<span style='color:Blue'>مرحبا ...عفوا اخواني لني تاخرت عليكم بس البارحه كنت ميهود عشان جيه ماقدرت انزل الفصل الثالث يالله مابطول عليكم اقروه براحتكم</span>
عند الثامنة ِ صباحاً كان سعيد يدخل إلى القسم الذي يعمل فيه في تلك الوزارة التي انتسب اليها ، مرّ عليه اسبوعان الآن منذ أن باشر العمل ، يبدو راضياَ عن نفسه ، ومقتنعاَ بما يتقاضاه من راتب ، صحيح ان عمله رتبيب أو كما يكرر هو دائماً حينما يصفه بانه ( ممل ) ، لكن هذا لا يمنع انه راض ٍ عن عمله في النهايه ، ومرتاح للمحيط الذي يعمل به ، كان يفكر في تلك الامور حينما لمح تلك الموظفه التي مازالت تاخذ موقفا غريبا منه ، في نظره هو على الاقل ،
الموظفه نجود ، والتي فاجأته بتصرفاتها الغريبه نحوه منذ أن تعرف عليها في اول يوم له في الدوام ، لن ينسى أبداً سؤالها الغريب له حينما استفسرت منذ متى يحمل اسمه ...( سعيد )!! ، طافت تلك الذكرى في باله، وابتسم وأجاب نفسه و كأنه يسمع السؤال ذاته مرةً أخرى : من يوم يابتني أمي !!...
كانت ابتسامته مازالت مرتسمه على وجهه وهو يقترب أكثر من نجود ليلقي عليها تحية الصباح قائلاً : صباح الخيرنجود....شخبارج ؟ ، رفعت نجود وجهها وابتسمت بعصبيه لأنها تفاجأت بسعيد ومع ذلك ردت عليه تحيته وقالت : صباح النور...مرحبا ، وصمتت ، لم يضف سعيد شيئاً وأكمل طريقه متجها نحو مكتبه ، في حين ظلت نجود تتطلع إليه وهو ينصرف ، ثم انصرفت هي بدورها نحو مكتبها ، وقلبها يخفق بشده .....
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
طوال الدوام ونجود ليست نجود ،،، نعم كانت مختلفه هذه المره ، تسرح كثيرا وتغفل عما بين يديها من عمل ، تنبهها زميلتها إيمان فتثوب إلى رشدها لتعود وتسرح مرةً أخرى ، تتطلع إلى ساعتها كثيرا وتسأل زميلتها ذلك السؤال الذي بدا شديد ( المصاخه ) !! ، وهي تكرره للمره السادسه تقريباً منذ منتصف الصباح : جم الساعه بالضبط إيمان ؟ ، رفعت إيمان رأسها إليها وعيونها الباديه من خلف النقاب تحمل نظرةً عصبيه وهتفت في نجود : بلاج انتي اليوم؟ تراج غثــّـتيني..جم مره تسالي هالسؤال ..؟؟ عيل ليش لابسه ساعه حضرتج ؟؟؟
لم تبدر من نجود أية ردة فعل ٍ عصبيه وإنما أجابت بكل برود وابتسامة ُ تعلو وجهها: بغيت اتاكد لوساعتج مب موقفه !! ، كانت إيمان ماتزال تتطلع إليها وان خفت حدة عصبيتها وهي ترد عليها : فيج الخير والله ...زين يوم تحاتي ساعتي ، قالت إيمان عبارتها تلك ولم تتبادل الحديث مرة ثانيه مع زميلتها نجود حتى نهاية الدوام ، لأن نجود اساساً كانت متلهفه لشيء ٍ ماتنوي فعله بمجرد أن ينتهي الدوام ، وماإن انتهى حتى غادرت المكتب بسرعه ..بدون ان تمنح إيمان الفرصه لكي تودعها على الاقل ..........
