متفائل في زمن اليأس
07-12-02 ||, 03:46 PM
<font color='#000000'><span style='color:Blue'>(( جدار الصامتين )) ،،،، فضفضه من الواقع</span>
تجاوز العشرين وجعا بأشهر .....
أمام منصة لعرض الصحف والمجلات المصفوفة وقف.....
قلّب بعض الصحف الصادرة اليوم ..
بدأ باخبار الأمة ومآسيها
الصفحة الأولى
<span style='color:Red'>طفلة في عمر الزهور إغتالتها يد الغدر الآثمة</span>
الصفحة الثانية
<span style='color:Red'>منزل مهدم وعجوز في خريف العمر تنتحب</span>
الصفحة الثالثة
<span style='color:Red'>صور لرجال في (أقفاص)</span>
الصفحة الرابعة
<span style='color:Red'>أطفال في خيام يكويهم صقيع الشتاء القارس</span>
.
.
.
رمى بالصحيفة
وطفق يبحث له عن (فم).. !
يبحث عمن يطلق الصرخة التي تتحشرج في داخله..
مجلس / برلمان / هيئة / منبر حر ...... !!!!!
؟؟؟
لايوجد
أعياه البحث
بقى مكان أخير
بقي ينتظر <span style='color:Green'>يوم الجمعة..</span>
(ستهتز) المنابر، لهول هذه الأحداث.. هكذا حدث نفسه.. !
وطفق يبحث عن (جامع) يصلي فيه .
كان يريد أن يصلي.. وكان وجعا غائراً.. مكتوما، يصرخ في أعماقه..
أحس.. كأنما دوائر هائلة من الألم تنداح في لجة أعماقه..
آهة حقيقية تتلوى في صدره..
وطوفان رفض عارم يهدر في شرايينه..
يموج.. مثل موج هادر.. يبتلعه الرمل على شاطئ خاو.. مهجور.
اتخذ مكانا في الصف الأول، قريبا من الإمام.
لم يدر لمَ اختار ذلك المسجد بالذات؟
كان يبحث عمن يطلق الصرخة التي تتحشرج في داخله
يبلع ريقه المر
، ويتراءى له وجه أمه التي غادرت دنياه منذ اعوام ، تقرأ الوجع في عينيه..
يتراءى له وجهها.. تصب فنجان القهوة، وتكاد تمد يديها، تلتقط حطام وجع
يتصبب من عينيه كثيرا ما سمع منها:
<span style='color:Blue'>( سير بعيد وتعال سالم )</span>
كانت تردد بين مسامعه مثل هذه العبارة
أول ما بدأ عصفور قلبه الصغير محاولاته الأولى للطيرا.ن كانت تخاف عليه من شيئين:
أن يفرط عصفور القلب في (التحليق)، فتغرس فيه الصبابة جرح عميق
أو أن يفرط في حب (أمته) فتخطفه ( قيود) المخبرين !
باب المنبر يُفتح، ويدلف منه. .خطيب ببشته، وهو يهمّ بصعود درجات
المنبر. التفتَ ورءاه.. كان المسجد قد امتلأ. اكتظت الصفوف...
<span style='color:Maroon'>-الخطبة الأولى بدأت..</span>
تحفز.. وزاد تحديقه بالإمام.
الآن سيتحدث عن إحدى مآسيهم
نزل موضوع الخطبة كالصاعقة عليه
<span style='color:Blue'>( المسح على الخفين للمقيم.. )</span>
أمعن الإمام في حديث الخف و(مواصفات) الحذاء..
وازداد هو تحديقا فيه..
عويل الجرح يزداد..
حرارة المكان تزداد، والأجساد تتململ
الإمام كان ما يزال مستغرقا في الخف.. يتنقل بين ظاهر الحذاء وباطنه..
صك ما بين أسنانه، وكتم زفرة حارة ارتفعت من صدره :
سوف يذكر شيئا في الخطبة الثانية..
الحدث هائل.. لا بد أن يشير إليه..
في الاستراحة بين الخطبتين، أطال الإمام التأمل في الحضور، وبدا أكثر
إصرارا على( استثارة) الحاضرين، بتلمس (معاناتهم).. مثلما (فعل) في
الخطبةالأولى..! يوم كانت الأجساد تتململ، والأعناق تشرئب.. والملابس الداكنة تحكم الخناق عليها..
وكلام كثير (يثير) حفيظة الصرخة المخنوقة..
الخطبة الثانية.. <span style='color:Blue'>المسح على الخفين للمسافر !</span>
حرارة المكان تزداد..
