<font color='#000000'><font size=4>&nbsp;:







فزت هيونه من مكانها أول ما شافت حمد .. كانت تبي تعرف النتيجة .. بس ملامح حمد حيرتها .. ما عرفت منه إذا وافقت أمها وإلا لا .. راحت له وكلها فضول ..
هيونه : حمد .. هاه بشر .. عسى أمي وافقت ؟؟؟
حمد – وكله دهشه واستغراب - : ما أدري ...
هيونه : شنو ما تدري ؟؟؟ قول وافقت وإلا لا ؟؟
سكت عنها حمد وما رد عليها .. طالعته هيونه بقهر وهي واصله حدها تبي تعرف شاللي قلبه جذي بس حمد كان شكله غريب وما برد لها قلبها ..
دخل عبدالعزيز عليهم – واللي ما كان يدري بالسالفة وكان مزاجه رايق ويغني - : أمي يا أول حبعشته في دنياي .. يا أول اسم تنظقه شفاه غاليج ..
شافوه حمد وهيونه اللي صارت تهز راسها وتقول : والله إنك فايق ورايق ..
أما حمد .. فكانت حالته أبلغ من أي كلام يقدر يقوله ..
عبدالعزيز : شفيكم ؟؟ شعندكم ؟؟ شكلكم ما يطمن ..&#33;&#33;&#33;
هيونه : والله يا بوسعود علمي علمك .. بس إذا تبي العلوم تراها كلها عنده – وهي تأشر على حمد - ...
لف بوسعود على حمد وقبل لا ينطق بشي افتحت أم حمد باب غرفتها بعد ما اسمعت حس عبدالعزيز في الصاله .. حمد وهيونه ارتبكوا يوم شافوها طالعه من دارها .. وكانوا يتنظرون بداية معركة مالها أول من آخر .. بس فاجأتهم أم حمد بهدؤها .. وكانت تطالع عبدالعزيز بنظرات غريبة وهي تقول : توك مشرف الشيخ؟&#33;؟&#33;؟&#33;؟
عبدالعزيز – وهو متلخبط - : أنا ما تأخرت هذا وقتي .. وبعدين شعندكم ؟؟ كلكم مب طبيعين اليوم .. شصاير ؟؟&#33;&#33;
أم حمد – وهي داخلة غرفتها- : تعال وراي وأنا أقول لك شصاير ..
حمد من أول ما بدت أمه تكلم بوسعود انسحب شوي شوي وراح غرفته بسرعة قبل لا تستلمه أمه .. أما هيونه تمت في حيرة من موقف حمد وفي نفس الوقت استنتجت إن أمها ما وافقت وإنها طلبت بوسعود عندها في الغرفة عشان تعطيه كمن كلمه في العظم ...

طبعا فضولها خلاها تنتظر في الصالة .. أما عبدالعزيز اللي كان مستغرب من الوضع كله .. تصروع من موقف أمه وكانت نظراته كلها تساؤل عن اللي صاير ...

دخل بوسعود غرفة أمه وهي تطالعه بنظرة غريبة .. بس شاف ابتسامة خفيه على ويهها ريحته شوي ..
بدا بوسعود بالكلام قبل أمه :
عبدالعزيز : يمه .. شصاير؟؟ فيكم شي ؟؟
أم حمد – وبدت تظهر ابتسامتها - : يعني ما تدري شصاير ؟؟ علي أنا هالحركات عزوز &#33;&#33;
عبدالعزيز : يمه والله العظيم ما عندي خبر .. قولي لا تخليني أحاتي أكثر ..
أم حمد – وهي تبتسم - : لا تخاف من يوم ورايح ما بخليك تحاتي ...
عبدالعزيز – ويبي يعرف أمه شتقصد - : يمه .. قولي اللي عندج .. عيونج كلها حجي .. قولي ...
أم حمد : عبدالعزيز يمه ... أنا أحبك وايد .. إنت وليدي الغالي .. و لاتظن في يوم من الأيام إني أقدر أوقف في طريق راحتك وسعادتك .. بس – واسكتت –
عبدالعزيز- وكأنه بدى يفهم اللي بتقوله أمه - : بس شنو يمه.. وبعدين ليش تقولين لي هالكلام اللحين .. كلنا عيالج وكلنا ندري بغلاتنا عندج .. بس – وما خلته يكمل –
أم حمد : بس أنا أقولك شمناسبة هالكلام اللحين ؟؟ لكن بالأول جاوبني إنت صدق تبي تعرس وإلا هي حركة عناد من حركاتك اللي ما تيوز عنها ؟؟؟
عبدالعزيز – وبدا يتلخبط بعد ما تأكد من الموضوع - : حرام عليج يمه .. أنا عنيد .. من متى ؟؟؟ وبعدين هاذي سوالف ما تتحمل العناد واللعب ...
أم حمد : يعني أفهم من كلامك إنك معزم على العرس ؟؟؟
عبدالعزيز : هذا من بعد إذنج وموافقتج يالغالية ...
أم حمد : عبدالعزيز صدق موافقتي تهمك وإلا لا ؟؟؟
عبدالعزيز : الله يهديج بس .. وهذا كلام .. أكيد تهمني موافقتج على زواجي .. وبعدين ما أبيها موافقه والسلام .. لا أبيج تكونين موافقه ومن كل قلبج بعد ..
أم حمد : أكيد من قلبي .. ترى واسطتك حمد مب أي حد ثاني …
عبدالعزيز – وهو فاج عيونه من المفاجأة والفرحة - : يمه .. أفهم من كلامج إنج وافقتي&#33;&#33;&#33;&#33; صح؟؟؟
أم حمد – وهي تبتسم - : وإنت شرايك ؟؟؟؟
عبدالعزيز – فز يحب أمه ويضمها لصدره بقوة - : الله يخليج لي يا أحلى أم بالدنيا.. وأخيراً هونتي عن اللي في راسج ..
أم حمد : هاذي بركات حمد أخوك .. هو الوحيد اللي يعرف شلون يفر راسي ..
عبدالعزيز – وبكل فرحة - : حمد فديت عمره والله .. صدق أنا ما أسوى شي بدونه .. مب أنا بس إلا كلنا في هالبيت ما نسوى شي بدونه .. اسمحيلي يمه باروح أشكره ..

ويطلع عبدالعزيز من غرفة أمه وكله فرحة وسعادة وتمت أمه في غرفتها عشان تداري دمعتها اللي نزلت غصب عنها يوم فرحت ولدها بقرارها .. هذا القرار اللي اتخذته بصعوبة كبيرة بس عشان ما تكسر بخاطره ..

