<font color='#F660AB'><div>
<center><font face="courier new, courier, mono" color=#ff6699 size=3>الجزء العشرون

لا زلنا نعيش أحداث يوم الثلاثاء.. يوم افتتاح معرض ليلى وموزة.. وفترة الصباح اللي شهدت افتتاح المعرض بنجاح باهر على حسب كلام مايد .. الساعة عشر ونص الصبح كان موعد افتتاح المعرض، ومترف ومايد ومحمد ما قصروا.. تكفلوا بكل شي.. كان يوم حلو بالنسبة لهم.. أربع جرايد ومجلتين صورتهم والتقوا بشخصيات وايد مهمة في هالافتتاح من دبي وبوظبي والشارجة.. وتفاجئوا وايد انه في الساعتين اللي عقب الافتتاح.. انباعت ثلاث لوحات من رسومات موزة وصورة من صور ليلى وعلى طول اتصل مايد بليلى عشان يبشرها.. وفي هالوقت كانت ليلى يالسة عند التيلفون تتريا مايد يتصل بها عشان تتصل بموزة واطمنها.. وأول ما رن التيلفون شهقت ليلى وشلت السماعة بسرعة. .
مايد: "ألوووووو.."
ليلى: "وينك انته؟؟ اتصلت بك أربع مرات.. ليش ما ترد؟؟"
مايد: "هى صح.. اشعندج انتي؟؟ حرقتي تيلفوني .. بلاج ملقوفة ليلوه.. ترى مب من حلاته معرضكم هذا..&#33;&#33;"
ليلى: "شو؟؟ ميود طمني.. شو استوى؟؟ "
مايد: "شو استوى بعد.. الناس يدشون.. يلفون لفة وحدة بس ويطلعون.. "
حست ليلى بإحباط فظيع وقالت له: "ليش؟؟ والصحافة؟؟ أنا توني متصلة بالجريدة وقالوا لي انهم مطرشين صحفي ومصور عشان يتابع المعرض.."
ابتسم مايد واستغل الفرصة عشان يرفع ضغطها: "هى شفتهم.. بس تصدقين.. ما صوروا شي من اللوحات..صوروا التاجر اللي كان موجود وظهروا.."
ارتفع صوت ليلى وهي منفعلة وقالت وإيدها على قلبها: "ليش؟؟؟؟ هم أكدوا لي انهم بيحطون نص صفحة باجر عن معرضنا في الجريدة.."
مايد: "تبين الصراحة؟؟ ... انتوا وايدين مبالغين في الاسعار.. عشان جي اعتقد ماشي أمل انه أي حد يشتري وحدة من اللوحات"
تمت ليلى ساكتة وتفكر شو تقول لموزة اللي يالسة عند التيلفون ومرتبشة وتتريا اتصالها.. كان خاطرهن يحضرن الافتتاح ويتابعن بنفسهن كل اللي يستوي..وكانن يتوقعن انه المعرض بينجح نجاح باهر.. بس الحين مايد حطم معنوياتها تماما..
مايد: " ليلوه.."
ليلى (بدون نفس): "شو؟"
مايد: " قبل لا تصيحين بقول لج شي.. اشتروا ثلاث لوحات وصورة .. "
ليلى في البداية ما استوعبت بس يوم فهمت اخيرا وشهقت .. سمعت صوت مايد وهو يضحك عليها وقبل لا تسبه أو حتى تبطل حلجها سمعته يقول: " ليلوه في شي ثاني بعد.."
ليلى: " مهما قلت ما بصدقك.."
مايد: "كيفج.. انتي الخسرانة.. ما بخبرج"
ليلى: "ياللا ارمس ميود.. حرام عليك اللي تسويه فيه"
مايد: "أوكى.. لا تصيحين.. الجامعة اتصلوا وقالوا انهم بييبون بنات التربية الفنية العصر رحلة للمعرض.. "
ليلى: "صدق؟؟"
مايد: "هى والله.. المهم.."
ليلى: "شو؟"
مايد: "إذا بييون العصر انا ما فيه اجابل البنات بروحي.. تعالي انتي وربيعتج وتصرفي وياهن.."
ليلى: "لا عمي ما بيخليني.."
مايد: "وعمي شدره.."
