<font color='#000000'><FONT color=#000000>الجزء الثاني و الأخير
<SPAN style="COLOR: blue"><SPAN style="FONT-FAMILY: arial"><SPAN style="FONT-SIZE: 11pt; LINE-HEIGHT: 100%"> صبيت لهم ماي بعد ما راحت غيمة الحزن وقمت فتحت باب الحجرة كأني بطِل ّ برع على الصغار وهم يلعبون ، بس كنت ابغي اغير جو الحجرة أو أدخل فيها هوا نقي أو هوا غير عن الموجود الحينه ...
قالت يدوه :- آه ... الله يرحمج يا ميره ... " اتحراها تدعي لي .. قلت :- آمين ... ويعافيج يارب
قال خالي " سلطان " وهو مسند ظهر هالمره وبنته ميره في حجر يدوه بعدها ... و طبعا هالي فهمته من كلامه لانه يتكلم و يتذكر و يصيح ...
قال :- يماه هاي بنتي سميتها ميره ....
يماه انتي تعرفين اني ما تزوجت مرتي الا عشان اسمها مـ..... يماه .... أرجوج ... عشان ميره ...
ارجوج خبريني شو سالفتي مع ميره ... وشو صار لها ...
كيف كانت علاقتها معاي ...
" اهنه كان يصيح وهو يتذكر و يستحظر الصور الي مرت فباله .. "
يماه اتمر في خيالي صور و مواقف جديمه عن هذيج البنت الصغيره ....
صور مب قادر افهمها ...
اشوف هاك الوجه الي يضحك لي ...
واشوف صور اتخوف البحر هايج ...
اشوف عمري اغرق اسمع ... سلطان ... سطان .... ضناي
ناس ما اعرفهم .... و حزن ...
ميره شو علاقتها بكل هذا ...
اختي ميره هذاك وجها وهذاك صريخها ...
ليش أنا الوحيد الي يذكرها بهالطريقه ...
منوه غيرج يااميه ايعرف السالفه ....
ايعرف شو صار ...
و ليش أنا أحب ميره أكثر ...
" يدوه تسمعه و اتصيح" ... لثنين قلوبهم منفطره على ميره ...
يدوه تتمالك نفسها .... تنفض عنها الحزن ...
تسحب من قلبها ... فصول من حياة العايله ...
من حياة ميره ...
ليش أحب ميره ... منوه بيسأل هالسؤال غيرك يا سلطان ...
الله يعينك يا سلطان تعّـبك السؤال ...
منوه بيجاوبك مابقى حد ايعرف التفاصيل غيري
هيه ميره يا سلطان .... اختك ميره ... بنت ما تتعوض ...
حسبي الله ونعم الوكيل ... ... حسبي الله ونعم الوكيل ...
" ترجع نبرة الألم لصوت يدوه لكنها اتكمل ....
هالحرمه مصره انها اتقول ...ألمها للشخص الوحيد
الي بيفهمها أكثر كأنها قاعده تتخلص من بقايا الحزن .... " " خالي سلطان .... يصيح ويسكت ويسمعها وايصيح ... و أنا أنتظر يدوه أتكمل ... خذت لها رشفه من كوب الماي ...
سألتني عن الوقت و عن صلاة لمغرب ... كان باجي عليها خمس دقايق ... اتفقنا نتيمع بعد الصلاة ... بعد الصلاة صار الجو مريح أكثر ... وصل خالي سلطان طبعا ً بعد ما وصل بنته البيت " ثلاث ساعات وايد على البيبي بدون حليب وبدون أمه ... " يلسنا نفس الاماكن تقريبا خالي سلطان هو الاقرب حق يدوه ...
