<font color='#000080'>السلامممم عليييييييييييييييكم
ياتنكم اليوم بقصة كنت كاتبتنها برووحي تدروون لااحقة عالسرقة والتلطييش قلت في البدااية احط شي انا كاتبتنه
هذي القصة الله يسلمكم كنت مشاركة فيها في مسابقة القصة القصيرة للناشئات اللي منظمتنها رابطة الأديبات والحمد لله فزت بالمركز الثااني
وان شا الله بس تعيبكم وابا آرائكم
منذ كنت طفلة وأنا أرسم في خيالي فارس أحلامي ففي قلبي وقلب كل فتاة ركن لهذه الخواطر ,أرسمه شاب أنيق , وسيم . مفتوح العقل,في وجهه سماحة طفل ورزانة شيخ, رجل أسطوري خرافي.فريد من نوعه.
كلما ارجع إلى عالمي الواقعي أبكي وأنوح على تعاسة حظي , فأنا كالبومة منبوذة بعيدة عن الجميع ,أخرج فقط في الخفاء.
طفولتي مليئة بالكوابيس ,ومعظم حياتي قضيتها في زنزانة أبي ,فأبي السجان وحارسي الأمين .فهو من سلب إرادة أمي وسلب مني حقوقي وحريتي
وفي أعماقي طوى إحساس مرير بالوحدة والحرمان ,بقيت وحيدة وسط الضباب ,سحابة سوداء تخّيم على حياتي, فقد لفني الظلم بعباءته السوداء التي لا يمكن للشمس أن تخترقها .
أصبح الهروب من جحيم أبي أمنية أغرق فيها طيلة ليالي العناء,فهناك حواجز عالية ,شاهقة ,منيعة بيني وبينه.
عشت طفولة باهتة تعيسة مليئة باللون الأسود , وكنت كمن يمشي عكس التيار
ومازادني ذلا (وفاة أمي ) لقد ماتت ذلا وقهرا فحالاتنا المادية زادت من نوباتها إلى أن فارقت دنياها. ومازلت أسمع صدى صوتها وهو يرتد إلى سمعي .فهي توصيني بصوت منقطع قائلة:"عزيزتي لا تيأسي من الحياة,فأمامك مشوار طويل ومستقبل شديد النقاء, وحافظي على بر والدك, وتـ………….." خرتُ عند يديها أبكي وأقبلها ,حتى خرجت من غرفتها وكأني خرجت من جدار ,مسحوقة,مطحونة,مذلولة.
أصبح ليلي قطعة من العذاب ونهاري وحشة طويلة, أعيش في جحيم لا يطاق في داخلي صرخات ألم وأنين ؟,كم تمنيت في تلك الليلة أن لا استيقظ من سباتي ,ربما تأخذني الفجيعة بموت أخر ,بعد أن رحلت مني ملاكي الطاهر.
أشعر بأني عند حافة الجنون وأكاد أسقط,أبي لا يهتم بي بل يشتمني و ينتظر الفرص و المناسبات السانحة ليضربني .أصبحت كالمغارة المهجورة المليئة بالأفاعي وشباك العنكبوت.
كما قيل لي: "عندما تختل الموازين يتزايد الظلم ويضغط القوي على الضعيف"
وفي منهجي اختلت الموازين وانقلبت أحوالي رأسا على عقب بـ(مكالمة هاتفية)
من طرف صوت وعر يعرف أسمي ,كنت مرتبكة و خرس لساني ,لم أستطع التحدث فأنا متوترة بشدة.
بدأ بالحديث ورحّب بي وأطرى علي على قوة تحملي , وأردف هذا الترحيب بكل أنواع الشهامة ,فهو لبق وظريف وفطن وذا عقل راجح وسياسة , استدرجني وجذبني بالأحاديث المزخرفة قائلا:
-أهلا ميسون , كيف حالك .
-(صمت برهة ولمعت في ذهني جملته ألا خيره فأنا منذ فترة لم اسمعها توجه لي ,بدت على ملامحي علامات السرور والرضا وابتسمت وأجبته والعبرة تخنقني وكأن لساني مزج مع الأسى):بخير .. بأ ..بأحسن ..حال .. والحمد لله..
-ومالي أراكِ تتحدثين بنبرة محزنة مكتئبة فأنا لا أريد أن تكوني منكسرة الخاطر حتى إن كان السبب وفاة أمك.
-(لم أرد عليه فقد فتح جراحا عميقا وصّور لي نفسه ملاك الإنسانية)
-
- في لحظتها تدارك ما قاله مضيفا:
- لا بأس,فأنا أعرف مكانة الأم في النفوس ولكنه شرع الخالق البارئ ،ولمعلوماتك كنت دائم الجلوس معك وكانت والدتك كثيرا ما تطلب مني لأجلب لكم الاحتياجات في غياب أبيك . وكم أذكر ذاك الوجه السمح المليء بالعفوية والمفعم بالنشاط,……………
وفي غمرة مدحه لي زرعت لي أجنحة وطرت إلى عالم أخر بعيد عن المشكلات والهموم والمآسي والأحزان وأنا باسمة الوجه وتطرّق بعدها إلى الناس الطيبين الموجودين في هذا العالم الموحش.
