<font color='#000000'><strong><font face="ms sans serif" size=1>حبي الأول لن يعود</font></strong>
<font face=arial,verdana size=3>هذي القصة جاتني عبر الأيميل وحبيت ان تشاركوني قرائتها والأستفادة من ارائكم
وهذا الفصل الأول من القصة
قصه من الماضي...تمر علينا الأيام ونتذكر الماضي قصه من الماضي... السعيد والحزين ..ماضينا الذي يبني مستقبلنا..والذي منه نسأل أنفسنا لماذا أنا ؟؟ لماذا حصل لي هذا من بد كل البشر؟؟ سؤال لا جواب له ولكن نتذكر دائما انه الحب الخالد لن يموت ..وانه الحب لا يموت بالقلب ولكن ربما يموت المحب قبل أن يعرف معنى الحب قبل انه نقدمه له ..هل يوجد بشر يريدون انه محبيهم يموتون قبل أن نقدم لهم هديه الحب ؟؟
اترك لكم القصة لتقرؤوها
حبــي الأول ؛,؛,؛ لن يعــــــــــــود ..........
** ( الفصل الأول : في المطار ) **
تعلن الخطوط الجوية السعودية عن إقلاع رحلتها رقم 37 و المتجه بمشيئة الله إلى لندن ,, فعلى السادة المسافرين التوجه للبوابة 19
ابتسام : أف ,, أخيرا ؟!!,, زهقت من وقفة المطار ,, يلا نروح
شوي ,, بعدين حنا درجه الأم : يوووه ,, أنتي دايماً مصرقعه؟! ,, اصبري
اولى و كراسينا مهيب طايره!!
ثم اكملت ( مستدركه ) : وين أماني ,,؟؟!
ابتسام : قالت بتروح الكبينة تكلم مشاعل لأنها نست تسلم عليها
الأم ( بتعجب ): و جوالها وينه؟؟ ,, وشوله تروح الكبينة؟!!
ابتسام : مدري عنها ,, تقول ما به شحن !!
من بعيــد ,, تلوح أماني ,, وهي تقترب عجله ,,
أماني : اسفه ,, تأخرت عليكم ,, بس مشاعل الهذاره ما خلتني اقفل إلا بعد ما سمعتها نداء الرحلة
الأم ( مقاطعه ) : طيب ,, طيب ,,, يلا عالبوابه
مسكت كل وحده حقيبتها ,, متجهين نحو بوابة رقم 19
( الفصل الثاني : بطاقة تعارف ) **
موظف المطار : كم عددكم ؟
الأم : ثلاثه
الموظف : رحله موفقة
كانت الطائرة ايرباص 373 ,, وكانت ملئه بالركاب وكأنه لم يبق بها إلا تلك الكراسي الثلاث المحجوزة في آخر صف
أماني : أنا أبى اجلس صوب الدر يشه ,, ودي أشوف الإقلاع بوضوح
ابتسام ( ساخرة ) : تكفين يا الرومانسية
الأم : خلاص ,, كل وحده تجلس بأي كرسي ,, ترى كلنا بنوصل بوقت واحد
( على الطرف جلست كل واحده منهن ),, اماني عند النافذة وابتسام بجوارها والأم على الكرسي المنفرد .
ككل عام ,, مع بداية أغسطس ,, حيث تجتاح ( الخبر ) الحرارة و الرطوبة أجواء المنطقة الشرقية
أما الأب ,, فقد سبقهم ,, قبل يومين من سفر الأسرة ,, لإنهاء بعض الأشغال ,,, ولا يرتاح من السفر المتواصل
وكان يتمنى لو أن الله مـنّ عليه بولد يعينه ويخفف العبء عنه ,, هو لم ينجب سوى ابنتين ,, ولكن صحة ( أم أماني ) لم تساعد على ذلك وهو لعظيم حبه واخلاصه لها ,,, وتقديراً لابنتيه ,, لم يفكر بالزواج
بأخرى ,, ورضى بقضاء ربه .
أما أم أماني ,, فكانت مثال للأم الواعية المثقفة ,, فهي سيده اربعينيه حاصلة على بكالوريوس في التاريخ من جامعه الملك سعود ,, و تتعامل مع ابنتيها و كأنهن صديقات لها .
ابتسام ( دلوعه البيت ) ,, طالبه في ثالث ثانوي ,, فتاه في 18 من عمرها ,, نشيطه مرحة ,, ملامحها طفوليه بيضاء البشره ,, عيناها ناعستين ,, شعرها طويل مموج و منسدل على كتفيها كانت جميلة لا يعيبها شيء سوى قصرها نسبياً ,, لذا فصديقاتها بالمدرسة ينادينها ( القزمة ) !
أما أماني ,,, التي تكبرها بـ ثلاث سنوات فهي ذات قوام ممشوق وشعرها غجري متوسط الطول,, عيناها عسليتين ,, شفتها لونها خمري ,, مع حبه سوداء صغيره في الركن الأيسر من شفتيها ,, لتزيد من دائرية شفتيها ولتشكل معه تقاسيم حلاوة ذاك الوجه البيضاوي ذو السحر الشرقي الأخاذ ,,
( أماني .... )
** ( الفصل الثالث : البداية ) **
هاهي المضيفة تعلن عن إقلاع الطائرة ,, مذكرة الركاب بضرورة ربط الاحزمه و أقفال الجوالات
ابتسام ( متذمرة ) : يووووووووه ,, الله يعينّا على الجلسة 8 ساعات بالكرسي !!
أماني : أنتي دوم زهقانه؟!!
ابتسام : لا مهو كذا ,, بس الجلسة تملل ,, اجل 8 ساعات!! ,, والله كثير !!
أماني : بسيطة ,, شوفي لك أي مجلة أو كتاب سلي نفسك فيه لين يروح نص الوقت وبالنص الثاني نامي.
ابتسام ( رافعة حاجبيها ) : لا يا شيخه؟ أنتي عار فتني ,, ما احب القرايه ,, الحين يالله أطيق المقررات خلينا القرايه لك يا أم العرّيف !!
أماني ( بابتسامه صفراء ) : الشرهة علي يقترح عليك ,, يا الملسونه !!
ثم التفت اماني ناحية النافذة ,, لمتابعة الطائرة وهي تستعد لترك اجمل مدن الساحل الشرقي
هاهي الطائرة تسير ,, هاهي تسرع ,, اكثر واكثر لتميل بزاوية منفرجة وتعلو مودعه المكان ,, في لحظة ظنت اماني فيها أن الزمن قد توقف بعد لحظات ,, وعلى عجل ,, أخرجت اماني نظارة سوداء كانت في حقيبة يدها و ارتدتها على الفور ,,, كي لا يلحظ أحد حولها تلك الدمعة الحارقة المتسللة من عينها!!
فشريط الذكريات ,, لا يبارحها لحظة ,,, وهاهو يعاد من جديد وبكل تفاصيله !!
مازالت تذكر كل أحداث الصيف الفائت ,,, مازالت تذكر لندن العام الماضي
مازالت تذكر الشهرين اللذان ظنت فيهما انهما اجمل أيام عمرها !!
مازالت تذكر عندما كانت وردة يانعة لم يعتري الألم جوانحها ولم تكن شاحبة !!
مازالت تذكر ,, عندما وصلت مع أختها و والديها مطار هيثرو ,, و استقبلهم حينها العم سمير(لبناني الأصل إنجليزي الجنسية
سمير ( باللهجة اللبنانية المحببة ) : آهلين فيكون ,, منورين
أبو أماني ( بصوته الرخيم ) : هلا فيك والله وش أخبارك؟ ,, عسى ما تعبناك ,, الظاهر حنا كرهناك بأغسطس ,, كل سنه امشورينك فيه و(( يختتم كلامه بضحكه مكتومة))
سمير (بابتسامه عريضة ) : لا ,, ولو!! ,, تعبك راحه ,, كيفكون؟ كيفك أم أماني ؟ ,, وكيفون الصبايا؟؟ ما شاء الله كل وحده فيهن أحلى من خيتي التانيه .