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
وصل سعيد إلي سيارته التي يركنها في نفس الموقف دائماً، وزميله علي يمشي بجواره كعادتهما منذ أن باشر سعيد العمل ، وعلي يحدث زميله قائلا ً : أقول سعيد اليوم بمرّ عليك المسا زين ...بنسير الخالديه ..، إلتفت سعيد باتجاه علي وهو يقول : لا ياخي مب ساير الخالديه ..خلنا بنسير المول احسن ، ابتعد علي عنه متجها نحو سيارته وهو يقول لسعيد : لابويه ماينفع الحال جيه لازم نسير الخالديه ...والمول بنسيرله عقب ..يالله مع السلامه ، ودّع سعيد زميله علي بكفه المفروده وهو يدنو من سيارته حينما لمح تلك الكامري البيضاء متوقفه كما عهدها غالباً بجوار سيارته ، لم تلفت السياره نظره بل صاحبتها ، نجود التي كانت قابعه داخل سيارتها وتنظر إليه ، ابتسم سعيد لنجود وهي يهم بدخول سيارته ، حينما خفضت هي زجاج سيارتها وقالت له : عفواً سعيد ...بغيت اقولك شي ..، أدار سعيد محرك سيارته وخرج منها ريثما يسخن المحرك ووقف بجوار باب سيارته وهو يقول : اتفضلي اختي..
( أختي )!!! ، تلك العباره دارت في فكر نجود ، هل سعيد مازال خجولاً لذلك لايريد ان يخاطبها باسمها بدون تكليف، ألم يتذكرها ؟؟؟ أم تراه يلعب دور العبيط ويدعي انه لا يعرفها ؟؟؟ ، نزعت نجود نفسها من تلك الخواطر لأنها تعرف بانها يجب ان تنفذ ماتنتويه وما جعلها تنتظر حتى نهاية الدوام لتقوله ،، وبالفعل هتفت في سعيد وقالت : الحينه انت من صدقك ماعرفتني ؟؟؟ يا أستاذ هزاع ؟؟
تفاجأ سعيد بردة فعل نجود مما جعله يجفل ويرجع خطوةً للخلف وهو يقول : هزاع منو ؟؟ انا اسمي سعيد ..اختي الظاهر انتي مغلطه ..، هتفت نجود مرةً ثانيه فيه وهي تهبط من سيارتها : بعدك تقول اختي ؟؟ نسيت اسمك ؟؟ زين بنقول كنت تدش باسم ثاني في الماسنجر ؟؟ بس معقوله تنسى اسمي؟؟ انا قلت لك ان اسمي نجود ؟؟ زين اتركنا من سالفة الاسم ..
هنا خفت صوت نجود وهي تقول : بذمتك نسيت صوتي بعد ؟؟؟ يوم كنا نرمس ع المايك ؟؟
ألجمت سعيد كل تلك الاسئله والطريقه التي ( انهـــدّت ) بها عليه نجود ، وقال بصوت خافت : والله اختي اني مب عارف عن شو ترمسي ...انا حتى ماادش الماسنجر ...
ضمت نجود شفتيها إزاء ردة فعل سعيد والتي خيبت ظنونها وقالت له : شوف انا عمري ماكنت صريحه مثل ماانا وياك الحينه عشان جيه ابا منك تفسير ...انت هزاع اللي عرفته ولا لا ؟؟ ، أومأ سعيد برأسه نافيا وهو يقول كانما ينفي عن نفسه تهمة ما : مب انا والله مب انا ، هنا اخرجت نجود قصاصة متوسطة الحجم ووضعتها على سطح سيارته وقالت : لاتحلف ..عيل شقايل هاي يت عندي ؟؟ ، اختطف سعيد القصاصه والتي كانت عبارة عن صورةٍ ملونه مسحوبه عبر طابعة الحاسوب ، تطلع سعيد إليها وانتفض من المفاجأه ، كان يتطلع إلى صورته والتي يحتفظ دوماً بنسخةٍ منها في حافظة نقوده ورفع رأسه نحو نجود التي كانت قد استقلت سيارتها وتتطلع إليه بملامح غاضبه وفي عينيها مسحةً من الحزن وهي تهمس : الايميل مكتوب ورا قول بعد مب ايميلك ...، وأضافت قائله بمنتهى الغضب : يوم انت ماعندك إحساس ..لا تلعب بمشاعر الناس واحاسيسهم .