قالت يدوه و هي تستذكر الأحداث .... :-
" في الشرق بيت لمطوّع حسين - منوه ما ايعرف لمطوّع حسين ... الله يرحمه و ايغمد روحه الجنه ... لمطوّع حسين علم كل عيال الشرق ... و منوه ما ايعرف اعيال لمطوّع حسين – في الشرق " فريجنا " ريحة ميره لعبها وصوتها و حشرتها و طفولتها ، ركيضها في السكيك ضحكها ، فرحتها بالعسكريم ، شطانتها ، وطيبتها ، هدوءها عنادها عرقها وراحتها ، ميره إذا طلعت من البيت لا يمكن ترجع بنفس الشكل الي طلعت به ....
ميره ضاربه نص عيال الفريج ، داشه كل لبيوت ، الكل ايعرفها و ايعرف اشقد خدومه هالبنت بنت لمطوع حسين ، و لمطوع عنده أولاد وبنات و الناس بس ميره كانت غير ، حتى العوايل كانت لما اتعد عيالها تستغرب ان ميره مب وحده من اعيالهم ، نشاطها امغطي الفريج ، منوه ينسى ميره .... " ويلست يدوه اتصيح "
- ربي عيالك عدل عشان يبرونك لما يكبرون ...
اسمع كلام والديك و ارضيهم ... تراهم تعبوا عليك ... ومالك غنى عنهم ...
لازم اتحب اخوانك ... انت لما تتويع اتقول :- آخ ... – هاي كلمات ميره ... ميره عيوز الشرق ترمس مثل العيايز و تيلس مثلهن و اتفكر مثلهن تاكل وياهن و اتخرف خراريفهن و احسن عنهن ، تهتم فيهن ويهتمن فيها ويزقرنها " يدوتي "
كل يوم قبل لا تنام ميره إتي تسألني :- ... يماه متى بتولدين ....
يماه تراني خبرت كل حد إن بيصير عندي أخو ....
يماه أنا قلت أخو ... عشان اسميه سلطان البحر ...
لازم انسميه سلطان انا احب اسم سلطان وهو بعد بيحبه ....
بخليه يدش البحر ... بعلمه كل شي و بربيه ... و بمسكه عنج ...
يماه ... يماه .... يماه ... سلطان ... سلطان ... سلطان
تمت على هالحاله ورايه ورايه كل يوم لين ما جاء سلطان .
طارت ميره من الفرحه لما عرفت ان المطوّع سمى ولده سلطان عشانها – أصلا ً هو مايرد لها طلب – بس هي تخاف من حزمه و ما تحب انها تضايجه – حتى لمطوّع صار يزقرها ام سلطان وهي مثل الاميره تستوي لما حد يزقرها ام سلطان ... بدت تهتم في سلطان من اول ايامه اتقمطه و تفركه بزيت زيتون اتسبحه و اتدفيه و اتغسله و تنومه ... في البدايه الاشياء الي ما تعرفها كنت انا اعلمها اياها وبعدين صارت مستقله اتعرف مواعيده بروحها .... وسلطان صار ايحب ريحتها ويرتاح عندها و يطمّن ويهدى لما يسمع صوتها و مناغاتها له ... مع كل شهر سلطان يكبر و فرحة ميره تكبر اب سلطان ... وهي تلاحظ نموه و اتسجل عندها التاريخ و اليوم وشو سوى سلطان و منوه اول من شاف هالشي او هالتغييرات ....
كانت تلاعبه و تهتم فيه و تقرا له كل يوم من حفظها اجزاء من القرآن و تحفظ وهو عدالها و اتسمع حفظها للمطوع وهي شالتنه او وهو جدامها ما تخليه يغيب عن نظرها ... تقرا عليه من المعلقات ابيات من الي تعلمتهن من لمطوع و اشعار النابغه و المتنبي ومن ديوان الشافعي و زهديات ابوالعتاهيه
كانت حريصه ان اخوها اول ما ينطق ايقول :- الله ... و أول كلمة واضحه قالها سلطان كانت الله ... شلته وركضت فيه كل الفريج ... وكل بيت بس عشان اتسمعهم ... شو ايقول سلطان ... وكل ما ايقول سلطان :- الله ... هي اتقول :- ضنايه ... فديت ضنايه ... بفضل الله ما خاب ظنها ... و كان سلطان ينطق كلمات ثانيه بعد ...