ليلى: "يا سلام؟؟ تباني اسير وما اخبره ؟؟"
مايد: "انتي رمسيه يمكن يخليج.. وبعدين منو بيي المعرض يعني عشان يشوفج هناك؟ من حلاته؟؟"
ليلى: " هههههههه.. يا ويلي ع اللي يغارون.."
مايد: "هه.. تحلمين انا اغار منج..ياللا برايج.. اشوفج بعدين.."
ليلى: "باي.. ميود .."
أول ما بند عنها ميود اتصلت ليلى بموزة بسرعة عشان تخبرها بكل شي وتشوف اذا تروم تسير المعرض وياها العصر
.
.
في هالوقت.. في بيت بو منصور.. كان منصور يالس هو وأمه وابوه في الصالة ومب منتبهين لمريم اللي كانت في المطبخ الصغير المتصل بالصالة تدور لها شي تاكله من الثلاجة.. كانوا يرمسون عنها وهي للحين ما انتبهت لهالشي.. كل اللي كانت تسمعه أصوات وهمسات مكتومة وكان بالها مشغول بكتاب يالسة تقراه في غرفتها وتبا ترد بسرعة فوق عشان تكمل قرايته.. وعقب ما خذت لها تفاحة من الثلاجة .. مشت بسرعة عشان تطلع فوق بس أول ما حطت ريولها على الدري تجمدت في مكانها.. كان منصور يرمس والحاجز اللي بين المطبخ والصالة خلاها تختفي عن أنظارهم .. ويلست مريم بهدوء على طرف الدري وهي تسمعهم يرمسون لأنه اللي سمعته للحين شد انتباهها.. وايد..
منصور: "ابويه الريال يباها.. وما يهمه مرضها.. هاي ثاني مرة يرمسني في هالموضوع.."
بومنصور: " بس اختك مريضة.. حرام نبلي بها الريال.."
حست مريم بوخزة في قلبها وهي تسمع رمسة ابوها واتنفست بصعوبة.. بس حاولت تتجاهل هالشي وتركز على رمستهم..
منصور: "يعرف.. يعرف كل شي عنها.. وأنا شرحت له بالضبط شو فيها .. قلت له انه قلبها تعبان وانه عندها نوبات صرع.. بس بعده مصر انه ياخذها وما يبا غيرها.."
تفاجئت مريم.. منو هذا اللي رغم كل شي يباها؟؟ وليش؟؟ ليش يضيع عمره ويا وحدة أيامها معدودة وهو حتى ما يعرفها.. وتقربت أكثر من الحاجز عشان تسمع بوضوح..
منصور: "بصراحة محمد من يوم شافها في إيطاليا وهو يباها.. يعني حتى قبل لا يعرف انها مريضة.. ومستعد يوديها بنفسه عشان تتعالج عقب العرس.. شو رايك ابويه؟"
مريم ما وقفت عشان تسمع راي ابوها.. كانت صدمتها كبيرة وبسرعة التفتت وركبت الدري وطارت لغرفتها.. وهناك بس قدرت تفكر وتستوعب اللي سمعته.. محمد خطبها؟؟ ليش؟؟ عقب اللي شافه هذاك اليوم شو اللي يجبره يخطبني؟؟
تذكرت مريم موقفها وياه في إيطاليا وحست بالدمع يحرق عيونها.. معقولة؟؟ معقولة كان صادق هذاك اليوم يوم قال لها انه يحبها؟؟ معقولة تكون ظلمته؟؟
بس بعد .. لازم ما تتسرع.. وفي داخلها عرفت شو اللي لازم تسويه عشان تتأكد..
.
.
الساعة 4 العصر كانت ياسمين تحط آخر لمسات الميكياج على ويهها وردت تتصل بشيخة اللي وعدتها تظهر وياها اليوم.. وقبل لا يكمل التيلفون رنته الأولى ردت عليها شيخة..
ياسمين: "خلصت.."
شيخة: "انزين بمر عليج عقب شوي.."
ياسمين: "أوكى بس ما بنظهر الا عقب ما يظهر عبدالله.."