كان موقف سعيد حرجاً بالفعل لذلك لم يستطع أن يعلق على كلامها ، ظل ساكناً وهو يحدق في سيارتها المبتعده وانتبه الى انها ذكرت شيئا عن الايميل ..قلب الصوره وتطلع الى ( الإيميل ) ، هنا عرف بان الموضوع متعلق به ، صحيح ان ( الإيميل ) ليس له هو لكنه أيضاًَ ليس غريباً عليه ....كان يخص شقيقه الاصغر وليـــــــــــد.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
عند المساء اعتذر سعيد من زميله علي واخبره بانه لايستطيع الخروج معه ، كانت نفسيته سيئه وكان يسعى لأن يصحح الأمور؛ لأنه استوعب الموضوع كله ، لذلك اتجه نحو غرفة شقيقه وليد ودخل ليشاهد هذا الأخير منعكفاً على المحادثه الاليكترونيه عبر ( الماسنجر ) ، وقف امامه وقال : ماشا الله شو عندك يافنان ، التفت وليد بنظره نحو شقيقه سعيد وهتف بمرح : حيا الله بوسند ..لا هاي بنيه من البلاد تدرس في التقنيه وتقول عندها اكس فايف ، ابتسم سعيد بركن فمه الايمن وقال : وانت حضرتك شو قلت لها ؟؟ ، ضحك وليد لتعليق شقيقه وقال : بعدني ماحصلت شي يضبط ودي اقول لها شي يخبل ، اشار سعيد نحوه بيده وقال : شرايك تطرش لها صورتي وتقول ان اسمك هزاع ؟؟!!!
ماإن تلفظ سعيد بعبارته تلك ، حتى توقف وليد كليا عن الطباعه ، ورفع عينيه المتسائلتين نحو سعيد دون أن ينبس ببنت شفه ، مما جعل سعيد يقول بحزم : شفيك صخيت ؟؟ شو الفكره مب حلوه يعني ولا بس هالكلام تقوله حق نجود ؟؟ ، لم يستطع وليد الكلام من المفاجأه التي فجرّها سعيد في وجهه والمعلومات التي كان متيقنا من انه الوحيد الذي يعرفها ، حتى ان سعيد اقترب منه وقطع الاتصال بــ ( الإنترنت ) نهائياً ولم يعترض هو على ذلك ، وسعيد يخاطبه قائلاً : تعال ويايه الحجره ...ودّي أرمسك شوي ....
غادر سعيد غرفة شقيقه وليد بعد عبارته تلك في حين نهض وليد كالمسحور خلفه وهو يعلم بان هذه الليله لن تمر دون منغصّات ...
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
عند صباح اليوم التالي ذهب سعيد كعادته إلى مقر عمله ولكنه هذه المره برفقة شقيقه الاصغر وليد ، الذي كان صامتا على غير عادته وملامح وجهه تحمل شعوراً بالذنب والاسف ، ماإن وصل الإثنان الى مكتب سعيد حتى قال هذا الأخير لشقيقه :اسمعني وليد ..انت الحينه عرفت كل شي ..عشان جيه اباك تصحح غلطتك ..وتسوي اللي طلبته منك البارحه ..زين ..، همس وليد وقال : انشالله ، تطلع سعيد إلى ساعة يده وقال : الحينه الساعه ثمان إلا خمس ...ثمان وخمس دقايق اباك تتصل على هالرقم .. ، تطلع وليد نحو الرقم وقال كمن لايستطيع ان يغير من طباعه الساخره : شفيه هالرقم؟؟مأكول نصّه؟؟؟، هتف سعيد فيه : يالذكي هاي ارقام تربط المكاتب في القسم الواحد ببعض ؛ عشان جيه تكون قصيره مب شرات الارقام العاديه ..