هيونه طبعا كانت في الصالة تنتظر على أحر من الجمر تبي تعرف شبيصير بس تفاجأت بباب غرفة أمها ينفتح بسرعة ويطلع منه عبدالعزيز اللي اصطدم فيها من كثر فرحته فسألته على طول : بوسعود .. بشر شصار ؟؟؟

لكن عبدالعزيز ما اهتم لها وطلع فوق بسرعة ودخل على حمد اللي كان منسدح في غرفته على السرير يفكر باللي ممكن تقوله أمه حق عبدالعزيز تحت ..

تفاجأ حمد بدخلة عبدالعزيز عليه بس لما شاف ابتسامته تأكد من تأثيره السحري على أمه وإنها مستحيل ترد له طلب .. قام بسرعة من مكانه وأخذ أخوه بحضنه وهو يبارك له والفرحة مب سايعتهم هم الاثنين …
كان بوسعود متلخبط وايد ومن كثر فرحته صار يحب أخوه على راسه وخشمه وخده ويده .. مب عارف شلون يشكره .. دخلت عليهم هيونه اللي شوي وبتنبط تبي تعرف اللي صار .. بس لما شافتهم فهمت على طول وقالت – وهي تنط من الفرحة - : ياي .. أقول مبروك؟؟؟
عبدالعزيز – وويه كله ابتسامة - : وأخيرا وافقت ..
حمد – وهو يبتسم- : يا الله يا حلوه … الخطوة اليايه عليج .. دوري عروس حلوه حق أخوي .. بس بشرط تكون بعيده كل البعد عنج …
هيونه : شنو يعني .. ما فهمت قصدك ؟؟
عبدالعزيز : حمد يقصد إنها ما تكون حجايه وراعية لسان وملقوفه مثلج … فهمتي اللحين وإلا أشرح أكثر ؟؟
هيونه – وفي قلبها حره عليهم هم الاثنين - : زين … انا حجايه وراعية لسان .. هاه ؟؟
حمد : لا .. وملقوفه بعد …
هيونه : ما عليه .. خل ينفعك الباش مهندس اللي تتحامى فيه .. روح شوف من بيخطب لك …
عبدالعزيز – وحس إنه خرب على عمره ،، راح لهيا وحط يده على كتفها - : أفا … يا أم الزين .. أنا أتغشمر .. أصلا محظوظ اللي يتزوج وحده مثلج .. بس أنا أدري إني مستحيل ألاقي مثل أختي الغالية هياوي في الدنيا هاذي كلها ..
حمد – وهو يضحك - : في هاذي صدقت .. ما أظن في وحده بطولة لسانها ..
هيونه – وهي تطالع حمد بنظرة غضب - : ما بارد عليك .. لأني مستانسة لأخوي حبيبي بوسعود .. بتشوف إن ما خطبت له أحسن وأحلى البنات .. وأنت صدقني ترى الدنيا دواره .. بيي اليوم اللي بتترجاني فيه أخطب لك .. بس مش بوزك حبيبي .. ساعتها دور غيري يخطب لك ..
حمد – وهو يهز راسه - : مساكين اللي مصدقين عمرهم والله …
أقول .. يا الله يا حلوين … انتو الاثنين out...
عبدالعزيز : أفا .. تطردني وأنا معرس .. قلت بتطرد هيونه عشانها تعطيك لسان .. لكن أنا.. أفا .. بصراحه ما هقيتها منك ..
هيونه – وهي طالعه - : تستاهل .. إنت ماعطه ويه .. تستاهل اللي ييك منه ..
حمد – وهو يضحك - : يا الله حبيبي out إنت وياها .. روحوا يا الله ... راسي يعورني أبي أرقد .. أدري حظرتك اليوم من كثر الوناسة طار النوم من عينك .. بس غيرك تعبان ويوعان نوم .. يا الله أشوف هوونا ..
عبدالعزيز – وهو طالع - : ما بازعل عليك .. لأن اللي سويته عشاني اليوم يغفر لك كل اللي تقوله .. يا الله تصبح على خير ...
حمد : وأنت من أهله يالمعرس ...


******************

الساعة 11.30 الصبح حمد كان في الشغل يتابع بدقة واهتمام الترتيبات الأخيرة لحفل افتتاح مشروع مصنع سوائل الغاز الطبيعي – 4 واللي كانت الاستعدادات له على قدم وساق لأن الحفل ما بقى عليه غير أيام قليلة ... هذا الحفل اللي يتوقع له صدى كبير في قطر وفي الدول المجاورة بعد.. وبتكون له أهميته الخاصة كونه أكبر مجمع لسوائل الغاز الطبيعي في العالم والأمير بيفتتحه شخصيا .. فحمد باعتباره المهندس المسؤول كان مسؤول عن تنظيم الحفل وتوفير التجهيزات اللازمة ...

جاسم : يعطيك العافية بوفيصل ... بصراحه ما يسوى عليك هالتعب كله ...
حمد – وبادي عليه التعب - : شاسوي يا أخوي ... الافتتاح قرب ولازم نضاعف جهودنا حبتين ...
جاسم : إي قالوا تضاعف مجهودك.. عاد مب جذي .. الله يهديك بس .. إنت حاس بعمرك؟؟ شوف ويهك شلون صاير &#33;&#33;
حمد – وهو يكلم صديقه john- :
hello john
حمد : مرحبا جون ..
john :
hello hammad .. how are our preparations for the opening ceremony??
جون : مرحبا حمد .. كيف هي استعداداتنا لحفل الافتتاح ؟؟
حمد :
everything will be already.. but i don’t know until now if the public relations take the magazines from the printing press or not ??
حمد : كل شيء جاهز .. ولكنني لا أعلم حتى الآن ما إذا العلاقات العامة قد استلمت المجلات من المطبعة أم لا ؟؟
john :
hammad don’t be worry .. it will be ready.. you work very hard and i expected that the opening ceremony will be successful , because you are the responsible of it.
جون : لا تكن قلقا .. ستكون جاهزة .. لقد عملت جيدا وإنني أتوقع النجاح لهذا الحفل لأنك أنت المسؤول عن تنظيمه .
حمد :
thanks .. i hop that we can prefer good image about our work .
حمد : شكرا .. أتمنى أن نوفق في تقديم صورة جيدة عن عملنا ..
وفجأة يسمع حمد صوت يناديه من بعيد :
mr. hammad.. mr. hammad..
وفجأة يسمع حمد صوت يناديه من بعيد : سيد حمد .. سيد حمد ..
حمد :
what’s the matter?? what happened to you ??
حمد : ما المسألة ؟؟ ماذا جرى ؟؟
الصوت اللي كان يناديه :
nadem.. nadem .. i don’t know what’s wrong with him ??
الصوت اللي كان يناديه : ناظم ... ناظم .. لا أعرف ماذا جرى له ؟؟

ركض حمد بسرعة يشوف شصار .. فتفاجأ بشكل ناظم اللي كان ويهه أزرق وعيونه شاخصه .. كان شكله غريب صدق.. تخرع عليه حمد وأمر بنقله فورا للـmedical clinic ..