أم أماني : بخير الله يسلمك .
أماني و ابتسام ( بنفس الوقت ) : الحمد لله بخير .
أبو أماني : والله الحمد لله بألف صحة وسلامه .
أماني تهمس لامها ,, وتذهب مع أختها .
أبو أماني : أقول ,, يلا نروح نجيب الشنط قبل الزحمة .
أبو أماني ( باستدراك ) : بس لحظه!!! ,, وين البنات؟؟
أم أماني : راحو التواليت ,, و قالوا بيلحقونا للبوابه .</font></p><strong><font face=arial size=3>
** ( الفصل الرابع : النصف الأول ) **
بينما كانت السيارة تقتطع الشوارع الانجليزيه الطويلة ,,, كان العم
سمير و أبو أماني يتبادلان الحوار ,, عن الأوضاع الاقتصادية و السياحة
والعرب وأحوال الأصدقاء ,,,,, الخ
أبو أماني : أنا والأهل يعجبنا بلندن أنها دايمن تتغير ,, مهيب زي باقي
الدول ,, تزهق منها من اول زيارة ,, ولا تفكر ترجع لها مره ثانيه
سمير (بتذمر ) : يا خيي ,, هيك عم بيؤل السياح بس ,, تعا عيش هون سنه
وحده وتحس راسك يكبر من المشاكل
أبو أماني ( مقطبا حاجبيه ): أعوذ بالله ,, الله يخلي لنا ديرتنا ,, بس
مثلك عارف بالصيف ومع الحر الي عندنا ,, ماله الواحد إلا يسيّر عليكم
هالشهرين ,, و يوسع صدره مع الاهل .
أم أماني ( مفتتحه حوار اخر ) : سمير ,, كيف حال ( ميري ) ؟
(( ميري هذه زوجه سمير ,, وهي انجيلزيه الأصل و المنشئ ))
سمير : منيحه ,, كان بدا تيجي معي ,, بس صار عندا شغله ضروريه
أم أماني : بنشوفها انشالله دامنا بنجلس شهرين ,,, سلم لي عليها
بعد حوالي النصف ساعة ,, وصلت السيارة الى محطتها ,, شارع ( الادجوردرود )
,, أو شارع العرب كما يسميه الغالبية ,, حيث يحس الزائر هناك
,, وسط رائحة الشواء و دخان المعسل ,, مع صوت
الأنغام الشرقية ومع كثرة العرب ( الخليجين خاصة ) ,, يحس وكأنه في
بقعه عربيه!
كانت الأسرة معتادة على قضاء نصف الرحلة قريبا من الأسواق والمحلات
التجارية ,, وبالنصف الأخر تذهب الى (( برايتون )) ,, فهناك بيتهم
الريفي الخاص بهم..
أبو اماني : ماشاء الله ,, اشوف الشوارع مزحومه ,, يقولون هالسنه الكل
نوى على لندن
سمير ( محركا سبابته ) : ايه مزحومه كتير ,, انت اصبر لليل و تشوف
الناس الي لسه ما صحو ,, هدول دوامهم ليلي و مابيخلو حدا ينام من اصوات
السيارات و الاغاني!!
ما أن اختتم سمير حديثه ,, حتى توقفت السيارة معلنه وصولهم الى عماره
(( واتر قاردن )) ,, حيث شقتهم رقم 8 في الدور الرابع,,
سمير ( مشيرا للشقه ): اتفضلوا انتو اصعدوا للشقه ,, وانا بشوف لي
اتنين يحملوا الشناتي.
نزلت الاسرة من السيارة ,, متوجهين صوب اللفت ,, وحين توقف ,, دخلوا
اللفت ,, وكبست ابتسام رقم 8 ,, ليصلوا سالمين الى شقتهم,,,,
** ( الفصل الخامس : شقة الحرية ) **
أم اماني ( فرحه ) : الحمد لله عالسلامه
أبو اماني : ايه والله الحمد لله عالسلامه ,, والله يعينك على تنظيف
الشقه ,, لو انك سامعه كلامي وجايبه الخدامه معنا كان احسن!
أم اماني ( بصوت شبه مرتفع ) : من كثرنا؟! ,, بعدين الشقه صغيره و
مايبي لها شغل ,,و الأكل بيكون من برا ,, والبنات بيساعدوني ,, مالها
داعي اجيب الخدامه وتضيّق علينا!!
ابتسام ( متوجه ناحية غرفة النوم المشتركة بينها وبين اماني ) :
واااااو ,, الجو مسكّت ,, بس الغرفة كنها صاغرة عن اول!!
اماني ( واقفه عند الباب ) : الغرفه هي هي ,, ماتغيرت ,, انتي الي
عجزتي
ثم تبتسم ,, وتكمل حديثها متجهه ناحيه النافذه : وحشني هالمنظر الي يرد
الروح!
ابتسام : وانا وحشني السوق ,, متى بنطلع نتمشى ؟,, ولا جاين عشان نجلس
بالشقه!!
اماني ( بتعجب ) : الله و اكبر عليك!!! ,, اركدي ,, خلينا نرتاح شوي!
ابتسام ( مبتسمه ) : وانا وش علي منكم؟! ,, ماني مفوته ولا لحظه الى
طالعه و متمشيه ,, ويا ويل الي يقول لي ثلث الثلاثه كم!
اماني : الحمد لله و الشكر!!
ابتسام ( وكأنها تذكرت شيء مهم ) : اقول ,, منتي متصله على دلال
تبلغينها بوصولنا ,,؟
اماني ( ببرود ) : الحين دلال صديقتك ولا صديقتي؟ ,, بعدين انا ماني
ناسيتها ,, لان لندن ما تحلى الى معها
و تعود اماني لمراقبه الشارع الساكن من خلال نافذة الغرفة.
ودلال هذه فتاة كويتيه تعيش في لندن للدراسة ,, تعرفت عليها اماني قبل
سنتين ,, و في أخر رحلة للندن لم تكن تخرج إلا معها ,, فقد كانت فتاة
مرحة طيبه تضفي على كل مشوار طابع جميل ,,
فمع اختلاف ميول أفراد الاسرة ,, كان كل فرد يذهب للمكان الي يفضله ,,
ولم يكن هناك مشاوير إلزامية ,, عدا تلك التي تستقطع يوما كاملا ,, كـ
(( بلاك بول )) و (( برايتون ))</p>
<font face="ms sans serif,verdana" size=1><font face=arial size=3>** ( الفصل السادس : البداية ) **
هاهي الشمس تشرق ,, وهاهو منبه جوال اماني يرن ,, الساعه الآن الثامنة
صباحا ,,, استيقظت اماني ( وكانت باقي الاسرة تغط في سبات عميق ) ,,
غيرت ملابسها ,, مرتديه بنطال كحلي طويل مع قميص زيتي ,, و امسكت حقيبة
يدها الصغيرة ,, متوجهه للباب الخارجي للشقه ,,
كان الجو غاية بالبهاء و الروعة ,, السماء صافيه ,, و الشارع الذي كان
يضج بالناس غدا شبه ساكن!!
انطلقت اماني بنشاط ,, مارة من محلات (( الادجوردرود )) ,, التي لم
تتغير كثيرا عما كانت عليه ,, هاهي تتجاوز ( سيفوي ماركت ),, كوافير (
فولفو ),, مطعم ( لبنان ) ,, محل ( بوتس ) ,, مطعم ( روستوران ايران )
,, اخيرا انتصفت الشارع ,,, لتصل الى مكتبة ( الأهرام ) ,,
اماني ( فاتحه باب المكتبه ) : السلام عليكم
العم زاهر ( البائع ) : مش معئول ؟!! ,, اماني؟؟ كيفك يا بنتي؟؟ عاش من
شافك!