أجفل وليد من هتاف شقيقه وقال : زين خلاص ..بس يوم اتصل شقول؟؟ ، تطلع سعيد إليه لحظات ثم قال بصوت يحمل رنة حازمه : ارمس شرات ماكنت ترمس ع الماسنجر ...، قال عبارته وتطلع الى ساعته واضاف: اتصل مثل ماطلبت منك ...انا بسير وبرد لك عقب ، ذكّر شقيقه وليد بما طلبه منه ، وانصرف متجها نحو ذلك المكتب الذي سيشهد بعد قليل ما خطط له سعيد وهو يدعو ربه ان يوفقه في ذلك ...
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
دخل سعيد الى المكتب الذي يضم نجود وإيمان ، دلف الى الداخل والقى تحية الصباح على ايمان التي كانت موجوده هناك والتي قالت له : وعليك السلام اخويه سعيد ..شخبارك ؟ ، ردّ سعيد عليها باقتضاب بهزة من راسه وهو يتطلع الى نجود التي كانت صامته والتي اشاحت بوجهها عنه وهي تحاول ان تتجاهل وجوده وتتطلع الى العمل الذي يجب ان تنجزه ، في حين قالت إيمان لـــ سعيد : عفواً اخويه سعيد ..نقدر نساعدك بشي ؟؟ ، هزّ سعيد راسه وقال : لالا اختي ..ولايهمج ..حبيت بس اسلم عليكم ، اجابته ايمان بخفوت وكان جوابه لم يقنعها : الله يسلمك اخويه .. زين تفضل اشرب شاي ويانا ، لم يمانع سعيد تلك الفكره وهو يقول : هيه والله ليش لأ ، تفاجأت ايمان لتصرف سعيد وهي التي تعودت منه عدم الحديث وكل من في القسم يعرفون انه قليل الحديث ولا يهوى التدخل في عمل المكاتب الاخرى في التي يضمها القسم الذي يعمل به ، سعيد بنفسه كان يشعر بالحرج وهو يفعل مالم يعتد عليه ولكنه كان يفعل ذلك مرغما حتى تنجح الخطه التي ينتويها وتطلع الى ساعته كانت تشير الى الثامنه بالضبط ..، كان الوقت يمشي بطيئاً في نظره ، هل تعرفون ذلك الشعور حينما نكون في موقف ٍ محرج ، دائما ما نشعر بان الوقت يمشي متثاقلا بطيئاً ، كان سعيد على اعصابه وهو يتطلع الى ساعته ، ومازاد الطين بله تعليق نجود الساخر حينما قالت لإيمان : اقول ايمان ماسمعتي المثل اللي يقول : رزّة الفيس من طبايع التيس ؟!!!!
اتسعت عينا ايمان لذلك المثل وقالت : شوهالمثل بعد ؟؟ من وين طلعتيه ، كان سعيد يعلم بان نجود ( تنــغــزه ) بقولها ذلك ، والمسكين يشعر الخجل وبانه سيغرق في عرقه من الاحراج ونجود تواصل كلامها الملغوم عن البطاله المقنعه وعن الشباب الذين لا يقوموا باعمالهم كما ينبغي ولو حتى من باب ( تحليل الراتب ) الذي يتقاضونه نهاية كل شهر ،
استمر مسلسل الاحراج حتى خيل لسعيد انه سيلقى حتفه هناك حتى شعر بالخلاص حينما رن هاتف المكتب الذي يخص نجود ، نزعت هي السماعه من مكانها وهي تقول : منو ها اللي متصل من الصبح ؟؟ واجابت المتصل بحده : الوه نعم قسم العلاقات العامه ، وصمتت وهي تستمع الى صوت محدثها وسعيد يتطلع نحوها بانتباه ، ونجود تستمع لمن يحدثها وملامح وجهها تحمل مزيجاً من العصبيه والدهشه ، ثم تقول بصوت خافت يحمل نبرة مستغربه : زين خير انشالله الساعه تسع وربع بكون هناك ، قالت ذلك واغلقت السماعه ... وهي تتطلع الى سعيد الذي خرج من المكتب وهو يستأذن : بسير عند بوخالد..اسف لو اني ثقلت عليكم .. ، لم تجب ايمان التي مازالت مستغربه من تصرفه الغريب وكذلك نجود التي تطلع نحوها سعيد بنظرة ذات مغزى وهو يغادر المكتب نحو مكتب مسؤوال القسم ...الأستاذ حمد....او كما ينادونه بو خالد .........
