد ٍ صارخة بالرغبة على جسده الكتان المعروض بتقاسيم تطفح بالرجولة .
و المشجعين من المؤيدين لكل شيء ، و الذين يهمهم نجاح العروض القديمة و نجاح كل المهرجين ؛ لأن بنجاح التهريج ،
و تصدر التهريج و المهرجين ؛ يجد هؤلاء المشجعين من يعجب في تشجيعهم و إخلاصهم للمهرجين ،
ولكل مشجع ٍ تبرير تهريجي يجعلك تراجع نفسك هل هو ((
مهرج متقاعد )) أو مهرج خفي
أم هو حقا مشجع ((
غارق )) في التهريج ؛ و المشجعين هم من يكسب و يُكسِب المهرجين مزيدا من الجمهور ؛
فلـ يحيا التهريج ما دام تهريجا في تهريج
الجدير بالإشفاق ... طفل لا يعي كل هذا التهريج ، ولا يعلم متى ينتهي ، ولا ماهي الغاية منه
و شيخ ... قـُـدِّر عليه الحضور ، و تزجية الوقت على التهريج ، فلا هو قادر على التجاهل و ((
التطنيش )) ، ولا يسمح له عقله
((
أو شيبته )) أن يكون مع المهرجين
مــا أشـبــه الـلـيــلـــة بـالـبــــارحـــة
أتراني كنت أتنبأ ...
ربما
مواقع النشر (المفضلة)