اماني ( بابتسامه عريضه ) : اهلين عم زاهر ,, عاشت ايام ,,انا بخير
الحمد لله ,, تونا امس واصلين ,, و قلت مايصير يمر يوم ثاني بدون ما
اسلم عليك و اشوف وش الجديد ,, كيفك؟ و كيف المكتبه؟
العم زاهر هذا بائع المكتبه الذي كانت اماني تحرص على شراء الكتب منه
,,, خصوصا تلك الممنوعة في بلادها لا لشيء سواء لتتعرف على الاخر كيف
يفكر؟ وماهي ابعاد ذاك التفكير..؟!
و زاهر ,, رجل خمسيني ,, مصري الجنسيه ,, عاش في لندن قرابة الـ 12 سنه
زاهر : انا بخير يا بنتي ,, بس الزمن ما يرحم ,, خلاص ما بقى بالعمر
كثر ما راح
اماني ( مقاطعه ) : لا تقول كذا ,, الله يعطيك طولة العمر ,, اصلا انا
ما اتخيل لندن ولا المكتبه بدونك
وما أن أنهت جملتها حتى فتح الباب ,, ليعلن عن قدوم ذاك الشاب ببدلته
السوداء المحملة بقطرات المطر المهنمر بالخارج بقوة ,,
هو : السلام عليكم
اماني : وعليكم السلام
زاهر : وعليكم السلام ,,, اهلين منصور ,, الجو بينوه خادعنا زي كل مره
!!
منصور ( مبتسما و ملتفتا صوب اماني) : أي والله المطر لعب فينا ,, وحاس
كشختي
اماني ( تقول بينها وبين نفسها ) : امحق كشخه!! ,, لابس اسود كنه بعزاء
ويتكلم بالكشخه!!
زاهر : تفضل اوعد ,, شوي كده و يروح المطر
منصور ( لم يرفع عينه من اماني ) :الله يسلمك ,,, وهاذي قعده ( يجلس
واضعا رجل على رجل )
اماني ( بتلعثم ) : اوكي ,, أنا رايحه الحين ,, اجيك وقت ثاني ان شاء
الله
زاهر : لالالا ,, ودي تيجي !! ,, مايصحش طبعا ,, استني للمطر يخف شوي
,,
منصور ( بحماس ) : ايه والله الجو قلب برا ,, بتمرضين ان طلعتي ,,
واصلا الشارع صاير فاضي
اماني ( تنظر إلى منصور نظره ازدراء ) و كأنها تقول (( وش عليك يا
الملقوف!!!))
لم ينتظر زاهر اجابه اماني ,, فقام على عجل و همّ بإحضار كرسي أخر ,, و
مسحه لها ,, لتجلس ( على مضض )
مرت الدقائق على اماني وكأنها سنين ,, أما منصور الذي كان يرمقها
بعينيه ,, فلم يبالي للوقت الذي مضى أو الآتي!!
منصور : حيا الله اهل السعودية
اماني ( بقت صامته )
زاهر ( ملتفتا ناحية اماني ) : منصور ده اكتر واحد يزور المكتبه من
الجاليه العربيه ,, وهو اصلا معروف بالشارع كلوه ,, و يمكن بلندن كلها
كمان (( و يقهقه ))
منصور ( مبتسما ) : يعني قصدك اني قطة وجهه؟؟ ,, عموما مقبوله منك ,,
ثم يقول باستدراك : إلا الأخت من وين إذا مافيه ازعاج؟ ،،، الظاهر
سعوديه ,, صح ولا غلطان؟!
اماني ( تقف بسرعه من الكرسي ) : مبين المطر خف ,, اوكي عن اذنكم ,,
وانشاءالله عم زاهر اجيك وقت ثاني واخذ الكتب الي ابيها ,,
و فجاءة ,, اختفت اماني ,, وكأنها ضاعت بين الجموع!!
** ( الفصل السابع : دلال ) **
عادت اماني إلى الشقه ,, و لم تجد أحد فيها ,, بل وجدت ورقة صغيره أمام
باب المطبخ كتب عليها:
(( اماني ,, انا و ابوك طالعين نتغداء ,, اذا بغيتيو تتغدون انتي و
اختك روحو المطعم بس لا تطولون ,, او اطلبوا الاكل للشقه ,, ونوته
الأراقم عند التليفون ,,,,,,, ماما ))
دخلت اماني الغرفه ,, و وجدت ابتسام كما ودعتها ,, نائمة على السرير ,,
و كأنها طايحه من فوق عمارة!! ,, ابتسمت اماني و ذهبت الى النافذة !!
أغلقت النافذة ,, و ارتمت فوق السرير ,, وبلا شعور وجدت نفسها تفكر
بالشاب الوسيم الذي التقته قبل لحظات ,,,
فجأة ,, قفزت من فوق السرير ,,
اماني : اووووه ,, نسيت اتصل على دلال !!
و أسرعت تجاه هاتفها النقال المحشور في حقيبتها ,, كان مغلق ,, وما ان
فتحته حتى انهالت عليها الرسائل ,, متلاحقة ,, و وسط ضجيج الغرفه ,,
استيقظت ابتسام ,,,
فأخذت اماني الجوال ,, و ذهب للشرفه ,, و جلست تبحث عن رقم دلال
بالمفكره ,,
اماني ( فرحه ) : إيه هذا هو ,,
كان رقم السكن الخاص الذي تعيش فيه دلال ,, كبست اماني على زر الكول ,,
طوط طوط طوط
# هالوو
اماني : الو ,, مرحبا
# اهلين ,, مين معي؟
اماني : عفوا ,, دلال موجوده,,؟!
# إيه موجوده ,, مين اقول لها؟
اماني : قولي لها وحده تبغاها لو سمحتي,,
# اوكي لحظه!
بعد ثواني ,,,
دلال : هلووو
اماني : هلالالا دلّول
دلال : اهلييييييييييين ,, عاش من سمع هالصوت ,, امــونا؟؟ معقوله؟!!
اماني ( مبتسمه ):ايه اماني ,, اجل خالتها؟!
دلال ( منفعله ):وينج يا القاطعه ؟ ,, شهرين ما ندري عنج ,, ولا تسالين
ولا شيء
اماني : عارفه ,, وربي مدري وش اقول ,, لهيت بالاختبارات و جت الاجازه
و حوستها ,,
دلال : بشريني عن الاختبارات و النتايج كيف كانت ؟
اماني ( بثقه ): لا الحمد لله تمام ,, و هذاني رحت سنه ثالثه ,, بقدره
قادر!
دلال : عفيه عالشاطره ,, مو مثلي يا حظي ,, شايله نص السمستر ,,
اماني ( بصوت خافت ) : لاااااا ,, لا تقولين ؟؟ ضيقتي صدري ,, حسافه
والله
دلال ( وهي تضحك ) : لا حسافه ولا شيء ,, تعودنا ,, بعدين لندن حلوه ,,
و الود ودي اجلس هني على طول
ثم تكمل : ما قلتي لي ,, وينج فيه ,, بالخبر ولا الرياض ولا ,,,
اماني ( مقاطعه ) : لالا ,, أنا حولك هنا ,, بلندن
دلال ( بصوت عالي ) : والله؟ ,,, يا حليلج ,, جذي على طول ,, بالعاده
تعلميني متي بتيين قبل بأسبوع
اماني : ما عليه دلوّل ,,, هالسفره جت عرض!
بعد ذلك اتفقت اماني و دلال على التلاقي مساءً بمجمع (( الوايت ليز ))
الكائن بـ ( البيكاديلي ) و القريب من سكنهما!
