<font color='#8D38C9'><p align=right><font face="ms sans serif" size=1>شهور طويلة ومحكمة الاحوال الشخصية تنظر هذه القضية دون أن تحسمها كانت أغرب دعوي خلع واجهت هيئتها في تاريخهم القضائي.
بطلتها طبيبة شهيرة.. خصمها زوجها الاستشاري الكبير دكتور أسامة الحاصل علي عشرات الشهادات العلمية والأوسمة!
الزوجة الدكتورة 'م' طلبت الخلع وهذا حقها كباقي الزوجات اللاتي يطلبن الانفصال بسبب استحالة الحياة الزوجية.. وأكدت سطور الدعوي التي قدمها محاميها أن الزوجة تريد الخلع بسبب إنها متزوجة من شخص آخر غير زوجها.. أنجبت منه ثلاثة ابناء!
لم يسبق لمحكمة الاحوال الشخصية مصادفة قضية بهذا الشكل.. زوجة تعترف امام القضاء انها في هذا الوقت تجمع بين زوجين في آن واحد.. وهي جريمة.. ورغم ذلك فأن المشاهد الاحداث التي سبقت هذه القضية فسرت كل شيء.. ولكن هذه الاحداث فسرت طلب الزوجة الغريب.. وبررت ايضا تأخير المحكمة في الفصل في القضية!
وقائع القضية تعود إلي نهاية السبعينات.. في كلية طب المنصورة.. كان اللقاء الأول بين الدكتور اسامة طالب نهائي الطب.. وزميلته التي كانت في السنه الأولي من الكلية وهو نفسه طالب متفوق يجتاز كل سنة بتقديرات ممتازة!
بدأت 'م' تسعي الي التعرف بزميلها المتفوق.. وألتقت به.. تبادلا عبارات الاعجاب.. وتعاهدا علي لقاء آخر.. وبات الدكتور اسامة يحلم بزميلته الحسناء.. أخيرا دق قلبه.. وأنهي الاجازة الطويلة التي كان ينعم فيها متفرغا لدراسته! تحركت مشاعر أسامة.. أحس إنه لايطيق الحياة بعيدا عن زميلته التي كانت تمثل له الدنيا كلها.. منذ سنوات كانت دراسته هي الأول وشغله الشاغل.. أما الآن فأصبحت منال هي حلم حياته!
تعددت اللقاءات بينهما.. أصبح الحب هو المعني الذي تعبر عنه العيون قبل الالسنة.. ارتبطا بشدة تعاهدا علي الزواج.. اسرع الدكتور اسامة إلي اسرته يخبرهم برغبته في الزواج بزميلته.. لكن والده اعترض بشده.. أكد له ان المستقبل المبهر ينتظره.. ولايجوز له الزواج الآن الا بعد حصوله علي الماجستير والدكتوراه! لكن اسامة تجاهل نصائح والده.. حبه الشديد لزميلته أعماه عن رؤية أي شيء.. كان يدرك أنها مستقبله.. وحاضره.. وماضيه.. أصر علي رأيه وصمم علي الزواج منها.. ولم تملك اسرته الا الاستجابة لضغوط اسامة.. ووافقوا علي الزواج!
هروب السعادة!
تم الزفاف في حفل بهيج امتلأ بأساتذة كلية الطب.. وعاش اسامة مع زوجته أجمل أيام حياته.. تمكن من تحويلها الي طالبة متفوقة عليه بإقتدار كل سنه حتي وصلت إلي السنه النهائية واستعدت للتخرج!
وأنجبت الزوجة طفلتها 'نادين' وأحتفل بها اسامة ولكن بعد ولادة نادية بدأت السعادة تهرب من المنزل السعيد.. المشاكل هاجمت بشراسة حياة الزوجين.. كانتالمشاجرات بينهما تحدث يوميا ولاتفه الاسباب!
عاد الزوج من عمله ليكتشف أن زوجته حررت له محضر بأنه إعتدي عليها.. ويسأل زوجته عن سر هذا المحضر الكيدي.. تبكي الزوجة وتؤكد إنها لم تكن في وعيها عندما حررته!