شيخة: "ليش ما قلتي له انج بتظهرين؟؟"
ياسمين: " خبرته وما طاع.. بس أنا جي ولا جي بظهر.. ما بحبس عمري في البيت عشانه"
شيخة: "ههههههه.. أسميج بتأدبينه.. "
ياسمين: "قررتي وين بتوديني؟؟"
شيخة: "هى حجزت لنا في مكان حل بنتعشى فيه.. وعقب بنسير السينما"
ياسمين: "أوكى خلاص.. اترياج لا تبطين"
شيخة: "ان شالله"
بندت ياسمين التيلفون ونزلت الصالة اللي تحت وشافت عبدالله يالس يرمس في التيلفون ويلست حذاله تطالعه وهو يوم شافها تقترب منه ابتسم لها بحنان ورد يسولف ويا سهيل اللي كان متصل به.. تنهدت ياسمين وهي تطالع ملامح ريلها الوسيم.. كل شي في عبدالله كان يفيض بالرجولة.. صوته.. تفاصيل ويهه وحتى أقل حركة ممكن يسويها.. كانت تستغرب منه.. من جاذبيته اللي خلتها تتحمل كل شي.. وتضحي بكل شي وتتزوجه.. هالجاذبية اللي للحين تسيطر عليها.. بس رغم هذا كانت لها شخصيتها المستقلة وما تقدر تخلي عبدالله يتحكم فيها ويلغي وجودها.. ما تدري ليش هاليومين تحس انها مخنوقة.. وأحيانا وجوده في البيت وياها يخليها تتريا اللحظة اللي بيظهر فيها وبتم بروحها في قصرها هذا.. متناقضة... هي تعرف هالشي.. تدري انها تحبه بس في نفس الوقت تباه بعيد عنها في معظم الاوقات.. تبا تعيش بروحها .. ولو ليوم واحد.. وتكون هي سيدة نفسها.. هي اللي تتخذ قراراتها وهي اللي تحاسب نفسها.. ما تبا تحس انها تعيش في ظله .. أو انه مصيرها مرتبط بمصيره.. وعشان جي يوم بند عبدالله التيلفون قالت له
ياسمين: "عبدالله ..؟"
اطالعها عبدالله بإعجاب.. كانت حاطة آي شادو كحلي وعيونها طالعه تجنن .. وقال لها وهو يرد بشعرها ورا اذنها: "شو هالحلاة كلها؟؟"
ياسمين: " شيخة بتمر عليه عقب شوي .. تبا تشوف الفيلا.."
عبدالله: "يعني هالكشخة كلها حق شيخة مب حقي انا.."
ياسمين: " ههههه لا حقك ولا حقها.. هاي حقي انا.. كنت ملانة وقلت بلعب بويهي شوي.."
عبدالله: "فديت روحج.. أتمنى اظهرج وابعد الملل عنج بس سهيل يباني اسير له المكتب.."
ياسمين (بدلع): "انزين حبيبي بظهر ويا شويخ.."
ابتسم عبدالله وباسها على خدها بسرعة وهو يوقف وقال: "لاء.. احنا تناقشنا في هالموضوع وقلت لج رايي فيه.."
ياسمين: "بس انا متمللة.."
عبدالله: "باجر ان شالله بوديج دبي.. شو رايج؟"
ياسمين:" هذا باجر.. وانا الحين ملانة.. عبدالله حرام عليك..&#33;&#33;&#33;"
اطالعها عبدالله بطرف عينه قبل لا يبطل باب الصالة وقال لها: "باجر بوديج وين ما تبين.. بس طلعة ويا شيخة لاء.. "
وقبل لا ترد عليه ياسمين صك الباب وراح وتمت ياسمين واقفة تطالع الباب ببرود .. وفي النهاية ركبت فوق عشان تلبس عباتها وشيلتها.. إذا كان يفكر انها ممكن تخضع له فهو غلطان.. بتظهر ويا شيخة واذا عنده كلام يبا يقوله .. يتفضل..
.
.
في بيت بوظاعن.. كان الجو هادي.. ظاعن ماخذ اليهال ومودنهم يلعبون في المول.. وأبو ظاعن وامه ظهروا عقب صلاة العصر.. ومبارك بعده ما رد من الشركة ولا حتى رد عشان يتغدى.. و كانت فاخرة مرت ظاعن هي الوحيدة اللي تمت في البيت لأنه اختها خلود خلصت دوام ويت من الجامعة ومرت عليها وكانن هن الثنتين يالسات في الصالة وخلود مبوزة..
فاخرة: " لين متى بتمين مبوزة جي؟؟ "
خلود: "أبا أسييييييييير.."
فاخرة: "انتي تعرفين ابويه مستحيل يخليج تسيرين هالرحلة.. يعني المفروض من البداية ما كنتي تفكرين بهالشي.."