وفي الـmedical clinic :
d. steven :
what’s wrong with him ??
د. ستيفن : ماذا جرى له ؟؟
حمد :
i think that he was very near from the oil field .. and maybe he breath some gas from it .
حمد : أعتقد إنه اقترب كثيرا من الحقل .. واظن أنه استنشق منه بعض التسربات الغازية..
d. steven:
وهو يحط جهاز التنفس لناظم :
he will be ok.. don’t worry..
د. ستيفن - وهو يحط جهاز النفس لناظم - : سيكون بخير .. اطمئنوا ..

وبعد ما مرت ساعة على حمد وجاسم والـ staff كله كانوا فيها متوترين وقلقين على حالة صديقهم طمنهم د. ستيفن على حالته وقال لهم إنه تحسن الحمدلله ويقدرون ياخذونه للبيت اللحين..
طبعا حمد بعد ما تطمن على ناظم فضل إنه يرجع يباشر شغله مرة ثانيه لأنه كان يحس بصراع رهيب مع الزمن .. وجاسم هو اللي استئذن وأخذ ناظم يوصله للبيت ...

مرت الساعات وحمد مب حاس بالوقت .. وما انتبه لعمره إلا والشمس بدت تغرب... كان مرهق وايد.. دارت الدنيا فيه من الصداع اللي في راسه... خاصة إنه ما أكل شي من الصبح غير قطعة بسكويت مع فنجان قهوة ...

في هاللحظة تذكر أمه اللي أكيد بتكون على أعصابها اللحين لأنه ما كلمها من طلع الصبح من البيت .. فقرر يرجع البيت عشان يرتاح شوي قبل لا يستأنف شغله اليوم الثاني ...

وفي طريقه للبيت حس حمد بزغلله في عينه... ما كان قادر يركز وهو يسوق .. بس الحمدلله الله ستر .. قدر يقاوم التعب ويوصل البيت بسلام .. نزل حمد من سيارته بخطوات ثقيلة .. وأول ما فتح باب الصاله حس إنه خلاص ريوله مب شايلته .. طاح في مكانه ودخل دنيا ثانية محد يدري عنها ...

********************


شهقت الشغالة أول ما شافت اللي صار بحمد .. ركضت بسرعة تنادي اللي داخل عشان يودونه المستشفى ..
لواتي – وهي تأشر جهة الباب - : بابا حمد... بابا حمد ...
عبدالعزيز – بعد ما أنهى مكالمته - : شعندج تصرخين ؟؟؟ شفيه حمد ..
أشرت له صوب الباب فراح بسرعة عشان يعرف اللي صاير وتفاجأ بحمد طايح في مكانه... خذاه بسرعة ووداه المستشفى ..

وفي المستشفى وبعد ما صحى حمد من حالة الإغماء اللي ياته .. كان د. أحمد يوصي عبالعزيز على صحة أخوه اللي كان واضح إنه مهملها وايد ...
د. أحمد : أخوي عبدالعزيز .. لازم تحطون بالكم على حمد في البيت .. لازم ياكل بانتظام ويبعد عن الإجهاد والإرهاق اللي عايشه...
عبدالعزيز – وهو فاقد الأمل بحمد - : كلامك عين العقل يادكتور بس من يقدر ينفذه مع حمد... الله يهديه راسه يابس... وصعب اقناعه .. حياته كلها شغل في شغل ...
د. أحمد : لا يا حمد .. ليمتى بتم على هالحال ؟؟ يا أخي وإن لبدنك عليك حقا ... عط نفسك راحه شوي ..
حمد : إن شاء الله دكتور ..
عبدالعزيز : دكتور عطه إجازة يريح فيها شوي .. صار له أسبوعين كل يوم يطلع من البيت من الساعة 6 الصبح وما يرجع إلا المغرب... وياليته ياكل شي طول هالوقت وإلا يعطي نفسه على الأقل فترة راحة في الشغل ...
د. أحمد – وبكل استغراب - : حمد .. حرام عليك .. إنت كم ساعة تشتغل في اليوم ؟؟&#33;&#33; بصراحه أنا كنت ناوي أعطيك 3 أيام إجازة .. لكن دام حالتك جذي يا الله يا الله أسبوع يكفيك عشان تسترجع نشاطك وصحتك ...
حمد : لا أي أسبوع ؟؟؟ دكتور ما أقدر .. أنا مرتبط بشغل مهم .. مستحيل أتغيب عنه لمدة أسبوع ...
عبدالعزيز – وهو يكلم حمد بحزم - : حمد عاد ... كل شي ولا صحتك .. خل الشغل عنك.. مليون مهندس يقدر يسد محلك في هالأسبوع..
د. أحمد – وهو يبتسم - : ما عليك منه عبدالعزيز.. هو إن شاء الله بيرتاح أسبوع في البيت بس إنت عط المدام خبر إنه تعبان .. وبتشوفه شلون بترد عافيته .. بس إنت جرب..
حمد كان يطالع الدكتور هو يضحك من خاطره ..
عبدالعزيز – وبلهجة تعجب- : حمد أخوي متزوج &#33;&#33;&#33;&#33;&#33; إي هو متزوج .. بس للأسف يا دكتور هو متزوج الشغل من زمان ... وما أظن الشغل هو المدام اللي تقصدها بكلامك قبل شوي ...
د. أحمد – وهو يضحك - : لا لا يبه ... رجعنا في كلامنا .. يا أخي وصي الوالده عليه .. تراها ما بتقصر أكيد .. خلها تهتم بأكله وراحته هاليومين على الأقل ...
حمد – وهو قايم بيطلع وملامحه تقاوم التعب - : إن شاء الله دكتور .. يعطيك العافية ما قصرت .. يا الله بوسعود .. مشينا ..
د. أحمد : بالسلامة إن شاء الله .. وما في داعي أوصيك يا حمد .. اهتم بصحتك والشغل لاحق عليه ...
عبدالعزيز – وهو يساعد أخوه يمشي – مشكور دكتور .. وعساك عالقوة دوم إن شاء الله..



******************







دخل عبدالعزيز البيت وهو ماسك أخوه اللي كان مبين عليه أثر الإرهاق والتعب .. وأول ما شافتهم هيونه راحت بسرعة تبي تعرف شصار مع حمد لكن عبدالعزيز طمنها وخذت بيد حمد معاه وودوه غرفته عشان يرتاح ...

وفي غرفة حمد :
حمد : هيونه وين أمي؟؟؟ لا يكون عرفت شي؟؟
هيونه : شغالتكم هاذي تعرف تسكت ؟؟؟ قالت لها ... والوالده ما قصرت سوت لنا مناحه محترمة ...
حمد : وهي وين اللحين ؟؟
هيونه : يا الله .. يا الله قدرت أهديها شوي .. ودخلت غرفتها تصلي العشاء ..
عبدالعزيز : خلاص أنا رايح لها أطمنها على حمد ...
حمد : بوسعود .. لا تخرعها .. الله يخليك ...
عبدالعزيز – وهو طالع - : إن شاء الله حمد .. بس إنت ارتاح .. لا تحاتي ...