في كل مرة كان الزوج يحاول فتح صفحة جديدة للحياة بينه وزوجته..
يجاهد حتي يطرح خلافاتهما جانبا..
شعر الزوج ان الدنيا ضاقت به.. خطط للسفر خارج مصر.. قرر السفر إلي ايرلندا للعمل واستكمال دراساته العليا.. ودع زوجته وطار إلي اوربا.. تمكن الدكتور اسامة في سنوات قليلة من تحقيق طموحاته.. حصل علي عشرات الشهادات.. وأرتقي إلي أعلي المناصب في مستشفيات ايرلندا وأنجلترا! في اثناء سفره كان الدكتور اسامه يرسل خطابات عديدة لزوجته ويتلقي منها ردود.. كلها تتحدث عن المستقبل.. وصفاء النفوس.. وإزالة الرواسب بين الزوجين.. وكذلك نادين ومستقبلها!
في نهاية السنه الأولي من سفره عاد إلي القاهرة.. إلتقي بزوجته وإبنته.. وقضي معهما اسبوعين.. تحدث مع زوجته عن حياتهما بعد عودته من أوربا.. وطلبت منه الزوجة أن يتركها في منزل والدتها حتي تنهي دراساتها العليا! وافق اسامة علي طلب زوجته.. لم يرغب ان يعترض طريق مستقبلها وسافر الزوج إلي أوربا ليواصل رحلته مع العلم والتفوق .. وانهمكت الزوجة في إعداد رسالة الماجستير.. واستمر اسامة في إرسال الخطابات لزوجته يحكي فيها مشواره مع العلم.. ويسال عن أخبار ابنته!
وفي نهاية العام الثاني عاد الدكتور اسامة إلي القاهرة في اجازة قصيرة.. إلتقي فيها مع زوجته وإبنته للمرة الثانية.. اطمأن علي احوالهما وعاد إلي أوربا مرة أخري ليستكمل دراسته! استمرت سنوات الغربة لها نفس السيناريو.. اسامة يقضي السنه كلها في عمله. ويعود للقاهرة لمدة اسبوعين يقابل فيها اسرته الصغيرة.. واخيرا جاءت اللحظة التي ينتظرها اسامة منذ سنوات.. حصل علي عقد عمل في السعودية.. وكانت زوجته في نفس التوقيت قد أنهت دراستها التكميلية!
عاد إلي القاهرة ليزف لها الخبر السعيد.. ولكنه أندهش لرد فعل الزوجة التي رفضت تماما السفر مع زوجها.. أكدت إنها لن تترك مصر..أخبرها الزوج أنهما سيعوضان مافاتهما ويعيشان في شقة واحدة بعد فراق دام 10 سنوات!
اصرت الزوجة علي رفضها.. وسافر الزوج غاضبا وهو لايفهم مبررا لرد فعل زوجته..
تسلم عمله في السعودية وظل يرسل رسائل لزوجته يطالبها بالعدول عن رأيها! كان في إنتظار الزوج مفاجأة قاسية.. أحد اصدقائه أخبروه أن زوجته رفعت قضية طلاق ضده وحصلت علي حكم لصالحها.. بل وتزوجت من شخص آخر!
لم يصدق الدكتور اسامة نفسه.. شد الرحال الي مصر ليتأكد من هذا الخبر. وكانت المفاجأة المعلومات التي حصل عليها الزوج كانت صحيحة! اكتشف الزوج عن طريق محاميه الدكتور احمد سعد أن زوجته حصلت علي الطلاق بعد ان اثبتت للمحكمة أن زوجها سافر الي جهة غير معلومة.. بل وأن الزوجة قدمت شهودا أكدوا صحة إدعائها!