تمت هالعلاقة بين ميره و ولدها سلطان و الكل مستانس على هالارتباط بين الاثنين ... وصرنا نذكر ميره و سلطان ميره وذيلها اتيره معاها وين ما سارت اتعلمه اتحفظه ويقرقر مثلها الشيبه و لعيوز وسلطان لاصق فيها لصقه يقلدها في حركاتها و تعلم الصلاة منها .... كان عمرها عشر اسنين لما انولد سلطان و كانت تكبر معاه و تتعلق فيه زياده و هو ما ايعرف ام غيرها ... هالاثنين خلوا الناس ما اتحب تنتقل من الفريج لان اعيالهم يرفضون ...
شو صار هذاك اليوم الي كنا راجعين فيه من جزيرة صير بني ياس ،، كان الجو هادي في بداية الرحلة ، ونحن ظاهرين بمركبين ، محد كان متوقع يتغير الجو فجأة ، محد كان يتوقع ان المركب الي نحن فيه بيطبع و تغير الجو وصار الكل يقول :- الشمالي ... الشمالي ... وصار المركب مثل الريشه يلعب به الموج " مسكت أنا عيالي سلطان عمره اربع اسنين و ميره اربعطعش " و المطوّع حذالي وكلنا ندعي الله انه يستر ويلطف بنا ، سلطان خايف أول مره ايشوف البحر هايج ، وميره ماسكتني و ماسكه سلطان ...
و المركب يتهادى وصوت الريح فيه قصص الخوف و سيرة الموت ...
و الناس تتطاير برع المركب و انكسر لشراع وطاح على ظهر المركب وبدى المركب يطبع بسرعه وسط هالهيجان صعب انك اتجازف و تنقز في لجه ما اتعرف مداها و المركب ترك من الليحان اشياء كثيره ... طافيه
حصلت عمري امسك عيالي و اسبح و البحر يرفض انه يستقبل أي آدمي على ظهره
اشوف المركب الثاني والي فيه كأنهم سكارى شفت اشخاص ايطيحون من المركب توقعت انه ما يصمد ويحصل له مثل ما حصل حق مركبنا ، البحر يبلع بدون لا ايسمي ...
وينك سلطان ... وينج ميره ... وين اعيالي ... احس اني بموت اليوم ... البحر ما يبانا نسبح ما يبانا انقاوم ... كأننا دسنا له على طرف ... بدت بعض الاغراض تغفي بس الموج يخلي الصندوق الي تتحرى عمرك بتمسكه عشان تنجو هو نفسه الي يرفعه الموج و يضربك على راسك و ايغرقك ....
وينك سلطان .... ميره ... ميره ... وين لمطوّع .. وينك لمطوّع ... تعبت اقاوم يبست ايديه فريت عني العباه و الشيله ... أي شيله أي عباه في هالوقت ... منو بحسه .... وينج ميره .... وينك سلطان ...
