<font color='#0000FF'><font size=4>السلاام عليكم ورحمة الله وبركاته
“نصبر على جسوة اليبل وما نصبر على جسوة الخلان” بهذه العبارة التي كان يرددها الناس في الماضي يبدأ الوالد عبدالله بن سهيل بن عيد بن حمد الكتبي حديثه ويصف زماناً مضى بحلوه ومره، ويحن إلى وقت مضى كان يسمر فيه مع الأحباب والأصحاب، ويتجمعون تحت ظل سمرة أو غافة أو سدرة ويتحدثون بأطيب الحديث ويتبادلون الأخبار الطيبة ويجتمعون، ويتفرقون على الخير، وإن غاب أحدهم ذهب من سأل عنه وأتاهم بأخباره، ولسان حاله يقول “ليت الماضي يعود يوماً”، وخصوصاً ان اليوم، كما يقول لا يسأل أحد عن أخيه ابن أمه وأبيه وكيف بالجار والصديق..؟ <font color=purple>ويسرد حكايته قائلاً</font>: منطقة المدام سماها العرب من سنين طويلة، وخبرونا هلنا إن هالبقعة كانت خالية وما يسكنها حد، وياها ريال وسكنها وحفر فيها طوي وزرع نخل ويوم كبرن طلع ويا واحد من ربعه على ظهر عرقوب، وقال له شو تشوف قال أشوف مدام أي نخل وخضرة دائمة ومكان سكن دائم فقال ربيعه “لا عمّر مدام ولا بساتيله” أي لا عمرت المدام ولا بساتينها، ويقول أهالينا إن الريال كانت عينه حارة، وبدل ما يقول ما شاء الله دعا عليها بالخراب وصابت عينه ودعوته النخل ويبست ويبس الطوي. ويوم يو هلنا بعدهم بسنين شافوا نثايل وهي آثار الآبار وساس النخيل وقاموا وحفروا الطوي من يديد وطلعوا الما وزرعوا الصرم وسكنوا البقعة كلها.
<font color=purple>ابن عيد</font>
نحن طايفة يسمونا قوم بن عيد وهم عيال سعيد وسلطان وعبيد وسهيل عيال عيد بن حمد الكتبي، ونحن ما شاء الله نسكن في هالشعبية التي يسمونها شعبية بن عيد ويسمونها بعد شعبية الند لأنها انبنت (بنيت) على ند يسمى ند المطاريش وهم عرب كانوا يسكنون هالبقعة من سنين طويلة وخازوا عنها وراحوا بقعة ما نعلمها، ومن مليحة إلى الذيد، ومن الذيد إلى بياته كلهم بني كتب، ومن فلي وساير شرق وشمال كلهم بني كعب، وحصن فلي ما لحقنا على الذي بناه ونحن من استوينا ريناه وكان حوله سمور (جمع شجرة السمر) وكانوا قابضينه بني كتب وهالبقعة كانت مشاتي ومقايض لعيال بن هويدن من بني كتب، ومن الثقيبة جنوب إلى يديه كلها لبني كتب، والشويب فيها عيال بالهادوب وهم مصادرة، والمصابرة يسكنون نزوى منهم سعيد بن صابر وعبيد بن غديّر .
<font color=purple>شعبيات سكنية</font>
كنا من قبل نسكن في بيوت الشعر والعرشان وكنا نسكن تحت غافة أو سمرة ونعلق فيها اليواني ونستظل تحتها ونستر أرواحنا تحتها والبوش بروك ينبها، ويوم صار الصبح حلبوهن ورعوهن وكانن ياكلن الرمث والغاف والحلم، وما كانت عندنا بيوت غيرها، واليوم ولله الحمد حولنا شعبيات وايدة بنوها الشيوخ الله يطول بأعمارهم.
<font color=purple>الركيسة</font>
أنا طاح راسي في هالدار في بقعة تسمى الركيسة قرب طوي حسينة ومكانه الحين عند الغافة التي عند شيشة البترول التي هي على زريبة سلطان بن فاضل وطوي الركيسة مقابل الشيشة، والحين عمري حوالي تسعين سنة أو زود ويوم حرب الرفيعة كنت ريال، وأنا ربيت في هالدار إلّي ربوا فيها هلنا وأيدادنا (أجدادنا) ويوم كنا صغار لعبنا ويه أخوتنا وبني عمنا ورفاقتنا، وكنا يوم صغار نلعب نحن الفروخ برواحنا والبنات يلعبن برواحهن وأنا عندي أخو يسمى راشد وأخت تسمى فاطمة وأخت تسمى العقمة وخذها علي بالقوم وياب منها مهير وسالم وعتيق وبنات وأم علي بالقوم عشبة وهي بنت عمتنا ويابت علي ومحمد وحميد وهذا الأخير مات على طوي مرغم يوم صابته عين ومرض ومات، ومن بنات علي بالقوم بنت خذها حارب بونواس وبنت خذها عبيد بن معدن ويابت له بنات .