أكملت المسار معه أقضي به وقتي وأصقل به جوارحي كان يدعى (جاسم) ويكبرني بـ6 سنين وإنسان متفوق في كليته .وهذا ما جعله يكبر في عقليتي السطحية ,كان دائم السؤال عن متطلباتي وحاجياتي ,عشت عالما ورديا مشعاً، في كل يوم كان يجدد عواطفه ومشاعره ويضاعف حنانه و اهتمامه بي، بدأ يلملم ابتساماتي ودموعي بأهدابه وأجفانه ،وأعاد ترميمي وبدأ يشكلني من جديد وبطريقته انتشلني من وحل أبي ،وطرد الخوف مني وأعاد إليّ ثقتي بنفسي ، حديثه الناعم .
في هذه المرحلة خُـيّل لي أن الدنيا تعتذر لي عن أيام الظلم والحرمان ،وأن القدر عوّضني عن طول صبري وتحملي.
في بادئ الأمر كنت فرحة به وبمقترحاته الفولاذية التي ساهمت في موافقة أبي على إكمال دراسة المرحلة الثانوية ،فأنا منذ 3 سنوات لم أذهب إلى المدرسة رغم تفوقي،ذهبت مسرورة وأنا أزف الخبر له ,وأبدى لي فرحة ،وأوهمني بأنه يعد لي هدية إذا تفوقت مما زاد من همتي.
فور دخولي إلى عالمه المحدود الموجز ,ابتعدت عن جميع العلاقات الخارجية وجميع الزميلات وأضحت علاقتي باردة لا تتعدى التحية.
انقضى فصل كامل وجاء ميعاد الأخطار وأنا مرتبكة من ردة فعل أبي ،وفاجئني برغبته الملحة في رؤيتي واستعجاله في إعطائي هديته المزعومة .
رفضت في بادئ الأمر ولكن كما قلت من قبل فأنا منهزة الكيان سريعة الترويض.
وافقت في الوقوف عند بوابة المدرسة وأن ألبس ما يجعله يعرفني ،وكم أخجل أن أقول لكم أني لست محجبة ولست من هؤلاء الفتيات العفيفات.
وجاء اليوم الموعود كان لقاءً تاريخيا فقد انبهر بهذا الوجه الناصح المليء بعلامات البراءة وهذه العينان المغطاتان بالأهداب الطويلة وهذه الوجنتين التي إذا لونهما ورديا من الخجل، وما أفرحني أنه غض البصر عن لباسي فهو كما بيّن لي لا يهتم في المظاهر.
كنت خجله منه وببعض كلمات حرّك ذلك السكون في أعماقي عشت لحظات جميلة فقد ارشفنِ بالغزل وهيّج مشاعري الفياضة .
كان لطيفا وكل لحظة يلتفت إلى الوراء ويتأمل أناملي وهي ترتعش ,طلب مني الجلوس بجانبه ولكن رفضت ,فأنا كبقية الفتيات أخاف من نظرات المجتمع و مصب اهتمامي على شرفي وشرفي ينتهز المرتبة الأولى من اهتماماتي.
أخذ يخفف من غضبه بأن يعبث بأصابعه ،وعاد يأمرني بالجلوس بجانبه وعاودت الرفض، جن جنونه فهو لم يعتد على تمردي، تحوّل إلى ذئب جائع, أرى الأنياب تنبت له ،وأرى مخالبه تكبر ،وأرى نظرات الوحشية تغزو الجو.ثار في وجهي وأراد سحبي ,خرجت من سيارته وأنا أُسرع ودموعي تنهمر,هل حاول أحدكم أن يبكي تحت المطر حتى لا يشعر به الآخرين؟!
أنا فعلت ولكن لم تنفع هذه المحاولة فجميع من كان حولي علم بمصيبتي وحالتي .
ذهب بعيدا إلى أن رأيت سرابـه يلوّح لي من بعيد بابتسامه خبيثة .ومن بعدها وأنا أتجرع كأس مسموم رغما عني,نثر ألغامه في حديقة قلبي وسقاها مكن حقده ولؤمه وأنانيته ,ووقف بعيدا متفرجاً.
شلّت أفكاري أخذ الحزن يتسلل إلى خلجات نفسي مثل نصل السيف الحاد ويتغلغل إلي أدق خلايا جسدي فيمزقها.
ليتكم تدخلون أعماقي وسترون أشياء كُسّرت ,حُطّمت,تناثرت.
طعن في كرامتي ,أساء إلى نفسي التواقة وآدميتي ,لم يترك لي المجال للتفكير , حاول افتراسي والانقضاض علي ,سلخ عفويتي ونهش شجاعتي.
جعلني أرى القدر وهو يزيّن لي دربي بالأشواك والأفاعي والسحالي والضفادع وأرى تلك الملاجئ العظيمة التي تأوي لها الحشرات,أرى النور يضوي بهدوء حاولت الوصول إليه لكنني بعيدة كل البعد ، خارت قواي وأنا أحاول الوصول إلى الضياء حتى كدت أستسلم .
