العنونه
02-10-03 ||, 06:55 PM
<font color='#FF0000'>اغتصاب طفلة حتى الموت ....!!!!
المتهم في هذه القضية ارتكب جريمة لا يرتكبها غير شيطان محترف!.. والغريب انه لم يرتكب هذه الجريمة لأول مرة وانما لثالث مرة.. فقد اعتدي علي طفلة صغيرة عمرها خمس سنوات وظل يغتصبها حتي ماتت بين يديه ثم هرب!.. وقبل هذه الجريمة حاول اغتصاب طفلتين فشل في المرة الأولي ودخل السجن في الثانية!
التفاصيل مبكية في الواقعة الأخيرة.. فالطفلة الضحية استدرجها المتهم بوعد منه باعطائها باكو بسكويت ثم اغتصبها في أحد الحقول وترك جثتها اسبوعا حتي اكتشفها المزارعون.
التقينا معه.. قال إنه يريد الموت وانه زهق من حياته.. وان مشهد الطفلة وهي تستغيث به يؤرقه ويحرمه من النوم!
والتقينا مع أهل رجاء حيث يعيشون وسط حزن لا يوصف، علي موت رجاء والطريقة التي ماتت بها!
ورصدنا كل التفاصيل بدءا من لحظة تفكير المتهم في ظروف حياته ووقوع عينيه علي الطفلة وهي تمشي أمامه!
عاطف.. هو الشخص الوحيد بين أبناء قريته الذي يعيش في عالم وحده.. دائما يستسلم للصمت.. تفكير عميق يأخذه الي دوامة سوداء.. وفي النهاية يحاصره شعور خانق يبعده عن كل البشر!
هذا الشاب حكايته غريبة.. والداه توفيا وهو في سن مبكرة.. تركا له المنزل المتواضع وشقيقته التي تصغره بعامين.. عرف طعم الجوع واكتوي بناره أياما طوال.. فهو ليس له أي مصدر رزق يعيش منه هو وشقيقته.. ليس أمامه سوي الخروج صباح كل يوم للبحث عن عمل كعامل أرزقي باليومية.. لكن رغم أنه امتهن هذه المهنة منذ نعومة أظافره.. إلا أنها لم ترض طموحه.. كل يوم يزداد حقدا علي جيرانه خاصة من ابتسمت لهم الحياة ويحققون دخلا كبيرا من عملهم.. في نفس الوقت كل الجيران وأهالي القرية لم يبخلوا علي عاطف بأي مساعدة.. كلهم يرقون لحاله.. لم يلتفتوا الي ثورة الحقد التي تشتعل في قلبه.. كأنه يريد أن يدمر كل أثرياء قريته ويسقطهم الي قاع الفقر الذي يقطن به منذ صغره.. حتي انه اقترب من الخامسة والثلاثين من عمره ولا يزال عاجزا عن الزواج لعدم توافر الامكانات المادية..!
وسط هذه المشاعر المشحونة بالحقد والغيرة.. لم يترك عاطف حتي نساء وصغيرات القرية دون أن يضمر لهن في نفسه السوء.. فغالبا ما يرسل نظراته الشيطانية وهي تتعقب خطوات أي فتاة أو طفلة يتصادف مرورها أمام عينيه.. نظرات جائعة لا يعرف معناها إلا الذئاب البشرية التي لا يشغلها سوي أن تنال من عفة وعفاف البريئات.. وتسلبهن أعز ما يملكن بدافع غريزة انتقامية لا تهدأ ثورتها داخله.. لم تستمر هذه الرغبة الانتقامية حبيسة كثيرا.. فقد أراد عاطف أن يفتح لها أبواب الحرية لتفجر جحيمها في ضحاياه.. يتلذذ أمام مشهد توسلاتهن له بأن يرحمهن ويعتقهن من جبروته!
