بن دبي
20-05-03 ||, 11:57 AM
<font color='#000000'>بسم الله الرحمن الرحيم
معاً ...في طريق الأمل
أشعلت الأنوار ، دقت الطبول ، تكاثر المدعوون ، امتزجت الأصوات ،وأصبحوا كخلية نحل ..وضعتُ يدي على خدي متنهداً ،انظر إليهم أعرفهم ،ولا أعرفهم معظمهم من كبار التجار ، ولهم مكانة مرموقة في خضم الحياة الاقتصادية ،و القليل منهم من معارف العروس بسطاء المعيشة .
فاجأني أخي الأكبر بصوته : هيا اعتدل سوف تأتي العروس ... أنصحك بحسن التصرف .
هذه أوامر جديدة بعد إجباري قسراً ،وقهراً على هذا الزواج التعِس .لا أستطيع مواجهة هذه الأوامر بالعصيان والتمرد ؛لأنني أحب أخي حباً شديداً ، إنه أكثر من حب الأب لابنه والمرضعة لفطيمها ،لعب دور الأب ،والأم ،والأخ ،والأخت،رباني ،دللني فلم أشعر بفقدان أبي ورحيله عن الدنيا ،لا بفقدان حنان أمي عند زواجها بآخر ،كلهم رحلوا مع الرياح فلا أثر لهم ،ولا همس ، هربت من الوحدة خوفاً منها ،وجدت شركاً ويا له من شريك لازمني ، وسيلزمني حتى الموت ،وقعت في هاويته ، وأنا لا أدري ..واصطاد تني أحباله الخفية ، وأنا لا أدري ..أدمنت عليه ، وأنا لا أدري ، كنت فريسته ، وأنا لا أدري سربت من سمه فحسبته عسلاً ،وأنا لا أدري ..أتخطئ النحلة طعم العسل ؟..لا أدري .
هاهي العروس ، وصلت ..أخيراً تعبت من الوقوف انتظرها .دخلت بفستانها الأبيض حاملة بين كفيها باقة وردٍ حمراء ، والشموع من خلفها .غاب عقلي بعيداً .لم كل هذا !!ليتها ارتدت أسود في أسود .يقولون الزواج قفص ذهبي لكنني أخالفهم بقولي إنه سجن حديدي يكبدني بأغلال متينة ،أكره النساء حين يقلنّ (هات)..(هات) ..كما تقول زوجة أخي إنها لا تهتم إلا بالموضة ، وآخر صيحاتها أتعجب من قدرة أخي على احتمال تطاولها ، لو كنت مكانه لأنهيتها من حياتي ،تصبغ وجهها بألوان المهرجين ، وتثرثر مع صديقاتها .آه إنها تجلس بقربي بهدوء تام ،ألتفتت نحوي ،ولكنني تجاهلتها تماماً وظنت بأنني خجل منها _كما أعتقد – عيون الحاضرين شاخصة في اتجاه واحد إلام ينظرون ؟؟إلى العروس ....العروس ؟! إنها فتاة بسيطة ، وعادية أبوها مزارع فقير ، أنا متأكد بأن ذلك العجوز طامع في ثروتي ، ولا أستبعدها رسم خطة مدبرة للقضاء عليّ ، ولكني سأدمر تلك الخطة والمؤامرة ستبوء بالفشل الذريع .
أعادني همس أخي إلى أرض الواقع : إنها جميلة أنظر إليها .
قلت :بل إنها أقبح ما رأيت .
قرصني بقوة : اصمت ربما تسمعك
همتّ بقول الكثير لكنه أسكتني بقوله : لن نتجادل في أمر قد حسم.
حمدتُ الله على انتهاء هذه الحفلة المملة ؛ لأنني ضقت ذرعاً ، ولم أعد احتمل هذا الصداع ، ولا هذا الألم الفظيع . ركبت السيارة الفخمة لحقت بي بعد وداع طويل مع والدها ، ولو كان باستطاعتي لقلت له : إنها لك ...لا أريدها ، ولكن أخي لم يتركني لحظة إلا وذكرني بتلك الأوامر إنها زوجتك ..عاملها بالمعروف ، وكأنها أسطوانات يرددها من أول الحفل إلى آخره لقد حفظتها كما لم أحفظ النشيد الوطني .
وصلت إلى (الفيلا) التي اشتراها أخي كهدية زفاف ، ترجلت من السيارة بسرعة ، وتركتها تنزل بفستانها الثقيل ، توجهت إلى المطبخ لأشرب زجاجة خمرٍ ،وسكبت الكأس تلو الآخر ؛لتخفيف هذا الصداع الحاد ، وجدتني في حالة سكر ٍ ، ثار جنون غضبي عندما رمت الزجاجة خارجاً قذفتها بأقبح النعات ،ولطمتها بأقوى اللطمات .
