المسنيــــــــــن

[طوق الياسمين]

<font color='#0000cc'><p align=center><strong><font face="times new roman, times, serif" color=#0000cc size=4>السلام عليكم ..

أختي شمة.. ذكرني موضوعكِ هذا ببحث قامت به إحدى رفيقات الوب قبل سنتين..
في بحثها هذا زارت عدة أماكن.. منها دار الرعاية الاجتماعية للمسنين..

لي ساعة وأنا أبحث عن حديثها حول هذا الموضوع.. ففيه نقلت تجربتها مع هذا المكان..

أترككم معها.. وعلنا نجد في حديثها الفائدة والعظة..
</font>
<font color=#cc0000 size=4>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*************
قد يستغرب البعض اسم موضوعي ( أيام قبل الموت ) وسبب التسمية أنه كان مكان
بحثي في دار الرعاية الاجتماعية للمسنين
ومعظم من كان في دار المسنين قد تجاوز الخمسين من عمره وكما نعرف أن المرحلة
التي تلي مرحلة الشيخوخة هي الموت
وعندما بدأت أتفقد المسنين هناك رأيت من كانت ترقد بسريرها لا تحس بمن حولها
وتعيش على آلة التنفس وأنا أرى عظامها من شدة ضعفها وعندما سألت عنها
قالت المشرفة إنها في غيبوبة (اللهم ارحمنا برحمتك)
وأخرى ترقد على سريرها ولا تتكلم ولا تستطيع الحركة وعندما اسلم عليها تمسك
بيدي بقوة وتكلمني بعينيها كأنها تقولي لي لا تذهبي وجلست عندها حتى تركت يدي
وأخرى تكلمها........... ولا ترد عليك........ وكأنها لا تراك
وأخرى قالت لها المشرفة هل تريديني أن أضع لك حنّة في شعرك فقالت لها
المرأة المسنة : لا لا أمي لا ترضى
وتذكرت قوله تعالى(...ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى
ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا.....)
(اللهم إنّ نعوذ بك من أن نرد إلى ارذل العمر)
وفي بحثي ركزت على بعض المسنات خصوصا التي تتجاوب معي في الكلام
وقرأت ملفاتهن وتقاريرهن لكي اعرف عن المسنة اكثر
إحداهن كانت إيطالية الجنسية وهي الوحيدة التي طلبت دخول الدار بإرادتها
وقد استمتعت كثيرا بالتحدث معها وهي أيضا لأنها أحست أنني افهمها
حتى أن المشرفة استغربت تجاوبها معي فهي تقول إنها لا تتكلم معهن كثيرا
إلا من اجل شيء
وإحداهن كنت أجدها بالحديقة أتكلم معها وكانت تقول لي أن لديها سبعة
أبناء وإنها تزوجت مرتان واذكر أن قرأت ملفها يقولون فيه أن ليس
لديها أبناء وعندما سألتها عن أسماء أبناءها قامت بعدّهم لي
فلم اعرف من أصدق؟؟؟؟؟ ما كتب في ملفها..... أم..... قولها وعندما سالت
المشرفة عن ذلك قالت لا تصدقينها &#33;&#33;&#33;&#33;&#33;
لكن أنا صدقت المرأة المسنة فربما أنكروها أبناءها ثم ليست لها
مصلحة أن تكذب واذكر عندما سألتها هل هم على قيد الحياة؟؟؟؟؟
قالت إن بعضهم مات وأحدهم مات بعد أن انجب والآخرين سكتت
ولم تجيب فلم اضغط عليها لأنها سرحت في مكان بعيد.......
وإحداهن كانت تتحدث معي وكانت تسمعني بعض الأشعار وأُسمعها
بعض الأشعار وفجأة تقول شعرا تنادي به أحدهم وتبكي
وتسألني ألم يأتي فلان؟؟؟؟ (ابن أخوها ) أقول لها..... لا لم يأتي
فتبكي وتقول لي دعوني اذهب إليه اخبروه إنني أريد أن اذهب عنده
وبعد بكائها تصمت ولا ترد علينا .........
كنت أتمنى في تلك اللحضات وانا أرى امرأة مسنة تبكي أن يسمع
بكائها ابن أخيها ليرى ما هو حال عمته بسبب تنكره لها
وفي أحد الأيام كنا نجلس في الحديقة مع المشرفات على الدار وكانت
معنا إحدى المسنات التي قد أصيبت بجلطة في الدماغ أدى إلى شلل
في بعض أطرافها وكانت تجلس بصمت دائما وهي من القليلات
في الدار الآتي يستطعن أداء الصلاة .....وفي أثناء الحديث وهي لا تنظر
إلينا كنت أتكلم (بصراحة لا أتذكر الحوار ) ولكن كل ما اذكره إنها
نطقت بكلمات قليلات تدل على حكمتها وفطنتها وإنها كانت معنا
في الحوار واذكر أني دهشت كأنني أم تسمع لأول مره طفلها وهو ينطق
----------------
عشت شهر في دار المسنين فيه تعلمت أن احمد ربي على نعمة الأهل
ونعمة وجود والدي معي (عسى ربي أن يحفظهما لي وهم بصحة وعافيه)
----------------
وأخيرا تذكروا دائما والديكم وتذكروا قوله تعالي(ووصينا الإنسان بوالديه حملته
أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير)
ولا ننسى ذوي القربى
وتذكروا أن من أحسن لوالديه أحسن أبناءه له

<font color=#0000cc>انتهى حديثها..
سبحان الله..

تحياتي
طوق الياسمين</font></font></strong></p></font>