<font color='#000080'>الجزاء من جنس العمل




كان يعيش مع زوجته عيشة شجار دائم و كان يعامل زوجته بقسوة ، فقد كان قاسي القلب حاد الطبع ، وكانت زوجته تعاني من شدته ومعاملته القاسية له وفي يوم من الأيام وكالعادة نشب شجار بين الزوجين ، فعمد الزوج القاسي إلى عصا غليظة فضرب بها زوجته ومن شدة الضرب ماتت الزوجة من دون أن يقصد الزوج قتلها بل غرضه تأديبها ، فلما رآها ماتت خاف وأحتار ،ماذا يصنع وأخذ يفكر في كيفية الخلاص من هذه الورطة، ولم يجد حيله للخلاص، فخرج من منزله متوجهاً إلى أحد أقاربه وقص عليه القصه عله يجد عنده الحل لهذه الورطة
قال له قريبه: اسمع يجب أن تبحث عن شاب جميل الصوة وتدعوه إلى منزلك للضيافة، ثم اقتله واقطع رأسه وضع جسده بجانب جثة زوجتك وقل لأهلها إنك وجدت هذا الشاب مع زوجتك فلم تتحمل فعلها السئ فقتلتهما معاً فتكون بذلك قد خلصت نفسك من الورطة وظهرت لهم بصورة الرجل الشريف .
وحين سمع الزوج كلام قريبة أحس براحة وأسرع إلى منزله لينفذ الحيلة وجلس على باب منزله عله يعثر على مبتغاه، وبعد مدة أقبل شاب جميل الصورة وسيم ، تبدو عليه ظواهر النعمة، فقفز الزوج قائماً مستقبلاً الشاب مرحباً به، والشاب مستغرب لما يحدث، ولكن الزوج أصر على الشاب بأن يدخل معه المنزل كي يضيفه ويجره إلى داخل المنزل وأغلق الباب والشاب المسكين في ذهول ودهشه، أسرع الزوج وفعل فعلته الشنعاء وقتل الشاب المذهول ثم قطع رأسه ثم ألصق جسده بجسد زوجته ولما جاء أهل الزوجة وشاهدو الجنازتين وقص عليهم القصة المختلفة فذهبوا وهم يلعنون ويشتمون ابنتهم على فعلتها القبيحة، وهدأت نفس الزوج وأحس أنه قد أنقذ نفسه من موت محقق وأخذ يدعو لقريبه الذي دله على هذه الحيلة الماكرة.
وبينما الزوج جالس في منزله فرحان مسروراً إلى ما آلت له الأمور سمع طرقات على الباب، ولما فتح الباب فإذا بقريبه فاحتضنه الزوج وأخذ يقبله ويشكره وأدخله المنزل كي يقوم بالواجب نحوه، فقال له قريبه: هل نجحت الخطة؟ فقال له الزوج: لقد نجحت نجاحاً باهراً وانطلت الحيلة عليهم، وكل هذا من حسن تفكيرك وسلامة تدبيرك.
فقال له قريبه: وهل وجدت بغيك؟.
قال الزوج: أجل... لقد وجدت الشاب الجميل بهي الصورة.
فقال له قريبه: أرني ذلك الشاب الجميل الذي قتلته... فلما رآه شهق شهقة وسقط مغمي عليه، لقد كان هذا الشاب الجميل القتيل ولده... والجزاء من جنس العمل .
لقد دبر هذا المحتال حيله لقريبه من ورطته بدل أن ينصحه بتسليم نفسه للعدالة أو يبلغ عنه، ولكنه أعانه على جريمته بجريمة أعظم منها وكان الضحية ولده، فلذة كبده فوقع في شر أعماله... وكما تدين تدان.



منقول من كتاب قصص مروعة نهايتها مؤسفة فهل من معتبر؟</font>