خلود: "انزين ليش؟؟ ليييش؟؟ يعني رحلة علمية.. لا بنسير مول ولا حديقة.. مجرد معرض كتاب.. ليش ما وافق؟؟ لهالدرجة الثقة معدومة ؟؟"
فاخرة: "مب سالفة ثقة.. بس ابويه عنيد.. تعرفينه .. وبعدين يخاف علينا.. "
خلود: "ربيعاتي كلهن بيسيرن.. تصدقين؟ من كثر ما أنا مقهورة طنشت دوامات الظهر عشان لا أشوف ربيعاتي وهن يتزهبن للرحلة.."
اطالعتها فاخرة بحزن وتمنت لو تقدر تساعدها أو تسوي شي يخليها تستانس.. بس الكل يعرف انه ابوهن وايد عصبي ومستحيل تفكر فاخرة ولو للحظة انها ترفع السماعة وتتصل عشان تقنعه انه هالرحلة ما بتظر خلود بشي..
في هاللحظة تبطل باب الصالة ودش مبارك بسرعة .. كان بيموت من اليوع واستانس يوم شاف فاخرة يالسة في الصالة وابتسم لها بس قبل لا يبطل حلجه انتبه لخلود اللي تغشت أول ما شافته .. واتربك مبارك وسار الصالة الثانية وهو يتحرطم بصوت واطي..
فاخرة ابتسمت ونشت وسارت له تشوفه إذا يبا شي منها.. وأول ما دشت الصالة الثانية ضحكت ..
مبارك: "اسمحيلي فاخرة ما كنت اعرف انه حد عندج.."
فاخرة (وهي تبتسم): "عادي هاذي خلود اختي .. ياهل ما عليك منها.. المهم انته تغديت؟"
مبارك: "لا ما تغديت.. والله ميت من اليوع.. "
فاخرة: "انزين دقايق بس بحط لك الغدا وبرد.. وين بتتغدى هني..؟؟ ولا في غرفة الطعام؟"
مبارك: "لا هني بتغدى .. بطالع التلفزيون لين ما تخلصين.."
فاخرة: "أوكى.."
مبارك: "سوري فاخرة بتعبج.."
ابتسمت له فاخرة وسارت تحط له الغدا ويلس هو يطالع التلفزيون ويوم ردت ووياها الغدا يلس مبارك ياكل وهي تسولف له..
فاخرة: " وحليلها خلود غامظتني.."
مبارك (وهو مب مهتم):" ليش؟؟"
فاخرة: " المفروض يودونهم رحلة اليوم.. وأبويه ما خلاها تسير.."
مبارك: " احسن لها .. "
فاخرة: "مبارك&#33;&#33;.. حرام البنية خاطرها تسير.. ربيعاتها كلهن بيسيرن .. وبعدين ما له حق يرفض.. لا بيودونهم مول ولا مكان فيه رياييل.."
اطالعها مبارك وسألها: "ليش وين بيودونهم؟"
فاخرة: "معرض فني.. تصوير ولوحات فنية.. اختي خلود تخصصها تربية فنية وهالرحلة اجبارية لازم يكتبون عنها تقرير.. بس عاد تعال وفهم ابويه.. راسه يابس..&#33;&#33;"
عقد مبارك حياته وتذكر بطاقة الدعوة اللي شافها اليوم الصبح على مكتبه وسأل فاخرة: "المعرض اللي مسوينه في مبنى البلدية؟"
فاخرة: "هى.. شدراك؟"
مبارك: " طرشوا لي بطاقة دعوة عشان أسير.."
فاخرة: "وسرت؟"
مبارك: "لا طبعا.. ليش أسير؟؟ "
فجأة فاخرة يتها فكرة بس ترددت قبل لا ترمس وتمت تطالع مبارك وهو ياكل ويوم شافها مبارك بنظرة استغراب ابتسمت وقالت: "مبارك؟"
مبارك:" همم..؟؟"
فاخرة: "ممكن أطلب منك طلب؟؟ "
قرب مبارك صحن السلطة منه وسألها من دون ما يطالعها: "تبيني أوديكم المعرض؟؟"
ابتسمت فاخرة ابتسامة عريضة وقالت: "بتودينا؟؟"
مبارك (وهو يطالعها ويبتسم): " خليني اخلص غدا واتسبح وان شالله بوديكم.. بس اتصلي بظاعن وخبريه.."
