بسم االله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اما بعد ..

الموضوع من المواضيع التي تم تداولها كثيرا و في جميع المجالات الإعلامية و الدراسية و غيرها من المحافل المعروفة .. و أصبحت من الCliche .. و لكن لنا ان نناقشه لتضارب الآراء ..

الملاحظ .. ان أردنا ان نتكلم و بصراحة تامة بعيدة تماما عن الخيال .. فقط نريد ان نتغلغل أكثر حول سلسلة غلاء المهور .. و لنكون اكثر دقة فيها ..

صندوق الزواج .. تم تأسيسه لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج ... امره طيب و اساسه رائع .. رغم هذا كله .. لم يتكفل كثيرا في المساعدة ..

الأعراس الجماعية .. لا أحبذها كثيرا - رأي شخصي بحت - كون انه الأهل يريدون ان يحتفلون بزفاف ولدهم .. و هكذا الحال مع الإبنة .. رغم انني لا انكر مدى فاعليته في تخفيف العبء على الشباب ..

الأهم من هذه الثرثرة كلها .. نحن ! المنطق الذي نحمله نحن في عقولنا و المنطق الذي يحمله الأهل في اذهانهم .. تطورت مع تطور الحياة .. من تسامح و المساعدة على الزواج .. إلى التشدد و الإستفادة من وجود البنات في المنزل!! ..

البرستيج .. أتذكر قصتين .. من زميلات لي كن معي بالكلية .. احداهن قد تم عقد القران عليها.. فسألتها صديقتي عن مهرها .. فقالت " سبعين ألف درهم" ! :nono: .. و لكن سبحانك .. لم يمضي على عقد القران سوى أشهر بسيطة و بعدها طلقها!!!! ... او بالأصح طلبت الخُلع ..

و أخرى .. لشدة فرحتها .. أتت إلى الكلية و معها ورقة " الملجة" و بها قيمة المهر و كان "120 ألف درهم" ... وضعته لنا على الطاولة .. !! سبحانك .. لكنها و الحمدلله تزوجت .. بعد ان تعبت في ايجاد مصمم لفستانها .. و شراء طقم من الألماس .. و ساعات عالمية .. حفاظا على ال" برستيج" ..

من خلال الردود .. و بشتى الأحوال يصعب على البنت ان تعارض قيمة المهر الذي حدده الأهل .. حياءا منها .. لا أقل او أكثر ..

أصبح الآن سوق العمل يعتمد على أكبر كمية تزويج البنات و بأعلى الأسعار .. كي يكسب الأب من ورائها .. و احيانا اخرى أصبحت من " العادات و التقاليد" ان تكون العائلة الفلانية تزوج بناتها بهذا السعر .. و هكذا ..

اتذكر انني كنت احاول احدى البنات و تبلغ من العمر 27 عاما .. قلت لها " لما لم تتزوج إلى الآن لا اصدق انه لم يخطبك أحد؟" قالت " انا مهري 100 ألف درهم .. و ليس كل من هب و دب نوافق عليه .. يجب ان يكون من عاايلة معروفة و طبعا يقدر يدفع المهر كله" :nono:

بعض من البنات من ترى قيمتها بقيمة المهر .. زيادة القيمة يعني رفعة مستواها .. قلة القيمة يعني قلة مستواها ..

البعض من الأهالي من تعشش في عقله و بسبب سماعهم لتجارب الآخرين و مآسيهم مع ازواجهم .. يضعون شروط تعجيزية و تعتبر ايضا مظلمة لكلا الزوجين .. كالذي سبق ذكره الأخ لماح حول ان يكون المؤخر عبارة عن مليون درهم !! لما يا ترى تحدث حالات الظلم؟؟
أولا: ان لم يرتح القلبان ابدا لبعضهما و اصبحت الحقوق الزوجية لا تؤدى على اكمل وجه بسبب حالة الضيق و لربما الكره بين الزوجين .. فبقاؤهما معا يعتبر مضرة لهما اولا .. و للأطفال ثانيا - الذين يتضررون في كل الحالات- ..
ثانيا: الرجل ان ضاقت به الحال .. و بالأخص مع زوجته .. فإنه يكون عدوانيا جدا .. من ناحية السلوكية و من ناحية التعذيب النفسي .. فهذا يعتبر اجحافا في حق الزوجة - التي ايضا لا تريد البقاء معه- فيعذبها نفسيا ..
لذا .. المؤخر المرتفع الثمن يضع الزوجين في حياة مقيته .. و هو امر مرفوض شرعا ..

و الآن .. كيف نحل المشكلة .. بسيطة و لكنها صعبة في هذه الأيام .. الحلول دائما أمامنا والله ِ .. و لكن نغفل عنها كثيرا .. او احيانا نقلل من شأنها .. لكثرة ما سمعنا منها .. و و و .. فأصبحت اعتيادية تماما ..

أولا : الإيمان بالله و بالقدر .. و القدر كله خير بإذن الله .. فالفرح خير و الحزن خير ..
و لنا ان نؤمن بأن " الطيبون للطيبات .. و الخبيثون للخبيثات" و ان الله عزيز حميد .. فكل ما يبذر من الزوج .. فهي حكمة الله .. و كل ما تبذر من الزوجة فهي قسمة الله علينا .. نتقبلها مع محاولة حلها بإذن الله .. فالصبر و التقوى دائما الحل المناسب لكل الأمور ..

ثانيا : المهر .. ليست لإهانة المرأة!! .. و ما نجده الآن انها اصبحت مسألة مهينة جدا!! ... تيسير الزواج امر مطلوب من المجتمع .. ان يتعاون في تضييق هذه الحالات ..

الآن اصبح الشاب يفكر مليون مرة قبل ان يخطو خطوة نحو الزواج!!! ... فنراه في اغلب الأحيان يتجاهل الموضوع نهائيا لكثرة الديون التي سيتكبدها .. فيفضل شراء سيارة .. او هواتف نقالة .. يدلل فيها نفسه .. و هو واقع لا ألومهم ابدا في التفكير بذلك ..

لذا .. إليكم هذه القصة .. :

[frame="7 80"]دخل علي رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخطب فاطمة، فقعد بين يديه لكنه لم يستطع الكلام لهيبته صلى الله عليه و سلم ، فقال : ما جاء بك ، ألك حاجة؟ فسكت، فقال صلى الله عليه و سلم : لعلك جئت تخطب فاطمة! فقال: نعم، قال: و هل عندك من شيء تستحلها به؟ فقال : لا والله يا رسول الله، فقال : ما فعلت بالدرع التس سلّحتكها؟ فقال: عندي ، و الذي نفسي بيده ، إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم ، قال : قد زوجتك، فابعث بها ، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعليّ ليلة البناء بفاطمة : لا تحدثن شيئا حتى تلقاني ، فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على عليّ و قال: اللهم بارك فيهما، و بارك عليهما ، و بارك لهما في نسلهما.

من كتاب : تراجم الخلفاء الراشدين " الإمام علي بن أبي طالب - رابع الخلفاء الراشدين-" لمحمد رضا.[/frame]

صورة جميلة جدا على مدى التعاون بين المسلمين .. و لجمال الروح بين المسلمين .. قمة في التواضع .. و تسهيل الزواج على بعضهم البعض ..

لا نتمنى سوى ان نرى مثل هذه الصور هنا .. في حياتنا الواقعية و نكون اكثر واقعية و اتزانا من ناحية اهمية الزواج للمسلمين جميعا ..

اخي كلكلوش .. اطلتُ الحديث كثيراً .. و جواب لسؤالك موجود بين الأسطر .. :ttmasha:

جزيتم خيراً