بعد ظهر أحد الأيام الماضية.. كان عاطف يجلس أمام منزله الصغير.. يرسل نفس النظرات الشيطانية.. يلوذ بنفس الصمت المريب الذي يخفي وراءه العشرات من علامات الاستفهام المحيرة التي لم تجد لها اجابة واضحة.. ظل يرقب كل النساء والصغيرات اللاتي يمررن من أمام عينيه حتي نهض من مكانه فجأة عندما توقفت نظراته علي الطفلة صاحبة الملامح الجميلة رجاء التي تشبه القمر ليلة تمامه.. اقترب من ابنة السنوات الخمس يربت علي كتفيها سائلا:
رايحة فين يا رجاء؟
أنا بادور علي أبويا وأمي علشان أروح معاهم الفرح عند قرايبنا!
وهم راحوا فين دلوقت؟
خرجوا من البيت علشان يباركوا لبنت عم أمي في قرية 'سرواهيت'.. وكنت رايحة معاهم لكنهم نسيوني هنا.
ولا يهمك يا حلوة.. أنا حوصلك لحد عندهم!
أمسك عاطف بيدي الصغيرة رجاء.. وبدأ يمضي بها مخترقا شوارع القرية الخالية من المارة في هذا الجو شديد الحرارة.. حتي وصل بها إلي أرض زراعية مزروعة بالذرة.. دلف بها وسط الزراعات وهو يقدم لها البسكوت والحلوي.. يطلب منها أن تستريح قليلا لتأكل البسكوت وهي تحتمي بأعواد الذرة التي تحميها من لهيب حرارة الشمس الساخنة.. ليستأنف معها الرحلة إلي قرية سرواهيت.. في تلك اللحظات كانت الصغيرة تأكل البسكوت والابتسامة الجميلة تزين وجهها البدري.. لا تدري أنها ألقت بنفسها في تلك اللحظات بين أنياب وحش كاسر.. لا يعرف قلبه الرحمة.. يتربص بها ليكشر عن أنيابه وهو يفجر فيها انتقامه الأعمي دون وازع من ضمير.. ها هو ينقض عليها يسبقه لعابه السائل.. ورغبته المجنونة.. كأن المسكينة تحولت في لحظة إلي ورقة هشة لا تملك من أمر نفسها أي أدوات للدفاع عن نفسها وازاحة هذا الكابوس الرهيب الذي أرسله إليها حظها العاثر.. جردها من بعض ملابسها.. أوثقها بعنف.. اغتصبها بلا رحمة.. لم تحرك صرخاتها البريئة التي اخترقت أعواد الذرة له ساكن.. دموعها التي أغرقت وجهها لم تكبح جماحها.. دقائق وينتبه الوحش إلي الدماء التي نزفت من الصغيرة وأغرقت ساقيها.. ثم حالة الاعياء التي انتابتها.. وقبل أن يتركها كانت رجاء قد سكنت إلي الأبد.. ودعت الحياة بأمر الذئب البشري الذي افترسها بعد أن أسلبها أعز ما تملك!
هروب النذل!
تركها وحدها ترقد جثة هامدة.. سابحة وسط بركة من الدماء.. لا شيء يؤنس وحدتها سوي أعواد الذرة وراح يلقي بجسده الشيطاني علي فراش منزله يعيد شريط الحادث البشع أمام عينيه!.. في نفس الوقت كان والد رجاء في طريق عودته بصحبة زوجته الي منزلهما بعد أن أديا واجب التهنئة للعروس.. بحثا عن آخر العنقود في كل مكان بالقرية حتي أرخي الليل سدوله علي سماء القرية ولم يعثروا عليها.. دب الخوف في قلب الأب والأم.. احساس غامض تملكهما أن رجاء قد أصابها مكروه.. فالصغيرة تتسم بالذكاء المشتعل.. واعتادت عدم التردد علي أي مكان إلا بعد استئذان والديها.. هنا شعر والد رجاء بالخطر الذي داهم حياتهما الهادئة لينذر بكارثة ستقلب حياتهم رأسا علي عقب.. خاصة بعد أن مضي أكثر من 24 ساعة علي اختفاء الصغيرة.. وكل محاولات البحث عنها انتهت بنفس النتيجة الحزينة.. عدم العثور علي رجاء!