******************

في بيت أم لولوه كان الكل متجمع لأن صديقات منيره كانوا زايرينها عشان يسلمون عليها قبل لا تسافر.. ونوره بنت جيرانهم كانت عندهم بعد .. لولوه كانت صدق مستانسة بهالجمعه بس في شي في خاطرها منغص عليها ..
حست نوره بهالشي فاستغلت فرصة دخول لولوه المطبخ واستئذنت من الحاضرات وتبعتها ليهناك ..
نوره : اللولو .. تحتاجين مساعدة ؟؟
لولوه : لا.. حبيبيتي تسلمين .. كل شي جاهز ..
نوره : شدعوه .. لولوه .. أنا مب غريبة .. عادي باساعدج والله ...
لولوه – وتبي تتهرب منها - : ومن قال انج غريبة .. تعالي يا الله عند البنات قبل لاتفوتنا سوالف مريوم ترى سوالفها تينن تفطس من الضحك ..
نوره – وهي تسحب لولوه من يدها - : تعالي إنتي .. قعدي شوي أبيج في سالفة ..
لولوه : وهاذي قعده .. خير إن شاء الله ؟
نوره : أنا حاسه إنج متضايقة وحاطه في خاطرج من ذاك اليوم .. يوم رحت مع خالد عيد ميلاد ميرنا وما يتكم صح ؟؟
لولوه – وأول ما سمعت اسم ميرنا بدت تتنرفز بس ما حبت تبين هالشي جدام نوره - : ليش أتضايق يعني ؟؟؟ صدق إنج مينونه .. تدرين إني نسيت هالسالفة من الأساس وإنتي اللحين ذكرتيني فيها بس ...
نوره : أكيد لولوه ؟؟؟؟
لولوه : أكيد نوروه شفيج ؟؟&#33;&#33;
- وبعد تردد – إلا ما قلتي لي ... شسويتوا في الحفلة .. إن شاء الله استانستوا ..
نوره : أي حفلة ؟؟؟
لولوه : شفيج مظيعه .. أي حفلة بعد؟؟ عيد ميلاد زميلة خالد في الشغل ...
نوره : أووووف الله يخليج .. اسألي عن شي عدل .. يومها تهاوشت مع خلود وحلفت إني ما أطب عند هاذي اللي اسمها ميرنا موليه ..
لولوه – وبكل اهتمام - : ليش ؟؟ شصار هناك ؟؟
نوره – وما كانت تبي تضايق لولوه لأنها حست بضيقها من هالموضوع بالذات - : لا ولاشي .. بس الجو كان مب عاجبني.. يعني الحفلة كانت mix شباب وصبايا على قولتهم ورقص وحالة .. هم ماخذين على هالشي .. بس تدرين أنا ما أقدر أتأقلم على وضع جذي..
لولوه : بصراحة نوره خالد غلطان .. شلون يسمح لنفسه يحظر هالمناسبات لا وياخذج معاه بعد ؟؟&#33;&#33;
نوره : خلاص هو وعدني ما يوديني مرة ثانية... الله يهديه أفكاره وايد صايره متحررة.. تعرفين مجال شغله يخليه يتعامل مع ناس من كل البيئات ولازم يأقلم نفسه معاهم ...
لولوه : قلنا يتأقلم معاهم بس بعد ما يتخلى عن مبادئه اللي تربى عليها ..
نوره – وتبي تنهي السالفة - : ما علينا منه اللحين .. المهم إنج مب زعلانه ؟؟
لولوه : لا أبدا .. صدقيني ..
نوره : خلاص .. خلينا نرجع للبنات تأخرنا عليهم ...
وتطلع لولوه ونوره من المطبخ عشان يشاركون الحاضرات وهم يشوفون شريط عرس منيرة ..


******************

دخلت أم حمد غرفة ولدها ودموعها على خدها .. لكن حمد طمنها وقعد يسولف معاها ومع أخوانه شوي بالرغم من التعب اللي كان باين عليه بس عشان يريحها ..
لكن أم حمد كانت حاسه بولدها وتدري إن إحساسها هذا ما يخيب .. هي عارفة في قرارة نفسها إنه اهتمامه الزايد في شغله وإرهاقه لجسمه وراه سبب كبير .. بس للأسف ما عرفت شنو هذا السبب ..

ما كانت تدري إن حمد أدرك وللأسف في وقت متأخر إن قطار العمر غدر فيه وخذاه لمحطة بعيدة ... محطة بعيدة كل البعد عن الأمان والاستقرار اللي ممكن يحس فيه وهو موجود في وسط أسرة بسيطة تتكون من زوجة حنونة عليه تحبه بصدق وطفل أو طفلة يملون عليه دنيته ..
لكن خلاص هو شايف نفسه كبير على كل شي .. حتى على إنه يفرح نفسه ويريحها مثل ما هو قادر يفرح غيره ويحاول يريحهم قد ما يقدر ..
هو مقتنع تمام الاقتناع إنه انخلق عشان يمتع غيره.. أما المتعة الحقيقية بالنسبة له هي لما يشوف كل اللي حوله فرحان بسببه وعايش حياته مستقر ومرتاح ... ولهذا السبب ما لقى إلا الشغل هو الملجأ الوحيد اللي ممكن ينسيه ويلهيه عن الإحساس بالوحدة والغربة وهو بين أهله وأحبابه ..

لزمت أم حمد إنها تبات عنده الليلة لأنه يمكن يحتاج شي في الليل وهي ما تدري عنه .. لكن عبدالعزيز قدر يقنعها تنزل غرفتها ترتاح بعد ما وعدها إنه هو اللي بيبات عنده...
طبعا حمد كان رافض يحسسهم بأن وضعه مب طبيعي وإنه أساسا محتاج ينام له كم ساعة بس وبعدها بيقوم بنشاط.. بس عبدالعزيز هالمرة كان مصمم يبات عنده فاتركه حمد على راحته.. خاصة إنهم من زمان ما باتوا مع بعض في غرفة وحده.. على الأقل يسترجعون أيام الطفولة يوم كانت غرفة وحده تجمعهم بذكرياتهم الحلوة والمرة .. كانت أحلى ذكرى تتكرر بينهم ليصمم عبدالعزيز إنه يطفي الليت عشان يرقد بس حمد كان يشوف من العناد في هاللحظة لذه عجيبة فيصمم هو الثاني إن الليت بيتم مولع لين يخلص قراءة الكتاب اللي في يده..
ابتسم حمد وهو يسترجع هذا الموقف بينه وبين أخوه وقال : بوسعود .. حياك والله السهرة بتحلى معاك الليلة ..
عبدالعزيز : أي سهرة ؟؟؟ إنت تشوف ويهك شلون صاير ؟؟ لا ويقول لي سهرة ؟؟&#33;&#33;
حمد : ما يصير يا أخي .. إنت ضيفي اليوم .. لازم أقوم بواجبك ...
هيونه : لا واجب ولا شي .. انت نام اليوم وارتاح وبكره اعزمه عندك مره ثانية واسهروا ليالصبح .. استرجعوا الأيام الخوالي مع بعض ..
حمد : خلا ص بوسعود .. اتفقنا ؟؟
عبدالعزيز : اتفقنا حبيبي .. نسيت إنك إجازة هالأسبوع .. والله لأقلب لك كيانك فيه .. باسوي لك program لا صار ولا استوى .. تدري شلون خلها بيني وبينك .. أخاف بعض الناس يتليقفون كالعادة ويخربون علينا المخطط ..


