<font color='#000080'><FONT color=#000080><FONT color=#000080>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مرت فترة على صديق ٍ عزيز ٍ على قلبي.. عندما يصله اتصال يبتعد عنـّا لمسافة ويتحدث على هاتفه ويبدو عليه الانزعاج الشديد.. وقد حدث نفس هذا الموقف مرارا ً.. ولكنه لا يزال صامتا ً ولا يريد أن يعلم أيٌ منا ما به.. بل أصبح شديد التحسس .. فكلما فتحنا موضوعا ً عن بعض المشكلات التي تواجه الجميع في هذه الايام.. يقف ويغضب ظنا ً منه أننا نحاول استدراجه لإخراج ما عنده من مشاكل..
وفي يوم ٍ من الأيام.. كنت ذاهبا ً معه لدبي.. واضطررت لقيادة سيارته بعد أن وصلته مكالمة وسيطر عليه الغضب.. ولكني كنتُ مصرّا ً على معرفة ما به.. فأوقفت السيارة.. وسألته أن يترجل منها.. كان مصدوما ً من هذا التصرف الذي لم يتوقع ان يبدر مني.. ولكنه نفـّذ ما طلبته منه وترجل من السيارة..
أخذت وقتا ً وأنا أفكر كيف افاتحه بالموضوع واستعلم ما لديه دون ان ازعجه أو ان اتطفل على خصوصياته.. ولكنه بادرني بالسؤال.. "بلااك؟".. جاوبته.. بنفس السؤال.. "أنته اللى بلاااك؟!".. سكت قليلا ً غير مستوعبا ً القصد من سؤالي!.. ولكني أردفت قائلا ً أنه تغيّر كثيرا ً.. وأنني أعلم بوجود مشكلة تزعجه كثيرا ً ولكنه لا يريد البوح بها..
لوهلة ظننته ينظر لشبح ٍ ما خلفي.. ولكنه حوّل نظراته إليّ وهو شارد الذهن.. كنت أتوقع منه كلمة تسكتني "هذا شي ما يخصك".. ولكنه قال عوضا ً عنها .."أنته تعرف أني خاطب من سنتين".. استغربت هذه الجملة.. وبإيماءة من رأسي اعطيته الجواب بالإيجاب.. فقد كنت أعلم أنه سيتزوج بعد السنة تقريبا ً حسب الإتفاق الذي كان بين عائلته وعائلة الفتاة.. تنهد قليلا ً ثم أشار إلى السيارة في دعوة ٍ منه للعودة إليها.. عدنا وركبنا السيارة ولكنني لم أكلف نفسي بتشغيلها.. فقد كنت أريده أن يخبرني وكل حواسي متنبهة لما اسمعه..
بدأ بالقول أنه عرف هذه الفتاة في مناسبة ولكني لا اتذكر جيدا ً أي مناسبة كانت.. على العلم بأنهما من منطقتين مختلفتين.. أخبر أباه ووالدته بأنه يفكر بأن يخطب تلك الفتاة.. فرحت والدته لهذا الخبر.. حالها كحال أي والدة تسعد بولدها الذي يفكر جديا ً بالزواج.. ولكن والده لم يذهب لعائلة تلك الفتاة ليخطب لولده وهو فخورٌ به كحال أي والد.. بل اكتفى بأن يرسل إليهم شخصا ً ليخطب لولده بدلا ً عنه.. متعذرا ً بأنه لا يستطيع ترك أعماله والذهاب لتلك المنطقة..
بعد فترة وصلتهم الموافقة ولكن على شرط أن يتم الزواج بعد انتهاء الفتاة دراستها "أي بعد ثلاث سنوات".. لم يكن هذا الشرط عائقا ً بل بالعكس.. فهو سيعطيه فرصة ً ليضمن مستقبلهما معا ً وأن يجد عملا ً مناسبا ً.. ولكنه كان يريد معرفة تلك الفتاة عن قرب.. فأخذ رقمها وبعد اصرار ٍ منه وافقت الفتاة على محادثته ولكن دون علم أهلها "أخواتها الفتيات كنّ يعلمنّ فقط".. مرت سنتان وقد أحب كل منها الآخر حبا ً شديدا ً.. حتى الآن لم تكن هناك أية مشكلة.. ولكن بعد هذه السنتين فكرت والدته بأن تعجّـل بزواج ابنها.. فكلمت زوجها ولكن كعادته تعذر بالاعمال التي تشغله.. وأرسل شخصا ً ليكلمهم بهذا الشأن.. ولكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن... فقد عاد هذا الشخص بخبر أن أولياء أمر الفتاة لا ينوون تزويجها "هذا ما استنتجه بذكاءه الخارق".. علما ً أن عائلة الفتاة لم تجاوب بالإيجاب ولا بالسلب أيضا ً بل كانوا في حاجة لأن يناقشوا الأمر.. وهنا تذكرت قول الله سبحانه وتعالى "<FONT face="arial, helvetica, sans-serif" color=#0000ff><FONT color=#000066>يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما ً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم</FONT> <FONT color=#000066>نادمين</FONT></FONT>" صدق الله العظيم..
هنا ثارت ثائرة والد صديقي.. وتذكر موقفا ً حدث بينه وبين والد الفتاة منذ 15 سنة.. واعتقادا ً منه بأن والد الفتاة يريد الانتقام منه بأن يهينه برد ولده بعد سنتين.. أرسل هذا السفيه مرة ً أخرى لعائلة الفتاة كي يخبرهم أنه لم يعد يريد ابنتهم لأبنه.. كل هذا حدث دون علم صديقي.. ولكن بعد أن علم صديقي بما حدث.. أقسم بأن لا يعود للبيت حتى يقرروا تزويجه من تلك الفتاة.. وكلم إخوة الفتاة واخبرهم بكل شيء.. فاقنعوا والدهم بأن يعدل عن قراره ويزوج ابنته بالذي احبته بعد سنتين ارتبطت فيها روحيهما.. ولكن والد صديقي أخذته العزة بالإثم.. وابى تزويج ابنه من ابنة غريمه (على موقف حدث منذ 15 عاما ً كما ذكرت سابقا ً).. علما ً أن والد صاحبي كان الظالم في ما حدث بينه وبين والد الفتاة ومع أن والد الفتاة كان المظلوم ولكنه لم يرد أن تتأذى ابنته من حادث لا شأن لها به...
هل يعقل بأن يتأذى الأبناء بسبب شيء حدث بين ذويهم لا شأن لهم به!؟! ولماذا؟؟
حقيقة ً كنت غير مصدق ٍ لما سمعته من صديقي.. فما حدث لا ينجم عن عمل عاقل..!!
وللآن لم تحل المشكلة.. وصديقي لم يعد لبيت ذويه بل استأجر شقة بعيدا ً عنهم...
فما رأيكم أخوتي وأخواتي في الله؟!..
محبكم في الله...
سويحان الأكور</FONT></FONT></font>
مواقع النشر (المفضلة)