** ( الفصل الثامن : الوايت ليز ) **
هاهي الساعه تقترب من الثامنة ,,
اماني : يمه ,, تراني رايحه بعد شوي الوايت ليز ,, بتعشاء مع دلّول
الأم : اوكي ,, بس لا تطولين ,, احنا متفقين ,, حدك إلى الساعه عشر
اماني : انشالله ,, يلا بباي ..
خرجت اماني ,, مرتديه معطف رمادي و بنطال جينز ,, فقد كان الجو عندها
بارد نوعا ما ,,, استقلت أول سياره اجره بالطريق ,,, متجهة لـ ((
الوايت ليز )) ,,
بعد 7 دقائق ,, وصلت اماني ,, و كانت البوابة ملئه بالناس من كل حدب و
صوب ( عرب و إنجليز و هنود و أفارقه )
لم ترغب اماني بالدخول مع الحشود ,, بل فضلت الوقوف ,, منتظره دلال ,,,
ظلت واقفه قرابه الربع ساعه ,, صامتة ,, تتأمل المارة ,, و لم يقطع
خلوتها ,, سوى ذاك السكير الذي قدم نحوها بصوره جعلتها تهرع و ترتبك ,,
كان يطلق كلام غير مفهوم ,, تشنجت لحظه ,, ثم رجعت للخلف ,, لتصدم به
,, نعم انه هو ,, ( منصور!)
منصور ( ببرود ): ما عليك منه ,, لانه مهو حاس بحد حوله ,, بس مهوب عيب
بنت محترمه مثلك توقف بالشارع و بهالوقت ,,, و الناس رايحه و جايه؟!
اماني ( بذهول ) : انت وش جابك هنا؟
و قبل ان يرد منصور ,,, قدمت دلال بفستانها الليكي القصير و معطفها
الجلدي ,,
دلال ( بابتسامه عريضه ) : هاااااااي امـــــونا
اماني ( لا زالت مذهوله ) : اهليـــن دلال!
دلال : ما شاء الله محلوه ,, تغيرتي كثير عن العام الماضي ,,
لم تجب اماني ,,, فهي لا تعلم للان ماذا يفعل ذاك المدعو منصور هنا!
تتابع دلال حديثها ملتفته ناحيه منصور : منصور وين جاسم ؟
منصور : بيوقف سيارته بالباركينق ,, و يحصلنا
دلال ( و هي تسير ) : اوكي اوكي ,, ادخلو ,, الجو بارد ,,
دخلوا ثلاثتهم ,,, و اماني لم تتكلم ,, والاسئله كثرت في جعبتها!
كان المجمع ( كعادته ) مزحوما بالفتيات و الشباب الموزعين على مطاعمه
المتفرقة القابعة في الدور الثالث ,, أما المحلات فجميعها كانت مغلقه
,, فلندن تقفل محلاتها بعد مغيب الشمس!
دلال : شرأيكم نجلس اهني ؟ ,, الايس كريم وايد حلو ,, و الخدمه سريعه
منصور ( مبتسما ) : از يو لايك ,,
اماني : ,,,,,,
بعد دقيقتين ,, قدم شاب ,,, عرفت اماني في مابعد انه يدعى جاسم ,, و
انه إماراتي,,
رحبوا ببعضهم البعض ,, و اتضح لأماني انهم أصدقاء ,, وأنها محشورة
بينهم بلا داعي!! ,,
جاسم : شفيها صديقتج يا دلال ,, ما تحجى؟؟
عندها ,, وقفت اماني ,,قائله باستياء : عن إذنكم ,, تأخرت ,,
و سحبت حقيبتها متجهة نحو اللفت ,, لحقت بها دلال على عجل ,,
دلال : اشفيج ؟؟
اماني ( منفعلة ) : فيني اني غلطانه لما جيت معك ,,, ولما عرفتك أصلا
,, انا ماني تافهة عشان تجيبيني و تعرفيني على شلة شباب بهالصوره
الرخيصه ,,
دلال ( بانكسار ) : الله يسامحج ,, انا اسفه لو غلطت عليج أو حسستج
بشيء من الي قلتيه ,, و ربي ما كنت عارفه انهم بيون هني ويانا ,, كانت
صدفه ,, صدقيني امونا ,,, بالطريق و مع الزحمه ,, شفت جاسم و يا منصور
رايحين المجمع ,,, جاسم معي بالجامعه ,, ومنصور هذا صديقه ,, استحيت
اقول لهم لا تيون معنا ,, و خصوصا و إن ,,,,,
اماني ( تقاطعها ) : خلاص خلاص ,, ما هموني اثنينهم ,,, مالي علاقه
فيهم اصلا
دلال : خلاص ولا يهمج ,, نغير المكان لعيونج ,, كم امونا عندنا ,, هي
وحده و دلوعه (( تبتسم ))
أحست اماني أنها بالغت بردة فعلها ,, و لم تعلم ما هو السبب الذي جعلها
تغير رأيها لتقول لدلال ,,
اماني : عموما أنا ما يرضيني أفشلك قدام أحد ,, أنا بمشيها هالمره
عشانك ,, و بنعدي هالساعه على خير ,,
و عادت اماني إلي الطاولة ,, و خلفها دلال المتعجبة من تغير رأي اماني
,, بينما كان الشابين يحتسيان كوبين من القهوة ,,
جاسم ( مبتسم ) : ولكم
دلال : ما شاء الله طلبتو و شربتو القهوه و احنا للحين ما شفنا المنيو
!!
جاسم (( و هو يقهقه )) : بالله عليج ما حفظتي المنيو ؟؟ ,, انا ما ايي
هني الا اشوفج مرتزه بأول طاوله!
كان منصور صامتا ,, ينظر إلى اماني و يتابع كل ردات فعلها ,,, أما
اماني فكانت مندهشة من نفسها ,, ولا تعلم ما اللذي اجبرها للرجوع ,,
بنفس اللحظه التي تحس فيها بنظرات منصور الحارقة ,,
دلال : جاسموه ,, ما قلتي لي من وين شاري الاقلام المعطره ؟؟
جاسم ( مبتسما ) : و ما راح اقولج ,, بطلي تقليد
دلال : لاااااا ,, يالله قول ,, من ويييييين ,, أي محل؟؟
جاسم : بالدور الي تحت ,, كشك صغير يبيع تشكيله حلوه ,, بس ما ادري عن
الشايب قفل ولا للحين فاتح!
دلال : رح شف اذا فاتح أو مقفل ,, الشيبان الانجليز ما يقفلون بدري ,,
يخافون يفوتهم زبون!!
جاسم : شنو اقوم اشوف لج؟؟ اشتغل عندج ولا شاريتني؟؟
دلال :مالت عليك ,, ما تحب المزح ,,, اقصد تعال نشوف
جاسم ( يضحك ) : أي قولي جذي ,, رقعيها ,, يالله امشي
ثم يكمل : وهالاثنين الي جالسين ,,, ديكور ولا شنو؟
دلال ( وهي تضحك ) : بعد شوي بيرسلونهم متحف الشمع ,,,
ذهب جاسم و دلال ,,, و بقي السكون مسيطرا ,,, لولا ضجة المارة ,,,
عندها احست اماني أنها لوحدها ,, وان صديقتها قد ذهبت ,,, ارتبكت ,,
لكنها بقيت ساكنة
منصور ( يقطع الصمت ) : سألتك امس من وين و ما رديتي ,, ما ادري اذا
اليوم بتجاوبين ,, ولا يبقى هالجواب امل صعب تحقيقه,,؟
اماني ( بصوت هامس ) : انت قلت سعوديه
منصور ( بابتهاج ) : والنعم والله ,,, وانا بعد سعودي ,, من الرياض ,,
انتي من وين بالسعوديه؟
اماني : الخبر ,,
منصور : بس ما اظنك من الخبر ,, لان لهجتك نجديه
اماني : انا ساكنه بالخبر ,, مواليد الرياض ,, و اصلي من شقراء
منصور : يا سلام ,, يعني كوكتيل
و يضحك الاثنان ,, لأول مره
منصور ( مكملا ) : انا بعد من سكان الرياض بس ,, اما اصلي فمن الشمال (
حائل )
اماني ( لا شعوريا ) : و النعم بأهل حائل
منصور ( فرحا ) : والنعم بحالك
عاد الصمت من جديد سيد الموقف ,,, الا ان,,,,
منصور : شكلك طالبه,,؟!
