لماذا غابت قناتي أبو ظبي ودبي الرياضية

لماذا غابت قناتا دبي وابوظبي عن المونديال؟،احمد الشيخ: المشكلة في المبدأ
وليس في المبلغ

لماذا غابت كل من دبي الرياضية وابوظبي الرياضية عن بث مباريات كأس العالم؟ هل
يجوز لقناتين متخصصتين الغياب عن حدث بهذا الحجم ينتظره المشاهدون كل اربع
سنوات ويتابعونه بنهم وشغف بمن فيهم،
من ليست لهم علاقة بكرة القدم؟ هل يعود السبب في ذلك الى المبالغة في المقابل
المالي المطلوب من الشركة صاحبة حق التسويق، والقناتان غير قادرتين على دفع هذا
المقابل في حدث بهذا الحجم رغم دفعها لمبالغ اكبر في احداث اخرى؟
اسئلة كثيرة تدور في ذهن الجميع بسبب هذا الموقف الذي حرمهم من متابعة هذا
العرس العالمي، ذهبنا بها الى احمد الشيخ مدير قناة دبي الرياضية للاجابة عليها
وايضاح الحقيقة امام الرأي العام، ولان الرغبة ذاتها توفرت لدى اكثر من زميل
فقد تحولت المقابلة الى اشبه بمؤتمر صحافي كشف من خلالها احمد الشيخ بعضا من
النقاط التي كانت خافية عن الكثيرين، لكنها كانت كافية لدفعهم الى اتخاذ هذا
الموقف.
بداية لابد منها يقول احمد الشيخ: بداية وقبل كل شيء لابد وان اؤكد على اننا لم
نعلن مطلقا في اي وقت اننا سننقل مباريات كأس العالم، ولم نطلق لقب «قناة
المشاهير» على قناتنا من فراغ وانما انسجاما مع المرسوم الصادر بانشاء القناة
القاضي بنقل الرياضة المحلية ونجومها الى الخارج وليس العكس، مع امكانية نقل
الجيد من الخارج ولكن في حدود المستطاع. واضاف: اما فيما يتعلق بموضوعنا
الحالي، فقد اشترينا حق نقل مباريات مونديال فرنسا مع قنوات اخرى مقابل مليون
دولار، وعند التفاوض على المونديال الحالي في العام الماضي طلبت الشركة 10
ملايين دولار وكان بمقدورنا رفع الميزانية بهذا المبلغ الى الحكومة، لكننا كنا
مؤمنين بانه مبالغ فيه لانه لا يمكن ان ادفع في حدث واحد لمدة شهر 37 مليون
درهم خاصة والمردود منه تسويقيا بعد الدراسة ما كان يذكر بالقياس اليه.
معلومات مهمة واستطرد احمد الشيخ: وهذا العام وصلتنا معلومات من الشركة
الاميركية مالكة الحقوق ان دراستها التسويقية تضمنت الاشارة الى ان قناتي دبي
وابوظبي الرياضيتين تمثلان خطورة عليها بما توفرانه من مصداقية وعمل احترافي
وقوة في المعروض ولابد من تحجيم انتشارهما ومنحهما حق بث المونديال مقابل مبالغ
كبيرة مع الاشتراط عليهما بعدم خروج البث عن محيط الدولة لاي سبب من الاسباب
ولهذا طلبوا مبالغ تعجيزية وامام رفضنا خفضوا المبلغ الى 7 ملايين دولار من كل
قناة. ولكن رغم تخفيض المبلغ ظل رفض القناتين طبقا للاتفاق المبرم بينهما على
ان يتم التعامل معهما كوحدة واحدة تمثل دولة الامارات يمثلها في التفاوض احمد
علي البلوشي مدير مؤسسة الامارات للاعلام مثلما حدث في دورة كأس الخليج.
