<font color='#000000'>

الخميس 22-1-2004</p>


يوم لا أحد فينا يحبه .. يوم تعلن فيه أول حروف الوداع .. وكم كان مبكرا هذه السنه .. وكم كان مؤلما هذه السنه .. أحترقنا بدموع الوداع وكيف لا وقد عشنا الأمل معهم أياما لا تنس </p>


كنا لا هين بتصميم برقية صاحب السمو الدكتور سلطان القاسمي ..&nbsp; فإذا بهم يخبرونني أن الوفد الكويتي مغادر ونحن بعد لم نسلم عبدالله كنزه .. جائزته .. لنركض .. ونسارع معلنين في الإذاعة أن حان تكريم عبدالله .. وأيضا مودعين .. كم هي صعبة هذه اللحظات ..<span style='font-size:17pt;line-height:100%'><span style='color:magenta'>رناد ..</span></span> فاجأتنا بدموعها ونحن ننطلق لخيمة الاحتفال بختام المخيم .. رناد تلك الطفلة التي أحبتنا .. وأحبها الجميع .. رناد بدموعها ترفض الذهاب .. أبكتني جميعا .. رناد طفلة جميلة .. هادئة تحمل في قلبها الحب لنا .. رحلت ونحن ثقة أنها الآن تحن لنا .. رناد .. صغيرتنا .. دموعك جدا غالية .. لك من كل من أحبك دعاء .. بأن تعيشي دائما في فرح وأن لا يعرف الحزن دربك .. بصراحة أفتقدك .. وأفتقد الجميع ..</p>


بعد أن أكملنا حفل الختام .. وأنزلت الأعلام هذه اللحظة التي تبكي كل اللجان العاملة في صمت .. انطلقت الألعاب النارية لتقول للأطفال بألوان ملأت السماء وداعا ..&nbsp; وداع شهدته خيمة حفل السمر .. لا أحد هنا بيننا .. أغلب الوفود رحلت .. كانت حفلة السمر هي حفلة وداع تحملنا هذه السنة وكم تهربنا منها السنه الماضية .. ودعنا الوفد اللبناني بدموع أطفاله الذين ملأنا ذكرياتهم بالفرح .. قد لا نلتقي .. قد لا نرى بعضنا .. لكننا نحمل لبعضها الكثير الكثير .. وداعا يا أرض الجنوب ..</p>


<span style='color:royalblue'>ليت الوداع وقف هنا .. ليتني رحلت من أرض المخيم بلا وداع أخر .. لأجد عند البوابة .. قمة أصحاب العطاء .. عشيرة الجوالة الذين قدموا من أرض الخير عما ن .. ليساهموا معنا .. ليعطوا كما أسموا أنفسهم أصحاب العطاء&nbsp; وفيهم من يأخذ من نفسه ليعطي لغيره .. قد يتحمل الألم في صمت لكن ليعطي .. شكرا لكم أصحاب الوفاء على مرور سبع سنوات&nbsp; ..</span> </p>


عند البوابة لقيت مرهون الغافري قائد عشيرة جوالة عمان .. لأجبر على الوقوف فمن الواجب أن أقول .. مع السلامة .. وكما قلت له أقول لهم موعدنا السنة القادمة أن شاء الله ...</p>


هل انتهى الأمر هنا .. لا .. لم ينتهي .. لتتبعه الجمعه برحلة صعبة محفوفة بالحزن إلى أرض المخيم ومن البوابة أحسسنا أن المخيم انتخى لمن أجد من يوقفني ليتأكد من شخصي .. انتهى المخيم وهاهي الوفود التي لا تزال تنتظر موعد الرحيل أمامنا .. كم كانت لحظات جافة .. كصحراء خاوية .. بعد الحياة والأطفال الذين ملؤا المكان .. هنا اليوم لا احد سوى ذكراهم التي لازلت لليوم أحلم بها .. كل عام وأنتــــــــــــــــــم بخير ..</p>


ولي عودة مع صرخات أخرى .. وكلي رجاء أن يكتب من حضر معنا أن يكتب مشاعره ولحظاته هنا وعذرا على تأخيري هذه السنه ..</p>


عذرا هذا أصعب مساء
الأديبةالصغيرة
24-1-2004
4:6 عصرا
</p></font>