ما اشوف حد ... ما اشوف المركب الثاني ... ما اشوف شي ... ما اسمع شي ... لا اسمع ميره ميره تصرخ :- سلطان .... سلطان ... خلوني .... خلوني ... اشوفه هاذوه ... اشوفه ... اهناك ... ضنايه ... سلطان ... ضنايه .... خلوني ... سلطان .... "
ما اسمع شي ... كل شي هادي ... جسمي امكسر ... راسي وارم ... حد لف راسي بغتره ... لحريم ايصيحن ... و اريايييل ايقولون لا حول ولا قوة إلا بالله ... ارفع جسمي ابغي اقوم .... ابغي عيالي ... وين ريلي لمطوّع حسين ... وحده ساعدتني يلستني شربتني ماي .... ما اعرفها ولا اتعرفني ... راحت في حالها ... حالها مثل حالي ... ماشي على راسها ... قمت و الخوف على عيالي ماكل فؤادي ... سلطان .... نايم ... سلطان تعبان محموم .... مدوّخ ... ميره مب موجوده .... لمطوّع حسين وينه ... ما أدري اسال منوه والا منوه ... كل ٍ في همه ... في حزنه
لمطوع ماظهر بعد ما طبع المركب .... ميره شافت سلطان ... ونقزت بتظهره ... نقز وراها واحد من الشباب ... شاف سلطان مثل ماشافته ميره ... ظهـّر سلطان وسحبه للمركب ... ميره ما ظهرت ... راحت ميره راحت بنتي الغاليه ... راحت الجوهره
الله يرحمها كانت مثل القمر ... هاديه ساكنه وعلى وجها ابتسامه ... احجابها على راسها بنفس الربطه ... ما اتكشفت حتى وهي اتقاوم الموج ... ماهمها ان ايدها تيبست ... كان كل همها ان سلطان ما يغرق ... راحت ميره
لمطوع حصلوه في دبي حالته خطيره ، وبعد 6 اشهور توفى لمطوع من حسرته على ميره ... محد صدق الي صار ... إنّا لله و إنّا اليه راجعون ... إنّا لله و إنّا اليه راجعون ... خيـّم الحزن على الشرق و العزا في كل بيت ... الطيب ما يدوم ... ما تعرف جيمة الشخص الا بعد ما تفقده ... الفريج صار ماله طعم ... بدت الناس تنتقل من الشرق .... الكل ايقول ان الشرق صار ممل ... وصار ما يسوى ... مرت سنتين علينا في الشرق ... كل يوم تنطري ميره ... وتنطري اكثر من لمطوع ... ولازم اتشوف او تسمع ان بيت قوم افلان ذكروها ويلسوا ايصيحون ....
صديقاتها ....
شباب الفريج
الشيوبه
العيايز
خلت في كل نفس اثر ... ذكرى و موقف ... ما تدرون اش قد تدهورت نفسية الشاب الي ساعد سلطان ... لأنه شافها تسبح و توصل للمركب وتركب بروحها ... ويلست تسال عن سلطان و عن أمها و أبوها ... دورت عنـّـا بين كل الموجودين .... وكانت اتطل من كل جوانب المركب ... و تنادي اهنه و اهناك .... كانت تتحرى سلطان معايه ... لما لمحت سلطان نقزت وراه حاول يمسكها الشاب ماقدر ... كانت اقوى من انه يمنعها ... يقول :- خالتي انا ايدي ايد سماج ... ماقدرت امسك هالبنت الصغيره ... كانت بمشاعرها اقوى مني ... كانت بحبها لاخوها اشجع منا كلنا ... " الي عانته ميره كان اقوى من انه يخليها تواصل السباحه ...
حاولنا ما نتكلم عن ميره معاك يا سلطان .... لانك كنت اصغير ... اصغر من انك تتذكر ...اصغر من انك تفهم الموت ... حتى لما بديت تكبر و تسأل .... كان الموضوع صعب على اخوانك و اخواتك ... لانهم ماكانوا موجودين ... و الي يعرفونه ما بيسد فضولك ... الموت حق يا بو ميره الموت حق "
صاح خالي سلطان ... صاحت يدوه ... وصحت انا ... فهمت منوه ميره ... عرفت ليش كل من في البيت ايحبوني ... حبيت خالتي ميره الي ماتت غرقانه عشان اخوها ماتت وعمرها 14 سنه و اليوم عيد ميلاادها الـ 38 ... عرفتوا ليش كلنا نحب ميره "</SPAN> </SPAN> </SPAN></FONT></font>
مواقع النشر (المفضلة)