بن دبي
24-08-02 ||, 07:59 PM
بسم الله
<span style='color:Red'>الموضوع مهم وطويل نوعاً ما فإذا كنت جوعان فكل أولاً وإن كنت تعبانة فاستريحي وإن كنتم نعسانيين فناموا .. ثم اقرأوا الموضوع بنفس مفتوحة</span>
اخواني أخواتي
أعرف شخصاً كان في قمة الإلتزام الديني بل كان ينتمي إلى جماعة من أفضل الجماعات الإسلامية وكان شغوفاً بالإعمال التجارية .. اتصل بي ذات مرة يدعوني لزيارته في مؤسسته الجديدة .. ذهبت إليه .. وإذا بي أرى عجباً.. فتيات من جنسيات عربية .. متبرجات الى درجة الإغراء .. حاول أن يعرفني عليهن .. وإذا بي أتفاجئ حين قال لي بأنه مدير هذه المؤسسة .. تفاجأت !! وفي نفس الوقت تساءلت .. كيف حدث هذا .؟ اهي المادة و أين ذهبت مبادئه ؟
عرفتها فتاة عادية في طبعها .. متبرجة نوعاً ما .. أو لنقل غير ملتزمة إسلامياً بالشكل الصحيح ... ثم اختفت فجأة ... وبعد أشهر رأيتها وقد تغيرت كلياً ... لم أعرفها في بادئ الأمر .. فقد كانت منقبة ... بل قيل لي أنها هي ذات الفتاة.. تغير سلوكها أو لنقل غيرت سلوكها فقد كانت مهذبة في التعامل مع الآخرين إلى درجة الهمس .. تحمل معها منشورات وكتيبات صغيرة توزعها على من تراهم من النساء دون الرجال .. وقيل لي أنها تدعو الناس الى الاسلام .. قلت سبحان الله يهدي من يشاء ..
وهناك قصص أخرى إخواني وأخواتي .. بل كل واحد منا عنده قصة أو اكثر من هذا النوع .. بل أجزم أن كثيراً من المنتسبين إلي الواحة قد مر بهذه التجارب شخصياً !!
واضطر هنا إلي التساؤل .. ماذا يحدث في مجتمعاتنا ؟ .. هل نعرف أين نتجه ؟ .. وكلمة المجتمع هنا أعني بها الحالة السياسية والإقتصادية والإجتماعية أي كل ما يحرك المجتمع ..
نحن اليوم نعيش مرحلة انتقالية غير ثابتة بل مرحلة متذبذبه .. لا نعيش حياة اسلامية كاملة و لا نعيش حياة غربية خالصة .. لكننا نعيش حياة مختلطة مضطربة متناقضة في كثير من جوانبها .. فمنا من يدعي انه محافظ .. ومنا من يدعي أنه منفتح .. فيها ما هو غربي أجنبي .. وفيها ماهو شرقي أو اسلامي .. وفيها ما هو محرف من عادات وقيم وفلسفات أخرى..
والذي دفعني إلى طرح هذا الموضوع الحيوي هو سؤال الأخت أسرار قلب في مداخلاتها المرأة .. أين أنت ؟ حيث تساءلت : <span style='color:Red'>كيف لنا أن نغير عقول البشر في هذا المجتمع ؟؟</span>
ولكي نعرف الإجابة على هذا التساؤل لزاما علينا أن نعرف المجتمع الذى نعيش فيه بل يجب علي الذى يريد أن يصلح ويغير ويطور أن يعرف التيارات والأفكار التي تتدافع وتتجاذب في المجتمع .. وكيف نتعامل معها ؟ .. وما الذي نريد أن نغيره ؟ .. وماهي مبادئنا التي نريد أن نطرحها للآخر ؟ .. وما هي وسائل التغيير ؟ .. وأسئلة أخري معروفة ..
الموضوع طويل وبه تفرعات واستطرادات .. وآراء متباينة لحد الخلاف في كثير من الأحيان .. وهذا ما يجب أن نعرف أولاً .. حتى نتحاشى المواجهات والمشاكل .. وبحكم أنني من الإمارات فسوف أركز الأمثلة والنقاش على الإمارات .. وأظن أن الإمارات تمثل الخليج إذا لم يكن الوطن العربي في اختلافاته الإجتماعية وتوابعها ..
بادئاً ذى بدء يجب أن نعترف بأننا مجتمعات متخلفة تقنياً وعسكرياً وسياسيا .. ولا أريد أن أقول أخلاقياً .. كثير منا منهزم داخلياً .. مجتمعنا مجتمعاً استهلاكياً .. لا ينتج بل يقدم خدمات .. بل يقدم تسهيلات ليرضى س من الناس ..
