<font color='#000000'><span style='color:blue'>الجزء الثالث</span>
<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'>
(فائز وهشام) وصلا إلى السيارة واستقرا في كرسيهما وبداَ يرددان عبارة الحمد والشكر لوصولهما سالمين إلى سيارتهما البعيدة عن المخاطر والأهوال التي يخبئها الوادي الغريب في أركانه المترامية الأطراف. احنى (فائز) كرسي السيارة وبدأ يراود نفسه لتغط في نوم ولو خفيفا يريحها من عناء الطريق الذي قطعه وزميله (هشام) ولكن كلما اغمض عينيه تراءى له شئ غريب يسلب منه متعة التحام أهدابه ببعضهما البعض فأخذ يهذي بكلمات غريبة وغير مفهومة يناجي بها صاحبه عله يتوصل إلى أخذ قسط من الراحة.. ولكن هيهات أن تأتيه الراحة ورفاقه في عمق الوادي ولا يدري مصيرهم إلا الله. . يأتيه النوم وقائد رحلتهم لا يزال في أحضان واد اسمه يرعب قبل أن يرعب ما فيه من أهوال مجهولة وقصص رويت ولا تزال تروي عنه.. تلك المرأة التي جاءت للبحث عن احدى أغنامها التي فارقت القطيع فأوصلها بحثها إلى هذا الوادي لتجد في انتظارها حراس الوادي الذين ذبحوا غنمتها وأخذوا يشوونها في نار هادئة، وعند وقوع نظراتهم عليها الحقوها بغنمتها ليستمتعوا بلحمها الطري الذي يضيفون إليه البهارات الخاصة، بهم والتي يستخرجونها من واديهم الغريب. . بحث عنها أولادها ولكنهم لم يجدوا لها أي أثر فما كان منهم إلا أن ذهبوا إلى احدى العرافات ليفاجأوا بأن أمهم أصبحت في بطون حراس الوادي . فائز . . فائز . . هل نمت؟ ولكن فائز لم يتفوه ببنت شفه بل زاد شخيره ليبدأ هشام في الإبحار إلى عالمه الاَخر مرة أخرى بعدما وجد نفسه وحيدا في هذا المكان الموحش .
ليخففوا من وطأة الجو البارد المحيط بهم وليزيدوا من حرارة أجسادهم ولتتوافر لهم الحماية والأمن من الأخطار المحدقة بهم في هذا المكان غير الاَمن وقبلها أشعلوا النار على ركن قصي عند صخرة قابعة منذ زمن في وادي الجن لترسل حرارتها إليهم وتبعد عنهم بعضا من أخطار الوادي التي لا تنتهي.
بدأت تثقل رؤوسهم وتتمايل يمنة ويسرة وفي هذه الأثناء بدأ صوت عويل الذئاب يتبادر إلى أذهانهم وينزع عنهم لباس النوم الذي ارتدوه لتسري في نفوسهم قشعريرة أخرى تزيد من ارهاقهم وتعبهم الذي أصابهم من مسيرة الوادي.
استل (رائد) مسدسه من غمده وجهزه تحسبا لأي طارئ ثم أشار إليه أحد رفاقه بأن ينام واحد ويسهر اثنان للحراسة فوافق (رائد) على هذا الرأي حماية لأرواحهم لتمر الدقائق على الساهرين مرورا بطيئا تملؤها نسمات من الهواء البارد المليئة بأهوال لا يعلمون إلا اليسير منها. . أطلق (وليد) تنهيدة خافتة الحقها بقهقهة غريبة في هذا الموقف سأله (مهند) بعدها لم تضحك؟! أجاب (وليد) هل سمعت المثل القائل: شر البلية ما يضحك. . لقد كنت أسخر من هذا المثل إلى أن جاء أدركت معناه فنحن واقعون في مطب من مطبات الحياة لا ندري أين سيكون نهايته وهذا أمر مضحك، لأننا من أوقعنا أنفسنا في هذا المطب ولم يجبرنا عليه أحد وفي ذات الوقت . . لم يتم ( وليد ) جملته حتى سمعا صوتا غريبا ينادي. . لم يستطيعا تمييز الصوت. . ولكنه أقرب إلى صوت طفلة صغيرة تبحث عن أمها. . الصوت يقترب منهم رويدا رويدا. . جهز (مهند ووليد) مسدسيهما استعدادا لأي طارئ بينما استيقظ (رائد) على أصوات حركتهما غير العادية وفوجئ بسماع الصوت الغريب. . ما هذا؟! أنه صوت ابنته (رهام) ترى ما الذي أتى بها إلى هنا ولكنه استعاد ذاكرته التي كانت غير حاضرة بسبب نومه الأمر الذي جعله يتخيل أنه في منزله من شدة الإرهاق الذي أصابه ولكنه سرعان ما أدرك أن هذا الصوت ليس صوت ابنته بل هو صوت لطفلة . . لا . . إنه لشابة تنادي . . لا لا . . أنه لامرأة عجوز. . ما هذا ؟! أن الصوت يتغير كلما اقترب مصدره منهم . .
تحلق الثلاثة حول بعضهم البعض وهم في وضع استعداد لأي طارئ. . ولكن لم يحدث أي شئ. . مهلا. . ما هذا الصوت القادم إلينا مرة أخرى ؟! أطلق (وليد) صرخة دوت في مسامع الجميع كالصاعقة بعدما سمع الجميع صوت وقع أقدام تهرول نحوهم . . ومع شدة الظلام الغاسق يحاول الجميع أن يتبينوا مصدر الصوت وإذ بهم يفاجأون بقطيع من الضباع قادم نحوهم فما كان منهم إلا أن أسرعوا إلى حافة الجبل احتماء به من الجيش القادم نحوهم . . تنفس الجميع الصعداء بعد هذا الموقف الغريب العجيب الذي مر عليهم. . انهالت مرة أخرى أطنان من الأسئلة على أدمغتهم المحتارة في شأن هذا المكان الغريب الذي لم يجدوا فيه أي شئ يريح أعصابهم بل وجدوا أشياء تشدهم شدا عنيفا لم يعتادوا عليه ولم يألفوه. . أشياء كثيرة تنساب إلى أذهانهم. . الكل شرد ذهنه إلى أشياء تهمه. . هل سنعود إلى أهلنا ؟! هل سنعود إلى منازلنا؟! هل رفيقانا بخير؟! وما أخبارهما؟! هل أصبحنا أسرى في هذا المكان؟! ووو. . . .؟؟؟! ! ! ترى ماذا ينتظرنا في هذا الوادي أكثر من الذي رأيناه ؟! سؤال أطلقه (وليد) ولم يجد له أية اجابة من رفيقيه اللذين ظلا ساكنين إلا من حركة الشهيق والزفير التي يطلقانها ليظلا على قيد الحياة وما هي إلا هنيهة ويعاود عواء الذئاب شرخ جنبات الوادي المخيف.. التف (رائد) وصاحباه إلى بعضهم البعض..
""""""" والبقية تأتي """"
<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/hothead.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':hot:'> اخوكم البحار9 <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/hothead.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':hot:'></font>
مواقع النشر (المفضلة)