المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سيرة أعلام الخليج والجزيرة والإمارات



بن دبي
19-06-03 ||, 09:25 PM
<font color='#000000'><span style='color:purple'>من سيرة أعلام الخليج والجزيرة والإمارات العربية المتحدة
أحمد بن سلطان بن سليم
هو أحمد بن سلطان بن أحمد بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سليم الفلاسي الياسي ، من مواليد إمارة دبي حوالي عام 1899 ميلادية وأسرته أسرة علم وتجارة ومن العوائل المعروفة في دولة الإمارات العربية المتحدة وينتمي إليها العديد من أعلامها ورجالاتها ، وينتمي من ناحية الأم إلى أسرة الأشراف الهاشميين .
وأحمد بن سلطان بن سليم ، أحد أبرز شخصيات وأعلام إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة والخليج والوطن العربي ، سياسي من الطراز الأول ، وشاعر وأديب أثرى الساحة الأدبية الخليجية والعربية بالكثير من القصائد والأشعار المليئة بالمعاني والمواعظ والحكم وفي مختلف أغراض الشعر كالغزل والحماسة والمدح والمشاكاة وغيرها من أغراض الشعر .
وهو بالإضافة إلى كل ذلك مؤرخ على إطلاع واسع بتاريخ الإمارات ومنطقة الخليج ، بل إمتد علمه ليشمل الكثير من الأقطار العربية والبلدان الأجنبية كالهند وباكستان وإيران وبعض بلدان أوربا ، وذلك من سعة علمه وإطلاعه وسفراته إلى الخارج وقراءته للأسفار والكتب والمجلات التي تصل إلى المنطقة وأكثرها كان مشتركا فيها وتصل إليه بشكل دوري ومنتظم .
المتعلم والتاجر :
يعد أحمد بن سليم من رجال الرعيل الأول من بناة هذا البلد وحملة راية النهضة والثقافة فيه ، فقد تلقى علومه على يد الأساتذة النجديين من آل المبارك في مدرسة الفلاح الأولى التي أسسها الشيخ راشد بن مكتوم آل مكتوم حاكم دبي (1886-1894) في منطقة الرأس بديرة والتي خفت بريقها بظهور المدرسة الأحمدية التي أسسها الشيخ أحمد بن محمد بن دلموك قرب موقع المدرسة السابقة ونقل مدرسيها من آل المبارك إليها ، فاْنتقل إليها أحمد بن سليم والكثير من طلاب مدرسة الفلاح ، وما أن نال نصيبه من التعليم حتى عمل إلى جانب والده رحمه الله في التجارة ، واْستغل وجود تجارة والده وبعض تجار دبي في الهند فمسك إدارة أعمالهم هناك ، فسافر إلى الهند في بدايات الثلاثينات وتعلم اللغة الإنجليزية هناك ودرس بعض العلوم التي تدرس في مدارس الهند وجامعاتها على يد بعض طلاب هذه المدارس والجامعات من أهل دبي والإمارات .
وفي منتصف الثلاثينيات عاد إلى دبي بعد أن بقي حوالي الخمس سنوات ولزم تجارة أسرته في دبي ، وكان أحد المقربين من الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم (1880-1942) أحد رجالات دبي المعدودين في مجال السياسة والأدب والتاريخ ، والذي تربطه به صلة نسب وقرابة حيث إن أخاه الشيخ سهيل بن راشد إبن عمته .
المؤرخ .
لأحمد بن سليم العديد من الكتابات والمؤلفات التي ألفها في حياته والتي للأسف فُقد أكثرها ولم يتم العثور عليها سوى إحتفاظ البعض ببعض الأوراق والكتابات التي كتبها وقيامهم بنشرها بين الفينة والأُخرى من خلال مقالات صحفية أو نشرها في الكتب التوثيقية والإشارة إلى كون أحمد بن سليم مصدرها وكاتبها ، والقول بوجود الجزء الأكبر من كتاباته وبحوثه الأدبية والتاريخية لدى أشخاص يؤثرونها لأنفسهم وينقلون عنها دون الإشارة إليه كمصدر لمعلوماتهم ، ومن مؤلفاته كتابا مفصلا عن تاريخ الإمارات والخليج تعود تواريخه وأحداثه إلى أكثر من ثلاثمائة سنة تقريبا ، ولكنه وللأسف إستأثر به أحدهم ولم ينشره كما هو بل عمد إلى نشر بعض ما جاء فيه دون الإشارة إلى مصدره .