اماني : ايه ,, انا بجامعه الملك فيصل ,, قسم التصميم الداخلي
منصور : ما شاء الله عليك ,, يعني مهندسه ,, و الهندسه ما يبي لها الا
ناس ذوقهم راقي وحسهم الفني عالي
اماني ( بخجل ) : شكرا للمجامله ,, بس انا توني بسنه ثالثة ,, وبقى لي
سنتين,, يعني بدري على كلمه مهندسه
منصور : انا لو دكتور عندكم ,, ما اخليك تتخرجين ولا بعد عشرين سنه ,,
لاني بكون عارف ان الجامعه ما تسوى بلاك ,,
لاحظ منصور نوبة الخجل التي اعترت اماني ,, فندم على اخر ما قال ,,, ثم
حاول ان يغير مجرى الحديث
منصور : انتم جايين سياحه؟
اماني : ايه
منصور : ما ادري وش يعجب العرب بلندن ,, مع انها ممله و صاخبه ,, مدينه
مزعجه بكل معنى الكلمه ,,
لم تعلق اماني
منصور : من زمان تعرفين دلال؟
اماني : يعني ,, من سنتين تقريبا
منصور : اممم
اماني : عن اذنك ,, مضطره امشي ,, تأخرت ,,
وقفت اماني استعداد للذهاب ,,,
منصور ( واقفا ) : بدري ,, مالنا نص ساعه داخلين,, و دلال وجاسم ما بعد
جو!!
اماني : لا معليش ,, انا وعدت امي ما اطول ,, و دلال ادق عليها ولا
اشوفها وقت ثاني,,
منصور ( وكأنه تذكر شيء هام ) : انتي جوالك معمم؟
اماني : ايه طبعا
منصور ( والعرق يتصبب منه رغم بروده الجو!! ) : انا سعيد بمعرفتك يا
اماني ,, و ماودي اخسرك كصديقه ,, فإذا تسمحين ,, بعطيك رقمي ,, وانتي
متى ما بغيتي تسمعين صوتي ,,,,,
اماني ( تقاطعه بتعجب) : منت صاحي؟؟ ,, ترى ماني منهم!!!
منصور ( بانكسار ) : تكفين اماني ,, خوذيه بس ,, خليني متأمل اسمع صوتك
,,, حتى لو ما سمعته ابد ,, تكفين!!
دون ان ينتظر جواباً منها ,, اخذ منصور محرما ورقيا من فوق الطاولة ,,
و اخرج قلما ازرق من جيبه ,, و كتب رقمه ,, و مده لأماني التي سحبته
بلا شعور و سحبت حقيبتها مسرعة ناحية اللفت اللذي هبط بها للدور الأرضي
,, خارجه للشارع ,, مستوقفه أول سيارة اجر ,, عائده للمنزل ,, لترمي
نفسها على السرير حالما دخلت ,, و تمسك المحرم الورقي بيدها ,, وتغط
بسبات عميق!! </font>
<font face=arial size=3>** ( الفصل التاسع : أهو الحـــب ؟! ) **
لم تعلم اماني كم من الوقت مر عليها وهي نائمة ,, إنها تمام الرابعة
فجراً ,, و الشمس تنشر خيوطها ,, مع ولادة يوم جديد ,,,
فتحت اماني عينها بتكاسل ,, و الجميع لم يستيقظ بعد ,, ذهبت إلى الشرفة
,, و وجدت العصفور قد غادر عشه ,, ربما ذهب ليبحث عن قوته اليومي ,,!!
نظرت إلى الجوال ,,, لتجد 17 مكالمة لم يتم الرد عليها ( دلال + مشاعل
+ ساره + جواهر ) ,, و 9 رسائل بعضها صوتي والأخر مكتوب ,,
تعجبت اماني ,, فهي لم تعتد على النوم طويلا ,, و جوالها كان بقربها ,,
و مع هذا لم تحس به ,, و كيف تركتها أمها تنام يوم كاملا؟؟ ,, و ربما
حاولت إيقاظها فعجزت ,, لان اماني لم تحس بكل شيء كان حولها!!
كل ما هو باقي في ذاكرتها من ليلة أمس ,, ( منصور )!
بابتسامته الواثقة ,, و نظرته الحادة ,, و وسامته الملحوظة ,,
أحست اماني بحرقة ذاتية ,,, فهي لا تعلم ما المبرر من بقاه في ذاكرتها
بصورة جعلتها تتوق لرؤيته من جديد!!
(( لماذا منصور ؟ )) ,, سؤال أخذ يدور في بالها ,, فهي لم تعجب من قبل
بأي شاب لا من قريب ولا بعيد ,, رغم كمية الحرية الكبيرة و الانفتاح
الفكري اللذان عاشت بهما!!
بقيت ساكنه فتره من الوقت ,,, و فجاءة ,, قفزت إلى السرير ,, لتجد ذاك
المحرم الورقي المنزوي تحت المخدة ,, فتحته بتباطؤ ,, و نظرت للرقم ,,
و تحته قرأت ( منصور )
اماني ( هامسة ) : اسمه بعد حلو!!
مسكت اماني هاتفها النقال ,,, و سجلت الرقم فيه ,,, ثم أخذت المحرم
الورقي ,, و وضعته بالرف العلوي من خزنة الملابس ,,
بقيت لحظه ,, مع صراع نفسي عالي ,, فهي تريد ان تسمع صوته ,, ولكنها لم
ترد أيضا أن تنزل مكانتها أمامه ,, أو أن يفهم سلوك بشكل سيئ,,
عادت من جديد لسكونها ,,, و فجاءه قالت لنفسها (( ابتصل و الي يصير
يصير!! ))
بالفعل ,, ضغطت على زر الاتصال ,,, وهي مرتبكة للغاية ,,, طوط طوط طوط
طوط
و بعد رابع رنه ,,
منصور : الو
اماني ( بتلبك ): مرحبا
منصور ( متعجباً ) : اماني ,,؟!!!!!!
اماني : إيه ,, وش فيك؟ ما توقعتني اتصل صح؟!
منصور ( بارتياح ) : لا بصراحة توقعت تتصلين ,, بس مهو بهالسرعه ,,,
ثم يكمل : ليتك تدرين وش كبر فرحتي باتصالك ,, شكلك توّك صاحيه ,, مبين
من صوتك؟
اماني : إيه ,, صحيت ,, وجاء ببالي اصبّح عليك
منصور : ويا زينه من صبح
ثم صمت الاثنان برهة ,, إلا أن قال
منصور : اماني ,, حاس ودي اسولف معك اكثر ,,, وبصراحه ماني قادر
بالتلفون ,, إذا ما يضايقك ,, ودي أشوفك
اماني : تشوفني,,؟!
منصور : يا ليت والله ,, شوفي لنا أي مكان عام اقدر أقابلك فيه ,,,
ثم يكمل ( بحماس اكثر ) : وش رأيك بـ ( الريجنت بارك )
اماني : اوكي
منصور : حلووو ,, متى تقدرين تجين هناك؟!
اماني : افضل العصر
منصور : اتفقنا ,,, وانا بكون عند البوابة ,, منتظرك!
مرت الساعات الباقية ,, ثقيلة على اماني ,, التي لا تعلم للان حقيقة
مشاعرها تجاه منصور!!