<font color=purple>ألعاب شعبية</font>
يوم كنا فروخ كنا نلعب ألعاب كثير نقزر (نقضي) بها وقتنا، وكنا نيلس (نجلس) تحت غافة ويوم يضايجون بنا (يتضايقون) قالوا قوم إشخط وأقوم أنا وأضرب واحد منهم وربعت (جريت). ومرة قالوا لي قم إشخط وقمت وضربت راشد بن معدن وربعت وقام ولحقني وما رامني وقاموا الربع كبروا “الله أكبر الله أكبر” يعني أنا فزت عليه وغلبته، ويوم شافه أخوه محمد بن معدن بو الشريجي ينضرب وما رامني قام ويابه وضربه وقال له ليش عبدالله أصغر منك ويضرب وقام محمد وضرب واحد من الربع يسمى عامر بن عمير وهو من قوم خليفة بن راشد وكانت الضربة قوية ويانا علي بن عمير عم عامر يدور محمد بن معدن يبغي يضربه وما شافه وشاف أخوه سعيد وقام ولحقه ولكن سعيد قام يغيط ويدور وقام واندس في طوي، وقالوا له الربع لا تظهر وتم هالسالفة بينهم إلين يوم يت حزت الزكان وقاموا هلنا وعطوا الزكاة للشيخ بن هويدن وهو عطاها لقوم بن عمير وطاحت الحية (الحجة).
<font color=purple>التبه</font>
وكنا نلعب بعد (أيضا) الهورين والتبه وهي عبارة عن لعبة نييب فيها الكرب ونضرب به حطبة صغيرة ويوم تروح بعيد يفزعون الفروخ ويترابعون وراها وحد منهم ياخذها ويردها على الضارب وهكذا لين نتعب ونقوم نطيح تحت ظل غافة أو سمرة، وهذي كانت حياتنا وألعابنا يوم كنا صغار وما شي عندنا غير هالألعاب، ويوم يبونا هلنا قمنا للرفاع ونيمع (نجمع) حطب ونحش ثمام ونحطه على الركاب ونرفع ونسير ويه بونا أو عمنا.
<font color=purple>الرفاع </font>
كنا يوم كنا صغار نساعد هلنا وأبونا وكنا ناخذ البوش ونوردها للطوي وناخذ الرشا وندله في الطوي ونير (نجر) الدلو ونصب للبوش ويوم يشربن ناخذ ما في كفنا ونجرب (نقرب) لثم (فم) الناقة وإن ما شربت عرفنا إنها اكتفت وخذناها وسرنا نحش ثمام ونقطع حطب ونرفعه على الركاب ونسوقه وننزل عند بيت أبونا، بعدها نطرش ونسير السوق ووين نسمع يشترون بالغالي قصدناهم في الشارجة أو دبي أو أي سوق، نضوي في دربنا ويوم نتعب نبات على ظهر عرقوب وورينا الضو وسوينا القهوة وطبخنا العيش وقيلنا ويوم تظهر النيمة (نجمة الفجر) صبحنا في الشارجة أو دبي وين ما بغينا وكنا نسير في البطحة ونوصل الفايه ونسير شرق لين قطا من شرق ونوصل سيح المسند شمال إلين نوصل البديع وهناك نسقي البوش ونتعشى ورا البديع وإن بغينا الشارجة ضوينا وصبحنا الشارجة وإن بغينا دبي ناخذ من البديع صوب الخوانيج ومنا لدبي، وهناك طريق آخر وهو صوب نزوى ومنها إلين الهباب ومن ثم العوير ونوصل مشرف ونتعشى في أم يناح ونصبح على النيمة وغبشنا دبي ونحط الرفاع هناك ونبيعه ونتمير ونشتري من السوق العيش والطحين والتمر والقهوة، وناخد بعد غراش حل (زجاجات زيت الشعر) ونعلقها على البعير وطول الدرب تتمايل ويوم نوصل لبيوتنا عطيناها للحرمات وقامن الحرمات وحطن في الحل ياس وحطنه في شعورهن ويتزين به، وفي الردة ننوخ في الهباب ونقيل هناك وترتاح الناقة لأننا نباري الركاب وما نعرج عليها ونطرق في سيرنا ويوم نقيل سوينا سمك وتغدينا به والجربة معلقة وشربنا منها ونسير في دربنا لين نوصل المدام وناخذ في سيرنا أربعة أيام، وكانت عندنا ركاب أنا أؤدبها وييبونها لي وهي صعاب وأقوم وأشبكهن ببعضهن وأيرهن (أجرهن) وراي ويوم أفكهن أعقلهن وفي مرة من المرات وأنا أؤدب ناقة صعبة طيحتنا من على ظهرها وطحت وإنكسرت كتوفي ولين الحين عظمة كتفي مكسورة وانجبرت وهي معواية (معوجة).
