<font color='#000000'><span style='color:blue'>الجزء الاول</span><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'>
""" تنطلق بنا مركبتنا المجهزة بأحدث الوسائل والمعدات الخاصة بالرحلات الى جهة الغرب عند منطقة تلتقي فيها ثلاث جبال يفصل بينهما وادي فسيح عند نهايته ويضيق عند مدخله.. تلك هي وجهتنا التي شددنا الرحال اليها لنتعرف عن قرب على مكونات هذا الموقع الجديد من مواقعنا التي رسمناها في خارطتنا لاستكشاف هذه الاماكن الغامضة لنغوص في جنباتها ونسير اغوارها لنخرج في النهاية بنتائج باهرة, اولها التمتع بجو المغامرة وثانيها استكشاف موقع جديد لم نتعرف عليه من قبل.
اليوم موقعنا الى هذه اللحظة ليس فيه ما يريب سوى اسمه الذي اثار بعض الريبة في نفس احد زملائي في هذه المغامرة حيث ان الاسم الذي يحمله هذا الوادي وحسب ما يروى جاء من ان احد المستكشفين الذين جاءوا اليه في السابق كان هدفه الحصول على الكنز الذي يختبئ في منبع هذا الوادي والذي تحرسه مجموعة من الحيات الضخمة والتي لا يستطيع احد الاقتراب منها إلا اذا كان معه سلاح مخبأ في احد كهوف الوادي, وهو عبارة عن خنجر ذهبي نصله من الماس وبه ياقوتة زرقاء تضئ عندما ترى خطرا يقترب من صاحب الخنجر. هذا المستكشف منذ دخوله إلى الوادي لم يعد إلى أهله وتواترت الروايات التي تقول انه عندما دخل الوادي فوجئ بحراس الوادي من الجن الذين لا يسمحون لأي شخص بالدخول الى واديهم ما لم يكن لديه إذن من ملك الوادي الذي يعاقب كل من يدخل أحدا دون إذنه الى الوادي وعندما أراد هذا المستكشف الطامع في نيل كنز الوادي الدخول اعترضه حراس الوادي, فأراد أن يفلت منهم ولكنهم نهشوا لحمه وطحنوا عظامه وقاموا بعد ذلك بنثرها في بقاع الوادي الذي احتجب عنه الناس من ذلك اليوم..
وقف طاقم الرحلة في بداية طريقهم في صف واحد وكل منهم ينظر الى آفاق بعيدة تقع خلف النتوءات الصخرية التي نحتها الوادي في حواف الجبال الممتدة على ضفتيه نظر كل واحد منهم الى رفيقه.. كانوا خمسة من محبي الاستكشاف والمغامرة.. مسلحين بكل ما يعينهم على متابعة مسيرتهم في بطن الوادي من السلاح الأبيض الى الحبال الى الماء والطعام الذي سيحتاجونه في مسيرتهم مع بطاريات صغيرة تحسبا لمواجهة جزء من ظلام الليل في هذا المكان شبه المعتم نهارا..نظرة أخيرة قبل الانطلاق الى بطن الوادي ينظرونها الى مركبتهم الرابضة في صمت وسط سكون الوادي, يتعاهدون على البقاء ويصافح كل منهم صاحبه ثم يخطون خطوتهم الاولى الى المجهول..
الشمس تقترب من كبد السماء والعرق بدأ يتصبب من جباههم مسافة ليست بالقصيرة التي قطعوها وحان الوقت لأخذ قسط من الراحة.. تشاوروا فيما بينهم ثم أعلن قائدهم(رائد) قراره باقتطاع جزء من الوقت للراحة واستعادة القوة.. الجميع خضع للأمر حسب ما اعتادوا في رحلاتهم السابقة..
اقتربوا من الجبل الواقع على احدى ضفتي الوادي وحطوا بأجسامهم المثقلة من مشوار اول النهار..
