<font color='#000000'><font face=tahoma>صباح يوم جميل ـ الجمعة 18 تشرين أول أكتوبر من العام الحالي ـ وبعد آذان الفجر بقليل وبينما كانت دلال السوا*** من عشيرة العجارمة من قرية أم القطين في الأردن احدى قرى البدو ذات العشرين ربيعا تغط في نوم عميق في بيت أسرتها في القرية وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة الأمل وتحلم ربما بغد سعيد كان أخوها البالغ من العمر حسب ادعاء الأهل 16 عاما يحمل سكينا حادا وحوله بعض الأهل والأقارب ليشاهدوا أبشع جريمة سمعت بها ، جريمة قتل اخ شقيق لاخته ثم قطع رأسها عن جسدها ثم يقوم بجره في شوارع القرية صارخا بأعلى صوته انه غسل العار وهو لا يدري انه ارتكب جريمة بشعة ذهب ضحيتها اخت له لا تستحق هذه العقوبة لا في قانون ولا في اي دين .
والأبشع من ذلك انه كان يحمل في يده الأخرى كبد اخته يلوكه بأسنانه مؤكدا غسل العار طالبا من الناس ان تنزل لترى " تعالوا وشوفوا أنا غسلت العار عشان تبطلوا تع***ونا " بينما انطلقت الزغاريد من بيت الضحية ، من الأم والأخوات وكأنهم في عرس حقيقي دون ان تسمع من اي كان كلمة واحدة تستنكر ما حدث وتصفه بالجريمة ، وكأن القرية كلها رجالا ونساء مشاركة في الجريمة وليس فقط الجاني الذي ذكر معهد الطب الشرعي انه طعنها 65 طعنة في مختلف انحاء جسمها وقطع رأسها بالسكين .
وحسب اقوال احد سكان القرية القاطنين في عمان فهذه ليست أول مرّة تقتل فيها فتاة أو امرأة من القرية المذكورة لا لشيء بل لمجرّد وقوفها في الشارع مع شاب غريب أو نتيجة إشاعة مارّة مع المشاة . والمشكلة تكمن في أن قلوب النساء الأردنيات البدويات عرف عنها بأنها قلوب دافئة يملأها الحب وتأسرها الكلمة الجميلة من أي رجل يمتلك معاني الرجولة "
{{{لماذا قتلوا دلالا }}}
احدى بنات القرية التي رفضت نشر اسمها قالت " ما اعرفه عن دلال هو أنها كانت فتاة منطوية على نفسها لا صداقات لها وقلمّا كانت تخرج من المنزل فهي لم تدخل المدرسة فما يمكنها أن تقرأه أو تكتبه هو فقط اسمها ولم تعمل أيضا بل عاشت لاجل أخوتها لأن أمها مريضة بالسرطان ، أما اخوتها فقط اعرف أن لها أخ يعمل في الأمن العام وعرفت أخاها القاتل بعد ارتكاب الجريمة .
دلال كانت تعيش في إحدى القرى التي تقطنها العائلات الأردنية المتعصبة من عائلة العجارمة وتلك القرية تدعى أم القطين لاشتهارها بفاكهة التين المجفف وأشجار التين التي تحيطها كالأسوار ودلال مثل تلك الفاكهة المجففة .
كأي فتاة في العشرين تحتاج إلى رجل يحتويها وتدعوها رغبة عارمة لتحقيق الأمومة، فقد تملّك قلب دلال رجل من قرية أخرى ومن عائلة تختلف في أشياء كثيرة عن عائلتها تقدم لخطبتها بعد أن كانت هي أيضا قد تملكت قلبه ولكن الحب يفسد الزواج في هذه القرية فأسرة دلال هي من الذين يحرمون زواج رجل من امرأة إذا أعلن عن حبه لها أو إذا افتضح أمر هذا الحب وفعلا افتضح أمر دلال فحبست في المنزل ومنعت مطلقا من الخروج ولكن حبها كان أقوى منها لذا هربت معه وتزوجا زواجا شرعيا وبقيت دلال هاربة طيلة أربعة اشهر إلى أن عثرت عليها الشرطة بعد أن تقدم أهلها بشكوى ضد زوجها بأنها قد اختطفها وعندما تم جلبها إلى المركز الأمني تم استدعاء وليها إلا أن جميع العائلة استدعت نفسها فكأنهم جميعا ولاة أمرها .