أهو حب من أول نظره ( كما في الأفلام)؟! ,, أم مجرد إعجاب؟!
هاهي الساعة تقترب من الثالثة و النصف
أم اماني : وين رايحه بهالشمس ؟
اماني ( وهي تنظر للمرآة ) : مشوار صغير و راجعه!!
أم اماني : بس انتي ما أكلتي شيء من الصبح!!! ,, تغدي أول بعدين اطلعي
اماني ( على عجل ) : بعدين بعدين ,, ما راح اطول ,, بباي ,,
و انصرفت!
** ( الفصل العاشر : أول لقاء ) **
توقفت سياره الأجرة ,, أمام البوابة الرئيسية لـ الريجنت بارك ,, أو
حديقة الزهور ( كما يسميها البعض!)
هاهو منصور ,, واقفا ينظر إلى ساعاته ,,
اماني : تأخرت؟!
منصور ( بابتسامته الدائمة ) : لا ابداً ,, ما شاء الله عليك إنجليزية
بالمواعيد
ابتسمت اماني ,, و دخل الاثنان عبر ممرات الورد المنسقة بشكل بديع
للغاية ,,,,
كان اليوم هو يوم الأحد ( الاجازه ) ,, و بطبيعة الحال فقد كانت
الحديقة ملئه بالزوار ,, خصوصا وان الجو كان بهي في ذلك اليوم ,,
منصور : من متى انتم بلندن؟
اماني : هذا اليوم الثالث
منصور : بس مبين مهي أول مره تجين هنا!!
اماني : تقريبا حنا كل صيف بلندن ,,, ولنا شقة ببرايتون
منصور ( رافعا حاجبيه ) : شيء حلو ,, انا أصلا ساكن هناك
اماني : يا حظك ,, انا تعجبني برايتون ,,, بحدايقها و شاطئها و جوها
الحلو
منصور : زرتي الحديقه المائيه ( بلاك بول )؟؟
اماني : ايه ,, حلوه
صمت منصور ,,, محاولا أن يلج لموضوع اخر بعيد عن لندن وأماكنها!
منصور : وكيف السعودية؟؟
اماني ( مبتسمة ) : تسلم عليك ,, انت من زمان ما رحت للسعودية؟
منصور ( بحزن ) : والله لي فوق السنتين ما رحت لها ,,, ومشتاق لامي
كثير ,, واهلي كلهم
اماني : طيب وش مجلسك بلندن؟؟ ,, مبين عليك مخلص دراسه ,, وما أظن عندك
أشغال متواصلة هنا!!
لم يجب منصور ,,, و أدركت اماني أن بسؤالها شيء ربما جرحه ,, فأردفت
قائله
اماني : سألتني البارح ,, إذا كنت اعرف دلال أو لا ,, شكلك من زمان
تعرفها!!!!
ضحك منصور بشكل لافت ,, جعل المارة ينظرون إليه ,, ثم عاد لوقاره قائلا
منصور : تصدقين ,, البارح بس شفتها ,, ولا اعرفها أصلا ,, كل الي اعرفه
إنها كويتيه مقيمة بلندن للدراسة وبس!
اماني : لا تقول بعد ما تعرف الي اسمه جاسم؟!
منصور : لالا ,, جاسم هذا اعز صديق لي بلندن ,,,هو يعرف كل الشباب و
البنات العربيات الي هنا ,,, و البارح مرّ علي وقال لي اطلع من الصومعة
,, وأنا أمس بس جيت لندن ,, ومن حسن حظي قابلتك
اماني ( وقد احمر وجهها ) : شكراً
عندها جلس الاثنان ,, تحت شجرة في زاوية الحديقة
منصور : أمس كنت ملاحظ انك زعلتي ,, ما ادري من وجودي ولا من جاسم ,,
ولا من ايش؟!
اماني : من الموقف كله ,,, بدون تحديد!!
صمت الاثنان برهة ,, وهم ينظران إلى النافورة الرائعة ,, المزينة
بأكاليل الورود
منصور ( كاسرا حاجز الصمت ) : اماني
اماني ( ملتفته لمنصور ) : نعم؟
منصور ( وهو ينظر لماء النافورة المندفع ) : اتصدقين ,, من يوم شفتك
بالمكتبة ,, حسيت شي شدني لك ,,, رغم اني ما كنت اعرف اسمك حتى !!
ثم يكمل : عجبني هدوئك ,, شدني كبريائك ,, حيرتني عيونك ,,
ما راح اكذب عليك و أقول لك اني ما عرفت بنات قبلك ,, انا عرفت بنات
كثير بسفراتي و روحاتي ,, من كل الجنسيات ,,, بس ولا وحده منهم قدرت
تشدني صوبها بالصورة الي صارت معك ,,, رغم إن معرفتي فيك سطحيه للحين
بقيت اماني صامته ,,,
و عاد منصور للكلام قائلا : أتمنى صراحتي ما تضايقك ,,, هذي مشاعر
تشكلت في يومين من التفكير المتواصل فيك ,,, صدقيني اماني,,
طال الصمت بعد ذلك فتره ,,, الا ان تفرق الاثنان ,, وكل يفكر بالاخر!!
** ( الفصل الحادي عشر : بلا ملامح ) **
دخلت أماني الشقة ,,,
أم اماني : هذي الي ما راح تطول؟؟ ,, بعدين ليه مقفلة الجوال؟!!!
اماني ( تكاد تطير من الفرحة ) : يا بعد عمري يا ماما ,, اسفه ,, بس
جاء ببالي اركب الاندرقراوند ,, و تعطل علينا فجاءه ,, والجوال ما
أخذته معي أصلا
ذهبت اماني ,,, بينما كانت الام واقفه و متعجبة من ابنتها ,, و سعادتها
الكبيرة!
اماني ( وقد دخلت الغرفه ) : مساء الخير والأساس و الطيبة ,, يا أحلى
بسوووومه
ابتسام ( بتعجب ) : الله الله ,, وش الطاري؟؟ ,, البارح مالك مزاج احد
,, واليوم تغنين و ترقصين؟!!
اماني ( بابتسامه عريضة ) : ذاتس سيكرت!
ابتسام : طيب يا ام الاسرار !!
هاهي الشمس تفارق السماء ,, و الظلام يخيم على المكان
أم اماني : وش رأيكم يا بنات نطلع نتعشى؟!
ابتسام ( فرحه ): الله ,, يا ليت ,, من جينا لندن ما طلعنا مع بعض!!!
اماني : والله فكره حلوه ,, يلا نروح
ذهبت الام و بناتها الى (( فانتانا ماروزا )) ,, وتناولوا الاسباغيتي
المطهوة بمهارة ,, على أنغام الموسيقى الايطاليه الحالمة ,,, في ليلة
كانت من أروع ما يكون ,,, خصوصاً بالنسبة لأماني!!
** ( الفصل الثاني عشر : أحبك يا اماني ) **
ترن تررنن ترن تتن
اماني : الوو
منصور : هلا اماني
اماني : مين معي؟
منصور ( مبتسماً ) : ما عرفتي صوتي؟؟
اماني ( بحبور ) : منصور؟؟ اهلين فيك ,, بس كيف عرفت رقمي؟
منصور : نسيتي انك داقه علي من يومين عالجوال؟!! ,, بعدين وينك؟ يوم
كامل لا حس ولا خبر!!!
اماني ( بأسف ) : وربي انشغلت ,, البارح كنا معزومين مع ناس برا
عالعشاء ,, وقبلها طلعت مع الاهل ,, و ما رجعنا إلا باخر الليل!
منصور : طيب ,, اقدر أشوفك اليوم؟
اماني ( بتررد ) : ما ادري والله
منصور ( بصوت خافت ) : حاولي تقدرين ,, يا ليت اماني
اماني : بس وين فيه؟؟
منصور : أي مكان تختارينه ,, أكيد بيكون حلو !!