أبلغ الأب العميد مأمور مركز الباجور بغياب طفلته وحرر محضرا بالواقعة ولم يتهم أحد.
غادر الأب مركز شرطة الباجور ليواصل رحلة البحث المريرة ودموعه لم تجف في عينيه.. يطوف كل القري والمدن بمحافظة المنوفية والمحافظات القريبة.. يركز البحث علي أماكن التجمع الجماهيري مثل الأسواق والمجمعات الاستهلاكية ومواقف السيارات.. ظلت عمليات البحث اسبوعا كاملا حتي جاء الخبر الذي هز أرجاء قرية فيشا الصغري كلها بعد ظهور المفاجأة المثيرة!
القنبلة!
فجأة.. طاف الخبر الجديد شوارع القرية.. الحقوا يا ولاد رجاء عثروا عليها مقتولة في الزراعات!
هرع أهالي القرية إلي حيث المكان الذي عثروا فيه علي جثة طفلة وسط زراعات الذرة.. وقف الأب أمامها مذهولا.. كم كان يتمني أن يكون الخبر كاذبا.. أو أن تكون صاحبة الجثة الماثلة أمامه ليست نور عينه وحبيبة قلبه رجاء.. لكن إل تي شيرتي الأصفر والبنطلون الأحمر الذي كانت ترتديه يؤكدان الحقيقة المؤلمة.. يسقط الأب مغشيا عليه من هول الصدمة التي قفزت آثارها المأساوية فوق كل الوجوه.. سكنت كل العيون.. اقتحمت كل القلوب ودكت حصونها.. بعد أن هاجمتها مدفعية الصدفة الثقيلة!
خيم الحزن الشديد علي سماء قرية فيشا الصغيرة لا صوت يعلو علي صوت الصراخ والعويل والنحيب.. وشعور بالغضب الثائر.. يسود كل القلوب.. الكل يتمني أن يفتك بالجاني الذي مازال مجهولا.. الكل يريد أن يثأر لكرامة وشرف كل أطفال القرية الذين كان من الممكن أن تنال كل طفلة منهن نفس المصير الحزين الذي نالته الصغيرة رجاء!
من هو الذئب المتوحش الذي ارتكب هذه الجريمة البشعة؟
هذا السؤال فرض نفسه علي رأس العميد عطية مزروع مدير مباحث المنوفية وهو يعاين جثة الطفلة رجاء والتأثر يبدو عليه بوضوح وهو يفحص جثتها التي تحللت.. وضح من المعاينة أن الجاني ارتكب الجريمة بدافع انتقامي.. وضح ذلك من خلال شكل الجثة التي كانت مسجاة علي ظهرها وشبه عارية خاصة من أسفل.. بينما ملابسها ترقد بجوارها وعليها آثار دماء!
خلال دقائق.. كان فريق البحث الذي يقوده العميد عبدالخالق الشنهابي رئيس المباحث الجنائية ويضم المقدمين محمود عفيفي ومحمد عبدالحميد وايهاب ذهني مفتشي المباحث بإشراف اللواء محمد أنور مساعد مدير مباحث الوزارة يبدأ رحلة البحث عن الجاني.. وكشف غموض الجريمة البشعة.