معظم الناس إن لم يكن كلهم يحبون التطور والتطوير والتغيير لأنها سنة كونية وطبيعة فطرية .. وعلى هذا فكل الأفراد والتيارات في المجتمع تسعى إلى تطوير ذاتها ومجتمعها وتغييره للحسن كل حسب مبادئه ووجهة نظره وعلى هذا فمنها المصيب ومنها المخطئ .. فلننظر الى هذه الأفكار والتيارات التطويرية في مجتمعنا .. بأنواعها
هناك بعض الأفكار تتبناها جماعات أو مؤسسات وهناك بعض الأفكار والثقافات تكون عفوية يتبناها العوام فقط لحبهم لها !!..
<span style='color:Red'>الآن وباختصار شديد ..</span>
أنواع التيارات
التيار الغربي
هناك اناس في مجتمعنا لا يرون التطور إلا باتباع النموذج الغربي .. يرون أنه لكي نغير المجتمع ونطوره يجب علينا أن نقلد الأسلوب الغربي بمحاسنه و مساوئه حتى نصل إلى مستواه .. فيرون في أمريكا مثالاً حسناً وانموذجاً يجب أن نقلده .. كما أنهم يعتقدون أن أي اسلوب آخر غير الاسلوب الغربي سوف يؤدي بنا الى التأخر والتخلف عن الحضارات الغربية المتقدمة .. ويتبني هذا الرأي معظم مؤسساتنا التعليمية ابتداءً من التربية والتعليم مروراً بجامعة الإمارات وكليات التقنية إلى الجامعات الخاصة .. وبعض وسائلنا الإعلاميه ..
كثير من كليات جامعة الإمارات اليوم تدرّس المواد باللغة الإنجليزية وأساتذتها أجانب غربيين قلباً وقالباً .. يمكن أن نختلف هنا .. ولكن لا يمكن أن نختلف في كليات التقنية .. فهي كليات قامت على أساس المنهج الغربي .. اللغة الإنجليزية فقط هي المستخدمة .. كل المدرسين أجانب إلا حفنة من العرب ليس لهم تأثير يذكر على سياسة الكليات .. ثم الجامعات الخاصة .. وكلها تدرس باللغة الإنجليزية ..
التيار الديني
هناك فئة من الناس في مجتمعنا يعتقدون أن الدين هو الأساس ولا يمكن أن يتغير مجتمع مسلم إلا بالرجوع الى الدين .. ويرون في الغرب و كل ما فيه سوء .. ومكر .. ولايمكن أن ينفعنا بشيء ولا يمكن أن نثق فيه .. بل يجعلونه عدواً لدوداً لهم ولمجتمعهم ويمثل هذا التيار بعض المعاهد الدينيه .. كما يمثلهم بعض المشايخ والتجمعات ..
تيارات العوام وهي التي لا تلتزم بفكر معين
هناك تيار الترف وهمه فقط الحياة يأكل ويعيش ، يلعب و يمرح لاتهمه المبادىء أو القيم .. إن كان مع ملتزمين تابعهم معهم .. وإن كان مع فساق شاركهم .. ليس له هم المجتمع وإنما همه السيارة والبيت والتلفون وآخر الصيحات من الأغاني .. وغيرها من الأمور الحياتية الأخرى .. ليس له مبدأ يدعو إليه .. ويمثل هذا التيار وسائل الإعلام الترفيه في كل البلدان الخليجية ..
ويلحق بهذا التيار أو قريب منه التيار اللامبالي ليس له هم في الحياة ألا العيش بسلام .. لايتعب نفسه بالتفكير كثيراً .. لا يهمه التغيرات التى تصيب المجتمع .. لا يهمه المجتمع كله مدام لايصيبه هو شيئ يظن أن هذه التغيرات لن تصيبه هو بل ستأثر على غيره ..
ثم تيار المنتفعين أو الوصوليين .. هدفهم ومحركهم الوحيد المادة .. فتراهم في دوائر الأراضى والبلديات والدوائر المحلية والدواوين الحكومية .. هؤلاء لهم تأثير عجيب على أصحاب القرار .. وهم دائماً أصحاب واسطة .. لماذا ؟ !!
