<font color='#000000'><P align=center><FONT color=#000033>عندمــا تشعـــر بضيـــق العالـــم ، ويصبــح كل من حولك غربااااء في وطن غريــب ، عندمــا تشعــر بالغربـة في وقـت كنـت فيه أحــد أفــراد هذا البيـــت ، عندمــا وعندمــا تختلط المفاهيـــم ويصبـح مفهوم الرحيل هو الوحيــــد يجب عليـك أن ترحــل ، لن ترحل خالي الوفاض فأنت محمل بذكرى جميلة عالقة في الأذهـان لن تبور ولن تُمحـى للأبـــد ، ولا تنسى الهموم والأحزان فهي دروس الحيــاة المتكررة باستمــرار ، عندمــا تشعــر بأن من كان معــك أصبــح ضـــدك ، وصار معهم من بعد ما كنت معــهم طول الوقـــت ,,
</FONT>
<FONT color=#000066>كانت حمــدة جميلـة رغم تقدمهــا في العمـــر ، كانت كالوالدة الحنونة لي ، أهدتي في يوم من الأيــام رغم فقرها وقلت حيلتهـا ( <FONT color=#669999>منشفـة </FONT>) ، لازت اذكرهـا كلمــا تذكرت الشعــر الأبيض الدال على كبــر العمـــر ، كانت كبيرة في العمــر ورحلــت ، كانت تحمل قلبـاً كبيــراً يسع للجميــع ، لم أسمع في يوم من الأيــام عــن حقــد أحــد الأشخــاص لهــا ، كنت دائم الجلوس معهــا ، كنت أضحــك وأراها تضحك رغم سقوط أغلب أسنانهــا ، لم تكـن جدتــي وياليتهـا كانت قريبتــي ، كنت أذكــر صراخهــا علــي وهي تنادي إسمـــي ، كنت كثيــر المزاح معاها وهكذا كان والـــدي رغم فرق العمر الشاع بيننا ، كانت بالفعل جميلــة ، ياليتهــا ترجــع وتعلـم بأنـّـا مشتاقيــن لهـــا ، من يجلـس على عتبـة البــاب ، من يستقبلني وأنـا في طريقي للعودة من المدرسـة ، ياليتها موجودة لتستقبلني وأنــا في طريقي للعودة إلى بيتي من الجامعـة ، وعدتنــي بمشاركتي الفرحة وأنــا في القفص الذهبـي ، أخبرتني بأنهــا سترقــص وسترتدي ما سأجلبـه لهــا من ثيـــاب ، كم أحببت حمدة ومازلت أحبهــا ، بعــد مرور أكثــر من عام ودخولنـا العام الثاني من وفاتهـا تذكرت حمـدة ولـم أستطع إلا أن أُجهـش في البكـــاء ، فاعذروني فهي ( <FONT color=#669999>حمـــدة</FONT> )
رحمـــك الله .. رحمك الله .. رحمك الله
</FONT>
<FONT color=#000099>تشعــر بالراحـة معهــم وهــم معــك ، تشعـر بأنك تملك أكثــر مما تستطيــع ، عندمــا تشعــر بالفـرح لأنهـم هنــا كانوا وهنــا مازالوا وهنــا ترعرعوا ولـن يذهبــوا ، وعندمــا تشعــر فجـأة بأنهم لم يكونوا كما تصورت ، عندمـا تشعـر بأن الملاك هي مريـم ولا تزال هي ملاك في قلبك وشعورك داخلي لا تحب أن تظهـره بعـد الذي حـدث، لا أعلم كيف شعرت بالراحة معهـم ، هل لأني كنت وحيــداً بعيــداً عن من هـم أهلــي ، هل اعتبرتهـا أهلي وأنـا يتيــم في وقــت عصـيـــب ، لا أعلم ما الذي حدث بعـد اليــوم فقـد كنـت سعيــداً رغـم تعاستــي ، كنت مهموماً بعـد أن سمعت أحد الأخبـــار تقول بأن العالم قـد انقلـب وأصبــح الصاحب راهــب يُخــاف منه ، أهو شعور بالضعـف أم شعور بالنقـص أم أن الحـزن هو من يكتــب والقلب هو من يقول والعقل لا يفعـل ويبقى صامتــاً في زمــن لا يتحدث فيــه إلا المهـرج والخادع والكاذب .
</FONT>
<FONT color=#0000cc>عندمـا تحاول أن تحمــي وأنــت ضعيــف لا تقوى على الحراك فلسانك هو سلاحك ولكـن لا تستطيــع الحركة باللســان فهـو عاجز حتى عن الخروج من الفــم فحدوده الشفتـــان ، كانت هنـا فاطمـة وكنت معاهـا ولم يكن معانــا أحــد ، وقتــي لهــا رغم جرحي بسبب تعبـي ، حاولت أن أرتقي بهـا فهي مبتدئـة وقـد تقــرأ وتُخطـأ الفهـم فأنـا لم أكتـب إلا لهــا في بعــض الأحيـــان وكم تمنيت وجود الحمام الزاجل لأبعث لهـا من دون أيت عواقـب فهي مازالت طفلـة من وجهـة نظــري وأنـا كبيــر من وجهـة نظرهـا وكم حاولت أن أبقى نجمـاً لامعـاً كاليــاه كمـا تصــورت وأن أقطفهـا من ذاك البستــان لترافقني العيــش في السمــاء ولكــن سرعــان ما أحسست بفشلي فأنا لسـت بفاشل ولكن لا اعلم ما سبب هذا الفشل الذريع هذه المــرة ، قـد أكــون أنــا المســؤول بلا شكـ وقـد أكون بلا مسؤوليـة فعلى من تلك المسؤوليــة .
</FONT>
<FONT color=#0000ff>لا أعلم هل رسالتي واضحـة أم أن الإبهــام قــد أصابنـــي ولعـب بي كمـا لعـب بـ ( <FONT color=#669999>حمده</FONT> ) الدهــر وأفقدنـا إيـاها فهل تصبـح مريم هي فاطمـة أم أن الظروف ستبقى قاسيـة رغم أني سأرحــل ، قــد يكون هنــاك من يلعب في الخفــاء ويحاول أن يخفي ( <FONT color=#669999>مريم فاطمة</FONT> ) بعيــداً عنــي وهي عالمـة بكل تلك الأمــور ولا تسـأل وقـد تسقـط يومــاً وأسقــط معاهــا رغم سقوطي في بوابة الفشل وفي إنقاذهــا .
</FONT>
<FONT color=#000000>عل وعسى عل وعسى أن تصل كلماتي لـ ( <FONT color=#ff0000>حمده </FONT>) في القبر وأن تتجاوز قلب ( <FONT color=#ff0000>مريم فاطمة</FONT> ) وتصل لعقلهـا وتفطـن بأن من كتـب هو من رحــل أو قـد يرحل وتندم في يوم لا ينفـع النــدم .</FONT>
<FONT color=#0033ff>المعذرة
أخــوكم
أحلى منصوري
<EMBED src=http://www.al-bo7.com/sound/meozek/ls/ramad2.rm width=180 height=55 type=audio/x-pn-realaudio controls="Default" autostart="true" console="Clip1"> </FONT></P></font>
مواقع النشر (المفضلة)