التحريات الأولية تفيد أن والد الطفلة يعمل عطارا يطوف الأسواق.. وتربطه بأهالي قريته علاقات طيبة.. وليست له خصومة مع أحد.. يحب أولاده الأربعة.. لكن رجاء كانت صاحبة النصيب الأكبر من هذا الحب.. حيث كان يصطحبها معه في كل مكان.. يداعبها.. يستمتع بالتحدث اليها.. كانت سعادته تزيد كلما أثني أحد علي جمال رجاء الطبيعي الذي يعلن عن أنها ستكون أجمل بنت في القرية.. ويوم اختفاء رجاء.. خرج الأب بصحبة زوجته للمباركة لابنة عم الزوجة بقرية سرواهيت القريبة من قرية فيشا.. وكان من المتعين أن تكون رجاء بصحبتها.. لكنهما نسياها.. وعادا في المساء ليكتشفا اختفاءها ووسط طوفان المعلومات التي انهالت علي فريق البحث.. يتوقف الرائد أحمد رشدي رئيس مباحث مركز الباجور أمام معلومة هامة تفيد أن شابا يدعي عاطف 35 سنة يعيش مع شقيقته الوحيدة بمفردهما في منزل متواضع بالقرب من منزل الطفلة القتيلة.. شوهد يمشي بالقرب من الزراعات التي عثر فيها علي جثتها يوم اختفائها.. تسفر عمليات فحصه.. انه سييء السلوك.. حيث سبق القبض عليه بتهمة هتك عرض فتاة في الطريق العام بالقرية ودخل السجن لمدة ستة أشهر.. ثم تردد انه حاول اغتصاب أكثر من طفلة بالقرية عن طريق استدراجهن للزراعات لتنفيس مشاعر الحقد التي تملكته علي أهالي قريته لأنه يعاني من الفقر المدقع وعدم العثور علي عمل كما أنه لم يتزوج حتي الآن!
اعترافات الذئب!
بعد التأكد من صحة هذه المعلومة.. قام النقباء وليد رضوان ومحمد الجرواني وعمرو نصار ضباط مباحث المركز بالبحث عنه حتي تم القبض عليه!
بمواجهته بالتحريات.. فجر عاطف المفاجأة أمام العميد عطية مزروع مدير المباحث.. حيث اعترف بقيامه باستدراج الطفلة المجني عليها للزراعات بحجة توصيلها لقرية 'سرواهيت' عند والديها هناك.. ثم قدم لها البسكوت داخل حقل الذرة واغتصبها بوحشية حتي فارقت الحياة بين يديه.. ثم واصل الذئب اعترافاته أمام مدير المباحث مشيرا انه بعد أن تأكد من موتها.. غادر المكان بسرعة عائدا إلي منزله.. تماثل بالنوم.. حتي انتشر الخبر في ربوع القرية.. خرج مع أسرتها للبحث عنها في كل مكان حتي عثروا علي جثتها!
يتم تسجيل اعترافات الجاني في محضر رسمي.. ويأمر اللواء محمد العباسي مدير أمن المنوفية باحالته الي نيابة الباجور.. حيث يباشر معه التحقيق محمد ابراهيم مدير النيابة الذي انتقل معه الي مكان ارتكابها.. ثم أقرت النيابة بحبسه علي ذمة التحقيق ووجهت اليه تهم استدراج طفلة واغتصابها حتي الموت والتستر علي جريمة.
عايز أموت!
بعد أن أصدرت النيابة قرارها بحبس المتهم.. سألناه:
ما الذي دفعك لارتكاب هذه الجريمة البشعة؟
الشيطان!
والشيطان أيضا دفعك لارتكاب جرائمك السابقة؟
لا.. أصل أنا حاقد علي أهل القرية.. لانهم أغني مني وأنا ظروفي صعبة.
الفقر.. هل يصل بصاحبه ليحوله الي مجرم مثلك؟
لا.. لكن دي غلطة عمري.. وأنا نادم كل الندم.. وعايز أموت بسرعة علشان ارتاح!
وما أكبر شيء يؤلمك الآن؟
مشهد رجاء وهي تتوسل لي أن أتركها وهي تبكي بحرقة..!
يبكي عاطف.. نتركه يسترجع تفاصيل جريمته كماعاشها.. تركناه يدفع ثمنها الذي حان موعده الآن.. عسي أن يكون عبرة لغيره!