والإمام مازال.. مسترسلا في مسائل الخف..
والعويل اختنق.. تحت الخفين..
<span style='color:Purple'>سيدعو لهم في القنوت.. في نهاية الخطبة!</span>
ابتدأ الدعاء.. فأصغى بشدة..
دعا لولاة الأمور.. ولأئمة المسلمين..
" اللهم أصلح بطانتهم ".. !
سأل الله الغيث.. ودعا أن يكون على منابت الشجر..
وبطون الأودية..
حذر من البدع..
ثم حمد الله
" على ما أنعم به (علينا )، من نعمه الظاهرة والباطنة "..
ثــم..
.
.
" أقول قولي هذا وأستغفر الله ( لي ).. ولكم.. "
<span style='color:Blue'>أقم الصلاة !!!!</span>
بعد الصلاة نهض.. سار باتجاهه..
اقترب قال له:
<span style='color:red'>- لم تتحدث عن مآسي الأمه</span>
<span style='color:Blue'>- ما جاني (أمر) !!!!!!!! </span>
سحب مكبر الصوت من أمامه.. :
- دعني.. أنا سوف أتكلم.. !
<span style='color:Blue'>- لالالا.. ما عندك أمر.. </span>
تجاذب معه مكبر الصوت.. أكثر من مرة..
ا لتفت إلى الصفوف..
كانت طويلة، وكان ثمة عشرات الأعين تطيل النظر إليه..
هامات مغموسة في الهوان
فتنقبض شفتاه على لعاب حامض.. يود لو لفظه.. !
أرتال من المخبرين تحدق
أرخى يده.. غامت الدنيا في عينيه، وعاد إلى مكانه في الصف..
وعاد الإمام.. الجمعة التالية، ليتحدث عن
<span style='color:Purple'>((( التيمم.. )))</span>
إذا خشي المرء على نفسه البرد.. !
وسأل الله المطر..
.
.
ودعى لـ (ولاة الأمر)
.
.
.
عشرون خطبة ( هذرا ) ونيف.. مرت..
ثوى هو في (غيبوبتة).. <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/face104.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':f1:'> ( حزنه ) ...
ينادي جدارا صامتا.. يسمع صداه..
/
\
/
\
<span style='color:Maroon'>الى فضفضة أخرى
ألقاكم بود</span></font>
تجاوز العشرين وجعا بأشهر .....
أمام منصة لعرض الصحف والمجلات المصفوفة وقف.....
قلّب بعض الصحف الصادرة اليوم ..
بدأ باخبار الأمة ومآسيها
الصفحة الأولى
<span style='color:Red'>طفلة في عمر الزهور إغتالتها يد الغدر الآثمة</span>
الصفحة الثانية
<span style='color:Red'>منزل مهدم وعجوز في خريف العمر تنتحب</span>
الصفحة الثالثة
<span style='color:Red'>صور لرجال في (أقفاص)</span>
الصفحة الرابعة
<span style='color:Red'>أطفال في خيام يكويهم صقيع الشتاء القارس</span>
.
.
.
رمى بالصحيفة
وطفق يبحث له عن (فم).. !
يبحث عمن يطلق الصرخة التي تتحشرج في داخله..
مجلس / برلمان / هيئة / منبر حر ...... !!!!!
؟؟؟
لايوجد
أعياه البحث
بقى مكان أخير
بقي ينتظر <span style='color:Green'>يوم الجمعة..</span>
(ستهتز) المنابر، لهول هذه الأحداث.. هكذا حدث نفسه.. !
وطفق يبحث عن (جامع) يصلي فيه .
كان يريد أن يصلي.. وكان وجعا غائراً.. مكتوما، يصرخ في أعماقه..
أحس.. كأنما دوائر هائلة من الألم تنداح في لجة أعماقه..
آهة حقيقية تتلوى في صدره..
وطوفان رفض عارم يهدر في شرايينه..
يموج.. مثل موج هادر.. يبتلعه الرمل على شاطئ خاو.. مهجور.
اتخذ مكانا في الصف الأول، قريبا من الإمام.
لم يدر لمَ اختار ذلك المسجد بالذات؟
كان يبحث عمن يطلق الصرخة التي تتحشرج في داخله
يبلع ريقه المر
، ويتراءى له وجه أمه التي غادرت دنياه منذ اعوام ، تقرأ الوجع في عينيه..