مبلغ واحد يقول احمد الشيخ: لو عرضوا مبلغا واحدا ونحن نتصرف بطريقتنا في
توفيره داخل البيت الواحد لواصلنا طريق التفاوض كما حدث في دورة كأس الخليج
وتعامل الشركة معنا على اننا نمثل دولة واحدة لكن حدث العكس واستفزاز من خلال
طلب مبالغ اخرى اقل ومتفاوتة من قنوات الدول الاخرى المجاورة واصروا على الفصل
بيننا لهذا رفضنا ان يتحكم شخص في مصير قنوات دولة حتى ولو كان المقابل الف
درهم فقط.
واكد احمد الشيخ ان الاموال متوفرة ولم يكن الخلاف الاساسي بالنسبة لهم على
المبالغ وانما على المبدأ واهمية احترام سيادة الدول، لاننا قنوات دولة لا نعمل
بهدف الربح وانما لايصال الخدمة للناس، وكانت لدينا موافقة من الحكومة على
المبلغ في حال المعاملة الحسنة التي لم نجدها نحن والاخرون والدليل ان تلفزيون
عمان هو الوحيد الذي يبث المونديال والسعودية تبث مباريات منتخبها فقط، بينما
البث في البحرين عن طريق «كيبل» باشتراكات ولا توجد قناة مفتوحة في العالم تبث
المونديال ولا اعتقد ان هناك قناة اكبر من «يورو اسبورت» التي تبث ارسالها
بجميع اللغات فلماذا لم تنقل المونديال؟
وما هو اخر مبلغ للتفاوض؟ اجاب مدير قناة دبي الرياضية: خفضوا المبلغ الى مليون
دولار من كل قناة وايضا رفضنا من منطلق المبدأ، لقد عرضت علينا شركات تحمل هذا
المبلغ وقدمت لنا طيران الامارات بتوجيهات من سمو الشيخ احمد بن سعيد مليون
دولار لوحدها لشراء حقوق النقل، لكننا صممنا على ارساء المبدأ، لقد ركضوا خلفنا
في كل مكان وحتى قبيل الافتتاح بساعات كان مندوبهم يتصل بي طالبا الاتصال برئيس
الشركة لتخفيض المبلغ والتفاهم تارة، وتارة اخرى لعرض دفع مبلغ نصف مليون دولار
اضافي لاثبات حسن النوايا، وكلها اساليب قوبلت بالرفض من جانبنا لرفضنا تدخل
شخص في سيادة دولة مهما كان حجمه، وعلى الجميع ادراك دروس التاريخ فكم شركة
افلست بسبب المونديال ورغبتهم في مص دماء المشاهدين وعلى الجميع ان يتأكدوا من
ان موقف الامارات لن يتغير الان وفي المستقبل، وعلى هذه الشركات الا تنسى ما
تنفقه في حجز الاقمار الصناعية والذي يكلفنا اكثر من هذه المبالغ.
تقدير الظروف واختتم احمد الشيخ شاكرا كل من تعاطف معهم من الجماهير من خلال
رسائلهم المختلفة، مؤكدا على الاخرين بتقدير المواقف ورفض تحويلنا الى ضحايا
للاستغلال ونحن قادرون على تعويضهم بما نملك من احداث تعد الاكبر في العالم،
وعلى الجميع ان يعوا بان لكل شيء سقفا وحدودا. واكد احمد الشيخ بانه على يقين
من ان موقفهم هذا سيدفع مثل هذه الشركات لاعادة حساباتها في المستقبل وتغيير
مفاهيمها والا ستجد منهم نفس المواقف لارساء المباديء.
بسبب «المونديال» قضية على دبي الرياضية
على الرغم من ان قناة دبي الرياضية لم تبث مباريات المونديال الا انها فوجئت
بالشركة الاميركية صاحبة حقوق التسويق ترفع عليها قضية لانها قدمت برنامج اسمه
«المونديال» معتبره ذلك تعديا على حقوقها، وقد استغرق امر ثنائها عن القضية
وقتا طويلا وجهدا كبيرا تدخلت فيه سفارات حتى تفهم الشركة انه مجرد اسم
للبرنامج وليس بثا للحدث.