الله يرحم امواتنا

<font color='#000000'>آه من الاحزان التي ليست لها آخر..والف آه من فقدان شخص عزيز وغالي عليك..

كان اعز اصدقائي.. واقرب المقربين اليّ.. وكانت روحاتنا وجياتنا ويا بعض.. بس القدر ما يعترف بكل هذا... ولأنه كان سمين بعض الشي.. كنت دائما امزح معاه وانكت على جسمه... بس كان يتقبل كل هذا بصدر رحب وعمره ما حمل الضغينة على احد..
وفجأة وبدون اي مقدمات.. وبينما كنا جالسين على الشاطئ اشتكى صديقي من آلام في بطنه... وبصراحة كان يصرخ من شدة الالم.. في البداية فكرنا انها الزايدة هي سبب الآلام...
وبعد ما ذهبنا به الى المستشفى اخبرنا الدكتور بأن سبب الآلام ليست الزايدة وانما اضطرابات عادية جدا لانه ربما تناول طعام انتهت ربما انتهت مدة صلاحيته..
ومع مرور الايام بدأت الآلام تزيد..لدرجة انه كلما أكل طعام تقيأ ورجّع كل الطعام الذي أكله...
صديقي هذا بدأ جسمه يضعف شيئا فشيئا... وصار لونه اصفر..
قرر والده ان يذهب به الى الخارج لعلى وعسى ان يكون هناك دواء يشفي ولده الوحيد..
اكتشف الاطباء في الخارج انه مصاب بسرطان الكبد... والاكيد ان هذا المرض يفتك بالكبد ويبيدها نهائيا يعني (لا مفر من الموت)... صدم الاب بما سمعه وبدأت دموع الفراق تنزل... حاول الاطباء في الخارج ان يفعلوا المستحيل لانقاذ حياة ابنه... فوصفوا له بعض المسكنات للابقاء على حياته...
وبعد ان رجعوا من الخارج تحسنت صحته واصبح احسن نوعا ما.. ففرحنا جمعيا لنهوضه من فراش المرض...
ولكن هيهات.. ما هي إلا ايام معدودة حتى رجع له المرض واشد من الاول..

ما الذي نستطيع ان نفعله حتى نساعد صديقنا من هزيمة ذلك المرض اللعين؟؟
كل ما نستطيع فعله هو الدعاء له في كل صلاة نصليها بالشفعاء...

في فجر يوم من الايام.. وبينما كنا راجعين من اداة صلاة الفجر جماعة... اذ بصرخات تخرج من بيت صديقي... اسرعنا لنعرف ما الذي حدث... لان الصرخات كانت تقشعر لها الابدان...
وعند وصولنا رأينا ما لم استطيع ان انساه ليومي هذا... صديقي نائم وابوه جالس بجانبه ودموعه تذزف دما... وامه تصرخ بكل ما آتت من قوة لفقدانها ابنها لوحيد والذي هو نائم ولا يستطيع احد ان يوقظه... ربما من شدة الصدمة اعتقدت انه كان نائما.. ولكن أينام الشخص وهو مفتوح العينين؟؟؟... لم استطيع ان اجيب على هذا السؤال في ذلك الوقت.. حاولت ان استعين بأي أحد ليجيبني على هذا السؤال.. بشرط ان يقول لي: نعم بعض البشر ينامون واعينهم مفتوحة!!!.. لا ادري ما الذي اقوله وما افعل.. تكاد الرؤية تصبح شبه معدومة بالنسبة لي لان دموعي رفضت التوقف لفراق اعز اصدقائي....
وبعد ان استوعبنا وعرفنا انه القدر.. وان كل نفس ذائقة الموت... رأيت تلك الجثة الهامدة تماما... أيعقل ان تكون هذه جثة صديقي؟؟.. لقد فتكه ذلك المرض وجعله ذو ملامح مختلفة.. اصبح لون اصفر وجسده نحيف لدرجه ان هيكله العظمي قد اصبح واضحا تماما... نعم انه صديقي الذي بالامس كنت امزح واضحك معه.. وها أنا اليوم ابكيه دما حسرة وحرقة عليه... فإلى جنة الخلد انشاء الله تعالى.. ومع النبيين والصديقين يا ابو الوليد...

توفي صديقي وكأنه كابوس قد مر في منامي... ولكن لا بد ان نؤمن بشيئا اسمه القدر... وان نعرف.. بأن كل نفس ذائقة الموت..

                 صديقكم البحار9  <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/heart19.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':hea:'></font>