ركضت إلى غرفتي ،وأقفلت الباب . اتجهت مباشرة إلى مهدئي ، وألصقت الإبرة في ذراعي ،وأفرغتها كلها في جسدي ؛ لتتغلغل إلى جميع أعضائي ، وبعد لحظات هدأت روحي الثائرة ، وارتميت على السرير ،ورحت في سبات عميق .
أشرقت الشمس من جديد ، وأرسلت أشعتها تدغدغني فأجبرتني على النهوض كما أجبرتني نفسي على البحث عنها ، اتجهت إلى المطبخ فلم أجد أحداً، اعتقدت بأنها رجعت إلى والدها تبكي ...هذا أفضل ..تجولت بنظري في كل مكان فوجئت بها نائمة على الأريكة بفستانها الأبيض .
لم أستطع منع نفسي من الاقتراب منها ، تأملتها شبراً ..شبراً لمست خدها المبلل بالدموع ، كم هي جميلة وفاتنة ؟! يا لحماقتي لم اندم على شرب مسكر ، ولا على تعاطي المخدرات كما ندمت على صفعاتي المؤلمة لها ، سرعان ما نهضت مفزعة قلت متأسفاً : أنا آسف لما حصل في البارحة .
جاء صوتها الرقيق : أفهم حالتك .
قلت بصوت مازحٍ : أنا جائع ..أحضري لي فطوراً .
رن جرس الهاتف جاء صوته غاضباً : لماذا فعلت ذلك ؟ إنها فتاة مسكينة تشتمها ثم تضربها و...
صمت فأكملت عنه : واعتذرت منها .قال: لقد وعدتني بترك المسكر وخبيت كل آمالي في وعودك ، كنت أعتقد بأنك رجل يعتمد عليه ، تساندني في أعمال الشركة ولكنك دمرت كل طموحاتي .قلت في ندم : لا تغضب أعدك بترك..
فقاطعني في حدة : تعدني وعد النفاق ..حاولت أن أمشي معك خطوة ..خطوة ؛ لهجر ذلك السم القاتل . ولكنك لم تترك المسكر لكي تترك المخدر .
قلت في دهشة : إذا ً ...أنت تعلم .
قال : نعم ....فلا تحسب بأنني غافل عنك أن لم تنته ؛لأخبر الشرطة فهم يستطيعون التعامل مع المجرم مثلك ..وأغلق الخط .
إنه يعلم بكل شيء بالتأكيد أخبرها عن حالتي ، دفنت وجهي بين كفيّ حاولت ، وحاولت أن أترك ذلك المخدر ؛ ولكن لا فائدة ترجى من محاولاتي ..لا أمتلك العزيمة ، الإرادة ، لتخلص من شباك الموت الأبيض ، تأملت ذراعي المشوهة وقد انتشرت فيعا بقع سوداء مستديرة ،لمستها يد حريرية ، وقالت صاحبتها : تستطيع هجره .
قلت بصوت طواه اليأس : لا أستطيع ..إنني ضعيف .
قالت : ليس كذلك ندمك يدل على خطوة حسنة ، وتمسكك بالله سيجعلك قوياً أمام كل الصعوبات .
أَيقظت الإيمان في قلبي ، رفرف الأمل سمائي ، أنبتت زهرة في أرضي القاحلة ، سقتها بكلامها الحلو، وساندتني بنظراتها ، وابتسامتها ،ولمساتها الرقيقة .
دخلت عليها ترتب ملابسها فسألتها : أتنامين في غرفة أخرى ؟
قالت : نعم ..في الوقت الحالي فقط .
كانت أولى الخطوات في طريق الأمل هي المواظبة على الصلاة ، وقراءة القرآن امتثلت لأوامرها بدون نقاش ، كعبد تحت إمرة سلطانه ، تقوى قلبي ، وملئ وجداني بمشاعر القوة والعزيمة الصادقة .. والآن بعد هذا التمهيد أستطيع هجره والقضاء عليه .
