<font color='#000000'><FONT color=#000000>
<P align=center><SPAN class=postbody><FONT face="times new roman, times, serif"><FONT face="tahoma, arial, helvetica, sans-serif" size=2>يفيض كيل الشجون ، و تتدفق أنهار اللوعة ،، و تمتليء سنابل الإلتياع بحبات الشوق.
و القلب يرزح تحت وطأة التنقل من <FONT color=#000066><U>حال إلى حال</U></FONT> ، حتى صج الليل من تحمل الأسرار و الأوزار.
<FONT color=#cc0000>****
***
*
</FONT> نقف <FONT color=#cc0000><U>كأصحاب الأعراف</U></FONT> ،، فقد تساوت حسنات المهج و سيئاتها ،، و تساوت أرتال أحزان القلوب و قناديل الفرح ،، فوقفنا في حضرة الحياة ( <FONT color=#000066>بين بين</FONT> ) لا هنا و لا هناك ،، لا بالسعداء و لا بالحزانى لا هذا و لا ذاك ..
<FONT color=#000099>****
***
*
</FONT><FONT color=#990066><U>نقطف زهرة فرح</U></FONT> و قبل أن ننعم بعبق شذاها ،، نفاجأ بشوكة أكبر و أقوى من الزهرة تنغرس في الأصابع فتدميها ، فيسيل الدم الأحمر القاني فيضيع بهاء الزهرة في خضم لون الدم الطاغي و تنكسر براعمها تحت طعنات نصل الشوكة.
<FONT color=#cc0000>****
***
*
</FONT><FONT color=#003300><U>نهيم مستمعين إلى لحن</U></FONT> ،، يتدفق شجيا عذبا ،، ينساب عبر أوردتنا و شراييننا ،، فيهدهد أرواحنا المتعبة المثقلة ، ينقلنا إلى حالة من إنعدام الوزن فنغدو كريشة تتقاذفها الرياح ،، فيأتي النشاز كإعصار مدمر لا يُبقي و لا يَذَر ، يملأ ضجيجه المكان فتضيع في زحمته هدوء الأرواح و تهرب سكينة الأفئدة .
<FONT color=#000099>****
***
*</FONT>
<FONT color=#000099><U>نشْخص بأبصارنا نحو السماء</U></FONT> ،، تتلألأ نجمة بنور وضاح ،، نقف مأخوذين بسحرها و ببهاءها ،، و لكن سرعان ما يحتويها كوكب في مداره فتختفي ،، فنرجع البصر كسيفا و لسان الحال يردد : نحن لا نحب الآفلين.
<FONT color=#cc0000>****
***
*
</FONT><FONT color=#660066><U>نقف في مفترق طرق</U></FONT> .. بلا لوحات إرشادية و بلا دليل ،، حتى بوصلة المشاعر تخذلنا كثيرا عندما نلجأ إليها ، فنتجه شرقا و وُجْهَتنا الغرب ، و نرنو شمالا و نحن نطلب الجنوب ، فيختلط حابل الحب الصادق بنابل الرغبة الجامحة ..
<FONT color=#000099>****
***
*
</FONT>القلب لا يشيخ ،، و نهر العواطف لا يجف ،، و معين الأحاسيس لا ينضب، و لكن نظرتنا السلبية للحياة و عدم إكتشاف ما فيها من جمال و رونق و زخم هو الذي يعطل تروس القلب و المشاعر و الأحاسيس و يصيبها بالصدأ و التلف.
<FONT color=#cc0000>****
***
*
</FONT><FONT color=#cc0000><U>نتعلق ذات ضياع بحبل</U></FONT> نراه متدليا أمامنا ، يبدو لنا لأول وهلة مفتولا و مجدولا بقوة و تماسك ، و تبدو لنا خيوطه صلبة التكوين ،، فنتشبثت به ،، و ننطلق نتسلق سور الحياة على ذلكم الحبل ،، فإذا هي تتراخى و تتضعضع أوصاله عند أول منحنى،، فنهوى للسفح مجندلين و نقبع في القاع مندهشين ،، و لسان حالنا يقول : ليس كل مفتول قوي يصلح للتسلق و ليس كل ما يلمع من معدن الذهب.