وقد نقل عنه الكثير من الكتاب والمؤرخين الذين عاصروه وحادثوه فأخبرهم بما يرغبون بمعرفته ، ومن هؤلاء الأستاذ حمد بن خليفة بوشهاب والأستاذ عبدالغفار حسين والأستاذ فالح حنظل والأستاذ عمران العويس والمؤرخ والباحث الكبير سيف بن شملان من مؤرخي الكويت والكثير الكثير من الكتاب والمؤرخين في دولة الإمارات والخليج العربي والوطن العربي من صحفيي ومبعوثي الصحف العربية التي غطت تاريخ المنطقة من خلال جولاتها الصحفية ولقاءاتها الشخصية مع أدباء ومؤرخي المنطقة منذ بدايات النصف الثاني من القرن العشرين ، والتقوا بإبن سليم وأخذوا منه بعض معلوماتهم .
الأديب والشاعر :
لأحمد بن سليم الكثير من القصائد والأشعر ، بعضها وثق ودون ، وبعضها الآخر يحفظه البعض من رجالات دبي كبيري السن والحفاظ ، وتمتاز أشعار بحسن السبك ، والجزالة والقوة اللفظية وإنتقاء العبارات والكلمات ذات المدلاولات الكبيرة والواسعة ، يختار من بحور الشعر أحلى درره وجواهره ، ومن الألفاظ أعذبها وأرقها واكثرها دلالة وتعبيرا عن مشاعره ، وقد شهد له كبار فطاحل الأدب بذلك ، وإمتازت أشعاره أيضا بالتنوع بين الغزل والحماسة والقصائد الوطنية والإجتماعية والسياسية ، وقصائد الحكم والمواعظ ، والقصائد التصويرية والتوثيقية التي ذكر فيها التواريخ والأحداث وعلوم النسب وعلوم الرجال ، ولقد سخر الله لشعر ولهذه الشخصية البارزة رجلا إنبرى في الساحة الثقافية ليجمع سيرة هذه الشخصية وشعره ، وهو أستاذنا العظيم إبراهيم محمد بوملحة .
نظم أحمد بن سليم شعره بالفصحى والعامية ، وبرع في الشعر النبطي فخلب الألباب وأسر العارفين وعشاق الشعر النبطي بقصائده ، لما تحتويه من معاني غزيرة ومفاهيم عميقة ، وأساليب وفنون شعرية وأدبية كثيرة ، وعف في أشعاره عن الفاحش من القول والمعنى ، وإبتعد عن الذم والهجاء في الأشخاص بذاتهم وشخصهم ، وكانت أشعاره وقصائده في الوعظ والنصيحة وأبيات حكمه والمواعظ يسردها للناس عامة لا يخص بها شخصا دون آخر .
ولعل من أعذب قصائده وأشعارعا التي لاتزال الذاكرة تختزنها لدى الكثيرين من رجالات دبي وحفاظ وعشاق الشعر تلك القصيدة التي كتبها في أول أيام نفيه في الهند في يوم 15 رمضان عام 1357 هجرية ، ولم يكن قد مكث فيها أيام وقد شاجه الحنين والشوق إلى بلدته دبي ، ومطلع القصيدة :
في شامخ خضر حيابـه غالي ملـثم بالسحـب دوم
دور السنة وفرت عشابه يضفي عليه ابسبعة ارقـوم
وله قصيدة أخرى يصف فيها لوعة الفراق والبعد عن الوطن ومطلعها :
من زود ما بي نحت من ضيج ابجي ودمـع العـين سجـاب
والقلـب مـن نـار التوهيـج سكران في غـي الهـوى ذاب
وله قصيدة أخرى قالها مادحا بلدته دبي وأهلها ، وذلك حين بلغه ما جرى للشاعر الشيخ عبدالرحمن بن علي أل مبارك أحد علماء الإحساء ومدرسي المدرسة الأحمدية بدبي ، وبعض أهالي جميرا حين قام الأخير بالإتفاق مع الشاعر على أن يبيعه حصيلته من اللؤلؤ وذلك قبل إنتهاء موسم الغوص ، وحين أقفل الغاصة والطواويش وإنتهى الموسم قام ذلك الرجل بعرض حصيلته من اللؤلؤ على أحد الطواويش ويساومه على السعر وحز ذلك في قلب الشيخ عبدالرحمن وآلمه ما رأى من فعل ذلك الرجل فأنشد فيه قصيدة يشكو فيها حاله مع ذلك الرجل وما أتاه من أهل هذه البلدة ولولا أن زوجته منهم لترك البلدة وعاد قافلا إلى موطنه في الإحساء ، وما ان بلغت أبيات قصيدته إلى مسامع شاعرنا المغترب عن الوطن حتى هاجز قريحته الشعرية وأنشد الأبيات التي مطلعها :
ياهبوب الغرب يا شافي فيك من لوطان رياهـا
يبت لي من عقب لهيافي الحياة اللي نضب ماهـا
ما أن إنتهي الشاعر إبن سليم من قصيدته هذه حتى بعثها بيد مبلغه قصيدة ذلك الشاعر الذي ما أن وصلته قصيدة إبن سليم حتى بعث إليه بقصيدة إعتذار ، إعتذر فيها لإبن سليم وأهل دبي عما قاله فيهم .