******************

بعد يومين تحسنت حالة حمد اللي اقتنع إنه من زمان كان في حاجة لفترة راحة في حياته.. وخلاص اتفق مع عبدالعزيز إنهم لازم يسافرون لأي مكان بعد ما يخلصون من موضوع خطوبة عبدالعزيز ...

كانت هيونه في غرفتها تمشط شعرها ودخل عليها عبدالعزيز اللي عرفت من نظراته الكلام اللي ياي يقوله ...
عبدالعزيز : هيونه ...
هيونه - وما هلته يكمل اللي بيقوله -: أدري والله .. أدري ... تأخرت عليك ... بس صدقني محتارة ...
عبدالعزيز : محتاره في شنو ؟؟؟
هيونه : محتاره في البنت اللي تستاهلك بوسعود... ما أبيك تتزوج أي بنت والسلام ...
عبد العزيز : يعني والزبدة ...
هيونه : الزبدة .. إن الموضوع على بالي وما نسيته ... بس اصبر علي شوي....
عبدالعزيز – وبعصبية -: شنو أصبر ؟؟؟؟ يا بنت الناس ما سمعتي اللي يقول : مل الصبر مني ومليت وأنا أصبر ...
هيونه – وهي تضحك - : خلاص عطني يومين بس وأرد عليك خبر إن شاء الله ...
عبدالعزيز : لا يومين وايد .. بكره هالحزه موعدنا .. اتفقنا؟؟
هيونه : خلاص يا عسل اتفقنا ...


******************

لولوه كانت تطل من دريشة غرفتها على اللي رايح واللي راد في الفريج كعادتها ... كانت متملله بس ما كان لها خاطر على الطلعة .. لأنها أصلا هي بطبعها بيتوتيه وما تحب الطلعات... كانت تحب هدوء بيتهم.. هذا الجو يريحها وايد ويخليها تتفرغ لفنها ولوحاتها اللي كانت دايما تفرغ فيها كل أحاسيسها ومشاعرها السعيدة والحزينة بعد ...

وفجأة لمحت سيارة خالد داخلة الفريج ... لحظتها حست بفرحة في قلبها لأنها بتملي عينها بشوفة فارس أحلامها بعد شوي ... ما قدرت لولوه تنزل عينها عن السيارة ليوقفت جدام البيت.. ونزل خالد منها وكان باين عليه التعب... شكله راجع من رحلة طويلة... كانت تشوفه وعلى ويهها ابتسامة عريضة..

خالد كان متدوده .. أغراض وايده في يده مب عارف شلون يشيلها كلها .. شنطة ملابسه وأكياس الهدايا اللي يايبهم لأمه وأخته - كعادته لازم ييب لهم ذكرى من كل بلد يزورها إذا سمحت له ساعات عمله إنه يقعد ترانزيت فيها - .. كانت أغراضه مالها أول من آخر ... وفجأة تخرطف خالد عند باب بيتهم وطاح في مكانه .. وعلى طول صار يتصدد يمين ويسار.. كان خايف إن في حد شافه بس الحمدلله محد كان في الشارع حزتها ... فقام من مكانه بسرعة ولم أغراضه ودخل البيت ...

حزتها ضحكت لولوه من قلبها .. لأن خالد ما كان يدري ببرج المراقبة اللي كان يرصد كل حركاته من اول ما وصل الفريج ... لحظتها بس حست إنها ما تقدر تحط في خاطرها على هالإنسان ... وقررت إنها لازم تلفت انتباهه لها بأي شكل وتبعده عن هاذي اللي اسمها ميرنا ... مستحيل تفرط بفارس أحلامها لو مهما صار .. مستحيل تتنازل عنه بسهولة لوحده مثل ميرنا .. مستحيل .. بعدها سكرت الدريشة ورجعت تكمل لوحتها اللي كانت ترسمها قبل شوي ...


******************

في صالة أم حمد حمد وعبدالعزيز كانوا في عز همتهم ونشاطهم يجهزون للرحلة اللي بيطلعونها بعد شوي مع ربعهم... هاذي الرحلة اللي خطط لها عبدالعزيز وجاسم صديق حمد عشان يبعدونه عن جو الروتين اللي كان عايشه..