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
بعد لقاء ٍ دام نصف ساعه مع الاستاذ حمد مسؤول القسم ، خرج سعيد من هناك وهو يحمل ملامح الانزعاج على محياه ، واتجه نحو مكتبه هناك وجد شقيقه وليد وزميله علي الذي هتف فيه قائلاً : مرحبا بوسند ..هيه بوسند والله اخوك حبوب وهو يقولي انه يزقرك بو سند ، ابتسم سعيد بعصبيه وهو يتطلع الىشقيقه وليد ويقول : يالله طوف جدامي بنسير البيت ، تفاجأ علي بتلك العباره وقال : تسير البيت الحينه ؟؟ ، اجابه سعيد : بسير اوصل هذا وبرد الدوام ، ترافق سعيد مع شقيقه نحو موقف السيارات وركبا سيارتهما وسعيد يسأل وليد : سويت اللي قلته لك ؟ اجابه وليد قائلاً : هيه خبرتها ..نفس الصوت والله سعيد نفسها اللي كنت ارمسها ع الماسنجر وقالت انها بتيي الساعه تسع وربع هنيه عند موترها..
تطلع سعيد الى ساعته وهتف : الحينه الساعه تسع ونص وبعدها مايت ، رفع راسه وانتبه لمقدم نجود نحو سيارتها التي توقفها بالقرب من سيارته في تلك اللحظه هبط سعيد من سيارته وهو يقول لاخيه : انزل يالله ،
وهذا الاخير يقول بهمس : هذي اهيه نجود؟؟!!! حليوه والله ....
وقفت نجود تتطلع اليهما وقالت : السلام عليكم ..شو فيه ، كانت متوتره وخائفه من الموضوع ، لكن سعيد قال لها : اختي نجود عفوا ..عندي سؤال الصوت اللي سمعتيه ع التيلفون نفسه اللي سمعتيه ع الماسنجر ؟ ، هزت براسها ايجابا وقالت : هيه ...نفس صوتك ، اضاف هو بسرعه : بس انا كنت في المكتب وياج هذيج الساعه يعني مب صوتي ، هتفت فيه : عيل صوت منو ؟ اشار سعيد الى شقيقه الاصغر وقال: صوت اخوي ..وليد ، تطلعت نجود الى وليد الذي يصغرها بالعمر بحوالي اربع سنوات وقالت : وليد ؟؟ ، هتف وليد قائلا ً : انا اسف نجود ماكان قصدي ، انا كنت ماخذ الموضوع تسليه لا اكثر ، انا اللي كنتي ترمسيه ع الماسنجر وطرشت لج صورة اخوي لنه يقاربج في العمر وسميت نفسي هزاع ...
احست نجود بغصه لما يحدث وهي تسمع قول وليد ، شعرت بالدوار ازاء الصوت الذي طالما سمعته عبر ( المايك ) ، وقالت : زين شو يضمنلي انك اهو مب اخوك هذا سعيد ؟ ، قال لها وليد : سالفة البشكاره اللي شردت عنكم وبنت اختج هنوده واختج منى ومحاولاتها انها تنقص وزنها ، تذكري يوم كنت ازقرج عموه ... ، تفاجات نجود من تلك المعلومات الصحيحه التي تسمعها من وليد لكنها ايضا لم تقتنع وهو يقول : عندي دليل اني انا ، تذكري متى بدينا نعرف بعض ؟ واجاب نفسه قائلا : من ثمان اشهر تقرييا واكثر ، اجابت بخفوت : هيه صح ،
هنا اضاف وليد : انا ماشفتج ابد ولا طرشتيلي صورتج لكن اذكر صوتج واذكر كل معلومه قلتيها لي ، واخوي سعيد او مثل ماانتي تعرفيه باسم هزاع جان مسافر ويا الوالد في رحلة علاج ، هنا اخرج سعيد جواز سفره وقال : هاج تاكدي براحتج من تاريخ السفر ومتى رديت ...