لم يصدقوا انفسهم عندما بدأت تتراجع اليهم قواهم التي اخذتها المسافة التي قطعوها بعد ان تمدد احدهم على الارض ورفع آخر رجليه فوق الصخرة جاثمة في الوادي, سرح الجميع بفكره الى مدارات بعيدة عن مكانه الذي يحتويه وفي هذه اللحظة صرخ احدهم صرخة دوى صداها في اركان الوادي:انتبهوا!! أتسمعون ما أسمع؟؟!! فجأة..
خيم على المكان هدوء مخيف بدأت معه اجسادهم تنفض آثار المسافة بين موقعهم والسيارة مع كل رعشة ترتعشها وكل نبضة نتبض بها قلوبهم وكل نسمة هواء تنبعث من صدورهم.. طفل صغير يبكي بصوت يصم الآذان.. ترى من أين يأتي هذا الصوت؟؟! وأين هو هذا الطفل؟! وهل هو وحده ام ان معه شخصا آخر؟! و....و.... أسئلة كثيرة بدأت تنساب الى افكارهم وتعجز ألسنتهم عن البوح بها خوفا ان تلفت اصواتهم الانتباه إليهم.. الصوت يزداد حدة.. بل يزداد اقترابا منهم.. ولكن.. لا احد يبدو في الجوار.. لا ظهور لأي كائن غيرهم فهم لا يرون احدا إلا انفسهم, واركان الوادي الغائرة في سكون رهيب.. فجأة.. سكت الصوت عن البكاء لكن شعورا غريبا تكلم فأفقدهم القدرة على الحركة.. تجمدت اجسادهم ليبدأ طوفان الاسئلة ينهال على رؤوسهم كما ينهال المطر من السماء ليملأ البرك المختبئة في كهوف الجبال حتى تفيض المياه منها ويبدأ الوادي في الجريان.. من اين هذا الصوت؟! هل يوجد احد معنا في هذا الوادي؟! هل هذا خيال ام حقيقة؟! هل...وهل.... وهل....؟؟! سيل جارف من الاسئلة لم يجدوا لها اجابة إلا الصمت المطبق, هنا زاد يقينهم بأن هذا الوادي فعلا وادي للجن وليس واديا عاديا, نظر بعضهم الى بعض وبدأوا يتحاورون عن طريق تلك النظرات التي يرمقونها بأنفسهم.. كلها تشير الى سؤال واحد هل نستمر ام نرجع؟! لا خيار وسط.. إما الاستمرار وإما التراجع.. اتفق اثنان منهم على الاستمرار وأكد آخران على وجوب التراجع عن هذا الطريق غير المأمون..لم يبقى منهم إلا قائدهم (رائد) الذي وقف في سكون دون ان يبدي رأيه في أي شئ.. الآن جاء دوره ليفصل في الامر.. الاستمرار او التراجع.. لا خيار امامه وموقفه سيحسم المواجهة في هذا الوادي المسكون بمخلوقات غير آدمية..
"""" والبقية تأتي """
<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/hothead.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':hot:'> اخوكم البحار9 <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/hothead.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':hot:'>
------------------------------------------------------
<span style='color:blue'>الجزء الثاني</span><img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'>
اتخذ (رائد) قراره الحاسم والذي سيجنب الجميع الخوض في مغامرة غير مأمونة العواقب وترك خيار الاستمرار أو التراجع لكل شخص حسب رغبته. . وقرر هو الاستمرار لاستكشاف خبايا هذا الوادي إيمانا منه بأن المغامرة لا بد أن يكون بها مخاطر وهو متأكد من استطاعته التغلب على هذه المخاطر التي ستعترض طريقه المجهولة.
هنا اتضحت ملامح بداية المغامرة الحقيقية. . انطلق المنسحبان إلى السيارة بينما وقف رائد ورفيقاه وقفة ما قبل البداية للخوض في غمار المجهول وتعاهدوا على ألا يترك أي منهم صاحبه مهما حدث فإما النجاة للجميع وإما الهلاك في غياهب الوادي. . أيضا للجميع.