شافتهم هيونه مشتطين... ما خلوا شي إلا وخذوه معاهم .. لا وعبدالعزيز طالع والعود في يده &#33;&#33;&#33; بصراحه منظرهم هذا أثار فضولها بشكل كبير فسألتهم على طول :
هيونه : على وين العزم إن شاء الله؟؟؟ الشباب sport اليوم والحالة حالة &#33;&#33;&#33;
حمد وعبدالعزيز – وبصوت واحد - : ما يخصج ؟؟
هيونه : يمه شوفيهم... ما قلت لهم شي...
أم حمد : وإنتي شتبين بهم... خليهم عنج...
هيونه – وهي تطالعهم - : أي أخليهم ؟؟؟؟؟ في الأحلام .... بوسعود بتقول وإلا ؟؟؟؟
عبدالعزيز : لا حول ولا قوة إلا بالله... صدق إنتي مذلة .. قالي حمد لا توهق عمرك معاها بس ما صدقت ...
هيونه – وهي زعلانه - : زين ما عليه ... أنا مذله هاه ...
حمد – ويبي يحرها – حبيبتي هيونه ... خلي اللقافه عنج تراها مب زينة.. بنت قمر مثلج وحاطه راسها في كل شي ... ما يصير ...
هيونه – وبعد ما وصلت حدها راحت عند التلفزيون - : أنا ملقوفه.. هاه ؟؟ أصلا الشرهة علي أنا إني ماعطتكم ويه... روحوا زين.. أقول مالت .. ( وهي تطلع لسانها )
أم حمد – وتبي تلطف الجو - : هيوووه .. إنتي شتبين بهم ؟؟؟ يعني تشوفين لبسهم بعد ليش هالأسئلة كلها؟؟؟ أكيد رايحين رحلة وإلا إنتي شرايج؟؟؟
هيونه – وأول ما سمعت طاري الرحلة فزت من مكانها وحطت يدها في خصرها - : نعم.. نعم.. رايحين رحلة الشيوخ وأنا وامي الفقاره انتم في البيت بروحنا..
عبدالعزيز – وهو يضحك عليها - : ليش تخافون بروحكم؟؟ بياكلكم الحرامي؟؟؟
حمد : الله يهديك أي حرامي يقدر ياكل هالدبة أختك.. هاذي أول ما يشوفها بيهج مسكين وبيلعن اللحظة اللي فكر فيها يبوق بيت هي فيه ...
هيونه – وهي مب مهتمه لكلامهم - : والله حرام .. كله محبوسين في هالبيت وبس .. وإنتوا رحلات وما أدري شنو .. ودوني معاكم ..
عبدالعزيز : شفيها هاذي ينت .. قصورج بعد نوديج ..هيه إنتي إحنا رايحين مسيعيد مع الشباب .. شييبج ؟؟؟
هيونه – وهي فاجه عيونها وبدلع - : بعد مسيعيد ... والله تودوني مالي خص.. بتروحون تصعدون على الطعوس وتستعرضون هناك .. أدري بسوالفك عزوز إنت وربعك... والله أروح ..كيفكم تصرفوا ..
حمد : هيوووه .. تأدبي يا الله .. صدق ما تنعطين ويه .. هذا اللي قاصر تروحين سيلين عشان الشباب ياكلون ويوهنا ..
عبدالعزيز : يمه .. شوفي بنتج هاذي سنعيها .. تراني ماسك أعصابي .. بس بعد شوي باراويها صنع الله ...
أم حمد : ما عليكم منها ... انتوا توكلوا على الله .. بس هاه بوسعود ما في طعوس واستعراضات .. خرابيطك هاذي أعرفها أنا زين .. ترى والله باهون وبارجع في رايي .. بعدين عاد احلم إنك تعرس ...
عبدالعزيز : لا من هالناحية لا تحاتين معانا بابا حمد وين الواحد يقدر ياخذ راحته .. ما بيخلينا ..
حمد : لا تخافين يمه .. ما بخليه .. إنتو بس تحملوا بأعماركم وبكره إن شاء الله بنكون عندكم ...
أم حمد : ربي يحفظكم يمه .. وعن السرعة ..
حمد وعبدالعزيز – وهم يحبون راس أمهم - : إن شاء الله .. يا الله في أمان الله ..
أم حمد : في أمان الكريم يمه ..

وطلعوا من البيت لكن عبدالعزيز رجع وكأنه نسى شي .. شافته هيونه فسألته :
هيونه : ليش رجعت ؟؟
عبدالعزيز : عشان آخذج معانا ... حرام بصراحة كسرتي خاطري .. محكوره في هالبيت...
هيونه – وبكل فرحه - : قول والله .. دقيقة ألبس عباتي وارجع لك ..
عبدالعزيز – وبدى صوته يعلى من كثر الضحك - : تعالي يالهبلة .. أنا رجعت أبي أحرج بس .. صدقتي ؟؟
هيونه – وهي رايحة غرفتها تتحرطم - : زين ما عليه .. حاطيني مضحكة لكم في هالبيت .. لكن الشرهه مب عليكم علي أنا اللي ساكته عنكم .. بس بتشوفون كلكم .. إن ما علمتكم منو أنا وشلون تحترمون وجودي في هالبيت .. ما أكون هيا بنت فيصل ....

طلع عبدالعزيز من البيت وهو ميت من الضحك على حالة هيونه ...



******************

لولوه وأمها كانوا في الصاله مع منيرة وراشد اللي ما كان باقي على موعد طيارتهم غير 3 ساعات ... يا الله يا الله يمديهم الوقت عشان منيره تسلم على أهلها وتطلع للمطار مع زوجها ...
طبعا الجو كان وايد متكهرب ... مناير ما سكتت من الصياح هي وأمها .. أما لولوه فكانت عيونها حمره من زود ماهي حابسه الدمعه في عينها وما تبي تطلعها جدام أختها ... كفاية اللي فيها .. ما تبي تزيدها ..
أما راشد مسكين فكان في حالة ما ينحسد عليها ... ما كان عارف يسكت من وإلا من ؟؟؟
كل ما هدت وحده منهم اشتغلت الثانية وبدت مناحة يديدة .. لكنه كان مقدر في داخله صعوبة الموقف على منيره خاصة إنها وايد متعلقة بأمها واختها ...
راشد : منيره .. حبيبتي .. خلاص عاد .. ما يسوى عليج .. من متى وإنتي على هالحال؟؟؟
ما ردت عليه منيره ..
راشد : عمتي الله يسلمج بس .. هذا بدل ما تسكتينها تصيحين معاها &#33;&#33;
أم لولوه – وتحاول تتماسك جدام نسيبها - : يا وليدي .. ما أقدر ... والله ما أقدر أتحكم في نفسي ... – ورجعت تصيح - ..
لولوه : تعوذي من إبليس يمه ...
أم لولوه – وهي تاخذ منيره في حضنها وتضمها لها بقوة - : شوف راشد ... هاذي الغالية مناير تحطها في عيونك فاهمني ... وصدقني لو عرفت إنك مضايقها أو مزعلها في شي ترى والله ما راح أسامحك ...
راشد – وهو يبتسم ويحاول يلطف الجو - : مناير ... تشوفين الوالده تهددني عشانج .. لكن ما عليه على قلبي مثل العسل ...
لا تحاتين عمتي .. منيره ما بحطها في عيوني وبس ... إلا بحطها في عيوني وقلبي بعد .. هاذي الغالية حبيبة القلب لا تخافين عليها وهي معاي ... أوعدج عمتي إني أحافظ عليها وأفديها بروحي بعد ... بس إنتي تطمني ... وعشان خاطرج كل يوم بتكلمج عشان تتطمنين عليها...
منيره خلاص عاد .. حرام عليج اللي تسوينه في امج ...
منيره – وهي تحاول تسيطر على نفسها لكن دموعها تغلبها - : لولوه شوفي .. ما أوصيج على أمي ... حطي بالج عليها وعلى صحتها ... و لاتنسين مواعيدها وديها المستشفى بانتظام .. وانا باكلمكم كل يوم ... -ورجعت تصيح -
راشد – وهو يشوف لولوه عشان تساعده ينهي هالمناحه - : منيره حبيبيتي .. خلاص إحنا شقلنا ؟؟
لولوه – وهي تشوف ساعتها - : ويه .. شوفوا الساعة كم صارت &#33;&#33; والله بتتأخرون .. بعد يبي لكم وقت لما تروحون بيت أهل راشد تسلمون عليهم ...
راشد –وهو يشوف منيره بنظرة حنان - : لا .. إحنا مرينا عليهم العصر .. بس صدق الوقت يركض ولازم نمشي... يا الله منيره توكلنا على الله ...
وسلم راشد على عمته وعلى لولوه وسبق منيره للسيارة ...
أما منيرة فسلمت على أمها وخذت أختها اللولو في حضنها .. لحظتها نزلت دمعة لولوه اللي كانت حابستها .. ووعدتهم إنها بتكلمهم اول ما يوصلون عشان يتطمنون عليها ... وطلعت بسرعة ...