كانت نجود تشعر بالصدمه من كل ما تسمعه ولا تستطيع ان تستوعب حرفاً مما قيل حتى وهي تطالع التاريخ الذي يحمله جواز سعيد ، وهي تقول : زين يعني ماجان يقدر يدش النت من هناك ؟؟
تناول سعيد جواز سفره من بين يديها وهو يقول : والله انا حاولت افهمج اني مب انا وحاولت اصحح غلطة اخوي ويبته بنفسه يقولج كل شي ..بس الظاهر انتي ماصدقتي ، نظر سعيد الى شقيقه وقال : سير البيت في تاكسي انا بتاخر ، غادر وليد المكان بهدوء وهو يتطلع الى نجود ، في حين كان سعيد يخاطب نجود قائلاً : شوفي اختي انا عمري ما احب اضحك على احد، خصوصاً على مشاعر الناس واتلاعب بعواطفهم وانا سويت كل ههذا عشان اثبتلج اني مب من النوع اللي انتي تتصوريه ، يمكن صحيح انتي حبيتي شخصيه ماشفتي غير صورتها وارتبطتي بصوتها بس مب انا كانت شخصيه وهميه اخوي ابتكرها وسماها هزاع ،كل اللي يربطني بهزاع هي صورتي اللي طرشها اخوي لج ، بس انا ما احملج غير كل شعور اخوي ، وعشان مااسببلج اي احراج في المستقبل اليوم قدمت استقالتي بس المدير رفض وعطاني امر نقل لقسم ثاني ،،، لني بصراحه مااريد اكون جدامج دايما وتحمليني ذنب انا ماسويته ....، بالنسبه لوليد ماظنتي راح يغلط نفس الغلطه لني فهمته ان مشاعر الناس مب لعبه وان الجذب عمره ما يعمر وايد ...
قال سعيد كل ذلك ثم ختم عبارته وقال : اسف اختي نجود مب قصدي ...اتمنى تفهمي كلامي
غادر سعيد المكان في سيارته ونجود تتطلع اليه ، حاولت أن تقنع نفسها بانها لم تحب سعيد بشخصه بل احبت صورته التي حملت في ذهنها دوماً اسم هزاع ، احبت الصوت الذي سمعته عبر المحادثة الاليكترونيه والذي تبين لها انه صوت شاب يصغرها في العمر ، ظلت تقنع نفسها بما سمعته من سعيد حتى عندما وصلت منزلها في نهاية دوامها الرسمي ، ظلت تتطلع الى صورة سعيد او كماعرفته باسم هزاع طويلا والتي تحتفظ بها في جهاز الحاسوب وتتذكر كل المحادثات التي مرت عليها وكل رساله ارسلتها وكل دعابة تبادلتها مع هزاع الذي لم يكن هزاع يوما كان سعيد كصوره و وليد كصوت .....، استرجعت كلام سعيد الذي سمعته اليوم حينما قال : اتمنى تفهمي كلامي ، هي تحاول الان ان تفهم كلامه لذلك قامت بتحريك موشر ( الماوس ) باتجاه الصوره واختارت امر المسح ، لتطوي تلك الذكرى من حياتها ولو انها تحمل بين طياتها الالم ، مسحت الصوره وهي تسترجع كلام سعيد كانه يخاطبها الان حتى انها قالت موافقة كلامه كما تعودت ان تخاطب شقيقه وليد او حينما كانت تظن انه هزاع قالت عبارتها التي طالما سمعها منها : اوكيه الغــــــــــــــــــالي .....
قالتها بنبرةٍ حزينه ودمعة تنحدر على وجنتها .....
<span style='color:Maroon'>النهــــــــــ ــــــــــايــــــــــــ ه</span>
أخوكم <span style='color:Green'>الحنش</span>
<span style='color:Maroon'>يالله عاده اتريا ردودكم يا اخواني ومنكم السموحه لو اني حرقت اعصابكم</span>
مواقع النشر (المفضلة)