يتراءى له وجهها.. تصب فنجان القهوة، وتكاد تمد يديها، تلتقط حطام وجع
يتصبب من عينيه كثيرا ما سمع منها:
<span style='color:Blue'>( سير بعيد وتعال سالم )</span>
كانت تردد بين مسامعه مثل هذه العبارة
أول ما بدأ عصفور قلبه الصغير محاولاته الأولى للطيرا.ن كانت تخاف عليه من شيئين:
أن يفرط عصفور القلب في (التحليق)، فتغرس فيه الصبابة جرح عميق
أو أن يفرط في حب (أمته) فتخطفه ( قيود) المخبرين !
باب المنبر يُفتح، ويدلف منه. .خطيب ببشته، وهو يهمّ بصعود درجات
المنبر. التفتَ ورءاه.. كان المسجد قد امتلأ. اكتظت الصفوف...
<span style='color:Maroon'>-الخطبة الأولى بدأت..</span>
تحفز.. وزاد تحديقه بالإمام.
الآن سيتحدث عن إحدى مآسيهم
نزل موضوع الخطبة كالصاعقة عليه
<span style='color:Blue'>( المسح على الخفين للمقيم.. )</span>
أمعن الإمام في حديث الخف و(مواصفات) الحذاء..
وازداد هو تحديقا فيه..
عويل الجرح يزداد..
حرارة المكان تزداد، والأجساد تتململ
الإمام كان ما يزال مستغرقا في الخف.. يتنقل بين ظاهر الحذاء وباطنه..
صك ما بين أسنانه، وكتم زفرة حارة ارتفعت من صدره :
سوف يذكر شيئا في الخطبة الثانية..
الحدث هائل.. لا بد أن يشير إليه..
في الاستراحة بين الخطبتين، أطال الإمام التأمل في الحضور، وبدا أكثر
إصرارا على( استثارة) الحاضرين، بتلمس (معاناتهم).. مثلما (فعل) في
الخطبةالأولى..! يوم كانت الأجساد تتململ، والأعناق تشرئب.. والملابس الداكنة تحكم الخناق عليها..
وكلام كثير (يثير) حفيظة الصرخة المخنوقة..
الخطبة الثانية.. <span style='color:Blue'>المسح على الخفين للمسافر !</span>
حرارة المكان تزداد..
والإمام مازال.. مسترسلا في مسائل الخف..
والعويل اختنق.. تحت الخفين..
<span style='color:Purple'>سيدعو لهم في القنوت.. في نهاية الخطبة!</span>
ابتدأ الدعاء.. فأصغى بشدة..
دعا لولاة الأمور.. ولأئمة المسلمين..
" اللهم أصلح بطانتهم ".. !
سأل الله الغيث.. ودعا أن يكون على منابت الشجر..
وبطون الأودية..
حذر من البدع..
ثم حمد الله
" على ما أنعم به (علينا )، من نعمه الظاهرة والباطنة "..
ثــم..
.
.
" أقول قولي هذا وأستغفر الله ( لي ).. ولكم.. "
<span style='color:Blue'>أقم الصلاة !!!!</span>
بعد الصلاة نهض.. سار باتجاهه..
اقترب قال له:
<span style='color:red'>- لم تتحدث عن مآسي الأمه</span>
<span style='color:Blue'>- ما جاني (أمر) !!!!!!!! </span>
سحب مكبر الصوت من أمامه.. :
- دعني.. أنا سوف أتكلم.. !
<span style='color:Blue'>- لالالا.. ما عندك أمر.. </span>
تجاذب معه مكبر الصوت.. أكثر من مرة..
ا لتفت إلى الصفوف..
كانت طويلة، وكان ثمة عشرات الأعين تطيل النظر إليه..
هامات مغموسة في الهوان
فتنقبض شفتاه على لعاب حامض.. يود لو لفظه.. !
أرتال من المخبرين تحدق
أرخى يده.. غامت الدنيا في عينيه، وعاد إلى مكانه في الصف..
وعاد الإمام.. الجمعة التالية، ليتحدث عن
<span style='color:Purple'>((( التيمم.. )))</span>
إذا خشي المرء على نفسه البرد.. !
وسأل الله المطر..
.
.
ودعى لـ (ولاة الأمر)
.
.
.
عشرون خطبة ( هذرا ) ونيف.. مرت..
ثوى هو في (غيبوبتة).. <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/face104.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':f1:'> ( حزنه ) ...
ينادي جدارا صامتا.. يسمع صداه..
/
\
/
\
<span style='color:Maroon'>الى فضفضة أخرى
ألقاكم بود</span></font>