زاد الهمس من حولي أرى الجميع ينظر إلي ويوبخني أشعر بان تلك العيون التي تلاحقني وكأنها تصرخ بوجهي وتقول:هذه المجرمة..هذه المجرمة ..هذه المجرمة.
وكانت المفاجئة بعد عدة أيام من ذلك الكابوس ,خرجت من المنزل وليس ما يسمى منـزلاً وإنما كوخ ,وكنت مفعمة بالأسى فطيلة تلك الليلة لم أنم وأنا أفكر في والدتي الغالية التي رحلت وأخذت مفاتيح السعادة عني.
استقبلتني إحدى الزميلات التي بالكاد أذكر أسمها بابتسامة نابعة من القلب,لم استطع مجاراتها ومجاملاتها.أدرت وجهي عنها وهي مازالت مبتسمة ،جلستُ شاردة الذهن أفكّر في تهديد جاسم لي فقد عبث بمشاعري ووعدني بالفضيحة .
وبينما كنت في أوج صمتي أتت تلك التقية"نجلاء"وبدأت تواسيني وتلاطفني بكلماتها الدافئة التي خففت آلامي ،وبدا لي أنها صادقة النية ،ولكن لم أستطع احتمال وجود شخص آخر يلبس قناعاً مزركشا وبعدها أنخدع به.
صرخت بكل ما أوتيت من قوة في وجهها حتى ذهبت منشطرة الكيان.
لم أكن أريد أن تستدرجني بالكلام , ولم اكن أريد أن يعرف أحد بمستعمرات الذنوب التي استوطنت قلبي وعملتْ على تخشّبه وتصلّبه .
وكثير من الأحيان أثور على نفسي أعاتبها اجلدها بسياطي على سذاجتها وأندب حظي.
ولكن نجلاء مصرة رغم إهاناتي لها ,فأنا أرى بريق الأسى في عينيها رغم تبسمها المستمر.
كنت أرتاح لوجودها وأتمنى أن أفضي بسري لها,ولكنني بحاجة إلى قوة حتى أشحن نفسي بتلك الجرأة للتحدث عن هذه الفترة القذرة من حياتي ،ولكن طفولتي لم تسنح لي الفرصة لأُكوّن شخصيتي ولأصقل شموخي .
وفي إحدى الجلسات التي كان قائدها الصمت أخذت نجلاء تفتح قلبها وتقص لي قصتها المشابهة لقصتي مع القدر أبطالها الظلم والتمرد والعجرفة ولكن كان الفارق بسيط حيث أن عائلتها مفككة كبيرة العدد, وعائلتي فقيرة متسلطة ظالمة.
حكايتها كشفت لي الغطاء عن كثير من الأشياء, وعلمت لماذا كنت دمية بلهاء في يد جاسم فقد دغدغة عواطفي بحديثه المنمق وملأ الفراغ الشاسع في صحراء قلبي وأبعد الإحساس المؤلم بالحرمان العاطفي.
من هنا بدأت بالتفكير أول خطوة بأنني رميت قلبي تحت قدمي وسحقته .
وبعدها اهتممت بمظهري وحجابي , كنت فقيرة إيمان مما دعاني أحس وأرى في الحجاب طمس للوجود والحرية, بدأت أزيل هذا الجهل المتراكم في أحشائي ,وظللت في هذه العاصفة مدة شهر حتى خرجت منها وأنا مقتنعة ومنتصرة على وساوس الشيطان.
ومن بعدها من الناحية النفسية عقدت صفقة مع نفسي بأن لا اذكر جاسم وكلماته التي تحتويني كالأفعى وتفرز سمومها في وجداني والتي بها صلبني على خشبه الخطيئة.
هذه الصديقة أنارت لي الدرب المظلم المعتم المليء بالحجارة والثغرات والطرق الوعرة.
تشابكت أيدينا واندفعنا بجميع أنواع العزم والحيوية و التفاءل والهداية.
وعندها جاء دورها بدأتْ بأساس الإسلام ونور القلوب(القرآن الكريم),
خور شديد دب في أطرافي وكل أنحاء جسدي وأنا اسمع تلاوة عطرة من هذا الكتاب المبارك ,ذرفت الدموع ,كنت خائفة من نفسي من المجتمع من المستقبل من ربي من نار جهنم ومن عذاب القبر كل تلك الأفكار دارت في نفسي حتى أعياني التفكير وسجدت باكية مستنجدة برب العالمين.
كنت في لحظتها أغسل خطاياي امحي هاجس وطيف جاسم من مخيلتي , وأذهلت الجميع بتغيري وراهنت الجميع على وصول القمم الشاهقة .
وها أنا ارفع راية العلم والإسلام بشهادتي وديني، أصبح الكل يلهث للوصول إلى ما وصلت إليه من عزم وإيمان وقوة وجبروت وشموخ وآداب ومكانة وشهادة.
أبي أيضا توّجني أميرة في مملكته بعدما أصبحت حبه الشاغر.</font>
مواقع النشر (المفضلة)