كانت اماني متفقه مع دلال على الذهاب للسينما لمشاهدة احدث ما نزل من
افلام ,, و لكن الآن تغيّر التخطيط ,,, فهي ترغب بالذهاب معه هو ,, لا
مع دلال!
وبعد ساعة من اتصال منصور الأول ,, اتصل ليعرف ما إذا كانت اماني ستخرج
معه أم لا ,, فاتفقوا على الذهاب في تمام التاسعة الى منطقة (( كوفنت
قاردن )) ,,
هاهو الموعد يقترب ,,,
ارتدت اماني تنورة بيج ( متوسطة الطول ) مع جاكيت جلدي بنفسجي ,,فالجو
بارد ليلاً ,,,
و وجدت منصور في المكان المتفق عليه ,, واقفاً بسيارته ينتظرها ,,
و ما ان قدمت اماني ,, حتى نزل و فتح الباب لها ,,
منصور : هلا وغلا باحلى اماني بالكون
اماني ( مبتسمة ): اهلين منصور ,,, يعني لازم تجي قبلي كل مره!!
منصور : الشوق هو الي يجبني ,, بعدين لي يومين ما شفتك ,, ما اشتقتي
لي؟!
اماني ( هامسة ) : الا!
عندها ,, مدّ منصور يده للمقعد الخلفي ,, مخرجاً دمية صغيرة غلفت بصورة
جميلة للغاية ,,
منصور : عجبني شكلها ,, و قلت اهديها لك ,,, عساها تعجبك!
اماني ( بحبور شديد ) : وااااااو رهيبة ,, كلك ذوق
تكررت لقاءات اماني و منصور ,, و غدت شبه يومية ,, فأماني غير قادرة
على بعده ,, و منصور عاجز عن نسيانها لحظه ,,,
قويت علاقتهم اكثر و اكثر ,, و ازداد كل طرف في معرفة الأخر ,,
كانت علاقتهم علاقة حب صادق ,, وان لم يقولوا ذلك ,, فأفعالهم ترجمت
أحاسيسهم بصورة كبيرة!!
و في إحدى اللقاءات ,,
منصور : اماني ,, ماني متخيل حياتي بدونك
اماني : ليه تقول كذا؟ ,, الله لا يفرق بينا!
منصور : انتي عارفه إن كلها أيام و ترجعين ديرتك ,, وأنا شكلي مطوّل
هنا !!
صمتت اماني ,,
منصور ( هامساً ) : احبك يا اماني ,, وربي أموت فيك
اماني ( بانكسار ) : انت لو تحبني من جدّ ,, ما كان قلت انك بتخليني و
تجلس هنا!!
منصور ( ممسكاً بيدها ) : صدقيني يا اماني ,, منيتي ارجع معك ,, و أشوف
أهلي و ديرتي ,, أعيش معك باقي عمري ,,,, لأني ما حسيت بالسعادة الا
بوجودك ,, و ما يهون علي أخليك!
اماني ( مبتسمه ) : انا متأكده انك بتحصلني ,, و متفائله بهالشيء
بقي منصور صامتاً ,,, راسماً ابتسامه صفراء على شفتيه ,,لم تفهم اماني
مغزاها!
و وأدركت لاحقاً أن هذا آخر عهدها بـ منصور
** ( الفصل الثالث عشر : الوداع ) **
و مرّت الأيام الباقية سريعة ,,, متلاحقة ,, هاهو شهر و نصف تودعه
العائلة ,, ولم يبقى الا أسبوعين للعودة إلى ارض الوطن ,,,
في هذه الفترة ,, قلت اتصالات منصور ,, إلى أن انعدمت!!
كانت اماني متعجبة من انقطاعه و غيابه الملحوظ عنها!!
ففي اكثر المرات كانت تتصل عليه ولا يجب ,, أو تجد الهاتف مغلق ,, الا
أن مرّ أسبوع كامل لم تسمع فيه صوته ولم تراه أبدا!!!
صارت شاحبة ,, حزينة ,, فهي لا تعلم ما الذي غيّر منصور ,, ما الذي جرى
له؟؟ ,, لما لا يرد؟؟ ماذا حدث؟؟ أين الحب الذي تكلم عنه؟؟!!
لاحظت أم اماني تغير ابنتها و انطوائها ,, وعزت ذلك إلى اشتياقها للوطن
و صديقاتها ,, و ربما مجرد إرهاق من تقلبات الجو!!
و وصلت اماني إلى مرحلة متقدمة من الاستياء ,, و الشوق الجامح لـ منصور
الذي اختفى فجاءه ,,
اماني : صح ,,, دلال!! ,,, نسيتها!!!
تمتمت اماني بتلك العبارة ,, و أسرعت لهاتفها ,, لتتصل بـ دلال
اماني : الوو
دلال : هلا أمونا ,, شخبارج ؟
اماني : آهلين دلال ,, اسمعي أبيك ضروري
دلال : أمري حبيبتي
اماني : أبى رقم جاسم ,, الإماراتي الي كان معنا قبل شهر يوم عصبت و
دلال ( مقاطعه ) : إيه إيه عرفته ,, بس شتبين فيه؟
اماني ( بحزم ) : دلال أبى رقمه ,, عندك رقمه ولا لا؟!
دلال لاحظت إن المسألة طارئة ,, وان هذه ليست اماني التي تعرفها!!!
دلال : الحين ما ادري ,, بدوّر عليه ,, أول ما القاه بدق عليج
بعد 8 دقائق ,, اتصلت دلال و أعطت اماني رقم جاسم
عندها ,,, سارعت اماني بطلب جاسم
جاسم : هلووو
اماني : مرحبا جاسم
جاسم : مرحبتين ,, مين معي؟
اماني : انا اماني صديقة دلال الي
جاسم ( وهو يضحك ) : اييييييه عرفتج ,, انتي الحلوه المغرورة
اماني ( بهدوء ): أخ جاسم ,, لو سمحت ,, هو سؤال واحد بس
جاسم : اتفضلي ,, شخدمج فيه؟
اماني : وين منصور؟
لم يجب جاسم!!
كررت اماني سؤال ,, و بقي جاسم صامتا!
اماني : لو سمحت ,, صارحني ,, إذا كان منصور ملّ من علاقتنا أو شاف له
شوفة ثانية ,, علمني ,, خليني بس اعرف ,, تكفى يا جاسم
جاسم ( باستياء شديد ) : مهو منصور الي يسوي كذا ,, انا الي اعرفه إن
منصور ما احب احد كثرك ,, ومن عرفك وهو متغيّر ,,, مهو ذاك المعبس
الهادئ ,, انتي عند منصور كل الدنيا يا اماني
اماني ( و الدموع تحرق وجنتيها ) : طيب وينه؟ وين اختفى؟ إذا من جد
يحبني زي ما قلت ,, وين راح وخلاني؟!
جاسم ( بحزن واضح ) : مهو انتي بس الي خلاك ,, خلانا كلنا!
انهارت اماني ,,, ولم تحس بشيء حولها ,, و سقطت بلا وعي ,, بعد أن سمعت
جملة جاسم الأخيرة ,,
و بعد ساعات ,,,
فتحت اماني عينها ,, لتجد نفسها فوق السرير ,,بجوارها أمها و دلال التي
قدمت على الفور ,,
أم اماني ( عاتبة ) : كذا يا اماني؟؟ ,, طار قلبي عليك!! ,,, ما تأكلين
ولا تشربين ,,, أكيد جسمك ضعف ,, الله يهاديك!!