ويأتي مع هذه التيارات التيار التائه فهو خليط من كل هذه التيارات أو من معظمها يحب أن يتطور ولكن لا يدري كيف و لايعرف أين يبدأ فهو خير في ذاته أو لنقل مستقيماً نوعاً ما .. ولكن يعمل بعض المحرمات أو يستهين بها .. يفكر أحياناً ويقلد الأخرين أحياناً أخرى ويظن كثيرا منهم أن هذا هو أسلم وأسهل اسلوب للحياة .. و تيارات العوام هي الأكثر إنتشاراً في المجتمع .. وهؤلاء هم أسهل الناس وأسرعهم تغيراً وتأثيراً عليه لتذبذبهم وحبهم للخير ..
التيار الإسلامي
وهناك التيار الإسلامي المثقف الواعي له مبدأ إسلامي واضح يعرف ماذا يريد
لا يظن أن الدين هو صلاة وصوم وعبادات فقط بل الإسلام عنده في كل أمور الحياة في العبادات في الإقتصاد في السياسة وحتى في الأمور الحياتية اليومية و يمثل هذا التيار جمعية الإصلاح وجمعية المعلمين .. فهم يأخذون ما صلح من الغرب ويكيفونه بما يتناسب مع الدين الإسلامي حسب اجتهادهم .. لا يحاربون الغرب لكونه غربي .. بل يؤمنون بأن الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق الناس بها .. كما يمثل هذا التيار الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي .. كما أن كثير من المثقفين الإسلاميين الذين درسوا في الغرب ينتمون إلي هذا التيار .
ويمكن أن نلحق بهذا التيار ، التيار الجهادي ..
التيار القومي
وهناك تيار القوميين العرب الذين يرون التطور والتقدم والخلاص بالرجوع إلى القومية العربية وإقامة دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج ويمثلهم الناصريين وجريدة الخليج وبعض الجرائد القومية الأخرى .. مع العلم أن كثير منهم مسلمون إلا أن الصلة القومية العربية عندهم أقوى من الدين ..
التيار الشيعي
وهناك التيار الشيعي .. له تأثير فعال في بعض الامارات إمارة أو أمارتين فقط ويضعف وجوده في باقي الإمارات ..
تيارات أخرى
هذه التيارات هي السواد الأعظم من المجتمع وهناك تيارات أخرى ولكنها ليست ذات تأثير قوي كالشيوعيين والاشتراكيين والملاحدة والقوميين والبعثيين .. وغيرها من الفلسفات الأخرى.
ويجب أن تعرف أيها القارئ أن معظم هذه التيارات تتصارع مع بعضها البعض وكل منها يظن أنه على صواب والباقيين على خطأ...
كما أن هناك كثير من الناس من يأخذ شيئا من كل هذه التيارات فتراه اسلامياً في بعض تصرفاته و لا مبالياً في بعضها وغربياً في أحياناً منها ... فهو خليط من كل هذه التيارات ....
ثم ماذا .....
الآن وقد عرفتم هذه الأفكار والتيارات ... هل يحق لنا أن نسأل .. أين أنت من هذه التيارات والأفكار .. ؟ هل تنتمي إلى واحد من هذه المعتقدات أو الأفكار .. أم أنت خليط من هذا كله !!! و ما الذي يجعل معتقدك أو فكرك أفضل من التيارات الأخرى ..
ها أنت قد عرفت التيارات التي تؤثر في المجتمع .. ماذا تنوي أن تفعل ..؟ كيف يمكنك أو يمكن لفكرك ومعتقدك إن كان لك فكرا تتبعه أن يؤثر على باقي المعتقدات والأفكار ليصبح معتقدك هو المسير لحياة الناس في المجتمع ؟ .. ليس بالقوة ولكن بالإقناع .. بالحكمة .. بالقدوة الحسنة .
من هنا نبدأ مرحلة جديدة من مراحل التغيير والتطوير والتأثير على الأخرين مرحلة النمو الذاتي والإجتماعي مرحلة معرفة ما يدور حولنا
كما قيل " التجاذب والتدافع في المجتمع مظهر من مظاهر الحياة البشرية و لأن الجمود صفة لا وجود لها في الحياة ، فالحياة حركة وتغير . ولو أراد الناس الجمود وقصدوا اليه ما استطاعوه "
ولعل النقاش يثمر عن فائدة أكبر .. ويثري الموضوع أكثر ..
هذا ما جادت به قريحتي فإن أصبت فمن ربي الهادي .. وإن أخطأت وأنا بشر فمن نفسي والشيطان ..
وصدري وعقلي مفتوحان للمداخلات والمناقشات ..