وقدمت الزوجة للمحكمة شهادة تؤكد عدم قيام الزوج بعمل إستئناف للحكم وبهذه الشهادة تمكنت من الزواج بآخر. طعن الزوج في الحكم.. وقدم اصول خطابات زوجته له أثناء سفره.. وكذلك مستندات تؤكد أن مكانه ليس مجهولا.. بل أن الخارجية المصرية تعلم اسم البلد الذي يعيش فيه! اثبت الزوج ايضا أن الشهود التي قدمتهم الزوجة لايعرفهم مطلقا.. وبسهولة شديدة تم إلغاء حكم الطلاق.. وقدمت الزوجة معارضة إستئنافية.. لكن المحكمة لم تقبلها.. وأيدت إلغاء حكم الطلاق الذي حصلت الزوجة عليه!
وجدت الدكتورة نفسها في مأزق كبير.. خاصة إنها أنجبت من زوجها الثاني وأصبح لها حياة مستقرة معه فطعنت بالنقض في الحكم.. واستمرت جلسات القضية عدة سنوات.. وفي هذه الفترة تزوج الدكتور أسامة بزوجة أخري ليعيش معها حياة مستقرة. لكن واصل رحلته مع زوجته الطبيبة داخل المحاكم! قضت محكمة النقض برفض طلب الزوجة بإلغاء الحكم.. فأصبح واجبا علي الزوجة العودة إلي زوجها.. لم تجد الدكتورة 'م' أي وسيلة للخروج من هذا المأزق الرهيب .. لجأت إلي رفع قضية طلاق من زوجها للضرر بعد أن اثبتت إنه تزوج بأخري دون علمها!
وخسرت الزوجة القضية مرة أخري.. رفضت المحكمة الحكم بتطليقها وذلك بعد أن أثبت محامي الزوج أنها كانت تعلم بزواج زوجها ومن علي علمها أكثر من سنه دون أن تعترض.. وبعد هذه القضية قام الزوج بإبلاغ النيابة متهما زوجته بالجمع بين زوجين.. وطالب بأتخاذ كافة الأجراءات القانونية ضدها! قام الزوج ايضا برفع دعوي ضم لابنته التي لم يراها منذ سنوات لأن والدتها سافرت بها إلي السعودية.. وحصل الزوج علي حكم بضم إبنته ولكن لم يستطع تنفيده.. وأرسل الزوج لزوجته الطبيبة عدة إنذارات لتنفيد هذا الحكم ولكنها لم تستجب.. وصدر للأب حكم تنفيد حكم الضم بالقوة الجبرية ولم يستطع ايضا تنفيذه لوجود إبنته خارج البلاد! وقضت المحكمة ضد الدكتورة 'م' بتعويض لصالح الابنة في قضية تهريب 'نادين' خارج البلاد.. وقررت الزوجة أن تبادر برفع قضايا ضد زوجها!
حصلت الزوجة علي احكام نفقة لصالح إبنتها.. وحصلت أيضا علي أحكام ضد زوجها بالحبس في متجمد نفقة.. وتأزمت الأمور أكثر.. وقام الزوج برفع دعوي فسخ وتفريق ضد زوجته وزوجها الثاني! ولم يفصل في هذه الدعوي التي تم ضمها إلي دعوي الخلع التي رفعتها الزوجة منذ سنين ولم يبت فيها حتي الآن..
يقول الدكتور اسامة:
'أحترام القانون واجب علي الجميع.. ولكنني أعاني. زوجتي طعنتني في مقتل ولم أتمكن من استرداد حقوقي.. كذلك حرمتني من إبنتي الحبيبه التي لم أرها منذ سنوات الا عندما أرادت استخراج جواز سفر!
أريد أن يسارع القضاء بحسم قضية الخلع حتي لايستمر هذا الوضع الذي ترفضه جميع الأديان.. فكيف تتزوج الدكتورة وهي تعلم انني لا أعلم بما فعلته.. كلي أمل أن أحصل علي حقوقي الضائعة في المحاكم منذ سنوات!
<img alt="" src="http://www.akhbarelyom.org.eg/hawadeth/issues/581/images/doc.jpg" border=0> <font color=red>الدكتوره اثناء زفافها</font>
</font></p><!-- end custom postbit table top --></font>
مواقع النشر (المفضلة)