******************
في مدينة مسيعيد وبالتحديد على شاطئ سيلين .. هذا الشاطئ اللي يريح بال كل من زاره.. ويمسح على قلبه وينسيه كل همومه ... كان حمد وعبدالعزيز مع ربعهم اللي نصهم نزل البحر يسبح والنص الثاني كان يجهز العشاء للباقين ...
كانوا الشباب مستمتعين وايد وبالأخص حمد اللي صار له فترة ما عاش هالجو مع ربعه بعيد عن متاعب الشغل اللي كانت مقيدته من كل صوب ...

عبدالعزيز وجاسم كانوا يتمشون مع بعض يسولفون وافتحوا سيرة حمد :
جاسم : بصراحة بوسعود .. كان عندك حق يوم قلت نطلع رحلة .. من زمان ما شفت حمد مفرفش جذي ..
عبدالعزيز : إي والله حتى أنا .. الحمدلله قدرنا نطلعه شوي من اللي هو فيه .. تدري بو محمد إنت مب غريب .. عشان جذي بافتح لك قلبي .. ما اعرف شاقولك غير إن حمد معور قلبي .. ما يفكر في عمره كلش هالريال ... همه الأول والأخير انا وامي وأختي والشغل وبس أما هو فللأسف ماله وجود في قائمة أولوياته ... بصراحة أنا وايد خايف عليه .. أخاف يصيده شي لا سمح الله ...
جاسم : والله يا بوسعود .. قلبي على قلبك .. حمد يا حليله تحمل مسؤوليتكم وهو صغير.. لكنه ما شاء الله عليه أثبت للكل وبكل جدارة إنه قد المسؤولية اللي انحط فيها .. عيني عليه بارده قدر ياخذ بيد الوالده ويطلعها من الحزن اللي سيطر عليها بعد وفاة عمي فيصل الله يرحمه ... وفي نفس الوقت أعتقد إنه قدر يحتل بنجاح كبير مكان الأبو بالنسبة لك ولأختك.. تدري عبدالعزيز عمري ما شفت واحد حريص على أخوانه مثل حمد ... الله يخليه لكم إن شاء الله ...
عبدالعزيز : الله لا يحرمنا منه يارب .. بس ما يصير نخليه جذي .. متى بيلتفت لنفسه ولحياته ؟؟؟
جاسم : والله شاقولك .. أخوك هذا عنيد وراسه يابس .. عيزت وأنا أحاول فيه يغير اللي في راسه بس تدري صعب تقنعه...


******************



حست هيونه بضيقه فراحت لأمها تتمشى معاها شوي في الحوش... كان الجو حلو لكن أكيد مب مثل الجو على بحر سيلين .. استسلمت هيونه للأمر الواقع وشلت موضوع الرحلة من راسها ... وهي مع أمها تذكرت سالفة خطبة عبدالعزيز .. فافتحت هالسيرة معاها عشان تاخذ رايها في البنت اللي يات على بالها اليوم الصبح وحست إنها هي الوحيدة اللي بتناسب بوسعود ...
هيونه : يمه .. أبي آخذ رايج في شي ...
أم حمد : قولي يمه .. شعندج ؟؟؟
هيونه – وهي متردده - : يمه .. شرايج في نوف ؟؟؟
أم حمد : نوف .. خوش بنيه ... مسنعه وما عليها كلام ...
هيونه : يعني تشوفينها مناسبة لعبدالعزيز كزوجة ؟؟؟؟
أم حمد – وتصد على هيا بفرحه - : يا زين ما اخترتي يا بنيتي ...
هيونه : يعني أتوكل على الله وأقوله عنها ؟؟
أم حمد : أي يمه .. ما بنلاقي حق أخوج أخير من نوف ... بنيتنا وربت جدام عينا .. نعرفها ونعرف أخلاقها زين ... ما بتقصر في أخوج فديته .. واهلها ناس أياويد وما عليهم زود ...
هيونه : صادقة يمه .. تدرين باروح أكلمه اللحين .. ذبحني وهو يحن علي ...
أم حمد – وهي تضحك - : روحي يمه كلميه... عشان إذا عزم إن شاء الله نكلم الناس ونروح نخطبها له رسمي ...
هيونه – وهي تركض رايحه داخل - : إن شاء الله يمه ..


******************


تفاجأ جاسم وعبدالعزيز بالمنظر اللي شافوه جدامهم في الشاليه .. كان ناظم ماسك العود يعزف ويغني وحمد كان يصفق ويشاركه بكل فرحة وتلقائية الغناء وصوت ضحكته ماخذ المكان كله .. ففضلوا يقطعون سوالفهم ويشاركونهم وناستهم..
حمد وناظم – يغنون - : طالعه من بيت أبوها رايحه لبيت الجيران .. فات ما سلم علي يمكن الحلو زعلان .. قلت إلها يا حلوه إرويني عطشان ميه اسقيني .. قالت لي روح يا مسكيني ماينا مايروي العطشان ... طالعه من بيت أبوها رايحه لبيت الجيران .. فات ما سلم علي يمكن الحلو زعلان ..
جاسم : عاشوا والله .. هذا الفن وإلا بلاش ...
عبدالعزيز : ناظم ما شاء الله عليك صوتك عجيب .. ما أدري شتنتظر ما تطلع لك شريط .. صدقني بتدخل عالم الفن والشهرة من أوسع أبوابه ...
ناظم: يابه عزوز .. ومن قالك إني ماني مشهور ... حبيب فوادي آني جنت أشهر صوت شجي بالعراق كلها .. وكل قهاوي بغداد تشهد لي... لكن الزمن جار علي وعلى حالي ..
حمد : بوسعود خلنا من سوالفك الله يخليك.. بصراحة خربتوا علينا الجو اللي كنا فيه ...
جاسم : يا الله ناظم شبتسمعنا ؟؟؟
ناظم : اللي تريدونه .. آني شغال على كل الموجات ...
حمد – وشكله يبي يسترجع أغنية معينة وبعدها أشر على ناظم وبدى يغني معاه - :
يا أم العيون السود ماجوزن أنا ... يا أم العيون السود ماجوزن أنا ... خدج القيمر أنا اتريق منه .. خدج القيمر أنا أتريق منه .. لابسه الفستان وقالت لي أنا .. لابسه الفستان وقالت لي أنا .. حلوه مشيتها تتمشي بهدنه .. حلوه مشيتها تتمشي بهدنه .. ولو تحب خادم خادمها أنا.. ولو تحب خادم خادمها أنا.. ولاعوف الشونه وأعوف السلطنة ... ولاعوف الشونه وأعوف السلطنة ... يا أم العيون السود ماجوزن أنا ... يا أم العيون السود ماجوزن أنا ... خدج القيمر أنا اتريق منه .. خدج القيمر أنا أتريق منه .. واقفه في الباب تصرخ يا نصيب .. واقفه في الباب تصرخ يا نصيب .. لاني مجنونه ولا عقلي خفيف .. لاني مجنونه ولا عقلي خفيف .. من ورى التنور تناوشني الرغيف .. من ورى التنور تناوشني الرغيف .. يارغيف الحلوه تكفيني سنه ..