فاخرة حست انها بتطير من الفرحة ونشت بسرعة عشان تخبر اختها اللي كانت فاقدة الأمل في هالرحلة..
.
.
ليلى كانت تعيش أسعد لحظات حياتها.. كل نظرة وكل حركة تصدر منها كانت تشع بالفخر والرضا.. عمرها ما توقعت انها ممكن تنجز شي ولو بسيط وتنال تقدير الناس له.. المعرض نجح نجاح باهر وهم بعدهم في أول يوم.. ثقتها بنفسها ارتفعت ووصلت للسما وابتسامتها اللي واجهت فيها طالبات قسم التربية الفنية كانت نابعة من أعماق قلبها لأول مرة من فترة طويلة وايد.. وموزة هي اللي حققت لها هالشي.. هي اللي منحتها هالفرصة وهي اللي شجعتها وليلى كانت تفكر انها مستحيل تقدر ترد لها هالجميل.. التفتت ليلى بعيونها في قاعة المعرض والتقت بعيون موزة اللي كانت تشرح للبنات خطوط الفن السريالي اللي اعتمدت عليهن في وحدة من لوحاتها المعروضة ويوم شافت ليلى تطالعها ابتسمت لها بسعادة من تحت نقابها وعلى طول ارتسمت البسمة في عيونها البنية الواسعة..
ردت لها ليلى الابتسامة ومشت صوب الصحفية اللي كانت تطالع زاوية الصور الفوتوغرافية الخاصة فيها ووقفت وياها ترمسها وترد على أسئلتها..

في هاللحظة.. وصل مبارك ويا فاخرة وخلود ودش المعرض وهو يتنهد بتعب ويمرر نظراته على اللوحات المعروضة والقاعة المتروسة بنات.. والتفت لفاخرة وقال: " أنا الريال الوحيد هني؟؟"
ابتسمت له فاخرة وقالت: "منو قدك؟"
ضحك مبارك بتعب ووقف في مكانه يراقب خلود اللي شافت ربيعاتها وسارت صوبهن .. فاخرة كانت تعرف انه متملل وانه هذا مب مكانه وانه عمره ما اهتم بالفن.. بس هاذي طبيعة مبارك رغم اللي يحاول يبينه للناس.. انسان خدوم ولطيف جدا في داخله .. ورغم تعبه ومشاغله يابها المعرض ويا خلود وهالشي خلى فاخرة تحترمه وايد.. فعلا كبر في عينها اليوم ..
مبارك: " أنا بطالع اللوحات ع السريع.. بتتأخر خلود؟؟"
فاخرة: "لا.. ربع ساعة بالكثير وبنروح .."
مبارك: " حلو.. "
تنهد مبارك بعمق ووقف جدام أول لوحة يطالعها باستغراب.. كانت لوحة غريبة.. عبارة عن ألوان متداخلة من دون أي هدف أو معنى وانصدم مبارك يوم شاف على طرفها بطاقة مكتوب عليها "sold " والسعر 300 درهم.. وضحك ضحكة خفيفة وهو يفكر منو الغبي اللي دفع 300 درهم على خربشة مالها معنى؟؟ أي ياهل لو عطوه شوية ألوان وفرشاة يقدر يرسم شرات هاللوحة ويمكن أحلى منها بعد..
ابتعد مبارك عن اللوحة وعلى ويهه نظرة سخرية واتجه للوحة الثانية وابتدا يدقق فيها ويحاول يطلع عيوبها كلها.. كانت اللوحة هاذي هي لوحة " أغلال".. اللوحة كلها كانت عبارة عن إيد مقيدة.. لوحة قاتمة وألوانها سوداوية.. ما فيها أي شي جذاب أو غريب أو استثنائي ولا حتى عليها سعر.. مع هذا حس مبارك بشي غريب يشده لهاللوحة .. وفي نفس الوقت انزعج منها بس يوم حاول يبتعد وينتقل للوحة اللي عقبها ما قدر.. وتم واقف جدامها أكثر وهو يحاول يكتشف شو اللي خلاه يتظايج هالكثر أول ما شاف هالأغلال المرسومة بكل دقة جدامه .. وهني .. وهو واقف جدام لوحتها المفضلة.. لوحتها اللي رسمتها عشانه .. شافته موزة وشهقت بصوت واطي .. وبسرعة تمت تتلفت حواليها ادور ليلى عشان تخبرها .. وأول ما شافتها سارت صوبها بسرعة ومن كثر ما كانت مستعيلة ما انتبهت للفلبينية اللي كانت شايلة صينية العصير حق الضيوف واصطدمت فيها بقوة خلت كل اللي في الصينية يطيح ع الأرض ويتكسر بصوت عالي..