هطل المطر بغزارة في ذلك اليوم الشتوي تقلبت على فراشي يميناً وشمالاً أشعر بوخز في صدري ،جفاف في حلقي ،خرجت أشرب ماءً لعل شرب الماء يخفف من هذا الألم ،فجأة توقفت لسماع صوت يبكي ..إنها هي ..سألتها : لماذا تبكين ؟؟لم تجاوبني فقلت : أتخافين من صوت الرعد ! كثير ما سمعت عن النساء الضعيفات اللواتي يخفنّ من الرعد ، والبرق في الأفلام .ما دمت معك فلا خوف أبداً ،فجأة لم يقو لساني على إكمال حديثي فقد شعرت بجسدي يرتعش ،فأخذت أهشمه محاولاً تخفيف هذا الألم الفظيع .شعرت بالحاجة الماسة لذاك المخدر فركضت إلى غرفتي أبتغيه ، ولكنها سبقتني ، وأقفلت باب غرفتها عليّ
صرخت بجنون : سأموت ...سأموت ..
قالت من خلف الباب : اصبر واحتمل ...إنها الخطوة الأولى ؛لتخلص منه ، فتخطاها .
زلزلت كل شيء أجده أمامي جعلت غرفتها خراباً ، ودماراً فلم أبق على شيء إلا ودمرته ، فسقطت أرضاً وقد خارت قوايّ .
أحسست بلمسات يد رقيقة كرقة النسيم على شعري ووجهي فتحت عينيّ، لأراها أمامي بعينين قلقتين ابتسمت لها :أشعر بتحسن .
قالت : إذاً انهض لتصلي ... ستجد الفطور بانتظارك ، وبعدها سنزور مكاناً قد يكون غريباً عنك . ولكنه سيزيد في نفسك إيماناً ، وتصميماً على هجر المخدر .
قلت :إلى أين ؟
قالت :لا ...تسأل .
تولت القيادة ، وركبتُ في المقعد المجاور ، أغمضت عيني فكرت بأخي . مر أسبوع بل ثلاثة أسابيع ، ولم يزرني أو حتى يتصل بي إنه مازال غاضباً مني ، في هذا الوقت بالذات أنا في أمس الحاجة إلى تشجيعه ،ومساندته لي ،فالخطوة التالية ستكون أصعب وأشعر بالخوف الشديد من إخفاقي ، وفشلي والوقوع مرة أخرى في الهاوية ...لا ...لأ كيف أنساها ، وأنسى جهودها الجبارة ، وبدأتُ أخطي خطوات النجاح ،وهي لا تتركني لحظة إلا تؤازرني ، وتشجعني بكلامها ،و صوتها عند قراءة القرآن ، ولكنني مازلت أحتاج ..
اختكم لؤلؤة العرب</font>
معاً ...في طريق الأمل
أشعلت الأنوار ، دقت الطبول ، تكاثر المدعوون ، امتزجت الأصوات ،وأصبحوا كخلية نحل ..وضعتُ يدي على خدي متنهداً ،انظر إليهم أعرفهم ،ولا أعرفهم معظمهم من كبار التجار ، ولهم مكانة مرموقة في خضم الحياة الاقتصادية ،و القليل منهم من معارف العروس بسطاء المعيشة .
فاجأني أخي الأكبر بصوته : هيا اعتدل سوف تأتي العروس ... أنصحك بحسن التصرف .
هذه أوامر جديدة بعد إجباري قسراً ،وقهراً على هذا الزواج التعِس .لا أستطيع مواجهة هذه الأوامر بالعصيان والتمرد ؛لأنني أحب أخي حباً شديداً ، إنه أكثر من حب الأب لابنه والمرضعة لفطيمها ،لعب دور الأب ،والأم ،والأخ ،والأخت،رباني ،دللني فلم أشعر بفقدان أبي ورحيله عن الدنيا ،لا بفقدان حنان أمي عند زواجها بآخر ،كلهم رحلوا مع الرياح فلا أثر لهم ،ولا همس ، هربت من الوحدة خوفاً منها ،وجدت شركاً ويا له من شريك لازمني ، وسيلزمني حتى الموت ،وقعت في هاويته ، وأنا لا أدري ..واصطاد تني أحباله الخفية ، وأنا لا أدري ..أدمنت عليه ، وأنا لا أدري ، كنت فريسته ، وأنا لا أدري سربت من سمه فحسبته عسلاً ،وأنا لا أدري ..أتخطئ النحلة طعم العسل ؟..لا أدري .