<FONT color=#000099>****
***
*
</FONT>و ذات عاصفة و نحن على شفير الغرق ، <FONT color=#000066><U>نبحر على متن سفينة</U></FONT> ، متينة الصنع ،، ذات سعة و رحابة ،، أشرعتها تناطح الريح و تأتي به قسرا إلى أحضانها لتنتفخ أوداجها و تمتليء و تشق عباب البحر ،، و ما أن تشق صفحة الماء منسابة بأمر ربها ذو المرْسَى و المجرى ،، حتى يخرقها رجل ( لا يمت لصاحب موسى ) بصلة و لا يملك كراماته و علمه ،، يخرقها و هو يعلم بأن ليس هناك ملك أو سلطان يأخذ ما حوته قسرا و عنوة من أصحابها الذين لا حول لهم و لاقوة ،، يخرقها فيغرقها و أهلها و ركابها و ينام ملء جفونه قرير العين.
<FONT color=#cc0000>****
***
*
</FONT>عندما تمتليء صفحة السماء بالغيوم الداكنة ،، و يتلبد وجهها بالسحب الكثيفة ،، و يكركر الرعد و يتبسم البرق وهاجا ينشر لوحاته السريالية من بين فرجات السحاب و الغمام فتنطبع على أديم الأرض نورا يبهر الأبصار،، و الليل البهيم يلف المكان بظلام دامس تكاد لا ترى كف يديك و لا تميز وقع خطواتك ،، هي نفس لوحة الحياة أحيانا ،، بل تكون لوحة الحياة أشد قتامة و ضيقا في بعض الأحيان ،، و في غمرة تململ الروح الوجلة المرتجفة من كل هذا و ذاك ،، <FONT color=#990066><U>يطل أمل</U></FONT> كجذوة نار في أتون خامد ،، تلمع ثم تختفي ،، كطفلة خجلى ترنو بطرفها مترددة خلف باب موارب ،، يطل أمل كزنبقة مبللة بقطرات الماء تطفو على مقربة من غريق وسط أمواج متلاطمة ، فيفرح بها أيما فرح ، و يتشبث بها و هو موقن في قرارة نفسه أنها لن تنجو به متعلقا بها ،، و لا هو ناجٍ بها ،، و لكن الأمل يفعل في النفوس الأعاجيب. و كأن الزنبقة تقدم نفسها و تخاطر بحياتها و تضحي بها من أجل هذا الغريق ،، و بمعجزة إلهية تصل به إلى بر الأمان سالما في رحلة قصيرة تقطعها مبهورة الأنفاس بين خضم البحر و أطراف اليابسة ،، و لكن ما أن تصل إلى بر الأمان ،، حتى تلفظ أنفاسها و كأنها قد كرستْ حياتها و نذرتْ نفسها فداءا لهذا الغريق الحبيب ،، فيستفيق من غفوته فيجدها ذابلة دون حياة و لكنها ترقد بجانبه مطمئنة لأنها أدَتْ رسالتها تجاهه. لم يعرف الحزن طريقا إلى نفسه ،، فقد تيقن أن الدنيا لا زالت تقدم من يؤمن بتقديم نفسه قربانا ( للإخلاص و الوفاء ) و أن الدنيا لا تزال ذاخرة بمن يؤمن إيمانا حد اليقين بما يعتقد و أن الموت في سبيل ما يؤمن به هو قمة الحياة الدنيا و رفيقه في البرزخ و في الآخرة. فتعود الحياة للصفحة الأولى من كتاب سيرتها و سِفْرها ،، أو كآلة زمن تعود القهقري و تتراجع للوراء لتقول لك بأن كل ماضيك قد إنمحتْ آثاره و إنهال عليه تراب النسيان و غطاه غبار العدم.
<FONT color=#3300cc>****
***
*
</FONT>فيا أيتها المسالك التي نقف عند عتباتها و نحن نُحْني هاماتنا وجلا و طمعا ، تاركين حبالنا على غاربك ...
و يا أيها النفق الطويل الحالك الذي نتلمس طريقنا عبر سراديبه و دهاليزه ...
<FONT color=#000066>أذاك نجم في عتمة الليل ساطع</FONT>.... <FONT color=#cc0000>أم خيال يتراءى</FONT> ؟</FONT>
<IMG src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/down.gif" border=0></P></FONT></SPAN></FONT></font>
مواقع النشر (المفضلة)