أخوكم قطب
<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/xmas.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':max:'>
<span style='color:Red'>الموضوع مهم وطويل نوعاً ما فإذا كنت جوعان فكل أولاً وإن كنت تعبانة فاستريحي وإن كنتم نعسانيين فناموا .. ثم اقرأوا الموضوع بنفس مفتوحة</span>
اخواني أخواتي
أعرف شخصاً كان في قمة الإلتزام الديني بل كان ينتمي إلى جماعة من أفضل الجماعات الإسلامية وكان شغوفاً بالإعمال التجارية .. اتصل بي ذات مرة يدعوني لزيارته في مؤسسته الجديدة .. ذهبت إليه .. وإذا بي أرى عجباً.. فتيات من جنسيات عربية .. متبرجات الى درجة الإغراء .. حاول أن يعرفني عليهن .. وإذا بي أتفاجئ حين قال لي بأنه مدير هذه المؤسسة .. تفاجأت !! وفي نفس الوقت تساءلت .. كيف حدث هذا .؟ اهي المادة و أين ذهبت مبادئه ؟
عرفتها فتاة عادية في طبعها .. متبرجة نوعاً ما .. أو لنقل غير ملتزمة إسلامياً بالشكل الصحيح ... ثم اختفت فجأة ... وبعد أشهر رأيتها وقد تغيرت كلياً ... لم أعرفها في بادئ الأمر .. فقد كانت منقبة ... بل قيل لي أنها هي ذات الفتاة.. تغير سلوكها أو لنقل غيرت سلوكها فقد كانت مهذبة في التعامل مع الآخرين إلى درجة الهمس .. تحمل معها منشورات وكتيبات صغيرة توزعها على من تراهم من النساء دون الرجال .. وقيل لي أنها تدعو الناس الى الاسلام .. قلت سبحان الله يهدي من يشاء ..
وهناك قصص أخرى إخواني وأخواتي .. بل كل واحد منا عنده قصة أو اكثر من هذا النوع .. بل أجزم أن كثيراً من المنتسبين إلي الواحة قد مر بهذه التجارب شخصياً !!
واضطر هنا إلي التساؤل .. ماذا يحدث في مجتمعاتنا ؟ .. هل نعرف أين نتجه ؟ .. وكلمة المجتمع هنا أعني بها الحالة السياسية والإقتصادية والإجتماعية أي كل ما يحرك المجتمع ..
نحن اليوم نعيش مرحلة انتقالية غير ثابتة بل مرحلة متذبذبه .. لا نعيش حياة اسلامية كاملة و لا نعيش حياة غربية خالصة .. لكننا نعيش حياة مختلطة مضطربة متناقضة في كثير من جوانبها .. فمنا من يدعي انه محافظ .. ومنا من يدعي أنه منفتح .. فيها ما هو غربي أجنبي .. وفيها ماهو شرقي أو اسلامي .. وفيها ما هو محرف من عادات وقيم وفلسفات أخرى..
والذي دفعني إلى طرح هذا الموضوع الحيوي هو سؤال الأخت أسرار قلب في مداخلاتها المرأة .. أين أنت ؟ حيث تساءلت : <span style='color:Red'>كيف لنا أن نغير عقول البشر في هذا المجتمع ؟؟</span>
ولكي نعرف الإجابة على هذا التساؤل لزاما علينا أن نعرف المجتمع الذى نعيش فيه بل يجب علي الذى يريد أن يصلح ويغير ويطور أن يعرف التيارات والأفكار التي تتدافع وتتجاذب في المجتمع .. وكيف نتعامل معها ؟ .. وما الذي نريد أن نغيره ؟ .. وماهي مبادئنا التي نريد أن نطرحها للآخر ؟ .. وما هي وسائل التغيير ؟ .. وأسئلة أخري معروفة ..
الموضوع طويل وبه تفرعات واستطرادات .. وآراء متباينة لحد الخلاف في كثير من الأحيان .. وهذا ما يجب أن نعرف أولاً .. حتى نتحاشى المواجهات والمشاكل .. وبحكم أنني من الإمارات فسوف أركز الأمثلة والنقاش على الإمارات .. وأظن أن الإمارات تمثل الخليج إذا لم يكن الوطن العربي في اختلافاته الإجتماعية وتوابعها ..
بادئاً ذى بدء يجب أن نعترف بأننا مجتمعات متخلفة تقنياً وعسكرياً وسياسيا .. ولا أريد أن أقول أخلاقياً .. كثير منا منهزم داخلياً .. مجتمعنا مجتمعاً استهلاكياً .. لا ينتج بل يقدم خدمات .. بل يقدم تسهيلات ليرضى س من الناس ..