منقووووووووووووووووووول
تحياتي</font>
المتهم في هذه القضية ارتكب جريمة لا يرتكبها غير شيطان محترف!.. والغريب انه لم يرتكب هذه الجريمة لأول مرة وانما لثالث مرة.. فقد اعتدي علي طفلة صغيرة عمرها خمس سنوات وظل يغتصبها حتي ماتت بين يديه ثم هرب!.. وقبل هذه الجريمة حاول اغتصاب طفلتين فشل في المرة الأولي ودخل السجن في الثانية!
التفاصيل مبكية في الواقعة الأخيرة.. فالطفلة الضحية استدرجها المتهم بوعد منه باعطائها باكو بسكويت ثم اغتصبها في أحد الحقول وترك جثتها اسبوعا حتي اكتشفها المزارعون.
التقينا معه.. قال إنه يريد الموت وانه زهق من حياته.. وان مشهد الطفلة وهي تستغيث به يؤرقه ويحرمه من النوم!
والتقينا مع أهل رجاء حيث يعيشون وسط حزن لا يوصف، علي موت رجاء والطريقة التي ماتت بها!
ورصدنا كل التفاصيل بدءا من لحظة تفكير المتهم في ظروف حياته ووقوع عينيه علي الطفلة وهي تمشي أمامه!
عاطف.. هو الشخص الوحيد بين أبناء قريته الذي يعيش في عالم وحده.. دائما يستسلم للصمت.. تفكير عميق يأخذه الي دوامة سوداء.. وفي النهاية يحاصره شعور خانق يبعده عن كل البشر!
هذا الشاب حكايته غريبة.. والداه توفيا وهو في سن مبكرة.. تركا له المنزل المتواضع وشقيقته التي تصغره بعامين.. عرف طعم الجوع واكتوي بناره أياما طوال.. فهو ليس له أي مصدر رزق يعيش منه هو وشقيقته.. ليس أمامه سوي الخروج صباح كل يوم للبحث عن عمل كعامل أرزقي باليومية.. لكن رغم أنه امتهن هذه المهنة منذ نعومة أظافره.. إلا أنها لم ترض طموحه.. كل يوم يزداد حقدا علي جيرانه خاصة من ابتسمت لهم الحياة ويحققون دخلا كبيرا من عملهم.. في نفس الوقت كل الجيران وأهالي القرية لم يبخلوا علي عاطف بأي مساعدة.. كلهم يرقون لحاله.. لم يلتفتوا الي ثورة الحقد التي تشتعل في قلبه.. كأنه يريد أن يدمر كل أثرياء قريته ويسقطهم الي قاع الفقر الذي يقطن به منذ صغره.. حتي انه اقترب من الخامسة والثلاثين من عمره ولا يزال عاجزا عن الزواج لعدم توافر الامكانات المادية..!
وسط هذه المشاعر المشحونة بالحقد والغيرة.. لم يترك عاطف حتي نساء وصغيرات القرية دون أن يضمر لهن في نفسه السوء.. فغالبا ما يرسل نظراته الشيطانية وهي تتعقب خطوات أي فتاة أو طفلة يتصادف مرورها أمام عينيه.. نظرات جائعة لا يعرف معناها إلا الذئاب البشرية التي لا يشغلها سوي أن تنال من عفة وعفاف البريئات.. وتسلبهن أعز ما يملكن بدافع غريزة انتقامية لا تهدأ ثورتها داخله.. لم تستمر هذه الرغبة الانتقامية حبيسة كثيرا.. فقد أراد عاطف أن يفتح لها أبواب الحرية لتفجر جحيمها في ضحاياه.. يتلذذ أمام مشهد توسلاتهن له بأن يرحمهن ويعتقهن من جبروته!