.
.
سمع مبارك صوت الزجاج اللي تكسر في الطرف الثاني من القاعة ، والتفت بنظرته الحادة ، وشاف أخيرا.. ملاك واقف جدامه..
اللوحة والظيج.. وتعب اليوم كله، ومشاكل حياته وهمومها تبخرت تماما من راسه.. بسببها، بسبب البنية اللي تحركت بسرعة من طرف الغرفة ووقفت حذال ربيعتها المنقبة عشان تطمن عليها.. وانتبه مبارك انه كان حابس أنفاسه وهو يطالعها ويشرب كل تفاصيل ويهها..
كانت ليلى..
وكانت هاذي لحظة عمره مبارك ما بينساها..
.
.

عقب ما استوعبت ليلى الموقف اللي صار ما قدرت تيود عمرها ووقفت تضحك على موزة اللي كانت متلخبطة وقافطة.. موزة يرتها من إيدها وخذتها على صوب وقالت: "ليلوه .. مبارك هني..&#33;&#33;"
ليلى: "مبارك؟؟ مبارك هذاك اللي خبرتيني عنه؟؟"
اطالعتها موزة بغيظ وقالت: "ومنو غيره؟ "
اطالعتها ليلى بحقد: " ومستانسة حظرتج؟؟ "
موزة: " ليلوووه.. حرام عليج لا اتمين متظايجة وتخربين عليه"
ليلى: " الحركة اللي سويتيها وايد غلط"
تنهدت موزة وقالت: " احنا ما بنخلص من هالسالفة؟"
تموا هم الثنتين واقفات يطالعن بعض بعناد وعقب ثواني ابتسمت ليلى ابتسامة عريضة وقالت: "يعني وصلته بطاقة الدعوة ..&#33;&#33; وينه أبا اشوفه&#33;&#33;"
رغم معارضتها بس الظاهر انه هالشي وايد يهم موزة وما تبا تخرب عليها فرحتها
أشرت لها موزة بعيونها صوب كان مبارك واقف وعاطنهم ظهره
ليلى: " ما اشوفه عدل.. تعالي أونا بنسير نطالع البنات اللي هناك .. وبشوفه بوضوح.."
موزة (وهي تضحك ): "أوكى.. ياللا"
مشت ليلى هي وموزة للزاوية الثانية عشان يشوفنه بوضوح وموزة من الوناسة كل شوي تلتفت لليلى وتقول لها: " رغم مشاغله يا المعرض.. he is soo sweet &#33;&#33;"
ليلى: " خلاص عاد موزوه حشرتيني&#33;&#33;"
موزة: " هذا أحلى يوم في حياتي.. ليلووه احس اني بنفجر من الوناسة.."
ابتسمت لها ليلى بحنان والتفتت عشان تشوف مبارك هذا اللي مخبل بربيعتها ويت عينها في عينه لأنه هو بعد كان يطالعها.. وعلى طول تغيرت ملامح ويهها.. وتبدلت سعادتها ظيج فظيع.. ويوم ردت تطالع موزة كانت عيونها باردة ونظرتها حادة.. وهالشي خلا موزة تستغرب وسألتها: " ليلى شو بلاج؟"
ليلى: " هذا هو مبارك ؟؟"
موزة: "هى.. بس ليش ترمسين بهاللهجة؟"
ليلى: "موزة هاي مب أول مرة اشوفه فيها.."
انصدمت موزة: "شو؟؟ "
ليلى: " هاي ثاني مرة يحصل لي الشرف والتقي به.. أول مرة كانت أيام العزا.. عقب الحادث بكم يوم.."
موزة: " وليش ما خبرتيني؟؟"
ليلى: "وانا شدراني انه هذا هو مبارك؟؟"
في هالاثناء خلصت خلود ويت هي وفاخرة صوب مبارك عشان يروحون.. وطلعوا هم الثلاثة بهدوء من المعرض وتمت موزة تطالعهم بحزن وهم رايحين..