معظم الناس إن لم يكن كلهم يحبون التطور والتطوير والتغيير لأنها سنة كونية وطبيعة فطرية .. وعلى هذا فكل الأفراد والتيارات في المجتمع تسعى إلى تطوير ذاتها ومجتمعها وتغييره للحسن كل حسب مبادئه ووجهة نظره وعلى هذا فمنها المصيب ومنها المخطئ .. فلننظر الى هذه الأفكار والتيارات التطويرية في مجتمعنا .. بأنواعها
هناك بعض الأفكار تتبناها جماعات أو مؤسسات وهناك بعض الأفكار والثقافات تكون عفوية يتبناها العوام فقط لحبهم لها !!..
<span style='color:Red'>الآن وباختصار شديد ..</span>
أنواع التيارات
التيار الغربي
هناك اناس في مجتمعنا لا يرون التطور إلا باتباع النموذج الغربي .. يرون أنه لكي نغير المجتمع ونطوره يجب علينا أن نقلد الأسلوب الغربي بمحاسنه و مساوئه حتى نصل إلى مستواه .. فيرون في أمريكا مثالاً حسناً وانموذجاً يجب أن نقلده .. كما أنهم يعتقدون أن أي اسلوب آخر غير الاسلوب الغربي سوف يؤدي بنا الى التأخر والتخلف عن الحضارات الغربية المتقدمة .. ويتبني هذا الرأي معظم مؤسساتنا التعليمية ابتداءً من التربية والتعليم مروراً بجامعة الإمارات وكليات التقنية إلى الجامعات الخاصة .. وبعض وسائلنا الإعلاميه ..
كثير من كليات جامعة الإمارات اليوم تدرّس المواد باللغة الإنجليزية وأساتذتها أجانب غربيين قلباً وقالباً .. يمكن أن نختلف هنا .. ولكن لا يمكن أن نختلف في كليات التقنية .. فهي كليات قامت على أساس المنهج الغربي .. اللغة الإنجليزية فقط هي المستخدمة .. كل المدرسين أجانب إلا حفنة من العرب ليس لهم تأثير يذكر على سياسة الكليات .. ثم الجامعات الخاصة .. وكلها تدرس باللغة الإنجليزية ..
التيار الديني
هناك فئة من الناس في مجتمعنا يعتقدون أن الدين هو الأساس ولا يمكن أن يتغير مجتمع مسلم إلا بالرجوع الى الدين .. ويرون في الغرب و كل ما فيه سوء .. ومكر .. ولايمكن أن ينفعنا بشيء ولا يمكن أن نثق فيه .. بل يجعلونه عدواً لدوداً لهم ولمجتمعهم ويمثل هذا التيار بعض المعاهد الدينيه .. كما يمثلهم بعض المشايخ والتجمعات ..
تيارات العوام وهي التي لا تلتزم بفكر معين
هناك تيار الترف وهمه فقط الحياة يأكل ويعيش ، يلعب و يمرح لاتهمه المبادىء أو القيم .. إن كان مع ملتزمين تابعهم معهم .. وإن كان مع فساق شاركهم .. ليس له هم المجتمع وإنما همه السيارة والبيت والتلفون وآخر الصيحات من الأغاني .. وغيرها من الأمور الحياتية الأخرى .. ليس له مبدأ يدعو إليه .. ويمثل هذا التيار وسائل الإعلام الترفيه في كل البلدان الخليجية ..
ويلحق بهذا التيار أو قريب منه التيار اللامبالي ليس له هم في الحياة ألا العيش بسلام .. لايتعب نفسه بالتفكير كثيراً .. لا يهمه التغيرات التى تصيب المجتمع .. لا يهمه المجتمع كله مدام لايصيبه هو شيئ يظن أن هذه التغيرات لن تصيبه هو بل ستأثر على غيره ..
ثم تيار المنتفعين أو الوصوليين .. هدفهم ومحركهم الوحيد المادة .. فتراهم في دوائر الأراضى والبلديات والدوائر المحلية والدواوين الحكومية .. هؤلاء لهم تأثير عجيب على أصحاب القرار .. وهم دائماً أصحاب واسطة .. لماذا ؟ !!