<font color=purple>الجيب</font>
كنا اعتمادنا في سيرتنا وروحتنا على الركاب وقبل ثلاثين سنة تقريبا اشتريت جيب من دبي بتسعة آلاف روبية وسجلته في الفجيرة، وقمت أحمل عليه الحطب واوديه السوق وكنا تكوس عليه (سيارة أجرة) ونسير به الذيد وأبوظبي والشارجة ودبي وناخذ من العبرية (الركاب) نول (أجرة).
<font color=purple>زواج أول</font>
أنا عرست وعمري ثلاث وثلاثون سنة وخذت بنت عمي ويابت لي ولدين واحد مات وهو صغير والثاني كبر، ويوم تزوج وياب بنت مات بعدها ويبت بنات وبعدهم يبت ولدي صابر الله يخليه لنا، وكنا قبل يوم نبغي نخطب ونعرس نصغى لبو البنت ونقول له نحن ياينك خطاب وهو يقول بشاور البنت وأمها وهلها ويوم يسأل البنت ترد عليه البنت “الشور شورك يا بوي ولو بغيت تزوجني خادم”، ويوم يوافقون نعقر ناقة فاطر أو بعير عود وولمنا به ونسوي رزفة في الليل وفي نهار ثاني يسرحون بالحرمة من بيت بوها لبيت ريلها ويركبونها على ظهر مطية وييلسونها فوق ساحة وتتحرك المطية وهي تتهادى لين توصل بيت الريال، ونهار العرس يسوي المعرس معنى (وليمة) لجيرانه وإن كان حد توه واصل من مكان بعيد وما تعشى البارحة يذبح لهم بعير وسوى لهم غدا، ويقومون ويركضون ركاب ويحط المعرس شارة وتكون وزار أو شال ويوم توصل الركاب السبق يحطون الوزار على رقبة الفايز الأول ويقومون ويدهنون راسها من علباها (قمة الرأس) إلى ثمها (فمها) ويمسحون ويهها بالزعفران والبعير الثاني يحطون على راسه السفرة (غطاء الرأس) ويمسحون ويهها بالزعفران والركاب الباقية ما لها شي وتكون لها فرحة المشاركة والفرح مع المعاريس وهلهم.
كانت هالمنطقة قبل من بطاحها ويبالها (جبالها) والرقاع كلها خضرة وفيها الزرع والعشب وكان الحيا (المطر) دوم يصب علينا يوم كانت النفوس صافية والقلوب بيضة والحين من سنين ما يانا المطر، والسبب إن النفوس تغيرت والأخو ما يصافي أخوه ومحد يبا لخوه الفايدة ولا حد ينصح أخوه ولا يقول له الكلمة الطيبة. وكنا قبل يوم نسير لليبال (الجبال) نسمع صوت الذيابة وهي تعوي ونشوف الطيور والحيوان ونصيد منهن وناخذ حاجتنا منها ونخلي الباجي لبعدين والواحد ما يصيد أكثر من حاجته وحاجة أخوه ورفاقته.
<font color=purple>العسل</font>
كنا يوم نسير اليبال نشوف ذباب النحل إمسوي بيوته وناخذ العسل ونييبه وشي نبيعه وشي نخليه للبيت نتريق ونتغذا ونتعشى به وكان فيه النفع والصحة والعافية ونتشافا به والله يشفينا بفضله وببركة العسل، والعسل له مواسم ترتبط بالحيا وموسم الأعشاب والزرع، وما نقص الإعسلة إلاّ في وقتها، ويوم يزهر السدر سوى النحل عسل السدر ونسميه “اليبياب” ويكون مثل الماي ولكن أصفر إشوي، ويوم يزهر السمر سوى النحل عسل السمر ونسميه “البرم” ويكون لونه أحمر غامج وفيه سوادة إشوي، ويوم إيينا الحيا وتنبت الأرض بالعشب والزهر يسوي النحل عسل الزهر ونسميه عسل “زعر” ويسمونه بعد عسل الزهر أو عسل العشب، وهذا لونه أصفر ويكون حاراً لأنه من أعشاب وزهور مختلفة، والجبال مجسومة (مقسمة) وكل طايفة وبيت لهم شي وكلٍ يعرف مال ربيعه وما يقربه، وهذا معروف عندنا وعند العرب من سنين، وما حد يخالفها ولكن الحين وين الذباب ووين العشب والزهر والسمر والسدر كل يبس ومات والأرض امحلت وما يانا الحيا من سنين طويلة. ونسأل الله أن يرحمنا ويرحم عبيده والمطايا والحيوان برحمته وينزل علينا آمين .
سلامـــــي
</font></font>
مواقع النشر (المفضلة)