<font color='#000000'>هذا الجزء الثالث من القصص القصيرة التي عايشتها بنفسي او سمعت عنها من اقرب المقربين لي...
<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'> 5 <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/devil.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':de:'>
في ليلة حالكة الظلام وفي وقت يكاد ان يكون متأخرا واطفالها لا يزالون نيام... طرق عليهم الباب.. استيقظت الام وذهبت مسرعة الى الباب لتعرف من هناك..
الأم: من الطارق؟؟
الطارق: انا فلان..
الأم: وما الذي تريده في هذا الوقت؟؟؟
الطارق: افتحي حتى اخبرك..
وما إن فتحت الام الباب حتى رأت الطارق وهو منهار كليا والدموع قد غسلت مقلتيه من شدة البكاء...
الأم: ماذا هناك وما الذي يبكيك يا فلان؟؟!!..
الطارق: زوجك عمل حادث ومات.....
وما ان سمعت ما قاله حتى وقعت على الارض من شدة الصدمة...
,,,,احضروا الجثة ودفنت وتم العزاء عليه....
الزوجة هناك لا تكف عن البكاء... واولادها الخمسة لا يزالون يفقهون شيئا من الامور الحياتية... يلعبون تارة ويبكون تارة اخرى...
مات الزوج ولم يترك وراءه سوى العبء الكبير الذي ما ان تنتهي الزوجة من اشهر العدة حتى تصارع الدنيا من اجل توفير لقة لاطعام اولادها الخمسة... اكبرهم لا يزال في المرحلة الابتدائية وبالتحديد في الصف الثاني الابتدائي.. واصغرهم لا يزال في بطن امهم وفي شهرها الثامن...
حاولت الزوجة في البداية اقناع اعمام الاولاد في اعطاءها مبلغ رمزي من المال لاولاد اخيهم الذي تركهم امانة في اعناقهم... ولكن للاسف كل مرة تذهب إليهم ترجع خائبة ودموعها تذرف حسرة وقهر...
قررت الام ان تتحمل مسوؤلية تربية الاولاد لوحدها وتصارع الدنيا وتثبت لاعمام الاولاد بأنها ليست في حاجة لهم وان الله سبحانه وتعالى سوف يتوالهم برحمته... يقول الله تعالى(فأما اليتيم فلا تقهر)..
تضحيات الامهات كثيرة وكبيرة والكل منا يعرف او سمع عن التضحيات التي قدمتها ولا تزال الامهات تقدمها من اجل عيون فلذات اكبادهن (الاولاد)..
وتضحية هذه الام واحدة من تلك التضحيات بل ربما تكون اكبر من كونها تضحية.. حرمت نفسها من اشياء كثيرة في سبيل توفير السعادة لاولادها الخمسة... ولانها كانت ذات جمال وسيرة طيبة... كان الكثير من الرجال يتمنون الزواج منها بعد ان توفي الزوج... لكنها كانت تفرض الجميع...
قررت الزوجة شراء ماكينة خياطة بعد ان باعت كل الذهب الذي لديها.. واشتغلت على تلك الماكينة.. ولانها كانت ماهرة في الخياطة النسائية كان اغلب النساء يأتون إليها.. ولانها كانت تؤمن بالقدر استطاعت ان تقف وتجابه الدنيا واهوالها من اجل فلذات اكبادها..
ومع مرور الايام كبر الاولاد واصحبوا من المتفوقين في دراستهم... تخرج الولد الاكبر من الثانوية العامة ولديه نسبة يستطيع الدخول بها الى الجامعة لكن قرر ان يشتغل ويضحي بالشهادة من اجل عيون امه التي كبرت واتعبها الزمان ومن اجل اخوانه الذين لا يزالون في دراستهم...
مرت الايام وكبروا الصغار وصاروا شبابا يستطيع الاعتماد عليهم... دخلوا الجامعات وتخرجوا منها وصارت لديهم مناصب محترمة... وهم الآن في احسن وارقى عيشة من اعمامهم الذين انكروهم وهم صغار وافتخروا بهم وهم كبار...
فتحية احترام وتقدير اقدمها عني وبالنيابة عنكم إلى تلك الأم المثالية في كل شي حتى في طريقة كلامها ومعاملتها مع الآخرين... فألف تحية إلى كل الامهات اللاتي يعرفن معنى الامومة...
قال اعز قائل(ومن يتقي الله يجعل له مخرجا)
وقال تعالى(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)
"""""" انتهت """""
<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/geek.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':gee:'> اخوكم البحار9 <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/geek.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':gee:'></font>