ويأتي مع هذه التيارات التيار التائه فهو خليط من كل هذه التيارات أو من معظمها يحب أن يتطور ولكن لا يدري كيف و لايعرف أين يبدأ فهو خير في ذاته أو لنقل مستقيماً نوعاً ما .. ولكن يعمل بعض المحرمات أو يستهين بها .. يفكر أحياناً ويقلد الأخرين أحياناً أخرى ويظن كثيرا منهم أن هذا هو أسلم وأسهل اسلوب للحياة .. و تيارات العوام هي الأكثر إنتشاراً في المجتمع .. وهؤلاء هم أسهل الناس وأسرعهم تغيراً وتأثيراً عليه لتذبذبهم وحبهم للخير ..
التيار الإسلامي
وهناك التيار الإسلامي المثقف الواعي له مبدأ إسلامي واضح يعرف ماذا يريد
لا يظن أن الدين هو صلاة وصوم وعبادات فقط بل الإسلام عنده في كل أمور الحياة في العبادات في الإقتصاد في السياسة وحتى في الأمور الحياتية اليومية و يمثل هذا التيار جمعية الإصلاح وجمعية المعلمين .. فهم يأخذون ما صلح من الغرب ويكيفونه بما يتناسب مع الدين الإسلامي حسب اجتهادهم .. لا يحاربون الغرب لكونه غربي .. بل يؤمنون بأن الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق الناس بها .. كما يمثل هذا التيار الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي .. كما أن كثير من المثقفين الإسلاميين الذين درسوا في الغرب ينتمون إلي هذا التيار .
ويمكن أن نلحق بهذا التيار ، التيار الجهادي ..
التيار القومي
وهناك تيار القوميين العرب الذين يرون التطور والتقدم والخلاص بالرجوع إلى القومية العربية وإقامة دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج ويمثلهم الناصريين وجريدة الخليج وبعض الجرائد القومية الأخرى .. مع العلم أن كثير منهم مسلمون إلا أن الصلة القومية العربية عندهم أقوى من الدين ..
التيار الشيعي
وهناك التيار الشيعي .. له تأثير فعال في بعض الامارات إمارة أو أمارتين فقط ويضعف وجوده في باقي الإمارات ..
تيارات أخرى
هذه التيارات هي السواد الأعظم من المجتمع وهناك تيارات أخرى ولكنها ليست ذات تأثير قوي كالشيوعيين والاشتراكيين والملاحدة والقوميين والبعثيين .. وغيرها من الفلسفات الأخرى.
ويجب أن تعرف أيها القارئ أن معظم هذه التيارات تتصارع مع بعضها البعض وكل منها يظن أنه على صواب والباقيين على خطأ...
كما أن هناك كثير من الناس من يأخذ شيئا من كل هذه التيارات فتراه اسلامياً في بعض تصرفاته و لا مبالياً في بعضها وغربياً في أحياناً منها ... فهو خليط من كل هذه التيارات ....
ثم ماذا .....
الآن وقد عرفتم هذه الأفكار والتيارات ... هل يحق لنا أن نسأل .. أين أنت من هذه التيارات والأفكار .. ؟ هل تنتمي إلى واحد من هذه المعتقدات أو الأفكار .. أم أنت خليط من هذا كله !!! و ما الذي يجعل معتقدك أو فكرك أفضل من التيارات الأخرى ..
ها أنت قد عرفت التيارات التي تؤثر في المجتمع .. ماذا تنوي أن تفعل ..؟ كيف يمكنك أو يمكن لفكرك ومعتقدك إن كان لك فكرا تتبعه أن يؤثر على باقي المعتقدات والأفكار ليصبح معتقدك هو المسير لحياة الناس في المجتمع ؟ .. ليس بالقوة ولكن بالإقناع .. بالحكمة .. بالقدوة الحسنة .
من هنا نبدأ مرحلة جديدة من مراحل التغيير والتطوير والتأثير على الأخرين مرحلة النمو الذاتي والإجتماعي مرحلة معرفة ما يدور حولنا
كما قيل " التجاذب والتدافع في المجتمع مظهر من مظاهر الحياة البشرية و لأن الجمود صفة لا وجود لها في الحياة ، فالحياة حركة وتغير . ولو أراد الناس الجمود وقصدوا اليه ما استطاعوه "
ولعل النقاش يثمر عن فائدة أكبر .. ويثري الموضوع أكثر ..
هذا ما جادت به قريحتي فإن أصبت فمن ربي الهادي .. وإن أخطأت وأنا بشر فمن نفسي والشيطان ..
وصدري وعقلي مفتوحان للمداخلات والمناقشات ..
أخوكم قطب
<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/xmas.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':max:'>