بعد ظهر أحد الأيام الماضية.. كان عاطف يجلس أمام منزله الصغير.. يرسل نفس النظرات الشيطانية.. يلوذ بنفس الصمت المريب الذي يخفي وراءه العشرات من علامات الاستفهام المحيرة التي لم تجد لها اجابة واضحة.. ظل يرقب كل النساء والصغيرات اللاتي يمررن من أمام عينيه حتي نهض من مكانه فجأة عندما توقفت نظراته علي الطفلة صاحبة الملامح الجميلة رجاء التي تشبه القمر ليلة تمامه.. اقترب من ابنة السنوات الخمس يربت علي كتفيها سائلا:
رايحة فين يا رجاء؟
أنا بادور علي أبويا وأمي علشان أروح معاهم الفرح عند قرايبنا!
وهم راحوا فين دلوقت؟
خرجوا من البيت علشان يباركوا لبنت عم أمي في قرية 'سرواهيت'.. وكنت رايحة معاهم لكنهم نسيوني هنا.
ولا يهمك يا حلوة.. أنا حوصلك لحد عندهم!
أمسك عاطف بيدي الصغيرة رجاء.. وبدأ يمضي بها مخترقا شوارع القرية الخالية من المارة في هذا الجو شديد الحرارة.. حتي وصل بها إلي أرض زراعية مزروعة بالذرة.. دلف بها وسط الزراعات وهو يقدم لها البسكوت والحلوي.. يطلب منها أن تستريح قليلا لتأكل البسكوت وهي تحتمي بأعواد الذرة التي تحميها من لهيب حرارة الشمس الساخنة.. ليستأنف معها الرحلة إلي قرية سرواهيت.. في تلك اللحظات كانت الصغيرة تأكل البسكوت والابتسامة الجميلة تزين وجهها البدري.. لا تدري أنها ألقت بنفسها في تلك اللحظات بين أنياب وحش كاسر.. لا يعرف قلبه الرحمة.. يتربص بها ليكشر عن أنيابه وهو يفجر فيها انتقامه الأعمي دون وازع من ضمير.. ها هو ينقض عليها يسبقه لعابه السائل.. ورغبته المجنونة.. كأن المسكينة تحولت في لحظة إلي ورقة هشة لا تملك من أمر نفسها أي أدوات للدفاع عن نفسها وازاحة هذا الكابوس الرهيب الذي أرسله إليها حظها العاثر.. جردها من بعض ملابسها.. أوثقها بعنف.. اغتصبها بلا رحمة.. لم تحرك صرخاتها البريئة التي اخترقت أعواد الذرة له ساكن.. دموعها التي أغرقت وجهها لم تكبح جماحها.. دقائق وينتبه الوحش إلي الدماء التي نزفت من الصغيرة وأغرقت ساقيها.. ثم حالة الاعياء التي انتابتها.. وقبل أن يتركها كانت رجاء قد سكنت إلي الأبد.. ودعت الحياة بأمر الذئب البشري الذي افترسها بعد أن أسلبها أعز ما تملك!
هروب النذل!
تركها وحدها ترقد جثة هامدة.. سابحة وسط بركة من الدماء.. لا شيء يؤنس وحدتها سوي أعواد الذرة وراح يلقي بجسده الشيطاني علي فراش منزله يعيد شريط الحادث البشع أمام عينيه!.. في نفس الوقت كان والد رجاء في طريق عودته بصحبة زوجته الي منزلهما بعد أن أديا واجب التهنئة للعروس.. بحثا عن آخر العنقود في كل مكان بالقرية حتي أرخي الليل سدوله علي سماء القرية ولم يعثروا عليها.. دب الخوف في قلب الأب والأم.. احساس غامض تملكهما أن رجاء قد أصابها مكروه.. فالصغيرة تتسم بالذكاء المشتعل.. واعتادت عدم التردد علي أي مكان إلا بعد استئذان والديها.. هنا شعر والد رجاء بالخطر الذي داهم حياتهما الهادئة لينذر بكارثة ستقلب حياتهم رأسا علي عقب.. خاصة بعد أن مضي أكثر من 24 ساعة علي اختفاء الصغيرة.. وكل محاولات البحث عنها انتهت بنفس النتيجة الحزينة.. عدم العثور علي رجاء!