هاهي العروس ، وصلت ..أخيراً تعبت من الوقوف انتظرها .دخلت بفستانها الأبيض حاملة بين كفيها باقة وردٍ حمراء ، والشموع من خلفها .غاب عقلي بعيداً .لم كل هذا !!ليتها ارتدت أسود في أسود .يقولون الزواج قفص ذهبي لكنني أخالفهم بقولي إنه سجن حديدي يكبدني بأغلال متينة ،أكره النساء حين يقلنّ (هات)..(هات) ..كما تقول زوجة أخي إنها لا تهتم إلا بالموضة ، وآخر صيحاتها أتعجب من قدرة أخي على احتمال تطاولها ، لو كنت مكانه لأنهيتها من حياتي ،تصبغ وجهها بألوان المهرجين ، وتثرثر مع صديقاتها .آه إنها تجلس بقربي بهدوء تام ،ألتفتت نحوي ،ولكنني تجاهلتها تماماً وظنت بأنني خجل منها _كما أعتقد – عيون الحاضرين شاخصة في اتجاه واحد إلام ينظرون ؟؟إلى العروس ....العروس ؟! إنها فتاة بسيطة ، وعادية أبوها مزارع فقير ، أنا متأكد بأن ذلك العجوز طامع في ثروتي ، ولا أستبعدها رسم خطة مدبرة للقضاء عليّ ، ولكني سأدمر تلك الخطة والمؤامرة ستبوء بالفشل الذريع .
أعادني همس أخي إلى أرض الواقع : إنها جميلة أنظر إليها .
قلت :بل إنها أقبح ما رأيت .
قرصني بقوة : اصمت ربما تسمعك
همتّ بقول الكثير لكنه أسكتني بقوله : لن نتجادل في أمر قد حسم.
حمدتُ الله على انتهاء هذه الحفلة المملة ؛ لأنني ضقت ذرعاً ، ولم أعد احتمل هذا الصداع ، ولا هذا الألم الفظيع . ركبت السيارة الفخمة لحقت بي بعد وداع طويل مع والدها ، ولو كان باستطاعتي لقلت له : إنها لك ...لا أريدها ، ولكن أخي لم يتركني لحظة إلا وذكرني بتلك الأوامر إنها زوجتك ..عاملها بالمعروف ، وكأنها أسطوانات يرددها من أول الحفل إلى آخره لقد حفظتها كما لم أحفظ النشيد الوطني .
وصلت إلى (الفيلا) التي اشتراها أخي كهدية زفاف ، ترجلت من السيارة بسرعة ، وتركتها تنزل بفستانها الثقيل ، توجهت إلى المطبخ لأشرب زجاجة خمرٍ ،وسكبت الكأس تلو الآخر ؛لتخفيف هذا الصداع الحاد ، وجدتني في حالة سكر ٍ ، ثار جنون غضبي عندما رمت الزجاجة خارجاً قذفتها بأقبح النعات ،ولطمتها بأقوى اللطمات .
ركضت إلى غرفتي ،وأقفلت الباب . اتجهت مباشرة إلى مهدئي ، وألصقت الإبرة في ذراعي ،وأفرغتها كلها في جسدي ؛ لتتغلغل إلى جميع أعضائي ، وبعد لحظات هدأت روحي الثائرة ، وارتميت على السرير ،ورحت في سبات عميق .
أشرقت الشمس من جديد ، وأرسلت أشعتها تدغدغني فأجبرتني على النهوض كما أجبرتني نفسي على البحث عنها ، اتجهت إلى المطبخ فلم أجد أحداً، اعتقدت بأنها رجعت إلى والدها تبكي ...هذا أفضل ..تجولت بنظري في كل مكان فوجئت بها نائمة على الأريكة بفستانها الأبيض .
لم أستطع منع نفسي من الاقتراب منها ، تأملتها شبراً ..شبراً لمست خدها المبلل بالدموع ، كم هي جميلة وفاتنة ؟! يا لحماقتي لم اندم على شرب مسكر ، ولا على تعاطي المخدرات كما ندمت على صفعاتي المؤلمة لها ، سرعان ما نهضت مفزعة قلت متأسفاً : أنا آسف لما حصل في البارحة .
جاء صوتها الرقيق : أفهم حالتك .
قلت بصوت مازحٍ : أنا جائع ..أحضري لي فطوراً .
رن جرس الهاتف جاء صوته غاضباً : لماذا فعلت ذلك ؟ إنها فتاة مسكينة تشتمها ثم تضربها و...
صمت فأكملت عنه : واعتذرت منها .قال: لقد وعدتني بترك المسكر وخبيت كل آمالي في وعودك ، كنت أعتقد بأنك رجل يعتمد عليه ، تساندني في أعمال الشركة ولكنك دمرت كل طموحاتي .قلت في ندم : لا تغضب أعدك بترك..
فقاطعني في حدة : تعدني وعد النفاق ..حاولت أن أمشي معك خطوة ..خطوة ؛ لهجر ذلك السم القاتل . ولكنك لم تترك المسكر لكي تترك المخدر .