- وهم يغنون كلهم رن موبايل عبدالعزيز اللي أول ما شاف رقم هيونه هز راسه واستئذن من الموجودين وابتعد عنهم شوي عشان يرد عليها - ..
عبدالعزيز : ألو ...
هيونه : ألو السلام عليكم ...
عبدالعزيز : وعليكم السلام .. تبين شي ؟؟
هيونه : هاه ... شخبار الجو عندكم ؟؟
عبدالعزيز : يهبل .. بصراحة وايد حلو .. والشباب بربشتهم محلينه زود...
هيونه : والله صدق؟؟؟ قول لي شتسون اللحين ؟؟؟
عبدالعزيز : لا جني عطيتج ويه زيادة عن اللزوم .. اللحين ما تقولين شتبين وتخلصيني .. شلج في الشباب إنتي شيسون ؟؟؟
هيونه : ماعليه بتندم عزوز .. أنا متصله على الوعد.. بس إنت ما تستاهل خلاص روح حق ربعك خلهم ينفعونك وبعد ما ترجع بأسبوع يمكن اقول لك من العروس اللي رشحتها لك..
عبدالعزيز – وأول ما سمع سيرة العروس تخسبق - : أفا عليج هياوي ... زعلتي .. يعني ما تعرفين أخوج بوسعود .. يحب يتغشمر .. قولي من هي ؟؟؟
هيونه : تتغشمر هاه ... عموما باقول لك عشان إذا ما عجبتك أدور لك غيرها مع إني ما أظن إن في حد في الدنيا ما تعجبه نوف ...
عبدالعزيز – وبإعجاب - : نوف ... اسمها نوف ...
هيونه – وهي تقلده - : إي اسمها نوف .. عسى عجبك اسمها؟؟؟
عبدالعزيز – وهو متردد - : أقول هيونه .. مب هاذي نوف اللي يوم وديتكم العرس إنتي وأمي هاذاك اليوم وانتظرناها شوي ...
هيونه – وهي تبتسم - : ما شاء الله عليك .. ذاكرتك قوية جذي وإحنا ما ندري ...
عبدالعزيز – وبلهفة - : هيونه كلميني عنها شوي ...
هيونه : اممممم ... أكلمك عنها شاقول ؟؟ بصراحة شهادتي فيها مجروحة.. إنت تدري إنها أقرب إنسانة لي بعد أمي .. بس أقدمها لك باختصار .. اسمها نوف بنت خليفة.. عمرها 23 سنة.. خريجة لغة انجليزية .. وتبحث عن وظيفة مثلي ... قلبها طيب ودمها خفيف بشكل ما تتصوره ... اممممم .. بسك عاد ...
عبدالعزيز – اللي كان سرحان في البنت اللي شافها تنزل من المرسيدس الكحلي يوم العرس وبعد فترة صمت - : أقول هيونه .. ممكن سؤال أخير؟؟
هيونه : تفضل اسأل .. بس ما في احتمالات ..هاهاهاهاهاها..
عدالعزيز : ليش اخترتيها هي بالذات ؟؟؟ أقصد إنج كنتي محتاره وايد شلون استقريت عليها ؟؟
هيونه : لسبب بسيط جدا.. إنها ما يت على بالي من أول ما فاتحتني بالموضوع.. وأول ما فكرت فيها لقيتها تناسبك في كل شي .. أحسكم تشتركون مع بعض في أشياء وايده.. وبعدين هي الوحيدة من صديقاتي اللي اجتمعت فيها كل الصفات اللي طلبتها في زوجة المستقبل ..
عبدالعزيز – بعد ما انتبه لنظرات الشباب له وحس إنه تأخر عليهم صدق - : مشكوره هيونه .. بس sorry لازم أخليج .. الشباب ذبحوني تنغز صار لهم ساعة على بالهم أغازل..
هيونه : لحظه .. وين رايح ما رديت علي &#33;&#33; عجبتك نوف وإلا لا ؟؟ بصراح ما بتلاقي مثلها ..
عبدالعزيز – وفي هاللحظة أحاسيسه طلعت بتلقائية تامة - : أكيد عجبتني.. بس أخليج اللحين وأتفاهم معاج بعدين...
هيونه : زين يا مغرم زمانك .... سلم على أخوك ... باي ...
عبدالعزيز : باي ..

رجع بوسعود للشباب اللي صاروا يسألونه ليش تأخر عليهم هالكثر وهم يتغامزون.. بس عبدالعزيز كان باله مشغول بنوف وبالكلام اللي دار بينه وبين هيونه قبل شوي .. وما انتبه إلا ورفيجه فهد يهزه وهو يقول :
فهد : بوسعود .. هيه .. هيه .. وين وصلت ؟؟
عبدالعزيز : هاه ... أنا معاكم ؟؟ وين العشاء ما جهز ؟؟؟
ناظم – وهو يضحك- : هاهاهاهاها .. وين العشاء؟؟؟ اقطع ايدي من هنيه إذا السالفة ما فيها ريحة حريم ...
حمد – وهو يضحك - : ناظم الله يخسك .. شدراك ؟؟؟
ناظم : آني عندي خبره في هالسوالف .. لكن إنت حمد شعرفك ؟؟؟
حمد : حبيبي .. بوسعود هذا كتاب مفتوح جدامي ... سهل إني أعرف شفيه واللي يفكر فيه بعد ..
ناظم : باوع بوسعود .. إذا ما حجيت وقلت شاللي قلبك هيجي ترى ماكو عشاء الليلة ...
ضحكوا الشباب كلهم .. وصاروا يترجون عبدالعزيز عشان يتكلم ... لكنه كان في عالم ثاني ... عالم نوف اللي خطفت كل اهتمامه وتفكيره من بعد مكالمته مع هيونه ... وصار يسأل نفسه هو شلون ما فكر فيها من قبل وهي كانت جدامه طول السنين اللي طافت ...



******************</font>

</font>