بن دبي
01-07-03 ||, 02:47 PM
<font color='#000000'><span style='color:orangered'>من أمثال العرب
للعرب أمثال ضربت في مناسبات عديدة وسارت بينهم مثلا يضربه البعض للبعض الآخر لأخذ الدروس والعضات والعبر ، وكثير من الأمثال الدارجة في المجتمعات العربية تتشابه كثيرا مع أمثال العرب القديمة وتتشابه مع الأمثال المستخدمة في مجتمع عربي آخر بحكم الأصل الواحد والتاريخ والتراث المرتبط برابطة الدين واللغة .
تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه
هذا المثل من أقدم أمثال العرب وقد ذكر في مصادر أدبية كثيرة مثل " المثل في فصل المقال " والميداني وجمهرة العسكري وجمهرة إبن دريد والفاخر والشعر والشعراء والبيان والتبيين والعقد الفريد والوسيط والخزانة والعبدري ، ويقول الكسائي : الطوسي يشدد الدال ويقول المعدّيّ ينسبه إلى معدّ .
والمثل دارج في أكثر الأقطار العربية وبنفس النص والألفاظ ، مع وجود بعض التغيير في لفظة " المعيدي " حيث يوضع إسم لشخص آخر مشهور في ذلك الوسط فضرب به المثل لتشابه حاله وقصته بحال وقصة المعيدي .
وقصة المثل هي أن كُبَيْسَ بن جابر بن قطن تزوج بسبية لزرارة بن عدس الدارمي تسمى رشية ، فولدت له ثلاثة غلمان هم عمرا وذؤيبا وبرغوثا ، فمات كبيس وترعرعت الغلمة ، فسأل لقيط بن زرارة رشية عن أبو هؤلاء الغلمة فقالت : هو كبيس بن جابر ، وكان لقيط عدوا لكبيس فقال لها إذهبي بهم إلى ضمرة بن جابر وأخبريه من هم ففعلت رشية ذلك ولما سمع ضمرة قولها أخذ الغلمة وقال لها أرجعي إلى أهلك فرجعت إلى أهلها ولما سمع زرارة بالمر ركب فرسه وقصد بني نهشل وطلب منهم إرجاع الغلمة فرفضوا وسبوه وأهانوه ، فرجع إلى قومه ولما سأله عما حدث بينه وبينهم قال لهم بأنهم إستقبلوا إستقبال الأخ لأخيه واْبن العم لاْبن عمه ، وفعل ذلك سبع سنين ، حتى إذا مات زرارة قال ضمرة لقومه إنه قد مات حلم إخوتكم اليوم فاتقوهم بحقهم أي أرجعوا لهم الغلمة ، وقام ضمرة إلى نسائه وقال لهن : قمن أقسم بينكن الثقل ، وهو قول يدل على توقع الحرب والقتل الذي قد يحدث بين بني العم بسبب الغلمة أبناء كبيس ، وقام بإرسال نسوته إلى بعض أقاربه وأرسل أولاده شقة وشهاب مع أميهما إلى لقيط بن زرارة وقال له هؤلاء رهن بغلمانك حتى أرضيك منهم ، وأساء لقيط إلى بني ضمرة وأساء ولايتهم وجفاهم وأهانهم .
ثم أن بني نهشل طلبوا إلى المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة أن يطلبهم إلى لقيط ، وكان لقيط نديم للملك وصديقه الأقرب إلى قلبه ، فعرض عنهم الملك وبينما هو في جلسة تجمعه بلقيط أمر بخمر وطعام ، ثم دعا لقيط فأكلا وشربا حتى إذا أخذت الخمر فيهما مأخذها قال الملك للقيط : يا خير الفتيان ما تقول في رجل إختارك الليلة على ندامى مضر ؟ قال : وما أقول فيه ؟ أقول إنه لا يسألني الليلة شيئا إلاّ أعطيته غير الغلمة ، وعندما إستثنى الغلمة طلبه الملك بهم وقال لا أستثنس شيئا وألح عليه ، فأرسل لقيط إليهم فدفعهم إلى المنذر ، فلما أصبح وفاق من سكرته لامه أصحابه .
مرت الأيام ومات ضمرة فأرسل المنذر إلى الغلمة يطلبهم فجاءه بهم شقة بن ضمرة وقد سمع عنه ولم يره وكان يعجبه ما يبلغه عنه ، فلما دخل على المنذر ورآه قال المنذر : تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه فأرسلها مثلا ، فرد عليه شقة بقوله : أسعدك إلهك إن القوم ليسوا بجزر إنما يعيش المرء بأصغريه بقلبه ولسانه ، فأعجب الملك كلمه وسرَّه كل ما رأى منه فسماه ضمرة باسم أبيه وقربه إليه في مجلسه وأحله محل أبيه .</span></font>
للعرب أمثال ضربت في مناسبات عديدة وسارت بينهم مثلا يضربه البعض للبعض الآخر لأخذ الدروس والعضات والعبر ، وكثير من الأمثال الدارجة في المجتمعات العربية تتشابه كثيرا مع أمثال العرب القديمة وتتشابه مع الأمثال المستخدمة في مجتمع عربي آخر بحكم الأصل الواحد والتاريخ والتراث المرتبط برابطة الدين واللغة .
تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه
هذا المثل من أقدم أمثال العرب وقد ذكر في مصادر أدبية كثيرة مثل " المثل في فصل المقال " والميداني وجمهرة العسكري وجمهرة إبن دريد والفاخر والشعر والشعراء والبيان والتبيين والعقد الفريد والوسيط والخزانة والعبدري ، ويقول الكسائي : الطوسي يشدد الدال ويقول المعدّيّ ينسبه إلى معدّ .
والمثل دارج في أكثر الأقطار العربية وبنفس النص والألفاظ ، مع وجود بعض التغيير في لفظة " المعيدي " حيث يوضع إسم لشخص آخر مشهور في ذلك الوسط فضرب به المثل لتشابه حاله وقصته بحال وقصة المعيدي .
وقصة المثل هي أن كُبَيْسَ بن جابر بن قطن تزوج بسبية لزرارة بن عدس الدارمي تسمى رشية ، فولدت له ثلاثة غلمان هم عمرا وذؤيبا وبرغوثا ، فمات كبيس وترعرعت الغلمة ، فسأل لقيط بن زرارة رشية عن أبو هؤلاء الغلمة فقالت : هو كبيس بن جابر ، وكان لقيط عدوا لكبيس فقال لها إذهبي بهم إلى ضمرة بن جابر وأخبريه من هم ففعلت رشية ذلك ولما سمع ضمرة قولها أخذ الغلمة وقال لها أرجعي إلى أهلك فرجعت إلى أهلها ولما سمع زرارة بالمر ركب فرسه وقصد بني نهشل وطلب منهم إرجاع الغلمة فرفضوا وسبوه وأهانوه ، فرجع إلى قومه ولما سأله عما حدث بينه وبينهم قال لهم بأنهم إستقبلوا إستقبال الأخ لأخيه واْبن العم لاْبن عمه ، وفعل ذلك سبع سنين ، حتى إذا مات زرارة قال ضمرة لقومه إنه قد مات حلم إخوتكم اليوم فاتقوهم بحقهم أي أرجعوا لهم الغلمة ، وقام ضمرة إلى نسائه وقال لهن : قمن أقسم بينكن الثقل ، وهو قول يدل على توقع الحرب والقتل الذي قد يحدث بين بني العم بسبب الغلمة أبناء كبيس ، وقام بإرسال نسوته إلى بعض أقاربه وأرسل أولاده شقة وشهاب مع أميهما إلى لقيط بن زرارة وقال له هؤلاء رهن بغلمانك حتى أرضيك منهم ، وأساء لقيط إلى بني ضمرة وأساء ولايتهم وجفاهم وأهانهم .
ثم أن بني نهشل طلبوا إلى المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة أن يطلبهم إلى لقيط ، وكان لقيط نديم للملك وصديقه الأقرب إلى قلبه ، فعرض عنهم الملك وبينما هو في جلسة تجمعه بلقيط أمر بخمر وطعام ، ثم دعا لقيط فأكلا وشربا حتى إذا أخذت الخمر فيهما مأخذها قال الملك للقيط : يا خير الفتيان ما تقول في رجل إختارك الليلة على ندامى مضر ؟ قال : وما أقول فيه ؟ أقول إنه لا يسألني الليلة شيئا إلاّ أعطيته غير الغلمة ، وعندما إستثنى الغلمة طلبه الملك بهم وقال لا أستثنس شيئا وألح عليه ، فأرسل لقيط إليهم فدفعهم إلى المنذر ، فلما أصبح وفاق من سكرته لامه أصحابه .
مرت الأيام ومات ضمرة فأرسل المنذر إلى الغلمة يطلبهم فجاءه بهم شقة بن ضمرة وقد سمع عنه ولم يره وكان يعجبه ما يبلغه عنه ، فلما دخل على المنذر ورآه قال المنذر : تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه فأرسلها مثلا ، فرد عليه شقة بقوله : أسعدك إلهك إن القوم ليسوا بجزر إنما يعيش المرء بأصغريه بقلبه ولسانه ، فأعجب الملك كلمه وسرَّه كل ما رأى منه فسماه ضمرة باسم أبيه وقربه إليه في مجلسه وأحله محل أبيه .</span></font>