أبلغ الأب العميد مأمور مركز الباجور بغياب طفلته وحرر محضرا بالواقعة ولم يتهم أحد.
غادر الأب مركز شرطة الباجور ليواصل رحلة البحث المريرة ودموعه لم تجف في عينيه.. يطوف كل القري والمدن بمحافظة المنوفية والمحافظات القريبة.. يركز البحث علي أماكن التجمع الجماهيري مثل الأسواق والمجمعات الاستهلاكية ومواقف السيارات.. ظلت عمليات البحث اسبوعا كاملا حتي جاء الخبر الذي هز أرجاء قرية فيشا الصغري كلها بعد ظهور المفاجأة المثيرة!
القنبلة!
فجأة.. طاف الخبر الجديد شوارع القرية.. الحقوا يا ولاد رجاء عثروا عليها مقتولة في الزراعات!
هرع أهالي القرية إلي حيث المكان الذي عثروا فيه علي جثة طفلة وسط زراعات الذرة.. وقف الأب أمامها مذهولا.. كم كان يتمني أن يكون الخبر كاذبا.. أو أن تكون صاحبة الجثة الماثلة أمامه ليست نور عينه وحبيبة قلبه رجاء.. لكن إل تي شيرتي الأصفر والبنطلون الأحمر الذي كانت ترتديه يؤكدان الحقيقة المؤلمة.. يسقط الأب مغشيا عليه من هول الصدمة التي قفزت آثارها المأساوية فوق كل الوجوه.. سكنت كل العيون.. اقتحمت كل القلوب ودكت حصونها.. بعد أن هاجمتها مدفعية الصدفة الثقيلة!
خيم الحزن الشديد علي سماء قرية فيشا الصغيرة لا صوت يعلو علي صوت الصراخ والعويل والنحيب.. وشعور بالغضب الثائر.. يسود كل القلوب.. الكل يتمني أن يفتك بالجاني الذي مازال مجهولا.. الكل يريد أن يثأر لكرامة وشرف كل أطفال القرية الذين كان من الممكن أن تنال كل طفلة منهن نفس المصير الحزين الذي نالته الصغيرة رجاء!
من هو الذئب المتوحش الذي ارتكب هذه الجريمة البشعة؟
هذا السؤال فرض نفسه علي رأس العميد عطية مزروع مدير مباحث المنوفية وهو يعاين جثة الطفلة رجاء والتأثر يبدو عليه بوضوح وهو يفحص جثتها التي تحللت.. وضح من المعاينة أن الجاني ارتكب الجريمة بدافع انتقامي.. وضح ذلك من خلال شكل الجثة التي كانت مسجاة علي ظهرها وشبه عارية خاصة من أسفل.. بينما ملابسها ترقد بجوارها وعليها آثار دماء!
خلال دقائق.. كان فريق البحث الذي يقوده العميد عبدالخالق الشنهابي رئيس المباحث الجنائية ويضم المقدمين محمود عفيفي ومحمد عبدالحميد وايهاب ذهني مفتشي المباحث بإشراف اللواء محمد أنور مساعد مدير مباحث الوزارة يبدأ رحلة البحث عن الجاني.. وكشف غموض الجريمة البشعة.
