لطالما حلمت بأن أكتب عن واقعنا كمسلمين و عرب.. و لكن التراجع يسبق كل محاولة.. فكلما أمسكت قلمي لأخط بعض العبارات التي تختلج في نفسي يعود القلم كسير الطرف إلى موضعه السابق.. فيأبى أن يخط ضعفه.. و يرفض أن يصرح بشقائه..
و لكني عاندت قلمي و أجبرته على الكتابة.. فهناك كلام كثير يرغب في الخروج.. يرغب في أن يُسمع قبل أن يُوأد.. يُقرأ قبل أن يُعدم.. كلمات ضاعت بل طُمست معالمها في خضم الزحام الشديد على هذا القلم.. تتسابق بل تتدافع حتى تُكتب أولا.. لتلفظ أنفاسها الأخيرة بعد كتابتها فتنام قريرة العين ظنا منها بأن هناك من يسمع أو يفهمها بعد قراءتها.. ولا تدرك الحمقاء بأنها سيقت من موت إلى موت محتم آخر..
قد تجد من يقرأها.. و لكن لن تجد من يفهمها أو على الأقل يصيخ السمع لها بإهتمام.. فهي كلمات كباقي الكلمات لا تسمن و لا تغني من جوع.. لم يعد لها صدى يتردد في كل الأنحاء.. بل حُكم عليها أن تكون على الوضع "الصـــامت" بعد موتها..
فلَجأْتُ إلى وسيلة أخرى للتعبير.. خططت كلماتي بدم إخواني.. لا تستغرب ذلك.. بدم إخواني.. ليسوا إخواني فحسب.. بل إخوانك أنت كذلك.. أم نسيت ذلك.. إخوانك في العراق.. إخوانك في فلسطين.. إخوانك في أفغانستان.. نعم لقد خططت عباراتي بدمهم.. فها هو يراعي يشهد... و ها هي دواتي تشهد بذلك.. لقد صبغتها بلون دمهم القاني.. علها تجد بذلك صدى في النفوس الميتة..
فنواقيس الخطر تُدَق و تُقرع في كل بقعة في الوطن.. و لا أقصد بالوطن دولتي فحسب.. بل أقصد وطني العالم الإسلامي كله من شرقه إلى غربه.. فلم يعد الخوف مقتصرا من المجاهرين بكفرهم.. بل يضم أصحاب الفكر العقيم الذين يهيمون على أراضينا.. أولئك الذين باعوا وطنهم "و لن أقول أوطانهم فللمسلمين دولة واحدة لا ست و خمسون دولة" بأبخس الأثمان.. حتى يرضوا العدو.. و ذلك خوفا على مصالحهم الشخصية فيضيعوا أمة لا إله إلا الله لأجل أيام قصيرة يعيشوها ثم يرحلوا.. و بذلك يُدَمَّر العالم أجمع لأجل شخص باع ضميره و وطنه و أبناءه لأجل متعة يوم واحد..
لن أستطيع مواصلة الكتابة.. فلقد شُلَّت كلماتي.. و عجز قلمي عن ذلك..
..
محبتي
وحي القلم
مواقع النشر (المفضلة)