موزة: " انزين وشو اللي يخليج متظايجة جي؟"
تنهدت ليلى وخبرت موزة عن الموقف اللي صار لها ويا مبارك.. وكيف كان وقح وياها وويا محمد أخوها.. وتمت موزة تطالعها بصدمة وما قدرت حتى تعلق على الموضوع..
ليلى: "يعني بصراحة عمري ما شفت وقاحة جذي.. وفي النهاية يطلع هو نفسه اللي انتي ميتة عليه؟"
موزة (بظيج): "خلاص ليلى .. خلاص.. انتي ما تعرفين ظروفه.. كان هو بعد يمر بفترة صعبة.. ويمكن ما كان يفكر عدل."
ليلى: "كلنا نمر بفترات صعبه في حياتنا.. بس هذا ما يعطينا الحق اننا نعامل غيرنا بقلة احترام.."
سكتت موزة وصدت صوب اللوحة المعلقة جدامها وتمت تتأملها بحزن، كانت مب عارفة كيف تتجاوب مع اللي قالته ليلى، مع انها صديقتها بس هي غصب عنها بتم تكن هالمشاعر لمبارك، ما تدري ليش تحس انها دوم تبا تتقرب منه.. تبا تكشف القناع اللي فارضنه على حياته وتكسر الحاجز اللي بناه بينه وبين الناس .. مشاعرها تجاهه خليط من الحب والفضول بالإضافة لمشاعر يديدة تماما عليها.. مشاعر تملك .. كانت تبا تكون هي كل شي في حياته وهو كل شي في حياتها.. تبا تعطيه كل اللي عندها وفي نفس الوقت تاخذ منه كل مشاعره وحبه.. بس .. كيف بتفهم ليلى وهي بروحها مب فاهمة احساسها؟؟
وليلى على طول ندمت على الرمسة اللي قالتها.. موزة تحب مبارك.. وهي حاولت تشوه صورته جدامها من دون قصد.. بس النفور والاحتقار اللي تحس به صوب مبارك خلاها تسوي هالشي.. بس آخر شي تباه هو انها تسبب الحزن لموزة.. موزة ما تستاهل هالشي.. عقب كل اللي سوته عشانها المفروض انها ما تجازيها بهالطريقة.
ابتسمت ليلى وحطت ايدها على كتف موزة وهمست لها في إذنها: "بس تصدقين؟ "
موزة (وعيونها على اللوحة): " شو؟"
ليلى: " طلع ذوقج حلو.. مبارك غاوي.."
ضحكت موزة والتفتت بسرعة لليلى وحظنتها وهي تقول: "هييييييييه.. أدري.. "
ليلى: " وانتوا الاثنين لايقين على بعض.. الحين لازم نفكر كيف نخليه يحس بوجودج.."
موزة: " ما ادري.. هالشي وايد صعب.. "
ليلى: "لا تحاتين.. بنفكر بشي.. "
موزة: " يعني انتي مب متظايجة ؟"
ابتسمت ليلى وقالت لها : " وليش اتظايج؟ ما في انسان كامل .. وبعدين هالموقف صار من ثلاث سنين.. المفروض انساه.."
بس ليلى كانت تعرف انها ما بتقدر تنساه.. وتعرف انه رايها في مبارك ما بيتغير ورغم اللي قالته لموزة بتم تحتقره في داخلها ..
.
.
مبارك في هالوقت كان توه واصل البيت وعقب ما نزلت فاخرة ويا خلود يلس في السيارة شوي.. عيونه كانت على الولاعة اللي في إيده .. ملامح ويهه مرتبكة.. وأفكاره كلها تتعلق بليلى.. ليش اطالعته بهالنظرة ؟ كانت نظرة غريبة.. مزيج من الكره والظيج والاحتقار.. بس هي ما تعرفه ... هاي أول مرة يشوفها فيها.. ليش اطالعته بهالنظرة؟ وليش يهمه هالشي؟
حس مبارك بحزن فظيع يسيطر عليه.. حزن تسرب من داخل اعماقه وانتشر في الهوا اللي يتنفسه.. وفجأة.. كل شي حواليه صار ميت وبدون أي طعم أو لون.. كل شي تغير عقب هالنظرة من عيونها..
.</font></div>
<center><font face="courier new, courier, mono" color=#ff6699 size=3></font>&nbsp;</center></center></font>