وله قصيدة في صقر له يسمى دغاش مات أثناء ما كان في رحلة قنص بمعية الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم وبعض أصحاب في أطراف دبي ، وكان صقره يطار طريدة فتصدى له صقر شامي يعود لعبدالله البدور الذي كان ينقص في نفس الموقع بمعية سعيد بن حمدان بن دلموك وبعض أصحابهم ، فأرسل لهما بهذه القصيدة طالبا تعويضه عن طيرهالمفقود الذي قتله طيرهما والقصيدة هذه مطلعها :
يـا سايـر عنـا ابــرد السلامــي
مـن فـوق شملول من الهين علجـوم
بـزلا كظـوم طـوّح ابهـا مشامـي
لا جادهــا سـير ولابدهـا لـــوم
وله في شعر الحكم والمواعظ قصائد كثيرة نذكر منها هذه القصيدة التي يذكر بها الشباب والصبا وكيف إن هذه المرحلة تنقضي سريعا وعلى المرء أن يستغلها خير إستغلال لما فيه خيره وصلاحه مشبها الشباب كقر منيف يأتي عليه الدهر بععاول الهدم والتغيير فيجعله أطلالا ، والقصيدة مطلعها :
قصر امعود بالخرابـي كل من بناه الدهـر هـدم
آزم على روس الروابي وان ياد فيه الحظ مــازم
وقد حازت القصائد الغزلية المكان الأوسع بين قصائده ، ومنها قصيدته التي يصف بها حالته حينما دخلت عليه محبوبته وهو يصلي وسلمت وكان وقتها مشغولا بصلاته وما أن أنتهى منها حتى وجه ناظره صوبها وما أن وقعت عيناه بعينيها حتى ذهب عقله وذاب فؤاده فأنشد قصيدته الرائعة هذه مطلعها :
يا الزين لي غيب ثباته بالعون حاله ما رحمتـه
ياللو تعرض لعثراتـه من جان ليلي ما سهرته
سلمت وهوه في صلاته وابرحت عقلي ما ملكته
وله قصيدة غزلية أخرى يصف حالته الصعبة مع حبيبته لصديقه المقرب الشاعر أحمد بن فاضل المزروعي طالبا منه المشورة والسلوى والتي يقول في مطلعها :
يافتـــاة الحـي لبعـيدي حيل بين الطير ووروده
صار هذا الدهر نمريــدي إعثرو به زاغـت الفوده
لو صفى ما ضيه بمزيـدي لو عطا من عين ميهوده

وأكثر شعر الشاعر أحمد بن سلطان بن سليم جمعه ووثقه المرحوم حمد خليفة بوشهاب في كتابه الرائع والخالد " تراثنا من الشعر الشعبي " .
المناصب الإدارية :
في 24 شوال عام 1357 هجرية الموافق للعام 1938 ميلادية ، تم تشكيل أول مجلس بلدي إستشاري في دبي برآسة حاكم دبي الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم (1912-1958) وإدارة الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم ، فعين أحمد بن سليم أمين السر ومقرر الجلسات في هذا المجلس ، وكان مستشارا للشيخ مانع بن راشد ، وشارك مشاركة فعالة وبناءة في الكثير من الأحداث والوقائع التي مرت بها دبي في النصف الأول من القرن العشرين .