بدأ (رائد) ورفيقاه خطواتهم الأولى من جديد عبر وادي الجن الذي بدأت خطورته تتضح شيئا فشيئا بعد هذا الموقف الذي مر بهم. . نسوا حتى غداءهم الذي هموا أن يأكلوه عند استراحتهم. . نسوا كل ما كان بهم من جوع أصابهم جراء عناء المسير من الصباح حتى الظهر، الاَن الشمس تصب غضبها عبر أشعتها اللهيبة على رؤوسهم. . لتمطر جباههم بذلك العرق المتسربل وجوههم. . لتزيد تعبهم تعبا وتحيل خوفهم رعبا. . الطريق يمتد أمام أعينهم والنظرات المتجولة يمينا ويسارا لا تنفك عنهم، رجاء يخالطه أمل يشوبه شئ من الخوف وكثير من الرعب من المجهول الذي يختبئ وراء هذا الوادي غير المأهول. . الحيات حارسة الوادي تتراءى أمام ناظرهم في كل حين. . وكل خطوة يخطونها. . كل حركة يتحركونها. . كل نسمة يتنفسونها. . ولكن لا مجال للتراجع الاَن. . لقد دخلوا في عمق الوادي. . بدأ ضوء الشمس يشارف على الأفول. . وبدأت معه الظلمة ترسل ستارها المشوب بأسرار أخرى لا يعلمونها عن هذا الوادي. . ولا صوت يصدر منهم. . مجرد تقدم إلى عمق الوادي. . لا أحاديث جانبيه ولا أسئلة عن أي شئ. . خطوات تائهة فقط يخالطها صوت أنفاسهم الصادر من أعماق صدورهم المملوءة بالخوف. . فجأة توقف الجميع أمام شئ لاح أمامهم. . صوت عال يرتفع منه. . تجمد الجميع في مكانه ولم يجرءوا على الحراك. . ترى. . من أين جاء هذا الشيء؟! أنه مألوف لديهم. . هذا المخلوق متى وصل إلى هنا؟! وكيف أتى؟! وووو. . . .. .؟! ! ! ! اختلطت الأسئلة في رؤوسهم بضحكة عالية أطلقها أحدهم تبعها سؤال غريب. . ما الذي جاء بك يا (روبي)؟ أطلق (روبي) نبحة قوية تغير معها طبعه من الهدوء إلى العنف وانطلق لمهاجمتهم. . أنه كلب شرس وليس (روبي) كلبهم المألوف. . أنه أحد كلاب هذا الوادي الغريب. . تناول أحدهم مسدسه من غمده مطلقا رصاصته التي استقرت في جبهة الكلب المفترس لترديه قتيلا في لمحة عين. . لم يشعر (مهند) كيف استل سلاحه وأطلق ذخيرته ولكن ما يعلمه هو أن قوة خارقة انطلقت من جسده المرتجف لتمنع سقوطهم ضحايا بين أنياب ( روبي) المزعوم.
تنفس الجميع الصعداء بعد هذا المشهد العجيب الذي لم يألفوه في مغامراتهم السابقة ولم يتعرضوا له قط وانطلق لسان حالهم يقول: كيف تشابه علينا (روبي) بهذا الوحش الكاسر الذي أراد النيل منا. . والأهم من أين جاء؟! هذا هو مربط الفرس. . من أين جاء هذا الوحش؟! لا يوجد ما يدل على أي حياة في هذا الوادي فمن أين جاء وكيف انطلق نحوهم و. . . . و. . . .؟! ظلت الأحداث تدور بهم دوران الأرض حول الشمس والقمر حول الأرض والتحرك حول محور الارتكاز. . وإلى هذه اللحظة لم يجدوا أي تفسير لها ولكنهم رغم كل ما مر بهم أصروا على مواصلة مشوارهم إلى منبع الوادي .
"""" والبقية تأتي """
<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/hothead.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':hot:'> اخوكم البحار9 <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/hothead.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':hot:'></font>
مواقع النشر (المفضلة)