تـنـيـنـه

شاكر لج جميل تواصلج .. و يارب أكون عند حسن ظنكم





ما نستغني

" لمـاذا نـرقـصُ طـربـا ً فـي البـدايـات و نعـطـي العـهـود عـلـى صـدق النـيـّـات ثـم لا نفـي ،

لمـاذا و نحـن نعـلـم و نشـعـر و نسـتـشـف النـهـايـات نـُصِـر عـلـى أن مخـاوِفـنـا مجـردُ تـرهـات و أننـا سنـهـزم كل التـحـديـات ،

لمـاذا نـتـرك البـعـضَ يلـعـب بعـواطـفـنـا ويدغـدِغـُهـا بالعـبـارات ؛ و خاصـة أننـا عـلـى يقـيـن ٍ أن هذا الإسـتـلـطـافَ مقـصـود , و أن الشـيـطـانَ مـازال مـوجـود , وأننـا سـنـخـْسـر شـيـئـا ً لـن يعـود .

لمـاذا أكـثـر مـن يـتـورط فـيـنـا هـم النـبـهـاء أو طـيـبـي القـلـوب البـلـهـاء ,

لمـاذا نـُرْخِـي العـنـان ونـفـتـح الأبـواب ثـم نـقـول إننـا حـذريـن مـتـيـقـضـيـن لا يـخـدعـنـا مكـار , ولا كيـد غـدار , ولا تسـحـرنا بلاغـتـهم و الأشـعـار , ولا أسـلـوب المـتـبـاكـي العـيـار

لمـاذا نـتـغـافـل عـمـن نـراه يـنـصـب الشـبـاك حـولـنـا و نـتـغـافـل عـمـن لا يـتـصـيـد إلا صَـعْـبـي المـنـال ؛

لمـاذا بـعـد كـل هـذه الثـقـة فـي النـفـس نـرى مـن يـعـض أصابـع النـدم ومـن يـبـكـي عـلـى خـراب قـراه .

لمـاذا بـيـن فـيـنـةٍ و أخـْرى نـسـمـع بـكـاءا ً حـزيـنـا ً هُـنـا و يـأسـا ً أو مُـخـطـط َ انـتـقـام ٍ هـنـاك ،

لمـاذا يـطـيـب لـنا أن نـسـتـثـني أنـفـسـنا و تـجـاربـنا أو واقـعـنا مـن قـاعـدة الحـقـائق :- إن ما يـُبْـنى عـلـى خـطأ فـهـو خـطأ و إن الغـاية لا تـبـرر الوسـيـلـة وصـفـاء النـيـّـة لا يـجـعـل البـاطـل حـقا ً .

لمـاذا نـخـدع أنـفـسـنا بـلـذة الـكلمـات الجـمـيلـة المـثــيرة و نـحـن نـعـلم أن نهـاية هـذه اللـذة ألمَـنا و مآسـيـنا ,

لمـاذا نـقـول لأنـفـسـنا إننـا لـن نـنـجـرف مـع التـيـار – لأن المـاء لـم يلـمـسـنا بـعد – و نـغـفـل عـن تـلاعب المـوج بـالمـركـب – ونـغـفـل أن لـكـلِ نهر ٍ مصـبا ً ونهـاية ،

لمـاذا يـكـثـر الأبـطـال الـوهـمـيّـون و الـ سـنـديـريـلات اللاتـي لا يـرجـعـن ولا يـتـركـن أحـذيـة ً تـدل عـلـيـهـن .


معذرة ً منـكـم فـقـد شـغـلـتـْـنـي لمـاذا ؛ فـقـلـت أشـغـلـكـم بهـا , لعـلـهـا إذا رأت جمـعـكـم انـشـغـلـت بكـم عـنـي