إشتهر أحمد بن سليم كصنوه الشيخ مانع بالمواقف الوطنية ، وقصائده وأشعاره الملتهبة بالحماسة والفخر بالغروبة والإسلام خير دليل ، وكان يؤلب الناس على الإستعمار وقد شهدت له المنابر في إمارات الخليج ومنابر الهند العديد من الخطب والقصائد الملتهبة مما أثار حفيظة الإنجليز عليه فنفوه إلى الهند وذلك في بدايات العام 1939 ميلادية ، وعاد إلى دبي في العام 1947 ميلادية وأمسكه الشيخ راشد بن سعيد إدارة جمارك دبي إلى العام 1973 م ، حيث أصبح وزيرا للدول للشؤون المالية في التشكيل الوزاري الذي أعلن في ذلك العام ، وقد كان لاْبن سليم دور كبير وبارز في بناء دولة الإتحاد وكان أحد سفراء ومقربي وجهات النظر بين حكام الإمارات وخاصة بين الشقيقين الحميمين صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ونائبه الشيخ راشد بن سعيد حاكم دبي رحمه الله .
الإعلامي والمذيع :
عمل أحمد بن سليم أثناء بقائه في الهند مذيعا في القسم العربي في إذاعة الهند التي تبث إرسالها من مدينة دلهي الهندية ، وإستغل الحرية السياسية والصحفية والإعلامية التي تنتهجها الحكومة البريطانية في الهند وقام ببث البرامج والخطب والقصائد الملتهبة التي أججت قلوب عرب الخليج والمحيط حمية وإصرار على نبذ الإستعمار والنهوض في وجهه ، وظل مذيعا في هذه الإذاعة قرابة الخمسة عشرة سنة ، ومن ثم سمح له الإنجليز بالعودة إلى دبي بعد توسط الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائب حاكم دبي آنذاك ، فعاد في نهايات العام 1947 ميلادية .
دخل أحمد بن سليم في معترك الحياة الإجتماعية والثقافية والإدارية والسياسية في دبي ، وتقلد العديد من المناصب في حياته ، حيث مسك أول منصب رئيس بلدية في إمارة دبي ، وكان ذلك عام 1950 ميلادية ، ومن ثم عين في منصب مدير عام الجمارك في دبي وذلك في العام 1956 ميلادية وبقي في منصبه هذا إلى العام 1973 ميلادية حيث إنتقاله منصبه الجديد في أول تشكيل وزاري في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث وكلت له حقيبة وزارة الدولة للشؤون المالية والإقتصاد وقد ظل في هذا المنصب إلى أن توفاه الله في العام 1976 ميلادية .
الأب والمربي :
خلّف أحمد بن سليم من الذرية بنت وثلاثة أولاد هم سلطان وهو الأكبر ويشغل حاليا منصب رئيس مؤسسة والموانئ والجمارك والمناطق الحرة بدبي ، ومحمد وهو بطل راليات الشرق الأوسط الشهير ، وخالد مدير دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي .
وفاته :
توفي المرحوم أحمد بن سليم في الهند في يوم الجمعة الموافق 29 أكتوبر عام 1976 ميلادية ونقل جثمانه الطاهر إلى مسقط رأسه دبي ، وإستقبلت جثمانه الجماهير الغفيرة من أهالي دبي والإمارات التي أمت مطار دبي من كل حدب وصوب ، تقدمتهم كبار الشخصيات من الشيوخ والوزراء وشخصيات البلاد ، وبعد الصلاة عليه شيع إلى مثواه الأخير ودفن في مقابر القصيص بإمارة دبي ، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن أهله ووطنة خير الجزاء ، وعوضنا خيراً في أولاده الذين ساروا على نهجه وتتبعوا خطاه في خدمة وطنهم ومواطنيهم .</span>

<span style='color:royalblue'>تابعوا الصفحة الخاصة بالتاريخ و التراث التي يقوم بأعدادها مجموعة من أعضاء الواحات في ( بيان2 ) الصفحة الثالثة كل يوم خميس على جريدة البيان.
هذا الموضوع نشر في العدد الأول بتاريخ 19 - 06 - 2003
للمساهمة في الأعداد يرجى ارسال الموضوع على البريد الالكتروني
torath@bindubai.com
قبل نشرها في الواحات مع مراعاة ذكر المصدر ....</span></font>

قلب زايد
29-06-03 ||, 01:10 AM
<font color='#48CCCD'>هلا والله
تسلم اخويه ع الموضوع <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/blush.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':b:'> &nbsp;ويعطيك العافيه<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/blush.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':b:'></font>