وهناك بأمر من الشرطة تعهدوا بعدم المساس بها وفرضوا على والدها كفالة بقيمة خمسة عشر ألف دينارا يدفعها إذا ورّط نفسه بإيذائها ودون أن تدري فقد ساقوها إلى حتفها وفي مركز الشرطة طلقوها من زوجها الذي اختارت رغما عنه والذي لم يكن بيده أية حيلة فقوانين القبيلة كانت اقوى منه .
ولم يمض أسبوع واحد من حبسها في المنزل وعلى أثر وشوشات المارّة بين منازل القرية وتلك التي تدين دلالا وتدين شرفها والعار الذي جلبته لأسرتها فإذا بعمها الثائر يحك نزعة الشر لدى والدها واخوتها شاتما لهم بأنهم لا شرف لهم مما أثارهم واتفقوا على تنفيذ الحكم فيها بعد التشاورات التي جرت بينهم فيمن سيكون منفذ الحكم فاختاروا أخاها الأصغر الذي حسب اقوال احد السكان يبلغ من العمر 18 عاما لكن تزويرا اجري على شهادة ميلاده ليصبح 16 سنة حتى لا يتعرض للحد الاقصى من العقاب .
وعندما اعتقلت الشرطة الجاني سألوه لماذا قتلتها قال : " يدي عفنت فبترتها، يدي سوست فقطعتها " .
أحد رجال الشرطة الذين كانوا في مسرح الجريمة سأل عن رأيه بهذه الجريمة فأجاب: "فعلا بأنها جريمة وجريمة غير إنسانية ولكن لو كانت اختي فقد أتصرف نفس التصرف لأنها العادات العفنة التي لا نستطيع ان نتحرر منها .
من الجاني
والسؤال الذي قد يبدو تقليديا من الجاني ؟! هل هو الأخ الشاب الذي نفذ جريمته بتشجيع من اهله وتحريضا منهم بعدما اشبعوه حكما بان ما يقوم به هو لغسل العار وأي عار رغم ان دلالا كانت قد تزوجت شرعا ؟؟ أم هو الأب الواعي الذي ترك ابنه ينفذ جريمته وهو يتفرج عليه ؟ ام هي الام والاخوات الذين انطلقوا يزغردون دون ان يعلموا انهم انما يزغردون لقتلهم انسانيتهم وتحولهم الى بشر بدون دين ولا ضمير ؟؟ أم هو العم الذي جاء يحرض الأب لارتكاب الجريمة بأية طريقة كانت ؟؟ أم هو سكان القرية الذين لا يتركون احدا بحاله بل والذين لم يحركوا ساكنا وهم يرون الجاني يجر رأس اخته ، ولم يخرج منهم رجل واحد صغير ولا كبير يقول له اتق الله انك تمثل بجثة حتى اكثر الناس وحشية لا يمثلون بها ؟؟ أم هي الشرطة التي سلمت البنت المتزوجة لأهلها وهي تعرف حسب خبرتها انها سوف تقتل قريبا ؟؟ أم هو البرلمان الاردني الذي وضع احكاما مخففة على مرتكبي مثل هذه الجرائم ؟؟ أم هو نحن القراء الذين نرى ما نرى ولا نقف ضد هذه الجرائم بكل قوة ؟؟؟
مرة اخرى من هو الجاني ؟؟؟
أكاد أجزم بأن كل ما ذكر أعلاه مجرمون ومشاركون في الجريمة بنسب متفاوتة ، حتى أنا عندما ترددت في الكتابة عن هذه الجريمة اعتبر نفسي مشاركا فيها ولو بنسبة بسيطة .
أين رجال الدين المسلمين من مثل هذه الجرائم ؟؟ لماذا لا يتحدثون في خطبهم ايام الجمعة عن جريمة قتل دلال ويطالبون الاهالي ان يتقوا الله فيما يرتكبون من جرائم . هل تستحق دلال القتل لانها تزوجت من رجل دون موافقة اهلها ؟؟! لا أعتقد ذلك ابدا ، أنا مع دلال في قبرها وفي مأساتها .
انها جريمة بشعة ووصمة عار في جبين العرب والمسلمين في الاردن فمتى يغسلونها ؟؟؟</font></font>
مواقع النشر (المفضلة)