قلت في دهشة : إذا ً ...أنت تعلم .
قال : نعم ....فلا تحسب بأنني غافل عنك أن لم تنته ؛لأخبر الشرطة فهم يستطيعون التعامل مع المجرم مثلك ..وأغلق الخط .
إنه يعلم بكل شيء بالتأكيد أخبرها عن حالتي ، دفنت وجهي بين كفيّ حاولت ، وحاولت أن أترك ذلك المخدر ؛ ولكن لا فائدة ترجى من محاولاتي ..لا أمتلك العزيمة ، الإرادة ، لتخلص من شباك الموت الأبيض ، تأملت ذراعي المشوهة وقد انتشرت فيعا بقع سوداء مستديرة ،لمستها يد حريرية ، وقالت صاحبتها : تستطيع هجره .
قلت بصوت طواه اليأس : لا أستطيع ..إنني ضعيف .
قالت : ليس كذلك ندمك يدل على خطوة حسنة ، وتمسكك بالله سيجعلك قوياً أمام كل الصعوبات .
أَيقظت الإيمان في قلبي ، رفرف الأمل سمائي ، أنبتت زهرة في أرضي القاحلة ، سقتها بكلامها الحلو، وساندتني بنظراتها ، وابتسامتها ،ولمساتها الرقيقة .
دخلت عليها ترتب ملابسها فسألتها : أتنامين في غرفة أخرى ؟
قالت : نعم ..في الوقت الحالي فقط .
كانت أولى الخطوات في طريق الأمل هي المواظبة على الصلاة ، وقراءة القرآن امتثلت لأوامرها بدون نقاش ، كعبد تحت إمرة سلطانه ، تقوى قلبي ، وملئ وجداني بمشاعر القوة والعزيمة الصادقة .. والآن بعد هذا التمهيد أستطيع هجره والقضاء عليه .
هطل المطر بغزارة في ذلك اليوم الشتوي تقلبت على فراشي يميناً وشمالاً أشعر بوخز في صدري ،جفاف في حلقي ،خرجت أشرب ماءً لعل شرب الماء يخفف من هذا الألم ،فجأة توقفت لسماع صوت يبكي ..إنها هي ..سألتها : لماذا تبكين ؟؟لم تجاوبني فقلت : أتخافين من صوت الرعد ! كثير ما سمعت عن النساء الضعيفات اللواتي يخفنّ من الرعد ، والبرق في الأفلام .ما دمت معك فلا خوف أبداً ،فجأة لم يقو لساني على إكمال حديثي فقد شعرت بجسدي يرتعش ،فأخذت أهشمه محاولاً تخفيف هذا الألم الفظيع .شعرت بالحاجة الماسة لذاك المخدر فركضت إلى غرفتي أبتغيه ، ولكنها سبقتني ، وأقفلت باب غرفتها عليّ
صرخت بجنون : سأموت ...سأموت ..
قالت من خلف الباب : اصبر واحتمل ...إنها الخطوة الأولى ؛لتخلص منه ، فتخطاها .
زلزلت كل شيء أجده أمامي جعلت غرفتها خراباً ، ودماراً فلم أبق على شيء إلا ودمرته ، فسقطت أرضاً وقد خارت قوايّ .
أحسست بلمسات يد رقيقة كرقة النسيم على شعري ووجهي فتحت عينيّ، لأراها أمامي بعينين قلقتين ابتسمت لها :أشعر بتحسن .
قالت : إذاً انهض لتصلي ... ستجد الفطور بانتظارك ، وبعدها سنزور مكاناً قد يكون غريباً عنك . ولكنه سيزيد في نفسك إيماناً ، وتصميماً على هجر المخدر .
قلت :إلى أين ؟
قالت :لا ...تسأل .
تولت القيادة ، وركبتُ في المقعد المجاور ، أغمضت عيني فكرت بأخي . مر أسبوع بل ثلاثة أسابيع ، ولم يزرني أو حتى يتصل بي إنه مازال غاضباً مني ، في هذا الوقت بالذات أنا في أمس الحاجة إلى تشجيعه ،ومساندته لي ،فالخطوة التالية ستكون أصعب وأشعر بالخوف الشديد من إخفاقي ، وفشلي والوقوع مرة أخرى في الهاوية ...لا ...لأ كيف أنساها ، وأنسى جهودها الجبارة ، وبدأتُ أخطي خطوات النجاح ،وهي لا تتركني لحظة إلا تؤازرني ، وتشجعني بكلامها ،و صوتها عند قراءة القرآن ، ولكنني مازلت أحتاج ..
اختكم لؤلؤة العرب</font>