التحريات الأولية تفيد أن والد الطفلة يعمل عطارا يطوف الأسواق.. وتربطه بأهالي قريته علاقات طيبة.. وليست له خصومة مع أحد.. يحب أولاده الأربعة.. لكن رجاء كانت صاحبة النصيب الأكبر من هذا الحب.. حيث كان يصطحبها معه في كل مكان.. يداعبها.. يستمتع بالتحدث اليها.. كانت سعادته تزيد كلما أثني أحد علي جمال رجاء الطبيعي الذي يعلن عن أنها ستكون أجمل بنت في القرية.. ويوم اختفاء رجاء.. خرج الأب بصحبة زوجته للمباركة لابنة عم الزوجة بقرية سرواهيت القريبة من قرية فيشا.. وكان من المتعين أن تكون رجاء بصحبتها.. لكنهما نسياها.. وعادا في المساء ليكتشفا اختفاءها ووسط طوفان المعلومات التي انهالت علي فريق البحث.. يتوقف الرائد أحمد رشدي رئيس مباحث مركز الباجور أمام معلومة هامة تفيد أن شابا يدعي عاطف 35 سنة يعيش مع شقيقته الوحيدة بمفردهما في منزل متواضع بالقرب من منزل الطفلة القتيلة.. شوهد يمشي بالقرب من الزراعات التي عثر فيها علي جثتها يوم اختفائها.. تسفر عمليات فحصه.. انه سييء السلوك.. حيث سبق القبض عليه بتهمة هتك عرض فتاة في الطريق العام بالقرية ودخل السجن لمدة ستة أشهر.. ثم تردد انه حاول اغتصاب أكثر من طفلة بالقرية عن طريق استدراجهن للزراعات لتنفيس مشاعر الحقد التي تملكته علي أهالي قريته لأنه يعاني من الفقر المدقع وعدم العثور علي عمل كما أنه لم يتزوج حتي الآن!
اعترافات الذئب!
بعد التأكد من صحة هذه المعلومة.. قام النقباء وليد رضوان ومحمد الجرواني وعمرو نصار ضباط مباحث المركز بالبحث عنه حتي تم القبض عليه!
بمواجهته بالتحريات.. فجر عاطف المفاجأة أمام العميد عطية مزروع مدير المباحث.. حيث اعترف بقيامه باستدراج الطفلة المجني عليها للزراعات بحجة توصيلها لقرية 'سرواهيت' عند والديها هناك.. ثم قدم لها البسكوت داخل حقل الذرة واغتصبها بوحشية حتي فارقت الحياة بين يديه.. ثم واصل الذئب اعترافاته أمام مدير المباحث مشيرا انه بعد أن تأكد من موتها.. غادر المكان بسرعة عائدا إلي منزله.. تماثل بالنوم.. حتي انتشر الخبر في ربوع القرية.. خرج مع أسرتها للبحث عنها في كل مكان حتي عثروا علي جثتها!
يتم تسجيل اعترافات الجاني في محضر رسمي.. ويأمر اللواء محمد العباسي مدير أمن المنوفية باحالته الي نيابة الباجور.. حيث يباشر معه التحقيق محمد ابراهيم مدير النيابة الذي انتقل معه الي مكان ارتكابها.. ثم أقرت النيابة بحبسه علي ذمة التحقيق ووجهت اليه تهم استدراج طفلة واغتصابها حتي الموت والتستر علي جريمة.
عايز أموت!
بعد أن أصدرت النيابة قرارها بحبس المتهم.. سألناه:
ما الذي دفعك لارتكاب هذه الجريمة البشعة؟
الشيطان!
والشيطان أيضا دفعك لارتكاب جرائمك السابقة؟
لا.. أصل أنا حاقد علي أهل القرية.. لانهم أغني مني وأنا ظروفي صعبة.
الفقر.. هل يصل بصاحبه ليحوله الي مجرم مثلك؟
لا.. لكن دي غلطة عمري.. وأنا نادم كل الندم.. وعايز أموت بسرعة علشان ارتاح!
وما أكبر شيء يؤلمك الآن؟
مشهد رجاء وهي تتوسل لي أن أتركها وهي تبكي بحرقة..!
يبكي عاطف.. نتركه يسترجع تفاصيل جريمته كماعاشها.. تركناه يدفع ثمنها الذي حان موعده الآن.. عسي أن يكون عبرة لغيره!
منقووووووووووووووووووول
تحياتي</font>