دلال ( مبتسمه ): ما عليه يا خاله ,, خليني مع أمونا ,,, وأنا بخليها
تصير دبدوبه مثلي ,, و ترد مثل أول ,, و احسن ,,
غادرت الام ,, وبقيت دلال مع اماني الصامتة
دلال : اماني ,, انا عرفت كل شيء ,, جاسم بلغني
اماني ( بلا وعي ) : مات ,,, منصور مات ,, مات ,, مات!!
دلال ( مقاطعه ) : لالالالالا ,, منصور ما مات ,,, جاسم الاثول قالج
جذي بالغلط ,, هو ما قصد الي فهمتيه!
>ابتسمت اماني ,, ابتسامه شاحبة
اماني ( بصوت متعب ) : طيب وينه فيه؟؟
دلال : اماني ,, لا انا ولا جاسم ولا حتى منصور كان وده يصير الي صار
,, بس هذا قضاء الله ,, و المفروض علينا نسلم بالقضاء ,,
و تكمل : منصور له فوق الثلاث سنين مريض بـ اللوكيما ,, و جالس يتعالج
بلندن لان حالته متقدمة بالمرض ,, و له أسبوع بالمستشفى ,,
اماني ( تهمس بأسى ) : وليه ما قال لي ؟؟ ليه ما علمني؟!
دلال : والله ما ادري شاقولج ,, انا هذا الي عرفته ,, طولي بالج ان شاء
الله مافية الا العافية
اماني : هو بأي مستشفى؟
دلال : (( ويل بيك ))
نهضت اماني من الفراش ,,, رغم إرهاقها الواضح ,, ولم تمنعها توسلات
أمها لها بالراحة ,, و خافت الام أن تكون اماني قد جنت!!!!
ركبت اماني الاندرقراوند لتصل بسرعة إلى مشفى ويل بيك الذي يبعد قرابة
الساعتين ,,,
هاهي تصل ,,, و تدخل لتسأل عن المريض (( منصور..... ))
لتأتيها الصاعقه المدوية!!
الممرضه ( و ببرود انجليزي ): مسكين عانى كثيراً من المرض ,, وكان
بالعناية المركزة قبل ساعتين ,, أما الآن فقد (( تـــــــوفــــــى! ))
وكأن النيران قد اشتعلت في جسد اماني المنهك من السهر و هجر الأكل ,,
خرجت من المشفى هائمة على وجهها ,, لا تدري أين هي؟؟ من هي؟؟ لما هي
هنا؟؟
ظلت تائهة ,, مصعوقة ,, و الدموع قد تشنجت أو ربما جفت من حزنها و
حرقتها على منصور ,,,
هاهو يوم ثالث ,, بعد غيابه ,,
دلال : لا ما شاء الله احسن من أول وايد
اماني ( تفتح عينها ) : اسفه ,, تعبتكم معي
دلال : شدعوى ,, جم امونا عندنا؟!!
و تكمل : اماني ,, الي راح الله يرحمه ,, انت توج صغيره و العمر قدامج
,, حرام تضيعينه بالحزن ,, قومي و ارجعي امونا الحليوه الي الكل يحبها
,, ترى امج بعد زعلانه وايد لما عرفت القصه ,, و بنفس الوقت خايفه عليج
,, فكري فيها يا اماني ,,,,
ثم ذهبت دلال لحقيبة يدها ,,, أخرجت منها شريط ( كاسيت )
دلال : بالمستشفى قالوا لنا أن منصور ترك هالكاسيت ,, سجله قبل ما يموت
بيومين ,, و وصى ان محد يسمعه غيرك ,,,
و ذهبت دلال ,,,,,,,,,,
احضرت اماني الكاسيت ,, و وضعته بجهاز التسجيل ,,, ليأتيها صوت حبيبها
الراحل ,,
منصور ( بنبرة متكسرة و لسان ثقيل ) :
اماني ,,,, يا احلى اسم نطقه لساني ,,,,, واجمل انسانه شافتها عيني
,,,,
ادري ان عمري الافتراضي انتهى ,,,,, لكذا جالسه تسمعين الشريط ,,,,,
بغيت اقولك ,,,,, إذا من جد حبيتي منصور ,,, جففي دموعك ,, وعيشي حياتك
,, ابقي مثل منتي ,, اماني الي حبيتها,,,,, بجنونها بعنادها بصراحتها
,,, اماني الخجوله ,, اماني الدلوعه ,, اماني الواثقه من نفسها ,,,,
تأكدي اني عشت معك أيام عوضتني كثير من الي راح ,,,,,,,,
و سامحيني لو أخفيت عليك حقيقة مرضي ,,,,,,,, ما كان ودي تشفقين علي
بأي لحظه,,,,,,,,,
احبك ,,,, منصور
** ( الفصل الأخير ) **
انقضت الشهرين ,, و الأسرة بدأت بلملمت أغراضها استعداد للعودة لأرض
الوطن ,,,
و هاهو أسبوع كامل يمر على غياب منصور ,,, و اماني كما هي ,, جالسه فوق
السرير ,, ممسكة بالدمية الصغيرة التي لم تفتح غلافها بعد ,,,,,,
و ما بين لحظه و أخرى ,,, تعيد الاستماع إلى فيروز و هي تشدو ,,
(( بعدك على بالي ,,, يا قمر الحلوين ,,,,,
,,, يا زهره تشرين ,,, بعدك على بالي ,,,,, يا حلو يا مغروم ,,,,,, يا
حبق و منتوم ,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,, ))
اماني ( تغني ) : بعدك على بالي ,,, بعدك على بالي ,,,
ابتسام ( بصوت عالي ) : يووووووه ,,, بعدين معك يا اماني ,, اقول لك
وصلنا,, يالله قومي ,,, بتنامين بالطياره؟!!
تلفتت اماني ,, و ادركت أنها وصلت إلي لندن ,, و أنها طيلة الثمان
ساعات كانت تستعيد شريط الذكريات الذي لم يفارقها ,,,
نزلت اماني و أختها و أمها من الطائرة ,,, هاهو مطار هيثرو ,, لم
يتغير!
كان الأب في انتظارهم ,,, ركبوا السيارة إلى شقتهم ,, دخلت اماني ,, و
بسرعة البرق تذكرت شيء قديماً كانت قد احتفظت به بين الأثاث ,,, دخلت
غرفتها ,, و ذهبت لخزانه الملابس ,, و رفعت يدها للرف العلوي ,, لتتحسس
ذاك المحرم الورقي الملئ بالغبار ,,, أمسكت به ,, ونفضت غباره ,,
وقبلته!
بعد ساعات من الوصول ,,,
أم اماني : وين رايحه ؟؟
اماني : ابتمشى شوي و راجعه ,,,
خرجت اماني ,,, ذهبت لمكتبه الأهرام ,,, لتجد شاب عشريني يرتب الأرفف
اماني ( بتعجب ) : وين العم زاهر؟؟
الشاب : اهلين يا فندم ,,, العم زاهر ربنا افتكروه من خمس تشهر!
نكست اماني رأسها ,, وخرجت ,,
ذهبت إلى كوفنت قاردن ,,, وجدتها بلا طعم ولا رائحة ,,, فالبلدية نوّت
ان تهدم تلك المباني القديمة لإنشاء أخرى بروح جديده ,, باردة لا حياة
فيها!!
و سألت عن دلال ,,, فعلمت أنها غادرت منذ فتره ,, ولا يعلمون لها
عنوان!!
مرت من الريجنت بارك ,,,, و وقفت تتأمل بذاك الركن الذي كان منصور
واقفا فيه ,, تخيلته واقفا ,,, يلوح لها!!
(( ما أقساك يا لندن!! )) همسات أطلقتها اماني ,,
فالماضي قد افل بكل مافية ,, ولم تبقى سوى الذكرى ,, ورائحة الأماكن!!
,,,,, النهـــــايــة ,,,,,</font>
</p></font></font></strong></font>
مواقع النشر (المفضلة)